حكاية الشاطر حسن ثلاث صيغ، وتحليل وفق المنهج المقارن/ المدرسة التاريخية-الجغرافية
العدد 54 - أدب شعبي
تتعدد قراءات النص الأدبشعبي الواحد وفق الاتجاه البحثي الذي يُنْتَخَب من بين اتجاهات متعددة معروفة لدى الباحث في الأدب الشعبي، إلا أن فريرا ذهب – ونوافقه- إلى أن انتخاب منهج ما، متعلق بشكل كبير بالخبرات البحثية التي يعتمد عليها الباحث، وعليه يوجِّه هذا الأخير دراستَه للنص، فالباحث اللغوي يقدم دراسة لنص أدبشعبي ما، تختلف عما يقدمه الباحث في الفولكلور أو الانثروبولوجيا أو علم النفس، فحقيقة الأمر أن أدوات المناهج البحثية المستخدمة في كل مجال من هذه المجالات تعكس بشكل كبير اهتمامات الباحث وقدراته التي تمكنه من الوقوف على مكونات القصة الشعبية باعتبارها تحمل بعدًا ثقافيًا، ومن ثَمَّ يطوِّف بنا – في النص – مقدمًا طروحًا منهجية أخرى1، أحد هذه المناهج المدرسة التاريخية الجغرافية2، التي ساعدت على ازدهار دراسة الفولكلور في أوروبا، مُتَوَسِّدَةً في ذلك بدراسات فقه اللغة (الدراسات الفيلولوجية) التي برزت في القرن التاسع عشر الميلادي، وكأن هذه الدراسات فتحت الباب أمام الباحثين في الفولكلور للوقوف على علاقات فوق لغوية يمكن عن طريقها لعب دور في تحليل الحقول الفولكلورية بشكل عام، ليس فقط الأدب الشعبي3، وقد خَلُصَتْ أهداف هذه المدرسة في إعادة الشكل الأول للعمل الإبداعي الشعبي اعتمادًا على الصيغ المتاحة لهذا العمل، و كَشْف المكان الذي تَخَلَّق فيه العمل الأدبشعبي وكذا زمن تخلقه وتشكله، وإعادة مسيرة الإنتشار الجغرافي لقصة ما أو قصيدة ما4، وقد رسَّخ هذا المنهج مبادىء البحث المقارن للقصص الشعبي، من خلال كتابة التفاصيل الدقيقة للقصة الشعبية وتتبع حياة كل قصة، فضلًا عن كتابة الصيغ العديدة لكل قصة والتي تعد كل صيغة شاهدة على المجتمع الذي نشأت فيه، باعتبار أن الأدب الشعبي هو «أدب مفتوح» - على حد تعبير شنهار – أي أنه أدب قابل لتغيير أرديته لكون كل راو بمقدوره أن يحلحل في الرواية وفق ما يطمئن له، دون أن يكون لأحد ردَّه بسلطان حقوق التأليف، فالقصة الشعبية التي تُسَلَّم من جيل إلى جيل بواسطة الجماعة – هي نفسها مرت بعدد من التحورات المختلفة بما يوافق أخيلة وطباع راوي هذه الجماعة، وبما يوافق الظروف الإجتماعية والثقافية والجغرافية-التاريخية للجماعة المستقبلة للرواية والمستمعة لها، ولذا فقد كَثُرَت صيغ كل قصة وتعددت، وأصبحت كل صيغة قائمة بذاتها، وبذا تعمل كل صيغة على التوفيق بين اتجاهين خافيين، الأول هو اتجاه الرواية المتوارثة مع الحفاظ – قدر الإمكان – على مفردات النص الأدبشعبي التي يسمعها الراوي، وبين إرادة العمل الأدبي المرتبط بالإرتجال والتجديد5، وجميعها أفكار قامت عليها المدرسة المقارنة، التي سيطرت - منذ خمسينيات القرن الماضي، ومازالت، من خلال أداتيها الطراز Typeوالجزيء Motif، تحديدًا باعتبارهما أداتي قياس لمقارنة الصيغ المختلفة للقصص الشعبي- على اتجاهات البحث في الأدب الشعبي، كما أنها قدمت خدمات بالغة لطرق ومجالات جمع القصص الشعبي بشكل عام، حيث اتضح أهمية هاتين الأداتين في جمع وتسجيل وتصنيف القصص الشعبي، فضلًا عن أهميتهما في مجال التفسير والتحليل، على رغم وجود أصوات ترى غير ذلك، حيث قلل بن عاموس – ولا نوافقه - من قدرات هذه المدرسة، حيث ردد أن قدرات هذه المدرسة في مجال التفسير والتحليل باتت محدودة، خاصة حين الاعتماد عليها دون غيرها من مناهج التحليل وأدواته7.
ينبني تحليلنا لحكاية الشاطر حسن بصيغها الثلاث في هذا البحث، اعتمادًا على الأداتين الرئيستين الطراز Typeوالجزيء Motif، أما الطراز فقد تم تضمينه في التصنيف العالمي للطرز لكل من آنتي آرني وستث طُمسُن، بينما الجزيء فهو مُتَضَمَّن في التصنيف العالمي للجزيئيات للعلَّامة ستيث طُمسُن، فضلًا عن الفهارس8 المحدثة للشامي9، ولا نستبعد أن يفيد تحليلنا للقصص الشعبي هنا من مناهج وتوجهات طرحتها مدارس أدبشعبية أخرى، ونتوقع أن يفيد التحليل القارئ العادي، بينما الفائدة الكبيرة سوف تكون للباحث المهتم بتوسعة معارفه بالدراسات الأدبشعبية، لذا فسوف نميل في التحليل إلى استخدام الرموز القصيرة للطرز أو الجزيئيات معرِّفين بها في الهوامش، كلما تطلب الأمر، وذلك كي نُيَسِّر على الباحث الوصول إلى إحالاتها البحثية وفق الإشارات الببليوجرافية في متن التحليل وهامشه، وسوف يتضمن تحليلنا لحكاية الشاطر حسن بصيغها الثلاث بيانات أرشيفية خارج نص الحكاية الشعبية محل الدراسة، وهي على التوالي: الرقم المسلسل للقصة أو الحكاية محل الدراسة، يليه الرقم المسلسل في أرشيف المركز، ثم اسم الجامع والراوي، والخلفية المجتمعية للراوي، أما الجزء الثاني من التحليل فسوف يتضمن إشارات حول كل صيغة وفق الطريقة الإحصائية العالمية المتبعة في تصنيف القصة الشعبية، سواء طريقة آرني/طُمسُن AT والتي تقود من يتبعها إلى الطرز القصصية، وعند كل طراز سوف يعثر على بيانات ببليوجرافية ثرية مصاحبة لكل طراز، وسوف نحاول إيجاد أقرب طراز موجود في تصنيف الطرز لتسكين كل قصة من قصص الكتاب فيه، ثم يلي ذلك تقطيع كل قصة وفق تصنيف الجزيئيات لستيث طُمسُن، ووضع ترقيم كل جزيء بين قوسين معقوفين، وسوف نحاول أن يتضمن التحليل رؤيتنا في المقارنة بين الطرز بعضها والبعض الآخر وبين الجزيئيات بعضها والبعض الآخر، ثم تقديم تحليل أدبشعبي للقصة يقوم على قوانين أولريك التي وضعها لدراسة النص الأدبشعبي اعتمادًا على ضوابط صيغية مُتَضَمنة في النص الأدبشعبي ذاته.
لقد آلَيْتُ على نفسي تقديم التحليل وفق خطوات مرتبة، تتكرر في تحليل كل قصة، وفق مناهج دراسية معروفة، مستفيدًا من تحليلات لنصوص أدبشعبية في لغات أخرى كالانجليزية والألمانية والعبرية، ومن دارسين قدموا مساهمات عظيمة في هذا المضمار، مثل دوف نوي وحاييم شوارزبوم وأولرش مارزولف وحسن الشامي وهيدا جاسون الذين قدموا العديد من دراساتهم حول تلميس عناصر الأدب الشعبي ( المدون والشفاهي ) لإعادة تجميع قطع الفسيفساء المهشمة التي تناثرت بين الجماعات، ونحن هنا لا نفعل أكثر من تجرِبة طريقتهم، في التحليل، على نصوص أدبشعبية عربية تعرف طريقها للنور للمرة الأولى، وتعكس عادات وتقاليد مجتمع مازال يحمل تراث أمة ويسير به على الأرض هو مجتمع صعيد مصر، ليحين دور المراكز البحثية والمتخصصيين لتحمل مسؤوليتهم تجاه هذا التراث الدافق المتدفق، الذي ما يزال ينبض بالحياة.
