ثقافة النخلة من خلال الأمثال الشعبية في مملكة البحرين «الجزء الأول»
العدد 59 - أدب شعبي
ربما تكون النخلة هي الشجرة الوحيدة في منطقتنا التي صُنفت فيها دراسات وكتبٌ خاصة بها تناولتها من أكثر من منظور، منذ القرن التاسع الميلادي بأقل تقدير، وفي هذا الصدد يمكن الرجوع لدراسة عادل الشيخ حسين «نخلة التمر في المصادر العربية» والتي تعتبر ثبت ببليوجرافي للكتب والدراسات، العربية والمعربة، القديم منها والحديث، والتي تناولت النخلة (حسين 2002). وربما يكون هذا الاهتمام بالنخلة لأنها ارتبطت ارتباطاً كبيراً بحياة شعوب هذه المنطقة منذ قديم الزمان.
لا نعلم بالتحديد منذ متى بدأ تقدير النخلة، بل تقديسها أحياناً، من قبل الشعوب التي سكنت الخليج العربي، إلا أننا نستطيع الجزم أنها كانت مقدرةٌ لارتباطها بحياة الشعوب القديمة، ويرجح مايكل رايس أن النخلة قد جُلبت إلى أرض سومر من دلمون، أي البحرين قديماً، للإكثار منها نظراً لجدب أرضهم، وقد نظر إليها السومريون باحترام، وكانت مكرمة في الشعائر والأساطير؛ ففي ترنيمة مكرسة لننسينا (Ninsinna) تعلن الآلهة عراقة مدينتها أيسين (Isin) فهي أقدم حتى من دلمون فتقول: «بيتي وجد قبل دلمون وكان طرازه من شجر النخيل» (رايس 2002، ص 32).
هذا، وقد كانت النخلة تقدر وتدلل كونها الشجرة الوحيدة التي يجب أن تخدم بالطريقة الصحيحة لكي يتمكن الفرد من الاستفادة منها؛ فبقدر ما يخدم الفرد النخلة تعطيه. ويلاحظ أن حتى عملية تلقيح النخيل يفضل أن يقوم بها الإنسان حتى يكون المحصول مضموناً ووافراً. وهكذا، رسخ في العقل الجمعي، منذ القدم؛ منظر الفلاح وهو يهتم بالنخلة ويوليها اهتماماً شديداً وكأنه يدللها، وقد أنتجت لنا هذه الصورة أول مثل، أو كناية، ارتبطت بالنخلة؛ فيقال في كنايات سومر: كانوا يدللون الملك كما يدلل نخيل دلمون (كريمر 2007، ص 63).
كما أن هناك قصائد سومرية يظهر لنا فيها هذا المثل جليا، فهذا هو شلجي، ملك سومر، يسطر قصيدة يمدح فيها نفسه فيأتي في سياق الوصف: «أنت مدلل من قبل ناينيجالا كنخلة في أرض دلمون المقدسة» (Annus 2002, p. 156).
ثقافة النخلة في الأمثال الشعبية في مملكة البحرين:
كانت النخلة، وحتى عهد قريب، تدخل في العديد من شؤون الحياة اليومية للناس، فلم تكن النخلة تزرع لأجل ثمارها فقط؛ فمن أجزائها كانت تبنى المنازل أو تدخل في بناء أجزاء من المنازل، في حال بُنيت من الحجر، كالجسور والسقوف، ومن خوصها وعسق عذوقها وجريد سعفها كانت تصنع الأدوات والأوعية المختلفة التي كانت تستخدم في العديد من شؤون الحياة اليومية. وبالتالي، فإن هناك العديد من المعارف التي ارتبطت بالنخلة، ككيفية زراعتها والإكثار منها والعمليات الخاصة بالاهتمام بها منذ بداية موسم التلقيح وحتى نهاية موسم جني الرطب. وكذلك المعارف الخاصة بإنتاج التمر والدبس، وكيفية صناعة الأدوات والأوعية المتعددة من مختلف أجزائها؛ وهكذا فإن للنخلة ثقافة خاصة بها.
وهذه الثقافة أو المعارف الخاصة بالنخلة، مع مرور الزمن، ترسخت في العقل الجمعي فأنتجت تاريخاً وموروثاً شعبياً غنياً، من أهازيج وأمثال وألغاز وقصصٍ ومعتقداتٍ شعبية، كما انعكست تلك الثقافة على الشعر والأدب؛ وهكذا توغلت ثقافة النخلة في النتاج الفكري البحريني. هذا، وقد رصد منصور سرحان هذا التوغل لثقافة النخلة وذلك في كتابه «النخلة في النتاج الفكري البحريني 1931م – 2010م».
وفي هذه الدراسة سوف نتناول ثقافة النخلة بتفاصيلها، ولكن من خلال الأمثال الشعبية في مملكة البحرين، فالدراسة ليست فقط حول الأمثال الشعبية المرتبطة بالنخلة ذاتها وثمارها، بل تتعلق، أيضاً، بالأمثال الشعبية المرتبطة بالمنتجات التي تحضر من أجزائها المختلفة، كما أنها تتعلق بتوظيف ألفاظ ثقافة النخلة في الكنايات والأمثال الشعبية في مملكة البحرين.
مصادر الأمثال الشعبية في مملكة البحرين:
للأسف لا يوجد مرجع واحد شامل للأمثال الشعبية في مملكة البحرين، بل أن هذه الأمثال متشتتة، فمنها ما وثق في كتب متخصصة في الأمثال الشعبية، ومنها ما وثق في معاجم الألفاظ العامية، ومنها ما وثق في كتب التراث الشعبي، وأخرى وثقت في الصحف والمجلات، ومنها ما تم توثيقه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ومع هذا التنوع في المصادر، واختلاف طرق التوثيق، كان لزاماً أن نتأكد من كل مثل نأخذه من تلك المصادر، وهكذا، تم التعامل مع كل مثل على أنه موضوع دراسة يجب البحث عنه، وتحديد من قام بتوثيقه. وعليه، فحتى الأمثال التي سمعتها أو جمعتها من خلال عملية الجمع الميداني، قمت بتوثيقها وكتابة المصادر التي قامت بتوثيقها.
وهكذا، ستجد أمام كل مثل شعبي أسماء المصادر التي وثقته، أما المثل الذي لاتجد أمامه أي مصدر آخر فهذا من ضمن مجموعة أمثال، بحسب ما اطلعت عليه من مراجع، تُوثق للمرة الأولى. أما أهم المصادر التي تم الاعتماد عليها في توثيق الأمثال الشعبية في مملكة البحرين فيمكن تصنيفها كالتالي:
1) كتب الأمثال:
1. كتاب «الأمثال الشعبية البحرينية»:
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب من قبل وزارة الإعلام في العام 1989م دون تحديد واضح لفريق الجمع والإعداد، أما في الطبعة الثانية التي صدرت في العام 1997م، فقد تم تحديد فريق الجمع والإعداد وهم: أحمد الضبيب وإبراهيم سند وإبراهيم السبيعي ومبارك الخاطر، وكذلك تم تحديد فريق المراجعة والذي يتكون من كل من عبدالرحمن مسامح وعبدالرحيم روزبه. ويضم الكتاب 429 مثلاً مرتبة بحسب الحروف الأبجدية، وقد كُتب عليه الجزء الأول، ولكن لم يصدر جزء ثان له فيما أعلم.
2. كتاب «أمثال البحرين الشعبية، النظرية والتطبيق»، صلاح علي المدني:
صدرت الطبعة الأولى من الكتاب في العام 1989م، أما الطبعة الثانية فهي بدون تاريخ، وهي الطبعة التي تم الاعتماد عليها في هذه الدراسة. يحتوي الكتاب على قرابة 427 مثلاً، غير أن المدني رتبها بصورة موضوعية، فالأمثال المتعلقة بالبحر في قسم والأمثال الاجتماعية في قسم آخر، وهكذا. كذلك، لم يتم ترقيم الأمثال داخل كل موضوع، ولا يوجد فهرسة لها، مما يجعل الوصول لأي مثل محدد صعبا جداً.
3. كتاب «مثل ومعنى»، فاطمة عيسى السليطي:
صدرت الطبعة الأولى من الكتاب في العام 1989م، ويضم قرابة 174 مثلاً تم توزيعها بحسب مواضيع منتقاة ولم ترتب أبجدياً. كُتب عليه الجزء الأول، ولكن لم يصدر جزء ثان له فيما أعلم.
