اللباس الدّامونيّ
العدد 7 - حرف وصناعات
يكاد يكون اللباس في قرية (الدامون) شبيهاً باللباس في القرى الأخرى المحيطة بالدامون .. وبسائر قرى قضاء (عكّا) البالغ عددها حوالي (٥٢) قرية إلاّ من فروقات جليّة، واضحة ما بين لباس القرويّة الساحلية ولباس القرويّة الجبليّة.. أو ما بين لباس المرأة القرويّة، ولباس المرأة المدنيّة – ساكنة المدينة – .. وكذا الحال ينسحب على الرجل القرويّ، والرجل المدنيّ – العكّاويّ – تخصيصاً ..
واللباس في قرية (الدامون) ينقسم إلى قسمين :
- لباس خاصّ بالرجال والذكور عامّةً
- ولباس خاصّ بالمرأة والإناث عامّةً
أمّا لباس الرجل، فينحصر في: الطاقيّة والحطّة والعقال، والثوب الداخليّ، واللباس أو الشروال – السروال – ، والساكو أو (الجاكيت) أو السّترة أي (المعطف)، والقمباز أو الدماية .. وأخيراً الكلسات أو الجوارب؛ والكندرة أو الحذاء.
وحسناً أفعل إذا خضت في شرح كلّ قطعة من قطع اللباس لأطلع القارىء والآخرين على نوع اللباس الذي لبسه أفراد شريحة عريضة من أفراد المجتمع الفلسطينيّ في منطقة فلسطينيّة محدّدة..
١- زي الرجال:
وهو مؤلّف من:
1- الطاقيّة : وهي غطاء خفيف للرأس .. وتوضع عادةً – مباشرة فوق شعر الرأس .. وهي تكون على أنواع، منها:
أ- طاقيّة رسم: أو طاقية القماش .. وتكون من القماش الأبيض، من غير زخرفة يدويّة أو أيّة إضافات تزيينيّة محدّدة، أو معيّنة..
ب- طاقيّة الخيوط: وتصنع من الخيوط المترابطة بشكل زخرفيّ معيّن، وقد تشغل يدويّاً على (الصنّارة)3، ولها (طربوشة) صغيرة في وسطها.. ومثل هذه الطاقيّة، لا تلبس فوقها حطّة(كوفيّة: غطاء للرأس)
ج- الطاقيّة المطرّزة: وتكون من قماش مطرّز – مزخرف – أي تعلوه خيطان تطريز ملوّنة، تصبح صلبة.. وهذه الطاقيّة هي: طمراويّة أو درّازيّة4 ..
د- طاقية قماش: وتكون من القماش السادة العاديّ.. وتحشى بِ (تيلاّ) وتلبس فوقها الحطّة البيضاء(الكوفيّة – الشورة).
2- الحطّة: وتسمّى أيضاً: الكوفيّة أو الشّورة أو البُشْنيقة.. والحطّة أنواع، منها:
أ- الحطّة الروزة: وتكون من قماش (الروزة) الثقيل، ويحلّى دايرها(طرفها) بالشراشيب5.
ب- الحطّة الحرير: وتكون من الحرير المقصّب، وذات شراشيب طويلة، وهي عالية السِّعر (غالية الثمن).
ج- الحطّة البوال: وتكون من قماش ناعم، ومنقوش نقشة ناعمة غير ملوّنة بالألوان
د- الحطّة القز: وهي إمّا بيضاء أو سوداء: وهي من الحرير الناعم الشفّاف.
هـ- الحطّة الوطنيّة: وهي حطّة قطنيّة، ذات مربّعات صغيرة، وأرضيّة حمراء ومقلّمة بخطوط بيضاء أو سوداء أو حمراء.
وكانوا يهزجون في اغاني الدبكة (الرقص):
هيهات يا بو الزلف عينـي يـا مولايَّـةْ
عملت عقالـي قمــر والشمس (كوفيًّة).
