فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
67

النخلة في الجنوب التونسي

العدد 9 - أدب شعبي
النخلة في الجنوب التونسي
كاتب من تونس

هل النخلة هي التي أطلعت الحياة في الجريد؟ أم الجريد هو الذي جلب النخلة إليه؟ سؤال قد لا نجد جوابا عليه رغم أنه مرتبط بأذهاننا عندما نفكر في النخلة.  وقد تحدث المؤرخون كثيرا عمن جلب النخلة  إلى الجريد وعن اسم «الدقلة» المحرف عن دجلة ولكن ذلك كله يدخل في باب التخمين والضرب بالظن لعدم وجود الدلائل القاطعة لذلك وغياب الوثيقة التاريخية التي تثبت ما كثر فيه الحديث.

والحقيقة أن النخلة بنت الصحراء فكلما توفر الماء في الأماكن الصحراوية أطلت النخلة.  وهي تثمر عندما تضرب عروقها في الماء ويحترق رأسها بالشمس الملتهبة .  أما في غير ذلك من الأماكن الباردة لا تؤتي أكلها أبدا .  يقول المؤرخ اليوناني الشهير «سترابو»، وهو مؤرخ عاش في القرن 64ق.م –واشتهر بكتابه الموسوم بـ«الجغرافيا» «النخلة تزود البابليين(1) بكل احتياجاتهم ماعدا الحبوب» وقد عدد سترابو 360 منفعة من منافع النخلة بمقدار أيام السنة تقريبا إلى غير ذلك من الفوائد الجمة والخيرات الكثيرة التي تجنى من النخلة .

وقد حفلت بذكر النخلة القصص والأساطير القديمة باعتبارها الشجرة المقدسة المباركة ورمز الخير والخصب.  كما اتخذ سعفها رمزا للقدسية يرفع في مناسبات الترحيب والاستقبال وفي أقواس النصر منذ العصور القديمة.  ونذكر بهذه المناسبة الحادثة التاريخية الدينية حيث استقبل السيد المسيح برفع سعف النخيل.  وهذا العيد الذي مازال يحتفل به المسيحيون باسم «احد السعف» أو عيد الشعانين(2).

وكثر ورود النخلة في الآداب العربية : في الجاهلية والإسلام.  ونذكر هنا ماجاء في الحديث النبوي «نعمت العمة لكم النخلة، تغرس في أرض خوارة، وتشرب من عين حرارة».

وذكرت في القرآن الكريم وإنها هي المقصودة بالشجرة المباركة وخصت من دون الأشجار المثمرة بأمر الله لمريم ابنة عمران بأن تهز بجذعها لتحصل على الرطب الجني من التمر اللذيذ الشهي.

قال الله تعالى «وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا»

هذا ولا يعلم بوجه التأكيد موطن النخل الأصلي، ومن الاحتمالات التي افترضها علماء النبات أن يكون ذلك الموطن في الأجزاء الجنوبية الشرقية من الجزيرة العربية. ومما جاء في حديثهم  عن ذلك أن أشجار النخيل كانت تنبت وتنمو على هيئة طبيعية، وهناك احتمال بوجود النخيل في أقصى الأجزاء الشمالية من العراق في العصر الحجري القديم بدلالة ما وجد من بقايا متحجرة من غبار الطلع الخاص بالعائلة النخلية في الكهف المسمى «شايندر» الواقع في أعالي الزاب الأعلى ويرجع عهدها إلى أواسط العصر الجيولوجي المعروف باسم «بلاياستوسين» من إحدى الفترات الجليدية الأخيرة قبل نحو«70.000» سنة  يوم كان المناخ تسوده الحرارة والرطوبة.

ومن الوثائق التاريخية التي يجب ذكرها في هذا العدد شريعة حمورابي(7) الشهيرة في حدود 1750 ق.م ومنها يستطيع الباحث أن يستنتج أهمية النخيل في حياة الناس.  من المواد القانونية التي خصصتها تلك الشريعة للمعاملات المتعلقة بالنخيل كالمغارسة(8) والإجارة (9) والعقوبات الخاصة بالأشجار.

والنخلة من الأشجار بطيئة النمو التي لا تعطي ثمرها إلا بعد مدة بين أربع وست سنوات إن كانت مزروعة بالفسائل(10) ، وبين ثمان وخمسة عشر سنة إن كانت مستنبتة من النواة(11).  وقد عرفت منذ القدم فوائد النخلة المختلفة فاستعملوا ثمرها واستخرجوا منه أنواعا عدة من الخمور ثم العلف – وكذلك السعف لصنع السلال والزنابيل والسجاجيد والمراوح والمظلات والجريد لعمل الأقفاص والأسرة والكراسي والمهود ومختلف الألعاب مثل السيق والمشاية والقوس للعبة تشبه لعبة «القولف». واستعملوا ألياف  النخلة لصنع الحبال ولتصفية الماء في الجرار ولحك أواني الطبخ أما خشبها فهو يستعمل لسقوف البيوت ولصنع الأبواب  ولصنع الجسور ولتسقيف القبور ولصنع الأسرة والكراسي وما بقى منه فهو للوقود.  وشوك النخلة يستعمل لأغراض شتى منها النسيج ولعذقها فوائد كثيرة تستدعيها الحياة اليومية منها استعماله كوقود.

