فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
66

العَقيْق اليماني؛ الهوية والموروث اليمني العريق

العدد 66 - ثقافة مادية
العَقيْق اليماني؛ الهوية والموروث اليمني العريق

 

مقدمة:

 يمتلك اليمن مخزونًا استراتيجيًا رائعًا من التراث والموروث الحَضاري العريق؛ ويُعتبر العَقيْق اليَماني واحدًا من أشهر منتجات اليمن التُراثية، وهو من أهمّ أنواع الحجارة الكريمة التي ارتبط اسمها باليمن فصار يُعرف بها، وقد نال العَقيْق شهرةً كبيرة في فترة ازدهار الحضارة الإسلامية، وحظي باهتمام العلماء المسلمين وأنّ أول من وثّقها توثيقًا عِلميًا سَليمًا كان المؤرّخ اليمني الشهير أبو الحسن الهمداني(280 - بعد336هـ/893-947م) في كتابه الشهير(الجوهرتين العتيقتين المائعتين من الصفراء والبيضاء الذهب والفضة)، وقدّم فيه الهمداني دراسةً وافية عن المعادن المعروفة في عصره، وخصائصها، وطرق تنقيتها، واستخداماتها الصِناعية والطبية، كما ذكرها العالم الموسوعي والجغرافي اَبُو الرَّيْحَانِ البِيرُونِيّ(362-440ه/973م-1048م) في مؤلّفه الشهير (الجماهر في معرفة الجواهر)، وهو كتابٌ قيم وغني بالمعلومات عن الأحجار الكريمة، كما خصّص العالم أحمد التيفاشي(580  - 651هـ/1184 - 1253 م) في كتابه المهم(أزهار الأفكار في جواهر الأحجار) بابًا كاملاً عن العَقيْق، وأوضح التيفاشي أنّ العَقيْق كان يُجلب من صنعاء إلى عدن ومنها يُصدّر لبقية البُلدان، كما أشار إلى أنّ اليمن كانت مركزًا لمعالجة بعض أنواع العَقيْق الهندي، وذلك لخبرة اليَمنيين في استخدام الجزع اليَماني المكلس أو المحروق في جلاء ومعالجة جوهر الياقوت1، ويُمثّل العَقيْق لليمنيين ثروةً كبيرة وتراثًا عريقًا يحظى بشهرةٍ عالمية واسعة؛ لِما يتمتّع به من خصائص فنية وجمالية عالية من حيث ألوانه المُتفرّدة والجذّابة، وما يَضمه من تشكيلاتٍ ورسومٍ وصورٍ متعدّدة.

أصل ومدلول تسمية العَقيْق:

 العَقيْق هو نوعٌ من الأحجار عالية الصلادة وتركيبه الكيميائي من مركّب أوكسيد السيليكون SiO2 لنوعٍ معين يعرف بالكارنيليان Carnelian وأحيانا بعض النيكل، وهو يعد من الفصيلة الغير متبلورة من السليكا2، كما قد تكتنفه فقاعات ماء أو غاز وهو يتكون من ترسب محاليل مائية ويتواجد في الحِمم البُركانية فيملأ التجاويف التي أحدثها انبثاق الغازات أثناء انجماد الصهارة كما يعثر عليه في الصخور الرسوبية وبين الحصى، وهو معدنٌ شبه شفّاف يحوي شوائب من مركبات الحديد وتركيب هذه الشوائب يُظهر العقيق بألوانه المختلفة3، والأصل اللغوي لكلمة العقيق من مادة عقّ أي شقّ وخرج عن الأصل فتقول العرب أعقّ النخل؛ أي أخرج العقان وهو الثمر بألوانه4، ولذلك يرى البعض أن العقيق أخذ تسميته من ألوان ثمر النخيل فمثلاً اليَنَعْ وهو العقيق الأحمر، والأحمر لصفرة يسمى رطب (الرُطَبَي)، والمائل للسواد تمر (التمري)5، بينما يذكر الهمداني أنّ العَقيْق معدن يعق عن الذهب، أمّا الأب أنستاس الكرملي فيذكر أنّ العَقيْق سمي بذلك لعقّه بعض الحجارة أي لشقّه إياها، كما يُطلق اسم العقيق على الوادي الذي يعقّ الأرض بجَريانه فهو كل مَسيل شقه ماء السيل فوسّعه، ثم أصبح علمًا لأوديةٍ معروفة في بلاد العرب، منها عقيق بني عقيل نسبةً لقبيلة بني عقيل، ومنها عشار بالقرب من صنعاء، والعقيق اليماني من ألْهَان؛ وجبل ألْهَان معروف في بلاد آنس6، كانت بلاد آنِس تعرف قديما باسم مخلاف (ألْهَان) نسبة إلى ألهام بن مالك بن زيد بن أوسله ابن ربيعة بن الخيار بن زيد بن كهلان، وتشتهر بجبل ألْهَان وبه معدن العقيق الذي يستخدم في أدوات الزينة7.