4. كتاب «موسوعة الأمثال الشعبية في دول الخليج العربي»، محمد علي الناصري:
أعد الناصري الجزء الأول من هذه الموسوعة وقدم لها في العام 1979م، ولا نعلم بالتحديد سنة النشر، أما بقية الأجزاء فلم تنشر. يضم الجزء الأول 879 مثلاً، والمرجح أن العديد من الأمثال تم جمعها من مصادر محلية، غير أن العديد منها لا نرجح أنها كانت متداولة بين العامة في مملكة البحرين؛ فمن تلك الأمثال أمثال تتداولها النخبة فيما بينها في تلك الفترة وهي نتاج لتأثيرات ثقافية معينة.
وهكذا، أجبرنا على البحث عن كل مثل ذكره الناصري في كتابه، وما إذا كان متداولاً بين العامة في مملكة البحرين أم لا، ونتج عن ذلك، أن أخذنا عن موسوعة الناصري مجموعة محددة من الأمثال والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول يضم الأمثال التي سمعتها أو تم توثيقها على أنها من الأمثال الشعبية في مملكة البحرين، والقسم الثاني يضم الأمثال التي تعتبر صيغة موازية لأمثال سمعتها أو تم توثيقها على أنها من الأمثال الشعبية في مملكة البحرين. أما المجموعة الثالثة، فتضم عددا بسيطا من الأمثال التي انفرد بها الناصري، وهي أمثال ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالثقافة الشعبية في مملكة البحرين، ولم يتم توثيقها ضمن الأمثال الشعبية لمملكة البحرين ولا ضمن الأمثال الشعبية في منطقة أخرى في الخليج العربي، بحسب ما اطلعت عليه من مراجع، وبحسب بحث معمق حتى في مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت بصورة عامة. ونرجح أن هذه كنايات كانت تستخدم على نطاق ضيق، وربما لازالت مستخدمة غير أن لا أحد وثقها بأي صورة أخرى.
2) قوائم الأمثال التي توجد ضمن كتب:
تميزت بعض الكتب بنشر قوائم أمثال شعبية تم جمعها، في الغالب، بصورة منفردة من قبل مؤلفي تلك الكتب، ومن أهم تلك القوائم ما جاء في الكتب التالية:
1. كتاب «فنون بحرينية»، راشد العريفي:
نشر العريفي الطبعة الأولى من هذا الكتاب في مطلع السبعينات من القرن المنصرم، دون كتابة تاريخ النشر على الكتاب. ومن ضمن مواضيع الكتاب موضوع حول الأمثال الشعبية ويضم قائمة مكونة من 235 مثلا (ص 151 – ص 159)، وتعتبر هذه الأمثال من أقدم ما وثق من الأمثال الشعبية في مملكة البحرين فيما أعلم.
2. كتاب «جزيرة سترة بين الماضي والحاضر، دراسة وتحليل»، عبدعلي محمد حبيل:
نشر حبيل الطبعة الثانية من هذا الكتاب في العام 2010م، لم أطلع على الطبعة الأولى، ويضم الكتاب قائمة طويلة من الأمثال تضم 559 مثلاً، والتي عنونها حبيل «الأمثال الشعبية في جزيرة سترة» (ص 315 – ص 342).
3. كتاب «من تراث شعب البحرين»، محمد علي الناصري:
صدرت الطبعة الأولى من الكتاب في العام 1990م، وهو يتناول مواضيع مختلفة من التراث الشعبي، وقد ذيل الناصري كل موضوع بقائمة أمثال تصب في نفس الموضوع، من هذه القوائم أمثال مرتبطة بالرجل، ومرتبطة بالمرأة ومرتبطة بالبحر وغيرها، وقد بلغ مجموع الأمثال التي ذكرها الناصري في هذا الكتاب قرابة 363 مثلاً، ومنها أمثال سبق أن ذكرها في كتابه سالف الذكر «موسوعة الأمثال الشعبية في الخليج العربي».
3) كتب الألفاظ العامية:
وثقت عدد من الكتب المتخصصة في شرح الألفاظ والكنايات الشعبية في مملكة البحرين العديد من الكنايات والأمثال الشعبية، ومن هذه الكتب التي تم الرجوع لها ما يلي:
- معجم الألفاظ والتعابير الشعبية، محمد جمال: صدر في العام 2015، وقد وثق فيه الكاتب قرابة 91 مثلاً شعبياً.
- مفردات لهجات مدينة المحرق وقراها، عيسى محمد العرادي: صدر في العام 2016، وقد وثق فيه الكاتب قرابة 50 مثلاً شعبياُ.
4) أفراد وثقت الأمثال الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي:
هناك عدد بسيط من الأفراد الذين عملوا بجدية في مواقع التواصل الاجتماعي على توثيق الأمثال الشعبية في مملكة البحرين، وذلك إما بعملية جمع فردي للأمثال وعرضها أو استضافة شخصيات من حملة التراث وحفظة الأمثال الشعبية. هذا، وقد كنا حريصين في أخذ الأمثال الشعبية من مواقع التواصل الإجتماعي، وكنا نتعامل مع كل مثل جديد، نقرأه أو نسمعه، كمادة للبحث، فنبدأ بالبحث عنه في المراجع، والسؤال عنه. وهكذا، ومن خلال هؤلاء الأفراد، تمكنا من توثيق الكثير من الأمثال الشعبية في مملكة البحرين والتي لم يتم توثيقها من قبل. هذا، وقد تم أرشفت تلك المجموعات من الأمثال ليتم استخدامها، ليس فقط في هذه الدراسة، بل في الدراسات المستقبلية أيضاً؛ حيث أن هذه الأمثال تمثل مادة غنية للبحث والدراسة.
أما قائمة الأفراد الذين أخذنا عنهم الأمثال فطويلة، وبعضهم وثق عددا محدود من الأمثال الشعبية، وآخرين بذلوا مجهوداً كبيراً في توثيق الأمثال الشعبية. فأما الأفراد الذين وثقوا مثلاً واحداً أو إثنين فسوف يُسلط عليهم الضوء عند ذكر المثل المحدد الذي أخذ عنهم، والذي ربما انفردوا بذكره، أما الأفراد الأكثر نشاطاً، والذين تم توثيق العديد من الأمثال الشعبية لهم، فهم كالتالي:
1. عبدالله جمعة (أبو جواد)
من حملة التراث وحفظة الأمثال، أصله من قرية أبو قوة ثم سكن سار، خُصص له حساب على الإنستقرام باسم (abu_jawad17@)، الذي وثق فيه بالفيديو قرابة 308 مثلاً شعبياً، وذلك في الفترة ما بين مايو 2017م ومارس 2020م، وبعد توقفه تحول اسم الحساب إلى (bahrain_proverbs@)، وقد قامت صحيفة الوطن بعمل لقاء معه، وفي هذا اللقاء صرح أبو جواد أنه يحفظ أكثر من 500 مثل شعبي، كما صرح إنه حفظ هذه الأمثال من واقع عمله كفلاح، واختلاطه بالكثير من الأجيال (الصباغ 2019). هذا، ويوجد حساب خاص على «التيك توك»، أحد برامج التواصل الاجتماعي، يحمل اسم (abu_jawad17@) وهو يوثق جزءاً من أمثال أبو جواد.
2. عباس الصفار (أبو حسين)
من حملة التراث وحفظة الأمثال والمواويل القديمة، من البلاد القديم، خُصص له حساب على الإنستغرام باسم (abu_hussain_bh@) وثق من خلاله بالفيديو عددا من الألفاظ والأمثال الشعبية مع شرحها، كما وثق بعض القصص والمواويل الشعبية القديمة، واستمر من ديسمبر 2017م وحتى مطلع العام 2019م. للأسف لم يوثق إلا عدداً محدوداً من الأمثال الشعبية وهي قرابة 29 مثلاً شعبياً.
3. حسين جاسم خلف
وهو مهتم وجامع للأمثال، من قرية كرزكان، أنشأ له حساب على الإنستغرام باسم (bahranikoh@)، وفي حديث جمعني معه قال إن غالبية ما ينشره من أمثال وكنايات سمعها من والده الذي يحفظ العديد منها، وكذلك، وثق الأمثال الشعبية عن أسرته وأقاربه من حملة التراث وحفظة الأمثال الشعبية. وقد وثق قرابة 215 مثلاً شعبياً.