تحليل حكاية الشاطر حسن:
حكاية الشاطر حسن – الصيغة الأولى:
الرقم الأرشيفي للقصة 17/4/2001 10، وذلك وفق أرشيف مركز التراث الثقافي غير المادي11، جمع وتسجيل: أَسْمَاء حَلَبِي أَنْوَر، بقرية طُوخ – نَقَادَة في 17/4/2001م، رواية: أُم أَحْمَد12، وملخص الحكاية: [هروب البطل من اضطهاد زوجة الأب برفقة حيوانه المعين/المساعد(دجاجة)، تراه إبنة أحد الملوك فتصر على الزواج منه رغم معارضة أبيها، فتُبْعَد هى وزوجُها عن القصر، وعندما تواجه الملك صعاب - لا يجد من ينقذه منها سوى الزوج المُبْعَد، بمعاونة دجاجته الخارقة] والموضوع الرئيس للقصة منتشر عالميًا، وينتمي إلى طراز AT:850-869 استحقاق خطبة الأميرة، وهي تنتمي للنوع الأدبشعبي الرئيس (الحكاية الشعبية السحرية)، تقابلها صيغ ذات تهويد بسيط13 مثل شلجيا والجميلة النائمة وابنة الفلاح الحكيمة التي تنتمي لطراز AT:875 ، وقريب منهما طراز AT: 879 وهو طراز عالمي نجد فيه الفتاة الفقيرة (ماديًا / إجتماعيًا) تتغلب، في النهاية، على الفتى رفيع المستوى(ماديًا / إجتماعيًا)، فمعظم صيغ هذا الطراز تنتهي بالعروس الحلوى، التي هي حيلة العروس التي تشعر أن زوجها ينوي ليلة الزواج أن ينتقم منها لما سببته له الفتاة أو أهلها من ذل وإهانة فيما قبل الزواج بها، حينها تأتي خدعة استبدال العروس الحقيقية بعروس من الحلوى، وتنجح الخدعة وتنتهي القصة بالتوافق بين الزوجين، وفي بعض الصيغ القصصية تتغير الحبكة فتتمحور حول الفتاة الذكية التي تنجح في التغلب على اللصوص، لتقترب بذلك من طراز AT: 956 وهو طراز يقترب من موتيف أحد اللصوص يتظاهر بأنه خاطب وهو يضمر الانتقام ليلة الزواج من الفتاة التي قتلت أو أهانت أصدقاءه اللصوص، وهذا الطراز نجده في 22 صيغة من منشورات الأرشيف الإسرائيلي14 وقد حظي هذا الطراز بدراسات مقارنة متعمقة، وفيها نوقشت باستفاضة - مقابلات وصيغ هذا الطراز سواء كانت هندية أو تركية15 وعادة ما نجد صيغ هذه الطرز تُحكى في رياض الأطفال في وقتنا الراهن، ورواتها لم يجدوا ضرورة لإحداث تغييرات كبيرة في بنيتها العالمية، وعليه يتم حكيها بصيغها المعروفة عالميًا، كذلك تقترب قصتنا الراهنة من طراز قصصي معنون «الفتاة التي لم تعرف حل لغز الخاطب» وتحمل ترقيم طرازي AT:851 وهو طراز مسجل منه أكثر من 10 صيغ متكاملة من بلدان عربية مثل اليمن وتونس والعراق وهي محفوظة في أرشيف الحكايات الشعبية في إسرائيل – اختصاره IFA- ، ونجد في هذا الطراز تعدد طرق البطل في مساعدة والديه، منها صيغة يمنية يطلب فيها البطل أن يتحول لشخص أسود كي يُباع عبدًا ويقدم المالَ لوالديه الفقيرين ليتعيشا منه بكرامة16 وذات الطراز وردت له حلقات قصصية17 episode تناثرت في عدد من الحكايات المسجلة في الأرشيف الإسرائيلي18، ورغم العناصر الطبيعية في القصة فلا يمكن تصنيفها باعتبارها حكاية واقعية، وخاصة لتضمنها بعض العناصر فوق الطبيعية (دجاجة عارفة تنقِذ شخص من الموت سُمًا، Motif GMC-A:B312.6.1 «فَمْرَات أَبُوه عَاوْزَه تِتْخَلَّصْ مِنُّه فَحَطّتْلُهُ السِّمْ فِي الْأَكْل فَالْفَرْخَة حَسَّتْ وَقَعَدَتْ تِنْدَهْلُه فَأخَدَ الْأكْل وَرَاحَ عِنْدَ اَلْفَرْخَة فَالفَرْخَة كَبَّتْلُه الْأَكْل» – شخص يُحمل بواسطة طائر، Motif:B552 «فَقَالَّهَا يِطْلَعْ بَسْ يِركَبْ الْفَرْخَة اَلْعَرْجَه فَقَالِتْلُه مَاشِي يِرْكَبْهَا فَجَابْ الشَّاطِرْ حَسَنْ اَلْفَرْخَة بِتَعْتُه وَطِلِعْ اَلْحَرْب» - دجاجة عدائية تقاتل في معركة بإطلاق نار من الأمام ومن الخلف، Motif GMC-A:B17.5.1 «فَكَانَتْ فَرْخَتُه تَضْرِبْ نَارْ مِنْ وَرَا وَمِنْ قُدَامْ»- وتمييز بجُرحH56، (تمييز بكَي ) «فَقَالْهُمْ لَوْ كُنْتُمْ عَاوزِينْ هَدِّيِكُمْ بَسْ بِشَرْط هُوَ أنْ اَكْوِي كُلْ وَاحِدْ فَيكُمْ بِالْمُسْمَارْ (أَعَلِّمُه ) شَاوْرُوا بَعْض فَوَافَقُوا فَعَبَّالْهُم الزُّجَاجَة لَبَنْ عُقْر وَلَبَنْ بِكْر وَكَوَاهُمْ بِالمُسْمَار» والحكاية قريبة من الطرز الوقعة بين 559-500: AT حكاية سحرية عن معاونين فوق طبيعيين، أما في تصنيف الأنواع فيمكن تصنيفها إلى نوع الحكايات الشعبية التي تنتهي بالزواج كنهاية سعيدة، وهناك بعض الطرز القليلة لحكايات تتطابق مع المعين فوق الطبيعي الذي يمنح عونه للبطل/ الفتى مستحق المساعدة، قارن الطرز ما بين AT:505 - 508 موت ممنون/موت مدين بفضل، حيث نجد أن المعين/ الدجاجة تقدم مساعداتها بامتنان، وبلا أي مقابل، وذات الطراز ورد في صيغة يهودية مغربية تظهر فيها شخصية المتبرع، في نهاية الحبكة، كبطل فرح وسعيد بما يقدمه من عون20، ولهذا الطراز أكثر من 50 صيغة في الأرشيف الإسرائيلي (IFA) منها الحكاية المغربية «يعقوب وبنت الملك والصياد»21 وهي صيغة قريبة من طراز AT:506، الأميرة المُنْقَذة (الأميرة المحررة من العبودية)، وفيها يُنقذ البطل وعروسه من الغرق عندما تغرق سفينتهما في قلب البحر، وهذه الصيغة القصصية تضم أغلب الجزيئيات القصصية الخاصة بهذا الطراز، قارن جزيئيات Q271.1، حظر دفن المقترض بواسطة المُقرِض، E341.1، موت ممنون/موت مدين بفضل خاص بإفتداء جسمين كان محظور دفنه إلا إذا تم دفع ما عليه من ديون، R111.1.6، إنقاذ أميرة من عبدوية (من البيع كجارية)، R163، تهرب وإنقاذ بواسطة موت ممنون/موت مدين بفضل، Q491، استهداف وقار الميت كعقاب.
أما من ناحية بنية الحكاية فأقرب طراز لهذه الحكاية هو طراز AT:519 الفتاة القوية كعروس، حيث تتشابه بعض عناصر الحكاية مع الطراز: معين واحد ينقذ خطيب واحد، العون يُؤَدى بطريقة فوقطبيعية وأسطورية وسحرية، ابنة الملك لم تكن تعرف إذا كان للفتى الخطيب قدرات خارقة أم لا، كذلك قارن طراز AT: 516 «الصديق الأمين» وهي حكاية شعبية طويلة ومركبة من حلقات قصصية episode تحكي عن:
- صديق لابن ملك يقدم له أميرة فاتنة ويتحول إلى حجر.
- يضطره ابن الملك – الذي يتزوج من الأميرة - إلى كشف سر التحول.
- يذبح الزوجان ابنهما على الحجر المتحول وبدمه يعيدان الصديق المخلص إلى الحياة مرة أخرى22.
