تشكلُ فضاءً لإقامة المهرجانات الوطنية وتصوير البرامج التلفزيونية «القرية التراثية» صورة البحرين القديمة بكل واقعيتها
العدد 57 - أصداء
تزامناً مع احتفاء مملكة البحرين بأعيادها الوطنية، دشن وزير الإعلام البحريني، علي الرميحي، مشروع «القرية التراثية»، في منطقة (رأس حيان)، بالمحافظة الجنوبية، حيثُ احتضنت القرية «مهرجان وزارة شؤون الإعلام للاحتفاء بالأعياد الوطنية المجيدة»، مشكلاً هذا المهرجان، انطلاقة لهذه القرية، التي تمثل انتقالةً إلى بحرين الماضي، بإرثها الثقافي، وتراثها الثري، وبكافة المحمولات التي احتفظ بها شعب البحرين.
واستمر هذا المهرجان، على مدى تسعة أيام (11 – 20 ديسمبر 2021)، متيحاً للمواطنين والمقيمين فرصة الاطلاع على هذه القرية بكل ما تحتويه، من إعادة تمثيل البحرين القديمة، بمبانيها، وأسواقها، وبيوتها، وعمارتها، إلى جانب استعادة الألعاب الشعبية، والأزياء المحلية، والعروض الشعبية الموسيقية، والأطعمة، والممارسات اليومية، والعادات والتقاليد، وغيرها من الأمور التي تشكل في مجملها، تراثاً وطنياً متأصلاً.
وتمثل هذه القرية التراثية، نموذجاً مصغراً للبحرين، بكل معالمها، وعمارتها، وتأريخها، وعراقتها، وتجليات ممارسات أُناسها، التي حفرت في ذاكرت الأجيال، إذ يشكل التجوال في هذه القرية، ارتحالةً في الزمان، تعودُ بالجمهور إلى ماضيهم الأصيل، وإلى ما عاشهُ الآباء والأجداد من حياةٍ بسيطة، ملأى بالمكنوزات التراثية التي أبدعها العقل الجمعي، والتي تشكلت مستجيبةً للظروف آنذاك، وما جادت به الأرض من موارد وعطايا، إلى جانب ما أبدعتهُ الثقافة الشعبية، من تكيفات، وأساليب عيش، وثقافة مادية، تشكلُ في مجملها ميراثاً وطنياً وشعبياً تحرصُ الأمم على حفظه، وتخليده، وهو ما تهدف إليه «القرية التراثية» التي إريد من وراء إنشائها، إحياء هذا الإرث الثقافي والمعماري، والحفاظ عليه، والتذكير به، إلى جانب الترويج لهُ بوصفه الإرث الثقافي الذي تفخرُ به البحرين وشعبها.
وفي هذا الصدد، أشار وزير الإعلام إلى أن هذه الاحتفالية التي نظمتها وزارة شؤون الإعلام، هي «مشاركة واحتفاء بمنجز وطني نعمل على إبرازه في أعيادنا الوطنية المجيدة، إذ تمثل هذه القرية، بما تحتويه من مرافق، جانباً مهما من قصة مملكة البحرين ومسيرة تطورها المتصلة بالإنسان والعمران على هذه الأرض الطيبة».
وأكد وزير الإعلام، بأن هذه القرية «منجز وطني يوثق مسيرة تنموية متصلة بالإنسان والعمران»، مبيناً بأن هذه القرية «هي أحد مشاريع وزارة شؤون الإعلام، لتعزيز الهوية الوطنية البحرينية، وكان من المقرر افتتاحها قبل عامين، بيد أن ظروف الوباء حالت دون ذلك».
هذا، وإلى جانب افتتاح القرية للجمهور، في بعض المناسبات، وجعلها مكاناً لإقامة المهرجانات الوطنية، فإن القرية بما فيها تشكلُ فضاءً لإنتاج الأعمال التلفزيونية والدرامية، وقد سبق للقرية، قبل تدشينها الرسمي، أن استضافت برنامجاً تلفزيونياً بعنوان «السارية»، والذي يمثل برنامجاً رمضانياً بتيمةٍ شعبية تراثية. كما أن القرية ستكون متاحةً للمنتجين والمخرجين، لتصوير أعمالهم الدرامية، وبرامجهم الوثائقية.
كما تتيح القرية إمكانية الاستفادة من مرافقها في المهرجانات التي ستستضيفها، عبر تمكين الأسر المنتجة من عرض منتجاتها، وتمكين الشباب والمهتمين بالتراث، من أفرادٍ وجهات، للاستفادة من الإمكانات التي تقدمها القرية، لعرض كل ما يتصل بالثقافة الشعبية البحرينية.
بالإضافة لذلك، استضافت القرية عدداً من المسلسلات التراثية الخليجية، التي صورت في أروقتها، إذ استقطبت، منذُ الإنتهاء من إنشائها، العديد من المنتجين والمخرجين من الخليج العربي، نظراً لكونها تشكل استيديو تصوير واقعي. كما أن القرية تمثلُ مشروعاً رائداً في المنطقة، تكمن أهميته بأبعاده التاريخية والثقافية والفنية والاجتماعية، إلى جانب البعد الاقتصادي، الذي يجعلُ منها صرحاً بحرينياً بارزاً، يحفظ للبحرين تاريخها، ومعلماً ذا أهميةٍ لحفظ تراثها.
ومنذُ الإعلان عن إقامة مهرجان وطني في القرية التراثية، توافدت أفواج المواطنين والمقيمين لزيارتها، والاستمتاع برؤية البحرين القديمة كما تم إعادة تجسيدها، وعيش تجربة التنقل بين أمكنتها، وتذوق المأكولات الشعبية، والتمتع بالعروض الموسيقية التراثية، والاطلاع على جانب من تاريخ البحرين، الذي عرض عبر متاحف مؤقتة، احتوتها المباني، كمبنى وزارة الداخلية، الذي استعرض أساليب ممارسة المرور قديماً، إلى جانب مبنى المستشفى، وكيف يتم التطبيب فيه، ومبنى البريد، والأسواق القديمة.