وفي زراعتها كانوا يتركون مسافة بين كل نخلة ونخلة حتى تجد الهواء والغداء.  والنخل مكون من جنسين منفصلين: ذكر وأنثى.  وهو يلقح في مطلع كل ربيع، وان لم يلقح جاء «هيشا» أي تمرا لم يصل إلى وظيفته والذي يذكر يسمى «طلعا» والذي يذكر به يسمى «ذكارا» الذي يتناثر منه دقيق يكون هو العامل في التلقيح ومراحله «بزر» قبل أن يلقح وبعدما يخضر ، ثم بلح، ثم «بسر» ثم «شباب»، ثم «مزقون»، ثم «تمر».  وهو يختلف في درجات الجودة فمنه « دقلة نور» وهي أعلى نوع من التمر ثم العليق وهو الفطيمي ثم أخت الفطيمي ثم تأتي بعد ذلك مئات الأنواع منها: الحرة، بوفقوس، لارثستي، الباجو، والخلط، العماري، القصبي، الأقو، الغرس، بيض حمام، الكنتا، الحمراي، الطانطابشت، خلط حميد، دقلة مباركة، توزاريت الكحلة، توزارابيت الصفرا، بسر حلو، حلاي الزرسين، الشداخ، اللمسي، بزول خادم، الخضراي، القندي.

وقد عد القدماء على كل حرف من حروف المعجم نوعين أو ثلاثة.  وأكثر أسماء التمور في الجريد يرجع إلى أصل بربري.

والنخلة من الأشجار المعمرة وتختلف غلة النخلة باختلاف نوعها، ومن بين طرق العناية التي كانت تبذل للنخيل تقليب الأرض.  وقد وردت بعض الواجبات التي يلزم مستأجر بستان النخل القيام بها كجزء من الاهتمام بالنخل منها تقليب الأرض المزروعة ومراقبة ظهور الطلع والقيام بالتلقيح وإضافة الأسمدة. والقائم على أعمال النخيل يسمى»خماس» لأن نصيبه في المشاركة الخمس، ويسمى أيضا «شريك» ومعاونه يسمى «قيال» لأنه يقيل ببستان النخيل ويقوم بأعمال «الغابة». وأسعار التمور تختلف باختلاف النوع.  فالتمور النفيسة غالية بالنسبة للأنواع الأخرى .

وكانت أسعاره في الموسم اقل عادة وتأخذ في الارتفاع والانخفاض بحسب كساد السوق أو نشاطها وتوفر الطلب.

أما ري النخيل فهو من عيون تجمعها المنابع التي تسمى « دراس العين» ثم تتوزع بعد ذلك في أنهار صغيرة وجداول على الأجنة والغابات وهي مقسمة بطريقة محكمة.  قيل إن الذي قام بها هو المؤرخ «ابن شباط» بحيث ينوب كل واحد من أهل الأجنة مايكفيه من الماء بحسب مساحة غابته بطرق ضبطها وبقيت مستعملة إلى عهد قريب وهو استعمال الساعة المائية المسماة «بالقادوس» والتي يتسرب منها الماء قطرة قطرة في إناء تحته وهم يتابعونه بشق السعف حتى يفرغ وكل غابة لها عدد من القواديس فإذا انتهى نفخ احدهم في ببوشة وهي صدفة بحرية كبيرة لها صوت صاد عندما يسمع يحجز الماء عن الغابة التي تتمتع بالسقي في حينه.

ومن النخيل يستخرج «اللاقمي» وهو مائية النخيل وذلك إنهم يختارون بعض الأنواع من النخل مثل «البسر الحلو» و«الفطيمي» ويقتلون النخلة بقطع النخلة، قطع جريدها حتى يعلو إلى قلبها ويظهر «الجمار» وهو روح النخلة فيحجمونها ويحفرون حوله ساقية صغيرة ويغرسون فيها قصبة ويعلقون تحت القصبة قلة ويتمادون في الحجم يوما بعد يوم حتى ينز منه «اللاقمي» وهو ماء حلوله طعم لذيذ خصوصا عندما يبرد في الليل وفي الصباح. وأهل الجريد يتهافتون على شربه وهناك بائع يطوف به الأزقة والأسواق في قلة بيده وينادى «أهو العسل» «اهو اللاقمي» مله عسله «ولد النخلة ماذا يحلى»، والبائع يسمى «لقام» وهو عند سقيه «يدمع» أي يوفي في الكيل.

ومن أمثالهم: «ماسط كي لاقمي القايلة» وماسط غير هذب ويقولون عن الإنسان المائع «خبز ولاقمي» أي نهاية في الميوعة كانحلال الخبز في «اللاقمي وهو يخمر ويكون مسكرا شديد القوة أحسنه «المعلق».

في(13) ظئر النخل معلقة

وهناك يخمر أجوده

و»المعلق» هو الذي يعلق إناؤه في «اللاقمية» أي نخلة اللاقمي بعدما تضاف إليه المادة المخمرة وهي المسماة «بالخروف» وكان احد المغرمين يشربه يقول لأصحابه : لا تسموه «لاقمي» بل سموه «لاقى بي» ولاقى بي أي ناسبني وبالطبع ناسبه هو وعدل مزاجه إن لم يكن ذهب به كل مذهب.

ومن أغاني إحدى الأمهات المهمومات بأبنائهن توصي ابنها «علي»

ياعلي ياعلي

 ماتشربشي اللاقمي

تسكر وتميح ياعلي 

ويديك الريح ياعلي

وتغيب علمك يا علي

وهي اللي تلمك ياعلي

ومجالس اللاقمي معروفة في الجريد ولها عشاقها ومدمنوها.

ومن النخلة يستخرج «الجمار» وهو قلب النخلة الذي يزودها بالاستمرار على الحياة والإثمار منه يخرج السعف والكرب «الكرناف» والليف، وهو ذو طعم لذيذ في الأكل كما أن له استعمالا نادرا في العراق كشراب لذيذ وذلك بتقطيعه وسخنه واستخراج مائه وخلطه مع السكر. وبالجمار تشبه الأسنان والأعكان والأطراف وكل ماهو شديد البياض في الإنسان.