أما العناصر المختلفة في الحكاية عن طراز AT:519 نجد في الطراز مواجهة واضحة بين الأميرة الجميلة والقوية Motif:T58,T173.1، وبين الخطيب المفروض عليها بالقوة، Motif:H345 فيتحول، Motif:K3،K1844.1 في اللحظة الملائمة بواسطة معين غير عادي، Motif:F601.2 وفي هذه الصيغة تكون المواجهة بين الخاطب والملك (والد الأميرة)، أما المتبرع فلا يتدخل بنفسه في الحبكة بل نجده يمنح الخاطب خاصية سحرية، Motif:D1893.2 خاصية سحرية يرى ولا يُرى تمنح لإنسان، وهي خاصية كافية كي تحسم المنافسة لصالح الخاطب، قارن جزيئيات D1985، طرق اكتساب عمى أو عدم رؤية (خاصية يرى ولا يُرى)، D1361 ساحر يحول شخص ليصبح يرى ولا يُرى، D1361.26، صيغة سحرية (تعويذة) تحول إنسان إلى شخص يرى ولا يُرى.
أما عناصر أولريك الجمالية فقد لوحظ تغييب الفاتحة في القصة، ربما لأن الراوية هنا أدركت طبيعة جمع الرواية لهدف تعليمي، في غياب جمهور، وعليه فقدت العلاقة المباشرة مع جمهور حقيقي منتبه ومتجاوب مع ما ترويه، وعليه أصبح من غير الضروري وجود فواتح وخواتم تجعلها في بؤرة اهتمام جماعة المستمعين، فليس هناك من تلفت انتباهه، لأن الفاتحة هي إشارة تحدد للجمهور إما أن يواصل الاستماع ويلزم مكانه أو أن يغادر مكان الحكي23 أما قانون التضاد أو التنافر فيمكن رصده من خلال ( أخوين أحدهما نشيط والثاني كسول) كَانَ الشَّاطِرْ حَسَنْ مُوَفَّقَ فِي اَلْمَدْرَسَة عَلَي أَخُوهْ، وقانون التثليث(العدد سبعة كعدد طوبولوجي): كَانَ الْسُلْطَانْ عِنْدُه سَبَعْ بَنَاتْ، وقانون التشكيل بالصور(تضمين الحكاية لوصف غني بالتشكيل الفني هدفه التشويق(قُولُولُوا لَو جَاءَكَ اَلسُّلْطَانْ نِفْرِشْلُو اَلْأَرَضْ حَرِيرْ وَلَوْ رُحْتُلّه هَيِفْرِشْلَكْ اَلْأَرْض حَرِيرْ فَقَالُّهُمْ الْجَازِرْ ( الشَّاطِرْ حَسَنْ ) تَعَالَى وَهَفْرِشْلَك الْأرْض حَرِيرْ فَفَرَشْلُه الْأرْض حَرِيرْ)، وقانون التنغيم: فَجَابَ الشَّاطِرْ حَسَنْ ( الشَّغَالْ ) لَبَنْ عُقْر وَلَبَنْ بِكْر، أما المفردات المحلية في القصة فتركزت في كلمة: جازر= عامل.
حكاية الشاطر حسن – الصيغة الثانية :
الرقم الأرشيفي للقصة 3/12/2001 جمع وتسجيل: زمزم حازم أحمد، 21 سنة بقرية العبابدة- شنهور– قوص في 3/12/2001م، رواية: بخيتة أحمد جودة، 61 سنة وملخص الحكاية: زوج يأكل دجاجة موصوفة علاجًا لزوجته العقيم، فيحمل الزوج وينجب بنتًا جميلة يخطفها منه طائر(حدأة)، ترعاها الحدأة فوق شجرة وتلبسها مصوغات ذهبية مخطوفة من نساء يملين جرارهن من النهر، وبينما يسقي الشاطر حسن فرسه من النهر يراها ويطلب منها النزول له من فوق الشجرة فترفض الفتاة، ولكنه يستطيع بالحيلة أن يأخذها إلى قصره، وهناك تُضطهد الفتاة من أمه بعد سفره وتُطرد، وتُمنح قصر تعيش فيه، وعندما يعود الشاطر حسن يجد أمه في صورة منفرة، فتدعي أن أمه ماتت وسبب عوار عينها هو كثرة البكاء على أمه الميتة، فتطلب منه هذه المرأة(أمه) علاجًا من شجرة في قصر الفتاة، فيرسل ثلاثة من الخدم لإحضار العلاج على التوالي، فيعود كل واحدٍ منهم مقطوعَ اللسان، وعندما يذهب هو يُخبر بالقصة كلها، فيعيد الفتاة الجميلة إلى قصره ويتم التخلص من الأم بطريقة نصفها عجيبة ونصفها واقعية – الأرض تبلع الأم حتى رأسها، ثم يقطع الشاطر حسن رأس الأم). والموضوع الرئيسي للقصة منتشر عالميًا، ينتمي لطراز AT:706، الفتاة المُشَهَّر بسمعتها – المُشّهِّرون بسمعتها يعاقبون ويطلبون العفو والسماح، والحكاية لها صيغ من تونس ولها أربع صيغ من اليمن محفوظة جميعها في الأرشيف الإسرائيلي (IFA) أقربها لهذا الطراز حكاية «بنت الحاخام الحكيمة»25 وينتمي إلى طراز AT:712 Crescentia تشويه سمعة وعقاب زوجة يُرَد بقوى علاجية عجيبة، أما هيكل الحبكة القصصية بدون عبارات وصفية أو إشارات رمزية فهو على النحو التالي:
1. فتاة تُخطف من أبيها – الذي وَلَدَها- ترعاها حدأة، فيراها البطل فيأخذها إلى قصره بحيلة.
2. الفتاة تُضطهد من أم البطل وتُطرد فتٌمنح قصرا تعيش فيه، به شجر يشفي أمراض العيون، يُرسل لها خدم لأخذ دواء لعلاج عين أم البطل، فتقطع ألسنتهم.
3. البطل يعثر على الفتاة وتعرف الحقيقة، فيعود إلى أمه التي تُعاقب.
ورغم العناصر الطبيعية في القصة فلا يمكن تصنيفها باعتبارها حكاية واقعية، وخاصة لتضمنها بعض العناصر فوق الطبيعية مثل طراز AT:705A ولادة من رجل حامل نجده في موتيف Motif GMC-A:T578 رَاحْ شَافْ اللِي تَحْتِ الْمَاجُورْ لِقِيهَا كَبِيرَة وِابْتَاعْتُهْ صَغِيرَة رَاحْ كَلْ اِلْكَبِيرَة رَاحْ حَمَلْ وِلَمَّا قَرَّبْ يُولِدْ -, Motif GMC-A:B535.0.5.1 طفلة متروكة تتربى بواسطة (حدأة) في عش- «خَطَفِتْهَا الْحِدَّايَةْ وِحَطّتْهَا فُوقِ الْشَجَرَة كَانِتْ الْشَجَرَةْ عَلَى الْبَحْرِ فَكَانِتْ الْحَرِيمْ تِمْلَي جِرَارْهَا وَتِسْنِدْ دَهَبْهَا تَخْطُفْ الْحِدَّايَة الْدَهَبْ وِتِلَبِّسْهَا»، أما العناصر الطبيعية في القصة نجدها في جزيئيات: Motif GMC-A:S12.2.1، أم تطلب التخلص من ابنتها بإلقائها في الجبل «قَالِتْ لَهُ مَرَتُه لَوْ خَلّيتَكْ فِي الْبِيتْ هَتِفْضَحْنِي رُوحْ الْجَبَلْ اِنْ جِبْتِ وَلَدْ هَاتُهْ وِاِنْ جِبْتِ بِتْ سِيبْهَا» زواج أمير من فتاة متواضعة فَوَقَعْ صَنْدَلْهَا فَنِزْلِتْ تِجِيبُه فَخَطَفْهَا الْشَاطِرْ حَسَنْ وَوَدَّاهَا بِيتُه وَحَطَّهَا فِي اُوضَهْ» – ,Motif GMC-A:K778.5 فتاة على شجرة تُغوى بالنزول وتؤسَر عن طريق خدع لإمرأة عجوز تتظاهر بالجهل وقلة الحيلة « قَالِّهَا اِنْزِلِي مَرِضْيِّتْشِ تِنْزِلْ رَاحْ جَابْ مَرَهْ عَجُوزِهْ وِخَرُوفْ وِادَّاهَا سِكّينْ وِبُرْمَهْ وَمُلُخِيَّه» -,Motif GMC-A:K778.5.1 خطف عن طريق خدعة إمرأة عجوز: سكين توضع على ذيل خروف (على ربع الذيل الخلفي) بدلًا من الرقبة في محاولة لقتله، المعين يُخطف «مَسَكِتْ اِلْعَجُوزَه اِلْخَرُوفْ وَالْسِكِّينْ وِتِدْبَحْ الْخَرْوفْ مِنْ دِيلُه اِتْقُلِّهَا لَا يَا عَجُوزَه اِدْبَحِي اِلْخَرُوفْ مِنْ رَقَبْتُهْ اِتْقُولِهَا الْعَجُوزَهْ مِشْ عَارْفَهْ جِدِّتِكْ تَعَالِي وَرِّينِي» خطف عن طريق خدعة إمرأة عجوز: عروق نبات الملوخية تُجمع بدلًا من الأوراق لطبخها، المعين يُخطف»وَتِلّقِّطْ الْعَجُوزَهْ الْعَصَبْ وِتِرْمِي وَرَقِ الْمُلْخِيَّه اِتْقُولْهَا لَا يَا عَجُوزَه اِرْمِي الْعَصَبْ وِخُدِي الوَرَقْ اِتْقُولْهَا تَعَالِي وَرِّينِي مَتِرْضَاشِ تِنْزِلْ» خطف عن طريق خدعة إمرأة عجوز: وعاء فخاري لحفظ المياه (بُرمة – زير – قُلَّة) يوضع مقلوبًا - فوهة الوعاء على الأرض – المٌعين يُخطف عروق نبات الملوخية تُجمع بدلًا من الأوراق لطبخها، المعين يُخطف « وِتْحُطْ الْعَجُوزَه الْبُرْمَه مَقْلُوبَهْ اِتْقُولِهَا اِعْدِلِيهَا اِتْقُولَّهَا مِشْ عَارْفِه تَعَالِي اِعْدِلِيهَا» قارن موتيف J1906.1 وقارن طرز: -,F990 جمادات تتصرف وكأنها حية (مقص يؤدي القص بذاته، مقص يقص لسان خادم خشية الإفصاح عن سر) «رُوحْ يَا مَقَصْ قُصْ لِسَانُه قَبْلِ مَا يِخَبِّرْ عَلَىَّ فَرِجِعْ الْخَدَّامْ لِلْشَاطِرْ حَسَنْ وَلْسَانُه مَقْطُوعْ» والحكاية قريبة من طراز AT:881 وأضافت جاسون ترقيم طرازيAT:712*A :27:أم ملك تضطهد ابنة زوجها، موجود في IFA: 11090، وموجود في الحكاية المغربية المعنونة «الوفية لزوجها» IFA: 2505 وقريب من ذلك طراز AT:707 موجود في الحكاية الأفغانية IFA: 3983. الواردة في تصنيفات سرودي28 وجميعها تنتمي للحكايات فوق الطبيعية الواقعة بين طرز AT:700-749 أما في تصنيف الأنواع فيمكن تصنيفها إلى نوع الحكايات الشعبية التي تنتهي بالزواج كنهاية سعيدة بعد القضاء على المعيق، أما العناصر المختلفة في الحكاية عن طراز AT:712 نجد في الطراز مواجهة واضحة بين الابن العاشق والأم المعيقة.