ويُعرف العقيق باللغة الإنجليزية باسم Agate؛ وهذه الكلمة مشتقة من اسم النهر أساتش Achates في صقلية حيث توجد هناك أنواعٌ كثيرة من العقيق8، ومن أشهر خواص العقيق الخواص اللونية، ويُعتبر الهمداني أشهر من تناول خواص العقيق اللونية وسر معالجة ألوانه بالحرارة في كتابه الجوهرتين العتيقتين فيقول: (وكذلك العقيق يكون أوله أدكن فإذا ضوى بالنار والملة أظهرت صُفرته وحُمرته)، ولون العقيق يأتي من أوكسيد الحديد (الثلاثي القيمة) فالمائي منه كما هو معلوم يكون أسمر واللامائي أحمر، واختلاف الألوان من جراء هذه الكميات المختلفة من الأوكسيد، وبالتسخين يتحول الحجر المائي إلى اللامائي وبذلك يزداد احمراره، ويُعتبر العقيق من الأحجار النصف كريمة وهو موجود في المنطقة البُركانية في الغرب والجنوب من شبه الجزيرة العربية، ويَشتهر العقيق بأنّه مادةٌ عازلةٌ للحرارة، كما يمتاز بأنّه حجرٌ عالي الصلادة غير قابل للخدش، ويؤثّر في الزجاج من دون أن يتأثر به9.

العَقيْق اليمني وأنواعه:

 اشتهر بين العرب العقيق اليَماني بين سائر أنواع العقيق، ويُعتبر من أندر وأغلى وأثمن أنواع أحجار العقيق في العالم، وقد اشتُهر بمسمّى اليَماني، والحقيقة أنّ كلمة اليماني ليست بالضرورة تعني منشأه اليمن ولكن لكونه حجرًا كريمًا فجاء من اليُمن أي البركة، وأجمع الجغرافيون العرب على أنّه من أهم المعادن المستخرجة من أرضه، ومنذ الأزمنة القديمة فإنّ العقيق اليَماني معروفٌ ومنتشر في الشرق بواسطة حجاج بيت الله الحرام، ووجدت هذه الأحجار طريقها إلى أوربا أيضًا، وفي ذلك يقول البيروني أنّ أجود العَقيْق هو العَقيْق اليَماني وكانت أجود أنواعه تُستخرج من صنعاء، وليس هناك أدق من وصف الأصمعي لشهرة العَقيْق اليمني إذ يقول؛ (أربعة قد ملأت الدنيا ولا تكون إلا في اليمن ومنها العقيق)، ويُقال؛ (منْ أراد العَقيْق كان يشتري قطعة أرض في صنعاء ويحفر فيها، فربما استخرج منها العَقيْق)10، ولقد فضّل الفرس والرومان العَقيْق اليَماني منذ القِدم عن العَقيْق الهندي، وحرص الملوك والأمراء والعامة على اقتنائه، وأُعجب به الشعراء وأفردوا له أجمل الأبيات، وأثر فيهم حتى جاءت قرائحهم بجميل المعاني، وربطوا بين جَمالياته وتجلّيات الحب ولذّة الوِصال، وتغنّى به كل منْ يُحب اليمن، فيقول أحد الشعراء؛

إنْ تبدت توارت الشمس عنها 

 وتــوارى الحسان خلف الحسان

فــاقت الشمس والجمال بــهاء

مثل حــورٍ تطوف خـلد الجـنان

بــاغتتني بــطلعةٍ هي عندي

مبعث السعد كالعَقيْق اليماني

ويقول عنه الشاعر اليمني الشهير عبد الهادي السودي المتوفي في عام932هـ/1525م

كل خمر على الانام حرام

غير خمر العقيق اليماني

ويَمتاز العَقيْق اليَماني بلونه الأحمر المُميّز؛ وارتبط العقيق تسمية في أذهان الناس بالعقيق الأحمر، ويذكر أرسطو في ذلك أنّ أجود العَقيْق ما اشتدت حمرته وضعفت صفرته وأجمعت معظم المصادر العربية القديمة على تفضيله على الأنواع الأخرى11، كما ذكر الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول الغسّاني التركماني المتوفى سنة694هـ في كتابه المعتمد في الأدوية المُفردة؛ (العقيق أجناسٌ كثيرة ومعادنه مُثيرة ويُؤتى به من اليمن وسواحل بحر رومية وأحسنه ما اشتدت حُمرته وأشرق لونه)، فالعقيق الأحمر هو أشهر أنواع العقيق اليماني وأجوده، والذي يُعرف باللهجة المحلية (الرُماني) والمشهور بـ (الياقوتي الدموّي)، وهو الشديد الحمرة الذي يرى في وجهه شبه الخيوط12؛ حيث يكون علي سَطحه (تجزيعات مُخطّطة)، وكلما كان أصفى وأضوأ كان أجود في الثمن13، والعقيق الأحمر يتدرّج بداية من اللون العسلي ثم الجزري ثم ما يسمونه أحيانا بالبصلي إلى أن يصل إلى الأحمر، وبعدها يبدأ يغمق، ويتحول من الأحمر إلى الرماني إلى الغامق بعدها إلى الكبدي وهو أثمن، وكلما صار العقيق أغمق صار سعره أكثر ثمنًا، وبعد الكير يصل إلى درجةٍ داكنة، فيصير كرزيًا وهو أيضًا من أثمن أنواع العقيق.

