جديد النشر في الثقافة الشعبية
العدد 5 - جديد النشر
تنوعت مصادر جديد النشر في هذا العدد إذ استطعنا الحصول على عدد من الإصدارات الحديثة في كل من مصر وليبيا والإمارات العربية ودولة قطر والمملكة العربية السعودية والكويت.. حيث استعنا هذه المرة بدور النشر التي احتفى بها معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام. وهى مناسبة تتلاقى فيها الثقافات العربية جنباً إلى جنب، حيث لايفصل بين دور عربية وأخرى سوى بضعة أمتار.. هي في النهاية مناسبة للتعرف على الجديد. وإن كنا قد اقتربنا من بعض الإصدارات التي يعود تاريخها لعامي 2004 و2005 ووجدناها جديرة بالعرض. كما حفلت الإصدارات بموضوعات جديدة في العادات والمعتقدات والأدب الشعبي وفنون الحرف، إلى جانب الموسوعات والمعاجم المتخصصة والدوريات العربية.
القضاء العرفي ولهجة الإمارات:
أصدر مركز زايد للتراث والتاريخ كتابين هامين خلال 2008 الأول بعنوان «معجم ألفاظ لهجة الإمارات وتأصيلها» وقد دون ألفاظ المعجم وحققها بإرجاعها إلى أصولها وذكر معانيها الأصيلة وتتبع التغيرات التي طرأت عليها مجموعة من الأساتذة المتخصصين، هم الأستاذ الدكتور عبد الفتاح الجموز والدكتور فايز القيسي والأستاذة شيخة الجابري. على حين قام الأستاذ محمد المر بمراجعة ألفاظ المعجم وتهذيبها وتنقيحها. ويشير السيد سلطان بن زايد آل نهيان في تقديمه للمعجم إلى أن تأصيل مفردات لهجة الإمارات وتعابيرها المختلفة يردها على أصولها الفصيحة في العربية ومن ثم فإن هذا التأصيل يمثل سبيلاً إلى ربطها بلغتنا الأم. ويهدف المعجم إلى توثيق استخدام الألفاظ ومرادفاتها ويؤصلها مستفيداً من المناهج المتبعة في المعاجم العربية والعالمية وطرائقها التي تخدم القارئ المعاصر مستفيداً – كلما دعت الحاجة – بالرسوم الإيضاحية والصور. كما استخدم القائمون على المعجم العناصر اللونية في تدوين المفردة باللون الأحمر والمرادفات أو طرائق النطق بلون أزرق. وقد ذيلت المراجع والمصادر التي أصلت المفردات بأسفل كل صفحة. وقد اعتمد القائمون على المعجم المنهج الوصفي في الكشف عما يمكن أن توسم به هذه اللهجة الإماراتية. كما اعتمدوا على المنهج التاريخي للكشف عن تغير اللفظة ، ويتخلل المنهجين التحليل والتفسير والمقارنات بين لهجة وأخرى أحياناً.
أما الكتاب الثاني الذي صدر عن مركز زايد للتراث والتاريخ فهو بعنوان «القضاء العرفي في مجتمع الإمارات» للأستاذين الدكتور محمد ابراهيم منصور والدكتورة سهير عبد العزيز محمد يوسف. ويقع الكتاب في 207 صفحة تعرض فيه المؤلفان للإطار النظري والمنهجي من مفاهيم ودراسات سابقة ومراحل جمع البيانات. وقد تلخصت أهداف الدراسة في تسجيل وتوثيق كل ما يتصل بالقانون العرفي في مجتمع الإمارات بهدف حفظ هذا التراث من الاندثار. كما حددت الأساليب المتبعة في القضاء العرفي ومقارنتها بتلك المتبعة في القضاء الرسمي في جميع ما يتعلق بعملية التقاضي، ابتداء من لحظة رفع الدعوى وحتى لحظة الفصل النهائي فيها، ومدى اتساق هذه الأساليب والإجراءات مع عناصر التراث والثقافة في المجتمع الإماراتي. ويكشف المؤلفان في النهاية عن العوامل التاريخية والبنائية التي عملت على استمرار القضاء العرفي أساساً لحل الخلافات على مستوى الفرد والجماعة. وقد بدأ المؤلفان في عرض هذه الأهداف خلال فصول الكتاب التي تناولت البيئة الطبيعية والتشكيل الاجتماعي والسياسي لمجتمع الإمارات، ثم انتقلا لرصد طبيعة القانون العرفي بالإمارات ومبادئه وإجراءاته، ثم القضاء العرفي وخصائصه من خلال تحليل البيانات. كما خصص المؤلفان فصلاً لأنواع القضايا العرفية وعقوباتها، وأخيراً القضاة العرفيون مع رصد نماذج من رواد القضاء العرفي الإماراتي.