أو يهزجون:
يا زين يا بو (شُوْرة) خدَّكْ كمـا البنـدورةْ
ومحبّتـك فـي قليبـي بحشت وعملت جورةْ
3- العقال: وهو لباس الرأس للرجل مع الكوفيّة أو الحطّة، حيث يكون دوره في تثبيت الحطّة على الرأس.. وهو عبارة عن عصابة أو حبل يكون على شكل دائرة، يطوى بحيث يصبح على دور أو دورين (طاقين) أو أكثر.. ينتهي من الوراء بذؤابة تطول حتّى أعلى الظهر، تنتهي بزينة حسنة من الخيطان الناعمة.. ويصنع عادة من وبر الجمل وأحياناً من شعر الماعز الأسود.. وقد يصنع في (دمشق – الشام)، وهو على أنواع وأشكال.. وقد عرف أهل فلسطين: العقال الصفديّ، وعقال المرعز، ولم يستعملوأ عقال القصب.. وهناك من يسمّي العقال باسم: (مرّير).. وبعض العُقُل يكون بدون زوائد، ولكن الغالبيّة ذات زوائد، تكون من الصوف، وتنتهي بما يشبه حرف (T) اللاتينيّ، أو بشرشوبة ونحوها.
والعُقُل كما ذكرنا أنواع، منها:
أ - العقال المصنوع بواسطة الصّنارة، شبيه بعقال: راغب الصفدي، وهو من أشهر صانعي العُقُل في دمشق، وهو ذو لون أسود.
ب- عقال مرعز: وهو ذو جدلتين سميكتين.. وهو ذو لون أسود، خشن.
ج- عقال حرير: وهو من نوع المرعز، غير أنّه رفيع الخيط في الجدلتين، وهو ذو لون أسود
د- عقال قصب: وهو لباس الأمراء والوجهاء، ويكون ذهبيّ اللون، أو فضّياً. وقد عرف الدوامنة (أهل قرية الدامون) الفيصليّة: وهي لباس للرأس على هيئة مثلّث .. عرفوها ولم يلبسوها.
وللعقال عند الرجل، مكانة خاصّة، فهو تاج لرأسه، وعنوان لرجولته؛ فالرجل يحرّم على نفسه لبس العقال إذا كان طالب ثأر، ولم يثأر لنفسه بعد.. ومن عاداتهم أن القاتل، في يوم الصلحة، يدخل بيت المقتول وهو يضع عقاله في عنقه، كناية عن أنّه ليس رجلاً في هذه اللحظة، إلى أن يلبس عقاله.. وفي أمثالهم: (العقل عقال).
4- اللباس الداخليّ: وهو الثوب ونحوه الذي يلبس فوق الجلد مباشرة.. وهو مكوّن من :
أ - فانيلاّ بكمّ طويل أو بنصف كمّ، ويكون بدون قَبّة (ياقة).
ب- شروال أبيض: سروال خفيف من قماش: (نيشان) أو (خام) أو: (مارونس) أسود (مَلَس) أي: أملس، ناعم.
ج- قميص: يلبس فوق الفانيلاّ، وله قبّة وكمّ طويل مفتوح بأزرار، أو يكون غير مفتوح حتّى المنتصف بأزرار، أو مسدود حتّى الرقبة.. وقد يلبس أحدهم القميص من غير فانيلاّ.
5- اللباس الخارجي : وهو مكوّن من القمباز أو: الديماية6 وهو أنواع:
أ- قمباز جوخ: وهو من الصوف ذي اللون الواحد المدلوك.
ب- قمباز صوف مقلّم بخطوط طوليّة متعدّدة الألوان..
ج- قمباز شقّة ديما: من صنع معمل (قباقيبو) في سوريّة، وهو ذو لون أبيض، مقلّم بألوان عديدة، وبخطوط طوليّة ملوّنة..
د- قمباز الروزة7 هو من قماش الروزة ذي اللون الأصفر الفاتح أو الغامق..
هـ- قمباز الغيباني8 هو بلون أصفر فاتح أو ذهبيّ، وفيه حَفـْرة خاصّة أي (نقشة مجسّمة).
والقمباز عادة، هو بدون قبّة، وكمّاه طويلان، وقد يكونان مشقوقين وخاصّة لدى (الختياريّة: الكهول) للسهولة عند الوضوء..