ومن أشهر أنواع العقيق الأخرى؛ العقيق المزهر أو المشجر والذي يحمل ألوانًا ممزوجة بين الأبيض والأحمر أو الأبيض والأسود والسماوي والذهبي والجزع والأسود، والعقيق الخرائطي والذي يتميّز عن غيره بخطوطٍ ثنائية اللون أبيض أسود، ويتميّز بشفافيته ذات الخلفية الضبابية؛ حيث تتشكَّل داخله الخرائط الواضحة وفق نوعين من الخطوط أسود وأبيض14، والعقيق النَمري أو «حجر النمر» ويتميَّز هذا النوع باللون القاتم وهو حجر قاني اللون حيث تتداخل فيه ألوان ثلاثة أبيض، رمادي، أسود، وعقيق حجر الشمس والذي يتسم باللون الشفاف المتراوح بين الأبيض والأصفر، ويتميّز هذا النوع باختزان دفء الشمس لساعات طويلة من الليل، وعقيق حجر السجين والسجين حجر يميل إلى اللون الأبيض، وهو مكوّر وصغير ذو بريقٍ لامع، يُستخدم كخرزٍ للحلي منذ القدم، وعقيق حجر الجزع والذي يعتبر أول حجر كريم يكتشف في اليمن ولذلك سُمي بهذا الاسم الجزع، ويتميّز عن غيره بخطوطه وشفافيته ومنه نوعان أسود وأبيض15، ومن أشهر أنواع العقيق «العقيق المصوّر» وهو يندرج ضمن أفضلية العقيق الأحمر، وتظهر فيه كتابات وصور بديعة لمناظر طبيعية ورسوم طيور من صنع الله سبحانه وتعالى بصورة بديعة، ومن أشهر هذه الصور صورة الكعبة المُشرّفة16، وقد نظّم الشاعر السوري الشيخ المتوكّل على الله صالح أبياتًا شعرية ساردًا أنواع العقيق المختلفة كالتالي17:

وأحمر ببريقه الفتّان

ومُزهر وبأبدع الألوان

ومصور جاد الإله بحسنه

كالشمس والفيروز في اللمعان

عجبا أرى الجزع قد اكتسى

قد نالها بأظافر الشيطان

 

اكتشاف العقيق اليمني وأماكن تواجده:

 اختلف المؤرِّخون حول بداية اهتداء اليمنيين إلى الأحجار الكريمة بشكلٍ عام، لكنهم اتفقوا على أنّ الاكتشاف الحقيقي يعكس العلاقة الحَتمية بين الإنسان اليمني والطبيعة، وامتهان اليمنيين الأجداد نحت الجبال وبناء القصور والمعابد، والمدن التي ذكرها القرآن الكريم، كـإرم ذات العماد، وهي المهن التي قادت لاكتشاف الأحجار الكريمة، ومنها العقيق اليماني الذي ذكره كتاب «التيجان في ملوك حمير»، لمؤلفه «وهب بن منبه»، مشيراً فيه إلى أن شداد بن عاد بنى قصره من حجارة الجزع، وأن العقيق اليماني جاب الآفاق ووصل إلى أوروبا في وقت مبكر، حيث ذكر أرسطو في عديد من آثاره أن أجود أنواع العقيق والجزع كانت تجلب من اليمن.

ويتواجد العقيق في أماكن كثيرة في اليمن، حيث تتواجد مناجم المعدن في المناطق البركانية أشهرها جبل ألهام في آنس، وملص في غرب ذمار، وغيرها، فيقول الهمداني في كتابه (الجوهرتين العتيقتين) بأن في جبل هِرَّان قبلي مدينة ذمار معادن الحجارة النفيسة اليمانية من العقيق الأحمر والأبيض والأصفر والمورد، وفي قرية مُلُص من مغرب ذمار معادن العقيق اليماني والجواهر النفيسة18، وأجود الأنواع المستخرجة منها في آنس وتحديدا في جبل ضوران وقرية الغدن وحمير19، وأشار التيفاشي أنّ العقيق يُؤتى به من اليمن من معادن له بصنعاء ويؤتى به لعدن ومنها يُجلب إلى سائر البلاد وزَبيد20، أما ابن المجاور فذكر أنّ العقيق يُستخرج من جبل شبام، وقال نجم الدين عمارة اليمني في تاريخه يصف جبل شبام بحضرموت (وهو مَنيعٌ جدًا وفيه قرى ومزارع وجامع كبير وهو عمل مستقل ويرتفع منه العقيق والجزع وهي حجارة مُعساة فإذا عملت ظهر جوهرها، وهناك عقيق كان يُؤتى به من الشحر ومن شهارة)21.

إنتاج وصناعة العَقيْق اليمني:

 يستخرج العَقيْق بشكلٍ عام من مناجم خاصة في قمم الجبال والأودية، ويوجد في الحمم البركانية، فيملأ التجاويف التي أحدثها انبثاق الغازات في أثناء تجمد الصهارة، كما يعثر عليه في الصخور الرسوبية وبين الحصى، حيث إنّه من الممكن أنْ يكون قريبًا من السطح أو في باطن الأرض؛ حيث كان يجري عادة تتبّع خامات العَقيْق حتى عمق8م تقريبًا 22، ولا تُستخدم في استخراج العقيق في هذه الأماكن الطرائق العلمية القادرة على الحفاظ عليه، وإنما الطرق البدائية التقليدية هي السائدة كالكمبريشن والتفجير بالبارود، وأداة الأزميل، هذا بالنسبة إلى العقيق الباطني، أمّا العقيق الظاهر على سطح الأرض فيكون كالحصاة يُلتقط من بين الأحجار ويتم تجميعه ببساطة ويسمى الحجر الشمسي23، ويتم الحصول على خام العقيق الذي يتم بيعه في شوالات صغيرة تُسمّى (قُطْمة) على شكل صخور متفاوتة بألوان مختلفة، وقد تحتوي القطمة على تركيبات لونية متعددة.

