رؤى متنوعة للتراث الشعبي بالمغرب العربي وأبحاث عربية حول التنوع الثقافي
العدد 8 - جديد النشر
يتضمن جديد النشر في هذا العدد عرضاً لعدة قضايا مهمة ومتنوعة تناولها عشرات الكتاب من معظم الدول العربية، يأتي في مقدمتها التعريف ببعض الدراسات الشعبية في المغرب العربي بكل من تونس والجزائر وموريتانيا، والتي اشتملت رؤى متنوعة ما بين التراث القديم والمأثور الحي المتداول. كما نعرض لمجموعة الأبحاث التي نشرت ضمن مؤتمر «المأثورات الشعبية والتنوع الثقافي»، حيث تلتقي عشرات الرؤى والتجارب العلمية من عدة بقاع عربية من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب واليمن وسلطنة عمان وسوريا. فضلاً عن عرض لدراسة مميزة حول الألعاب الشعبية المصرية.
أما جديد النشر في الدوريات العربية فسنعرض فيه لمجلة التراث الشعبي العراقية، ومجلة الفنون الشعبية المصرية.. وندعو زملاءنا في البقاع العربية الأخرى أن يمدونا بجديد النشر في دوريات الفولكلور، مثل مجلة وازا السودانية أو فنون شعبية الأردنية، وغيرها الكثير بالشام والمغرب وسلطنة عمان.. إذ أن تواصلنا من خلال دوريات الفولكلور العربية من شأنه أن يطلعنا دائماً على الجديد في الفولكلور العربي بحثاً عن منهج مشترك فى البحث والتحليل.
الموسيقى الموريتانية
صدر عام 2008عن إدارة الثقافة والفنون بموريتانيا كتاب بعنوان «الموسيقى الموريتانية» للأستاذ السالك ولد محمد المصطفى، وهو باحث في مجال التراث الموريتاني، وقد سعدت بإهدائه هذا الكتاب لي، لأن فولكلور موريتانيا غائب تماماً عن باب جديد النشر، لقلة ما يصلنا منه. كما أهداني كتابا آخر بعنوان «ديوان الشعر الشعبي» للشاعر سدوم ولد انجرتو (1710-1812م)، والذي اشترك السالك ولد محمد المصطفى في التقديم له والتعليق عليه مع كل من الأساتذه: سيد أحمد ولد أحمد سالم، وسيدي محمد بن حدامين، وأبادوين همدفال. ونشر عام 1997 عن المعهد الموريتاني للبحث العلمي. وقد نفذت طبعات الكتاب، ولم يتبق منه سوى نسخة وحيدة كانت فى حوزة الأستاذ السالك عندما قابلته. والكتاب يحمل مقدمة علمية عن حياة الشاعر سدوم ولد انجرتو وشجرة نسب بني حسان وأولاد مبارك، ويقدم للنصوص الشعرية نفسها وتصنيفها من مديح وفخر وشكوى وغيرها. ولأن الكتاب نشر عام 1997 ونحن هنا نهتم في هذا الباب بالأحدث في النشر – قدر الإمكان - فلن نفصل في عرضه ونكتفي بالإشارة إليه على هذا النحو للتعريف بما وصلنا من التراث الموريتاني.
أما كتاب الموسيقى الموريتانية الذي نعرض له، فهو صغير الحجم غير أنه يحوي مادة مهمة حول الموسيقى الموريتانية عامة والشعبية خاصة. ويشير المؤلف في المقدمة إلى أن الشعب الموريتاني يتمتع بتنوع كبير في الأنشطة الموسيقية تنوعاً يوازي تنوع البلد الاجتماعي، فإذا كانت المجموعات العرقية الأربع الرئيسية المكونة للشعب الموريتاني حسب الأهمية فيما يطلق عليه: البيضان، التكرور، السراغلة، والوولف، لكل منها ثقافته الخاصة، فإنه يتعين على الباحث أن يميز – ضمن هذه المجموعات نفسها ذات التراتبية العالية – بين مختلف المكونات الفرعية لكل مجموعة، وخاصة الطبقات المغلقة داخلها، والتي لكل منها إنتاجاتها الموسيقية الخاصة والملائمة لمهنها الاجتماعية مثل غناء الفلاحين، والرعاة والصيادين وأصحاب المهن التقليدية المتوارثة. ورغم وحدة العقيدة والامتزاج العرقي بين كل مجموعة، وبينها مع المجموعات الأخرى فإن الآلات الموسيقية المستعملة من طرف كل طبقة تشكل آثاراً مادية للانشغالات الداخلية لكل طبقة على حدة. إن التداخلات الثقافية بين مكونات المجتمع الموريتاني تبرز أساساً في الموسيقى حيث نجد أن هذه المجموعات العرقية الأربع كلها تتوفر على طبقة من الموسيقيين المحترفين ويسمون عند البيضان بـ «إيكاون» وعند التكارير بـ «كولو» وعند السراغله بـ «كزر»وعند الولف بـ «كولو». ثم يشرح المؤلف مفهوم موسيقى «إيكاون» والتى تتضح فيها الخلفية الإسلامية العربية وخاصة الأندلسية وشمال إفريقيا. ثم يتعرض للمقامات الموسيقية الموريتانية وبحورها موضحاً أن مقامات هذه الموسيقى الأربع كل واحدة منها موزعة إلى ثلاث طرق أو ثلاث أنغام: بيضاء موجهة إلى البيض، وسوداء موجهة إلى السود، وزرقاء موجهة إليهما معاً وهى أقوى من كل منهما على حدة. كما تعرض المؤلف لعلاقة الموسيقى بالشعر الشعبي مشيراً إلى أنها علاقة عضوية، فالمقام الموسيقي لا يكتمل أداؤه نهائياً إلا إذا أنشد معه البت الوزن العروضي من الشعر الشعبي الذي يلائمه بل إنهم قد أوصلوا المسألة إلى الشعر العربى الفصيح، ومن ذلك توزيعهم للشعر الشعبي بين مجموعتين: الأولى، مجموعة ابتوتت لحراش «التقاء الساكنين وتيمى لبتوته لكبار». والثاني، المجموعة الخالية من لحراش التي لا يلتقي فيها ساكنان وهى مجموعة لبتيت.