أما عناصر أولريك الجمالية في الحكاية فتتركز في بعض العناصر الجمالية كالخاتمة التقليدية «وَتُوتَه تُوتَه خِلْصِتْ الْحَدُّوتَه» في حين غَيَّبت الحكاية فاتحة القصة، ربما لحكي الراوي أكثر من حكاية بدأت أولاها بفاتحة انسحبت على الحكايات التالية، أو لذات سبب الصيغة الأولى، كذلك تضمنت الحكاية عبارة تكرارية واحدة تشي بالمكانة الرفيعة التي تحولت لها الفتاة الفقيرة التي عانت من اضطهاد زوجة الأب ثم من أم الزوج، وهي عبارة «يَا سِتْ يَا سِتِّنَا يَا اللِي قَصْرِكْ اَعْلَى مِنْ قَصْرِنَا اِدِّيِنِي عَنْقُودْ عَنَبْ لِلْوَحْمَه اللِي عِنْدِنَا» وتتكرر ثلاث مرات يرددها حرفيًا ثلاثة من الخدم المرسلين لإحضار علاج من شجر نادر لا يوجد إلا في قصر الفتاة الجميلة، والحكاية تبرز مواجهة بين شخصيتين هما الفتاة الطيبة والحيزبون وهنا نجد كلا من زوجة الأب و العجوز التي يحضرها البطل/الشاطر حسن لتوقع بفتاته وأم الزوج تجسد صورة الحيزبون الكريهة المعادية للخير والجمال، كذلك نجد عنصر الأعداد الطبولوجية ممثلًا في العدد ثلاثة (ثلاث خدع تُعرض للإيقاع بالفتاة الجميلة – ثلاثة خدم تُقْطَع ألسنتهم)، أما عناصر المضمون نجدها في ثلاثة جزيئيات فوق طبيعية في الحكاية (رجل يحمل وينجب – طائر/حدأة يخطف طفل ويرعاه – أدعية مستجابة/ دعاء إيجابي بمنح قصر يُستجاب ودعاء سلبي بابتلاع الأرض لشخص يُستجاب)، أما القوانين اللغوية في الحكاية فتتمثل في عنصر التنغيم في العبارة التكرارية «يَا سِتْ يَا سِتِّنَا يَا اللِي قَصْرِكْ اَعْلَى مِنْ قَصْرِنَا اِدِّيِنِي عَنْقُودْ عَنَبْ لِلْوَحْمَه اللِي عِنْدِنَا» والعبارة تسهم في جذب انتباه السامعين للاستمرار في الاستماع إلى حكاية معروف نهايتها.
حكاية الشاطر حسن – الصيغة الثالثة:
الرقم الأرشيفي للقصة 2/4/2015 جمع وتسجيل: سماح هريدي حداد،23 سنة بقرية هِوّ- مركز نجع حمادي في 2/4/2015م، رواية: هريدي حداد عبد الرحيم، 72 سنة وملخص الحكاية: [ عظيم/ ملك له زوجتان الأولى تنجب ولد وبنت والثانية عقيم تسرق الطفلين الموسومين وتتخلص منهما في صندوق يوضع في مياه نهر - يعثر صياد على الصندوق فيتولى تربية الطفلين ثم يشكراه ويغادرا بحثًا عن الأسرة الأولى – ينزل الأخ والأخت ضيفين على أسرة يعجب ربها بالفتاة(ابنته)، وبعد مهام عجيبة يكلف بها الفتى من رب الأسرة المضيفة/ أبيه- ليختلى بالفتاة، يكتشفا أنهما بين أسرتهما الأولى (العلامات تساعد الأم في التعرف عليهما) ويصبح الفتى ملكًا] والموضوع الرئيس للحكاية منتشر عالميًا، وينتمي إلى طرازAT:327A، يتشابه مع «حكاية الأخرس وولديه» «האלמן ושני ילדיו» وهي صيغة غربية جمعها جرونفيلد بالإسبانية، نشرها نوي ضمن دراسته للمرويات التي جمعها الأخير29، ولكن صيغة حكايتنا قريبة إلى طراز AT:450 أخ وأخت يطردا بواسطة زوجة الأب، وهو طراز نجده يتردد لدى الجماعات اليهودية، فقد ذكر دوف نوي أن لهذا الطراز 12 صيغة محفوظة في أرشيف القصص اليهودي نشر منها نوي ثلاثة صيغ، بينما الصيغ غير المنشورة تحمل عناوين בת חורגת כגבורה ابنة زوج كبطلة – אם חורגת אכזרית زوجة أب قاسية – סגולה מאגית ניתנת ע"י פיות خاصية سحرية تمنح بواسطة تفوه بكلمات – נערה ממעמד נמוך נישאת לנסיך فتاة من طبقة متواضعة تتزوج من أمير – הכלה המוחלפת الزوجة المُتَبَدِّلة – בוגדנית נענשת خائنة تعاقب30 وجميعها صيغ ذات صبغة تهويدية31، وقد أضاف الشامي طراز AT: 931A ويرتبط هذ الطراز بطراز AT: 403 العروس السوداء والعروس البيضاء، كما يرتبط بطراز AT: 480 الفتاة المهذبة والفتاة الوقحة، وهو طراز ما زال ينتشر بين الرومانيين المعاصرين، حيث يتم توظيفه كوسيلة تعليمية تؤكد على قيمة اتقان العمل والرضى بالقليل32، وترتبط كذلك بتيمة البقرة المعينة الموجود بين طرز AT: 510 - AT :551 – وطراز الفتاة التي تسير خلف محاربين على وجه النهر، أو الأبناء في رحلة بحث لاكتشاف علاج إعجازي من أجل أبيهم المريض، والصيغتان موجودتان ضمن طراز AT: 551 ، وقد نشر نوي صيغة لهذا الطراز وصفها بأنها صيغة ناقصة، حيث تجاهلت إبراز طبيعة المكافأة التي حصلت عليها ابنة الزوج المهذبة، وطبيعة العقاب الذي نالته الفتاة الوقحة33وتتعالق كل هذه الطرز بموتيفات ,Motif GMC-A: P253.1.1 أخ كحارس على عفة أخته، وموتيف ,Motif : N365.2.1 أب يقع في حب ابنته من غير تعمد، وموتيف Motif: S31، قسوة زوجة الأب، وموتيف Motif GMC-A: S31.4.1، زوجة أب تقتل ابن ضرتها، وموتيف Motif GMC-A: S31.4.2، زوجة أب تستأجر قتلة ليقتلوا عمدًا ابن ضرتها، أما هيكل الحبكة القصصية بدون عبارات وصفية أو إشارات رمزية فهو على النحو التالي:
1. تخلص زوجة عاقر من ابني (أخ وأخت) ضرتها.
