فنون الحضرة الليبية؛ الآلات والإيقاعات
العدد 53 - موسيقى وأداء حركي
الحضرة الصوفية تراث غنائي قديم وعريق له تاريخ وله مكانة مرموقة في جميع أقطار الوطن العربي الإسلامي في شرق وسط آسيا وفي الدول الإفريقية المجاورة للدول العربية، ومن بين الطرق الصوفية التي عرفت في ليبيا نجد القادرية والعروسية والمدنية والعيساوية، والسلامية والشاذلية والتيجانية والبرهانية.
وكانت الزاويا الصوفية، المقر الرسمي لهذه الطرق بمثابة المنارات العلمية والتعليمية الوحيدة في بلادنا خلال العهد العثماني الذي استمر لمدة أربعة قرون كاملة، حيث اخدت الزاويا على عاتقها مهمة تعليم اصول اللغة العربية واصول الدين الأسلامي وتحفيظ القرآن الكريم إلى جانب أنها كانت ترشد إلى اتباع النهج الديني القويم، كما قامت الزوايا بتحفيظ ونشر الابتهالات الدينية والأوراد والأذكار وقصائد المديح النبوي ونوبات المالوف الأندلسي. وقد تطورت الحضرة الصوفية خلال القرون الماضية.
ويهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على هذا النوع من التراث الغنائي (فنون الحضرة الليبية والإيقاعات والآلات المستعملة في الحضرة) وذلك من خلال القيام بجمع فنون الزاوية العروسية المتمثلة في الحضرة وتدوين الإيقاعات الموسيقية والآلات الشعبية المستعملة بفنون الحضرة العروسية.
نبذة عن التصوف والطرق الصوفية:
التصوف: هو سيد العلوم ورئيسها، ولُبَابُ الشريعة وأساسها، وكيف لا، وهو تفسير لمقام الإحسان الذي هو مقام الشهود والعيان، كما أن علم الكلام تفسير لمقام الإيمان، وعلم الفقه تفسير لمقام الإسلام، فإذا تقرر أنه أفضل العلوم تبين أن الاشتغال به أفضل ما يتقرب به إلى الله سبحانه وتعإلى لكونه سبباً للمعرفة الخاصة التي هي معرفة العيان1، والتصوف إذا وجد في صورته الأصلية الصادقة، وانسجم مع منهاج النبوة، وحمل راية اليقين والحب التي هي من أهم أغراضها ونتائجها فإنه ينفخ في أبنائه روح العمل والشوق إلى الجهاد أو علو الهمة والطموح، والحب إلى الشهادة والتقشف والجلادة، فإنه إذا تدفق ينبوع الحب الإلهي في قلب الإنسان تغنى بوجوده وكيانه2.
الزاوية:
وهي المكان الذي اتخذه الصوفية لتدريس طرقهم وإيواء تلاميذهم ومريديهم،وقد ورثت الزاوية الرباط على أثر زوال المرابطين وتعدد الطرق الصوفية وكثرة الشيوخ والأتباع، ويقول الأستاذ الكعاك، إن انفصال التعليم والطرق الصوفية عن الرباط والتحول إلى الزوايا،قد جاء بسبب رفض الموحدين التمسك بظاهر المعنى في كل مايتعلق بالدين، ومعروف أن المرابطين كانوا ظاهريين على مذهب الإمام مالك وقد تشددوا بالتمسك بظاهر المعنى ورفض المعاني المجازية والضمنية، ويذكر «الفردبل» أن التمييز بين الرباط والزاوية بدأ في القرن التاسع واستمر حتى القرن العاشر الهجري. وتعني كلمة (الزاوية) في اللغة العربية أصلاً (الركن) وحيث اتخذ أهل التصوف هذه الكلمة وضموها إلى مفرداتهم ومصطلحاتهم عنوا بها في البداية(الخلوة) أو مكان الاختلاء بأنفسهم، يلجؤون إليه ويعتزلون فيه للصلاة والتأمل، وبمرور الأيام تطور المصطلح ليعني مؤسسة أو معهداً بعينه يحفظ فيه القرآن الكريم وتلقى الدروس الدينية واللغوية، كما أصبحت الزاوية منزلاً مؤقتاً لفقراء الصوفية يجدون فيه المأوى والطعام ويلتقي بعضهم ببعض، وكانت الزاوية تبنى في العادة على يد أحد شيوخ الصوفية في حياته أو يبنيها أتباعه بعد موته لتكون مركز الطريقة التي أنشأها هذا الشيخ3.
وتزخر مصادرنا العربية ببعض المسميات التي تعني كل منها بالمفهوم العام (الزاوية) وإن اختلفت في ألفاظها ومصادر اشتقاقها وأصل كلماتها، ومع ذلك فإنها تشترك في جملة صفات لتشابهها في الهدف والوظيفة.أما عن أصل الكلمة ومعناها، فيكاد اللغويون العرب يجمعون على أن الزاوية تعني ركن البيت وجمعها زوايا، وهي مشتقة من المادة اللغوية(زوي) ومصدرها(الزي) بمعنى التنحية والانطواء، لهذا يقال للرجل إذا صار فيها تزوى تزوية4 فضلاً عن دلالات أخرى قريبة من هذا المعنى، مما يدل على أن هذه الكلمة لم تستخدم حتى عهد الجمع اللغوي بمعناها الاصطلاحي المعروف في الوقت الحاضر. وأصبح للزوايا بعد انفصالها عن الربط أولاً، ثم عن المساجد ثانياً، ثلاثة أقسام:
1. الزاوية البسيطة:
وهي التي لم تبن على ضريح ولي ولم تنسب إلى ولي أو طريقة صوفية، وإنما هي مجموعة أبنية متلاصقة، منها غرف المبيت للطلبة وغرف للدراسة وغرفة للمكتبة، ثم الجامع والمرافق اللازمة، وهي مخصصة للتعليم.
2. الزاوية ذات ولي:
وهي التي أنشئت حول ضريح ولي أو مات بها ولي، فتكتسب سمعة من أجل ذلك ويكثر زوارها وإيراداتها.
3. الزاوية الطرقية:
وهي فرع إقليمي أو جهوي لزاوية أم، وتجمع هذه الزاوية بين نشر الطريقة الصوفية التابعة لها وإقامة شعائرها المعروفة بالعادة والعمل وبين التعليم.
وغالباً ما تكون الأراضي المحيطة بهذه الزوايا، حبساً عليها تعيش من ريعها ومن الوعدات أو النذور التي يعد بها الناس للشيخ الولي أو لضريحه5.