يقول الشاعر أحمد البرغوثي في وصف حبيبته

جبة وعكان وتراق

جمار طرشاق

وذراعها سيف بحاق 

في يوم كابر نفاقه

ومن ألفاظ التهديد في الجريد قولهم: «نجمرك» أي أقطعك كما يقطع الجمار من النخلة ويصفون بالجمار الأعناق «الرقاب» كقولهم:

الرقبة جمار يازعره

أما الراعف منقار الطير

والجمار يؤكل كفاكهة ويستعمل كدواء لضغط الدم «الضغط المرتفع» والنخلة تكون فسيلة وبعدها غرسة وبعدها «جبارة» وبعدها نخلة وبعد طويلة وهي كما سبق تعمر ونعرف عمرها بعدنا لكل صف من الكرب «الكرناف» الذي يظهر بها كل عام ويكون حولها دوائر متوازية تزيد في طولها حتى تصل 30 مترا.

ومن لغة النخلة «يرقى» أي يتسلقها بيديه ورجليه و»يجمر» إذا كان يقطعها ليصل إلى جمارها «ويحجم» إذا كان يستنزل اللاقمي.

«ويرقب» إذا مد العذق «العرجون» لصاحبه عند قطعه وصاحبه تحته و«يقطع» عند جمع التمور من النخيل ويفارز إذا سوى العراجين وهي بلح «ويذكر» إذا وضع حبوب اللقاح في فحل النخل وتبدأ عملية تلقيح النخيل في شهر أفريل وهناك عمال متخصصون في صعود النخلة ولقاحها.

وهناك «الدلو» وهو الغلاف البني الذي يحفظ الطلع بداخله وشكله طولي يشبه «الزورق» وعندما ينزل الشراب إلى النخلة ينشق إلى نصفين طويلين ليستخرج الطلع من داخله ويؤبر.

والدلو يمكن استعماله كآنية لشرب الماء وهو ذو رائحة ذكية يلذ معها الشرب ويستعذب طعمه وماؤه مفيد لعلاج ضعف القلب.

وهناك «القنط» وهو الذراع المنحني من العذق ويستعمل بعد تقويسه ونسجه بالسعف «فخا» لصيد العصافير كما يستعملونه زنادا لإشعال النار ومن أعذاقه بعد جردها من التمر يستعمل «مكنسة «في البيوت الترابية ويستعمل ايضا للعب الأطفال «كركارة» وإذا يبس يضرب به المثل في اليبس، فيقولون عن الإنسان الجاف: «يابس كي القنط».

النخلة في التراث الشعبي:

هناك مجموعة من الأمثال الشعبية والأقوال والأهازيج اعتاد الناس ترديدها مستعملين النخلة أو أجزاءها للدلالة عما يقصدون.  وقد سارت بينهم وتداولوها حتى أصبحت سائرة في موطن النخلة وماجاورها من ذلك قولهم فيما يضرب للثروة الناجمة عن كثرة النخيل:

 عنده المال والنخل حمال

والحمال : محمل من العصي المصنوعة من أعواد النخيل لحمله على الحمير قصد وقره بالتمر والغلال. ومن أمثالهم ايضا:

 مولى النخلة مايجوعش

وذلك لان النخلة دائما تحمل في غدقها شيئا يؤكل من بلح أو بسر أو تمر مما يدل على أن النخلة مصدر من مصادر الرزق.  ومن أمثالهم في ذلك:

 نخلة بلادي تفيدني وتفيد أولادي

ومن أمثالهم في ذلك ايضا:

 عصفور يتقي بنخلة

مثل الشخص الذي يحاول أن يقوم بعمل أكبر من طاقته ومنه

 التمر خبز الفقارى

أي أن عددا كبيرا من الطبقات الفقيرة تعيش على التمر

 ولد النخلة يحلى

كناية على حلاوة التمر وجودته، وهو من نداءات الباعة.

 اليد الطويلة تلحق العرجون

يضرب للشخص الذي يعتمد على طوله في قضاء حاجته.

 كي نخلة الزقاق ، تلوح لبرا

يضرب للشخص الذي ينال بخيره البعيد دون القريب وذلك أن النخلة المطلة على الشارع «الزقاق» ترمي بثمارها إليه فينالها المارة.

 نخلتك مازوزي:

أي غير ناضجة الثمار ويضرب هذا المثل للشخص الذي لافائدة منه.

 لاله يا لاله:  يافزانية طاله.  يافطيمي بوفقوس

تربيجة أم لابنتها، وفزانية النخلة المنسوبة إلى فزان واحة بليبيا وفطيمي وبوفقوس من أسماء التمور.

 صباحك دقلة وحليب

تحية صباحية كثيرا مايرددها الناس في الصباح.

 كلا التمرة، ولوح العلفة

يضرب للإنسان الذي يستفيد من الشيء ويتنكر لجميل من فعله.

 يابس كي الحشفة

يضرب للإنسان الجاف البخيل، والحشفة التمرة اليابسة وقد جاء في المثل العربي «حشفا وسوء كيل» يضرب للبضاعة الرديئة مع التطفيف في الكيل ويستعمل الحشف كعلف للحيوانات.

 كي الشوكة ، في الجنب مدكوكة

يضرب للمرأة التي تفارق مع سوء أخلاقها وبذاءتها.

 أحرش كي الليفة

مقولة تقال للشيء الذي لا يلين في ملمسه.

 مانجمش يرقى، قال اخ هيش

يرقى: يتسلق النخلة. واخ : كلمة تفجر من الشيء الحقير.  وهيش: تمر غير ناضج والمقولة تقال: للشخص الذي يعجز عن الوصول إلى الشيء ومع ذلك يذمه.

 الطبة غالة

الطبة: جزء صغير من غابة كبيرة أو قسمة  وغالة: أي كثيرة الثمار.