ويطول القمباز ليصل إلى الكاحلين.. وهو مفتوح من الأمام بشكل طوليّ، كامل.. وهو مشقوق من أسفل الوسط، على الجانبين بمقدار لا يقلّ عن (٢٠) سم.. وهو مطرّز بخيط ملائم للون العامّ، ويبطّن بزاف يظهر للخارج بشكل مسنّن كاسنان المنشار..
وللقمباز جيبان خارجيّان عميقان يتّسعان لجزدان أو علبة دخان أو مسبحة .. إلخ. وعند اللبس أو الارتداء توضع شقّة القمباز اليمنى فوق الشقّة الشِمال وتثبت بخيط مثبت بالشقّة اليمين تربط بعروة، وهذه مثبتة في الشقّة الشمال – اليسرى وعليها يلفّ المرتدي قشاطاً (حزاماً) أو شملة9.
ويسمّي بعضهم القشاط باسم: (قايش)..
6- والشروال: يلبس تحت القمباز عادةً.. ويكون من قماش خفيف، أبيض، ذي سرج عال، يشدّ على الخصر بواسطة دكّة10.. وفي وسط السّرج فتحة11.. ويضيق الشروال عند الساقين حتّى الكاحل، وقد ينتهي بفتحة عند كلّ كاحل بكبّاسات لسهولة خلعه12.
7- الشروال المستقلّ: وهو الشروال الذي لا يلبس فوقه قمباز: وهو من أنواع القماش الثقيل من الجوخ ونحوه.. وهو يمتاز بمواصفات مختلفة: فهو شروال ذو سرج طويل، بجيب عميق على الفخذ الأيمن، وهو مطرّز (الحفافي) أو مطرّر تطريزاً جميلاً برسوم خاصّة على جانبي الفخذين، وهو كثير التعاريج وطيّات (الزاف) على الخصر، وهو شروال مدكّك، وتغطَّى الدكّة وطرف الشروال الاعلى بشملة سوداء مطرّزة أو بيضاء بلون يناسب لون الشروال.. ولا يقلّ طول الشملة عن المترين والنصف طولاً، وينتهي طرفاها بشراشيب ملوّنة.. وفي وسط السرج السفليّ فتحة.. ويضيق الشروال عند الساقين بحيث يلائم صحّة الساقين، وقد ينتهي بفتحتين عند كلّ كاحل بكبّاسات .. وقد يبطّن بقماش ناعم ما بين الركبة والخصر.. وهو ذو ألوان عديدة، منها: الأسود والأبيض والبنيّ والأخضر الغامق أو الكحليّ.
وبالعودة إلى لباس (القمباز) فإنّ بعضهم يطلق عليه اسم: (كِبِر)، بينما يحبّذ آخرون إطلاق اسم : (قباء) أو (قفطان)..
ومن أغنية (شوفير الحجّاج) أذكر هذه الكلمات التي تغنّيها النسوة عند عودة الحجّاج من الديار المقدّسة بعد أداء فريضة الحجّ:
بتستاهل يا شوفيرْ شقّة حريــريّةْ
يا مركّب الحجّــاج للكعبـة العليّةْ
بتستاهل يا شوفيرْ القمباز الغباني
يا مركّب الحجّــاج للنبي العدناني
وقد قسّم بعضهم (القنابيز) كما يلي:
- القمباز العاديّ: وهو الأكثر شيوعاً، ويصنع من قماش (الأطلس)، ويميل لونه إلى الأزرق الكحليّ
- والقمباز البسيط: وهو من قماش كتّاني، مخطّط، له نفس ألوان القمباز العاديّ، وهو رخيص الثمن، يُعرف باسم: (دماية).
- والقمباز المترف: وهو من قماش حريريّ، لونه (بيج) فاتح،مطعَّم بزخارف باللون (البيج) الغامق، القريب من اللون البنيّ الخفيف..
- والقمباز الشتويّ: ويكون عادة من الصوف، وتغلب عليه الألوان الداكنة.
