فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
67

حركية الثقافة المتعلقة بالبوم في أنساقها الوظيفية

العدد 6 - عادات وتقاليد
حركية الثقافة المتعلقة بالبوم في أنساقها الوظيفية
كاتب من سوريا

في تتبعي للكثير مما كتِب عن الحيوان، تشكَّل لدي تصنيف متنوع الدرجات والخانات، تتوزع فيه الحيوانات:

برية ومائية وبرمائية وطائرة...الخ، وما يتميز به كل حيوان عن غيره، وما كتِب فيه أو حوله، وعلاقة كل ذلك بثقافة الإنسان، حيث لا يخفى على أي مطلع أن الحيوان هوهو، حيث يعيش حياته دون وجود ازدواجية في سلوكه، إذ إن هويته سابقة عليه، كما هو معروف، والسلوك في واقعه يمس الإنسان قبل أي كائن حي آخر.

لقد حمّل الحيوان في المدونات المتعلقة به بصفات الإنسان وأوهامه وأحلامه وأخطائه، قوّل ما ليس فيه وسير في المنحى الذي يحمل آثار خطىً بشرية...

إن الكثير مما ينسَب إلى الحيوان لا علاقة له به بقدر ما يرتد إلى الإنسان، ومن صنع الأخير.

إنها حالة الثقافة التي تتغذى من كل ما يعرفه الإنسان ويتخيله ويتوهمه. ولأن الحيوان متعدد الأجناس والأنواع والبيئات وهو حلقة وسط بين الإنسان في حركته والنبات في نموه، ويراقَب كثيراً، خصوصاً إذا كان قريباً منه، لهذا كانت الثقافة تعتمد في نسج الكثير من قضاياها وتصوراتها عليه..

ومن خلال المتابعة، تبيَّن لنا أن البوم، خصوصاً في ثقافتنا التي تشكّل طموحاتنا ومعتقداتنا وأوهامنا وخرافاتنا من بين أكثر الحيوانات ارتباطاً بعالم يؤثر في البنى النفسية خاصتنا، وما يسمى  بالثقافة الشعبية لمجتمعنا، ذلك هو عالم الليل وهوامياته وحكاياته التي تكون على تماس مباشر بمفهومنا الثقافي والديني والمعتقدي لليل، أو للعتمة.

وكان للبوم كطائر ليلي بامتياز، طائر صعلوك من جهة التصنيف، ومحيّر في تنسيبه، حيث يرى ولا يُرى، إن جاز التعبير، ويكوّن وحده من خلال انتمائه الطيري الخاص خميرة حية لجمهرة التصورات والحكايات والأوهام التي تنفتح على عالم الليل وما يمكن تخيله تحت جنح الليل، وما يمكن أن يحدث ليلاً، وما ينتمي حتى إلى العالم السفلي إلى دنيا الظلمات، وما يترتب على تمرير مؤثرات يكون البوم عرَّاب الجاري في الليل. نعم هو طائر ليلي، رغم أنه يبصر نهاراً، ولكن النهار يشكل تحدياً قهرياً لبصره الممهور بعلامة ليلية، وربما لأن هناك خطأ أو خللاً منذ فجر التكوين، يدفع به ليظهر للملأ الإنسي أو الطيري مثلاً، حيث يعرضه للخطر.

إن جُلَّ ما يرتبط به في تنقلاته ومواضعه وصوته وحراكه اليومي يبرزه في بنية الثقافة ضحية الثقافة هذه وقربانها أكثر من غيره، لأنه محمَّل بدلالات كبرى، ولأن الليل الذي يضمه يساعد على نسج كل ما من شأنه إشباع نهَم الإنسان الليلي ليحسن توكيد خصوصيته وقدرته على مركزة هويته من خلال المفارقات المميّزة لثقافته هذه.

وهذا ما دفع بي إلى مقاربة الأنساق الوظيفية لحركية الثقافة المتعلقة بالبوم ودلالاتها في العمق قدر المستطاع.

 

حكاية البوم التي لم تنته بعد

تنتمي حكاية البوم إلى دائرة ( المدة الطويلة) في تصنيف الأثر التاريخي ومداه القيمي والرمزي حسب تعبير الفرنسي فرديناند بروديل، إذ إن المدوَّن عنه يرجع إلى عصور متعاقبة من ناحية، وما كتب عنه وفيه وسيق حقائق يُعمَل بها على صعد شتى، يخص جوانب مختلفة في حياتنا اليومية من ناحية ثانية. ولعل ضمور البوم كمفهوم واسم في جل النصوص الأدبية: رواية وقصة وشعراً... الخ، يفسّره هذا الموقف السلبي الموجَّه ضده، وهو موقف تنسجه تصورات تشكلت على مدى أزمنة متداخلة بثقافاتها المختلفة:

1- في ( لسان العرب) نجد للبوم حضوراً لافتاً، ولكن من خلال مفردة( الهوم). حيث تبرز( الهامة) بكل دلالاتها الوظيفية رابطة قوية بين عالمي الأحياء والأموات، الهامة قرينة هامتنا: رأسنا، إذ تقابل البوم، وهي تحفظ نسخاً عما هو نهاري، وتكون عالمة بأمور الليل أكثر خرائب وتحولات، وما يقودنا إلى العالم السفلي للقبر، وما يعتقَد عن الروح لها صلة بالأفكار والأحلام والأوهام تفارق الجسد بعد الموت. الهامة هي ( رأس كل شيء من الروحانيين)، فبخصوص( القتيل) تخرج هامة من هامته فلا تزال تقول: اسقوني حتى يقتَل قاتله. وكانوا يسمون ذلك الطائر الذي يخرج من هامة الميت الصدى. فنفاه الإسلام ونهاهم عنه 1 ...