الطب الشعبي:
فى مجال المعتقدات الشعبية صدرت حديثاً الطبعة الأولى 2007 من كتاب الطب الشعبي: الممارسات الشعبية في دلتا مصر دراسة أنثروبولوجية في قرى محافظة الدقهلية للدكتور محمد غنيم، وحفل الكتاب بالعديد من المعلومات الأساسية حول منطقة الدقهلية التي تمثل محافظات الدلتا المصرية. وشرح المؤلف المنهج المتبع في بحث الموضوع. ثم انتقل لبحث مفهوم الطب الشعبي وملامحه في التراث الأنثروبولوجي كالطب التقليدي وطب الأعشاب والطب البديل، مشيراً إلى أن الطب الشعبي يهدف بممارساته إلى الوقاية من الأمراض وعلاجها سواء من خلال اللجوء إلى المعالجين المحترفين أو اللجوء لكبار لسن ممن يمتلكون الخبرات المتوارثة. ثم يرصد الممارسات الشعبية العلاجية وكذا الممارسين الشعبيين داخل مجتمع الدراسة وقد صنفهم لعدة أنواع حسب وظيفة كل منهم، وهم : المجبراتي - الحلاق المعالج - العشاب المعالج – الداية – الدمارة . كما بحث المؤلف موضوع الطب الشعبي والممارسات الدينية الشعبية كأحد وسائل الطب الشعبي. منتهياً برصد العوامل الاجتماعية ودورها فى ظهور نمط المعتقدات الشعبية ويأتي في مقدمتها العامل النفسي للفرد ومروره ببعض الأزمات. كما يشير لهذه الممارسات كعملية إسقاطية لأسباب فشل ورغبة فى مناهضة المجتمع. كما أن وسائل الإعلام تلعب دوراً في تأكيد وصدق كثير من ظواهر المعتقد الشعبي.
تحية ووفاء للنجار من جامعة الكويت:
هذا الكتاب استطعنا الحصول على نسخة منه نهاية 2008. ويحمل عنوان «تحية ووفاء: كتاب تذكاري للمرحوم الأستاذ الدكتور محمد رجب النجار» وقد صدرت طبعته الأولى عام 2006 عن قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب، جامعة الكويت. وتعود أهمية الكتاب بداية لهذه اللفتة الكريمة من القائمين على قسم اللغة العريبة بالكلية لإنجاز هذا العمل وفى مقدمتهم أعضاء لجنة الكتاب التذكاري ومقررتها الأستاذة الدكتورة نورية الرومي. وهو لمسة وفاء لواحد من رواد التراث الشعبي الذي عمل بجامعة الكويت لسنوات طوال. كما تعود أهمية الكتاب أيضاً للمنهج الذي صدر به حيث بدأ قسمه الأول بكلمة اللجنة المشرفة على إعداد الكتاب التذكاري وكلمة رئيس قسم اللغة العربية، ثم كلمة عميد كلية الآداب، ثم كلمة السيد بدر عبد الله المدير والأمين العام المساعد. وينتهي هذا القسم بقصيدة (إلى الصديق محمد رجب النجار في أكرم جوار) لسعد مصلوح. يتبع ذلك القسم الثاني الذي خصص للشهادات، وهى مجموعة من الشهادات لكل من: علاء محمد رجب النجار – أماني محمد رجب النجار – أ.د. سليمان الشطي – د.سليمان العسكري – أ.د.عبد المالك التميمي – د.عبد الله المهنى – د.صلاح راشد الناجم – د.فاطمة آل خليفة– د.محمد الحداد. أما القسم الثالث فقد خصص لمجموعة دراسات عن النجار وجهوده البحثية، وقد كتب في هذا القسم مجموعة من الأساتذة والباحثين هم: مسعود شومان الذي كتب بحثاً بعنوان «مقاربة أولية في المشروع العلمي»، د.