فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
67

متحـف الصَّحراء بدوز كتاب يوثِّق معالم التراث الشَّعبي في مجتمع جنوب تونس الصَّحراوي

العدد 23 - جديد النشر
متحـف الصَّحراء بدوز كتاب يوثِّق معالم التراث الشَّعبي في مجتمع جنوب تونس الصَّحراوي

عرض ومراجعة: عبد محمد بركو
سوريا

 عن وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية التابعة لوزارة الثقافة التونسية صدر حديثاً كتاب (متحف الصحراء بدوز)للباحث التراثي «محمد المنصف محلّه، ويتضمن عرضاً توثيقياً شاملاً للتراث الشَّعبي لبدو الصحراء التونسية، فضلاً عن وصف متحف الصّحراء بدوز في جنوبي تونس الذي أقيم هناك في عام 1997.
وقد زوّد الباحث كتابه بالصور والرسوم التوضيحية التي زادت من أهمية الكتاب.


وصف معالم التراث الشَّعبي في الصحراء التونسية
يستهل المؤلف كتابه بالحديث عن الجمل سفينة الصحراء قائلاً:
الجمل هو رأس مال البدوي يستغله في عمليات التبادل وينتفع بلحمه وحليبه ووبره، ويحمل الآثاث مدة الترحال بعد أن تـثبت على ظهره الحوية وفوقها القتب، كما يستعمل للركوب بعد سرجه براحلة (المهري)لقضاء الشؤون المستعجلة، ويحمل العروس في هودج.
سـمة (وسم)الجمل
يوضح المؤلف عملية وسم الجمل وأشكالها المختلفة تبعاً للقبائل قائلاً: ((غالباً ماتحمل الإبل على أجسادها علامات تدل على انتماءاتها القبلية وهي السِّمة وتخص كل جماعة بعلامة تميز ملكية إبلها وهي (العزيلة)التي هي نوع من الختم الأصلي توضع بالاتفاق على أجزاء مختلفة من جسم الحيوان، إمَّا على الفخذ الأيمن أو الأيسر أو على العنق أو تحت الأذن أو على الخد)).
السمة المعتمدة بصورة دائمة ولكافة القطيع توضع باستمرار في نفس الموضع من جسم البعير وتشكل العلامة الفارقة المميزة، فلقبائل «ورغمة» من الجنوب الشرقي التي قد تتوغل في الغرب سمات محددة، فـ «الودارنة» منهم لهم سمة أصلية تشترك فيها جميع «عزائلهم» وهي خطان عموديان، أمَّا بالنسبة للتوازين فهي حلقة ولقبائل المرازيق وغريب وغيرهما من (عزائل)منطقة الجنوب الغربي سمة أصلية توضع على إبلهم في شكل رقم واحد باللاتيني (I).
ولضبط العزيلة أي السِّمة الخاصة بجماعة معينة – وهي تعني الإبل المعدّة لإعادة الإنتاج دون غيرها – تضاف إلى السِّمة الأصلية علامات أخرى وبصورة عامة فإنَّ هذه السِّمات الإضافية تأخذ صورة أشكال يعبّر عنها بـ: (حلقة)أي الدائرة و(مطرق) أي القضيب العمودي (وسمته) ترسم أفقياً وشارة مقلوبة في شكل (V)ومذارة ذات ثلاث أصابع ومخطاف وقاطع ومقطوع.
ويتم وسم الجمل في حوالي السنة من عمره.

