رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم

أعدت المنظمة الدولية للفن الشعبي : 

على امتداد الشهور الثلاثة الماضية لعقد اجتماع جمعيتها العمومية للعام 2023 بدعوة كريمة من معهد الشارقة للتراث خلال الفترة من 9-11 مارس 2023، بحكم الشارقة مقراً إقليميا للأمانة العامة لقيادة إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمنظمة الذي يديره باقتدار الشاعر والباحث الإماراتي الدكتور عبدالعزيز المسلم. ومن مقر الأمانة الدولية العامة للمنظمة بمدينة (برغامو) الإيطالية، وجه الفنان الإيطالي فبريزيو كتانيو الأمين العام للمنظمة الدعوة للحضور والمشاركة في الاجتماع، إلى قادة قارات العالم والمدراء العامون للأقاليم وإلى روساء فروع المنظمة والأعضاء أفراداً ومراكز بحث وفرق فنون شعبية في 176 بلداً من بلدان العالم الأعضاء بالمنظمة. 

ويأتي هذا الاجتماع متأخراً عن موعد دوراته المعتادة كل أربع سنوات، نتيجة تعطل الأعمال خلال ظروف كوفيد – 19 التي اجتاحت العالم وعطلت معظم الأنشطة الجماعية من مؤتمرات وندوات ودورات تدريبية وعروض ومهرجانات فرق الفنون الأدائية والمعارض الإثنوغرافية بمختلف قارات العالم. وعلى الرغم من تعطل العديد من أعمال المنظمة، فلقد بُذلت من الجميع جهود استثنائية للتغلب على ذلك الوضع الإنساني، الذي أفقدنا أرواحاً عزيزة وخسارات فادحة في تعطيل أو تأجيل العديد من الأنشطة الجماهيرية ذات القيمة على الساحة العالمية، ومنها إيصال مطبوعتنا الورقية هذه إلى من ينتظرها من قراء المنظمة بمختلف الفروع، في الوقت الذي عوضنا فيه عن ذلك موقعنا الإلكتروني النشط ، الذي ظل مطروحاً ومتاحاً للزيارات المتزايدة.

ويحسب لمملكة البحرين، بعد أن تم انتخابها في نوفمبر من العام 2016 مقراً للمكتب الرئاسي للمنظمة، فلأول مرة في تاريخ هذه المنظمة من بعد ما يقرب من نصف قرن من تأسيسها وتعدد عواصم العالم لقادة أعمالها، أن تحظى بمقر رسمي نشط في موقع مهم من البلاد، يُرفع عليه علمها، وبفريق عمل احترافي بمؤهلات جامعية رفيعة، يتولى إدارة أعمالها من العاصمة المنامة، وأن يتم رصد موازنة مالية سنوية لتسيير كل احتياجات مكتبها الرئاسي، وأن يتم تمويل تحركات رئيس المنظمة البحريني على الساحة الدولية لحضور المؤتمرات العالمية والاجتماعات الإقليمية، مما فتح في المجال لصوت المنظمة بالتواجد في العديد من المحافل، وهيأ لها آفاقاً على العديد من المستويات، وحقق لها ما لم يكن بمقدورها يوما.

ولقد حظي فريق عمل المكتب الرئاسي بشرف لقاء المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة ملك مملكة البحرين المعظم خلال شهر مارس من العام 2017، استعرضت خلاله خطة العمل الخاصة بقيادة أعمال المنظمة في مجالات الفنون الشعبية على الساحة الدولية، وما يمكن أن تحظى به البلاد مزيداً من السمعة والمكانة العالمية، بكوادر بحرينية. وقد تلقى فريق  العمل وقتها التوجيهات الملكية السامية، التي فتحت رؤى جديدة أمام العمل على مدى السنوات الست الماضية، مما عزز أعمال المنظمة وفتح أمامها آفاقاً جديدة، وفي الوقت ذاته جعل من مملكة البحرين أحد مرتكزات القرار العالمي الخاص بالتراث الثقافي غير المادي من خلال تعاون المنظمة الدولية للفن الشعبي المستمر مع مختلف منظمات وهيئات الاختصاص غير الحكومية في العالم.

إن الرعاية الملكية السامية والكريمة، التي نتشرف بحظوتها، ورؤى الدعم المتواصل التي يوليها الديوان الملكي العامر ، لإصدار هذه المطبوعة، على مدى أكثر من ستة عشر عاماً، يلقي على عاتقنا وفريق العمل مسؤلية الالتزام بالمستوى، والاحتفاظ بمكانة التقدم إلى الأمام، من أجل أن يظل ما أوحى به الأستاذ الدكتور محمد جابر الأنصاري يوماً، ونحن نعد لإصدار عددنا الأول من هذه المطبوعة، بأنها ستكون :

(رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم)

في اتصال وتواصل وتألق .. 

وما دام الحديد ساخناً .. واصل الطرق.