وإن الزوايا تقوم بمهة التعليم ونشر الثقافة الإسلامية، وبث المعتقدات الصحيحة أو القريبة منها في وسط يجد صعوبة في تحقيق ذلك، إلا أن الأهم في العلاقة بين الجانبين الصالح والقبيلة كأفراد وجماعات هو إلى أي حد استطاع الصالح أن يستقطب ويجسد اهتماماتهم وتصوراتهم الدينية ويؤمنها لصالح الجانبين6.
«يرى الكاتب أن الزوايا الصوفية هي المنبر التعليمي منذ دخول العهد العثماني إلى بلادنا وأخذ الناس يتجهون إلى الزوايا الصوفية لمحو أميتهم وحفظ القرآن وتعلم أصول الدين يحفظون فيها القصائد والمالوف والموشحات».
دور الزوايا في تطور الموسيقى والغناء:
عرف في ليبيا نوع من الغناء والإنشاد كان يؤدى داخل الزوايا وخارجها من قبل الفرق الصوفية، وقد عرف هذا النوع من الفن في ليبيا باسم السُلاميات وهي تتألف من أشعار لتسبيح الخالق والابتهال إليه وذكره ومدح الرسول الكريم ﷺ.ويقول الدكتور عبد الله مختار السباعي، «لقد ساهمت بعض زوايا الطرق الصوفية كالعيساوية والقادرية والعروسية والرفاعية، في نشر وتعليم فنون المدائح والأذكار والابتهالات الدينية والموشحات الشرقية، ونوبات المالوف الأندلسية لشباب المريدين الراغبين في حفظ هذا التراث الغنائي التقليدي العريق إلى جانب تعليم العزف على بعض الآلات الموسيقية الإيقاعية والوترية والهوائية بطريقة السماع والتلقين المباشر».
الطرق الصوفية في ليبيا:
1) الطريقة العروسية:
تنسب هذه الطريقة للشيخ أبي العباس أحمد بن عروس، بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر ويرجع نسبه إلى قبيلته هوارة وموطنها قديماً ببلاد طرابلس إلى تخوم برقة، وقيل نسبه يرجع إلى بنى تميم وكان مولده في حدود سنة(1781م) بقرية المزاتين، التي تقع على مسافة خمسين ميلاً من تونس العاصمة، وقد توفي والده وترك ثلاثة أولاد أحمد أصغرهم، ومنذ الصغر بدأت تظهر عليه معالم الصلاح والتقوى، فقد كان شديد العطف على الفقراء والغرباء وذوي الحاجة حتى شمل عطفه الحيوانات، والروايات في هذا الشأن كثيرة، وكان شديد النفور من الأغنياء وذوي الجاه والسلطان، وقد تنقل بين مدن تونسية كثيرة إلى أن استقر به المقام بتونس العاصمة ولزم جامع (الزيتونة) في بادئ الأمر ثم انقطع عن الناس ولزم منزلاً كان خانا(فندق) سابقاً لمدة سبع سنين، والطريقة العروسية مشهورة ومعروفة في الشمال الإفريقي عامة، ويقول الشيخ محمد محمد مخلوف «إن العروسية هي لب الشاذلية، والعروسية هي لب الطرق». وقد توفي الشيخ أحمد بن عروس يوم السبت 8 صفر سنة(1869هـ) عن عمر يناهز التسعين عاما7.
2) الطريقة القادرية:
أسسها أبو محمد محيي الدين عبد القادر الجيلاني وهو منسوب إلى قرية تقع على شاطئ دجلة بالعراق ولد عام(470هـ - 1077م) وتوفي في بغداد عام (562هـ - 1166م) وكان فقيهاً واسع المعرفة يفتي بمذهب الشافعي وكان عظيم التقدير للسيد المسيح (عليه السلام)، ويقول «يلزم أن لا ندعو لإنقاذ أنفسنا فقط بل كل من خلقه الله مثلنا» فلذلك امتاز أتباعه بروح التسامح مع النصارى واليهود والقادرية كثيرون في المغرب وزاويتهم الكبرى في مدينة (غرا وات) أسسها مختار الكبير وبعد وفاته انقسمت إلى ثلاث فرق8.
ولقد انتشرت القادرية في مختلف بلاد غرب أفريقيا في السنغال إلى بنين وذلك عن طريق التجارة ومبناها على الذكر الجهري من حلقة الاجتماع، والرياضة الشاقة وتقليل الطعام.والذاكر يجلس فارداً أصابعه على ركبتيه ثم يدير وجهه جانب الكتف الأيمن قائلاً: يا ويديره إلى اليسار قائلاً «هو» ويخفض رأسه قائلاً «حي» ويستمر في هذا العمل بلا طبقة صوتية أو مقام. كان للقادرية دور كبير في ليبيا حيث دخل المريدون إلى الزوايا ولحفظ القرآن الكريم وتعلم علوم الدين.
3) الطريقة الزروقية:
عند مطلع الشمس من يوم الخميس 22 محرم لعام (846هـ)- 7 يونيو (1442م)، ولد الشيخ أحمد الزروق بمدينة فاس بالمغرب عاش وهو طفل يتيم الأبوين غير أنه تربى في حِجر جدته لأمه(أم البنين) هكذا كان اسمها وهي سيدة جليلة صالحة.عملت على تربية حفيدها تربية إسلامية دينية فذهبت به(للكتاب) لحفظ القرآن وتعلم الكتابة منذ نعومة أظفاره ولقد حفظ القرآن كله وهو في سن العاشرة وعندما بلغ الزروق سن السادسة عشرة التحق بجامع القرويين فدرس اللغة والحديث وعلم التصوف وبدأ صلته في تلك الفترة بمشايخ الطريقة الشاذلية.
وفي عام(873هـ) قام بأداء فريضة الحج وتوقف في القاهرة وفي بداية العام التالي ذهب إلى (الحجاز) لأداء فريضة الحج بمكة. ومكوثه في مصر والحجاز كان فرصة للقاء بعلماء ومشايخ تلك الفترة فكان تطلعه آنذاك للتصوف أكثر وأشد حرارة وتوهجا، وعند رجوع الزروق من المشرق استقر في مدينة مصراتة التي تبعد عن مدينة طرابلس مسافة (200كم)، فقرر الإقامة فيها وجعلها قاعدة لنشر طريقته الصوفية، وكثر حوله الطلبة والمريدون الذين حملوا مذهبه وطريقته وأقاموا له زاوية بعد مماته في مصراتة، وتوفي عام (899ه) عن عمر يناهز الرابعة والخمسين سنة وضريحه بزاويته بمصراتة، وقد انتشرت طريقته بعد مماته في ليبيا، وكذلك تونس ومصر والجزائر بشكل محدود، وترك الشيخ زروق مجموعة من المؤلفات الفقهية والصوفية
والأذكار والشعر منها: الأصول البديعة والجوامع الرفيعة، أصول الطريق، أصول الطريقة وأسس الحقيقة9.