عراك الجِمال
على غرار ما يجري في أماكن أخرى من عراك بين الديكة أو بين الأكباش يجري في الصحراء التونسية عراك بين الجِمال، يصفه المؤلف كما يلي: ((ينظم هذا المشهد بين جملين هائجين توضع بينهما ناقة للاستثارة فيتحاكك الفحلان بجسديهما، بينما تبقى الناقة في هذه الأثناء تموج إلى الأمام وإلى الخلف غير مبالية مادة رقبتها نحو هذا الجمل أو ذاك، ثم تُسحب الناقة من المجال فيشتد انفعال الفحلين تحت وقع هتاف المتفرجين وزغاريد النسوة ثم يشتبكان في هجمات بالكتف وبضربات بالصدر، ويحاول كل جمل عض خصمه بمد عنقه فوق رقبته محاولاً طرحه أرضاً وعضه. ويزيد الفحلان اللذان يرفعان شفاههما الملآى بالزبد وتنفتح الأوداج بشدة. ويختم العراك بانسحاب المهزوم المجروح والذي قد يكون أشرف على الهلاك، أمَّا الجمل الفائز فيوشَّي بالحلي والأوشحة ويتجول به في الدوار)).
   جمل الهودج
يدخل الجمل في جميع احتفالات البادية وأشهرها الزفاف، فيهيأ لحمل العروس والطواف بها في موكب يسير إلى الخيمة الزوجية، هذا ويصنع هيكل الهودج من شجر السدر أو الرمان أو الزيتون، يشد برباط من أوتار (علبة)أو من سيور جلد البعير (قدة)ويثبت بحبال (شداد)تربطه (بالحداجة)الموضوعة على الرحل، وفي الداخل يفرش الهودج بالشراريب تحضره العروس وببعض المناديل أو الأوشحة، ويكبس بلحاف أبيض يتقاطع حوله ويغطى الكل بسجاد كبير من نوع (المرقوم)يحزم بقماش أبيض يسمَّى (ملحفة)، ويربط حزام العروس بشكيمة الجمل لقيادته من قبل رجل أسود (شوشان)تبركاً. كما يوضع عدل من الجلد (قراف)أو من نسيج الشَّعر (غرائر)على جانبي «الحدادة» المحيطة بذروة الجمل لنقل جهاز العروس، كما تعلَّق عليها قربة من جلد الغزال (ظبية)تحتوي على ما هو أساسي من أدوات ومواد التجميل، وعلى الجانب الأيمن من الخلف تعلَّق قفة العروس التي توضع فيها مختلف مواد العطر، ويعلَّق كذلك طبل صغير في المؤخرة)).

الأنبيق (مجبي)
صناعة القطران
يستحضر القطران بواسطة إنبيق يدعى (مجبي)وهي آنية من الفخار تركَّب وتنصب في الأرض، وتستعمل هذه المادة خاصة في مداواة الإبل من داء الجرب.
ويوضع القدر الفخاري (البرمة)المجهَّز بغطاء من الجبس على موقد (مناخر)في شكل فرن ويوصل بأنبوب (حلقوم)مردوم في الأرض ومتصل بدن نصفه مدفون، ترتكز فوقه جرة مثقوبة من الأسفل تسمى (كسكاس)وتشد الآنيتان إلى بعضهما بواسطة رباط.
يُستعمل الخشب المقطوع من أشجار الرتم أو الأرطي أو العلندة أو البلبال... فيرمى جافا في القدر المحمي بالنار على جوانبه فيخترق البخار الأنبوب والدن ليصعد في الجرة التي لها فتحة مغلقة بالحلفاء (القديم)التي تسمح بتقطير القطران في الدن، وهكذا يطفح القسم السائل منه على السطح وما هو يعرف بالمهل ويترسب القسم الكثيف في القاع ويسمَّى (العروس)ثم يوضع القطران في أوان صغيرة (الكوز)ويباع بمكيال مخصوص.

وصف مظاهر الفروسية
تحظى الخيل بكافة مظاهر العناية والتبجيل فترتدي أحسن الكساء وتتبوأ مقام المجد وينالها من الود ما تناله المرأة، وبالفعل فإنَّ البدوي يشبِّه المرأة المتحزمة بالفرس الملجمة، وللحصان حضور مهم بمناسبة احتفالات العرس والزردة والتجمعات الحافلة حول زاوية الولي والاستعراضات وفي ألعاب الفروسية التي يتخللها إطلاق البارود من البنادق والقرابيلات ويكون في هذه المناسبات الفارس أو البطل والخيل والسلاح ثالوثاً متكاملاً.
كما يُستخدم الحصان في مهرجانات الفروسية وهو بجانب ذلك أداة للقيام بالغزوات التي قد تحدث بين القبائل، وقد كانت قوة القبيلة تقدَّر بعدد فرسانها وأسلحتها ويفرض القانون العرفي على كل رجل ميسور الحال امتلاك حصان وسلاح.