أما الآلات الموسيقية فيقدم لها السالك ولد محمد من خلال بعض النماذج ومنها آلة «التيدنيت» وهى آلة تحليلية للنغمات يمكنها أن تعطي أجزاء دقيقة من النغمة وأوتارها ما بين 4 إلى 5 وهي صناعة محلية. أما «آردين» فرغم كثرة أوتاره تضرب فيه الظهور ولا توضح فيه الجوانب ويسمى «جامع أنكاره». ويقسم المؤلف المدارس الموسيقية الموريتانية إلى ثلاث مدارس، الأولى هى مدرسة الشرق (الحوض الشرقي والغربي)، والثانية مدرسة الوسط (تكانت ولبرانكه)، والثالثة مدرسة الغرب (اترارزة). ويشير المؤلف إلى أن الموسيقى الموريتانية تنقسم إلى قسمين: أ- الموسيقى الاحترافية، ب- الموسيقى الشعبية. وتتميز الأخيرة بكونها تنطبع بطابع العفوية والبساطة والتركيز على الجانب الكلامي لا إلى طبيعة النغم الموسيقي رغم أن أصحابها يستخدم الكثير منهم العديد من الآلات والأدوات الموسيقية الوترية والإيقاعية والنفخية ومنها: 1- الأمداح النبوية التي تقام من طرف الأئمة والفقهاء في الأعياد الدينية بدون آلات موسيقية مع تلحين خاص يسمى الضرب. 2- الأمداح الشعبية: وتقام أيضاً في المناسبات الدينية والمناسبات الخاصة على عزف آلة النيفارة ويحكى عليها الكثير من الأدب الشعبي المتعلق بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومناقب أصحابه. 3- الحفلات الصوفية: يقوم بها تلامذة الزوايا الصوفية وتلحن فيها الأذكار والمواجد ومناقب الأشياخ. 4- الموسيقى الشبابية: وتقام في مناسبات الأعراس والخريف. 5- موسيقى الرعاة: تقدم على آلة الزواوى بغرض محاكاة الطبيعة، وقد يتحول الحفل إلى الاستماع للراعي وهو يحكي القصص الاجتماعية. 5- فن اطبل: ومنه نظام الطبل الكبير وحفلات اطبول بمباره في تيشيت.
العادات والتقاليد التونسية
في إطار توثيق ونشر التراث الشعبي التونسي، صدرت الطبعة الثالثة من كتاب المرحوم محمد بن عثمان الحشايشي (1853-1912) بعنوان العادات والتقاليد التونسية: الهدية والفوائد العلمية في العادات التونسية، دراسة وتحقيق الجيلاني بن الحاج يحيى، وقدم له د.محمد اليعلاوي، والكتاب صادر عن دار سراس للنشر بتونس عام 2004.وتاريخ الطبعة قديم نسبيا كما لا يخفى. لكنا آثرنا مع ذلك تقديم الكتاب ضمن هذا الباب لطرافته وجديته وفائدته التي لا حد لها. وتشمل المقدمة ترجمة لحياة محمد بن عثمان الحشايشي ومكانته ومؤلفاته. ويفصل المؤلف أغراض كتابه في المقدمة، ويضع لها أبواباً وفصولاً تشبه في ترتيبها وتنسيقها التبويب الذي وضعه ابن خلدون لمقدمته، وما اختصت به المدن والأرياف، على النحو التالي:
المقدمة في معنى العوائد عند الأمم.