مصطفى جاد بعنوان «ريادة النجار في تأصيل منهج بحث التراث الشعبي العربي، د.أحمد الهواري بعنوان «الشطار والعيارون: قراءة في مجتمع المهمشين»، د.أشرف أحمد حافظ بعنوان «قضايا نقدية في كتاب النثر العربي القديم»، د.أحمد عبد التواب بعنوان «إشكالية كليلة ودمنة بين الترجمة والتأليف». والقسم الرابع حمل عنوان «دراسات في الفولكلور والسرد العربي القديم» وقد حوى مجموعة أبحاث في الأدب الشعبي بدأت بدراسة د.أحمد مرسي بعنوان «المأثورات الشعبية: تعبيرات الفولكلور والمعارف المأثورة ودور التسجيل وقواعد البيانات في الحفاظ عليها»، د.إبراهيم الشمسان بعنوان «حكايات من نجد»، د.إبراهيم حور بعنوان «رذاذ اللغة عند عز الدين المناصرة»، د. نورية الرومي بعنوان «الشاعرمنصور الخرقاوي بين القيم الاجتماعية والقيم الفنية»، د.وسمية المنصور بعنوان «وقفات مع النوادر والملح العربية»، د.تركي المغيض بعنوان «الرموز الشعبية الأسطورية فى نماذج من الشعر العربي المعاصر»، د.شوقي عبد القوي بعنوان «كتب العجائب والغرائب»، د.نسيمة الغيث بعنوان «الحكيم والتناص الشعبي الحقيقة كاملة في مساحات شاغرة». أما القسم الخامس والأخير فقد خصص لمجموعة دراسات مهداة إلى رجب النجار، وهي دراسة د.جابر عصفور بعنوان «النزعة الماضوية»، د.جسم الفهيد بعنوان «الحلة البعلبكية من دمشق الشام إلى بعلبك»، د.وضحة الميعان بعنوان «ابن البطليوسي وجهوده في تحقيق النصوص من خلال كتابه الحلل في شرح أبيات الجمل». واختتم الكتاب بمجموعة من المقالات الصحفية التي تناولت رجب النجار وجهوده العلمية.
كتابان حول الحكاية الشعبية:
خلال عام 2008 صدر كتابان حول الحكايات الشعبية، الكتاب الأول بعنوان «المرأة والحدوتة: دراسة فى الإبداع الحكائي الشعبي للمرأة المصرية» جمع ودراسة د. خالد أبو الليل، وصدر الكتاب في طبعته الأولى عن دار العين للنشر. وقد قسم المؤلف كتابه لقسمين رئيسيين الأول للدراسة النظرية تناول فيها الحدوتة كنوع أدبي شعبي، ثم انتقل لتعريف الحدوتة مشيراً إلى أن المصطلح يثير مشكلة بين الدارسين ويقترح تعريفاً للحدوتة بأنها نص سردي قصير تتناقله الجماعة الشعبية له بناء شكلي محدد. معظم رواته/راوياته من النساء ومعظم جمهوره من الأطفال. للخوارق فيها الدور الأكبر فموضوعه عبارة عن بقايا ديانات وأساطير قديمة. ويرتبط بأداء وظائف أساسية كالتعليم والمحاكاة والتسلية. ومن خلال هذا التعريف يعرض المؤلف للحدوتة كفن نسائي. ثم يتناول الحدوتة من حيث الصوت النسائي والتعبير عن قضايا المرأة. ثم يعرض لقصة «الست زرارة» بين الرؤية الذكورية والرؤية النسائية. وقد خصص القسم الثاني من الكتاب للتعريف بالراويات ونصوص الحواديت الشفاهية المجموعة. وتكشف النصوص الميدانية عن تنوع جغرافي حيث جمع المؤلف الحواديت من راويات مراكز سنورس وإطسا وطامية والفيوم وإبشواي.