٨- ويلبس عادة فوق الشروال: (ساكو) او (جاكيت): أي: معطف قصير : بلون يناسب لون الشروال، بحيث تغطّي (الساكو) أو (السترة) الشملة الأنفة الذكر.. وعادة تفصّل (الساكو) من قماش الجوخ المناسب للون الشروال، وتكون مفتوحة من الأمام: (على الصدر والبطن) بقبّة(ياقة) مكسورة على جسم (الساكو)، ومكويّة وغير عريضة، ولها فتحة على طرف الياقة اليسرى، وتحديداً فوق الجيب الأيسر العالي (فوق النهد الأيسر). وللساكو جيبان جانبيّان.. وهي بدون فتحة من الوراء إلاّ إذا لُبست الساكو على (بنطلون)، فهي ساعتئذ بفتحة.
٩- وقد يفصّل بعضهم (صدريّة): تلبس تحت الساكو وتناسب لونها.. والصدريّة عادةً، تكون بدون كميّن: ذات قماش لمّاع ناعم على الظهر، وبأزرار عديدة متعامدة من الأمام؛ ينتهي طرفاها الأماميّان على شكل زاوية حادّة .. وللصدريّة جيبان أماميّان صغيران لوضع ساعة الجيب ذات السلسِلة الذهبيّة أو الفضيّة .. وقد يلبس تحت الصدريّة قميص خاصّ له ياقة (خَنِق)، وله (بُكَل) كثيرة، كرويّة الشكل من الأمام (على الصدر)13.
وقد يتزيّن بعضهم بوضع خنجر (شبريّة) يوضع تحت (الشملة) بشكل ظاهر..
١٠- وقد يلبس بعضهم (الدّامر): وهو عبارة عن جبّة قصيرة تلبس فوق القمباز، ويكون كمّاها طويلين..
١١- ويلبس بعضهم (العباية): فوق الدامر والقمباز، وخاصّة في المناسبات.. ومن أنواعها: العجميّة والبغداديّة، والباشيّة، ويغلب عليها اللون البنيّ عامّةً..
١٢- وفي القدمين: يلبس القروي الدامونيّ جوارب مناسبة، وحذاءً مصنوعاً من النعل ، والسختيان الطريّ اللامع المناسب14.
وقد عرف أهل قرية (الدامون) أنواعاً عديدة من الأحذية (لبس القدمين)، ومنها:
أ- المشّاية أو الفقراويّة: وتكون بدون بنود (ربّاطات)، ذات نهاية تنكسر تحت كعب القدم، وتكون من جلد طريّ، ونعل قاسٍ، وهي رجّاليّة ونسوانيّة (نسائيّة).
ب- سُبَّاط: للرجال .. (ج) سبابيط : قد يكون من الفرنسيّة (Sabot) بمعنى: قبقاب، أو من الإيطاليّة: (Zapato) ..ويلفظه بعضهم: (صبّاط)
ج- الجزمة: للرجال ، تكون عالية حتّى الركبتين، ومن جلد السختيان.
د- البُسْطار أو البُوْط: وهو أقصر من الجزمة، ويكون للرجال.
هـ- سُرْميجة أو سَرْموجة: تكون من نعل وسختيان طريّ: للنسوان
و- بابوج: هو من الأعلى من قماش مزخرف؛ ونعل من جلد: للنسوان.
س- قبقاب: ويكون من خشب، وجلدة تمسك أصابع القدمين.. وهو للنسوان عادة.. وللرجال عند الوضوء والاغتسال (الاستحمام).
ح- البتون: وهو بسطار له أزرار..
ط- صُرماية أو كُندرة: نوع من الأحذية عامّة.
٢- زي النساء :
وهو يتألّف من:
1- لباس الراس: وهو عند السيّدات المتقدّمات في السنّ (العجائز) يتكوّن من:
أ- حطّة : سوداء ، حرير ناعم، مقصّب بقصب ذهب أو فضّة، لها شراشيب كبيرة (كان بعضهنّ يقمن بقصّها).. وكانت غالية الثمن،
ب- منديلين: أحدهما: منديل دخّان القهوة: وهو ذو لون بنيّ: (دعس القطّة)، وفيه نقشات خضراء أو زرقاء تشبه دعسة القطّة، وهو ناعم كالحرير، ولا شراشيب له ولا (داير قويا).. ومنديل آخر: (دعس القطّة) أيضاً، إنّما هو من لون مختلف ..، ويلفّ المنديلان على الرأس، فوق الحطّة، ويربطان بطريقة ما بحيث يعقد طرفاهما عند جانبي الرأس من علٍ (للغيّة: الافتخار والتشوّف).. أمّا الحطّة، فتلفّ حول العنق، وتعقد من خلف الرقبة.