الخيمة
تعرف الخيمة ببيت الشَّعر ويتم إعدادها بجمع أشرطة منسوجة من صوف وشعر تسمى (أفلجة)(مفرده فليج)، يتراوح طول الواحد بين 16 و 20 ذراعاً وعرضه ذراع واحد تخاط الأفلجة ببعضها البعض من حواشيها لتشكل أديم الخيمة، ويزداد حجمها بقدر عدد الأفلجة ويتراوح طول الخيمة عادة فيما بين /6 و 8/م وعمقها بين /3 و 4/م غير أن بعضها قد يبلغ /12 و 15/م طولاً و/5 أو 6/م عمقاً و /2/م ارتفاعاً.
يمكن أن نستدل من بعيد على الانتماء القبلي للخيمة بناءً على لون أديمها فالأسود هو اللون المستعمل لدى قبائل الجنوب الغربي وهو لون يرمز إلى الشجاعة والنخوة أمَّا حواشيها التي تخاط منها وهي بعرض /1/سم تقريباً فهي بيضاء، وعليه فالأديم يكون أسود تتخلله خيوط رفيعة بيضاء يشكل اختلاف تركيبها مناط الاختلاف بين قبيلة وأخرى، أمَّا في المناطق المجاورة فلون خيامها بني أو أسود ويضفي ترتيب الأفلجة إلى تركيب ألوان مميزة لكل قبيلة.
ويتكون أديم الخيمة من شرائط منسوجة وهي الأفلجة السوداء المخاطة حسب الطول والمدعومة على الجانب الداخلي بثلاثة أشرطة عمودية أقل عرضاً من الأولى ومزخرفة بمنمنمات هندسية ملونة توضع في الوسط وعلى الجانبين الأيمن والأيسر من الخيمة لدعم الأعمدة الخشبية وهذه الأشرطة المركزية التي تخترق الخيمة بالعرض والمسماة بالطريقة لها أشكال وألوان خصوصية تميز كل قبيلة، أمَّا الجانب الخلفي من الخيمة فيقع سده بأنسجة قديمة مستعملة ويسمَّى «الستار».
يتكون هيكل الخيمة من أعمدة خشبية صلبة وهي تستند في وسطها إلى ركيزتين مركزيتين متصالبتين أو متوازيتين تدق من الأسفل في الأرض ويلج أعلاهما بقمة الخيمة في ساعدة «القرطاس» وهي من الخشب الصلب المقلّم على شكل قوس مزخرف في جانبه المرئي بأشكال هندسية منحوتة أو مصورة بالحديد المحمي، وهذه الأشكال تعبِّر هي كذلك عن شعار النسب، وعلى نفس الخط من الوسط ترفع الخيمة من الخلف بوتد قصير يسمَّى (هماز)ومن وسط المدخل بوتد متوسط الحجم يُسمَّى «الشراع» يمسك به حبل الشد الرئيسي.

النسيج البدوي
يُفرد المؤلف حيزاً واسعاً لوصف النسيج البدوي من حيث أنواعه وخيوطه ومنتجاته وأدوات صنعه، ومنها المنسج الأفقي (المسده)الذي يصفه المؤلف بقوله: يرتفع قليلاً فوق سطح الأرض على أربعة أوتاد ملازمة تشكل مستطيلاً ممتداً من الوتدين الخلفيين إلى الوتدين الأماميين.
يحمل الوتدان الأماميان عصا تلف حولها خيوط (الجدَّاد)التي تمتد إلى (الثَّنايه)وهي عصا تربط بين الوتدين الخلفيين مروراً بـ النيره المثبتة في قطعة من جريد النخل تربط بين الوتدين الأوسطين (دايات).
المنساز: قطعة خشبية مستطيلة ومسطحة تنفذ بين خطوط الجدَّاد، تستعمله المرأة في نسيج المسده بعد أن تكون قد ثبتت اللحمة بين خيوط الجدَّاد باعتماد لخلاله العربي.
يختص المسدة الأفقي بمنسوجات الشَّعر أو الشَّعر الممزوج بالصوف أو الوبرة: غرارة مخلاة، فليج، طريقه)).