لكن ذلك مازال مستمراً إلى يومنا هذا، وثمة قطاعات شعبية واسعة وفي أمكنة مختلفة تعتقد بالجانب السلبي هذا.

الحكاية تستند إلى راو ٍ وهمي ومختلف، حيث تفتقد الإسناد. لكن ثمة عقلية جمعية غير مسماة تتداولها وتروج لها، وهي مأخوذة بأثريات الليل ومتضمناته.

ثمة اعتقاد بالموت وعلى أنه لصيق عالم الظلمات، وارتباط جلي للحياة مع الموت وبالعكس. فالأرواحية هنا موجودة بقوة. والبومة طائر ليلي يتواجد في الخرائب والمقابر، ولذلك نتلمس ربطاً بين البوم كائن نشط ليلاً وما يخص جملة التصورات الخاصة بالقبر كعالم سفلي ظلماتي وحقيقة الروح ومصيرها ودأبها في عدم الاستقرار في الأسفل.. ولهذا، وإلى يومنا، وفي بيئتنا، لا زال ثمة من ينذر ويهدد الآخرين بعدم الاقتراب من المقابر خوفاً من التعرض لأذى روح هائمة شرهة إلى الانتقام. ويبدو البوم الكائن المرشح في هذه الحالة وهو يرفرف ويفاجئ الآخرين بين القبور..

ويكون صوته صدى عالم آخر يتجاوزه، ولعل تسمية الطائر الخارج من هامة الميت بـ( الصدى) إشارة إلى الصوت وصداه في الليل خصوصاً، وهو يظهر شبيه نواح وشجى، فجرت إحالة البوم إلى الميت والتشاؤم من رؤيته..

2- نتذكر هنا التطير والبعد الوظيفي له. التطير ذو خاصية طيرية. ويذكر الدكتور جواد علي( أن للتطير صلة بعقيدة استحالة الأرواح طيوراً بعد مفارقتها الأجساد)2.

ولكن لماذا البوم كان الحيوان المميَّز بهذه الصفة إلى جانب الغراب، ذلك الأكثر احتواء بالصفات المعبّرة عن المعتقدات التي آمن بها أولئك الذين أسقَطوا على الليل تصورات أو صفات تتناسب وما كانوا يختزنونه داخلهم. فالبوم بوصفه طائراً ليلياً ويتحدد كصفة بالمكان وحتى بصوته لذلك كان محمولاً بجانب كبير مما كان المتطيرون يشددون عليه.

وهناك ما هو أكثر استثارة من هذا، وربما له صلة ببيئة البوم، إذ إنه يظل بعيداً عن الناس، لا يؤتلَف، إنه طائر مقلق الانتماء، صعلوك, الطير في طبيعته، يطير بمجرد اقتراب الناس منه أو سواهم. ولعل عنصر الغرابة يثقل عليه معنى وتهمة موجهة.

ولأن المعتقد عند المتطيرين هو أن الروح لا تخرج إلا ليلاً، ويكون البوم بمثابة ملازم القبر، فكأن الروح تحل فيه كلما جن الليل، و(جنون الليل) يخص تصورنا إلى اليوم، عن الليل وما فيه من مفاجآت وغرائب وإمكانية تعرض السائر فيه لأذى غير متوقع..

وربما من هذا المنطلق اعتبر البوم من الممسوخ، على ذمة ابن سيرين في الكتاب المنسوب إليه(تفسير الأحلام)، ويضيف في تفسيره له حُلماً أن وروده في المنام ليس خيراً، فهو( لص شديد الشوكة لا جند له وذو هيبة)3.

تُرى من أين جاء ابن سيرين بهذه المعلومات؟

لا بد أنه استقاها من الثقافة المتداولة في عصره، ( وفاته كانت سنة 728م)، وهذا يعني أن معلوماته تفصح عن مدى قوة المؤثرات الخاصة بتصورات من النوع المذكور حتى على صعيد الثقافة العالمة. إذ لم يجد ابن سيرين مانعاً من إخراج البوم بالصورة السالفة. فالليل يكون الوقت المناسب أكثر للسرقات، خصوصاً أن اللص قد يكون بمفرده واللص في الليل مخيف لأنه يداهم المكان وربما يقتَل، أو ربما يعرَف ما يخفيه، أو ما يمكن له أن يقوم به، ووجوده وحيداً وفي الليل دليل قوة مرهوبة الجانب، وهو ممكن الرؤية وسط الخرائب أو بين القبور..