2. الأخوان يُحسَن إليهما، ويقررا البحث عن أسرتهما.
3. في رحلة البحث يحمي الأخ أخته، ويلتقيا بأسرتهما بالصدفة.
ورغم العناصر الطبيعية في القصة فلا يمكن تصنيفها باعتبارها حكاية واقعية، وخاصة لتضمنها بعض العناصر فوق الطبيعية مثل وسم الابن بخصلتي شعر في رأسه إحداهما ذهب والأخرى فضة «وَالْوَادْ فِيهِ سَلْخَةْ دَهَبْ وِسَلْخَةْ فَضَّةْ اِلوَادْ» قارن موتيف طفل له خصلة شعر ذهب وخصلة فضة، ووسم البنت بتغيرات لظواهر طبيعية حين تضحك أو حين تبكي، قارن موتيف ظواهر طبيعية عجيبة تحدث حين تبتسم أخت: انفلاق القمر، «وَالْبِتْ اِسْمَهَا عَبْدِ صَبْر …لَوْ ضِحْكِتْ يِنْشَقِ الْقَمَرْ يِنَوَّر» ثم قارن موتيف ظواهر طبيعية عجيبة تحدث حين تبكي أخت: تلبد الغيوم وهطول الأمطار «وَالْبِتْ اِسْمَهَا عَبْدِ صَبْر لَو بَكِتْ يِقُومْ غِيمْ وِنَطَرْ»، وتتميز صيغ هذا الطراز،في الغالب، بالطول حيث تطول الحبكة وتسير بخطوات بطيئة نحو النهاية، وذلك في مسيرة خروج الفتاة من المنزل، ففي رواية مصرية احتوى المشهد الأخير على مجموعة من المهام المفروض على الفتاة القيام بها، مثل مهام سقاية عناصر نباتية وحيوانية ظمأى، ففي قصة ست الحسن-2 (رواية من أخميم) يطول المشهد عبر تكرار موتيف رئيس في القصة ( الجود دون انتظار رد العطاء34 - من ابتكار الشامي) ، حين لا تبخل ست الحسن على الكائنات غير البشرية بالماء/ سر الحياة، فتُمنح الصفات الإيجابية لتلك الكائنات كي ينتهي سلوكها النبيل نهاية سعيدة لم تنتظرها.
- ست الحسن تجود على الغراب /
يِجْعَلْ سَوَادِي فِي شَعْرِيكِ وَلا يِجْعَلْهُوشي فِي وِشّْيِكِ
- ست الحسن تجود على النخلة /
يِجْعَلْ طُولِي فِي شَعْرِيكِ وَلا يِجْعَلْهُوشي فِي جِسْميكِ
- ست الحسن تجود على الورد/
يِجْعَلْ حَمَارِي فِي خَدِّيكِ وَلا يِجْعَلْهُوشي فِي عِنِيكِ
- ست الحسن تجود على القرطم /
يِجْعَلْ بَيَاضِي فِي وِشِّيكِ ولا يِجْعَلْهُوشِ في شَعْرِيكِ.
عندما تصل ست الحسن إلى الدار تكتشف أن الجود زادها جمالاً، فضلاً عما حظيت به من مكافأة مادية لم تتوقعها35.
وفي رواية رومانية يطول المشهد لتواجه الفتاة الطيبة مهام أخرى أولها مواجهة اثني عشر غولًا، ولكن بعد أن تقدم نفسها لكل منهم يتعاطفون معها ويقدمون لها النصائح اللازمة لتتمكن من الزواج بأمير، بعد ذلك تواجه مخاطر اثني عشر لصًا، وهم أيضًا يتعاطفون معها ويتصرفون معها كأنها أختهم، وفي نهاية رحلتها تموت على مرأى من الجميع وتُدفن في جذع شجرة، وفي نهاية الأمر تُحْيَى مرة أخرى وتتزوج أحد الأمراء36.
أما العناصر الطبيعية في القصة نجدها في تطور أحداث الحكاية التي يمكن رصدها وفق أكواد شتراوس على النحو التالي:
1. المرحلة الأولى: ملاحظات مبدئية
الشخصيات الفاعلة.
- A.أ - الأبطال الرئيسيون: الأخ والأخت، والأب.
- A.ب- الأبطال الثانويون: الصياد والحيزبون.
- A .ج- المخلوق المانح: الغول.
2. المرحلة الثانية: الفاتحة :
- B.أ- موتيف صراع الضرائر: الزوجة العقيم تتخلص من طفلي ضرتها.
- B.ب- القدر يحفظ الأخ والأخت.
- B.ج- تكملة الفاتحة: الأخ والأخت يُنقذان بواسطة صياد، ويحسن إليهما.
3. المرحلة الثالثة: Bex مكان الالتقاء وطبيعته:
- B! قصر الملك/ قصر الأب غير المعروف.
4. المرحلة الرابعة: لقاء الأب مع تنفيذ مهام – نقص. (التقاء الأب الذي يُبعد الابن ليختلي بابنته – على غير دراية).
5. المرحلة الخامسة: طبيعة المهام المكلف بها الابن ( احضار الطائر القوقالي – احضار الطائر أبو دراسة – احضار الطائر الأدهم أبو الغطاس).
6. المرحلة السادسة : مساعدة من الخارج لإتمام المهام المكلف بها – نقص.
7. المرحلة السابعة: منح أو مكافأة (الأخ يمنح أنواع الطيور العجيبة في بلاد الغيلان).
8. المرحلة الثامنة: عقاب ( الأخت تُهدد بسلب العفة).
9. المرحلة التاسعة: تعديل مسار (الأم تتعرف على ولديها وتخبر الأب – العلامات تساعد على التعرف).
10. المرحلة العاشرة: توبة وموعظة (الأب يندم على محاولته فعل مشين ويتنازل عن المملكة لابنه / حامي عفة اخته).
وعلى ما سبق يمكن مقارنة هذه الأسس مع القيم الملائمة لها في إطار منهج بروب مع ملاحظة الترقيم اللاتيني لكل وظيفة من الوظائف التالية هو ترقيم وضعه فلاديمير بروب في منهجه الوظيفي، وتم ترتيبه هنا وفق ظهوره في الحكاية محل الدراسة، مع مقابلته بصيغ شتراوس، وذلك على النحو التالي:
أكواد الوحدات الصيغية وفقًا لمنهج شتراوس (قراءة في الصيغ) | وظائف بروب (قراءة في الجزيئيات) |
صيغة A ( ملاحظات) مقدمة الراوي | 0 الحب الشرعي بين توأمين (فتى وفتاة) في مقابل الحب غير الشرعي (وقوع الأب في غرام ابنته) الشاطر حسن يحب اخته عَبْدِ صَبْر لَو بَكِتْ يِقُومْ غِيمْ وِنَطَرْ وِلَوْ ضِحْكِتْ يِنْشَقِ الْقَمَرْ يِنَوَّر في مقابل الحب غير الشرعي ( أب يقع في حب ابنته ) |
صيغة B في خيام الأسرة | I غياب أحد أفراد الأسرة عن المنزل(غياب التوأمين) X البطل يقرر الخروج للبحث( التوأمان يقرران الخروج بحثًا عن الأسرة الحقيقية) |
صيغة C تشابكات(علاقات) بين أفراد الأسرة | IV الخصم يحصل على معلومات عن البطل (الأب كخصم للشاطر حسن يعرف تعلقه باخته فيسعى لإبعاده) |
صيغة D هبوط / تشاحن | VI الخصم يحاول أن يخدع الضحية من أجل أن يتسلط (الأب يحاول أن يخدع الشاطر حسن بإرساله إلى الهلاك) |
صيغة E حزن نابع من D | IX محنة تقع على البطل عقبات الحصول على الطيور النادرة (في بلاد الغيلان) |
صيغة F سعادة نابعة من C | XXX الخصم يُعاقب الأب يعاقب عقاب نفسي |
صيغة G العثور على مفقود والتواصل معه | XV وسيلة سحرية تنقل تساعد على البحث (وسم الأخ بخصلتي شعر ذهب وفضة ووسم الاخت باقتران التغييرات الطقسية مع تغير مزاجها) |
صيغة H مساعدة بواسطة أرواح | XIV البطل يتلقى معلومة بوسيلة سحرية الشاطر حسن يُخْبَر بمكان الطيور النادرة عن طريق كبير الغيلان |
صيغة I تنازل عن وضع اجتماعي | II حظر على البطل (الأب يحظر من لمس عبد صبر ابنته) |
صيغة K تجربة/ اختبار | XXVI حل المشكلة (العثور على الطيور النادرة واحضارها) |
صيغة L عقبات/ غوايات | VI الخصم يحاول أن يخدع الضحية من أجل أن يتسلط الأب يخدع الشاطر حسن لانتزاع عفة اخته (لينقلها من سلطة الأخ إلى سلطته) |
صيغة V التغلب على العقبات | XXV عودة البطل (التوأمان يعودان إلى أسرتهما) |
صيغة Q اجتياز التجربة أو الفشل | XXIV انتهاء الفشل الأول ( الأب يفشل في جميع المرات في فعل الفحش مع ابنته) |
صيغة X نتيجة الفشل/ عقاب | XXX الخصم يُعاقب30 (الأب يعاقب بنزع المملكة منه) |
صيغة Z خلاص / عودة إلى الوضع الطبيعي | XXXI البطل يحصل على التاج (الأخ يحصل على المملكة ) |
في الجدول السابق جاء ترتيب وظائف بروب وفق ترتيب الأحداث في الحكاية محل الدراسة، وبالمقارنة بين صيغ شتراوس ووظائف بروب يمكن أن نلحظ ما يلي:
- التقسيم الجزيئي والتشابه: حيث يتشابه التقسيم الجزيئي، إلى حد كبير، مع مسارات الحبكة ومع الإشارات الموضوعية التابعة للحبكة، بينما نجد أن التقسيم الصيغي يغلب عليه الميل إلى الإشارات الدلالية التي تبتعد عن الحبكة .
