فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
67

مهنة صناعة «القرقور» وتطورها - الغلاف الأمامي

العدد 55 - لوحة الغلاف
مهنة صناعة «القرقور» وتطورها - الغلاف الأمامي
كاتب من البحرين

القرقور، والجمع قراقير، والعامة تنطقها «گرگور»، هو إحدى أدوات صيد الأسماك وهو عبارة عن قفص محكم الغلق يتميز بوجود فتحة ترتبط بتركيب خاص يعرف باسم «الفچ» وهو عبارة عن فتحة على شكل قمع مخروطي تسمح بدخول الأسماك إلى داخل القرقور ولا تسمح بخروجها منه؛ حيث أن القمع المخروطي ينتهي بفتحة ضيقة تتسع لدخول الأسماك ثم تعود لتضيق بعد مرور الأسماك من خلالها. هذا، وتعتبر القراقير من ضمن الأدوات القديمة التي أستخدمت كفخاخ لصيد الأسماك وقد تغير شكلها والمواد التي تصنع منها، عبر الزمن، لتصل إلى ما هي عليه الآن.

يذكر، أن القرقور كان يصنع قديماً من شرائح «العسق»، أي سيقان عذوق النخيل؛ حيث تجفف هذه السيقان في الشمس، وبعد ذلك يتم تليينها بوضعها في الماء، ثم يتم بعد ذلك تقطيعها طولياً إلى شرائح، ومن هذه الشرائح يتم سف أجزاء القرقور. هذا، وفي مناطق أخرى في الخليج العربي استخدمت شرائح جريد سعف النخيل لصناعة أجزاء القرقور. وقد كان الشخص المسؤول عن صناعة القراقير هو نفسه الشخص الذي يمتهن حرفة صناعة الأدوات من أجزاء النخلة كصانع الأقفاص أو صانع السلال.

ومع التطور، حلت الأسلاك المعدنية محل شرائح العسق أو الجريد، وبدأت تظهر حرفة جديدة مستقلة بذاتها، وهي حرفة صناعة القراقيرمن الأسلاك المعدنية. هذا، ولا نعلم بالتحديد تاريخ بداية هذه المهنة، ولكن من خلال تتبع ذكر القراقير المصنوعة من الأسلاك المعدنية في المراجع، يرجح أنها بدأت تنتشر في مطلع خمسينيات القرن العشرين بأقل تقدير.

يذكر، أنه اشتهر شكلان للقرقور، الأول، الشكل البيضاوي، والذي كان يصنع من شرائح العسق، وهو عبارة عن جزئين نصف كرويين وليس له باب، وتكون فتحة الفچ في أحد طرفيه. أما الشكل الثاني، وهو السائد حالياً، فهو شكل القبة، ويسمى الصغير منه «حيزة» ويسمى الكبير «دابوي» أو «دابوج». وهو يتكون من أربعة أجزاء هي: الفچ، والقاعدة وهي دائرية الشكل، والقبة أو جسد القرقور، والباب الذي يستخدم لإخراج الأسماك ولإدخال الطعم إلى القرقور. ويتم تصنيع كل جزء على حدة وتركب بعد ذلك مع بعض. ويضاف لقاعدة القرقور دعامات توضع متعامدة أسفل القاعدة، والتي قد تكون عبارة عن خطرات، أي سيقان البامبو، أو أنابيب معدنية وهي الأكثر شيوعاً حالياً.

وهكذا نرى أن صناعة القرقور تمثل أحد الأمثلة الواضحة لطرق تطور الحرف والأدوات، فقد تطورت لتصبح مهنة مستقلة لها أدواتها وثقافتها الخاصة بها والتي تميزها.

أعداد المجلة