المقالة الأولى: في الولادة والتوليد وما يتبع ذلك
المقالة الثانية: في بيان صناعة الوليد وأعمال القابلة
المقالة الثالثة: في أنواع الأمراض التي تحدث للأطفال بأقطارنا الأفريقية وحواضرنا التونسية
المقالة الرابعة: في أسباب تحسين أخلاق الصبيان وتخلّقهم بالآداب الحميدة ومايتبع ذلك مما جرت به العوائد
المقالة الخامسة: في كيفية عوائدنا في أساليب التّعليم والتّعلم والمعلّمين والأماكن المخصوصة بذلك وما يتعلق بالجامع الأعظم وعموم المكاتب الإسلامية وما يتبع ذلك
المقالة السادسة: في العوائد الجارية في أسباب المعاش والصنّائع وأصنافها، والمتاجر وأنواعها ،والحرف وأقسامها وما يخص كل قبيلة من ذلك،وما امتازت به تونس من الأشياء النفيسة في القديم والحديث وغير ذلك .
المقالة السابعة: في أخلاق التونسيين وعموم أهل القطر عامة، ومعاملاتهم مع غيرهم، وعشقهم، ومغذيات أنفسهم من لحن، وأكل، ولبس، ومفاكهة ، ومايتبع ذلك من حظوظ النفس البشرية، وتطلبه الهمة الإنسانية، وبعض ما ينكر على التونسي من الأوصاف البشرية الغير المرضية، وما يتعلق بما ذكر
المقالة الثامنة: في عوائد مختلفة، وأوصاف متنوعة وبدع عامة
المقالة التاسعة: فيما يفعله التونسي وأهل القطر عموما في السنة والشهر والجمعة واليوم والليلة وما فيه من العوائد والبدع
المقالة العاشرة: في زوايا القطر المشهورة وكيفية عوائدنا في زيارتها وما يتبع ذلك.
المقالة الحادية عشرة: في جوامع الخطب بالحاضرة وتاريخ وجودها وما يتعلق بها
المقالة الثانية عشرة: في الدجالين والمتحيلين والرمالة والمخبرين بالغيب، والمنجمين، والمتطببين والكتابين والمجانين وما أشبه ذلك
المقالة الثالثة عشرة: في أسعار المأكولات من الطعام واللحوم والطيور والغلال والبقول والسمك والمشروب والزيوت والسمن والبيض والعسل والزهور وما يتبع هذا الموضوع
المقالة الرابعة عشرة: ملتقطات في عوائد جارية من السنن والبدع المختلفة وأفعال عمومية
المقالة الخامسة عشرة: في التعريف بالقطر التونسي
المقالة السادسة عشرة: في بيان عدد أسواق مدينة تونس وأماكنها وكل سوق بماذا اختص، والعادة الجارية في البيع والشراء فيه وما يختص بذلك
وينتهى الكتاب برصد للمصادر التي اعتمد عليها الحشايشي في جمع مادته، ثم ثلاثة فهارس مهمة، الأول خاص بالأعلام، والثاني بالأماكن والبلدان، والثالث بالكتب التي ورد ذكرها في ثنايا الكتاب.
وقراءة الكتاب تنطوي على حالة من المتعة والعلم والاحتفاظ بالتراث وتوثيقه أيضاً. ويشير الأستاذ الجيلاني بن الحاج يحيى في مقدمته إلى أن القارئ يدرك من تصفحه للكتاب أن مؤلفه تأثر – بدون شك – بالعلامة ابن خلدون، وانتهج طريقته في رواية العادات والتقاليد التونسية وتبسيطها، وذكر تفاصيلها، وترتيباتها، وأسبابها ومسبباتها، وتعليل ممارسة التونسيين لها، وتمسكهم بها، وتفنيد شوائبها والبدع المستحدثة حولها.. ويبرهن محتوى الكتاب أيضاً على ميل الحشايشي إلى علم الاجتماع، ونفاذ نظرته للمجتمع الذي كان يعيش فيه. ونقتطف في هذا السياق جزءاً مما أورده المؤلف في المقالة السادسة التي تناول فيها العديد من الحرف والصناعات الشعبية القديمة بتونس، فيذكر ضمن حديثه عن صناعة عمل آلات الفلاحة قوله: «هاته الصنعة قديمة بتونس، ولأهلها حوانيت مخصوصة بكل من باب سويقة وباب الجديد، فيصنعون المحراث بتمامه عدا السّكّة، ويصنعون المذاري، والفركة، واللوح، والجاروشة، وهى الآلة التى تدرس القمح والشعير، وهى من مآثر الأندلس (ويتبع ذلك رسماً توضيحياً للجاروشة ووصفاً دقيقاً لها). ولعل هذه اللغة المبسطة والتى كتبت منذ أكثر من قرن من الزمان، تجعلنا نتأمل هذا المصنف المهم فى الفولكلور التونسى وتدفعنا لتتبع الظواهر الشعبية التى تبقت منه أو تبدلت أو اختفت تماماً، مما يشكل منهجاً لبحث مظاهر التغير فى المجتمع التونسى عامة.