والمقولة: تقال عند وجود الشيء الكثير أو الجمع الملتئم.

تمر وماء وظل

ذاك النعيم الأجل

ثم يتمثل به من قنع ببساطة ماعنده من نعم الله في ظل النخلة.  أما الشعر الشعبي فقد حفل بذكر النخلة ووصف ماتجود به من ثمار ومافيها من فوائد جمة وكان أكثر ذلك في الأغاني الشعبية التي يتغنى بها الناس في أفراحهم وفي المناسبات الموسمية التي يعيشونها قد تعودوا أن يصفوا القدود بالنخلة التلعاء والوشم بالجرائد والنهود بالجمار وكذلك الأعكان والتراقي والأصابع بالبسر وفي ذلك يقول الشاعر محمد الصغير الساسي من شعراء السواسي:

وصدر تايق وبزول

وذراعها سيف مسلول من يصدفه

راح مفصول الأصباع بسر النخايل

وفي قصيدته المشهورة «حفلت بالديباج» نراه يصف ذراعيها «زنودها» بسيفين صقيلين ومعصمها بعرجون البسر المتدلي من نخلته:

زنود معايل بسيفين مصاقيل

والمعصم عرجون بسر نخلها

الجوف شهبا وصيفها محملها

وفي موقف آخر نرى أحمد البرغوثي قد اقتبس لحبيبته من النخلة عدة أوصاف تناسب ما توفر لها من جمال فشبه شعرها المسترسل بالجريد وهو أغصان النخلة واختار لذلك جريد «الجبار» ومفرده «جبارة» وهو النخلة الشابة الصغيرة كما وصف أنفها «خشمها» بسعفات  وهي الورقة «الخوص» فرع من الجريدة وصفه بذلك لاستقامته وقد استخرج من قلب «ذكار» فحل النخيل.  أما صدرها فهو في بياضه يشبه «الجمار» وهو صلب النخلة كما يصف أصابعها «بالبسار» وهو التمر قبل نضجه يكون براقا  ونظيفا وفي ذلك يقول:

غثيثها جريد جبار

على كتفها غمار

قصة هفت فوق الأنظار

كما ريش هدرق نعامه

والخشم في مثل منقار

مشتال نقار

سعفات من قلب ذكار

في رقته والسقامه

الرقبه كما كاس بلار

والصدر جمار

كيف دز بغناجل صغار

الاثنين شقه توامه

 

ازنودها انطاف وقدار

واصباعها بسار

وذراعها سيف شيار

في يوم سوق الملامه

و»الجريدة» يشبهون به «الوشم» في المعصم أو الصدر أو الفارة وفي اغنية مشهورة عنوانها «ياوخي لسمر ماك ترد علي تقول:

نشبح جريده منزله يااشطاره

في ساق طفله اسمها «بلاره»

نشبح جريده منزله بالنيلة

في ساق طفله اسمها «جميلة»

وفي «مسدس» لشاعر مجهول من شعراء «غريب» ممكن يقطنون بغرب شط الجريد نراه يقول في شوق لاهف:

تره أص حس القطا جاي منه

ضبايح برنه

والله دلالات كف المحنة

تره أص حس القطا جاي وارد

ضبايح أبارد

والله دلالات رقبة الشارد

على صدر داداي نشبح جرايد

قلايد محنة

وجمار كيف فتق الليف منه

هنا نرى أن الشاعر استعمل من مكونات النخلة ثلاثة أشياء وهي « الجريد» و»الليف» و«الجمار» واستعمل كل اسم في المكان الذي يناسبه.  الجريدة في الوشم الذي لاحظه على صدر حبيبته، والليف وهو غلاف «الجمار» للثوب الذي تفتق عن جمار النهود البيض كالجمار وأغرب من ذلك البداية التي ابتدأ بها وهي إسكات من يستمع إليه «ترى أص» وكأن الخبر الذي يحمله إليه مهولا ونرى «الجريدة» يستعملها الشعراء  في الوشم بالكي على ظاهر اليد.  يقول البرغوثي احمد:

لحقني الندم بزايد

وكويت فوق ايدي ثلاث «جرايد»

وشعفت من بني الحجر البايد

عامين والثالث يصوب نصه

نوصيك يامغفول بر حايد

والي انكوى ماعاد شي يتوصى

والنخلة حديثها طويل كطولها، ومن أجمل ما ناجى به شاعر مجهول النخلة قوله طالبا منها أن تجود عليه بثمارها متوسلا بالله:

يانخلة البستان علينا جودي جيتك بربي والنبي وشهودي

وكأننا نلمح في هذا القول رمزا يتستر عليه الشاعر بالنخلة.

وعن أصابع حبيبته يقول محمد الفرحان من شعراء «الصخيرة» :

اصباعها دقلة نخيل

جا غرسها في الرمايل

فيهم خواتم اسرائيل

وفصوص رابيل

من ذهب غالي المثاقيل

تشريه ناس القلايل

وإذا كانت النخلة قد تغلغلت في حياة كل الناس فذلك لما لها من تجذر في الأصالة ورسوخ في الحضارات المتوارثة عبر الأجيال والقرون ولإغنائها وإثرائها لمطالبهم اليومية التي تكاد  تفي بكل ملتزماته.