اللباس البدوي
يمثل الرداء المسمَّى (حولي)ملبوس كافة بدو الجنوب الغربي، وهو منسوج من الصوف ولونه يعبِّر عن الاختلاف بين الجنسين: فالأبيض مخصص للرجال والأسود للمرأة.
وحولي الرجل يتكون من قطعة كبيرة من الصوف الطبيعي مرصوص النسج بطول /10/ أذرع وعرض /3/ أذرع أي /5/م على /1.5/م، فهو يكسو الجسم ويغطي الرأس وفقَ طريقة مخصوصة في ارتدائه ويلبسه الرجل فوق ثوب طويل من القطن، وقد لا يُلبس تحته شيء وهو اشتمال الصمَّاء واللون الأبيض يميِّز رجال الجنوب الغربي عن «ورغمة» من الجنوب الشرقي الذين يرتدون « الوزرة» التي لها نفس مواصفات (الحولي)إلا لونها الأسمر (أشخم).
ويقال للباس المرأة « حولي» كذلك وهو ما ترتديه في حياتها اليومية ولونه أسود إلاَّ أنَّه اختفى اليوم، وتضع على رأسها رداء أسود يسمَّى (عصابة)ومن فوقهما (البخنوق)الأسود المزين برسوم بيضاء وقد عوض حولي المرأة بقطعة قماش سوداء تسمَّى « الملحفة». وفي الستينات من القرن الماضي استبدلت النساء هذا الرداء الأسود بآخر مزركش ذي ألوان مختلفة يطغى عليها الأحمر و«الملحفة» هي لباس غير مخاط طوله ما بين /4 و 5/م وعرضه متر واحد، يشد في مستوى الصدر (بخلالين)من الفضة ويُنطق في مستوى الخصر بحزام من خيوط الصوف البيضاء.

البخنوق
بخنوق بنت المحاميد عيشه
     ريشــه     بريشــه
 عامين مايكملوش النِّقيشه
تغنىَّ الشَّاعر بهذه القطعة الأنيقة من الكساء لمهارة المرأة البدوية في صنع النسيج الرفيع الموشح بزخرفته التي تمثِّل دليلاً يُعرِّف بالانتماء إلى وحدة اجتماعية معينة (قرية، فريق قبلي)، وهذا « البخنوق « الأسود الذي ترتديه المرأة المتزوجة مصنوع من الصوف الأبيض بينما تكون زخرفته من القطن، وعند صبغه بالأسود يحتفظ القطن بلونه الأصلي فتبرز الزخرفة البيضاء المتمثلة في خطوط وأشكال هندسية. وإن كان البخنوق أسود في الجنوب الغربي فهو يتميز في جهات أخرى بلونه الأزرق أو الأحمر.
ولكل مجتمع محلي زخرفة خاصة يحلي بها النسيج المتقن «البخانيق» مجموع نسائه، وقلَّ أن يخلو «البخنوق» الأسود من الزينة التي تكون على قلتها في شكل خطوط بيضاء على الأطراف باتجاه العرض، أمَّا الزخرفة فهي مرتبة داخل شريط مركزي وعلى حافة القطعة التي تتميز بأشكال رسومها وخاصة بأحكام ترتيبها.
الوشم
يحدِّد المؤلف وظائف الوشم في المجتمع البدوي التونسي، ومنها الوقاية من الحسد والوظيفة العلاجية والزينة، يقول المؤلف:((للوشم طابع علاجي يُتخذ بدلاً عن الطبابة للتداوي من مرض ما وما يثيره من آلام، فالوشم في الصدغ صالح لمعالجة مرض العينين، ولوشم المفاصل كالمعصم والركبة فوائده الصحية، أما في ربلة الساق فهو مفيد للمرأة إثر وضعها وإسالة الدم بالحز أو الوخز وهي طريقة للتخلص رمزياً من الشراي أي شكل من التضحية. ويوجد قول مأثور مفاده: (إذا سال الدم ذهب الهم)، كما أنَّ العبارة «وشم لي هنا سعيفة» هو نداء لوضع سمة في موضع الألم.
كما يستخدم الوشم بصورة عامة كحلية جسدية ذات طابع جمالي واجتماعي، فهو تجميل تتباهى به المرأة خاصة، إذ أن استعماله عند الرجال محدود والوشم هو تلك الزينة التي كثيراً ما تغنىَّ بها الشُّعراء إذ يكمل طقم المجوهرات بل ينافسه، فلذلك يتغنىَّ بالحبيبة ذات الوشم في صورة جريدة أو مركب، كما يتغنىَّ بالجواهر وما قام مقامها مثل وشم القلادة والسوار وكذلك وشم ربلة الساق في مقام الخلخال.
وفي سن البلوغ أو بمناسبة الخطوبة وفي كل الحالات قبل الزواج يتم وسم البنت بالوشم فيكون ذلك موافقاً لأحد طقوس الانتقال في دورة حياتها، أما وشم الرجال فيكون هو أيضاً إبان فورة الشباب لأنَّ الوشم بصفة عامة مقترن بالهوى.
وشم الوجه:شعار نسب
إنَّ لوشم وجه المرأة وظيفة تعريفية إذ يدل على الانتماء القبلي، لذا فهو إجباري وقار، يوجد في نفس الموضع بالنسبة لكل نساء العشيرة، ويحدد نوع وشم الوجه العرف الضابط للرمز المميز لكل جماعة إلاَّ أنَّ الوشم العام لوجه النساء داخل المجموعة الواحدة لا يكون مطابقاً تماماً إذ يضاف إلى الرمز المميز عناصر زخرفية حسب ذوق الحريفة أو الممتهنة.