أما الكتاب الثاني فهو بعنوان «حكايات شعبية فرعونية» لجاستون ماسبيرو وترجمة فاطمة عبد الله محمود ومراجعة د. محمود ماهر طه. وقد صدرت طبعته الأولى عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2008 سلسلة مصريات. ويضم الكتاب مقدمة علمية للمراجع، ومقدمة أخرى موسعة للمؤلف أعقبهما نصوص الحكايات الفرعونية الشهيرة وهى: حكاية الأخوين - حكاية الأمير والقدر المحتوم - حكاية ساتنى – خع إم واس - كيف تمكن «تحوتى»من الاستيلاء على مدينة يافا - مغامرات سنوهى - قصة الملاح الغريق - حكاية رمبسينيتوس(رمسيس سانيت). ثم خصص المؤلف جزءاً لبعض المقتطفات من الكتب وهى مجموعة من الحكايات يرى المؤلف أنها ستكون كافية لإعطاء القاعدة العريضة من الناس فكرة عن الأدب الروائي لدى المصريين، وهذه الحكايات هي: مقطع من قصة خرافية- حكاية الفلاح الفصيح - الصراع بين أبو فيس وسقننرع- ثلاث قطع من حكاية عن الأشباح - قصة البحار - حكاية الحيلة الخبيثة التي قام بها النحات «بيتيزيس»ضد الملك «نختانبو».
أزياء الشعوب العربية:
وفى مجال فنون التشكيل الشعبي أصدر المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث مجلدا ضخما بعنوان «عرض أزياء الشعوب العالمي» ضمن مهرجان الدوحة الثقافي 2007 من إعداد مركز الإبداع الشعبي. وتصوير مشاعل المهندي، وعائشة آل إسحاق. وتصميم جو طارق ابو عسلي. يضم المجلد نماذج موثقة للأزياء في عدة دول عربية، منها ثمانية أنواع من الزي الشعبي القطري هي: لباس «الزبون» و«بشت البرقة» و«دقلة» و«ثوب نقدة» و«عباءة بودي» و«دراعة خصوصي عنابية» و«ثوب نشل مفحح» و«بخنق نقدة». أما دولة الإمارات فقد حظيت بثلاثة أنواع هي: «ثوب وكندورة» و«كندورة عربية» و«عباءة سويعية». أما البحرين فقد عرض لها أزياء «لباس العروس» و«جلابية حرير هندي» و«ثوب نشل». ومن الجمهورية اليمنية: أزياء من حضرموت وصنعاء وشبوة. ومن الكويت: «عباءات وثوب نشل كويتي». ومن سلطنة عمان: أزياء من مناطق مسندم وظفار. ومن سوريا: أزياء عرس من حماة وحلب ودمشق وجبل العرب وحوران. أما فلسطين فقد عرض لها أزياء من بيت لحم وبيت دجن فضلاً عن قماش المجدل، وزى القمباز الرجالي. ومن مصر نماذج من الزى الفلاحي والصعيدي والبدوي والسيناوي. ومن السودان الثوب السوداني والجلابية السودانية الرجالية وزي الرجال في شرق السودان وأزياء العروس والعريس السودانية. أما دولة تونس فقد عرض لها نماذج من «لباس الجنوب التونسي» و«لباس الشمال التونسي» واللباس التقليدي للرجال. وفى المغرب نماذج من أزياء شرق المغرب وشمال المغرب ومدينة الرباط ومراكش. كما حفل الكتاب بنماذج من الأزياء الإيرانية في مناطق رودسر شمال إيران وأكراد إيران ومحافظة لارستان. أما باقي الكتاب فقد احتفل بنماذج من أزياء بعض الدول غير العربية منها: باكستان– قبرص– سلطنة بروناي– اليابان - فنزويلا– جنوب إفريقيا– الفلبين– الهند– البوسنة والهرسك. وقد احتوى كل زي بنموذج مصور وتوصيف مختصر وترجمة إنجليزية.