القصة الشعبية الجزائرية
وفي الأدب الشعبي الجزائري صدرت الطبعة الأولى من كتاب «القصة الشعبية الجزائرية في منطقة الأوراس: بحث في الموروث الحكائي» لمؤلفه الدكتور أمحمد عزوى، عن سلسلة الدراسات الشعبية رقم (104) التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية. وصدر الكتاب عام 2006 في 350 صفحة من القطع المتوسط. وتطلق كلمة الأوراس على مجموعة كبيرة من الجبال، تتشكل ضمن سلسلة الأطلس الصحراوي الذي يمتد من أقصى الغرب إلى البلاد التونسية.. ويتكون من ولاية باتنة وولاية خنشلة، لكن الأوراس الحالي هو المتمثل في ولاية باتنة.. ويسترسل المؤلف في مقدمته لهذه المنطقة تاريخياً ثم يتعرض لتكوين المجتمع في الأوراس مبرزاً بعض المظاهر الشعبية مثل الأسواق الأسبوعية واحتفالات الأعراس، فضلاً عن بعض المعتقدات المرتبطة بالأولياء، والجن، والمزارات، والبازغوغ (أشباح وأصوات تظهر للإنسان على حين غفلة لتفزعه). وبذلك يكون المؤلف قد عرفنا على تراث المنطقة ليمهد لموضوعه الذى قسمه لثلاثة أبواب تناول الأول موضوع «القصة الشعبية بين النشأة والمفهوم» حيث عرض لبعض القضايا التى تتعلق بالقصة، ومفهومها وأصولها. كما تناول المؤثرات التي أثرت في القصة، وأنواع القص المتداولة في المنطقة والتي صنفها إلى خمسة أنواع: القصص السلطاني – القصص الديني – القصص البطولي – القصص الحيواني – قصص الجن والغيلان مشيراً إلى اختفاء القصص الغرامية لأسباب اجتماعية ودينية. أما الباب الثاني فيحمل عنوان «القيم الفكرية في القصة الشعبية» تعرض فيه للقيم الاجتماعية والدينية والإنسانية كما تعكسها النصوص الشعبية، وقد استعان المؤلف بقصة «قاضي لحمام» كنموذج دال. والباب الثالث والأخير خصصه المؤلف لـ «القيم التعبيرية في القصة الشعبية»، تناول فيه بعض القضايا اللغوية للهجة العامية، فضلاً عن الناحية اللغوية للهجة الشاوية، ثم ينتقل الدكتور عزوى لبحث مفهوم الرمز في النص القصصي الشعبي موضحاً أن «الرمز في القصص الشعبي؛ إما أن يكون بارزاً في شكل ألفاظ تتلألأ داخل النص يمكن رصدها في إطار جمل معرفية تتفق مع مقدرتنا الفكرية في التعامل معها. وإما أن يكون الرمز مخفياً وراء تعابير النص يضمنها من الداخل، وبالتالي يكون الوصول إليه عن طريق البناء الكامل للنص، ثم طرح العوارض ليبرز في شكل لم نألفه، وذلك بطريقة السبب والمسببات ويتأتى لنا إدراكه عن طريق الكلي دون الجزئي». ثم يتعرض المؤلف بعد ذلك لمضمون الأسطورة في القصة الشعبية، مبرزاً مجموعة من الأساطير التي هى بقايا لأساطير الآلهة القديمة، وإن اختفت الآلهة فإن ظلالها باقية حتى الآن، ومن ثم فقد اعتبر المؤلف هذا دليلاً على قدم النصوص المتداولة في الأوراس، كما أبرز وظيفة الأسطورة في النص القصصي على أنها وسيلة اتصال، تقوم بعملية اختصار الزمان والمكان ولا تحتاج إلى عملية وصفية داخل الحدث. ويلقي الضوء في النهاية على بعض الخصائص المشتركة في بناء القصة الشعبية، فالنصوص القصصية – كما يشير المؤلف – وإن اختلفت عن بعضها في شكلها وفي مضمونها، فإنها تشترك في قواسم مشتركة يمكن عدها خصائص عامة، وهي: البداية – صيغة المجهول – الحوار – المكان (السماء، الجبل، الغابة، الشجرة، المكان المائي) – الزمان – النهاية.