4. ضيوف حساب (bahrain_proverbs@)
كان عبدالله أبو جواد الضيف الأساسي في حساب (bahrain_proverbs@) الذي كان يحمل اسمه في السابق، ولكنه لم يكن الضيف الوحيد، فقد كان هناك ضيوف آخرون، ومنهم من حملة التراث وحفظة الأمثال، ومن هذه الشخصيات تميز منهم:
- محمد الحايكي (بو رضا)، من المحرق، عُرض له 60 مثلاً شعبياً
- عبدالحسين راشد الخباز، من قرية كرانة، عُرض له بعض الأمثال والألغاز الشعبية التي ترتبط بالزراعة وخصوصاً النخلة، وعلى الرغم من قلة ما وثقه إلا أنها ذات أهمية كبيرة لأنها لم توثق من قبل.
5. ضيوف حساب عبدالله القطان (@abdullaalqattan_1)
بدأ عبدالله القطان، من البلاد القديم، في توثيق الأمثال الشعبية في نهاية شهر نوفمبر من العام 2017م، وذلك عن طريق استضافة افراد من حملة التراث وحفظة الأمثال، بصورة عفوية، سواء في الطريق أو الأماكن التي عادة ما يجلسون فيها، كإحدى المقاهي أو أحد المحلات. وكان يوثق المثل في مقطع فيديو وينشره على حسابه على الإنستغرام
(abdullaalqattan_1@). ويلاحظ أنه كان يوجد أفراد آخرون قاموا بتصوير مقاطع فيديو، بنفس طريقته، وإرسال هذه المقاطع له والذي بدوره كان ينشرها على حسابه.
وعلى الرغم من السلبيات في طريقة توثيق الأمثال حيث يصعب حصر وتحديد أسماء الأفراد المشاركين؛ فعملية التوثيق كانت عفوية. كذلك، فإن الكثير من الأمثال التي وثقت كانت موثقة سابقاً في المصادر، كما أن البعض لا يقول أمثالا بل مجرد طرف، وعلى الرغم من ذلك، وجدنا من بين تلك الأمثال الشعبية أمثالاً لم يتم توثيقها من قبل. هذا، وقد استمر عبدالله القطان في توثيق تلك الأمثال حتى نهاية شهر سبتمبر من العام 2020م، وقد بلغ عدد الأمثال التي وثقها قرابة 125 مثلاً شعبياً.
القسم | عدد الأمثال | عدد الأمثال المكررة |
الأمثال التي ذكرت فيها النخلة أو الأكار | 21 | |
الأمثال التي ذكر فيها عذق النخلة أو ما يصنع منه | 9 | 1 |
الأمثال التي ذكر فيها ثمر النخلة أو الدبس | 42 | 2 |
الأمثال التي ذكر فيها جذع النخلة أو ما يصنع منه | 3 | |
الأمثال التي ذكر فيها ليف النخلة أو ما يصنع منه | 4 | |
الأمثال التي ذكر فيها سعف النخلة أو أحد أجزائها أو ما يصنع من من السعفة أو ما يصنع من أحد أجزائها | 46 | 3 |
المجموع | 115 | 4 |
5) كتب التراث والصحف المحلية:
لا يكاد يخلو أي كتاب يحمل طابع التراث الشعبي من الأمثال الشعبية، ولا مجال هنا لذكر كل تلك الكتب والدراسات، كما تم توثيق عدة أمثال شعبية ضمن مقالات نشرت في الصحف المحلية، وسوف نشير لها من خلال البحث.
تصنيف الأمثال الشعبية المرتبطة بثقافة النخلة:
بعد مراجعة دقيقة للأمثال الشعبية، في المصادر المختلفة سالفة الذكر، والتأكد منها وتحديد الأمثال ذات الصيغ المتباينة، وبعد أن أضفنا لها عددا من الأمثال الشعبية التي سمعتها من خلال احتكاكي بالعديد من حملة التراث وحفظة الأمثال، بلغ مجموع الأمثال قرابة 2000 مثلا، دون احتساب صيغ الأمثال المتباينة. ومن خلال البحث في هذه المجموعة المحققة من الأمثال الشعبية تمكنا من رصد 111 مثلاً شعبياً متعلقاً بثقافة النخلة، أي ما يمثل قرابة 5 % من مجموع الأمثال. هذا، وقد قمنا بتصنيفها في عدة أقسام (انظر جدول رقم 1)؛ وذلك ليسهل عملية الشرح ولتكون ثقافة النخلة حاضرة في كل قسم، ولا يكون مجرد سرد للأمثال الشعبية. ويلاحظ في الجدول رقم (1)، أن المقصود بالأمثال المتكررة أي الأمثال التي تكرر ذكرها في أكثر من قسم؛ وذلك لأن هذه الامثال تحتوي على أكثر من لفظ يخص ثقافة النخلة.
كتابة الأمثال الشعبية:
حفاظاً على أمانة النقل، فقد قمنا بكتابة الأمثال بالكيفية التي سمعناها أو بنفس الصورة التي كتبت بها في المصدر المذكور أمام كل مثل. والجدير بالذكر أنه في اللهجات المحكية في مملكة البحرين يوجد تباين في نطق بعض الحروف، كما أن هناك ظواهر صوتية أخرى تؤدي لوجود تباين في نطق كلمة معينة. ودون الدخول في هذه التفاصيل والتي يمكن الرجوع لها في دراسات اللهجات المختلفة، سوف نسلط الضوء على بعض الحروف الأساسية التي يتباين نطقها في اللهجات المحكية في مملكة البحرين وهي أربعة حروف، هي: حرف الجيم (ينطق جيم أو ياء)، وحرف الذال (ينطق ذال أو دال)، وحرف الظاء (ينطق ظاء أو ضاد)، وحرف الثاء (ينطق ثاء أو فاء). وهذه الظاهرة الأخيرة، أي نطق الثاء فاء، أصبحت نادرة وربما أصبحت مقتصرة على بعظ الألفاظ.
القسم الأول: الأمثال التي ذكرت فيها النخلة أو الأكار:
ونقصد بها تلك الأمثال التي ذكر فيها لفظ النخلة، سواء ذكر اللفظ بصورة صريحة أو ذكر في المثل ضمير يعود على النخلة أو أن المثل يساق على لسان النخلة. وبعض هذه الأمثال ذكر فيها الأكار؛ حيث أن لفظة الأكار لا تذكر إلا وذكرت معها النخلة.
والأكار، والجمع أكاره، والبعض يلفظها بالعنعنة فيقول عكار وتجمع فيقال عكاروة، وهو الشخص الذي يتضمن النخيل ويهتم بها، ويقوم بكل العمليات الخاصة بالنخلة من أول موسم تلقيح النخيل وحتى آخر موسم جني الثمار.
هذا وقد وردت لفظة أكار في معاجم اللغة بمعنى الحراث، وقد اشتقت من الفعل أكر بمعنى حفر، ومنه الأكرة أي الحفرة في الأَرض يَجتمعُ فيها الماء فيُغْرَفُ صافياً (لسان العرب مادة أكر). وفي الأحساء يسمى الأكار بالكداد، وهو الشخص الذي يستأجر النخل بأجرة معلومة لمدة معلومة» (آل عبدالقادر 2002، ص 50).
وفيما يلي الأمثال التي ذكرت فيها النخلة أو النخلة والأكار معاً:
1. أبعد إختي عني وخذ خيرها مني (جمال 2015، ص 110)
من الأمثال التي تساق على لسان النخلة، ومعناه أنه عند زراعة النخيل يجب ترك مسافة بين كل نخلة وأخرى فإن ذلك سوف ينعكس على جودة الثمر (جمال 2015، ص 110). وهذا المثل من الأمثال المشهورة في العديد من البلدان العربية، غير أن البعض اختلف في تفسيره، فمنهم من خصه بالنخلة، ومنهم من خصه بالنباتات بصورة عامة، بينما انفرد البعض بتفسير غريب حيث ربط المثل بالمرأة. فالتكريتي في كتابه «جمهرة الأمثال البغدادية» والذي ذكر المثل بصيغة «أبعد أختي عني وخذ حملها مني»، حدد أن المثل يقال على لسان النخلة، وأن هناك أمثال قديمة شبيهة به ذكرت في كتب اللغة، منها ما ذكره الثعالبي في كتابه التمثيل والمحاضرة وهو «تقول النخلة لجارتها: أبعدي عني ظلك أحمل حملي وحملك»، وأن المثل يضرب لفوائد الابتعاد (التكريتي 1971، ج1، ص 41). وكذلك ذكر الحنفي المثل في كتابه «الأمثال البغدادية» بلفظ «بعد أختي مني وخذ حملها مني»، وقال أن المثل يروى على لسان النخلة، وربما يضرب تعبيراً عن فرط الحسد والغيرة (الحنفي 2011، ج1 ص 91).