النخلة في الأدب العربي :

الإيحاء بالغربة تشعرك به النخلة  وأنت تراها واقفة في صمتها الأبدي وصمودها لعوامل الطبيعة في صحراء جرداء قاحلة هناك تطل بجريدها على عالم فارغ ليس فيه أحد سواها أيان تشعرك بالغربة لتصبح بعد ذلك في وقوفها رمزا لها ترى لأن الناس ذهبوا وتركوها وحيدة أم أنها آثرت العزلة للتفرغ لعبادة الله والتسبيح الحالم في ملكوته؟

عبدالرحمن بن معاوية الداخل صقر قريش عندما نزل البلاء بدولة أجداده بني أميه فر إلى الأندلس وبنى بها ملكا جديدا أورثه لأبنائه ولكن حنينه لبلاده بقي معه حتى وهو في جنان فردوس الأندلس.  وفي مروره بمدينة الرصافة متنقلا بين رياضها صادفته نخلة عالية سامقة فهيجت أشجانه وحركت في قلبه الذكرى لبلاد كان يعبدها بها نشأ وفيها ترعرع نخلة غريبة لفتت نظر رجل غريب وكل غريب للغريب نسيب.  وعندما رآها قال:

يا نخل أنت غريبة مثلي

في الأرض نائية عن الأهل

تبكي وهل تبكي مكممة

عجماء لم تجبل على جبلي

ولو أنها عقلت إذا لبكت

ماء الفرات ومنبت النخل

وقال في نخلة الرصافة أيضا وقد آسى لغربتها وغربته:

تبدت لنا وسط الرصافة نخلة

تنادت بأرض الغرب عن بلد النخل

فقلت شبيهي في التغرب والنوى

وطول اغترابي عن بني وعن أهلي

نشأت بأرض أنت فيها غريبة

فمثلك في الإقصاء والمنتأ مثلي

 

أما «نخلتي حلوان» فخبرهما معروف ذكره صاحب الأغاني في المجلد 13- قال: لما خرج الرشيد إلى طوس هاج به الدم «بحلوان» فأشار عليه الطبيب أن يأكل جمارا وهو شحم النخلة فأحضر دهقان حلوان وطلب منه ذلك فأعلمه أن بلاده ليس بها نخل ولكن على العقبة نخلتان فمر بقطع إحداهما فقطعت فأتي الرشيد بجمارتها فأكل منها وراح و نشط فلما انتهى إلى العقبة فنظر إلى إحدى النخلتين مقطوعة والأخرى قائمة وإذا على القائمة مكتوب:

أسعداني يا نخلتي حلوان

وابكيا لي من ريب هذا الزمان

اسعداني وايقنا أن نحسا

سوف يلقاكم فتفترقان

فاغتم الرشيد وقال: يعز علي أن أكون نحستكما ولو كنت سمعت بهذا الشعر ماقطعت هذه النخلة ولو قتلني الدم. والشعر لمطيع بن إياس أحد الشعراء العباسيين ومن ظرفاء أهل الكوفة.

وقد أولع الشاعر التونسي مصطفى خريف بالنخلة ووصفها في مواضيع متعددة من شعره وكان مولعا بها وبما يحيط بها من مفاتن الطبيعة الجنوبية وبما في الواحات من سحر وفتنة فيقول:

طمحت للنجم بواسقها

فهواها النجم وفرقده

منحاها الرفعة فارتفعت

تعنو لله وتعبده

فحباها الله محاسنه

ومكارمه جلت بيده

تتأود كالنشوان فيفضح

 غصن البان تأوده

وتحلى الجيد بطلع ابيض

مثل العقد تقلده

وتدر بثدي مثل العاج

رحيقا عذبا مورده

وهو يعني بذلك مائية النخيل المسماة «اللاقمي»

ثم يصف مجلسا من مجالس شرب «اللاقمي» في الجريد التونسي فيقول:

ويدار رحيقا بينكما

غتال الهم ويطرده

في ظئر النخل معلقه

وهناك يخمر أجوده

يتنزل مثل الروح

لشاربه يحييه ويسعده

والحديث عن النخلة لا ينفذ ولا يقف عند كلمات معدودة لأنها في ذهن من عاشها وتربى تحت ظلالها وتغذى بثمارها واحتضنها شوقا وحبا وشعرا وغربة أكثر من القول الذي يجيش به  القلب ولا يستطيع اللسان أن يعبر عنه لا شعرا ولا نثرا .  وما أجمل قول الشاعر النوبي وهو يتحدث إلى النخلة في مفاجأة هامسة :

يا نخلة ياطال م العالي على عيون شواشيك

يا اسيانه – يازعلانه

عشان الناس فاتوك ورحلوا بعيد

النخلة والمناخ:

ترتبط النخلة بتراثنا منذ آلاف السنين فهي رمز للحياة والعمران وعلامة من علامات الحضارة في وطننا العربي لأنها تمثل العنصر الأساسي في الغذاء والكساء والتعمير.  وقد تميزت شجرة النخيل بمزايا جعلت منها رمزا للثبات والتكيف مع الأحوال المناخية القاسية إذ تزدهر زراعة النخيل وتعطي ثمارها في البقاع التي يسودها طقس مرتفع الحرارة ، قليل الرطوبة.

وترتبط أهمية شجرة النخيل بفوائدها المتعددة فقد عرفت منافع التمر منذ فجر التاريخ وظهرت فوائده في الطب والصناعات القديمة والحديثة ويكفينا إشارة إلى فضل النخلة ماحباها الله – سبحانه- من تكريم وما خصها به من فضائل بوصفها نعمة من النعم التي أنعم الله بها على عباده فقال تعالى: «ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد، والنخل باسقات لها طلع نضيد» كما كرمت السنة المطهرة النخلة فقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنخلة في أن أمره كله خير كالنخلة فقال: «مثل المؤمن كالنخلة ما أخذت منها شيء تتعكر» والنخلة آية من آيات الله تعلمنا الشموخ والصبر وقوة الاحتمال والعطاء بوقوفها شامخة في وجه الجفاف والتصحر على مر السنين وبعطائها السخي.

وقد اهتم أهلونا – منذ القدم- بزراعتها وأولوها العناية والرعاية والتكريم واكتسب الأبناء زراعة النخيل بالتوارث من الأجداد وبطريق الممارسة.