وتُعتبر صناعة العَقيْق من أشهر الصناعات التقليدية اليدوية التُراثية في اليمن من قِبل حرفيين هواة يتوارثون هذه الحرفة عن آبائهم منذ قرون، وهي ليست منحصرة في مدينة معينة، غير أنه اشتهرت مدينة صنعاء بشكلٍ خاص به فقد كانت مدينة الفنون المهنية، وانتشرت بها حرفة صياغة الفضة والأحجار الكريمة من نقش وطرق وتطعيم وتفريغ، والتي ما زالت قائمة خاصة في سوق صنعاء القديمة حيث تنتشر أشهر الورش والمحلات التجارية للعقيق في سوق المِلح وسَمسرة النحاس والتي تُعتبر رمزًا لهذا الحجر الكريم في اليمن، وفي سوق الفضة عند باب اليمن وفي منطقة بني حشيش شمال شرق صنعاء، وتمر صناعة العقيق بعدة مراحل هي المعالجة ثم التشكيل والتلميع24.

المراحل التي تمر بها صناعة العقيق:

 تعتبر صناعة العقيق من الحرف الشاقة الدقيقة، فعملية استخراج العقيق تتطلّب شخصًا ذا خبرة عالية في البحث عن أماكن وجوده، فالحجر ليس له قيمة فالحجر قِيمته في استخراجه والعمل عليه، وتمرّ صناعة العقيق بعدة مراحل وتتوج غالباً بالوصول إلى حجر العقيق الخام، وقطعه على شكل أحجار، بأحجام قبضة اليد ليتم العمل عليه حتى يَصير فصًا جميلا نزين به أصابعنا، وتبدأ رحلة صناعة العقيق بالبحث والتنقيب في المحاجر والجبال للحصول على أحجار العقيق الخام، وهذه الأحجار تأتي قطعًا كبيرة وأخرى صغيرة، ثم يتم فرزها فالأحجار الكبيرة يتم قصّها بمناشير خاصة فيتم تقطيعها إلى أحجامٍ صغيرة بحسب اتجاه الحجر وفواصله، وتتطلّب هذه العملية دقة وخبرة في التقطيع، وبعد تقطيعها إلى شرائح تُصبح مناسبة لمناشير أصغر؛ حيث يتم تشكيلها وفقًا لتوجيه اللون والفواصل، والشخص الذي يقوم بعملية القطع هو منْ يَستنتج أو يتخيّل كيف يكون الفص أو الحجر وهذه المرحلة تُعرف بالقرَّاش، وبعد جلب المواد الخام يقوم الحرفيون باختيار الأحجار وتنقيتها مِما قد يكون بها من شوائب، والمرحلة التالية هي مرحلة التنقية؛ حيث يقومون بوضع أحجار العقيق في إناء سواء من الفخار أو المعدن ويقومون بتغطيته ووضع الطين على الغطاء ليكون الغطاء محكمًا، ثم توضع هذه الأواني في أحد الأفران التقليدية التي تصنع الخبز على نار هادئة تُغطيها طبقة من الرماد، ولمدة تتجاوز ثلاثة أو أربعة أسابيع، والهدف من هذه العملية تنقية العقيق أكثر، حيث يتم خلالها تليين تلك الأحجام الصخرية الصلبة، وتسمى هذه العملية الترطيب، وتُظهر هذه المرحلة بعض التشقُّقات في العقيق وهي الفواصل التي تساعد الحرفي على وضع التشكيلات البدائية للفصوص المطلوب إنتاجها، وتبدأ مرحلة ما بعد الفرن وهي إعطاء الفصوص الشكل الأولي سواء كانت شكلاً دائريًا أو مربعًا، أو على شكل قلوب أو حبّات مسابح بحسب الرغبة والطلب وذلك باستخدام مطرقة حادة الرأس، ثم تبدأ مرحلة التلميع الأولى وهي التي تكون بمكنة الجلخ ويكون بالمسن الكهربائي لتنعيم الحجر ليعطي الحجر ملمسًا ناعمًا وإبعاد شوائب الجلخ عنه، وفي هذه المرحلة تعطى للمنتج شكله النهائي، وأخيرًا مرحلة التلميع الأخيرة والصقل وهي تتم باستخدام الهزاز الحديث وإظهار اللون الحقيقي له، بعد مرحلة التلميع يأتي الصقل إظهار اللون والجمال الأخير للفص بجميع أشكاله، التعامل مع الأحجار يتطلب خبرة ويتطلّب فهمًا ودراسة كبيرة، وفي النهاية يخرج المنتج بمظهره الجذاب وبألوانه المميزة، ومن الأدوات المستخدمة؛ منشار القطع: وهو الآلة التي تُستخدم لقطع الحجر وذلك عن طريق عجلة قطع غير مُسنّنة، المطارق لغرض إعطاء التشكيلات الأولية، والمثاقب، وكذلك مكنة الجلخ وهي من المكائن الحديثة تعمل على إعطاء الشكل النهائي للمنتج ليُصبح على شكل فص بيضاوي أو دائري أو أي شكل آخر وتحتاج هذه الماكينة عجلات كاشطة من السيليكون أو الماس بدرجاتٍ مختلفة من الخشونة، ومكنة التلميع وهي عبارة عن آلة هزازة توضع داخلها كمية الأحجار تكون بدرجة متقاربة من الصلادة وذلك مع بودرة لفترة معينة25.

