المرواس آلة الإيقاع الأساسية في فـن غناء ( الصوت )
العدد 58 - نافذة على التراث الشعبي البحريني
تعتبر آلة المرواس الإيقاعية من أشهر أدوات الإيقاع الخاصة بفن «الصوت» في الخليج العربي، والتي يصاحب عزفها المطربين المؤدين لغناء هذا الفن، وخاصة في دولة الكويت ومملكة البحرين ودولة قطر. ومن أبرز هؤلاء المطربين في دولة الكويت الشاعر الفنان عبد الله الفرج المولود عام 1836م والمتوفى عام 1901م والذي تتلمذ على يد المطربين الكويتيين يوسف وخالد البكر. وفي البحرين المطرب محمد بن فارس المولود عام 1895 والمتوفى عام 1947م والمطرب ضاحي بن وليد المتوفى عام 1941م، والمطرب محمد زويد المولود عام 1900م والمتوفى عام 1982م.
و«المرواس» آلة إيقاعية صغيرة الحجم تتكون من أسطوانة خشبية مجوفة قطرها 15 سم وطولها 15 سم، تـشد عليها من الناحيتين قطعتان جلديتان يطلق عليهما (الرقمة) ويتم شدهما على جانبي الاسطوانة الخشبية بواسطة خيوط سميكة.
أصل المرواس من جذوع خشب «الساج» الشهير بصلابته وقوة مقاومته للرطوبة وتكثر زراعته في الهند. وبعد استيراده من الهند وصل إلى الحجاز والأحساء بالمملكة العربية السعودية ومن ثم انتشر في دول الخليج العربي ومختلف أنحاء اليمن ومدن جنوب الجزيرة العربية.
ويستعمل «المرواس» في البحرين والكويت وقطر كآلة إيقاعية لفن الصوت فقط بأنواعه «العربي» و«الشامي» و«الخيالي».
ويذكر الباحثون والمؤرخون الموسيقيون أن فن «الصوت» كان يعتمد إيقاعه في السابق على نقرات ريشة العازف على وجه آلة العود حين العزف ، والتي كانت رتيبة خالية من الإبداع لتقيدها بالزمن الإيقاعي للصوت إلى أن تم جلب آلة المرواس بواسطة الفنان الكويتي عبد الله الفرج حيث أضافه إلى إيقاع «الصوت»، فأفسح مجالا للعازف لأن يبرز مهاراته في التركيز على العزف والغناء. ومن أبرز عازفي إيقاع المرواس في دولة الكويت: عبد الله المناحي، عيسى الجيماز، عبد الهادي بو طيبان، فاضل مقامس، وفي مملكة البحرين: راشد بن سند، مبارك بن سعد، سرور سالم، سالم عبد الله ويوسف زعل.
وفي جلسات السمر (السمْرات) يكون هناك عدد كبير من العازفين على المرواس يتراوح عددهم ما بين 3 إلى 6 عازفين، ويكثر استخدام الحلْيات والتداخلات الإيقاعية أو ما يطلق عليه (التكسر) أما في التسجيلات، فيفـضل الكثير من المطربين الاكتفاء بمرواس واحد فقط للحفاظ على صفاء ونقاوة التسجيل.
ولا يمكن لأي كان أن يمسك بالمرواس لمرافقة أداء فن الصوت، فيضرب على هذه الآلة بإتقان رفيع فنانون متمرسون بأصول وضوابط الأداء، يسمى واحدهم (مروّس) وجمعها (مروسيّة)، وأشهر مؤدي فن الصوت يختارون من يتولى العزف على «المراويس» ليرافقوهم في سهراتهم الفنية، وبعض (المروسيّة) مؤدون مجيدون لفن «الصوت» ومتقنون لأصول وتقاليد الضرب على المراويس في ذات الوقت.
يحتاج المرواس بعد كل وصلة غنائية وأخرى تقريباً إلى إعادة شدّ الجلد على الهيكل لضبط حدة صوت الآلة، فالضرب على هذه الآلة يتم عن طريق الإمساك بها بيد والضرب على أحد وجهيها بقوة باستخدام سبابة كف اليد الأخرى، ونتيجة الضرب المتواصل وعوامل رطوبة الجلد المحيط يرتخي الجلد ويحتاج إلى إعادة شد من جديد يقوم بها العازف نفسه كلما أحس بالحاجة إلى ذلك.
ومن الملاحظ أن «المرواس» لا يستخدم في اي فن غنائي آخر بمنطقة الخليج العربي غير فني «الصوت» و«لفجري» فهو الأداة التي تفرّد بهما هذان الفنان عبر السنوات وتجليا من خلالهما على بقية الفنون ليجعلا من «المرواس» سيّد الإيقاع في فن «الصوت» تنافسه آلة «الطبل» في فن «لفجري».
ولا يزال المرواس حتى الآن الآلة الرئيسية المصاحبة لآلة العود في فن غناء الصوت بمنطقة الخليج العربي.
المصادر والمراجع:
1. موقع «ويكيبيديا».
2. موقع مجلة الثقافة الشعبية/ مملكة البحرين، الأستاذ/ علي يعقوب.
3. كتاب ذاكرة الأغنية البحرينية، تأليف/ إبراهيم راشد الدوسري.