غراسة النخيل:

ويحرص الزارع عند غرس الفسائل أن تكون كل منها بعيدة عن الأخرى بمسافة تتراوح بين 8 إلى 10 مترا إذ أن طول سعف النخلة يصل عندما تكبر إلى 4 أو 5 مترا فيلتقي بالنخلة المجاورة إذا كانت قريبة منها.  ولذلك قيل في المثل على لسان النخلة عن جارتها تقول : ابعد عني وخذ ثمرتها مني».

وقد ورد ذكر النخلة في مواضع كثيرة في الكتب السماوية وذكرها الله في القرآن الكريم في 20 آية كريمة ففي سورة مريم قال الله تعالى : «وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا». وقال تعالى في سورة المؤمنون : « فأنشأنا لكم بها جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكة كثيرة ومنها تأكلون».

وورد ذكرها في الأحاديث النبوية الشريفة وفي حديث للنبي صلى الله عليه وسلم :

«أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر فإنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج ولدها حليما. فإنه كان طعام مريم حين ولدت ولو علم الله طعاما خيرا من التمر لأطعمه إياها».

والنخلة هي الشجرة الوحيدة التي لا تتساقط  أوراقها والتي مجدت في سائر الأديان .

وذكرت في القرآن الكريم اكثر من 20 مرة .. وذكرت في السنة في اكثر من 300 حديث.  وقد ورد في الحديث: «أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم».

فوائد النخلة:

كل جزء من النخلة له فوائد عظيمة : ثمارها، ليفها، نواها، سعفها، جريدها، وخوصها ناهيك عن المواد العديدة التي تستخرج من ثمار وأجزاء النخلة.

ثمرها غني بكل مقومات الغذاء اللازمة للإنسان من ماء ومعادن وأملاح وفيتامينات وسكريات فنحن نعرف أن رسولنا الكريم مكث شهرين على الأسودين التمر والماء.  وروى الإمام مسلم عن عائشة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  «ياعائشة بيت لاتمر فيه جياع أهله».

النخلة في التاريخ القديم:

مايزال الأصل الذي انحدر منه النخل غير معروف والأقوال كثيرة في ذلك. ويدعي العالم الإيطالي أونرا نوبكارى الذي يعتبر حجة في دراسة النخل أن موطن النخل الأصلي هو الخليج العربي.  وقد بنى دليله على ذلك بقوله» هناك جنس من النخل لا ينتعش نموه إلا في المناطق شبه الاستوائية حيث تكثر الأمطار وتتطلب جذوره وفرة الرطوبة ويقاوم الملوحة إلى حد بعيد،  فلا تتوفر هذه الصفات إلا في المنطقة الكائنة غرب الهند وجنوب إيران أو في الساحل العربي للخليج العربي.  أما المناطق الأخرى التي ذكرتها الكتب فهي وادي الرافدين ووادي النيل ومناطق مختلفة من المعمورة.

القصيدة البابلية:

شاعت في العهد الفارسي ببابل قصيدة تسمى «القصيدة البابلية» وقد نظمها صاحبها في تعداد فوائد النخل إذ أحصى لها 365 فائدة وقد ذكر «سترابو» أهمية النخل بالنسبة للعراقيين في القديم فهي تفي بجميع حاجاتهم عدا الحبوب.

قواسم مشتركة  بين الإنسان والنخلة:

النخلة شبيهة بالإنسان فقد جاء في مجلة «العربي» العدد 268 مارس 1981 ص- 74 ويقول كمال الدين القاهري – صاحب كتاب «النباتات والحيوان « إن النخلة تشبه الإنسان  كالآتي :

• فهي ذات جذع منتصب.

• ومنها الذكر والأنثى.

• وأنها لاتثمر إلا إذا لقحت

• وإذا قطع رأسها ماتت

• وإذا تعرض قلبها لصدمة قوية هلكت.

• وإذا قطع سعفها لا تستطيع تعويضه.

• والنخلة مغطاة بالليف الشبيه بشعر الجسم في الإنسان.

فوائد ثمار النخيل:

أثبتت التجارب الطبية والمخبرية على احتواء ثمار النخيل أو ما يسمى التمر على العديد من الفيتامينات والمعادن والمضادات الحيوية والألياف والخمائر والسوائل التي تفيد في شفاء الكثير من الأمراض ويمكن عرض بعض الحالات التي يفيد علاجها بواسطة التمر ومشتقاته والتي منها:

• التمر يعالج الإمساك لأنه يحتوي على نسبة عالية من سكر الفواكه.

•مضاد للحساسية لاحتوائه على معدن الزنك.

• للتقوية التناسلية – بما – يحتويه من فيتامينات ومعادن وفسفور.

• يعالج أمراض القلب لوجود الحديد.

• لعلاج فقر الدم لأنه يحتوي على مجموعة معادن وأهمها الحديد.

•  يوقف تكاثر الخلايا السرطانية لأنه يحتوي على الماغنيسيوم ، والكالسيوم ، والكبريت.

• يعالج الحموضة لأنه غني بالأملاح المعدنية.

• يمنع الدوخة لما فيه من عناصر مضادة.

• التمر المطحون يعالج الربو والسعال الديكي.

• جمار النخيل يعالج الربو والسعال الديكي.

• نوى التمر المطحون والمحمص يساعد على تفتيت الحصى في الكلية.

• تحتوي ثمرة التمر على مايقارب 80% من السكريات من الوزن الطازج.

كما تحتوي الثمار على كميات كبيرة من الأملاح المعدنية والعناصر النادرة ذات الأهمية الكبيرة لجسم الإنسان كالبوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد والفيتامينات «أ» ،«ب»، «ب2»، «ب6» وتكون هذه العناصر هامة لجسم الإنسان وتساعده على الحركة والنشاط وصحة الجهاز الهضمي وموازنة السوائل الجسمية وصحة الأعصاب الحيوية.