منتجات العقيق ومصنوعاته المختلفة:

 يتمتّع العقيق بخصائصٍ فنية وجمالية عالية من حيث ألوانه المُتفرّدة والجذّابة إلى جانب ما يضمه من تشكيلاتٍ ورسوم وصور متعدّدة فضلاً عن الرونق والجمال اللذين يُضفيهما إلى المصوغات الذهبية والفضية التي يتم تطعيمها به بعد تشكيل أحجامه النادرة على هيئة فصوص مصقولة بيضاوية الشكل أو مستديرة تُستخدم في الخواتم، وقد أصبح في الإمكان بالأدوات الحديثة تقطيعه وتشكيله وصقله بكافة الأشكال المطلوبة للأغراض المختلفة26، وقد أبدع الصانع اليمني في توظيفه في العديد من المشغولات؛ فاستخدمه في صناعة وتطعيم الحلي والمجوهرات المختلفة كفصوص الخواتم الذهبية والفضية للرجال والنساء، والقلادات والعقود ودبابيس الزينة والأختام والأقراط وحلقات الأذن والتحف الفنية المختلفة، كما يُستخدم في تزيين المباخر ومقابض السيوف والسكاكين والجنبية اليمنية الشهيرة وتوشية الملابس، كما تُصنع منه المسابح المخرّمة البديعة27، ومن أندر أنواع العقيق اليماني فص نقش عليه أربع سور من القرآن الكريم هي الفاتحة والإخلاص والكوثر وآية الكرسي رغم أن حجمه لايتعدي حجم حبة الفاصوليا وهذا الفص موجود ضِمن مقتنيات مكتبة أمير المؤمنين في العراق، وكذلك فص من العقيق المصور عليه صورة الكعبة المُشرّفة، وأصبح العقيق اليَماني أكثر رواجًا وطلبًا من غيره من المنتجات والمعروضات اليدوية والحرفية الأخرى في المعارض التي شاركت فيها اليمن في العديد من دول العالم وأكسبت اليمن شهرةً عالمية28.

ومِما يُدل على رقي صناعة العقيق وجودتها في اليمن في العصر الإسلامي أنّه يحتل مكانًا بارزًا في قوائم الهدايا التذكارية التي يحرص زوار اليمن على اقتنائها، كما يتم إهداؤها في المناسبات والاحتفالات؛ فقد كانت من ضمن الهدايا المُرسلة إلى حكام مصر، فلما أصبح الملك المظفر علي بن محمد الصُليحي حاكمًا على اليمن أرسل إلى الخليفة الفاطمي المُستنصر بالله عام454ه/1062م هدايا كان من بينها سبعون سيفًا مقابضها من العَقيْق واثنا عشر سكينًا نصبها من العَقيْق وخمسة أثواب موشاة بالعَقيْق، وأيضًا اشتملت الهدية التي أرسلها السلطان الأشرف إلى الظاهر برقوق في عام798ه/1395م على سيف محلى بالذهب ومرصع بالعقيق وحياصة حزام بعواميد عقيق مُكلّلة بفصوصٍ كبيرة من اللؤلؤ، ووجه فرس من العقيق ومرآة هندية مُحلاة بالفضة ومُرصّعة بالعقيق، وشطرنج من العقيق الأبيض والأحمر29. 

العَقيْق اليمني؛ الموروث الشعبي والديني والجمالي:

يمتاز العَقيْق اليمني بأهميةٍ بالغةٍ ومكانةٍ عظيمة، فهو يعطي لابسه مظهرًا مُميّزًا، وأصبح جزءً أصيلاً من عناصر الزينة الأساسية التقليدية التي يلتزم بها أهل اليمن تعبيرًا عن هويتهم وتراثهم الحضاري العريق الذي توارثته الأجيال منذ القدم، فاليمنيون القدامى كالحميريين كانوا أول من لبس العقيق وتزيّنوا به كحلي للنساء وخواتم للرجال، فقد اعتقدوا ان أحجار العقيق تجلب لهم السعادة وأحد أسباب تملُّكهم الحكم، وهي تمنحهم المهابة في القلوب، ولمّا جاء الإسلام ازدادت قيمة العقيق ومكانته بين العرب والمسلمين حسيًا ومعنويًا؛ لارتباطه بالمأثورات الدينية المتداولة بين الناس، حيث يُعتبر العَقيْق من الأحجار الكريمة التي يتبرّك بها الناس بوصفه سنةً نبوية يقتدون بها؛ حيث كان في شرعة الإسلام التختُّم بالفضة والعقيق سنة، فهم يتناقلون أنّ النبي ﷺ تختّم بالعَقيْق اليماني وأنّه ﷺ قال (تختّموا بالعَقيْق اليماني فإنّ فيه البركة)30.