أما عن اعتباره ممسوخاً، فهذا بالمقابل إلى قائمة التصورات القديمة والخاصة بمآل الأرواح بعد الموت، وهي عقيدة قديمة جداً، حتى الآن توجد طوائف وأديان متأثرة بما هو شعبي فيها، تؤمن بها(في الهند وفي منطقتنا أيضاً)، وللبوم حصة لافتة من خلال مواضعه وتنقلاته فيما ذهبنا إليه. وهو هنا يضاف إلى القردة والخنازير في باب المسوخية، ولكنه يظل ممسوخاً ليلياً وبرجويَّاً كذلك، ويجاور الموتى والخرائب، فتسهل مهمة إسناد التطير إليه، واللافت بالمقابل هو ذلك الاعتقاد الآخر والمعروف في أيام الجاهلية، مفاده، وكما يذكر الدكتور جواد علي في ( مفصله): ( أن الطيرة في المرأة، والدار والدابة) 4.

وحتى الآن لا يتردد الرجل المأخوذ بذكورته النفاجة حين يضيق عليه الخناق على زوجته أو غيرها، أو يريد النيل منها، في اتهامها بأنها منحوسة أو حمَّالة شؤم، في منطقتنا بالذات..

هل من سر معين في العلاقة المذكورة والمولَّفة تماماً، وتبعاً لما هو وظيفي نسقياً؟

هذا يرجع إلى الصمت المفروض على المرأة أكثر مما يجب، واعتبار صوتها عورة، وأنها مسكونة بالشيطان وغامضة، فهي ليلية. ( من هنا كانت شهرزاد ساحرة ليلية وهي تغري شهريار بالإصغاء إليها)، وتكون جليسة الدار ملزمة بها، والدابة صفة كل حيوان يدب على الأرض، فلا غرابة حين تقترن المرأة كقيمة سلبية بالدابة، وتكون على اتصال مباشر بالقوى اللامنظورة والمهددة لبني البشر...

3- ولعل الجاحظ» ت 255 هـ» يشكل مصدراً خصباً عن مادتنا المعرفية، وذلك في سفره النفيس(كتاب الحيوان)، إذ تتوزع في العديد من أجزائه معلومات مهمة لنا في هذا الحيّز البومي..

خصوصاً عندما يكون الجاحظ، كما يبدو، متطيراً، وله موقف سلبي من المرأة بالذات 5.

الجاحظ يذكر أن البوم طائر ليلي يدخل ليلاً على كل طائر في بيته، ويخرجه ويأكل فراخه وبيضه، وأن الطير كلها تعرف البومة وقوة نظرها بالليل ورداءته بالنهار، لذلك فهي تطير حول البومة وتضربها وتنتف ريشها، ومن أجل ذلك صار الصيادون ينصبونها للطير..

ويضيف إلى أن البوم من لئام الطير، ولكنه عند أهل الري ومرو يتفاءَل به. وأهل البصرة يتطيرون منه 6.

الجاحظ المتميز بالسخرية، وهي ذاتها لها علاقة بالشؤم حتى لا يتجنب من يريد النيل منه بطريقة  ما، يورد معلومات مختلفة كما هي، وأحياناً لا يتوانى عن ذكر صفات دون تدقيق، كما في اعتبار البوم من لئام الطير مثلاً، فالبوم قيّض له أن يكون طائراً ليلياً، وأن يكون وحيداً ويرتاد الخرائب، ويجاور القبور، ويلزم حدود الليل، حتى يستطيع العيش، كون عينيه من الناحية العضوية وتركيبهما تتطلبان عتمة للاستبصار. ولو أننا راعينا التصنيف الأخلاقي للحيوانات وسلوكياتها لجاز لنا أن نعتبر البوم من أكثرها مأسوية وتعرضاً للغبن، نظراً لالتزامه الوحدة، ولأنه يبحث عن رزقه في الليل.. وهو في صراعه مع طيور محددة( لا كل الطيور) يمارس دوره في التوازن البيئي والحيوي، فهو يهدد غيره كما يتهدد من سواه، فلماذا يذَم هو ولا يذم غيره؟ لماذا وحدته تعتبَر مذمومة، وهي طريقة تناسبه ليبقى سالماً؟ لماذا يعتبر لا ( تحالف) طيور مختلفة ضده تعدياً عليه في الحالة هذه..الخ؟

4- في حكاية لا تخفى دلالتها يذكرها ابن ابراهيم النيسابوي المعروف بالثعلبي» ت427هـ» في كتابه( عرائس المجالس) ذات مغزى، وفي زمن سليمان، أي منذ ثلاثة آلاف عام، تخص مسألة القضاء والقدر، يشترك سليمان الذي عرف عنه فاهماً للغة الطير وغيرها، وهو يؤكد دور القضاء والقدر في حياة كل كائن ومنذ الأزل، والعنقاء التي أبت ذلك، وهي كائن خرافي، ومعها البومة التي كفلتها، أي آزرتها.. والنتيجة هي لصالح النبي سليمان، كما هو معروف مسبقاً، وهي تؤدي إلى فزع العنقاء واختفائها، ( وأما البومة فإنها لزمت الآجام والجبال وقالت أما النهار فلا خروج لي ولا سبيل إلى المعاش فهي إذا خرجت نهاراً وبختها الطير واجتمعت عليها وقالت لها يا قدرية فهي تخضع لهذا) 7.