كتابان حول الحرف التقليدية:
في مجال الحرف التقليدية يطالعنا جديد النشر بكتابين مهمين الأول صدر عام 2008 عن الصندوق الاجتماعي للتنمية برئاسة مجلس الوزراء المصري، يضم أبحاث المؤتمر القومي الثالث لإحياء التراث الصناعي المصري، والذي أقامه صالون التراث والصناعات التقليدية تحت رعاية السيدة سوزان مبارك ، وقد صدرت الأبحاث تحت عنوان «توظيف مفردات التراث المصري في تصميم منتجات حديثة ومتطورة». وقد رأس المؤتمر السيد محمد هاني سيف النصر أمين عام الصندوق الاجتماعي للتنمية. وكشفت الأبحاث المقدمة عن تنوع في التناول ووضوح في الأفكار المرتبطة بهذا المشروع. وقد بدأ الكتاب بدراسة ابراهيم يحيى ابراهيم حول «مشروع الصندوق الاجتماعي للتنمية لإحياء التراث والصناعات التقليدية: الأهمية.. والضرورة.. والمنطلقات». كما قدمت الدكتورة سلوى أبو العلا محمود عباس دراسة حول زيادة القدرة التنافسية لطلاب الجامعة لتعزيز فاعليتها في احتياجات سوق العمل. وعرضت د.نجلاء أحمد أدهم لرؤية متطورة للتصميمات الطباعية مستفيدة من التراث المصري للمنتجات الوظيفية. أما الدكتورة بسمة مرتضى فودة فقد عرضت لرؤى مبتكرة للدمج بين التراث والحداثة في التصميم الاعلاني. وفي طار العمارة البيئية قدم الدكتور محمد المندراوى بحثاً حول تقنين المعالجات التراثية والبيئية لتصميم نوافذ ألومونيوم تلائم المسكن المصري. وفى إطار بحث توظيف الحرف التقليدية عرض الدكتور يسري رشاد لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في تصميم منسوجات حرفية يدوية لتسهيل تسويقها إلكترونياً. أما الدكتور محمد درغام فقد كتب حول الاستفادة من القيم الجمالية للخيوط الزخرفية في تطوير منتجات الكليم اليدوي. على حين عرضت الدكتورة سهير الدرملي لدراسة أنثروبولوجية للصناعات التقليدية بين الأصالة والمعاصرة. كما قدم الدكتور خالد محمد جاد سعيد دراسة حول التحليل الاستراتيجي لأنشطة إدارة تطوير خطة المنتج المعدني كأحد منتجات الصناعات التقليدية. وفى إطار بحث الأزياء قدمت الدكتورة هبة محمد عكاشة الصايغ بحثاً بعنوان ابتكارات أزياء المرأة في عصر المصري القديم «الفرعوني». وقد اشترك كل من الدكتورة ميرفت عبد الفتاح ابو العنين والدكتورة فاطمة على متولي في إعداد دراسة حول ابتكار منتجات نسجية مصرية متعددة الاستخدامات تخضع لمعايير ضبط الجودة. والدراسة الأخيرة للدكتور حسام الدين فاروق النحاس حول نظم إكساب اللون بالأسطح الزجاجية تكنولوجياًُ وجمالياً».
الكتاب الثاني فى مجال الحرف التقليدية صدر بعنوان «من التراث الشعبي: المشغولات المعدنية» للدكتورة منى كامل العيسوي. وقد صدرت طبعته الأولى عام 2008 عن دار عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية. اشتمل الكتاب على ثمانية فصول بدأتها المؤلفة بعرض للبعد التاريخي لتشغيل المعادن بداية بفترة التاريخ القديم وحتى الفتح الإسلامي لمصر، ثم مصر القديمة وعصر البطالمة والعصر الروماني حتى دخول المسيحية، ثم الفتح الإسلامي وعصر الولاة والدولة الطولونية والإخشيدية والفاطمية. ثم ملامح التغير للحرفة في عصر الأيوبيين والمماليك. ثم انتقلت المؤلفة بعد ذلك لأسواق القاهرة وحرفة تشغيل المعادن في العصر الأيوبي، وذروة النضج الفني في عصر سلاطين المماليك وأثاره في المتاحف، ثم فترة تدهور الحرفة أواخر هذا العصر. وقد أجرت المؤلفة دراستها الميدانية بحي الجمالية بالقاهرة. حيث خصصت فصلاً حول الحرفة والحرفيين من خلال رصد تقاليد الحرفة ونظمها والعاملين فيها، والوضع الاقتصادي والأجور. كما تناولت في فصل مستقل الخامات المستخدمة والحرف المساعدة في المشغولات المعدنية مثل: النحاس الأحمر –النحاس الأصفر-البرونز-الزنك-القصدير-الرصاص-الفضة-النحاس الأبيض-سبيكة اللحام. حيث أبرزت أهم الحرف المساعدة لحرفة المشغولات المعدنية مثل: سبك المعادن-الحدادة-تبييض النحاس. وقد خصصت الفصول الثلاثة الأخيرة لبحث الطرق التقنية المستخدمة في تشكيل المشغولات المعدنية، ثم الأساليب الفنية لزخرفة الأسطح المعدنية، وأخيراً الخصائص الجمالية للمشغولات المعدنية.