أما من ذكر المثل ولم يخصه بالنخلة وإنما بالزرع بصورة عامة فمنهم الرمضان فقد ذكر المثل بلفظ «أبعد أختي عني وخذ حملها مني»، ولم يخصصه بالنخلة؛ حيث قال في شرحه أنه يقال على لسان الغرسة كقاعدة تتبع في ترك مسافة معقولة بين الغرسة وأختها (الرمضان 2016، ص 41). وكذلك، محمد جبر في كتابه «المثل الشعبي الفلسطيني» وقد ذكر المثل بلفظ «ابعد عني أختي وخذ ثمرها مني» (جبر 2014، ص 10) .
بالمقابل انفرد عدد من الكتاب بتفسير غريب للمثل حيث ربط بالمرأة، من هؤلاء الكتاب علي أفرفار في دراسته «صورة المرأة في الثقافة الشعبية»، حيث ذكر المثل «بعد أختي عني أخذ غلتها مني» وفسره أنه على لسان الأخ الذي يتمنى التخلص من أخته وحتى وإن تكفل هو بإعالة أخته شريطة أن تعيش في بيت زوجها (أفرفار 2001). وكذلك فعلت خديجة صبار في كتابها «المرأة بين الميثولوجيا والحداثة» حيث ذكرت المثل «بعد أختي عني وخذ غلتها مني» وذلك لتعزز به المعنى السابق (صبار 1999، ص51)، وكذلك فعلت منية بل العافية في كتابها «المرأة في الأمثال المغربية» (بل العافية 2008، ص 68).
2. إسعيد من باگ النخل، قال: والله ياسيدي ما دريت (عباس الصفار).
في هذا المثل صاحب النخل، وهي الأرض المزروعة بالنخيل، يسأل العامل عنده والذي يعمل على حراسة النخل، فيسأله: «يا إسعيد من سرق النخل؟»، فيجيب العامل وهو يقسم: «لا أعلم»؟. وربما يكون هذا المثل مرتبط بقصة خيالية كانت تروى، نُسيت، ولم يبقى منها إلا صورة المثل، ويضرب هذا المثل للشخص المهمل الذي طُلب منه أن يعمل عملاً ما، فلما سُئل عن العمل فكأنما لا يعلم أي شيء عن العمل الذي أسند له.
3. أ – إذا صار الصرام كل الناس اكرام (الناصري، بدون تاريخ، ص 57) .
ب - لين صار الصرام كل الناس إكرام (العريفي، بدون تاريخ).
ج – لي طاح الصرام كل الناس كرام (العرادي 2016، ص 179).
الصرام هي عملية قطع عذوق النخلة عندما ينضج الرطب أو يقارب على النضج، وفي فترة الصرام يكثر الرطب، وقد تعارف البعض على تقديم الرطب كهدية لبعض معارفه أو أصحابه. أما المثل فيضرب في حال إعطاء شيء ما في وقت كثرته ورخص ثمنه، وخصوصاً في حال تم الأمر وكأنه منة من وراء هذه العطية الرخيصة، ويطلق المثل في لهجة التهكم وأستهجان الشيء الذي تم بذله أو إعطاءه (الناصري، بدون تاريخ، ص57). والمثل معروف في مناطق أخرى في الخليج العربي بصور مختلفة، فقد ذكره الرمضان بلفظ «في الصرام كل الناس كرام» (الرمضان 2016، ص 497)، وذكره العبودي بلفظ « يوم الصرام ، كل كرام».
4. 4 - أم غزل المتين شرت نخل وأم غزل الدگيگ باعت نخل (الناصري، بدون تاريخ، ص 168).
هذا من الأمثال التي انفرد بها الناصري ولم نسمع به، ولم نجد له ذكرا في المصادر وكتب الأمثال المتوفرة لدينا. ومعنى المثل أن المرأة الدقيقة المتأنية في غزل الصوف والتي تقوم بانتقاء الصوف جيداً، تكسب مالاً قليلاً، وربما تخسر، مقارنة بالمرأة التي تسرع في الغزل دون عملية إنتقاء جيدة للصوف. فالأولى باعت نخل، أي أرضاً مزروعة بالنخيل، لقلة المال، والثانية اشترت نخلا لكثرة الأرباح. ويضرب المثل في ذم التأني في العمل (الناصري، بدون تاريخ، ص 168). وهذا المثل من الأمثال الذي يكرس صفة غير مرغوبة في العمل وهي الإسراع فيه حتى وإن كان على حساب الدقة والإدقان فيه.
5. أ- بشر النخلة بأكار جديد (العرادي 2019).
ب - بشر النخلة بالأكار الجديد (العرادي 2019).
ذكر هذا المثل العرادي بصورتيه وفسر معنى الأكار (العرادي 2019) غير أنه لم يذكر في أي موقف يضرب المثل. هذا، وقد نشرت صحيفة صبرة الإليكترونية (sobranews.com) مقالاً مفصلاً عن هذا المثل، وجاء في المقال أن المثل متداول في مناطق مختلفة في المملكة العربية السعودية وبصيغ مختلفة، فصيغة «المثل في القطيف تستخدم «الأكـّار»، فيما يستخدم الأحسائيون «الكدّاد»، وغيرهم يستخدم «فلاح». وعلى ذلك؛ فإن صيغة المثل وردت في ثلاثة أشكال، كأنّها جميعها شطرُ بيت من الشعر على وزن بحر الرّمل: بشّر النخلهْ بأكـّارٍ جديد، بشّر النخلهْ بكدّادٍ جديد، بشّر النخلهْ بفلاحٍ جديد» (صحيفة صبرة الإليكترونية 2017). وجاء في المقال أيضاً أن المثل يضرب «في مقامَي الجدّ والسُّخرية؛ يُضرب هذا المثل في استقبال المستجَدّ من الأمور. الأحداث التي تقع، والوجوه التي تأتي، والتغيُّرات التي تطرأ.. كلّ ذلك يستحيلُ ـ في الصورة المُتخيّلة ـ فلّاحاً جديدأ سوف يتولّى شأن النخلة» (صحيفة صبرة الإليكترونية 2017).
وقد ذُكر هذا المثل في كتاب «المختار من الأمثال الشعبية في الأحساء» بصورة «بشر النخل بالكداد الجديد»، وجاء في شرح المثل أنه يضرب «في النشاط في بداية كل عمل ثم يفتر بعده» (آل عبدالقادر 2002، ص 50).
6. أ- الحضرة لبوارها والنخلة لأكارها (الناصري 1990، ص 166) .
ب- النخلة لأكارها والحضرة لبوارها (عباس الصفار)
البَوّار هو الشخص الذي يجمع السمك من الحضرة أثناء انحسار الماء، كما يقوم بتنظيفها من الطحالب وغيرها مما يعلق بجوانبها، ويقال فلان يباري الحضرة، ومنه يشتق الاسم مْبَاراةْ (إمباراة) الحضرة، وتسمى الأسماك التي يجمعها البَوّار من الحضرة (باره). هذا، ولم ترد لفظتا بَوّار ويباري في المعاجم العربية بهذا المعنى، غير أن الفعل «يباري» ورد في عددٍ من اللهجات المحكية المعاصرة بمعنى الملاحظة والمراقبة والعناية والاهتمام (انظر على سبيل المثال، تيمور 2002، ج2، ص 167)؛ فيقال فلان يباري فلان، أي يجالسه ويراقبه ويهتم به. ويُرجح تيمور في معجمه أن الفعل «يباري» بهذا المعنى اشتق من الجذر «برى» (تيمور 2002، ج2، ص 167)، والذي يشتق منه الفعل يباري والاسم مباراة بمعنى محاذاة وموازاة. ويرى آخرون أنه ربما اشتق من الجذر «برر» ومنها البِر. أما الاسم البَوّار فهو صيغة «مبالغة اسم الفاعل».
وقد ذُكر المثل في كتاب «الأمثال الدارجة في الكويت» بصيغة «النخلة لعكارها والحضرة لبوارها»، وجاء في شرح المثل أن معناه «إن فائدة النخلة لفلاحها وفائدة الحضرة لضامنها»، وأن هذا المثل يضرب «لمن لا يهتم بشؤونه ويعتمد في رعايتها على غيره» (آل نوري 1981، ص 383).