هذه الحكاية تندرج في إطار مجموع الحكايات الخاصة بذم البوم واعتباره مشئوماً، وهي تضعنا في مواجهة العقلية التعليلية تلك التي تقدم تبريراً للنتيجة المعلومة مسبقاً، أي تبرهن على صحتها من خلال السبب المذكور دون أن تبحث في المسبّب، كما هو شأن كل النصوص الموازية..

فهيئة البومة في الحكاية وطريقة عيشها وفرادة سلوكها كان لا بد أن تحفظ في قالب أخلاقي حكائي، حيث الحكاية سلة غذاء الدين الرمزية، ليسهل توارثه أو انتقاله من جيل إلى آخر، وذلك للتحكم في المتصوَّر عنه قيمياً، حيث البوم نفسه معترفاً ضمناً بخطيئته(وهي في امتداد أو مستوى الخطيئة الأصلية الموجهة بدورها)، يسعى إلى معاقبة كل البوم من خلاله بصورة قدرية لازمة ومؤبدة..

فالحكاية هذه في حراكها الاجتماعي والثقافي تخص مجتمع بني البشر، حيث العار في إهابه الأخلاقي السلبي هو الذي يحتم على البوم في أن يتجنب مجتمع الطير، وأن هذه حين تهجم عليه موحدة، فللانتقام منه باعتباره مذنباً عرَّضها للإهانة، وليس نتف ريشه إلا بمثابة رجم له وليس لكراهية من جهتها. ومشهد العري يضاهي مشهد القتل الجماعي بغية التحرر من إثم يصيب بعدواه ( الكل)، دون أن ننسى دلالة وجود البومة الأنثى ودورها السلبي المولَّف في التاريخ.

5- وفي مجموعة لقطاته( موتيفاته) يصعد بنا الدميري « ت 808 هـ» نحو آفاق أرحب، وهو يوسّع الحدود الدلالية للبوم، والوظائف العديدة التي يؤديها في تغذية ثقافة تعليلية واستعراضية صارخة، وهو لا يخفي تأثره بالجاحظ، في نقل معلومات له عن البوم، ومن بين المعلومات الجديدة هنا، ثمة ما يشير إلى أن البومة( لاحظ أن صفة الأنثى غالبة هنا لدلالتها القيمية) لا تظهر بالنهار( خوفاً من أن تصاب بالعين لحسنها وجمالها ولما تصور في نفسها أنها أحسن الحيوان لم تظهر إلا بالليل). وتسمى البوم بـ( أم الخراب) و( الصبيان). ويذكر أن أكل جميع أنواعها محرم. ويورد معلومات طريفة أخرى عن البوم، منها أن البوم إذا ذبح بقيت إحدى عينيه مفتوحة والأخرى مضمومة، وإذا أخذ قلب بومة وجعل على اليد اليسرى من المرأة في حال نومها تكلمت بكل ما فعلت في نومها. وأن الاكتحال بمرارتها ينفع من الظلمة، وإن اكتحل بمذاب شحمها فأي مكان دخله بالليل رآه مضيئاً..الخ 8.

الدميري كعادة العديد من الكتاب المأخوذين بالثقافة المتداولة في مجتمعهم ولها صلة بما هو عرفي وسلطوي كذلك، يورد أخباراً مختلفة في مصادرها ومصداقيتها، دون اعتماد العقلية التحليلية لمعاينة معلومته الملتبسة. فهو في اتهام البومة(البومة الأنثى إيحاء منه إلى أنه يجذّر حقيقة خاصة بالأنثى هي سفاهتها المزعومة أو خفة عقلها وميلها إلى الاستعراض والافتتان)، حيث إنه لم يجد من تهمة إلا وألصقها بها، ليتم استقباحها، وامتنع عن تفهمها في اختفائها نهاراً وظهورها ليلاً لفهم عالمها الخاص بها، من خلال الموقف المتصوَّر عنها. إذ إن الحسن لا يلاحَظ في الليل، وإذا كان الوضع صحيحاً فهذا يعني تجنب الظاهري فيها لا الارتكاز إليه..

ولأن عالم البوم يتصف بالليلية، ولأن الليل مهيَّأ لكل ما هو غريب أو يعتبَر هكذا، لذلك يسهل على العقلية التي تتحرك في كنف الليل أن تمارس حرية مطلقة في نسج بدعها المتخيَّلة..