معاجم في الفنون الشعبية من مصر وليبيا:
في مجال المعاجم والأدلة شهدت الأوساط العلمية صدور ثلاثة معاجم مهمة في كل من مصر وليبيا. الأول في مجال أغاني الطفل المصرية حيث صدر الجزء الأول من الموسوعة المصرية لأغنيات الطفل تحت عنوان فرعى (الشعر الشعبي) عن المركز القومي لثقافة الطفل 2008، من إعداد وتصنيف الباحث مسعود شومان، ورسوم وإخراج الفنان محمد بغدادي وإشراف الناقد د. أحمد مجاهد، وقعت الموسوعة في حوالي 560 صفحة من القطع الكبير. وتضم 395 نصاً شعرياً غنائياً جمعت من عشرين محافظة مصرية وشارك في جمعها حوالي 40 باحثاً وجامعاً ميدانياً. ومن بين هذه النصوص ما ورد في بعض المراجع الرئيسية لأساتذة كبار مثل بهيجة صدقي رشيد في كتابها حول الغاني والألعاب الشعبية، وأحمد رشدي صالح في كتابه الأدب الشعبي..إلخ. وقد صنفت النصوص موضوعياً إلى قسمين رئيسيين الأول: أغاني تغنى للطفل كأغاني الميلاد والسبوع والتهنين والختان والفطام وأغاني الرفي وأغاني تعليم الطفل وأغاني الباعة. أما القسم الثاني فقد خصص للأغاني التي يغنيها الطفل كالأغاني العامة حول الأشخاص والحيوانات والطيور والمدرسة، وأغاني المناسبات وأغاني الألعاب. ولعل ما يميز هذا المجلد أن تذيله بأربع وعشرين كشافاً تحليلاً للعناصر المتضمنة بالنصوص. ومنها: كشاف أدوات الزينة والروائح والحلي- كشاف الأزياء والملابس والأغطية - كشاف الألوان - كشاف الأوقات والأيام والشهور - كشاف النباتات والأعشاب والأدوية - كشاف علاقات القرابة- كشاف عناصر الطبيعة والمعادن والأحجار- كشاف الجامعين والمصادر المدونة - كشاف مناطق الجمع الميداني. كما اهتم معد الموسعة أستاذ مسعود شومان بتوثيق بعض النصوص بالمعاني والشروحات الخاصة بسياق الأداء.