فوائد التمور:

يعتبر التمر الأفضل عند تناوله بعد إفطار الصائم والسبب أن هناك أنواعا من الألياف والفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة ومواد كيميائية أخرى.  والمعروف في أوساط الطب الشعبي والطب الحديث هو الاستفادة من التمر والرطب في معالجة الإمساك باعتبار التمر من أعلى المنتجات الغذائية النباتية احتواء على الألياف الذائبة.

كما أن الحديث يستمر عن سهولة استفادة الجسم من أنواع المعادن المتوفرة في التمر وكذلك أنواع الفيتامينات وعن فائدة» القالورين» ومواد شمعية أخرى في التمر وفي عدم تسبب التمور في تسوس الأسنان حتى لو علقت فيما بينها.

وهناك إشارات اخرى لتناول الحوامل والولادات للتمر لفائدته في حركة عضلة الرحم وتنشيط إفراز الحليب من الثدي وتنشيط جهاز مناعة الجسم.

التمر منجم فيتامينات:

التمر منجم من الفيتامينات يسمى التمر منجم لكثرة مايحتويه من العناصر المعدنية مثل الفوسفور والكالسيوم والحديد والماغنيسيوم والصوديوم والكبريت والكلور كما يحتوي التمر ايضا على «فيتامينات» أ- ب1-ب2 فضلا عن السكريات السهلة البسيطة في تركيبها.

ويمتاز التمر بعدة فوائد صحية من أبرزها انه مقو للكبد وملين ويزيد في القوة الجنسية ولا سيما مع الصنوبر.  كما يعالج خشونة الحلق.  وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن.  كما إن أكله على الريق يقتل الدود.  كما يعمل كمقو للعضلات والأعصاب ومؤخر للشيخوخة، ويحارب القلق العصبي، وينشط الغدة الدرقية ، ويلين الأوعية الدموية ، كما إنه يلين الأمعاء ويحفظها من الضعف والالتهاب ويقوي حجرات المخ ويكافح الدوار وزوغان البصر والتراخي والكسل، ويدر البول ، وينظف الكبد، ويغسل الكلي.

ويفيد التمر منقوعا ضد السعال ، والتهاب القصبات الهوائية فيما تكافح أليافه الإمساك وأملاحه تعدل حموضة الدم التي تسبب حصى الكلي والمرارة والنقرس والبواسير وارتفاع ضغط الدم ولا يمنع التمر إلا على البدينيين ومرضى السكري.  وهو من أفضل الأغذية في البلدان الباردة والحارة فهو سهل الهضم يهضم خلال ساعة تقريبا .

وإلى جانب أن التمر غذاء فهو فاكهة وشراب وحلوى ودواء، ويتركب من 21% ماء، وعدد كبير من الفيتامينات و12% بروتين،و 18%  دهونا، و73% سكريات، و 3% أليافا.  فكيلو غرام واحد من التمر يعطي القيمة الحرارية نفسها التي يعطيها كيلو غرام من اللحم، وثلاث أضعاف مايعطي كيلوغرام من السمك.  ويرطب الأمعاء فيحفظها من الالتهابات.  وهو غني بسكر العنب، وسكر القصب، ويساعد على الهدوء والراحة النفسية لذلك فهو يوصف للعصابيين وثائري المزاج وللحصول على وجبة كاملة من التمر يفضل شرب الحليب معه.

أجزاء النخلة:

من أسفل إلى أعلى

• الجذر : هو القاعدة التي ترتكز عليها النخلة.

• الجذع : هو قامة النخلة وتكون تارة مستقيمة وأخرى معوجة.

• الكرناف: هي الدرجات التي يصعد منها إلى الأعلى.

• الضلاعة : هي فرع من النخلة أوله شوك وآخره سعف.

• الشوك: هو قطعة مذببة تخرج من الضلاعة.

•الجريدة: هي غصن النخلة وبها الشوك والسعف.

•الليف: هو الذي يربط بين الضلاع.

•الدلو: غلاف الغدق.

• الطلع: هو مايخرج من الغلاف «الدلو».

• البربي: هو بداية الثمرة ثم يصبح بزرا ثم بلحا.

• الذكار: دقيق الفحل ولولاه لما أثمرت النخلة.

• العرجون: الغدق الذي يحمل الثمرة.

• الشمروخ: فرع من العرجون.

• الجمار: قلب النخلة ومخها.

• البلح: التمر الأخضر قبل نضجه.

• البسر: التمر الأصفر القريب من النضج.

• المزقون: التمر نصفه بسر أو منقط .

• التمر: هو الثمرة الناضجة.

• اللاقمي: مائية النخيل.

• الصيش: تمر لم ينضج.

• السعف: هو كالأوراق بالنسبة للشجر.

النخلة مصدر للصناعة:

الجدر : هو القاعدة التي ترتكز عليها النخلة ويصنع ككرسي ويصبح مقعدا مريحا أما ماتناثر منه فيصبح حطبا للوقود.

الجذع: يصل إلى ثلاثين مترا  أو اكثر ونستطيع أن نعرف عمر النخلة بالنتوءات الخارجة من الجذع.  والجذع يصلح لصناعة الأبواب، والعوارض، والنوافذ ، والسقوف بعد أن ينجر ويصقل، وتسقف به القبور، ويحفر ليصبح مزرابا وسريرا للنوم  «سدة» وعتب الأبواب.

الكرناف «الكرب»: يكون منه «مداحي» للعب الأطفال ويقسم ليصبح «حكاكة» للمنسوجة حتى تصير ناعمة وتصنع منه المشاية للعب، وتصنع منه السدادات للقوارير وأكثر ما يستعم للوقود.