4) الطريقة السُّلامية:
ومؤسسها في زليتن بليبيا، الشيخ عبد السلام بن سليم الأسمر الفيتو ري، ولد بزليتن في عام (880هـ) وتوفي في عام(981هـ) ودفن في نفس البلدة، وضريحه داخل زاويته، وقد أخذ العلم عن الشيخ عبد الواحد الدوكالي في بلدة مسلاته، بعد أن حفظ القرآن الكريم وهو صغير، وعن الشيخ الدوكالي اتصل بالطريقة العروسية التي هي فرع من الشاذلية ومؤسسها الشيخ أحمد بن عروس دفين المنطقة المسماة باسمه قرب العاصمة التونسية وقام الشيخ عبد السلام الأسمر بزيارة لتونس وأقام بمدينة طرابلس وأخذ يدعو لطريقته التي عرفت بالسُّلامية نسبة له أو العروسية نسبة لابن عروس، ولكن علماء طرابلس وشيوخها ثاروا عليه ودسّوا له عند الوالي الذي أجبره على الرحيل عن طرابلس فسكن بكهف في جبل غريان معتكفاً ثم غادر المنطقة وذهب إلى منطقة تاورغا قرب مصراتة ولقي من أهالي المنطقة الترحيب الحار ودعوه للإقامة في مدينة مصراتة وبقي فيها فترة ثم عاد إلى مسقط رأسه زليتن وفيها أقام زاويته وتابع نشر طريقته الصوفية، ولقد انتشرت الطريقة السُّلامية في معظم أرجاء ليبيا بطريقة لم تشهدها الطرق الأخرى فتعددت زواياها وكثر المريدون والأتباع كما وصلت إلى تونس وغيرها من الدول العربية10.
5) الطريقة المدنية:
مؤسسها محمد حسن ظافر المدني المتوفي عام (1263هـ) ولد بالمدينة المنورة في عام (1194هـ)، وقد تلقى العلم والطريقة الشاذلية على يد الشيخ العربي الدرقاوي في بوبريح في المغرب، ثم عاد إلى المدينة مندوباً عن شيخه داعياً لطريقته الصوفية هناك وأصبح له مريدون وتلاميذ لكنه قرر العودة إلى أستاذه الشيخ الدرقاوي الذي توفي بعد وصوله إليه بثلاثة أشهر فترك الشيخ المدني المغرب واتجه إلى الشرق، فطاب له المقام في مدينة طرابلس وأقام فيها فترة من الزمن باثّاً دعوته بين من تحلق حوله من طلبة العلم واحتدم خلافه مع شيوخها وعلمائها الذين استعدوا عليه يوسف القرمانلي حاكم طرابلس آنذاك، ونقلوا عنه قوله «إن يوسف باشا بعد الآن لا يفلح، فإن شجرته انقلعت من عروقها وفي الشمس طردت»11.
فانتقل من طرابلس إلى مصراتة، حيث استقر فيها وأخذ في تأسيس طريقته، التي عرفت بالمدنية، وقد قام ابنه وخليفته محمد ظافر الذي عرف بنشاطه الموفور بنشر دعوة أبيه وأرسل مبعوثيه ومقدميه إلى شمال أفريقيا والحجاز وتركيا لينشروا الطريقة المدنية فيها كما كان له دور بارز في حركة الجامعة الإسلامية أيام حكم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، ولهذه الطريقة شهرة في ليبيا خاصة في مصراتة وبنغازي وكذلك في المغرب وتونس ومصر والحجاز.
6) الطريقة العيساوية:
وتنسب إلى مؤسسها محمد بن عيسى المكناسي، ولد عام (872هـ) من قبيلة أبي السباع من السوس بالمغرب، ارتحل مع والده إلى مدينة فاس فتعلم فيها القرآن الكريم وعلوم الفقه وأصول الدين، ثم ارتحل إلى قبيلة سفيان وتتلمذ على يد الشيخ أبي العباس الحارثي المكناسي، صاحب الشيخ محمد الجزولي فأخذ عنه الطريقة الجزولية، وبعد ذلك انتقل إلى مراكش وتتلمذ على يد شيخها عبد العزيز التباع، أحد مريدى الشيخ الجزولي أيضاً وعلى الشيخ محمد السهيلي الذي أجاز له قراءة كتاب دلائل الخيرات لمحمد الجزولي، فانتصب للقراءة وتربية ا لمريدين على طريقته المستمدة من الجزولية والزروقية، وكذلك من الطريقة الرفاعية المشرقية، وقد انتقلت العيساوية إلى ليبيا في زمن غير معروف ويبدو أن أول من بثها في الربوع الليبية الشيخ يعقوب الخشاب، ومن ثم على يد الشيخ محمد العالم بانون الفاسي، الذي قدم من المغرب في بداية القرن السادس عشر، فأسس زاوية باب الحرية بطرابلس تعرف باسم الزاوية الكبيرة وأما زاوية الشيخ يعقوب فتعرف باسم الزاوية الصغيرة12.
7) الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية
تنسب هذه الطريقة إلى السيد إبراهيم القرشي الدسوقي الملقب بأبي العينين والمكنى ببرهان الملة والدين، وهو ابن السيد عبد العزيز المكنى بأبي المجد وينتهي نسب السيد إبراهيم الدسوقي إلى مولانا الإمام الحسين من جهة الأب وإلى مولانا الإمام الحسن من جهة الأم، ولذا كني بـ(أبي الشرفيين)، وتعتبر طريقته هي آخر وخاتمة الطرق الصوفية وهي الآن أكثرها انتشاراً في جميع أرجاء العالم13.