وفى ليبيا صدر معجمان وإن كان يعود تاريخ إصدارهما إلى أربع سنوات مضت غير أننا رأينا أهمية العرض لهما في جديد النشر. الأول بعنوان «معجم الأدب الشعبي في ليبيا: دراسات ودواوين» لعبد الله سالم مليطان والصادر في طبعته الأولى عن دار الكتب الوطنية ببنغازي 2005. وقد قُسم المعجم لقسمين رئيسيين شكل كل منهما المنهج العام . الأول خاص بالشعر والذي صنفه المؤلف إلى خمسة أنواع من الشعراء، الأول: شعراء صدرت لهم دواوين مستقلة وعددهم 52 شاعراً بينهم 3 من النساء؛ رتبهم المؤلف في تسلسل منتظم بداية بالأكبر سناً حسب تاريخ الميلاد، وفى مقدمتهم: مصطفى عبيد لهواني (1904-1983 )، عبد الرحمن بو نخيلة (1905- 1984)، محمد السيد بومدين (1916-1997)، حليمة السعيطي (ولدت عام 1940).الثاني خصصه المؤلف للشعراء الذين صدرت دواوينهم محققة وعددهم ثمانية منهم محمد عبد الرحمن الحامدي ( بعد منتصف القرن 19-الوفاة عام1917)، خالد رميلة الفاخري (1866 -1938). كما أورد المعجم أسماء المحققين ومنهم محمد عبد الرزاق مناع 1930 – 1992 ). أما الثالث فقد خصص للشعراء الذين أعدت عنهم دراسات وعددهم أربعة بينهم سيدة واحدة هي: أم الخير عبد الدائم ( 1885 -1965). ومن الدارسين عبد الرزاق أبو قرين الذي ولد عام 1937. كما خصص النوع الرابع للشعراء الذين صدرت أشعارهم في دواوين عامة حيث رصد المعجم أسماء الشعراء والدواوين وفهارسها، كما رصد أسماء المحققين وعددهم سبعة محققين. أما النوع الخامس والأخير فقد خصص للشعراء الذين صدرت لهم دواوين شعر فصيح ولديهم قصائد شعبية وعددهم أربعة شعراء. والقسم الثاني من المعجم بعنوان «الدراسات»، حيث وثق المؤلف لحوالي ثماني وعشرين دارس إلى جانب رصد الدراسات التي قاموا بها. واختتم المعجم بستة مسارد للكشف عن الدواوين والشعراء والدراسات.
المعجم الليبي الثاني حمل عنوان «دليل فرق الفنون الشعبية والأغنية التراثية في ليبيا» والصادر في طبعته الأولى عن مجلس تنمية الإبداع الثقافي بالجماهيرية الليبية ببنغازي عام 2004. والدليل يعد نواة لرصد ومسح حركة فرق الفنون الشعبية في الجماهيرية الليبية، وقد تم جمع المعلومات من الفرق الفنية مباشرة. كما تم تقسيم الدليل إلى قسمين رئيسيين، الأول توثيق لفرق الفنون الشعبية وعددها يفوق الأربعين فرقة ، منها فرق: هون وجرمة والفرقة الوطنية وفرقة الجبل الأخضر وسبها وسوق الخميس وفرقة إحياء التراث..إلخ. وتشمل بيانات كل فرقة معلومات حول سنة التأسيس ومكان الفرقة وعنوانها. يتبع ذلك ثبت ببيانات الأعضاء المؤسسين، ثم بيانات شملت جميع ما يتعلق بالفرقة: المدربون – المصممون والأعمال التي قاموا بها – المدراء الذين تعاقبوا على الفرقة – الأعمال التراثية والتعبيرية التي قدمتها الفرقة – المهرجانات المحلية التي شاركت فيها – الآلات الموسيقية التي تستخدمها الفرقة. كما يقدم الدليل نبذة عن برنامج الفرقة ومعلومات حول أعضائها. وقد تزيد هذه المعلومات أو تقل تبعاً لحجم الفرقة والمعلومات التي تم الحصول عليها. غير أن هذا الدليل يمثل في واقع الأمر أرشيفاً متنقلاً لحركة الفنون الشعبية في ليبيا، وتجربة تحتاج للتطبيق على المستوى العربي
الدراسات الشعبية في الدوريات العربية:
صدرت الدوريات العربية المتخصصة في التراث الشعبي حاملة عدة موضوعات مهمة نبدأها بمجلة تراث الشعب الليبية التي تصدر عن المركز الوطني للمأثورات الشعبية باللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام وقد صدر عددها الجديد في مايو 2008 متضمناً مجموعة من الدراسات المتخصصة فضلاً عن المقالات والقراءات الأدبية، بدأها محمد أحمد وريث بمقالة يتناول فيها فن وتاريخ الأوبريت. كما شمل العدد ترجمة للأديب الباحث ورفيدير يكو كوزمنتي «حول أزجال الشاعر العربي «ابن الخطيب».. ويتناول علي الصادق حسين معالم طرابلس القديمة كما جاءت في كتابات أحد المؤرخين الأتراك. كما ضم العدد أيضاً مجموعة مقالات متنوعة منها: لفظ الذهب في مرزق وطرابلس للدكتور عبد الكريم أبو شويرف. «الجارية المرأة الحاضرة الغائبة» للدكتور عبد الرحمن أيوب. «المرأة بين السلب والإيجاب في التراث الشعبي» للدكتور كامل إسماعيل. المواقع والوقائع الليبية للدكتور عبد السلام سلوف محاولة للتأجيل في التراث الشعبي الليبي لفاطمة غندور.