ويذكر أهل صنعاء إنّ أول منْ شهد لله بالوحدانية هو جبل العَقيْق، ويؤكّدون أنّ خاتم الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه كان من العَقيْق الأحمر مِما دفع الناس للتبرك به، ومِما قيل أيضًا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله ﷺ (تختّموا بالعقيق فإنّه مبارك، ومن تختّم بالعقيق يُوشك أنْ يُقضى له بالحُسنى)، وعن ربيعة الرأي قال: رأيت في يد علي بن الحسين عليه السلام فصًا من العقيق، فقلت: ما هذا الفص؟ قال عقيقًا روميًا، وقال رسول الله ﷺ (من تختّم بالعقيق قُضيت حوائجه)، وعن فاطمة عليها السلام قالت قال رسول الله ﷺ (من تختّم بالعقيق لم يزل يرى خيرًا).

ويرتبط العَقيْق بالموروث والثقافة الشعبية؛ حيث يُعتبر أحد الأحجار المُستخدمة في العلاج بطاقة الأحجار الكريمة31، وهناك الكثير من الأساطير التي تُنسج حول العقيق وقوته العلاجية للكثير من الأمراض، وقدرته الروحية والنفسية الكبيرة على صحة الإنسان، حيث يعَتقد الكثير بأنّ للعقيْق خصائص روحانية مميّزة وقوة شفائية؛ فهو يخفّف الآلام، ويجلب الرّاحة النّفسية، ويقلّل القلق والتّوتر، ويُساعد على الاسترخاء، والهدوء والتأمّل، والنشاط والحيوية والطاقة32، فيُعتقد أن العقيق يُرسل إشعاعات تمنح حامله الثقة بالنفس وتُعطيه الشجاعة وتُمكّنه من الانتصار على أعدائه، وإذا عُلقت قطعة من العقيق فوق عظمة الصدر فإن لها تأثيرًا ملحوظًا في زيادة الذكاء والفطنة، وتساعد في الشفاء من الحمى والجنون، وإيقاف نوبات الصرع33، ويُعتقد أنّ الألوان اللامعة فقط من العقيق هي التي تعود على صاحب الحجر بمنافع الحظ، أمّا الذي يستعمل العقيق ذا الألوان المُملة والباهتة فإنه سيكون عرضةً للحوادث34، وقد نُسجت الأساطير بشكلٍ خاص حول العقيق الأحمر الرُماني المائل إلى الياقوت دون غيره من الأنواع الأخرى، فبعض الناس يرونه حجرًا مباركًا يمنع الحسد ويَمنح البركة، فأصحاب هذه العقيدة يرون أنّ البركة تنزل على مَنْ يرتديه أو يَلبسه، ولهذا فضّل كثيرون وضع الفصوص العقيقية الحمراء على الخواتم35، ويذكر بهاء الدين الإبشيهي في كتابه المُستطرف في كل فن مُستظرف عن خواص العقيق قائلاً؛ (التختُّم بالعقيق وحمله يُورث الحلم والأناة، وتصويب الرأي، ويسر النفس ويكسب حامله وقارًا وحسن خلق ويُسكن الحِدة عند الخصومة)36، كما يذكر الأنطاكي في كتابه (تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العُجاب) عن فوائد العقيق العلاجية؛ (التختُّم به يدفع الهم والخَفقان، وأمّا شُربه فيُذهب الطحال ويفتح السدود ويُفتّت الحصى ورماده يشدّ الأسنان واللثة)37.

وهناك أنواعٌ من العقيق ترتبط باعتقاداتٍ طبية ونفسية كثيرة منها حجر الدم وهو حجر ملوّن عديم الشفافية، وسُمي بهذا الاسم اعتقادًا بحبسه للدم، أمّا حجر الفيروز فهو شفّاف ذو أربعة ألوان الأزرق والأبيض والأخضر والرَمادي، ويتميّز بجلب السعادة إلى القلب، ومهما يكن من أفكار اعتقادية بأحجار العَقيق اليَماني الكريمة فإن الضرر والنفع بيد الله وحده، إلا أنّ هذه الأفكار السائدة عن الأحجار صنعت له زخمًا دعائيًا دفع كثيرين إلى الإقبال عليه واقتنائها بل الترويج لها، مِما دَفعها إلى أنْ تُشكّل سياحة خاصة تُميّز صنعاء القديمة.

ويدخل العقيق في الاستخدامات الطبية الحديثة ضِمن طب الأحجار الكريمة المُعتمد على ما يبثُّه هذا الحجر النفيس الفاخر من ذَبذبات تُزيل الحواجز من داخل الجسم للقضاء بذلك على الطاقة السلبية، كما أنّ العَقيْق يُعتبر من العناصر المهمة في طاقة المكان؛ حيث يرى الباحثون في علم الفينج شوي38 Feng Shui أنّ مادة الكارنيليان التي يتكوّن منها العَقيْق تتمتّع بصفاتٍ وقائية؛ حيث تساعد في تنشيط تدفّق الطاقة الداخلية، وتملأ الإنسان بالدفء والراحة والهدوء والسعادة، وقد كشفت الدراسات الحديثة أنّ حجر العَقيْق يبعث موجات كهرومغناطيسية تؤثّر في جسم الإنسان، ولذلك يوصون بوضع منتجات العَقيْق المختلفة في أركان المنزل وارتدائه أو وضعه على الجسم بغرض التزيُّن والتَداوي39.