ولباس الرأس عند الصبايا (الشابّات) مختلف.. فالصبيّة تلبس منديلاّ كبيراً أزرق سادة عليه رسم شجر، ويكون على دايره: خرز ملوّن (طُرْطُف) أو (كرهبا): شبيه حبّ الشعيريّة (التي كانوا يصنعونها من العجين) أو من(بَرَق) أو من (تـُوْل) أو (مقصقص).. إلخ.. وتعقد الصبيّة المنديلَ من الأمام، وتحت الذقن وفوق الصدر مباشرةً.. وقد يربطه بعضهنّ من وراء العنق.. أمّا الشعر فكان يسرّح ولا يُقصّ، بل يترك ليطول.. وكنّ لا يصبغن، بل يستعملن الحنّاء خاصّة وفي أوقات المناسبات: كالأعراس والأعياد.
وكنّ يزيّن شعورهنّ بضفائر من ذهب (جهاديّات) أو (غوازي): ليرات أو أنصاص أو أرباع تثبّت على الضفيرتين أو الجدّولتين المنسدلتين على الظهر، وتظهران عادةً للعيان..
وكنّ يعتنين بشعورهنّ من حيث النظافة باستعمال صابون الزيت الأصليّ، ثمّ يجفـّفنه، ثمّ يدعكن الشعر باستعمال خلطة (الزيبق) وهي خليط من مادّة تستحضر بالزجاجيات من (عكّا) ذات لون أحمر، يخلط محتواها بزيت الزيتون، ويدعك به الشعر فيصبح لامعاً، ولا يعرف القشرة..
وكان بعضهنّ يستعمل (المشابك) عند تصفيف الشعر، خاصّة العروس15 وكانت النسوة تلبس حلق (العصفور)، وحلق (حبّة فوق حبّة) وحلق (الطارات) وحلق (الرباع والنصاص) وحلق (فزدق العبيد) وكلّها مصنوعة من الذهب الخالص..
وكنّ يلبسن خواتم من ذهب أو فضّة.. من نوع (خاتم صبّ) أو: (خاتم أبو طبعة) أو (خاتم شختورة) أو (خاتم مثلث): ثلاث حبّات أو ثلاث طبعات، وفي كلّ طبعة خرزة زرقاء أو حمراء أو خضراء.
وكنّ يلبسن الأساور من ذهب. وهي أساور (سَحِب) سادة غير مصنّعة أو غير منقّشة.
وفي اعناقهنّ وعلى صدورهنّ كنّ يلبسن: (الكردان)، وهو من الذهب المصنّع تصنيعاً فنّياً، ويربط من وراء العنق بسلسلتين، ويعلّق به ما يسمّى بـِ(مْجارة) مفرده (مَجَرَة) وهي: شبيهة بسبيكة (البيزوس) المعروفة في أيامنا.
2- اللباس الداخليّ: وهو عند (العجائز) ما يلي:
- كنّ يلبسن ثوباً طويلاً يسمّى (شلحة) يطول حتّى الكاحل، يكون بكمّين طويلين، أو نصفي كمّين، ويكون – الثوب – من قماش (البويلين) أو (الباتيستا) الملوّنة أو (البوال) على الغالب.. ويكون (مقوّراً) على النحر والصدر، وبدون ياقة.. وليس فيه فنّ صنعة.
وفي زمن الأعراس، كنّ يقطعن أثناء (الكسوة) مايسمّى (مقاطع)، وهي أثواب داخليّة، مفردها مقطع16 .