حلية البدوية
تتزين المرأة البدوية بحليتها في الاحتفالات العامة والأعراس بصورة أخص، والأصل في الحلية الفضة، ولكن قد تدخل معها بعض العناصر الأخرى مثل المرجان والزجاج والعنبر وعود القرنفل وسيور الجلد وخيوط الصوف ويقع اقتناء بعض الحلي من الأسواق المجاورة أو لدى الباعة المتجولين«اليهود» كما تقوم النساء بصنع حليهن بخلط وتركيب بعض العناصر عند تجهيز العروس.
والنساء البدويات يتحلين عامة بالفضة ما عدا بعضهن من أولاد يعقوب (رعش المقارحة)اللاتي يتزينَّ بالذهب، أمَّا الحلي المنتشرة بين القبائل فأبرزها الآتية:
تلبس «الشناقل» في الصدغين فتثبت بمخطاف على شعر الرأس من جانبي الوجه، وتصنع من الفضة المرحية المزخرفة برسوم (سمكة، حمامتان، خروفان)وتتدلى منها سلاسل صغيرة.
تلبس «أخراس» الأذنين وهي على نوعين في الأغلب معاً «الخرس» الأكثر استعمالاً وهو في شكل حلقة مفتوحة «البدله» وهي حلقة أكثر دقة مملوءة جزئياً ويعلقان بشحم الأذن (روم)أو يتدليان بخيط من الجلد يمر فوق الرأس.
يصلح “الخلال” لشد رداء المرأة ويكون زوجين يوضعان على جانبي الصدر ويوصل الخلالان في الأغلب بسلسلة أو ثلاث سلاسل صغيرة مفلطحة ومزينة برسوم متدلية “ يد، سمكة، نجمة”.
السوار أو “الحديدة”: حلقة من الفضة ذات فتحة تلبس بالمعصم وهو ملس ومنحوت ويلاحظ أنَّ الخلاخيل التي هي لباس كعبتي الساقين قليلة الاستعمال بمنطقة الجنوب الغربي رغم انتشارها في الأرياف التونسية الأخرى))(42).
وهكذا نقلنا الباحث” محمد المنصف محلَّه” إلى متحف البدو في الصحراء التونسية، حيث وثَّق بالكلمة والصورة والرسم كافة معالم حياة البدو ووسائل معيشتهم وأدوات زينة نسائهم.
 ويسد الكتاب فراغاً في المكتبة التراثية العربية التي تفتقر إلى كتب التراث الشَّعبي التونسي.

أعداد المجلة