نشأة الحضرة:
لو نظرنا لمدلول الكلمة لفظيا(حضرة) لوجدنا لفظ أطلق حديثا أما اصطلاح الكلمة من حيث المعنى اللغوي فهو يشتق لغة من (حضر- يحضر-حضوراً... فهو حاضر) وكان المعنى من حيث اسم المصدر(حضورا) ولو تمت مساواة الكلمتين لفظا ولغة لوجدنا المعنى يقف عند (حدث ومكان) مجتمعين. إذن المعنى قديم- من حيث المفهوم اللغوي - وحديث من حيث المفهوم الاصطلاحي والمتعارف عليه – إلا أنها (أي الكلمة) حرفت قليلا لتصبح من حضور إلى حضرة(لفظ مؤنث مجازي وليس حقيقي). فالحضور شرط أساسي في تلاوة القران والاستماع إليه، والحضور شرط أساسي في الصلاة عند مناجاة الخالق عز وجل، والحضور شرط أساسي عند مجالسة العلماء وتلقي العلم إلى غيره من سائر الطاعات والقربات. ولعل أحدنا يتساءل (حضور ماذا...؟) الحضور هو حضور القلب أي استحضاره ليكون المرء موقنا بلقبه لما يعمل. و لأن ثمرة الحضور حصول الخشوع والوجد والسكون عند ذكر الله واستذكار عظمته عز وجل أو استحضار ما يقرب إلى الله عز وجل عند تلاوة كتابه واتباع سنن رسله الكرام. و اشترط العلماء العارفون أن العبد لا يكون له حضور إلا إذا كان (محبا) فالحب شرط أساسي في الحضور لحصول الأرب وبلوغ المأمول. عليه... فإن الحضرة تنشأ مع العبد حين يتصل(بأي وسيلة) تقربه إلى ربه، فإن كانت في صورة جماعية أفراد واقفون وآخرون جالسون أو كما هو معلوم على هيئة حلقات يذكرون الله سميت حضرة. وإن كان العبد منفردا لوحده أي في صورة فردية وفي مكان ما كانت أو سميت خُلوة بضم الخاء.كما أن هناك مفاهيم عدة لمصطلح الحضرة تتفق في العموم وتختلف في التفاصيل أو الخصوص تبعاً لتنوع الطرق الصوفية واختلافها فلكل طريقة صوفية حضرة خاصة بها.
فهناك من حصر الحضرة بأنها مجلس للذكر الصوفي يقال فيها كل ما ورد عن الشيخ(صاحب الطريقة) من أذكار ودعوات وتوسلات وتسبيح ونحوه، يحضرها الشيخ (المربي) مع تلاميذه(المريدين) وبعض المحبين من العوام يصاحبها أحياناً وليس دائماً مجموعة من الآلات من أجل الناحية الإعلامية والترويح عن النفس أو ربما لجلب الناس لحضور الحضرة والاستماع إليها، ليتلى فيها ذكر الله وأسماء الله الحسنى وتمجيد صفاته عز وجل في أوقات معينة ومكان مخصوص.
وهناك من أفردها بأنها حضور القلب بالكامل مع الله عز وجل في حالة الذكر والتجلي للوصول لغاية سامية وهي الابتعاد عن المناوشات وعن زخارف الدنيا والانخراط في ملذاتها والتوجه الكامل للواحد الأحد ليصل العبد في لحظات غامرة ومباركة إلى أعلى درجات الكمال وإلى أجل القربات لله عز وجل فالحضرة ليست بالضرورة تفرض على أنها أوراد فقط ما بين صلاة وذكر، فالصلاة ركن من أركان الإسلام تكون الحضرة فيها واجبة الوجوب حيث يكون العبد حاضر القلب والجوارح مع الله سبحانه وتعإلى لذا أوجب الله فيها الخشوع وقال تعإلى(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) ومن المعلوم بأن الحضرة موجودة في التراث الصوفي وليست غريبة فالانسان يطرب ويفرح بكونه مع الله عز وجل.
كما توجد صور عدة للتعبير الأدائي للحضرة فقد تؤدى بصورة فردية وهذه حالة المريد دائماً وقد تكون في صورة ثنائية أو جماعية وقد يكون الذاكر في حالة الوقوف أو الجلوس أو الحالتين معاً وقوفاً وجلوساً امتثالاً لقوله عز وجل في سورة (آل عمران) {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}.
وقد يرى شيخ الطريقة(المربي) بأن فصل الوقوف قد حان بعد أن كانوا جلوساً فيقف مع مريديه ذاكرين لله عز وجل فأحسن حالة للمريد مع الله هي الوقوف لأن الوقوف حالة تعبد مع الله سبحانه ولما يتضمن من إجلال واحترام وتعظيم في جلالة الله سبحانه.
ويستطرد آخرون بأن القيام والقعود متوقفان بأمر من الشيخ على الحال في الحضرة ونوع الذكر الذي سوف يقال ، ففي حالة الجلوس(بداية) تتلى الوظيفة والتمجيد والاستغفار ونحوه ويختم ذلك بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ثم مرحلة الوقوف أو القيام وتتلى فيها القصائد وتستخدم فيها بعض الآلات مثل الدفوف..ويطلق على مرحلة الجلوس(سماع) وعلى مرحلة الوقوف(حضرة).
وهذا الأمر - أي الحضرة متوقفاً على حالة تسمى(بالتجلي) فحالة التجلي هي نشوة وسكينة تطرأ على العبد تسكن القلب وتنعكس على الجوارح وكثيراً ما يصاحب(أهل الحضرة) هذا التجلي وهم في حلق الذكر أو مجلس الحضرة وقد يساعد في هذا شدة الذكر أو جمال الصوت الحسن وقوته في التعبير أو ضرب الدف – ربما – أو نحوه من الآلات المساعدة.
فالكلام والوزن الإيقاعي هما اللذان يصلان إلى المستمع أو المريد مما يعني أن الكلمة والإيقاع تضيفان حالة معينة تزيد وتنقص عند المريد تنقله من حالة الوجد إلى عالم الهيام والفناء في حب الله واستذكار عظمته. فالوجد واللاشعور والهيام والتجلي مفردات هي نتاج الحضرة ومصطلحات موجودة بإسهاب من حيث المعنى في كتب التصوف ومن حيث التطبيق في عالم الحضرة .
كما أن هناك من قيد مفهوم الحضرة بأنها ذكر الله ومدح نبيه بأسلوب خاص وجماعي كما حدث في زمن النبيﷺ أو كما يحدث الآن في المساجد أو دور العبادة أو(الزوايا الصوفية).. ولكن هذا المفهوم أري فيه بعض الإجحاف في مفهوم الحضرة ومعناه السامي. لأنه حسب ما ورد في الآيات وكتب التفسير وقول المشائخ العاملين بأن مفهوم الحضرة يسموا إلى غاية نحو الكمال دلت عليه الآية الكريمة من سورة آل عمران: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لأيات لأولي الآلباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار} الآية (190-191) آل عمران، وقوله تعالي{إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} الآية(2) الأنفال، وقوله تعإلى{الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم تم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} الآية (22) الزمر.