-وكنّ يلبسن فوق الشلحة (قمبازاً) شبيهاً بقمباز الرجل إلى حدّ ما، وهو من قماش: المخمل الملوّن أو الجوخ أو البلما الملوّنة أو القشطة بالعسل، وهو عبارة عن قطعة قماش شبيهة بقمباز الرجل، غير أنّه مشقوق من ثلاث جهات من عند الخصرحتّى الكاحلين، بحيث يصبخ بثلاث قطع تتحرّك: شقّ من الأمام، من الصدر حتّى القدمين؛ واثنان على الجانبين من الخصر حتّى القدمين، بكمّين طويلين، وبقـّة واقفة جامدة قصيرة برم، وبدون (ثّنْية) يغلق على العنق بزرّ وعروة.. أمّا الكمّ فهو (سحب) بدون زند.. ويكون القمباز في العادة مبطّناً، وحوافيه (حفافه) مخرّجة، مزيّنة (بنقش الغزال الملتفت)..
-وكنّ يلبسن فوق القمباز،أحياناّ، (زنّاراً) عجميّاَ، يكون من قماش الحرير الابيض، ويلفّ على قطعة (كرتون) – ورقّ مقوّى – عريضة ثمّ تلفّ هذه حول الخصر.
- وقد يلبس فوق القمباز شيء يسمّى (المنتيان)، ويكون عادة من: المخمل أو الجوخ، ويوشّى بقصب يتناسب مع لون القماش، ويكون مشقوقاً من الأمام، وله أزرار عديدة، بحيث يغطّي الخصر، ويبطّن بقماش ناعم، وله ياقة، وكمّان طويلان من قصب السحب..
- والمنتيان هو (الدّامر)، إنّما يفترض في الدامر أن يكون أكثر وجاهةً، في نوعيّة التطريز والخياطة والتخريج.
- و(الشنتيان) هو: شبيه السروال للرجل؛ وهو إمّا:
أ- زمّاميّ: ينتهي عند الكاحل بخيط مغّيط يشدّ القماش على الكاحل بحيث تظهر (الزمّة) .. أو هو:
ب- ربّاطيّ: بحيث تشد المغّيطة على الساق، ثم (يهيّف) باقي القماش إلى أسفل الكاحل، فيظهر الشنتيان متهدّلاً وبشكل منفوخ..
والربّاطي هو في العادة لباس الصبايا، ويكون عادةّ، من قماش (الشيت) بألوان متنوّعة، وبطانته بيضاء من (الباتِسْكا) أو الخام الأبيض (مقصور): أي مغسول بالماء.
وكان من عادة العروس أن تخرج عدّة (شناتين) ملوّنة من قماش (الأطلس) و(الساتان).. وعادة يكون الشنتيان مدكّكاً بنوع من القماش عند الكاحل وعند الخصر.
3- وبما يخصّ لباس الصبايا:
١- فإنّهنّ كنّ يلبسن فوق (الشلحة) (فستياناً) اي: فستاناً، من أنواع مختلفة، فيه نقوش مميّزة، بحيث تظهر النقوش بشكل واضح فاقع.. على عكس العجايز اللاتي يلبسن فساتين ذات ألوان رائقة، هادئة وذات نقوش منمنمة، ناعمة.
أمّا القماش فهو من نوع : البوال والمخمل ذي الالوان المتعدّدة، والكريب جورجيت المختلف الالوان، والبلاشين الملّون والسَّادة، والكتّان الملوّن أيضاً، وهو من نوع إنكليزي جميل.
- وفي الأقدام، كانت العجائز يلبسن مشّايات (زكّ) تكون من النعل والسخيتان: ذات كعب منخفض، سدّ، بدون لسان أو مغّيطة. أمّا الصبايا فكنّ يلبسن الكنادر: ذات ابزيم على جنب، وهي مخرّمة من الأمام، ملوّنة، تكون من النعل والسخيتان، ذات كعب عالٍ او وسط.
أمّا العرايس فكنّ يلبسن كنادر يناسب لونها لون بدلة العروس..
وكنّ يلبسن جوارب ذات مقاييس مختلفة.. منها ما يصل للكاحل وما فوقه بقليل، ومنها ما يصل حتّى الركبة..
الخلاصة
- فلسطين بلد عربيّ، مشرقيّ، له عاداته وتقاليده: وثقافته الشعبيّة المتجسّدة في تراثه وفولكلوره.. في سائر مدنه وقراه، وقبائله وعشائره، في المدينة، والقرية، وفي شماله وجنوبه، وساحله، وداخله، وجباله وغوره..