المأثورات الشعبية والتنوع الثقافي
صدر حديثاً عن المجلس الأعلى للثقافة الطبعة الأولى من كتاب «المأثورات الشعبية والتنوع الثقافي»، والكتاب صدر هذا العام 2009 في مجلدين ويحوي أبحاث الملتقى الدولي الثالث للمأثورات الشعبية الذي عقد بالقاهرة عام 2006، والأبحاث مرتبة في المجلدين حسب الترتيب الهجائي للمؤلفين، ومن ثم سنحاول عرضها هنا حسب تصنيف موضوعي لها، لإبراز المحاور المشتركة. وقد اتخذ محور التنمية النصيب الأكبر سواء في الدراسات المباشرة في تنمية المأثور الشعبي أو دراسات التنمية في أبحاث الثقافة المادية أو العادات والتقاليد. وكذا الحال بالنسبة لمحور العولمة الذي تناولته عدة دراسات مختلفة. وإلى جانب الدراسات المصرية حفل المجلدان بتجارب مميزة من عدة دول عربية سوف نشير لها بين قوسين خلال العرض:
1- المأثورات الشعبية والتنمية
في إطار بحث المأثورات الشعبية والتنمية قدم كل من إبراهيم شعلان وعبد القادر مختار بحثاً حمل العنوان نفسه «المأثورات الشعبية والتنمية الاجتماعية» مع اختلاف رؤية التناول، حيث بحث ابراهيم شعلان الموضوع من خلال عناصر الأدب الشعبي، على حين بحث مختار الموضوع نفسه من خلال فنون التشكيل الشعبي. كما تناول إبراهيم عبد الرحيم موضوع «المأثورات الشعبية والسياحة». أما أروى عثمان (اليمن) فقد تناولت المأثورات الشعبية بين المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني. وفي الإطار نفسه تناول عز الدين نجيب موضوع المأثورات التراثية والتنمية بين ارتباك الهيئات الحكومية واختناق الجمعيات الأهلية. وقد برز في هذا المحور دراستان حول التنمية في الواحات الأولى من المغرب حيث اختارت سعيدة عزيزي (المغرب) بحث العلاقة بين المأثورات الشعبية واقتصاد الثقافة من خلال التراث الشعبي وسؤال التنمية مستعينة بالواحات المغربية الجنوبية نموذجاً. أما الدراسة الثانية فهي من مصر حيث تناولت علية حسين التراث الثقافي والتنمية في الواحات المصرية (إيجابيات وسلبيات). والبحث الأخير لمحمد حافظ دياب بعنوان «سؤال التراث وهاجس التنمية» تناول فيه عدة قضايا مهمة حول التراث والتنمية وجدل التقليد والحداثة وتهميش الجماعة الشعبية.
2- المأثورات الشعبية والعولمة
وفي هذا الإطار كتب صفوت كمال حول «التواصل الثقافي وحيوية المأثورات الشعبية» مشيراً لعمليات التغير والتنوع الثقافي والتداخل الثقافي والأصالة والحداثة. وفي الإطار نفسه تناول عبد الرحمن أيوب (تونس) موضوع «لامحدودية التراث الثقافي الشعبي ومسألة التلاقح الثقافي» وقد ذيل بحثه بملحق حول التراث الشعبي بين المادي واللامادي. أما علي برهانة (ليبيا) فقد تناول موضوع الإسهام العربي في عالمية الثقافة: دور المأثورات الشعبية، شارحاً للجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية للعولمة وطبيعة المأثورات الشعبية. كما كتبت زينب صبرة حول المأثورات الشعبية وكونية الثقافة، والتي قدمت فيه بعض النماذج من فنون التشكيل الشعبي المستلهمة. واختتم هذا المحور ببحث إبراهيم عبد الحافظ حول أغاني السامر السيناوي في عصر العولمة.
3- حماية المأثور الشعبي وتوثيقه
كتب في هذا المحور مجموعة من المتخصصين من مصر وسوريا والجزائر، واشتمل فى البداية على ثلاثة دراسات تناول أصحابها اتفاقية صون التراث اللامادي، الأولى لأحمد مرسي حول المأثورات الشعبية والتنمية من خلال دراسة لبعض جوانب اتفاقيتي صون التراث غير المادي وتعزيز التنوع الثقافي. والثانية لكامل اسماعيل (سوريا) حول المأثورات الشعبية وحوار الثقافات: المأثورات الشعبية والاتفاقات الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي وتعزيز التنوع الثقافي. والثالثة لحسام لطفي حول المأثورات الشعبية واتفاقية التراث الثقافي اللامادي وحماية وتعزيز أشكال التعبير الثقافي. أما سوزان السعيد فقد تناولت في دراستها بعض الجهود الدولية والعالمية لحماية التراث الثقافي. وفى مجال حفظ التراث الشعبي من خلال المتاحف المتخصصة كتب السيد حامد حول المتحف الأثنوجرافي للتراث الثقافي للواحات المصرية بمدينة القصر - واحة الداخلة. أما عاطف نوار وهيثم يونس فقد قدما بحثاً مشتركاً حول ثورة الاتصال والمأثورات الشعبية. وحول تاريخ الحفاظ على الثقافة الشعبية الجزائرية خصص عبد الحميد بورايو (الجزائر) دراسته حول العناية بالثقافة الشعبية الجزائرية في مرحلة الاحتلال الفرنسي (1831-1962): البواعث والأهداف والمظاهر والفاعلون والمناهج. وينتهي هذا المحور بدراسة مصطفى جاد حول منهج استخلاص العناصر الفولكلورية كنموذج لتوثيق المأثور الشعبي.