إلا أن التقدم والتطور البشري حسب كل زمن له دلالات وآثار ولربما تحريف عن الأصل، كما يراه البعض من منكري الحضرة. فلقدتم إدخال بعض الآلات الشعبية الوترية والإيقاعية في مجالس الحضرة ترويحاً للنفوس مثل(الباز أو البازة) الزل- الدفوف- النوبة- المقرونة- الزكرة. العود).
بعض العلماء أوجز مفهومها(أي الحضرة) من الممارسات الجماعية لدى أهل الذكر والتصوف لتوثيق اوصر الأنس والمحبة عند المثول في حضرة الله عز وجل اقتداء بحضرة النبي (صلى الله عليه وسلم) ويحاول العبد بها الخروج من زخارف الدنيا ومشاكلها حتى يتم له الحضور والتجلي مع الله.و تقام الحضرة في المساجد وأماكن أخرى مخصوصة لهؤلاء الناس (الذاكرين) ينظمون كلاماً وقصائد وأشعار تمجد الخالق عز وجل ويذكرون صفات النبي (صلى الله عليه وسلم) وسيرته العطرة وتقديم بعض النصائح والمواعظ والتوسلات بأسلوب وفي متكرر صورة قد تكون سماعية (أداء صوتي) أو باستخدام آلات مصاحبة.
مما سبق يتضح بأن الحضرة(كلفظ حديث) نشأت حديثا باعتبارها برنامجا و ممارسة جماعية تخص أهل التصوف كلاً حسب الطريقة التي ينتسب إليها.ومن العلماء و المؤرخين من أرجع تاريخ نشأتها لزمن النبي(صلى الله عليه وسلم) و هناك من قيد الأمر وجعل تاريخها زمن الدولة العباسية وآخرون جعلوا تاريخ نشأتها زمن الشيخ عبد القادر الجيلاني إمام المتصوفة ومؤسس الطريقة القادرية وهذا الذي يذهب إليه جمهور العلماء ويعتمدونه.
كما أن هناك من جعل الحضرة مؤسسها الأول الشيخ عبد السلام الأسمر قبل(400 عام) تقريبا(شيخ الطريقة العروسية) أي القرن العاشر الهجري.
ولكن الخلاف في تاريخ نشأتها يجعلنا نجمع بقدم نشأتها وتاريخها باختلاف الطرق الصوفية وتنوعها من قادرية وعيساوية وعروسية وشاذلية وتيجانية ورفاعية ودسوقية..الخ، كل هذه الطرق يقيمون مراسم الحضرة كلٌ حسب طقوس طريقته.
ولكن لضرورة الدراسة وخروجا من الخلاف سأكتفي بدراسة تاريخ الحضرة العروسية ونشاتها ومؤسسها الأول سيدي عبد السلام الأسمر الفيتوري. فلو رجعنا لتاريخ هذا العالم الشهير(سيدي عبد السلام الأسمر) بداية القرن العاشر الهجري لوجدنا أن هناك طائفة من المغاربة قد قدموا إلى ليبيا وهم في طريقهم لبلاد الحجاز لأداء فريضة الحج فتوقفوا بمنطقة(زليتن) وأقاموا بجوار منزل(الشيخ عبد السلام) فأقاموا مجلس ذكر وضربوا فيه بالدفوف، و تفاعل معهم الشيخ عبد السلام واخذه حال من الوجد.. مما يدل على إن تلك الطائفة من أهل المغرب الأقصى كانت الحضرة معروفة لديهم وكانوا يؤدونها بمصاحبة الدفوف والطبول.
والشيخ عبد السلام الأسمر لم يكن المؤسس الأول للحضرة فلقد توارثها كما يقول الشيخ أبو بكر حمودة من آبائه وأجداده وهم أولاد سليمان السبعة الموجودون في رحاب مدينة زليتن الذين نزحوا اليها من المغرب واستقروا بها.
ويروى أن شيخنا الأسمر عندما استعمل الدفوف لأول مرة في فنون الحضرة قد أحدث ردة فعل قاسية لدى شيخه الدوكالى الذى أنكر عليه ذلك إلاأن الشيخ الأسمر قد استمات في موقفه وأصر على استعمل البندير في الحضرة ولعل لسانه يقول «مادمتم قد أجزتم السماع في الطريقة الصوفية فلم لاتجيزون معه استعمال البندير»14.
فنون الحضرة:
تنقسم فنون الحضرة إلى ثلاثة أقسام:
- الأول: الوظيفة( تشتمل على توسلات وقراءة قرآن وتسبيح بخصوص وذكر مقيد بألفاظ رتبها شيخ الطريقة الأساسي). كما إن هناك من عرفها بأنها نوع من الورد يقوم بأدائه السادة الصالحون يتلى في وقت معين مأخوذة من القرآن الكريم وأحاديث النبي وآثار الصحابة و التابعين وبعض من كلام أصحاب الطرق واعتبروها بذلك تحصينا للمريد من الشيطان و أصحاب السوء.
- الثاني: ذكر الله من خلال أسمائه الحسنى والتسبيح من خلال أداء الإنشاد والقصائد الدالة على ذلك مع الدعاء.
- الثالث: السماع ويقصد به ترويح نفس المريد الذاكر من خلال قراءة قصائد معينة بمصاحبة آلات موسيقية تحث المريد وتحفزه على زيادة الذكر. والجدير بالذكر أن القسم الأول من الحضرة يتم فعله جلوساً والقسم الثاني وقوفاً أما الجزء الثالث فهو أيضاً جلوساً وهناك من يجعل الجزء الثالث مقسما على نحوين صنف جالسون وآخرون واقفون.
ولنتطرق عبر فنون الحضرة لمدخل هام جداً ألا وهو المقام المستخدم والآلات المستعملة عند أداء الحضرة، وهل إن الحضرة تعتبر موروثاً توارثته الأجيال كابراً عن كابر أو يدخل من ضمن نطاق الفنون الفلكلورية التي كان للعادة والعرف فيها نصيب؟ وللإجابة عن هذا السوال نقول إن الحضرة قد استعمل فيها كما أسلفنا بعض الآلات بنوعيها الإيقاعية والموسيقية. وبما أن الغناء والإنشاد الصوفي يعتبر من ضمن حدود الحضرة فهذا يجعلنا نسهب قليلاً لنرحل عبر ذاكرة الزمن، وامتداداً لما سبق للقصيدة والغناء الديني من زمن الرسول الكريم إلى وقتنا هذا.