- التقسيم الجزيئي والسيطرة:حيث يقع التقسيم الجزيئي تحت سيطرة الوحدات المتفرقة، نسبيًا، في مقابل تركز الوحدات في التقسيم الصيغي.
- الإزاحة : يفرض الجدول إزاحة بعض التفاصيل البارزة في القصة وكذا استحضار تفاصيل أخرى يتم انتخابها من الذاكرة.
محاور الحكاية:
- المحور A: تظهر العلامات الدالة على وجود الراوي في الحكي.
- المحور B: تظهر بعض الخصائص القَبَلية (تعدد الزوجات – دفاع الأخ عن شرف أخته).
- المحور D: استبدال الصراع بين غرباء إلى صراع بين أقرباء..
- المحور G: علامات مميزة (عجائبية/ خصلتا الشعر للاخ وسحرية/ تغيرات طقسية مقرونة بتغيرات مزاجية للأخت) تساعد في التعرف على الأخوين المفقودين.
- المحور K : التأكيد على المحظورات الدينية برفضها اجتماعيًا (رفض محاولات الأب الفاحش، على الرغم من عدم معرفته).
- المحور Q/V: تعدد عقوبات محاولة انتهاك محظور (عقوبة الألم النفسي وعقوبة نزع المملكة)
- المحور H : توظيف عناصر ميتافيزيقية للمساعدة على المعرفة( الغيلان تساعد على المعرفة)
- المحور Z: تجلي ظهور الراوي من خلال خاتمة سعيدة.
صيغة المكان
تمثل صيغة المكان B – Bex إحدى الصيغ الرئيسة في الحكاية محل الدراسة، وخاصة إذا كانت الإشارة إليه تميل إلى الإلغاز، حيث تغيِّب القصة عنصر المكان الطبيعي وتركن إلى فكرة المكان المتحرك (صندوق يُلقى في بحر ويتحرك متجهًا إلى أحد الشواطىء) لإيجاد تعالق بين حركية مياه البحر وحركية القدر، حيث يتحرك قدر الأخوين من مصير الموت إلى مصير الحياة، وكذا يكون المكان المتحرك هو القاسم المشترك لتحقيق التناقضات ( الغياب يكون بوضع أخوين وإلقاء الصندوق في البحر – والعودة تكون بتتبع طريق البحر) تذكر الحكاية أماكن أخرى تقليدية بخجل شديد ( بيت – مدرسة – جبل - مكان غير مأهول أو صحراء أو مكان غريب /أرض الغيلان)، وأخيرًا يمكننا حصر العناصر المختلفة في الحكاية عن طراز AT:450 في عنصر واحد فقط هو محاولات أب الاختلاء بابنته – دون أن يعلم قرابتها له).
أما عناصر أولريك الجمالية فنجد تضمن الحكاية محل الدراسة عددًا من هذه العناصر أو القوانين، مثل: فاتحة وخاتمة تقليديتين « حجاك الله خير ان شاء الله/ فاتحة» « وِتُوتَه تُوتَه خِلْصِتْ اِلْحَدُوتَه/ خاتمة»، كذلك تضمنت الحكاية عبارة تكرارية واحدة تشي بقدرة الكلمة الطيبة على تغيير المصير السيء الذي كان ينتظر الشاطر حسن وهي عبارة» قَابَلْ اِلْغُولْ قَالْ لَهُ اِلْسَلَامُ عَلِيكُمْ قَالَ لَهُ لَوْلَا سَلَامَكْ كُنَّا كَلْنَا لَحْمَكْ قَبْلِ عِضَامَكْ « وهي عبارة تتكرر بعدد الغيلان التي تمثل المعوقات التي يتحتم على الشاطر حسن التغلب عليها لتنفيذ المهمة أو المهام، والحكاية تبرز شخصيات عديدة تجسد حالة العداء مع البطل/ الشاطر حسن، منها القريب/ الأب، ومنها البعيد/ الغيلان العديدة، أما عناصر المضمون نجدها في ثلاثة جزيئيات فوق طبيعية في الحكاية (علامات عجيبة للشاطر حسن/ خصلتا شعر إحداهما ذهب والأخرى فضة – مهام عجيبة يؤديها الشاطر حسن/ مواجهة الغيلان – التعرف على الغائب من خلال وسم عجيب)، أما القوانين اللغوية في الحكاية فتتمثل في عنصر التنغيم في العبارة التكرارية « لَوْلَا سَلَامَكْ كُنَّا كَلْنَا لَحْمَكْ قَبْلِ عِضَامَكْ « والعبارة تسهم في جذب انتباه السامعين للاستمرار في الاستماع إلى حكاية معروف نهايتها.
وعلى ما سبق فإن القول بماضوية المنهج المقارن/ المدرسة التاريخية – الجغرافية في دراسة النصوص الأدبشعبية والتقليل من جدواه في الدراسات الحديثة، هو قول جدير بنا مراجعته، إذ تمكننا أدوات المنهج من مزيد من القراءة للنصوص متوافقة التيمات العريضة، مع قدرة تحليلية للباحث للوقوف على التبديلات والتحولات التيمية في الصيغ العديدة التي يمكن العثور عليها في أرشيفات عالمية، وهو ما طبقناه في دراستنا على أرشيفين، أحدهما مصري (أرشيف مركز التراث الثقافي غير المادي)، والآخر إسرائيلي (أرشيف القصص الشعبي اليهودي).
الهوامش
1. פראנק אלווארז-פרירה, סיפור-העם כאמצע חינוכי, תרגם מאנגלית: ראובן אשל, מחקרי ירושלים בפולקלור יהודי,המכון למדעי היהודות ע"ש מנדל, תשמ"ה, עמ'58- 77, עמ' 58.
2. يعد كارل كرونه مؤسس هذه المدرسة، وخلفه أنتى أرني، ويقوم هذا المنهج على أساس جمع الروايات المختلفة للنمط الواحد قدر الإمكان، سواء كان مصدر هذه الروايات نصوصا مدونة أو مروية، وعند تحصل الباحث على قدر من الروايات المختلفة للنمط الواحد – يمكنه، حينها عن طريق المقارنة بين الروايات، واعتمادًا على بعض القرائن الزمانية والمكانية أن يحدد نشأة هذا النمط زمانيًا ومكانيًا، وعليه، بعد ذلك، أن يتتبع مساره راصدًا ما يعتري جزئياته من تغيير، وقد نشأ هذا المنهج في فيلندا وأُطلق عليه المدرسة الفيلندية المقارنة، فحين جُمعت صيغ عديدة للملحمة الفيلندية الشهيرة – كاليفالا – حفز ذلك، الباحثين الفيلنديين لرسم خرائط يتتبعون فيها حركية انتقال هذه الملحمة على مدار التاريخ في مناطق جغرافية متنوعة، حتى باتت لديهم– حتى الآن - خريطة مُتصورة لحركة تجوال هذه الملحمة.
- للمزيد انظر: نبيلة إبراهيم، الدراسات الشعبية بين النظرية والتطبيق، المكتبة الأكاديمية، ط.أولى، القاهرة، 1994، ص 154.
3. דינה שטיין, מחקריו של דן בן-עמוס על הספרות העממית במדרש: הגדרת הסוגות האתניות בהקשר התרבות, מחקרי ירושלים בפולקלור יהודי, כרך תשנ"ז – תשנ"ח, עמ' 25 – 32, עמ' 25.
4. דן בן-עמוס, מגמות חדשות בחקר הפולקלור, הספרות, 20 (1975), עמ' 1 (הערה 3).