الخاتمة:

 وأخيرًا يَمتلك اليمن كل مقومات التُراث والموروث الحضاري المُتنوّع،، إن العقيق اليمني ليس مجرد حجر كريم، بل هو رمزٌ للجمال والقوة والإرث الثقافي، ويكتسب العَقيْق أهميةً كبيرة ومكانةً عظيمة لدى أهل اليمن الذين تفنّنوا في صناعته حتى أصبح جزءًا أصيلاً من الهوية والموروث اليمني العريق، فهو تحفةٌ طبيعية تجمع بين جمال الطبيعة وإبداع الإنسان، إنّه يُمثّل قطعةً فريدة من نوعها في عالم الأحجار الكريمة، وقد أثرّ بشكلٍ كبير على الثقافات والحضارات المختلفة على مر العصور، ويتمتّع بخصائصٍ روحانيةٍ مميّزة وقوةٍ شفائيةٍ، ومع تزايد الاهتمام بالعقيق اليمني في الأوقات الحديثة، توصي الدراسة بمزيد من الاهتمام والرعاية للحفاظ على مناجم العقيق، وضمان استدامة هذه الثروة الطبيعية الثمينة. 

 

 

الهوامش:

1. عبد الحكيم أحمد عثمان، الأحجار النفيسة ومعادن البقران والعقيق في اليمن، ط1، 1998م، صنعاء، ص128.

2. محسن عقيل، الأحجار الكريم؛ التختم، الخواص، النقوش، دار المحجة البيضاء، بيروت، لبنان، 2001م، ص48، 212.

3. محمد إبراهيم، موسوعة الأحجار الكريمة أنواع الأحجار الكريمة خصائصها وفوائدها، دار الجنان للنشر والتوزيع، الأردن، 2016م، ص115 - 116.

4. لسان العرب، ابن منظور، مج4، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ص176.

5. عبد الحكيم أحمد عثمان، الأحجار النفيسة، ص129.

6. محسن عقيل، الأحجار الكريم، ص463.

7. ابراهيم المقحفي، معجم البدان والقبائل اليمنية، مج1، الجيل الجديد ناشرون، صنعاء، 2011م، ص20.

8.  محمد بن ابراهيم ابن الاكفاني، من نخب الذخائر في أحوال الجواهر، تحقيق الأب انستاس، المطبعة العصرية، القاهرة، 1939م، ص78.

9.  محمد يحيي، العقيق والجزع اليماني، مجلة العرب، مج1, ع3، 1966م، ص199.

10. وفاء عبد الهادي عبد الله الشرجبي، الصناعات والحرف في اليمن في القرون الثلاثة الأولى من الهجرة، ماجستير، كلية الآداب، جامعة عدن، 2007م، ص39 - 41.

11. محمد إبراهيم، موسوعة الأحجار الكريمة، ص114.

12. محمد بن ابي طالب الانصاري الدمشقي المتوفى727هـ /1327م، نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، مطبعة الأكاديمية الإمبراطورية، مدينة بطربورغ المحروسة، 1865م.

 - https://almadapaper.net/sub/10 - 507/p13.htm

13. الجاحظ، التبصر بالتجارة، تحقيق حسن حسني عبد الوهاب، مكتبة هنداوي، 2021م، ص19.

14. حمدي العربي، أسرار الأحجار الكريمة، ص17.

15. محمد محمد إبراهيم، في سوق الأحجار الكريمة .. العقيق اليماني في الصدارة، مجلة القافلة، يوليو – أغسطس 2021م، شركة أرامكو السعودية.

16. محمد إبراهيم، موسوعة الأحجار الكريمة انواع الأحجار الكريمة خصائصها وفوائدها، دار الجنان للنشر والتوزيع، ص115 - 116.

17. حمدي العربي، أسرار الأحجار الكريمة، ص17.

18. لسان اليمن الحسن بن أحمد الهمداني345/280هـ، كتاب الجوهرتين العتيقتين المائعتين الصفراء والبيضاء، تحقيق حمد الجاسر، 1987م، ص432.

19. شكيب أرسلان، الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف، تحقيق محمد رشيد رضا، مطبعة المنار بمصر، 1350ه، ص189.

20. أحمد بن يوسف التيفاشي، أزهار الافكار في جواهر الأحجار، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة, 1977، ص146.

21. يحيي ابن ماسوية (توفي سنة ٢٤٣ه)، كتاب الجواهر وصفاتها، تحقيق عماد عبد السلام رؤف، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1977م، ص60.

22. السيد عبد العزيز سالم؛ تاريخ شبة الجزيرة العربية قبل الاسلام، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، 1992م، ص91، يحيي ابن ماسوية ( توفي سنة ٢٤٣هـ)، كتاب الجواهر وصفاتها، تحقيق عماد عبد السلام رؤف، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1977م، ص60.

23. صادق الحميدي، العقيق اليماني حقائق وأساطير، مجلة الفيصل ع439 - 440، ص6 - 7.