والبدع التي تكون من نمط تبريري وخرافي وتمويهي هنا، لا تعود إنشاءاً أنوثياً، إنما من فعل الذكورة ومخيلتها الثقافية المزكَّاة بإجماع عُرفي، سلطوي،  خلاف ما ذهب إليه الباحث المغربي كيليطو، وهو يربط الخداع بالليل كما في الخرافة، بالعتمة، بالقمر، ويربط الصدق بالنهار، بالشمس، من خلال إجرائه التأويلي اللافت 9، مأخوذاً ببقايا أوهام الذكورة ( أم بها يا ترى؟)، في سياق مدتها الطويلة، حيث الليل يمارس تأثيره في الجسد بانفتاحه على هواماته ومكبوتاته، ويبرز الليل هنا محكوماً بسلطة ذكورية وتفعيلها أكثر عندما يتبدى آمراً ناهياً..

فعالم الليل عالم ظلماتي، وهذه بداهة، كما تكرر معنا سابقاً أكثر من مرة، وربما يكون قرن العماء(الكاوس)، أو عالم الهلاميات ، عالم رحمي، فلا يُستبعد هنا وجود تداخل بين الليل بوصفه فضاء أنثوياً، ويكون النهار خارجاً منه، لا يُستبعد أن يكون عالم ما قبل التسميات، عالم الرجل الجديد، بتأنيثه وهو معرَّف به أنثوياً سابقاً وعريق!

ولعل اعتبار القمر إلهة أنثى في ديانات قديمة، نابع من الخاصية الليلية، وما تكون عليه وضعية الرجل وعلاقته بالمرأة وظيفياً واستئثارياً. فالخوف من الليل وظلماته، يكون ربما بمثابة الانحصار داخل الرحم والتعرض لما لا يمكن مواجهته أو رد أذاه، الرحم تجلٍّ ليلي، وما يصبح خارجاً مرفَق بالكثير من المخاطر، وخصوصاً ًمضيق المهبل الضيق، الذي ينفتح على ما هو ناري، أو منه تكون ولادة النار حسب تصورات قديمة أخرى تربط اكتشاف النار بالقدح عبر فرج المرأة، وهذا ليس غرائبياً عندما نعلم أنه حتى الآن يتم ربط المرأة كثيراً بالنار، بأهليتها للنار، أعني نار جهنم، كما لو أن جهنم هذه الأصل المكين لها، ومن موقع الذم والتأثيم لها، وليس ما كان يتردد قديماً عنها، باعتبارها مكتشفة النار، وخاصية الولادة بوصفها أعلاناً نارياً، والبوم يقدح القريحة هنا.

وفي الحالة هذه يبرز البوم، كما تقدم، شاهداً على أحوال الليل وتداعيات أحداثه، وكل ما يُنسَب إليه من انطلاقة للغرائز والتهويمات والغافيات نهاراً والمنفلت من عقاله، من كل سلطة، فكأن المرأة هي الباعثة والمحرضة على ذلك. وحتى بخصوص فتن كثيرة وانقلابات وتمردات على السلطة كان الليل هو الوقت الأكثر اعتماداً لها. وهو في دلالته منعطف تحولات جمة زمنياً. وفي ضوء ذلك يظل البوم حيواناً محرضاً على الابتداع وعلى تدشين حكايات كثيرة تخص( سلبياته) ويكون تحريم أكله داخلاً في الاعتبار المعتقدي والتعبوي التليد، وفق ثنائيات المقدس والمدنس، أي  يحرَّم ليس لأنه دنس، أو به رجس، وإنما لأنه مخيف وهائل وفيه بعد قداسوي أثير.

ولأنه حيوان فضائحي وخرائبي ومقابري وليلي نجده مصنفاً بسهولة في دائرة الحيوانات المدنسة دون إماطة اللثام عما وراء هذا الزحف التاريخي اللاغي لما لا يسمى فيه، خلاف ما ورد أثراً في (سفر اللاويين)، وفي الاصحاح الحادي عشر وفي(سفر التثنية) في الاصحاح الرابع عشر، على أنه موصلنا بالروح، وهل من مؤثّر ومروّع ورائع معاً كالروح، أي ما يصلنا بالهامة، هامتنا، رأسنا، أطلسنا الكوني ونحن نحمله ونتحرك به؟

ومجدداً يعود السؤال: لماذا يحظر تناول لحمه؟ أليس لأنه نزيل أمكنة وفي أوقات خاصة؟ تلك الأمكنة التي تعنينا، والتي تحثنا على الارتباط بطريقة يتداخل فيها الظاهر والباطن، والباطن هو الأصل، أما الظاهر فقناع، أي إن حضوراً لافتاً لمفهوم الثنائيات، وفي إطار المسموح والمحظور(إن القدسية تعني الإبقاء على فئات المخلوقات متميزة بعضها عن البعض، وبالتالي فإن هذا المفهوم يتضمن التعريف الصحيح ورسم المعالم والترتيب)10.

فالبوم حيوان استثنائي من ناحية القوى التي يمثلها ويشهد عليها، أو أودِعت فيه. ويتجلى هذا في محاولة تشريحه والاسقاطات القيمية على أعضاء جسمه، كما في العينين، وهما مركز القوة والسيطرة ، وقلبه الذي يغذيه من الداخل. إن كل ما يخص البوم داخلاً وخارجاً يدعم القيم والأفكار المعمول بها في الوسط الاجتماعي..