امتدح الأولون الله عز وجل بصفاته وأسمائه فعظموه وسبحوه ومجدوا آثار الخالق في الأكوان وما أجزل به من نعم وعطايا ظاهرة وباطنة ابتداء من خلق الإنسان وتكريمه امتداداً إلى بعثه الرسل إليه لهدايته للطريق الصحيح. فألف الاولون القصائد والأشعار والآثار والأخبار المؤيدة لذلك وتغنى بهذا من كان قبلنا .
فلقد كان للرسول الكريم شاعران ينشدان الشعر الذي يشتمل على ما ذكرنا إلى جانب مشاركتهم في الحروب ضد أعداء الدين وأقر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
استقبل النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة عندما هاجر من مكة إلى المدينة بالمدح والأذكار فلقد أقام أهل المدينة الأطهار مهرجانا نساءً ورجالاً كباراً وصغاراً استقبلوا به صاحب الدين الرسول الكريم بالغناء وضرب الدفوف والزغاريد وأنشدوا يقولون:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا مادعا لله داع
من هنا نجد أن الغناء باستخدام آلة إيقاعية كان موجوداً على الأقل في زمن الرسالة و أقره النبيﷺ ولم ينكره بل كان فرحاً ومسروراً به. كما أننا لو نظرنا في حياة الرسولﷺ لوجدنا أنه أقر الغناء بالدفوف عندما دخل الصحابي الجليل أبوبكر الصديق ورأى جاريتين تغنيان وتضربان بالدف عند السيدة عائشة وفي بيت رسول الله أبو بكر(رضي الله عنه) وقال: مزامير شيطان في بيت رسول الله، فرد عليه الرسولﷺ دعهما يا أبا بكر فان اليوم عيد.
كذلك جاءت امرأة إلى الرسول الكريم فقالت أني نذرت بأن أضرب عليك بالطار فأذن لها .فقلد تم سرد هذه الأحاديث رداً على من ينكر استخدام بعض الآلات، والمقام ليس مقام الحل والحرمة بل مقام دراسة فقط. للحضرة قصائد- كما اتضح سابقاً – وأشعار وأزجال تخضع للوزن الإيقاعي والنغم الموسيقي.
فمنهم من قسم هذه القصائد إلى(قصائد تعبدية وتوحيدية)(وقصائد مواعظ وتذكرة)(وقصائد ذكر وهيام). حيث يقوم الشيخ المربي باختيار القصيدة المناسبة في الحضرة المناسبة التي تقال فيها ويشترط في ذلك (قوة الصوت وجماله والأداء التعبيري) أي في الإلقاء والأداء هذا يقودنا إلى الفن والنغم الروحي. فلقد كان قديماً يتم إلقاء القصائد بدون ضرب الدفوف أو باستخدام الدفوف فقط أما حديثاً فلقد أدخلوا الآلات الموسيقية مثل آلات النفخ في مجالس الحضرة ترويحا للنفوس وجلباً للعوام. لأن المقصود ليس الآلات و إنما ما تستخدم له الآلات وهو مجلس الذكر والحضرة .
ويتم استعمال الآلات من ضرب الدفوف في فصل الوقوف أما الآلات الأخرى مثل المقرونة أو الزكرة فانها تستعمل في فصل الجلوس. لو تتبعنا ألحان الحضرة لوجدناها متأثرة بنوعين أثر شرقي (تركي) يرجع تاريخه للاستعمار التركي الذي استوطن بلاد العرب لأكثر من أربعة قرون وأثر مغاربي باعتبار الحضرة أصلاً مغاربيا. ولكني ألاحظ أن الحضرة الليبية (العروسية) خصوصا اشتملت على عدة خصائص منها(خصوصية المكان) باعتبار التأثر الموسيقي الذي جعل مكان ليبيا بين المشرق والمغرب له أثر كبير وأثر تونس و الجزائر والمغرب خصوصا على فنها باعتبار نزوح الحضرة من المغرب في الأصل كان له أثر كبير أيضاً في جعل الحضرة الليبية تتمتع بخصوصية متفردة جداً.
إذن نغمات القصائد وألحانها ليبية صرفة بغض النظر عن ما لحقها من تأثير، بل هناك من اعتبرها من الفنون الليبية الأصيلة. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه يجب عدم الخلط بين الحضرة العروسية والحضرة العيساوية والحضرة القادرية والحضرة الشاذلية فلكل طريقة كما أسلفنا ما يميزها عن غيرها.
كما أن في الحضرة الليبية(عروسية كانت أم عيساوية) عدة أنواع من الطبوع والإيقاعات والمقامات فهناك ما يسمى بإيقاع العثمانية وإيقاع العجمية والإيقاع الدرقاوي والإيقاع الفيتوري والإيقاع المصمودي وإيقاع الوحدة الكبيرة إلى غيره من الإيقاعات المختلفة. وهذا يدل على فن الحضرة الواسع و تطورها .
أما المقامات أو الطبوع المستخدمة فهي كل المقامات المعروفة بغض النظر عن أنها أندلسية مغاربية أو مشرقية فلا خلاف هنا فلقد تم استخدام مقام الراست والماية والنكريز و الحسين والبياتي والسيكاه والعجم والمحير والجهاركاه والصبا والحجاز والنهاوند إلى غيره من الطبوع والمقامات المعروفة في بلادنا العربية .
أما الآلات الإيقاعية المستعملة فهي (البندير– الدف – الطبل – البازة – الزل – الدربوكة - النوبة) .
أما الآلات الإيقاعية التي استعملت في مصاحبة الحضرة فهى (المقرونة – الغيطة – الزكرة - العود) .
وهذا يقودنا إلى بحث بسيط نطرز به دراستنا ألا وهو الغناء الصوفي أو الإنشاد الصوفي باعتبارهما لب وأساس الحضرة. فالغناء لفظ عام (يشمل المباح والغير مباح) مرتبط بنغمات وأوزان متفق ومتعارف عليها عند أهل الفن والموسيقا.