7. تعيرني بكاس المه عساك في البلد تعمه وعكازك من إنخيل (حساب abdullaalqattan_1 @)
في هذا المثل دأب الزوج على تعيير زوجته بما يقوم به من أعمال لصالحها، حتى أنه يعيرها بأنه جلب لها كأس الماء، وهنا انفجرت الزوجة بهذه الكلمات التي تساق كجزء من أهزوجة كما أنها تساق كمثل، فتقول الزوجة: «أتعيرني حتى بكأس الماء، فعساك أن تعمى، ولا تجد من يساعدك غير عكازك المصنوع من جريد النخيل». ويضرب المثل للشخص الذي يعير الآخرين بأنه قدم لهم خدمة ما أو أعانهم على شيء بسيط.
8. خَرفه خَراف
عملية الخَراف هي عملية جني الثمار باليد، حيث يقوم الفلاح بتسلق النخلة ومعه وعاء خاص يسمى المخرفة، ويبدأ بجني الرطب باليد ووضعه في المخرفة (صورة رقم 1). ويستخدم الفعل خرف ككناية عن إستقاء المعلومات من شخص ما بصورة ذكية، فيقال «فلان خرف فلان» أي استقى كل المعلومات التي يمتلكها ذلك الشخص، وتأتي بصورة المبالغة فيقال «فلان خرف فلان خراف»، أو تختصر فيقال «خرفه خراف».
9. أ- شد حزامك يا خرّاف جاك المرزم (مرهون 2016)
ب- ياك المرزم يا خرّاف الزم (جمال 2015، ص 448)
الخّراف هو الشخص الذي يقوم بعملية خرف رطب النخيل، اما المرزم فهو من الأنواء والذي يبدأ من نهاية يونيو وينتهي قبل منتصف أغسطس، يستمر قرابة ثلاثة عشر يوماً (جمال 2015، ص 448). ويضيف مرهون، في مقطع الفيديو الذي نشره على youtube.com، أن في هذه الفترة تنضج غالبية أنواع الرطب وتكون جاهزة للخراف وأن هذا المثل، الذي يتمثل به الفلاح، هو كناية عن كثرة أنواع الرطب. وقد ذكر آل عبدالقادر هذا المثل بلفظ «إذا جا المرزم ... ياخرّاف الزم» (آل عبدالقادر 2002، ص 32).
10. شگ الخيس
الخيس أو الخيسة، بصورة عامة، تعنى الأشجار المتداخلة التي يصعب المرور من خلالها، ومنهم من يخصه بالنخيل المتداخلة؛ فالخيسة تنتج من الفسيل الذي ينبت بصورة عشوائية (جمال 2015، ص 334) فتصبح نخيلات متداخلة السعف يصعب المرور من خلالها. واللفظة فصيحة، جاء في لسان العرب (مادة خيس) «الْخِيسُ، بِالْكَسْرِ، وَالْخِيسَةُ: الشَّجَرُ الْكَثِيرُ الْمُلْتَفُّ». أما «شق الخيس» فهذه كناية عن الهروب، سواء عن العمل أو من مكان ما، وقد اشتقت الكناية من الصورة المترسخة في العقل الجمعي لمن يهرب مسرعاً، ركضاً، من وسط النخيل المتداخلة والمتشابكة وكأنه يشق طريقاً سالكاً بينها، ويتوارى عن الأنظار.
11. أ – الطول طول نخلة والعگل عگل صخلة
ب- الطول طول انخلة والعل عگل اصخلة (السليطي 1989، ص 143)
ج - الطول طول النخلة والعقل عقل السخلة (المدني، بدون تاريخ، ص 233)
د - طوله طول نخله وعگله عگل صخلة (حبيل 2010، ص 333)،(عبدالله أبو جواد)
يُضرب المثل كناية عن أن مظهر الشخص لا يعكس حقيقته، كأن يكون شخص طويل القامة لكن عقله صغير، فيشبه بعقل السخلة، أي الشاة الصغيرة (السليطي 1989، ص 143). وهذا المثل من الأمثال المشهورة في العديد من البلدان العربية، فقد ذكره كل من آل نوري (آل نوري 1981، ص 208) والعبودي (العبودي 2010، ج2 ص 781) والحنفي (الحنفي 2011، ج1 ص 244) بلفظ «الطول طول نخلة والعقل عقل صخلة»، وذكره آل عبدالقادر بلفظ «الطول طول النَّخَل والعقل عقل الصّخَل» (آل عبد القادر 2002، ص 142)، وذكره الخليل بلفظ «الطول طول انخله والعقل عقل سخله» (الخليل 2012، ص 148)، وذكر في كتاب «العمانيون حكمهم وأمثالهم الشعبية» (1980، ص 68) «كبره كبر نخلة وعقله عقل صخله».
12. أ- طيحة من گصيرة ولا طيحة من طويلة (حبيل 2010، ص332)
ب- لا تطيح من طويلة وطيح من گصيرة (حساب abdullaalqattan_1@)
يقصد بگصيرة وطويلة في هذا المثل النخلة القصيرة والنخلة الطويلة، وقد تم تشبيه الخسائر والمشاكل بالنخلة، والطول والقصر هنا كناية عن شدة تلك الخسائر، ويقال المثل من باب التخفيف على الشخص، وكأنما يُقال له «أن الخسارة التي حلت بك، ولله الحمد، بسيطة ولم تخسر الشيء الكثير، وكأنك وقعت من نخلة قصيرة ولم تقع من نخلة طويلة». وشبيه بهذا، المثل «طيحة من الدرجة، ولا طيحة من السطح» والذي ورد في كتاب «المختار من الأمثال الشعبية في الأحساء» (آل عبدالقادر 2002، ص 140).
13. عجزان عن نخل أبوه راح ينبِّت بالكرى (عبدالله أبو جواد)، (حساب abdullaalqattan_1@)
ينبِّت النخلة أي يقوم بعملية التلقيح الصناعي للنخلة، والتنبيت هي عملية التلقيح الصناعي للنخلة أي نقل حبوب اللقاح من (النبات) أو (السف) أي الزهور المذكرة التي توجد في الفحال إلى (الطلع) أي الزهور المؤنثة التي توجد في النخلة، وقد اشتقت كلمة تنبيت من اسم (نبات) وهو الاسم العامي للأزهار المذكرة للنخلة أما الاسم العربي الفصيح للزهور المذكرة للنخلة فهو (السف)، وتسمي العامة حبوب اللقاح (الگُمح) أو (القُمح).
وهكذا، فمعنى المثل الحرفي أن هناك شخص عجز عن تنبيت نخل أبيه والاهتمام به، لكنه ذهب لينبت نخيل الآخرين بالأجرة، فكلمة بالكرى، أي أن يعمل الشخص مقابل المال. ويقال المثل للشخص الذي يعجز عن حل مشكلته لكنه يسارع لحل المشاكل المماثلة عند الآخرين.
14. عندي نخيلة في الگطيف، گصيت منها سعفة بنت لي عشة وعريش (عبدالحسين الخباز 2019)
ذكر هذا المثل عبدالحسين راشد الخباز، وذلك في مقطع فيديو عُرض على حساب على الإنستقرام، وذلك بتاريخ 10 فبراير 2019م. وقال في شرحه أن هذا المثل يضرب لتوضيح مدى أهمية النخلة وكيف يتم الاستفادة منها في العديد من شؤون الحياة.
15. گومي يا بت عمي نزرع جواني
في هذا المثل الزوج يقول لابنة عمه، كناية عن زوجته، «انهضي يازوجتي نريد أن نزرع جواني»، والجواني نوع من النخيل، ذكره حنظل في «معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة» باسم جواني أو يواني وقال عنه: «تسمية لنوع من النخيل وتمورها» (حنظل 1978، ص 146).
وهذا المثل مرتبط بقصة شعبية سمعتها مراراً منذ طفولتي، وتُختصر القصة في الجملة السابقة والتي تساق كمثل، وتفاصيل القصة أن رجلا جلب معه تمراً من نوع جواني، وقال لزوجته سوف نأكل من هذا التمر وبعدها نقوم بزراعته، فإذا أثمر سنقوم بخراف النخلة بأنفسنا. وحينها اختلفا على من سيقوم بالصعود للنخلة للخراف، ومن سيبقى في الأسفل ليجمع ما يتساقط على الأرض، وطال الخلاف وزاد غضب كل منهما، فما كان من الزوج إلا أن طلق زوجته بسبب ذلك الخلاف. يضرب المثل عند الخلاف على تقسيم عمل ما قبل أن يبدأ العمل.