الضلاعة: تنظف من الشوك والسعف ويصنع منها يدا للمروحة، ومهدا للأطفال  وقفصا للعصافير أو صغار المعيز وعصا للمنسج، وسيق للعب، وعكاز للشيوخ ، وشبابيك  ومراود للكحل والنسيج، ومندف للقطن، ومنداف لصيد الطيور، وعصا للراعي، وذراع للقيس، ويدا للميزان إلى غير ذلك.

الشوك: يصنع منه صياص للنسيج ويشك به اللحم عند الطبخ ، ويستعمل في أغراض أخرى.

الجريدة: تستعمل للكنس ، ومنشة للذباب أما سعفها فيكون لصنع المراوح والسجاجيد والأقفاف والزنابيل والأعدال  والخوش والقناني والأطباق والمكبات وتتخذ كرمز في بعض الأعياد المسيحية – عيد الشعانين.

الليف: هو نسيج متماسك يربط بين ضلاع النخلة وهو مادة أولية لصنع الحبال بجميع أنواعها أقوى من «القنب» ويستعمله أهل الجريد سدادات لقلال الماء لحفظها من الهوام والحشرات.

الدلو: غلاف الغدق عندما يكون بريرا ويقسم إلى نصفين ويستعمل لشرب الماء وله رائحة طيبة.

الطلع: هو برير الذكار الذي يلقح به النخل ويكون من الفحل ذكر النخل وبدونه لا تثمر النخلة.

البرير: هو بداية الثمرة شبيه «بالجمار» وله طعم لذيذ يبدأ بريرا ثم بزرا ثم بلحا ثم بسرا ثم تمرا ويثمر بحسب الجهات المختلفة الحرارة.

الذكار: لقاح الفحل من النخيل.

العرجون: الغدق الذي يحمل الثمار ويتكون من العديد من الشماريخ.

الشمروخ: عرف من العرجون.

الجمار: قلب النخلة ولونه ابيض وهو يقي من ارتفاع الضغط ويؤكل.

البلح: التمر الأخضر قبل نضجه في المرحلة الأولى.

البسر: البلح بعد اصفراره وتهيئه للنضج.

المزقون: البسر في بدء نضجه منقط.

الرطب : التمر في حال نضجه.

التمر: أوان قطافه وعرضه للسوق.

اللاقمي: مائية النخيل وذلك أن النخلة تحجم رأسها حتى يصل إلى الجمار، ثم يكون الجمار على شكل مخروط وتدور به ساقية يجعل في وسطها مرزاب من القصب متصل به «شقوف» جزء من قلة وتبقى أياما ثم يحجم « المخروط» بآلة حادة معقوفة تسمى « حجامة» وبعد ذلك يبدأ ينز اللاقمي من جوانبها وينحدر عبر قصبة ويتجمع في « الشقوف» ومنه يصب في»الباطية» وهي قلة صغيرة ويوزع كمشروب لذيذ له مذاق خاص.

الصيش: هو تمر لم ينضج ولم يصل إلى إبانه.

التيق: هو غلاف الغدق بعدما ييبس.

 

المراجع والهوامش

المراجع:

البابليين : إمبراطورية قوية ببلاد مابين النهرين ويطلق الاسم في أضيق الحدود على الدولة التي أنشأها «حمورابي» ح – 2100 ق- م .

الشعانين: عيد من أعياد النصارى ويسمى ايضا بعيد السعف.

خوارة: ماؤها غزير شديد التدفق.

حرارة: شديد الحرارة.

الرطب: مانضج من البسر قبل أن يصير تمرا.

جنيا: مايجنى من تمر في ابانه.

حمورابي: سادس ملوك السلالة الأولى ببابل ومؤسس إمبراطوريتها – وضع مجموعة شرائع تعتبر أقدم ما وصل إلينا. ملكه بين 1726 و 1686 ق-م.

المغارسة: صورتها أن يملك احدهم أرضا ولا يقدر على زرع الغرس فيها فيتفق مع آخر على أن يغرس فيها وله بعض الغراس.

الإجارة: الإجارة مشتقة من الأجر وهو العوض زمنه سمي الثواب أجر وفي الشرع: عقد على النافع بعوض.

الفسائل: ج. فسيلة : النخلة الصغيرة تقطع من الأم فتغرس.

النواة: حبة التمر أو بزره ومن أمثالهم « أكل التمر ورمي النواة»

بزر: الحب الصغير.

ظئر: العاطفة على ولد غيرها : المرضعة.

تميح: تتمايل.

عكان: جمع عكنة- ماانطوى وثثنى من لحم البطن – جمع اعكان – وعكن.

تراق: جمع ترقوة : العظم الذي في اعلى الصدر بين ثغرة النحر والعاتق.  ويقال « بلغت روحه التراقي»

زعره: اسم لإمرأة.

الراعف: الأنف.

الزناد: جمع زند: العود الذي تقدح به النار.

مازوزي: غلة لم تنضج.

العلقة: النواة في التمر.

الهوامش:

• مدونات الكاتب عن النخلة.

• المنهج السديد في تاريخ الجريد- الشيخ إبراهيم خريف - مخطوط.

• كتاب نفح الطيب للمقري التلمساني ج-3- ص 54 – 60.

• كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني – ج 13- ص 332.

• مجلة التراث الشعبي العراقية في أجزاء متعددة.

• ديوان احمد البرغوثي- مخطوط.

• ديوان محمد الصغير الساسي- مخطوط.

• ديوان محمد الفرحان – مخطوط.

• النخلة في الأمثال الشعبية – دار المعارف – تونس – 2003 لنفس الكاتب.

• شوق وذوق – ديوان مصطفى خريف – مطبوع 1965.

أعداد المجلة