- والدامون قرية نموذجيّة من قرى فلسطين، ساحليّة، كان لأهلها عاداتهم وتقاليدهم في اللباس والازياء.. وما ينطبق عليهم، ينطبق على أهل القرى المجاورة، من حيث اللباس، إلاّ من فروق بسيطة..
- واللباس في الدامون قبل نكبة عام ١٩٤٨، ينحصر في لباس الذكور (رجال، اطفال) ولباس الإناث (عجائز وصبايا)..
- ولباس المرأة ينحصر في لباس خارجيّ ولباس داخليّ: (حطّة، منديل، فستان، منتيان، شنتيان، شلحة، ثوب، كلسات، كندرة، قبقاب).. إلخ
- ولباس الرجل ينحصر في: (حطّة وعقال، وطاقيّة، وقمباز، ودماية، وشروال، وثوب، وساكو، وجاكيت، وكبّوت، ومشّاية، وجزمة، وكلسات..)إلخ.
- والملابس، إمّا أن تخاط محليّاً عند خيّاطة القرية أو يُشترى بعضها جاهزاً من مدينة (عكّا).. والقماش المستعمل متنوّع: أطلس، ساتان، كريب جورجيت، بوبلين، بوال، كتّان، خام)..إلخ.
- وتظلّ قرية الدامون واحدة من القرى الفلسطينيّة التي كانت كسائر قرى فلسطين المحيطة بها، يلبس أفرادها لباساً جميلاً، شعبيّاً، محتشماً، مرغوباّ فيه..
هوامش
1- الدامون: قرية فلسطينية تقع في قضاء مدينة (عكّا) في منطقة (الجليل) في شمال فلسطين.. وتبعد عن عكّا مسافة (٩) كم.. وكان عدد سكّانها (٢٠٠٠) نسمة عام ١٩٤٨
2- حسين علي لوباني: باحث في التراث الفلسطيني واللغّة.
3- الصنّارة : أداة غزل ونسج ، يدوية ، وهي: صنّارة أو صيصة.
4- اي من صناعة أهل قرية (طمرة) القريبة من (الدامون)، أو من صناعة 0الدروز) وهم طائفة موجودة في شمال فلسطين.
5- شراشيب: مفرده (شرشوبة) بمعنى: شرّابية أو شرّابة: هي حزمة من الأهداب أو الخيطان الملوّنة تتدلّى من طرف الشيء، كما هو الحال في طرف الحزام أو الثوب؛ أو على الطربوش للزركشة والزينة...
وفي أمثالهم: (فلان شرّابة خرج) .. أي: تابع، لا يحلّ ولا يربط..
6- الديماية : أو :الدُّماية أو: الدِّماية: ثوب من قماش خاصّ طويل، يصل حتى أسفل الساقين، طويل الكمّين، مفتوح من الأمام، من دون ياقة له، ويثنّت على الخصر بخيط سميك من (القيطان) الغليظ، يشدّ شقّي (الدماية)، وهو خيط ثابت معلّق بالدماية، ومثله خَيطان آخران ثابتان، كلّ في شقّة يمنى أو يُسرى، ثابتان يشدّان ويربطان، قرب العنق (على النحر)... وللدماية جيب أو جيبان يكونان: للساعةأو للجزدان..
ويسمّي بعضهم الدماية بإسم (هنديّة)، وهذه عند كهول البدو (كِبر) وهي (صاية) عند الشباب.. ويسمّى الجزء الداخليّ من الدماية: (العبّ)...
والدماية أنواع، منها: الدماية العاديّة، وتكون من القطن أو الكتّان وتلبس في البيت أو أثناء العمل.. والدماية (الروزا): وتصنع من الحرير، وتلبس في الأعياد والمناسبات.. والدماية (أطلس): وتصنع من القماش الأطلس اللناعم ، الحريريّ الملمس، وهي رائجة في المدن؛ ودماية الصوف (الجوخ)؛ وتلبس في فصل الشتاء والبرد..