4- عادات التحية والزواج والتنشئة
وفى إطار بحث العادات والتقاليد الشعبية نجد ثلاث دراسات لثلاث سيدات، الأولى: لأحلام أبوزيد (كاتبة السطور) حول التحية كأحد مظاهر أداب السلوك ورصد القيم الاجتماعية التي تمثل جزءاً مهماً من عناصر الثقافة الشعبية، التي توارى جانب منها بحكم التغيرات الاجتماعية ومفاهيم العولمة، والدراسة الثانية: لأميمة منير جادو حول التنشئة الاجتماعية والتنمية الأسرية في المأثورات الشعبية كما تعكسها الرواية العربية. والدراسة الأخيرة لنهلة عبد الله إمام التى تناولت فيها المأثورات الشعبية واقتصاد الثقافة (قائمة المنقولات الزوجية نموذجاً).
5- التشكيل والثقافة المادية
وقد تنوعت التناولات الخاصة ببحث الثقافة المادية والتي ربط البعض بينها وبين التنمية، فكتب إبراهيم حلمي حول الفخار واقتصاد الثقافة الشعبية في منطقة الفسطاط بمصر القديمة. وتناولت إيمان مهران موضوع الفخار أيضاً من خلال بحثها حول التنمية الاجتماعية كمدخل للحفاظ على الفخار الشعبي من الاندثار في جنوب مصر. أما أحمد عبد الرحيم فقد كتب عن التّلى فى جزيرة شندويل. وفي إطار بحث الحرف الشعبية كتبت آسيا بنت ناصر البوعلي (سلطنة عمان) حول المأثورات الشعبية والتنمية الاجتماعية: الصناعات الحرفية العمانية نموذجاً. كما تناول حنا نعيم موضوع العولمة والمأثورات الشعبية: عودة إلى الثقافة المادية التقليدية في شكلها التطبيقي. وقدم طارق صالح سعيد دراسة مقارنة حول العناصر الزخرفية في النسيج كمأثور مادي بين الأصالة وحوار الثقافات. وفي إطار بحث العمارة الشعبية قدمت هيام مهدي سلامة دراسة حول العمارة النوبية و دورها في تصميم أثاث يعكس قيم الاصالة والمعاصرة. وينتهي هذا المحور بدراسة فاطمة حسن حول استلهام الحياة الشعبية والحارة المصرية لأعمال الفنان علي الدسوقي في الفيلم التسجيلي «بنات الغورية» إخراج الفنان أحمد فؤاد درويش.
الألعاب الشعبية المصرية
وعن المركز القومي لثقافة الطفل بوزارة الثقافة المصرية، صدر هذا العام 2009 كتاب «ألعابنا الشعبية المصرية» ويحوي الكتاب 150 لعبة للطفل قام بجمعها وتوثيقها أحمد توفيق الباحث في مجال التراث الشعبي. وأشرف على العمل الدكتورة نبيلة حسن سلام التي أشارت في مقدمتها للكتاب أنه يحوي ألعاباً ما زالت تمارس حتى الآن، بعضها قديم ولكنه تشكل وتلون بلون العصر مثل لعبة «أبو تريكة» التي كانت في الأصل امتداداً وتطويراً لألعاب الكرة القديمة مثل «الحكشة»، اللقم، الكرة الشراب. وبعضها احتفظ بالشكل والاسم مثل الأولى ونط الحبل..إلخ. وبعضها يظهر في مناطق مختلفة بأشكال متعددة ومتنوعة، ولكن جوهر اللعبة واحد مثل «اللقم» التى تغير اسمها إلى الحكشة في أماكن أخرى وبطريقة لعب جديدة. أما أحمد توفيق فقد عرض للألعاب الشعبية حسب ترتيبها الهجائي حتى يسهل على الطفل الوصول إلى اللعبة التي يبحث عنها، غير أنه قد عرض في مقدمته لعدة تصنيفات منها مثل تقسيم الألعاب وفقاً للمواسم (الحصاد – الفيضان – رمضان – الأعياد – الموالد – الصيف – الشتاء)، كما طرح تصنيفها وفقاً للمراحل العمرية أو وفقاً للأدوات المستخدمة في اللعبة (ألعاب الطوب والحصى – الحبل – البلى – الورق – الكرة – المحاصيل والفواكه – النقود..إلخ). كما حرص على تأصيل الألعاب الشعبية في مصادرها الفرعونية، مثل لعبة «شبر شبير أو الشبر والقبضة أو البحر المالح» وهى لعبة يؤديها الصبيان فقط لأنها تحتاج إلى مهارة وقوة، وكانت لعبة محببة لقدماء المصريين، ويرجع أقدم نشر يدل على ممارسة المصريين لهذه اللعبة إلى عام 2500 ق.