أما مجلة «الخطاب الثقافي» التي تصدرها جمعية اللهجات والتراث الشعبي في جامعة الملك سعود بالرياض. فلم يصلنا منها سوى العدد الأول الصادر في خريف 2006. وبعض المعلومات حول العدد الثاني وسوف نعرض للعددين معاً. اشتمل العدد الأول مجموعة دراسات، بدأت بدراسة حسن الشامي حول الدين والثقافة: نظرة انثروبولوجية. ودراسة حسين الواد حول تحولات الخطاب الأدبي في ضوء علاقاته بالخطاب الديني. ودراسة فالح بن شبيب العجمي بعنوان: الثوابت نوابت دراسة نظرية وتطبيقية على خطاب الجماعات الإسلامية المعاصر. ودراسة ناصر الحجيلان حول اللازمة اللغوية الدينية في كلام السعوديين. ودراسة سلومان دانجور حول أصوات الإسلام المتعددة. ودراسة سعد الصويان المعنونة «نحو تحديد مفهوم عربي للمأثور». وأخيراً دراسة محي الدين محسب حول الخطاب الاشتقاقي في الثقافة العربية. أما باب رؤى فقد اشتمل على عدة مقالات بدأت بمقال عبد الله الغدامي بعنوان «الشاعر بوصفه حكاية». ومقال تمام حسان حول موقف أمريكا من الخطاب الديني الإسلامي. ومقال محمد علي المحمود بعنوان «وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». كما اشتمل باب تراثيات على عدة مقالات مهمة بدأت بمقال عبد العزيز بن ناصر المانع بعنوان «صور لها تاريخ» كما أجرى عبد السلام الحميد حواراً مع الراوية الشعبي إبراهيم الرديعان، أعقبه لقاء مع الباحث أحمد قشاش حول النباتات في الحجاز وجبال السراة. ومن الموروث الشعبي مادة موثقة حول القهوة العربية. ومن التراث الشفهي قدمت المجلة نص حكاية «زعبية» . وفى باب المراجعات قدم مارك تونك كتاب ريتشارد نيسبت المعنون «جغرافية الفكر». كما قدمت سلوى سليمان نقلى لبحث حسن الشامي حول التحولات في الثقافة والمجتمع والأشخاص في ألف ليلة وليلة. وينتهي هذا القسم بعرض لعبد الرزاق عيد حول صورة حقوق الإنسان عند الكواكبي. أما العدد الثاني من مجلة «الخطاب الثقافي» فقد خصص لمحور محدد وهو«جوانب لغوية ثقافية في التراث الشفهي» حيث اشتمل العدد على مجموعة دراسات نظرية وتطبيقية تتصل بالموروث الشفهي من جوانب متعددة، كما احتفل العدد بتجربة رائد جمع التراث الشفهي في الجزيرة العربية وهو عبد الكريم الجهيمان، كما عرض لتجربة عبد الرحمن الطيب الأنصاري الذي يعد أحد رواد العمل الآثاري في المملكة. كما قدمت المجلة لمحة عن الإبل في الجزيرة العربية وما يتصل بها من جوانب ثقافية ولغوية، وفي باب النصوص قدمت المجلة نصوصاً شفوية وأخرى مدونة في إطار التراث الشعبي اليومي. كما ضم العدد إحدى الحكايات الخرافية المتداولة في الجزيرة العربية وهي «حكاية شمس وقمر». إضافة إلى العديد من المقالات، من بينها قراءة في العدد الأول من المجلة لوسمية المنصور.
وسوف نعرض للعدد الجديد من مجلة الفنون الشعبية - التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب والجمعية المصرية للمأثورات الشعبية - في العدد القادم حيث لازالت تحت الطبع حتى إعداد جديد النشر.