16. لا زينة الدنيا إلا بهلهاولا النخلة العالية إلا بحملها
ولا المره إلا بالعواقب ولا البحر إلا بالمراكب (الناصري 1990، ص 146)
هذا المثل أصله من أهازيج النساء كما يساق كمثل أيضاً، ومعناه أن لكل شيء يوجد شيء يزينه؛ فالنخلة العالية يزينها حملها من الثمر، وكذلك المرأة يزينها أبناؤها وبناتها. ويساق المثل لتوضيح وجود تلازم شيئين مع بعضهما فيتمم أحدهما زينة الآخر.
17. ناس تنبتها وتزم اعدوگها، وناس تجي بالبراد تبوگها
ومعنى المثل أن الأكار أو الفلاح يتعب في الاعتناء بالنخلة منذ بداية الموسم، حيث يقوم بعملية التنبيت، أي التلقيح الاصطناعي للنخلة، وربط العذوق، وعندما نضج الثمر جاء من يسرق الثمر. هذا، وقد سمعت رواية أخرى لهذا المثل، وأظنها محرفة، وهي «ناس تغلگها وتزم اعدوگها، وناس على البارز تجي تبوگها»، وهنا استبدلت عملية التنبيت بعملية أخرى وهي التغليق، وهذه العملية تكون في نهاية الموسم حيث يتم إزالة العذوق الجافة المتبقية وإزالة السعف الجاف وكذلك كرب السعف المتبقية. وبذلك، فالمثل في صورته الثانية غير منطقي، حيث بدأ بآخر عملية وقرنها بربط العذوق.
ويضرب المثل للشخص الانتهازي، على سبيل المثال كالذي ينسب العمل لنفسه أو يقتبس أفكار الآخرين وينسبها لنفسه بينما هناك شخص آخر هو من قام بذلك.
18. أ- نخل بو عنقا إزيده سماد ايزيدك رماد (الضبيب وآخرون 1989، ص 345)
ب – نخل بوعنك كل ما زدته سماد زادك رماد (العريفي، بدون تاريخ، ص 157)
«بو عنقا» اسم علم، ويضرب المثل عند مقابلة الإحسان بالإساءة (الضبيب وآخرون 1989، ص 345)، فهو كالنخل الذي كلما أعطيته سمادا لينمو ويثمر، فإنه لا ينمو ولا يثمر بل يموت ويتحول إلى رماد.
19. أ- النخلة الطويلة ما اگدرها والصغيرة فيها سلة (حساب abdullaalqattan_1@)
ب- النخلة العودة لا أگدرها والصغيرة كلها سلة (حساب abdullaalqattan_1@)
المثل كناية عن الشخص الذي لا يستطيع التعامل مع مشاكله، أو الذي يتهرب من الواجب متعللاً بكثرة المعوقات، فهو مثل الشخص الذي يخلق لنفسه الحجج لكي لا يعمل في النخيل، فيزعم أنه غير قادر على تسلق النخلة الطويلة، وغير قادر على العمل في النخلة القصيرة بسبب شوكها. كما يضرب المثل في وقت الحيرة بين أمرين أو شخصين ويصعب عليه الاختيار، فمع أي أمر أو أي شخص يتعامل فهو عاجز أمام الأمرين أو الشخصين.
وقد ذُكر هذا المثل في كتاب «أمثال وأقوال من عامية الأحساء» بصيغة «الطويلة ما أقدر أرقاها والقصيرة كلها شوك» (الرمضان 2016، ص 715). وقد ورد المثل في كتاب «دراسات في التراث الشعبي لمجتمع الإمارات» بلفظ «الطويلة ما تنرقه والقصيرة فيها شوك»=(غباش 1994، ص 252).
20. النخلة أكرم من راعيها (عبدالله أبو جواد)
وهذا المثل لا يقال للبخيل، بل يقال في المزايدة في الكرم، فمعنى المثل أن كرم النخلة فاق كرم صاحبها، فالمثل يقال لمن يزايد في الكرم على الآخر أو لمن رد المعروف بأحسن منه، وهذا المثل شبيه بالمثل الشامي الذي ذكره محمد مبيض وهو «الكرم أكرم من صاحبه»، وقال في شرحه «كرم العنب حين يكثر زواره ويأكلون من عنبه وتينه فإن الله يبارك صاحبه في ثمار كرمه فيبدو وكأنه أكرم من صاحبه» (مبيض 1986، ص 234).
21. الهوى قلع نخيل (الضبيب وآخرون 1989، ص 347)
أي أن الهواء لشدته اقتلع النخيل، كناية عن قوة هبوب الرياح (الضبيب وآخرون 1989، ص 347).
القسم الثاني: الأمثال التي ذكر فيها عذق النخلة أو ما يصنع منه:
العذق هو ذلك الجزء من النخلة الذي يحمل الثمار أي أنه أعضاء التأنيث في النخلة بعد أن تنضج. ويتكون عذق النخلة من جزئين، العود أو الساق الذي يربط العذق بالنخلة ويسمى (عرجون)، وتسميه العامة العسگة أي العسقة، ولفظة عسق واردة في المعاجم اللغوية بهذا المعنى، فالعسَق هو العُرجون والجمع العُسُق بضمتين (لسان العرب مادة عسق). ويرتبط بالعرجون زوائد تحمل الثمار تسمى (شماريخ). ويسمى الجزء العلوي من الثمرة الذي يربطها بالشمراخ (القمع) وتلفظه العامة (گمع).
هذا وقد ورد لفظ «العذق» في بعض الأمثال الشعبية، وكذلك ورد في الأمثال ذكر جزء منه وهو العسق، كما ورد في الأمثال الشعبية بعض الأدوات التي تصنع من العذق وهي المنسف والچيسة والگرگور.
1) الأمثال التي ذكر فيها العذق
ذكر العذق في بضعة أمثال منها ما جاء متزامناً مع ذكر النخلة، أو متزامناً مع ذكر أنواع من الرطب، وهذه الأمثال هي:
1. ناس تنبتها وتزم اعدوگها، وناس تجي بالبراد تبوگها
سبق وأن شرحنا هذا المثل في قسم الأمثال التي ذكرت فيها النخلة
2. جت إمي جت إمي جابت أعدوگ السلمي (حسين خلف)
من الأهازيج التي تقال عند دخول الأم للبيت، والتي جرت عند البعض مجرى الأمثال، وهي تتضمن صورة من الصور التي ترسخت في العقل الجمعي، فقد كانت المرأة قديماً تساعد في عملية الصرام وجني ثمار النخلة، وهذه الأهزوجة أو المثل يصور دخول الأم وبيدها عذوق رطب من نوع السلمي، وربما تقال هذه الأهزوجة عند دخول الأم، أو أي شخص، وهو يحمل الخير معه.
2) الكنايات التي ذكر فيها العسو
العسو هو العذق بعد أن يتم نفض البسر أو الرطب منه ولا يبقى سوى العرجون مرتبطا بالشماريخ (صورة رقم 2)، وهناك من يخصص كلمة (عسو) بالمكنسة التي تصنع من العذق الجاف. ولفظة عسو وردت في معاجم اللغة ويبدو أن المقصود بها في الأساس الشماريخ اليابسة، جاء في معجم لسان العرب (مادة عسا):
«العاسي: الشِّمْراخُ من شماريخِ العِذْقِ في لغة بَلْحرِث بن كعبٍ. الجوهري: وعَسا الشيءُ يَعْسُو عُسُوَّاً وعَساءً، ممدود أَي يَبِسَ واشتد وصَلُبَ. والــعَسَا، مقصوراً: البَلَح».
ويبدو أن لفظة عسو مرت بعد ذلك بتعميمات وتخصيصات حتى ثبتت بمعنى العذق اليابس الذي ازيل الرطب من شماريخه. ويستخدم العسو، بصورة أساسية، في الكنس ويساعد في ذلك وجود عيدان الشماريخ الكثيرة والقوية ويتم تصنيع المكنسة التي تسمى (عسو) أيضاً من العذق وذلك بعد أن يتم قطع العسقة وترك جزء بسيط منها بعد ذلك يتم ترتيب الشماريخ بصورة معينة وربطها.