5. لمزيد من الشروح والتطبيقات على أداتي الطراز والجزيء - راجع في ذلك مقالاتنا في مجلة الثقافة الشعبية أعداد 10 (ص ص ) - 35 (ص ص 50 - 65 ) - 40 (ص ص 42 - 65 ) – 49 ( ص ص 62 - 89 ).
6. Dan ben-amos, Jewish Studies and Jewish Folklore, Proceedings of the Tenth Eord Congress of Jewish Studies, Division D, Vol. II, Jerusalem 1990, pp. 15-16.
7. الفهرست أداة من أدوات البحث، ويمثل دليلاً علميًا نسقيًا تُرتب فيه المادة الأدبشعبية المفهرسة وفق القواعد التي يقتضيها نظام التصنيف أو التبويب في النسق Systemic، وذلك بغرض فهرسة وحفظ واسترجاع مواد القص الشعبي، ويحتوي الفهرست على إشارات ببليوجرافية، ومعلومات مصاحبة تؤدي بالباحث إلى الوصول إلى المادة المشار إليها.
8. فهارس الشامي هي المجموعة المصنفة وفق نظام الموتيف وقام الدكتور حسن الشامي بإعدادها، وهي في معظمها تخدم المأثور الشعبي العربي والإسلامي وهي على النحو التالي:
- Hasan El-Shamy .Folk Traditions of the Arab World: a Guide to Motif Classification, 2 vols.: V. I, xxvi + 461 pp., V. II, viii + 577 pp. (Indiana University Press, 1995).
- Hasan El-Shamy and Jane Gerry, Eds Archetypes and Motifs in Folklore and Literature: A Handbook,. Armonk,NY: M.E. Sharpe, 2005
- Hasan El-Shamy. A Motif Index of the Thousand and One Nights, (Bloomington: Indiana University Press, 2006).
- Hasan El-Shamy, Motific Constituents of Arab-Islamic Folk Traditions: A Cognitive Systemic Approach (2 vols.), 2016.
- https://scholarworks.iu.edu/dspace/handle/2022/20938
9. الأرشيف الذي نقصده هنا هو أرشيف مركز التراث الثقافي غير المادي – سيلي ذكره في الهامش التالي – وهو يتبع طريقة الترقيم الأرشيفي للنصوص باعتبار تاريخ جمع النص رقمًا أرشيفيًا للنص، وفي حال تعدد النصوص يشار إلى كل نص بحرف أبجدي أو أكثر.
10. صيغ حكاية الشاطر حسن محفوظة جميعها في مركز التراث الثقافي غير المادي، التابع لكلية الآداب بقنا، جامعة جنوب الوادي، مركز علمي لجمع وتوثيق وتصنيف عناصر التراث الثقافي غير المادي (الأدب الشعبي - العادات والتقاليد - المعتقدات الشعبية) من رواة ينتشروين في إقليم الصعيد، مُنشأ في كلية الآداب بقنا بقرار وزير التعليم العالي رقم 178 بتاريخ 15/11/2009م باعتباره وحدة ذات طابع خاص وقد أصدر مجلس الجامعة قرارًا بتشكيل أول مجلس إدارة له بالقرار رقم 985 بتاريخ 20/12/2009م برئاسة النابه الأستاذ الدكتور محمد أبو الفضل بدران.
11. في مجتمع الصعيد تميل السيدات الراويات إلى عدم ذكر أسمائهن ويفضلن إما تجاهل الإسم أو ذكر كنيتها دون اسمها وعادة ما تُكنى باسم ابنها الأكبر، وذلك لاعتبارات عديدة يمكن أن تفرد لها دراسات سسيولوجية، ورغم ذلك فقد وجدت بعض السيدات لا يتحرجن من ذكر أسمائهن.
12. للمزيد راجع نتائج الدراسة القيمة التي قدمها عيلي ياسيف وانتهى فيها إلى تصنيف طرق تهويد الحكاية الشعبية العالمية، من التهويد البسيط إلى التهويد المركب: עלי יסיף, דרכי-הקליטה של סיפורי-עם בינלאומיים בפולקלור היהודי של הדורות האחרונים, מחקרי ירושלים בפולקלור יהודי, המכון למדעי היהודות ע"ש מנדל, כרך תשנ"א – תשנ"ב, עמ' 300 – 302.
13. راجع في ذلك: דב נוי, " מאיר גרונוואלד,סיפורי-עם, רומאנסות ואורחות-חיים של יהודי ספרד (טקסטים ומחקרים), מחקרי המרכז לחקר הפולקלור- ו, הוצאת ספרים ע"ש י"ל מאגנס, האוניברסיטה העברית, ירושלים, תשל"ב,. עמ' 92.
14. راجع في ذلك: Walter Ruben,” Ende gut, alles gut”, Belleten (Ankara) 25, 1945, pp. 113 – 155.
15. تقول الصيغة اليمنية (كان الفتى مسعود ابنًا لوالدين فقيرين وكان يقطن بلدة صغيرة، وكان والداه يتسولان في الأسواق كي يوفرا لابنهما تعليمًا جيدًا ومعارف مناسبة، فحرما نفسيهما من الطعام، وكانا يسيران بملابس مرقعة بالية من أجل أن يكون ابنهما وحيدهما متعلمًا سبل تقوى الدين وصلاح الدنيا، ويكون عارفًا القراءة واعيًا بما تحمله الكتب من معرفة وبيان ... وفي إحدى الليالي أخذ مسعود يصلي راجيًا من الله أن يحوله أسود اللون كي يباع عبدًا فيقدم المبلغ الذي يباع به لوالديه ليسترزقا منه بكرامة، وفي صباح اليوم التالي نظر مسعود فإذا به أصبح أسود اللون.
- للمزيد عن هذه الصيغة راجع تفصيلًا: עלי יסיף, דרכי-הקליטה של סיפורי-עם בינלאומיים בפולקלור היהודי של הדורות האחרונים, שם, עמ' 278.
16. حلقة في حكاية باعتبار أن الحكاية الشعبية مكونة من حلقات قد تطول الحلقة أو تقصر.
17. راجع في ذلك حلقات قصصية أوردها دوف نوي في دراسته المقارنة المبكرة للقصص الشعبي اليهودي:
18. דב נוי, חודש חודש וסיפוריו 1970 – 1977, עשרים וארבעה סיפורי-עם נבחרים בליווי מבוארות ומפתחות, המרכז לחקר הפולקלור, האוניברסיטה העברית בירושלים, ירושלים תשל"ט, עמ' 84 – 85 – 121 – 177 – 184 – 219 – 246.
19. اختصار Fakhrany ويقصد به الجزيء / الموتيف الذي يعتقد الباحث أنه من ابتكاره، وكانت أول جزيئيات ابتكرها الباحث، في دراسة نشرت في مجلة الفنون الشعبية المصرية، للمزيد راجع: فرج الفخراني، القيم الثابتة والمتغيرة في حكاية ست الحسن والجمال، دراسة تطبيقية على رواية من إخميم، الفنون الشعبية، عدد 101، 2018، ص ص 142 – 155، ص 149.
20. حكاية "ابن السوداء" مرقمة في الأرشيف الإسرائيلي IFA ي1133 روتها عليزا أنديجار وسجلها يفرح حبيب، راجع: דב נוי, חודש חודש וסיפוריו 1970 – 1977, שם, עמ' 216 – 217.
21. حكاية " يعقوب وبنت الملك والصياد"، مرقمة في الأرشيف الإسرائيلي (أسعي) 11102 رواها مخلوف أنقر وسجلتها رينا عبري، راجع: דב נוי, חודש חודש וסיפוריו 1970 – 1977, שם, עמ' 222 – 223.
22. עלי יסיף, דרכי-הקליטה של סיפורי-עם בינלאומיים בפולקךור היהודי של הדורות האחרונים, שם, עמ' 279.
23. עליזה שנהר, על הוראת סיפור-עם, שם, עמ' 11.
24. الصيغ الأربع، اثنتان سجلتها هيدا جاسون ورواها يافت شفيلي وواحدة روتها شوشنا تساروم، وواحدة سجلتها راحيل ساري وروتها يونا ساري.
- للمزيد راجع: זלמן בהרב, ששים סיפור-עם מפי מספרים באשקלון, הקדים מבוא והוסיף הערות דב ניו, עיריית חיפה, המוסיאון לאתנולוגיה ולפולקלור, אסע"י, חיפה, תשכ"ד, עמ' 259.
25. حكاية "بنت الحاخام الحكيمة" مرقمة في الأرشيف الإسرائيلي (أسعي) 3444 رواها يحيى نيفيش ذو الأصول اليمنية، وسجلها زلمان بهراف، راجع نص الحكاية: זלמן בהרב, ששים סיפור-עם מפי מספרים באשקלון, שם, עמ' 163 – 168.