7- روزة: أو : (الستّ كروزا) نسبة إلى الأصل الإيطاليّ: (ستكروزا) ومعناها: نسيج من حرير غير معالج بالماء الغالي..
8- الغباني:اي : الياباني ..
9- الشملة: هي قطعة طويلة من القماش، يلفّها الرجل على وسطه أكثر من مرّة، وتكون من الحرير أو الصوف يلائم بينها وبين سراويله، وقد يثبّت فيها خنجراً.. أمّا شملة المرأة: فتكون من حرير مزخرف ، بأهداب أحياناً، تلفّها المرأة حول خصرها أكثر من مرّة، وتقوم مقام الحزام؛ وتغلب عليها الزينة، وغالباً ما تُلبس للتباهي..
10- دِكّة: هي رباط السراويل، من أعلى، على الخصر، يستعملها الرجال والنساء.. فصيحها: (تَكّة) .. والدكّة: تختلف عن الحزام أو القشاط ونحوهما.. فالدكّة: حبل من قيطان أو من قماش مبروم، يكون في قناة ذات منفذين، ثابتة في أعلى السراويل، ويربط طرفا الحبل المطلاّن من الفتحتين تمتيناً وتثبيتاّ للسروال على الخصر.. ويدكّك هذا الحبل بمدكّ خاصّ يشبه المسلّة، فصيحه: متكّة.. وفي أمثالهم: (فلانة دكّتها رخوة) أي: سهلة، مستجيبة لرغبات الرجال القاصدين لها..
11- سرج السروال أو اللباس: هو ما أتـّسع من مؤخّرة السروال أو أسفله، الواقع بين فخذي الرجل أو أعلى ساقيه.. ويسمّيه بعض العامّة (القرق).
12- الكبّاسات: مفرده (كبسونة): وهي زرّ معدنيّ ذو شقّين (انثى وذكر). يستعملها الخيّاط بدل الزرّ، حيث يثبّت الخيّاط الشقّ المؤنّث في أحد شقّي القميص والجزء المذكّر في الشقّ الثاني، وعند لبس القميص ينطبق المذكّر على المؤنّث بالكبس والضغط.
13- بكّل: أدخل الزرّ في العروة، وضمّ طرفي الثوب بتزريره.. والبكلة ْ(ج) بُكَل: ما يُربط بها .. قيل عربّيها: الإبزيم أو : الرُّصيعة
14- سِخْتيان: هو جلد الماعز المدبوغ (فارسيّة).. ومنه: (سختيان) بالسريانيّة الدارجة، والتركيّة والكرديّة.. وفي التركيّة (Sahityan) : كلمة تركيّة بمعنى (جلد مدبوغ ملوّن) أو : (سِحتيان) كما ذكر د. إبراهيم السامرّائيّ.
15- المشابك/ مفرده: مشبك : وهو هنة من معدن ما، ونحوه: تمسك الشعر وتزيّنه.. وهناك مشبك آخر، تسمّيه العامّة (بروش) يكون من ذهب ونحوه تثبّته المرأة على أعلى معطفها أو فستانها للزينة..
16- الكسوة: يتمّ شراء كسوة العروس من قبل أهل العريس، وتشمل الكسوة عادةً ملابس للعروس، وقطع قماش وأدوات زينة، ومناديل وحطّات وأحزمة، وملابس داخليّة... ويشتري العريس (هِدْماً) لكلّ واحدة من أخواته وعمّاته وخالاته.. وكانت تحمل الكسوة إلى بيت العروس في موكب غنائيّ، وقد حملت الصبايا أطباقاً من القشّ، وعليها الثياب ونحوها، وقد جلّلت بالأزهار، وأغصان الأشجار الخضراء الطريّة، وعروق الحبق.. وعندما يصل الموكب إلى بيت أهل العروس تغنّي إحداهنّ:
يْ آ وافتحوا باب الدار يْ آ وخلّوا المهنّي يهنّي
يْ آ وأنا طلبت من ألله يْ آ وما خيّب ألله ظنّي
ثمّ تدخل النسوة بيت العروس، ويشرعن باستعراض (ملابس الكسوة) والهدايا، وسط الأغاني والرقص الإحتفاليّ حول الكسوة.. إلخ