يذكر أن من العامة من يعمم اسم «العسگة»، أي العسقة، على المكنسة التي تصنع من العسو (العرادي، 2016، ص 210)، والأصح أن العسقة جزء من العذق، سوف نأتي على ذكرها لاحقاً. ومن الكنايات التي يذكر فيها العسو ما يلي:
1. أ- فلان عسو
ب- فلان صاير عسو
ج- فلان مستوي عسو
تستخدم لفظة عسو كناية عن الشخص النحيف، فيقال فلان عسو، أي فلان نحيف، وفلان صاير عسو أو فلان مستوي عسو أي نحف بعد أن كان سميناً. كما يقال فلان معسوي أو معصوي أي نحيف، ولا نعلم على وجه الدقة إذا كان اصل اللفظة معسوي نسبة للعسو، أو أن الأصل معصوي، بالصاد، نسبة للعصاة، حيث تستخدم الكنايات ذاتها مع العصاة فيقال: فلان عصاية، وفلان صاير عصاية، وفلان مستوي عصاية.
3) الأمثال التي ذكر فيها العسق:
العسقة، وتلفظها العامة العسگة، هي العود أو الساق الذي يربط العذق بالنخلة ويسمى (عرجون)، ولفظة عسق واردة في المعاجم اللغوية بهذا المعنى، فالعسَق هو العُرجون والجمع العُسُق بضمتين. هذا، وكما سبق أن ذكرنا، أن من العامة من يعمم اسم «العسگة»، أي العسقة، على المكنسة التي تصنع من العسو. ومن الأمثال التي ذكر فيها العسق:
1. تسوي روحك عسگ من عسگ وأنته خوص من خوص (الناصري، بدون تاريخ، ص 254)، (المدني، من غير تاريخ، 202).
لفظة عسگ كناية عن الصلابة مقارنة بالخوصة، ومعنى المثل الحرفي، أنك تدعي أنك صلب كالعسق، بينما أنت ضعيف كالخوصة. ويساق المثل على وجه السخرية والتهكم تحدياً بالمعجب بنفسه (الناصري، بدون تاريخ، ص 254). وللمثل صورة أخرى هي «تسوي روحك عقب من عقب وأنته خوص من خوص»، وسوف نأتي على شرحه لا حقاً عند الحديث عن الخوص.
4) الأمثال التي ذكر فيها المنسف:
المنسف عبارة عن إناء دائري يشبه الطبق، ويستخدم لغربلة الرز وتنقيته (صورة رقم 3)، واللفظة فصيحة بمعنى الغربال، من الفعل نسف بمعنى غربل والــنسْف هي عملية تَنْقِية الجيّد من الرَّدي (انظر معجم لسان العرب مادة نسف) والعامة تقول تنسيف، وتنسيف العيش، أي الرز، هي عملية تنقيته. ويصنع المنسف من العسق، حيث يتم قطع العذق وتجفيفه في الشمس حتى يجف تماماً ثم يتم تنقيعه في الماء حتى يلين، وبعدها يتم تقطيعه إلى شرائح طولية والتي يتم سفها، ولمزيد من التفاصيل حول صناعة المنسف ينظر (الشايب 2000، ص 128 – 129). ومن الأمثال التي ذكر فيها المنسف:
1. بسر في منسف (السليطي 1989، ص 27)
ويضرب المثل للشخص كثير الحركة الذي لا يستقر في مكانه؛ حيث أن البسر إذا وضع في المنسف لا تستقر في مكانها (السليطي 1989، ص 27).
5) الأمثال التي ذكرت فيها الچيسة:
وتسمى أيضاً سلاية (فولاذ 2019، ص 92) وهي قفص خاص بالدجاج وتصنع من الشرائح الطولية التي أخذت من عسقة العذق بعد تجفيفه وتنقيعه في الماء، حتى يلين، ولها شكل مخروطي، وتستخدم لنقل الدجاج أو لحفظ الدجاج وفراخها ليلاً حتى لا تتعرض للاعتداء من قبل القطط أو الفئران (فولاذ 2019، ص 92) (صورة رقم 4).
1. چيسة (السليطي 1989، ص 151)
يقال فلان چيسة كناية عن «الشخص الذي لا يمسك سراً، فهو ينشر ما يقال له أو يسمعه بأسرع وقت» (السليطي 1989، ص 152).
6) الأمثال التي ذكر فيها القرقور:
القرقور، والجمع قراقير، والعامة تنطقها «گرگور»، هو إحدى أدوات صيد الأسماك وهو عبارة عن قفص محكم الغلق يتميز بوجود فتحة ترتبط بتركيب خاص يعرف باسم «الفچ» وهو عبارة عن فتحة على شكل قمع مخروطي تسمح بدخول الأسماك إلى داخل القرقور ولا تسمح بخروجها منه. يذكر، أن القرقور كان يصنع قديماً من الشرائح الطولية التي تأخذ من عسقة العذق بعد تجفيفه وتنقيعه في الماء حتى يلين. هذا، وفي مناطق أخرى في الخليج العربي استخدمت شرائح جريد سعف النخيل لصناعة أجزاء القرقور.
ومع التطور، حلت الأسلاك المعدنية محل شرائح العسق أو الجريد، وبدأت تظهر حرفة جديدة مستقلة بذاتها، وهي حرفة صناعة القراقير من الأسلاك المعدنية. هذا، ولا نعلم بالتحديد تاريخ بداية هذه المهنة، ولكن من خلال تتبع ذكر القراقير المصنوعة من الأسلاك المعدنية في المراجع، يرجح انها بدأت تنتشر في مطلع خمسينيات القرن العشرين بأقل تقدير. يذكر، أنه اشتهر شكلان للقرقور، الأول، الشكل البيضاوي (صورة رقم 5)، وهو عبارة عن جزئين نصف كرويين وليس له باب، وتكون فتحة الفچ في أحد طرفيه. أما الشكل الثاني، وهو السائد حالياً، فهو شكل القبة، ويسمى الصغير منه «حيزة» ويسمى الكبير «دابوي» أو «دابوج».
ومن الأمثال التي جاء فيها ذكر القرقور ما يلي:
1. عايش في گرگور
تُستخدم لفظة گرگور كناية عن المكان الصغير والضيق، فعايش في گرگور اي أنه ساكن في مكان صغير وضيق سواء هذا المكان بيت أو شقة أو غرفة، فيقال في التشبيه «چنه گرگور»، أي أن المكان صغير وضيق مثل القرقور.
2. منيشن گرگوره بغيمة (يحيى 2017)
منيشن أي وضع نيشان أي علامة تدل على مكان وجود القرقور الذي وضعه في البحر وهذه العلامة عبارة عن غيمة أي سحابة في السماء، بالطبع السحابة لن تبقى في مكانها كعلامة وسوف يضيع القرقور. يضرب المثل لمن ضيع دليله (يحيى 2017). يذكر أن القرقور توضع له علامة تطفو فوق سطح البحر وتسمى هذه العلامة چيبال والجمع چيابيل. هذا، وقد كان الچيبال، وحتى عهد قريب، عبارة عن كرب النخيل الذي كان يستخدم كطوافات؛ حيث كانت تربط بشبك الصيد أو الگرگور ليطفو فوق الماء ويكون علامة للشبك أو الگرگور وقد استبدل الكرب حالياً بقطع بلاستيكية أو من الفلين، وسوف نتناول الچيبال بالتفصيل في الجزء الثالث من هذه الدراسة.
3. ياكلون الجيم ويطلعون من الگرگور (الناصري 1990، ص 167)
الجيم هو الطعم الذي يوضع داخل الگرگور، ومعنى المثل أن هناك أسماك ذكية جداً قادرة على أكل الطعم من الگرگور ثم تخرج منه قبل مجيء البحار ليجمع ما في الگرگور، وهذه كناية عن الأشخاص الحذرين الذين يصعب أن يقعوا في فخ أو مكيدة.
المراجع باللغة العربية
1. آل خليفة، الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومسلم، علي عطوة. زراعة النخيل في البحرين. وزارة شؤون البلديات والزراعة، مملكة البحرين، الطبعة الثالثة 2004م.
2. آل عبدالقادر، إبراهيم بن عبدالمحسن، المختار من الأمثال الشعبية في الأحساء، الدار الوطنية الجديدة، الخبر، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 2002م.