أما الغناء الصوفي فهو تعبير مطلق في الأداء عندما يعبر به المرء ومقيد ومشروط بالمباح وما هو موافق للشرع. فالغناء الصوفي هو كل غناء عذري تعطره الآداب العامة و التربية الإسلامية فيه دعوة للخير وحث على مواصلة العمل الطيب والتمتع بما خلقه الله عز وجل في هذا الكون وكل ما يعيشه الإنسان من دعوة للفضيلة ومحبة الرسول ﷺ.
وهناك من عرف الغناء الصوفي بأنه أداء لمجموعة من قصائد تختص بذكر الله ومدح الرسول وأناشيد وقصائد دينية بمصاحبة آلات إيقاعية وموسيقية ليس فيها صخب ولا تشويش وبالتالي يراه البعض مرتبطا بالحضرة وفنونها ويراه الآخرون بأنه من السماع وليس له علاقة بالحضرة فهو تعبير عن الشعور.
تغنى الأولون بالغناء الصوفي سواء كانوا عربا أم غير عرب أما في الوقت المعاصر فهناك الكثير ممن مارس الغناء الصوفي من خارج الطرق الصوفية نذكر منهم على سبيل المثال: سيد النقشبندي– طه الفشني– سيد مكاوي– والسيدة أم كلثوم – والأستاذ رياض السنباطي– والأستاذ صباح فخري، وغيرهم من الفنانين والأساتذة الكبار من الليبيين نذكر الشيخ جمال الدين الميلادى، والشيخ مصطفي ابوجراد، الشيخ خليفة الرماش وغيرهم من الشيوخ.
طريقة أداء الحضرة:
باختلاف وتنوع الطرق الصوفية فإن للحضرة مجلسا ومكانا مخصوصا تبدأ الحضرة بشقها الأول بجلوس المريدين(الذاكرين). لقراءة الوظيفة وتبدأ بالبسملة(بسم الله الرحمن الرحيم) ثم قراءة سورة الفاتحة (3) مرات – سورة الإخلاص(3) مرات– سورة الفلق والناس(3) مرات ثم التسبيح بقول(سبحان الله– الحمد لله – لا اله إلا الله– الله اكبر– لا حول ولا قوة إلا بالله) ثلاث مرات، ثم قراءة شيء من تمجيد وتوحيد الخالق بقولهم:
لا اله إلا الله الحق المجيد
لا اله إلا الله الحق المتين
لا اله إلا الله ارحم الراحمين
لا اله إلا الله اكرم الاكرمين
لا اله إلا الله جليب التوبين
لا اله إلا الله غياث المستغيثين
لا اله إلا الله أبدا حقاً
لا اله إلا الله إيمانا وصدقاً
لا اله إلا الله نطقاً وقعاً ورفقاً
لا اله إلا الله تعبداً ورفقاً
لا اله إلا الله القوي الجبار
لا اله إلا الله الواحد القهار
لا اله إلا الله الحليم الستار
لا اله إلا الله العزيز الغفار
لا اله إلا الله هو رب كل شيء
لا اله إلا الله هو قبل كل شيء
لا اله إلا الله هو بعد كل شيء
لا اله إلا الله يبقى ربنا ونفنى ويموت كل شيء
ثم الدعاء من قبل شيخ الحضرة وتختم بالصلاة على الرسولﷺ بقولهم:
اجب دعانا يا مولانا
اجب دعانا واسترنا يا الله
اجب دعانا يا مولانا
اجب دعانا وانصرنا يا الله
اجب دعانا يا مولانا
اجب دعانا ولاتفضحنا يا الله
صلوات الله طيبات على محمد
صلوات الله زاكيات على محمد
سلام الله طيب على محمد
تحيات زاكيات طيبات على محمد
بعدها يأتي الشق الثاني وهو فصل الوقوف ويسمى فصل الذكر.
يقوم منشد ذو صوت شجي وصداح بأمر من شيخ الحضرة بإلقاء أحد القصائد في النصح والإرشاد والذاكرون من حوله يلهجون ويذكرون لفظ الجلالة الله الله الله بأسلوب خاص وهادئ والمنشد مستمر في أداء قصيدته ثم الصلاة على الرسول(صلى الله عليه وسلم) ثم قراءة الفاتحة والدعاء.
ثم تأتي مرحلة ضرب الدفوف ويستمر في أداء قصائد الوجد والهيام وقصائد الذكر عن طريق المنشد وبأمر من الشيخ .
ويستمر هذا الحال مدة من الزمن ويؤدي اكثر من(5) قصائد ثم يأتي دور الجلوس ويطلق عليه فصل السماع ويتم فيه الضرب على الدفوف وعلى آلة الزكرة ثم يقف العزف و يتلى لفظ الجلآلة الله الله بنفس الأسلوب السابق ثم الصلاة على النبي ختام بعدها تقرء الفاتحة والدعاء.
والجدير بالذكر أن هناك مهام يقوم بها بعض الأفراد في الحضرة ابتداء من (شيخ الحضرة) يكون قد تتلمذ على يد شيخ قبله ويكون مجازاً في الطريق عالما لا جاهلا مربياً فاضلاً يعلم المريد والعوام على السواء في الزاوية المخصصة أو المدرسة المخصصة لذلك فمن ضمن واجباته تعليمهم الأخلاق الفاضلة وأصول مذهبهم في الطريقة.
وهو المسؤول الأول عن قراءة الأوراد والأحزاب والوظيفة والقصائد ثم يأتي دور (النقيب) الذى يقوم أيضا بأعمال الشيخ التي أذن له فيها فقط حال غيابه ويرتكز عمل النقيب في أداء حضرة الدفوف والموالد ويأخذ الإذن في ذلك من(الشيخ) فيقوم بقيادة حلقة الدفوف كما أنه المسؤول عن تدريب المريدين وتوفير حاجياتهم وتعليمهم الأصول الفنية في الحضرة من ضرب الدفوف إلى قراءة القصائد.
ثم يأتي دور(الشاوش) وهو المسؤول الأول عن حاجيات الزاوية المادية وترتيب الصفوف وبداية الذكر وجلوس المريدين وترتيب وقوفهم واستقبال الضيوف وتقديم الخدمات والإشراف على عمليات السفر والزيارات ويكون المساعد الأول للشاوش.
وتجدر الإشارة إلى أن الترتيب على ذلك حيث من مهمة النقيب وهناك من يرى إنها مهمة الشاوش ولكن لاخلاف يقوم النقيب بتسوية صفوف المريدين والذاكرين قصار الطول مع بعض، المتوسطين مع بعض، الطوال مع بعض، بحيث يكون هناك توافق ويكون الصف منحدرا تدريجياً عند الوقوف في الحضرة وتكون الآلة المصاحبة (الزكرة) مثلا في نهاية الصف.