24. عبد الحكيم أحمد عثمان، العقيق، الموسوعة اليمنية، ج3، ق3، مؤسسة العفيف الثقافية، صنعاء، 2003م، ص2100 - 2102.

25. الصندوق الإجتماعي للتنمية، مسح وتوثيق الحرف اليدوية التقليدية في مدينة زبيد، ج1، 2009م، ص 108.

26. محمد الراشد، المسبحة: تراث وصنعة، 1999م، ص100.

27. محسن، ص479، الصندوق الإجتماعي للتنمية، مسح وتوثيق الحرف اليدوية التقليدية في مدينة صنعاء القديمة، مطابع صنعاء الحديثة للأوفست، صنعاء، ط1، 2008م، محمد الراشد، المسبحة: تراث وصنعة، 1999م، ص100.

28. صادق الحميدي، العقيق اليماني حقائق وأساطير، مجلة الفيصل، ع439 - 440، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، المملكة العربية السعودية، ص6.

29.  ربيع حامد خليفة، الفنون الزخرفية اليمنية، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة م، ط1،1992م، ص232.

30. نور الدين علي بن محمد الهروري، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للإمام محمد التبريزي، ج8، تحقيق جمال العيتاني، دار الكتب العلمية2001م، ص249.

31. أيمن الحسيني، عجائب العلاج بالكريستال و الأحجار الكريمة أحدث صيحات الطب البديل لبث الحيوية وعلاج المرض، دار الطلائع للنشر والتوزيع والتصدير، القاهرة، 2007م، ص66، 67، 101، وللمزيد انظر، محمد صدر موحد الأبطحي، الأحجار الكريمة وخواصها العجيبة: تأثير الأحجار الكريمة على حياة الانسان وعلاج الأمراض طبقًا لنظر الأئمة عليهم السلام والعلماء، عطر عترت, 2009م.

32. محمد بن أبي طالب الأنصاري الدمشقي المتوفى727هـ /1327م، نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، مطبعة الأكاديمية الإمبراطورية، مدينة بطربورغ المحروسة، 1865م.

 - https://almadapaper.net/sub/10 - 507/p13.htm

33. مروان أبو نعيم، الاحجار الكريمة، ص63.

34. حمدي العربي، أسرار الأحجار الكريمة، ص17.

35. صادق الحميدي، العقيق اليماني حقائق وأساطير، مجلة الفيصل، ع439 - 440، 2013م، ص6 - 13.

36. بهاء الدين الأبشيهي (ت نحو850ه)، المستطرف في كل فن مستظرف هو كتاب في الأدب والأخبار، تحقيق أبراهيم امين محمد، المكتبة التوفيقية، ص434.

37. داود بن عمر أنطاكي، تذكرة أولي الالباب والجامع للعجب العجاب، مطبعة الحلبي، مصر،1884م، ص244.

38. كَلمة (الفِينغ شُوي) في اللُغة الصِينية عِبارة عَن مَقطعين (فِينغ)؛ وَتُعني (الرِيَاح)، و(شُوي) وَتَعني (المِياه)؛ وَتَرتبط الفِينغ شُوي بِالكَلمة الصِينية (تِشيCHI)؛ وَالمَقصُود بِها الطَاقة الإيجابية، ويُعرّف الفِينج شُوي بأنه فَن تَناغم الفَضاء المُحيط وَتَدفقات الطَاقة؛ ومِن هَذا المُنطلق جَاء اهتمام نظام الفِينج شُوي بِطَاقة البَيت وَاتجاهه وَتَوزيع الغُرف فِيه وَالأَثاث وَالأَلوان، لأنها جَميعُها تَبث طَاقة إذا تَمّ استخدامها بِالشَكل السَليم. للمزيد انظر، ولاء عاصم الشريف، علم الفنغ شوي، مجلة جمعية المهندسين المعماريين الشرق الأوسط، مصر، يوليو، 2016م، ص35.

39. صادق الحميدي، العقيق اليماني: حقائق وأساطير، مجلة الفيصل، ع439 - 440، ص7 - 8.

الصور :

 - الصور من الكاتب.

1. https://arabic.alibaba.com/

2. https://www.widevistass.com/2021/11/Spiritual-and-medicinal-properties-and-benefits-of-natural-agate-stone.html

3. ، محمد إبراهيم، في سوق الأحجار الكريمة، مجلة القافلة.

4. مجلة أبجد الثقافية، العقيق اليماني بين التراث والأساطير، مارس2022م، ع6، ص5

5. مجلة الفيصل العددان 439-440، ص12

6. https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/b/b3/Agate-Quartz-49959.jpg

7. عبدالله الغول، الأحجار الكريمة منافع وفوائد، ص69-70

8. https://cdn.salla.sa/wAeew/vCgQ5cB7V4OAbSlOmwP8YmB0ZoifX2o0F4h8Qoil.jpg

9. عبدالله الغول، الأحجار الكريمة منافع وفوائد، ص69-70

10. https://www.gsmr-aden.org/site/2120

11. https://aradbranding.com/ar/wp-content/uploads/2022/09/DesertJasperClassic-1-1.jpg

12. https://alaqeeq.com/agate-info/

13. 14. 15 https://www.kannour.com/product-category/rings/page/2/

 

أعداد المجلة