3. آل نوري، عبدالله، الأمثال الدارجة في الكويت، منشورات ذات السلاسل، الكويت، 1981م.
4. ابن منظور، لسان العرب. دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان
5. أفرفار، علي (2001). صورة المرأة في الثقافة الشعبية، ضمن كتاب: مائة عام على تحرير المرأة، الجزء الأول، سلسلة أبحاث المؤتمرات 1، المجلس الأعلى للثقافة، 2001م.
6. التكريتي، عبدالرحمن، جمهرة الأمثال البغدادية، الجزء الأول، مطبعة الأرشاد، بغداد، العراق، 1971م.
7. الحنفي، جلال، الأمثال البغدادية، الدار العربية للموسوعات، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2011م.
8. الخليل، أحمد محمود، حكمة الأجداد في تراث الإمارات، دراسة سوسيولوجية في الأمثال الشعبية، نادي تراث الإمارات، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، الطبعة الأولى 2012م.
9. الرمضان، محمد حسين الشيخ علي، أمثال وأقوال من عامية الأحساء، جواثا للنشر، بيروت، لبنان، الطبعة الرابعة، 2016م.
10. السليطي، فاطمة عيسى، مثل ومعنى، الجزء الأول، المطبعة الحكومية لوزارة الإعلام مملكة البحرين، الطبعة الأولى 1989م.
11. الشايب، عبد الله. مقالات في تراث الأحساء. الطبعة الأولى 2000م.
12. الصباغ، حوراء (2019). صاحب الحكم الشهير أبو جواد لـ«الوطن»: الأمثال طريق لإعادة إحياء تراث البحرين وتوثيقه، صحيفة الوطن البحرينية، العدد الصادر يوم الجمعة الموافق 07 يونيو 2019م.
13. الضبيب، أحمد، وسند، إبراهيم، والسبيعي، إبراهيم، والخاطر، مبارك (جمع وإعداد)، ومراجعة: عبدالرحمن مسامح وعبدالرحيم روزبه، الأمثال الشعبية البحرينية، الجزء الأول، المطبعة الحكومية لوزارة الإعلام، مملكة البحرين، الطبعة الأولى 1989م، الطبعة الثانية 1996م.
14. العبودي، محمد بن ناصر، الأمثال العامية في نجد، دار الثلوثية للنشر والتوزيع، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية، 2010م.
15. العرادي، أبو حامد (2019). بشر النخلة باكار جديد، صحيفة الأيام، العدد 11156 الجمعة 25 أكتوبر 2019 الموافق 26 صفر 1441.
16. العرادي، عيسى محمد، مفردات لهجات مدينة المحرق وقراها، مركزابن هيثم البحراني للدراسات والتراث 2016م.
17. العريفي، راشد، فنون بحرينية، المؤسسة العربية للطباعة والنشر، مملكة البحرين، بدون تاريخ.
18. المدني، صلاح، أمثال البحرين الشعبية، النظرية والتطبيق، الطبعة الثانية، بدون تاريخ
19. المزين، ماجد (1997م). مجتمع النخلة، مصنوعات النخيل وما يُستفاد من أجزائها. مجلة الواحة، العدد 6.
20. الناصري، محمد علي، موسوعة الأمثال الشعبية في دول الخليج العربي، دار المشرق العربي الكبير، بيروت – لبنان، بدون تاريخ.
21. الناصري، محمد علي: من تراث شعب البحرين، لم يذكر الناشر, المطبعة الشرقية – مملكة البحرين 1990م.
22. بل العافية، منية، المرأة في الأمثال المغربية، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى 2008م.
23. تيمور، أحمد. معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية، إعداد وتحقيق: حسين نصار، مطبعة دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة، الجزء الثاني، الطبعة الثانية 2002.
24. جاياكار، أي، إس، جي، العمانيون حكمهم وأمثالهم الشعبية، ترجمة: محمد أمين عبدالله، وزارة التراث القومي والثقافة، سلطنة عمان، الطبعة الثانية 1980.
25. جبر، محمد كمال، المثل الشعبي الفلسطيني، يتضمن تفسير المعاني ومناسبة المثل، دار الجندي للنشر والتوزيع، طبعة مزيدة ومنقحة، 2014م.
26. جمال، محمد، معجم الألفاظ والتعابير الشعبية، مطبعة المنامة، مملكة البحرين، 2015م.
27. حبيل، عبدعلي محمد، جزيرة سترة بين الماضي والحاضر، دراسة وتحليل، مطبعة المنار، مملكة البحرين، الطبعة الثانية 2010م.
28. حسين، عادل محمد علي الشيخ (2002). نخلة التمر في المصادر العربية، مجلة عالم الكتب، تصدر عن دار ثقيف للنشر والتاليف، المملكة العربية السعودية، المجلد الرابع والعشرون، العددان الأول والثاني (عدد مزدوج)، سبتمبر – أكتوبر/ نوفمبر – ديسمبر 2002م.
29. حنظل، فالح. معجم الألفاظ العامية في الإمارات. مؤسسة دار الفكر للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1978م، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة.
30. رايس، مايكل، الآثار في الخليج العربي، ترجمة صالح محمد علي وسامي الشاهد، مراجعة أحمد السقاف وناصر العبودي، من أصدارات المجمع الثقافي، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، 2002م.
31. سرحان، منصور محمد، النخلة في النتاج الفكري البحريني 1931م – 2010م، من منشورات دار القرآن، مملكة البحرين، الطبعة الأولى 2011م.
32. صبار، خديجة، المرأة بين المثيولوجيا والحداثة، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى 1999.
33. غباش، موزه عبيد. دراسات في التراث الشعبي لمجتمع الإمارات، دار القراءة للجميع للنشر والتوزيع، دبي، الإمارات العربية المتحدة 1994م.
34. فولاذ، داود يوسف أحمد، النخلة في التراث البحريني، الطبعة الأولى 2019م.
35. كريمر، صموئيل نوح، إينانا وتموزي، طقوس الجنس المقدس عند السومريين، ترجمة نهاد خياطة، منشورات دار علاء الدين للنشر والتوزيع والترجمة، دمشق، سورية، الطبعة الثانية، 2007م.
36. مبيض، محمد سعيد، الحكم والأمثال الشعبية في الديار الشامية، دار الثقافة، الدوحة، قطر، الطبعة الأولى 1986م.
37. يحيى، حسين علي (2017). الأصول المعجمية لبعض التعبيرات الأجنبية ذات الصبغة التراثية في اللهجة البحرينية، مقاربة لظاهرة الأقتراض اللغوي في العامية البحرينية – الجزء الثاني. مجلة الثقافة الشعبية، أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر، المنامة البحرين، العدد 39، 2017م.
المراجع باللغات الأجنبية
- Annus, A. The God Ninurta in the Mythology and Royal Ideology of Ancient Mesopotamia (State Archives of Assyria Studies Vol. 14), Helsinki: Neo-Assyrian Text Corpus Project, 2002.
الصحف الإليكترونية ومواقع الإنترنت
- صحيفة صبرة الإليكترونية (2017)، «بشر النخلة بأكار جديد»، نشر بتاريخ 16/12/2017 على الرابط (تمت الزيارة بتاريخ 22/10/2020): www.sobranews.com/sobra/224
الأفراد من مواقع التواصل الإجتماعي
- حسين جاسم خلف، من حساب (@bahranikoh) على الإنستقرام.
- عباس الصفار (أبو حسين) من حساب (@abu_hussain_bh) على الإنستقرام.
- عبدالحسين الخباز، مقطع فيديو نشر بتاريخ 10 فبراير 2019م على حساب الإنستقرام .
- عبدالله القطان، حساب الإنستقرام
- عبدالله جمعة (أبو جواد)، على حساب الإنستقرام ، والذي عرف سابقاَ باسم من (abu_jawad17@)، وكذلك حساب أمثال أبو جواد (abu_jawad17@) على التيك توك.
- مرهون، حسن (2016)، مقطع فيديو بعنوان: كيق تخزن الرطب، عرض على موقع youtube.com بتاريخ 1/8/2016، على الرابط (تمت الزيارة بتاريخ 1/2/2022): https://www.youtube.com/watch?v=746LUZMV9uk
الصور
- من الكاتب.
1. تصوير علي درويش، نشرت كغلاف خلفي لمجلة الثقافة الشعبية، أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر، المنامة البحرين، العدد 33، 2016م.
2. 3. 4. 5. تصوير الكاتب.