في خضم أعياد البحرين المجيدة مكاسبنا الوطنية تترى
العدد 60 - المفتتح
بهذا العدد من فصليتنا العلمية المحكمة «الثقافة الشعبية» نكون قد أكملنا عامنا الخامس عشر من انتظام الصدور، ملتزمين بذات النهج العلمي المتخصص، لنضع أقدامنا بكل ثقة واقتدار على أعتاب عام جديد مليء بالطموح والآمال.
وإذ نتأمل مسيرة السنوات الماضية، نشعر وكأنها مرت كلمح البصر، رغم كل ما بها من المسؤولية الاعتبارية، ومن القلق والعناء الذي يسبق عادة كل إصدار جديد على حدة، وهو ذاك الشعور العجيب، الذي لا يدرك قدْره إلا من تعامل مع خطورة نشرالكلمة على الناس، منطوقة أو مطبوعة، فما بالك إن كانت تلك الكلمة ذات صلة علمية وعاطفية بحياة الناس، أبسطهم أو أجلهم قدراً ومعرفة.
ويحق لــــ «الثقافة الشعبية»، إلى جانب ما أدته من واجبات علمية وثقافية ووظيفية مسؤولة، أن تعتدّ بالاحتفاظ بكادرها العلمي والتحريري الذي عملت على استقرارهما الوظيفي، إلى جانب رفع كفاءتهم لتحقيق المزيد من العطاء، إذ استطاعت بفضل جهود هذه النخبة من أن تجدد مخرجات أعمالها، وأن تكسب أقلاماً علمية رفيعة المستوى من الشرق والغرب، وأن توسّع في نهجها لقبول أقلام ذوي التجارب الميدانية، إلى جانب أقلام كبار العلماء من ذوي الاختصاصات العلمية النظرية الرفيعة، هادفةً لأن تكون جامعةً لمعارف الثقافة الشعبية بشقيها النظري والميداني.
ولقد سرنا جداً بأن نُوجّه إلى أن تُـفرد لفنون البحرين والخليج العربي مساحةً خاصةً بكل عدد، رغم شُح هذه المادة وعزازة من يخوض بحرَها من الباحثين، إلا أننا أفردنا مساحة خاصة بكل عدد من أعداد سنواتنا الماضية للتعريف بفن من الفنون الشعبية، واستكتبنا من توسمنا بهم خيراً لتزويدنا بالجديد. علَنا نشفي غليل من يترقب منا المزيد في هذا المجال.
ولا نبالغ في القول، حين نقول باطمئنان، وبكل ثقة، بأننا استطعنا خلال الشهور الثمانية الماضية من هذا العام من تغطية 70 % من عجز توصيل نسخ مطبوعتنا الورقية المعتاد إلى 165 بلداً من بلدان العالم، نتيجة ظروف جائحة كوفيد . مع تواجدنا المستمر على الموقع الإلكتروني دون انقطاع.
وعلى صعيد متصل بواقع هذه الفصلية، يردنا قبل نهاية كل عام ميلادي تقرير يحوي تقييماً موضوعياً لمحتوى مجلة «الثقافة الشعبية»، وذلك من معامل التأثير والاستشهاد المرجعية العربي، وهي قاعدة البيانات العربية الرقمية أرسيف Arcif ومقرها عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية، أحد مبادرات قاعدة بيانات «معرفة» للإنتاج والمحتوى العلمي الخاضع لمجلس الإشراف والتنسيق التابع لعدة جهات عربية ودولية منها: مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية ببيروت، لجنة الأمم المتحدة لغرب آسيا (الإسكوا)، مكتبة الاسكندرية، بالإضافة للجنة علمية من خبراء وأكاديميين عرب وأوروبيين.
يحوي هذا التقرير التهنئة بتحقيق محتوى ما ننشره للمعايير العلمية المعتمدة في تخصص العلوم الإنسانية والعلوم الإجتماعية من بين 5100 مجلة عربية علمية أو بحثية في مختلف التخصصات للعام 2022 ومنها الانتظام بمواعيد الصدور. وللاطلاع على تفاصيل تلك المعايير وسياسة التصنيف لهذه المجلات، يمكن للقارئ الكريم التفضل بزيارة موقع أرسيف (http://e-marefa.net/arcif ).
وبقدر اعتزازنا بأن تحقق مطبوعة بحرينية علمية متخصصة في الثقافة الشعبية هذه المكانة العلمية الدولية المتميزة، التي استحقتها عن جدارة وباقتدار عبر خمسة عشر عاماً متواصلة من جهد الفرز والتدقيق والتصحيح وحسن اختيار المادة وتحكيمها تحكيماً علمياً، وإخراجها بأعلى المستويات الفنية، وطباعتها ورقياّ بأرفع التقنيات محلاة بالصور الملونة، ومن ثم رفع كل تلك المادة العلمية المصورة على موقع إلكتروني يستقطب ملايين الزوار من كل بلدان العالم، إلى جانب انتظام الصدور ونجاح خطط الشحن والتوزيع وانتظام دفع مكافآت الكتاب والمتعاونين، فإننا لندين بكل الفضل لصاحب الفضل الراعي الكريم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، الذي هيأ لنا تحقيق أمل أشقينا العمر لتحقيقه، فكان كلما بَرق لهذا الأمل بارق بعيد سارعت ظروف قاهرة من هنا ومن هناك لتطفأه، حتى جاء هذا الفارس النبيل فتحقق على يديه، وفي عهده الزاهر الميمون لهذه المطبوعة أمل استمرار الصدور وسبل الانتشار والوصول حاملة رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم، في شراكة دولية رفيعة المستوى مع المنظمة الدولية للفن الشعبي (IOV) إحدى المنظمات الدولية غير الحكومية، وأمّن لكل العاملين بهذه المطبوعة حياة كريمة بها يعملون ويدرسون وينجحون بتفوق.
فالنجاح الذي يتحقق لهذه المطبوعة على الساحة العربية والدولية هو نجاح مستحق لهذا العهد الزاهر التي تعتبر مجلتنا مجرد خيط رفيع من نسيج ذلك العلم الذي ترفعه تلك اليد العزيزة الكريمة الممتدة للدعم والمساندة في كل حين.