البوم قرين شيطاني، لا يُذكر إلا لأنه حارس ظلماتي، قيّم على الظلمات، ويُتعامل معه  بقسوة للسبب ذاته، نظراً للقوة الكامنة أو المضمَّنة فيه، تلك التي تتطلب سرعة تنفيذ حين القضاء عليه..

إن الدكتور محمد عجينة، حين يقول عن أن ( البوم رمز من رموز الظلام والعطش والموت، وواسطة بين عالم الموتى وعالم الأحياء... الخ)11، لم يضف جديداً يستحق الذكر بقدر ما ساهم في تعزيز العقلية التعليلية، وهو لم يوضح ما وراء التركيز الجلي على  البوم وشؤمه المولَّف وحتى التطير منه فحسب، وإنما عمَّق الشعور بالجانب الكارثي لتفسيره، فالبوم لا يُعتبر رمزاً ظلامياً وواسطة بين عالمين كما قيل فيه، إنما اُعتبر هكذا في ظرف معين، ثم وظّف بغية أداء أكثر من دور يخص دلالات العتمة على الصعيد الجنساني والأخلاقي، فالإنسان لم يجد بديلاً، كما يبدو، عن البوم في حمل تصوراته وملء فراغات لا تُسد إزاء مفاهيم الليل والقبر ورعب الخرائب، ويعني ذلك أن البوم رمز نوراني مغيَّب  أو محجَّب لأهميته، وحكمة حياة وقيّم وروحي وليس ما قيل فيه سلبياً!

 6- نادرة هي الكتابات التي تناولت البوم في مجالات مختلفة، رغم أنه يتجلى عميق المغزى والدلالة في حيزات حياتية شتى، دون أن يشاطره على صعيد الرمز كائن آخر غالباً من خلال طيرانه وصمته وأمكنته. ربما لأن ثمة خصوصية تتجذر في الداخل وتستحضر فكرة الفناء أو الزوال والإحباط والتشاؤم، لكن ذلك موجود فقط في مجتمعاتنا أكثر من غيرها. فبومة الحكمة عندنا بومة اللعنة والإفلاس الروحي، رغم الارتباط الشديد والقوي لفكرة الروح والإيمان بعالم ما بعد الموت في حياة مجتمعاتنا، وهذا يفصح عن حالة الرعب التي تتملك أفرادها إزاء الموت ورهبته في المذكَّر به: ظلام الليل أو صمت القبر المريب والرهيب!

حسب معلوماتي، تنفرد رواية قصيرة هي (البومة البيضاء) للفارسي صادق هدايت» 1903-1951» والتي نشرها في بومباي سنة 1963 في ثراء عالمها.

إن هذه الرواية تفصح عن الكثير من الجوانب الحياتية للكاتب بالذات والذي مات منتحراً في باريس. العنوان لافت بدلالته، وهو يشير إلى البومة بكل ثرائها الرمزي الكينوني، أي على مستوى الوجودية كرؤية فلسفية وكموقف حياتي شخصي، وقد انعدمت الرؤية، حيث الحياة ذاتها لم تكن تطاق ولهذا آثر الموت سريعاً..

ثمة انتقام من الحياة بالموت، ومنذ الصفحة الأولى على طريقة البومة. إن صرخته هي انفعاله بصخب الحياة في داخله، واحتجاجه على فوضاها وبؤس واقع الحال، كأن البومة فقدت بصرها من فرط اندغامها بالحياة، وآثرت الارتحال في العتمة بغية الوصول إلى اللامتحقق في الحياة، ومحاولة عبور العتمة تحرراً كلياً من وطأة المادي، ولأن المكتشَف عبر العتمة كثير، هائل، ومن خلال الرصيد النهاري المتحول والمؤلم، وهنا ربما تصبح الأنثى في مسعاها القيمي وسيطاً للإفصاح عن المكبوت في الداخل الذي انضغط عليه وآذن بالانفجار12.

ولعل الكتاب الذي أبدعت فيه غادة السمان، وفي طابعه الشعري(الرقص مع البوم)، يتميز بقدرة لمَّاحة على التقاط موتيفات جمالية مستقدمة من عالم البوم، وما يخص الموقف من البوم، من باب الرد على ذلك، أي تبرئة ساحة البوم مما هو ملحق به ظلماً، والتجلي في هيئته تأكيد على هذا التبني لتصور مضاد لما هو متوارث أو سائد هنا وهناك، والعنوان نفسه له دلالته، مثلما أن لوحة الغلاف وهي تخص فنان الكاريكاتير المعروف حسن إدلبي، تشهد على ما ذهبَت إليه( يضاف إلى ما تقدم مجموعة اللوحات الداخلية التي تعني الفنان بومياً في قراءته الفنية ذات الصبغة الكاريكاتيرية النافذة بذائقتها الجمالية)، إذ يظهر وجهها بومياً ذا نظر قانص، أي عبر عيني البوم، إضافة إلى صورة جميلة  تمثل البوم هذا، وهو واقف على سبابتها( على سبابتيها وقد تطابقتا)، وتكاد تبرز نظرة عيني الكاتبة والبوم في معيار تذوقي واحد، وبدءاً من الإهداء:

( إلى الذين لم يقتلعوا عيونهم ليزرعوا مكانها العين المكرسة لـ» القبيلة»،.... إلى الذين لا يخلطون بين المحنط والتراثي، وبين الخرافة والمقدس،.... إلى المبدعين العرب النادرين الذين يرون البوم طائراً آخر من مخلوقات الله، ويرفضون التطير،... وإلى المبدعين الغربيين الكثر الذين استوحوا جماليات البوم...( تكتب ذلك، وثمة إحالة للقارئ إلى مجموعة رسوم فنية لفنانين غربيين» لستة عشر فناناً، آخرهم بيكاسو، في أكثر من لوحة بومية» في نهاية الكتاب، ص 169- 172)... إليهم جميعاً وإلى العينين الجميلتين الواسعتين لذلك المخلوق البريء الذي أسيء فهمه، وكثر التحامل عليه...)13..

غادة تقيم صلة وصل، ومن باب الاستعارة كذلك، بين الصورة المركَّبة للبوم، وواقعها كأنموذج أنثوي، حيث كلٌّ منهما يحال دلالياً إلى الليل، إلى ما هو ظلماتي وفق التصور السلبي المرسوم، ولهذا فإن التبويم» وهو تركيب من قبلها، سعيٌ إلى استشراف المغيَّب وراء الحملة التاريخية المخيفة على البوم، كما هو التجني اللاعقلاني عليه، ورد اعتبار له ولها من خلاله بالتأكيد...الخ..

لهذا تظل غادة السمان في كتابها( الرقص مع البوم) الاسم الأكثر حضوراً في تحرّي فضاءاته الشفيفة والواسعة، وكذلك حسن ادلبي في صوره الناطقة، حيث إن ما أشير إليه يمثّل برزخاً ما، بين تاريخ حياة مشوَّه، وتاريخ حياة منشود ومجتمع ناخر من الداخل، يراد له انتقالاً إلى وضع نقيض لتصبح تسميته( المجتمع الحي) بجدارة. 

وثمة مقطع شعري طريف للفنزويلي ألبرتو هيرناندث باسم « بومة» وفي ديوانه( بهائم السطح):

في سراج سينيكا

البومة:

تضيء،

حاسرة النظر

تنتفض من العالم/ كله/

منافقة

ضامرة من الحكمة

مثارة بالضوء

تنهي في الغابة

الصمت الثقيل. 14

لعل الشاعر هذا يعيش جملة الحالات القائمة والمتداولة في وسطنا وفي أوساط أخرى تتميز بسمتها التصورية والمعتقدية المشتركة، تتلخص في كيفية التعريف بالبوم وتوصيفه شعرياً، كون البوم يحرّك أحداثاً ضمن حدث واحد، من باب التكثيف طبعاً، عندما يستقطر خلف البوم جملة إحالات تاريخية( ما يخص موقع الفيلسوف الإسباني القديم سينيكا، وعلاقته بنيرون والمؤامرة على قتله، وطريقة انتحار الفيلسوف، والجانب الكارثي والخرائبي في ذلك)، وما يتحرك جلياً إثر هذا الحادث التاريخي، وإحالات اجتماعية عما يؤثر في جهات مختلفة من تصورات تنبني على اعتقادات تخرج من الليل وعالمه، واعتبارية ورمزية من خلال مفهوم» الغابة» وبراءتها الطبيعية وغموضها في آن، وما يفاجأ به المرء حيث يواجَه بحقيقة ما يجهله...الخ.

وفي الثلاثية الروائية للكاتب الكردي المقيم في السويد لالش قاسو، ثمة مشهدان لافتان للنظر. ففي الجزء الأول( أيام حسو الثلاثة»، ثمة مشهد يظهر لنا» حمو» و» حسو» وهما يقبضان على بوم ويلويان ساقيه حياً، ويضربانه بالصخرة، ثم ينتفان ريشه، بينما هو ينعب متوجعاً من الألم المبرّح، وحسو عم حمو يقول( يا حمو لا تقلق بعد الآن، فالله معنا والحظ حليفنا..)، بينما في الجزء الثالث( الخراب)، وفي الصفحة الأولى مباشرة، فثمة مشهد طريف لبوم أسفل القرية، وهو ينقر أغصان الشجرة نقرات متتالية، ، وقد حاول» جرجيس» ذو الصيت في القرية، أن ينال منه أكثر من مرة ببندقيته فلم يفلح حتى عافه 15.