26. Hassan El-Shamy. Types of the folktale in Arab World: a Demographically Oriented Approach. Bloomington,2004.
27. Heda Jason, Types of Jewish-Oriental Oral Tales. Fabula 7:115-224.
28. S.S.Soruodi. (2002). Folktales of Jews from the Iranian Language Area (Tale-Types and Genres). Jerusalem: Hebrew Uni.Part 2,P.42.
29. דב נוי, " מאיר גרונוואלד,סיפורי-עם, רומאנסות ואורחות-חיים של יהודי ספרד (טקסטים ומחקרים), שם, עמ' 20 - 21.
30. דב נוי, סיפורי-עם, רומאנסות ואורחות-חיים של יהודי ספרד (טקסטים ומחקרים), שם, עמ' 89.
31. أول من استعمل مصطلح تهويد יהוד هو الفولكلوري اليهودي دوف نوي وهو ما يقابل في علم النبات مصطلح "أقلمة" "אויקוטיפיפיקציה" ويقصد به مسيرة اقتلاع نبات ما من بيئته الطبيعية التي ينمو فيها، ثم غرسه في بيئة أخرى، ومن ثم يمر بتوائمات وتغيرات حتى يتم استيعابه استيعابًا كاملًا، ومن ثم يتوطن في مكانه الجديد، وهو ما يسري على النصوص الأدبشعبية غير اليهودية التي يتم أقلمتها في الثقافة اليهودية من خلال حكيها بإحدى اللهجات اليهودية أو سردها في أحد الكتب الشعبية اليهودية، أو توليفها بسياقات ومصادر يهودية، كاستعمال العبارات المقفاة الشائعة بين عامة اليهود، والفقرات المقرائية وكذا محاكاة عبارات تفسيرية يهودية (مدراش)، ويبدو أن جذور الفكرة تعود إلى شتاينشنيدر الذي وجد في العناصر الدخيلة على الثقافة اليهودية بمثابة بث روحد جديدة لكائن حي شاخ وهرم.
- للمزيد راجع تفصيلًا تقديم ياسيف للمقال التأسيسي للفلكلور اليهودي الذي كتبه شتاينشنيدر: -עלי יסיף, מבוא: עיון ראשון בספרות העממית היהודית, מבוא בתרגומו למאמר של משה שטיינשניידר, פעמים 129 (תשע"ב), עמ' 161 – 199 , עמ' 171.
32. قدم فريرا رواية من رومانيا لهذا الطراز تحكي عن أختين لأب واحد، ماتت أم إحداهما/ الجميلة لتعيش مع زوجة الأب وابنتها في ذات المنزل، وتقوم زوجة الأب بتكليفها بجميع أعمال المنزل دون أن تكلف ابنتها بأي عمل، وذات يوم تطلبت زوجة الأب من الجميلة أن تذهب لاحضار وقود، وعندما تصل إلى بيت يوم الجمعة المقدس، تقوم بتنظيفه وترتيبه بإخلاص، وعندما تريد العودة إلى منزلها، تطلب منها يوم الجمعة اختيار صندوق واحد من بين عدد من الصناديق مختلفة الأحجام، فتختار أصغرها، فإذا به ملىء بالذهب والمجوهرات، فتغار اختها منها وتقرر أن تمضي مثلها، وعندما تصل إلى بيت يوم الجمعة تعمل فيه بلا إخلاص، ورغم ذلك عرضوا عليها أن تختار صندوقًا، فاختارت أكبرها، وإذا بصندوقها ملىء بأنواع مختلفة من الثعابين والضفادع.
- راجع في ذلك دراسته القيمة حول القصة الشعبية كوسيلة تعليمية في المجتمع الروماني:
- -פראנק אלווארז-פרירה, סיפור-העם כאמצע חינוכי, תרגם מאנגלית: ראובן אשל, מחקרי ירושלים בפולקלור יהודי,המכון למדעי היהודות ע"ש מנדל, תשמ"ה, עמ'58- 77, עמ' 71.
33. راجع: דב נוי, סיפורי-עם, רומאנסות ואורחות-חיים של יהודי ספרד, שם, עמ' 89.
34. GMC-A:Motif:W11.0.1,(Shamy);Type:920J(Shamy).
35. فرج قدري الفخراني، القيم الثابتة والمتغيرة في حكاية ست الحسن والجمال- دراسة تطبيقية على رواية من أخميم، مجلة الفنون الشعبية، عدد 101، 2018، ص ص 143 – 155، ص 146.
36. פראנק אלווארז-פרירה, סיפור-העם כאמצע חינוכי, תרגם מאנגלית: ראובן אשל, מחקרי ירושלים בפולקלור יהודי,המכון למדעי היהודות ע"ש מנדל, תשמ"ה, עמ'58- 77, עמ' 71.
المصادر والمراجع
- فرج قدري الفخراني، القيم الثابتة والمتغيرة في حكاية ست الحسن والجمال- دراسة تطبيقية على رواية من أخميم، مجلة الفنون الشعبية، عدد 101، 2018، ص ص 143 – 155.
- نبيلة إبراهيم، الدراسات الشعبية بين النظرية والتطبيق، المكتبة الأكاديمية، ط.أولى، القاهرة، 1994.
- דב נוי, “ מאיר גרונוואלד,סיפורי-עם, רומאנסות ואורחות-חיים של יהודי ספרד (טקסטים ומחקרים), מחקרי המרכז לחקר הפולקלור- ו, הוצאת ספרים ע”ש י”ל מאגנס, האוניברסיטה העברית, ירושלים, תשל”ב,.
- דב נוי, חודש חודש וסיפוריו 1970 – 1977, עשרים וארבעה סיפורי-עם נבחרים בליווי מבוארות ומפתחות, המרכז לחקר הפולקלור, האוניברסיטה העברית בירושלים, ירושלים תשל”ט.
- דינה שטיין, מחקריו של דן בן-עמוס על הספרות העממית במדרש: הגדרת הסוגות האתניות בהקשר התרבות, מחקרי ירושלים בפולקלור יהודי, כרך תשנ”ז – תשנ”ח, עמ’ 25 – 32.
- דן בן-עמוס, מגמות חדשות בחקר הפולקלור, הספרות, 20 (1975).
- זלמן בהרב, ששים סיפור-עם מפי מספרים באשקלון, הקדים מבוא והוסיף הערות דב ניו, עיריית חיפה, המוסיאון לאתנולוגיה ולפולקלור, אסע”י, חיפה, תשכ”ד.
- עלי יסיף, דרכי-הקליטה של סיפורי-עם בינלאומיים בפולקלור היהודי של הדורות האחרונים, מחקרי ירושלים בפולקלור יהודי, המכון למדעי היהודות ע”ש מנדל, כרך תשנ”א – תשנ”ב.
- עלי יסיף, מבוא: עיון ראשון בספרות העממית היהודית, מבוא בתרגומו למאמר של משה שטיינשניידר, פעמים 129 ( תשע”ב).
- עליזה שנהר, על הוראת סיפור-עם, עיונים בחינוך סיון תש”ם מאי, איניברסיטת חיפה, עמ’ 5 - 29.
- פראנק אלווארז-פרירה, סיפור-העם כאמצע חינוכי, תרגם מאנגלית: ראובן אשל, מחקרי ירושלים בפולקלור יהודי,המכון למדעי היהודות ע”ש מנדל, תשמ”ה, עמ’58 - 77.
- - Dan ben-amos, Jewish Studies and Jewish Folklore, Proceedings of the Tenth Eord Congress of Jewish Studies, Division D, Vol. II, Jerusalem 1990, pp. 15 - 16.
- Hasan El-Shamy .Folk Traditions of the Arab World: a Guide to Motif Classification, 2 vols.: V. I, xxvi + 461 pp., V. II, viii + 577 pp. (Indiana University Press, 1995).
- Hasan El-Shamy and Jane Gerry, Eds Archetypes and Motifs in Folklore and Literature: A Handbook,. Armonk,NY: M.E. Sharpe, 2005
- Hasan El-Shamy. A Motif Index of the Thousand and One Nights, (Bloomington: Indiana University Press, 2006).
- Hasan El-Shamy, Motific Constituents of Arab-Islamic Folk Traditions: A Cognitive Systemic Approach (2 vols.), 2016.
- https://scholarworks.iu.edu/dspace/handle/2022/20938
- Hassan El-Shamy. Types of the folktale in Arab World: a Demographically Oriented Approach. Bloomington,2004.
- Heda Jason, Types of Jewish-Oriental Oral Tales. Fabula 7:115-224
- S.S.Soruodi. (2002). Folktales of Jews from the Iranian Language Area (Tale-Types and Genres). Jerusalem: Hebrew Uni.Part 2.
- Walter Ruben,” Ende gut, alles gut”, Belleten (Ankara) 25, 1945, pp. 113 – 155.
الصور
1. https://bookillustrations.quora.com/Illustrations-for-Aladdin-and-the-Enchanted-Lamp
2. https://bookillustrations.quora.com/Illustrations-for-Aladdin-and-the-Enchanted-Lamp