القماش وتجارته في البحرين

تجارة الأقمشة في مملكة البحرين تعد من أقدم المهن التي توارثتها الأجيال، ويسمى خام القماش باللغة العامية (خلق) ويوجد منها الصيفي والشتوي، وتسمى قطعة القماش الكبيرة المستوردة من المصنع (طاقة) وتباع قطع الخام بقياس الذراع.

وهنالك قماش خاص بالرجال وقماش خاص للنساء الذي يتميز بألوانه الزاهية والنقوش المتنوعة وتمارس تلك المهنة قديما من قبل النساء الجائلات اللاتي يتنقلن من مكان إلى آخر ويزرن البيوت الشعبية لبيع البضاعة وهي عبارة عن قطع قماش وأزياء جاهزة بالإضافة إلى مواد وأدوات خاصة بمستلزمات النساء حيث توضع البضاعة إمّا في قطعة قماش كبيرة تربط بإحكام، وإمّا في سلة مصنوعة من سعف النخيل وتسمى (جفير) وتوضع فوق الرأس لسهولة حمل البضاعة والتنقل بها.

ومن أشهر القماش لدى المجتمع البحريني الكوداري والحرير والقطن والبلاستر والنايلون والكتان وغيرها من المواد الخام حيث يصنع البعض محلياً عن طريق النساجين، ومن أشهر المناطق التي تتواجد فيها مصانع النسيج بني جمرة والجسرة والمحرق وغيرها من مناطق تشتهر بتلك الحرفة، والبعض الآخر يجلب من خارج البحرين من البلدان المصدرة للقماش مثل الهند واليابان والصين وبلاد فارس وغيرها من بلدان تصدر البضائع.

وعند شراء قطعة القماش تذهب النسوة إلى الخياط لتفصيل القماش بالشكل المطلوب حيث تمارس مهنة الخياطة في المنزل والمحلات المختصة بتفصيل أزياء النسوة، البعض منهن يغيرن ألوان القماش بالمنزل باستخدام مواد طبيعية ومتوفرة لدى الجميع مثل الكركم والحناء وغيرها من مواد تستخدم في صباغة خام القماش.

عند الانتهاء من تفصيل القماش يتم تسمية الأزياء بأسماء شعبية كل على نوعه وشكله حيث تكون للزي الشعبي أسماء منها: العباءة غالبا ما تكون سوداء اللون، ثوب النشل يتميز بزينته، البخنق الذي يستر نصف الجسم، النفنوف الذي يتميز بخفته ويكون مريحا جدا، الجلابية تتميز بألوانها والنقش الذي يوضع على الرداء، ثوب النقدة والذي يتميز بزخرفته بخيوط ذهبية اللون وغيرها من مسميات الملابس.

وهنالك معتقد عند البعض بأنه لا يجوز لبس الملابس التي يوجد بها ثقب أو تكون ممزقة لأنها تجلب الشؤم والفقر، ويتشاءم البعض عند لبسها بالمقلوب.

صورة الغلاف تظهر دكانا لبائع القماش مع إحدى الزبونات وهي مرتدية الزي الشعبي بالإضافة إلى وجود البعض من القماش وآلة الخياطة (الكراخانه) المستخدمة قديما في صناعة الأزياء الشعبية.