م. وتبين لنا النقوش الموجودة على جدران مقابر بني حسن بالمنيا، أن طريقة ممارسة هذه اللعبة تتطابق تماماً مع ممارسة الأطفال لذات اللعبة الآن، في الوجهين القبلي أو البحري أو النوبة، وتكثر ممارسة هذه اللعبة في الأماكن التي بها آثار فرعونية. ومن بين الألعاب التى عرضت بالكتاب لعبة بريلا بريلا، ويوثقها احمد توفيق قائلاً «لعبة من ألعاب الحركة تلعبها البنات فى المدن (القاهرة الكبرى). البنتان اللتان يقع عليهما الاختيار ليبدأن اللعبة. تقف كل واحدة منهما فى مواجهة الأخرى. وتمسك بيدها وهى تقذفها فى الهواء. وتغنى: بريلا بريلا بريليلا.. بريلا بريلا بريليلا. ثم تقولان: عاوزين فلانة تتفضل عندنا. وتذكر أحد أسماء البنات المشاركات في اللعبة. فتتقدم تلك اللاعبة وتمر من أسفل أيديهما وأثناء مرورها تسأل عن اختيار إسم من اسمين تنضم إليه. وبعد اختيارها تتجه نحو اللاعبة التى اختارت أن تقف خلفها.. وهكذا مع باقي اللاعبات حتى يتكون صف منهن خلف كل واحدة من اللاعبتين اللتين معهما اللعبة.. ثم تأتي مرحلة الجذب والشد بين الفريقين. والفريق الفائز هو الذي يستطيع شد الفريق المنافس لمنطقته». والكتاب على هذا النحو يعرض للألعاب بشكل نموذجي، يحوي شرح اللعبة، ثم النص الغنائي المرتبط بها إن وجد، ثم مجموعة صور توضيحية ملونة على خلفية زرقاء تعرض لمراحل اللعبة والخطوات الرئيسية لها. وتم شرح الألعاب بحيث تقدم كل لعبة في صفحة واحدة، ومن ثم فالكتاب يحوي 160 صفحة منها عشرة للمقدمة و150 للألعاب.
المأثورات الشعبية في الدوريات العربية
صدر العدد الأخير من مجلة الفنون الشعبية المصرية وهو العدد رقم83 (يوليو-أغسطس- سبتمبر2009). والعدد يحمل على غلافه صورة للأستاذ صفوت كمال، ويتضمن العديد من المقالات التي تحتفي بهذا العالم الذي افتقدناه في مارس الماضي. يبدأ العدد بمقال لأحمد على مرسي يحمل عنوان: «مرثية أخرى للجياد(المواطن صفوت كمال) يعرض لعلاقته الوطيدة مع صفوت كمال وحلم الحفاظ على التراث الشعبي المصري. ثم دراسة للأستاذ صفوت كمال حول التواصل الثقافي في الإبداع الشعبي المصري: مدخل لدراسة المأثورات الشعبية المصرية، والتى تشكل منظوره العلمي للظاهرة الفولكلورية، والمقال كان قد أهداه إلى ذكرى الأستاذ أحمد رشدي صالح. ثم تنقسم مواد المجلة لعدة مجموعات متنوعة من المقالات، المجموعة الأولى: تتألف من دراسات مهداة إلى روح صفوت كمال، بدأها محمد الجوهري بدراسة حول إسهام التاريخ الشفاهي في خدمة الثقافة العربية. ثم مقال عبد الحميد حواس حول تفنين الماضي وإنشاء السير العربية (مقاربة أدائية). والمقال الثالث لمحمد عبده محجوب بعنوان «إثنوجرافيا البيئة و الإبداع في رشيد». والمقال الأخير في هذه المجموعة لعلياء شكري حول أخلاقيات البحث العلمي في مجال التراث الشعبي: قضية وطنية. أما المجموعة الثانية في هذا العدد فهي تتألف من أربعة دراسات حول صفوت كمال نفسه ومنهجه العلمي، الأولى لإبراهيم عبد الحافظ بعنوان «مناهج دراسة الحكاية الشعبية». والثانية لمصطفى جاد بعنوان «المنهج العلمي في بحث التراث الشعبي». والثالثة لهاني غازي بعنوان «بين ثقافة البحر وثقافة الصحراء». والأخيرة لأحلام أبو زيد بعنوان «ريادة جمع الفولكلور المصري». والمجموعة الثالثة من المواد بهذا العدد تتألف من عدة شهادات كتبها مجموعة من الأساتذة والأصدقاء والأبناء والتلاميذ الذين تأثروا بفكر صفوت كمال ومنهجه. تبدأ بشهادة مصطفى كمال وهالة صفوت كمال حول سيرته الاجتماعية العائلية. وكتب حسن حنفي حول ريادته للفنون الشعبية. كما كتب عبد الرحمن أبو عوف حول صفوت كمال عالم الفولكلور بين الغياب و الحضور. أما سمير جابر