فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
67

صورة الغلاف

العدد 8 - لوحة الغلاف
صورة الغلاف

نجاح معرض منتجات النخلة بمركز عيسى الثقافي الذي مدد لأكثر مما كان متوقعا ليصاحب الندوة الدولية التي نظمها المركز ليومي 23 و24 نوفمبر 2009 والإقبال الذي حظي به من كافة فئات المجتمع في البحرين فتح نافذة لتطل منها الأجيال على ما تختزنه الذاكرة الشعبية من مرئيات حميمة ارتبط وجودها في حياة أهل البحرين والخليج والوطن العربي بالنخلة كشجرة مباركة، هذا النجاح الذي اختار المركز أن يبدأ به موسمه الثقافي الأول عده الكثير من المراقبين مؤشرا لما يحتاجه النشاط الثقافي بالبلاد من أنشطة نوعية للكشف عن مكنونات ثقافتنا الشعبية وتسليط الضوء عليها جنبا إلى جنب مع الأعمال المعرفية الأخرى.

وتكاد تتميز النخلة في علاقتها بالإنسان أينما وجدت بعطاء لا يضاهى، وقد تماهى هذا العطاء مع قدرة الإنسان على ابتداع وتطويع كل جزء من تكويناتها لاستخدامه والاستفادة منه بشتى الطرق والوسائل مما دل على علاقة وطيدة خاصة بين الكائن البشري وهذه الشجرة. ومنذ أزمان بعيدة وحتى يومنا هذا يحرص أغلب الناس في البحرين على ألا تخلو بيوتهم من غرس واحد لها إن لم يكن أكثر. ولقد تراجعت زراعة النخيل في البحرين بلد المليون نخلة يوما ما، إلا أن هناك حركة ناشطة في هذا الزمان لاستعادة زراعتها وتمثل بعض أدوارها.

استخدم الانسان في البحرين كل ما يمت إلى هذه الشجرة بصلة وطوعه في صناعات تقليدية وبأدوات عمل بسيطة لاستخدامات حياته اليومية،ابتداءا من ثمرها اللذيذ المتنوع الألوان والأشكال والمذاق،والتفنن في تصنيعه بسرا ورطبا وتمرا وخلطه بمآكل أخرى طازجا أومجففا.. مهروسا أوممروسا إلى استخدامات جذعها وما احتواه قلبه إلى جريدها والسعف والعذوق والعراجين والليف ونوى الثمار إلى ظلها الظليل في الحقول والبيوت وما تضفيه البواسق منها من جمال وزينة على المكان. ولو حاولنا هنا إحصاء ما استخدمه الإنسان من النخلة في حياته لامتدت بنا السطور دون أن نأتي به كله، ويكفينا القول بأن منتوج النخلة قد وفر للإنسان المأكل والمسكن وأثاث المنزل وأواني الطعام له ولحيواناته وأوعية الحفظ والنقل وعلف الماشية وزيّـن به الأفراح واستخدمه وقودا، ناسجا حول النخلة الحكايات والأساطير والأمثال والأشعار،وأدخلها في معتقداته وتخيلاته متخذا منها رمزا للخير والعطاء، مما أغنى المخيلة الشعبية بالعديد من الصور الجمالية والمعاني ذات الدلالات العميقة.

إن معرض منتجات النخلة وما طرحه الصانع البحريني فيه من نماذج مبتكرة بذوق فني رفيع يفتح أفقا جديدا لخامات مهملة لتأخذ طريقها إلى صناعة حديثة متطورة يدخل منتوجها في استخدامات حياتنا المعاصرة دون تكلف أو محاكاة ثقيلة.

على غلافنا الأول لهذا العدد الصانع البحريني السيد ربيع حسين الجبوري من قرية دار كليب وهو يعالج بحب وانسجام تشكيلا من الجريد بين يديه لمنتوج جديد يوصل به مجد النخيل العريق بالحاضر، وعلى الغلاف الأخير آنية بغطاء مصنعة من خامات النخلة ومزينة بالخوص الملون.
تحية لمركز عيسى الثقافي وهو يلامس حضارة النخيل في البحرين.

أعداد المجلة