في هذين المشهدين يمكن قراءة البنية الثقافية للمجتمع الذي يمثله الأشخاص المذكورون، وكيف يبرز البوم مجسداً المشهد الكارثي لثقافة معمول بها، حيث التاريخ يعيش حالة ثبات، بينما نجد بالمقابل، وعلى سبيل المثال، ومن باب المفارقة الكبرى، كيف تُخصَّص جائزة كبرى أدبية في الرواية، وباسم البوم، وهي أكبر جائزة في هذا النطاق، في هولندة، وكأن تخصيص الجائزة هذه باسمه اعتراف صريح وعظيم بخاصية البوم ملهم الإبداع ليلاً.

إن ما حاولت التعرض له كان إضاءة موجزة لجانب من جوانب حياتنا الشعبية والثقافية، وكيف أننا لا نستطيع التعامل مع العالم الذي نعيشه إلا من خلال» جرعات» معينة وبنسب متفاوتة نسمّيها الأسطورة بمعناها السلبي تارة، والخرافة الأكثر تشعباً في وسطنا ليس الشعبي، كما يسمى فقط تارة أخرى، وإنما على صعيد الثقافة العالمة كما رأينا سالفاً، وكأن الخرافة ملحنا الآخر الذي به نتذوق أموراً ونقيّم أموراً، ونجري وصلاً وفصلاً بين أمور مختلفة وذلك بتأثير من « طعمها»، ولعل ذلك يتم رغم وجود اعتقاد ضمني هنا وهناك بأن ما يحدث لا يعدو أن يكون وهماً ليس إلا، لكن هل يمكن استئصال الوهم هذا وهو يشكّل عنصراً من عناصر بنيتنا الفكرية والاجتماعية والثقافية...الخ؟

 

الهوامش

1- ابن منظور: لسان لعرب، دار صادر، بيروت، م12، د. ت، ص( 124).

بالمقابل، لم أجد ذكراً لصلة البوم بالهامة، في كتاب» شوقي عبدالحكيم» الموسوعي الأثير(موسوعة الفلكلور والأساطير العربية)،دار العودة، بيروت،ط1، 1982،  وتحت عنوان( هامة القتيل والانتقام)، ص(696-697)، ثمة ما يربط الهامة بـ( معتقدات الجاهليين التي ما تزال تتلمس طريقها خلال حياتنا المعاشة اليوم، « الهامة» التي تخرج من رأس القتيل في شكل طائر مرفرف، يبتغي القصاص، يظل يصرخ ويندب» اسقوني اسقوني» إلى أن تراق دماء مغتاليه، فيروى ويسكن...الخ)، وبتصورات يهودية، وتقاليد الموت الموروثة تعود إلى المجتمعات السامية، وكذلك المصرية القديمة...الخ.

 2- علي، د. جواد: المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، بيروت، بغداد، ط1، 1970، ج6، ص (788).

3- ابن سيرين: تفسير الأحلام، تحقيق وتعليق يوسف بديوي، دارابن كثير، دمشق- بيروت، ط2، 1993، ص(292).

4- علي، د. جواد: في مصدره المذكور، ص (789).

5- هذا ما يتراءى عبر الرجوع إلى أعماله وطبيعة كتاباته، وهو الذي ولد ونشأ ومات في البصرة المعروفة بتطيرها .

6- الجاحظ: كتاب الحيوان، تحقيق وشرح: عبدالسلام هارون، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د. ت، بالتسلسل، ج2، ص( 50- 299)، ج3، ص( 519).

7- صدر كتابه عن المكتبة الثقافية، بيروت، د. ت، ص ( 264-268).

8- الدميري: حياة الحيوان الكبرى، دار الألباب، دمشق- بيروت، م1، ص (202-203).

9- كيليطو، عبدالفتاح: الغائب» دراسة في مقامة للحريري، دار توبقال، الدار البيضاء، ط2، 1997، ص (7-11).

10- دوغلاس، مارس: الطهر والخطر، ترجمة: عدنان حسن، دار المدى، دمشق، ط1، 1995، ص(97).

11- عجينة، د. محمد: موسوعة أساطير العرب» عن الجاهلية ودلالاتها» دار الفارابي، بيروت، ط1، 1994، ج1، ص( 335).

12- انظر حول ذلك» صادق هدايت» : البومة البيضاء وقصص أخرى، ترجمة ودراسة د. إبراهيم الدسوقي شتا، مكتبة مدبولي، ط1، 1990، خصوصاً مقدمة الرواية، ص ( 49) وما بعد.

13- السمان، غادة: الرقص مع البوم، منشورات غادة السمان، ط1، بيروت، 2003، ص 5.

وحول هذا الكتاب سوف يصدر لي قريباً، وعن دار الطليعة البيروتية، كتاب( النص العاصي: مقاربة جمالية نصية لكتاب غادة السمان» الرقص مع البوم»)..

14- هيرناندث، ألبرتو: بهائم السطح، ترجمة د. عبدو زغبور، دار المرساة، دون تحديد المكان، ط1، 2004، ص50.

15- انظر» لالش قاسو»: أيام حسو الثلاثة، ترجمة وتقديم : إبراهيم محمود، طبعة أوغندا، 2001، ص(255- 256) ، ورواية الخراب، ترجمة: إبراهيم محمود، طبعة  السويد، 2003، ص (2-3).

أعداد المجلة