فكتب عن رفيق الزمن الجميل كما عرفه. وكتب على عبدالله خليفة شهادة عن صفوت كمال المعلم ورفيق الطريق الصعب. كما قدم تيمور أحمد يوسف تحية حب للأستاذ. وكتب سميح شعلان عن صفوت كمال الذى يذكرنا بريحة الزمن الجميل. وكتب مصطفى الرزاز شهادته بعنوان «حجر ظاهر من جدار مصر سقط». أما عبد الوهاب حنفي فكتب شهادة بعنوان «صانع في ثقافة الجماهير». كما كتب أحمد الليثي شهادة بعنوان «شيخ الفولكلور المصري». أما عبدالرحمن الشافعي فيلخص عنوان شهادته بكلمة «عمنا». وتنتهي هذه المجموعة بشهادة حسن سرور حول صفوت كمال خلال عشرين عاماً من علاقة الحب والتسامح (1989 -2009). والمجموعة الرابعة في مظاهرة الاحتفاء بصفوت كمال تشمل عروضاً لبعض الكتب التي ألفها، فيعرض محمد حسن عبد الحافظ لكتاب «مدخل لدراسة الفولكلور الكويتي». وتعرض عائشة شكر لكتاب «من عادات و تقاليد الزواج في الكويت». كما عرض إبراهيم شعلان لكتاب «الأمثال الكويتية المقارنة». أما خالد ابو الليل فعرض كتاب «من فنون الغناء الشعبي المصري: مواويل وقصص غنائية شعبية». على حين تناول يعقوب الشاروني كتابه «التراث الشعبي وثقافة الطفل». وعرض أحمد بهي الدين لكتابه «المأثورات الشعبية علم وفن». وأخيراً قدمت دعاء مصطفى كامل عرضاً لكتابه «من أساطير الخلق والزمن». وتنتهى مادة هذا العدد بمقال نبيل فرج «من ذاكرة الفولكلور» حول صفوت كمال(1931-2009). ثم بعض نصوص العديد في أسيوط والتى جمعها ودونها أحمد توفيق.
وفي إطار إصدارات الدوريات العربية المتخصصة في التراث الشعبي العربي صدر العدد الفصلي الأول لمجلة التراث الشعبي العراقية لسنة 2008. ولم نستطع الحصول على هذا العدد أو ما صدر بعده حتى الآن، ونتمنى أن تعود هذه المجلة الرائدة للتوزيع في العواصم العربية كما كانت من قبل، حيث لا زلنا نتتبع أخبارها على مواقع النيت، وهى غير كافية في معظم الأحيان، ومن ثم فإنني أناشد القائمين عليها التواصل معنا حتى يتسنى لنا عرض موادها أولاً بأول. وقد اشتمل هذا العدد على دراسة ابراهيم الحيدري بعنوان «عتابات ومواويل من وادي الرافدين تناول خلالها مجموعة شعرية نادرة من النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والمجموعة صادرة في عام 1889 ضمن كتاب»دراسات تاريخية- فلسفية» صدر عن أكاديمية العلوم الملكية في برلين. وفي إطار قضية الفصحى والعامية كتب حسين علي محفوظ حول تقريب العامية من الفصحى. أما حسين سرمك فقد تناول في بحثه رؤية جديدة من خلال مقالته حول «التحليل النفسي للأمثال الشعبية العراقية» وهي القسم الثاني الذي يقدمه في هذا العدد. وفي إطار بحث الأعمال الإبداعية كتب نجاح هادي كتابه حول توظيف اللغة المحكية في شعر السياب. وفي مجال الشعر أيضاً كتب محمد حسن علي مجيد حول أسماء بغداد وأوصافها وأخلاق أهلها مستعرضاً ذلك من خلال بعض النماذج الشعرية التي قيلت فيها خلال القرن التاسع عشر. وفي إطار الثقافة المادية تناول حيدر عبدالرزاق كمونه في مقاله أهمية الشناشيل في تحسن بيئة المسكن العراقي التقليدي، بينما تناول الباحث جبار عبد الله الجويبراوي الاهوار في كتابات الرحالة الاوروبيين والساسة الانكليز. واستكمالاً للدراسات التاريخية بالعراق في هذا العدد كتب زين النقشبندي حول سوق الكتبيين بين ماضي عريق ومستقبل مجهول. أما المادة الميدانية في هذا العدد فقد كانت حول حكاية « قبيح ومليح» رواية خليل محمد ابراهيم. واختتمت مواد المجلة بالعرض الذي قدمه محمد ابراهيم محمد في باب مكتبة التراث الشعبي لتاريخ الفيلية وهو مخطوطة المرحوم عباس العزاوي من تحقيق وتعليق حسين أحمد علي الجاف.