ويتم استعمال(الزكرة) في فصل الوقوف لأنها حادة وصوتها قوي بينما(المقرونة) في فصل الجلوس لأنها غير حادة و هادئة.
فمن الناحية الفنية تبدأ بأسلوب بطيء أداءً وعزماً ثم تتسارع الحضرة ويتسارع أداؤها تدريجياً، فعند الطريق العروسية تبدأ بقصائد التوحيد، بينما الطريقة العيساوية تبدأ بورد القدوم، بينما القادرية تبدأ بعقيدة الأكابر، أما الطريقة البرهانية الشاذلية فلهم أسلوبهم في الحضرة يستعمل التصفيق والطبل والدف.
الوظيفة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون، وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون،(3)من سورة الانعام (1-2-3 ) (الحمد لله رب العالمين) (أستغفر الله 3 مرات)(أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه 3 مرات) الله صلى على سيدنا محمد النبي المصطفي وبارك وصلى وسلم عليه (مرة وأحدة) لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير(10 مرات) ثم تقول وإليه النشور(صباحاً) وتقول(مساءاً) وإليه المصير، بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(10 مرات) ثم تقول ونعم الوكيل، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (10 مرات) وتقول وبه نستعين، اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله (10 مرات) وفي تمامها وعلى آله وصحبه وسلم، الله إنا سألك رزقاً حلالاً طيباً واسعاً وعلماً نافعاً وعملاً صالحاً متقبلاً وقلباً سالماً والفوز بالجنة والنجاة من النار، الله أجرنا من النار (7 مرات) الله أجرنا وأجر والدينا وأجر جميع المسلمين والمسلمات من النار ومن عذاب النار ومن الكفر والفقر ومن عذاب القبر ومن كل قوة وعمل يقربنا إلى النار بعفوك، وأصلح لنا شأننا كله وأدخلنا الجنة برحمتك، الله أدخلنا الجنة (8 مرات) اللهم أسكنا جنتك الفردوس برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الكريم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين.
الله أنت السلام ومنك السلام، وإليك يعود السلام، حيينا ربنا بالسلام واسكنا دار السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، الله لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا راد لما قضيت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، الله أعنا على ذكرك وشكرك وطاعتك وحسن عبادتك (سبحانه الله والحمد لله والله أكبر 33 مرة) لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، بسم الله الرحمن الرحيم(آية الكرسي إلخ) بسم الله الرحمن الرحيم (سورة الإخلاص مرة) ثم المعوذتين مرة، إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، (الله صلي عليه 100 مرة) وبعد المئة الله صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وسلم (3 مرات) الله صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وبارك وصلي وسلم على جميع الأنبياء والمرسلين والرضا على الصحابة أجمعين والأولياء والشهداء والصالحين والحمد لله رب العالمين،، سبحان الله العظيم وبحمده، سبحانه الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك (أستغفر الله 100 مرة) أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلى هو الحي القيوم وأتوب إليه (3 مرات) اللهم صلي على سيدنا محمد النبي المصطفي وبارك وصلي وسلم عليه، بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفاتحة، بسم الله الرحمن الرحيم سورة قريش اللهم آمنا من كل خوف (3 مرات) الله آمنا وسلمنا واحفظنا وارعنا ونجنا من كل بلاء وهم وخوف واجعلنا لك من الشاكرين ولآلاك من الذاكرين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحداً ورباً شاهداً ونحن له مسلمون(4 مرات) الصلاة والسلام عليك يا سيدنا يا رسول الله، الصلاة والسلام علي يا سيدنا يا حبيب الله ألف ألف صلاة وألف ألف سلام عليك وعلى آل بيتك وأصحابك يا أكرم الخلق عند الله.
(اللهم يا رب محمد وآل محمد صلي على محمد وآل محمد وأجز عنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل ما هو أهله 3 مرات)،
فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات وفي الأرض وعشياً وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج ا لميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون، سبحان الله العظيم وبحمده سبحانه الله وبحمده أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
الأوزان الإيقاعية المستعملة في الحضرة
العروسية الأسمرية:
1. الإيقاع الفيتوري يتكون من نوعين:
وهو ينسب إلى الشيخ سيدي عبد السلام الأسمر:
- إيقاع الفيتورى:
- إيقاع الفيتورى :
2. الإيقاع العثماني:
وهو ينسب إلى سيدي عثمان ويؤدى بطريقتين:
3. الإيقاع التياري:
4. الإيقاع العجمي وهو ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
إيقاع عجمي النوع الأول:
ب.إيقاع عجمي النوع الثاني:
إيقاع عجمي النوع الثالث:
5. إيقاع العشر اوى:
6. إيقاع الجحاوي
7. إيقاع المربع
8. إيقاع المخمس
9. إيقاع الأسمري
الآلات الموسيقة الشعبية المستعملة
في الزوايا الصوفية:
اولا. الآلات الإيقاعية.
1. آلة البندير
تصنع آلة الدف ،من إطار دائري ومشدود عليه قطعة من الجلد، ويربط عليه قطعة من الجلد، ويربط عليه خيط رفيع مصنوع من الذائن، وتستعمل آلة الدف في الطريقة العروسية والعيساوية والقادرية وغيرها.
2. آلة الدربوكة
تصنع آلة الدربوكة،من الفخار، أو الطين مشدود عليه قطعة من الجلد مستديرة الشكل المربوط بحبل سميك ورفيع، وتسمى آلة الدربوكة في مدينة طرابلس وضواحيها(دربوكة الثمر)لأنه يوضع عليه القليل من ثمار النخيل. لتغير النغمة أثناء العزف، تستعمل آلة الدربوكة في الطريقة العروسية في أثناء الفصل الجلوس في الحضرة التقليدية، وفي الأغاني الشعبية التقليدية.
3.آلات النفخ الشعبية
1. آلة الزكرة
تصنع آلة الزكرة من الجلد المعز، من جميع أنحاء جسمه، وينظف الجلد ويرطب بالزيت حتى يكون لينا، وتسمى بآلة الشكوة في مختلف المدن الليبية، ومن الجهة الرقبة الجلد تثبت عليه قطعة من الخشب دائرية الشكل، ولها ثقبان ويثبت عليه أنبوبان من أشجار قصب المجوف وعليه أربعة ثقوب وقرنان من قرن البقر، لإصدار قوة الصوت، وأنبوب لمنع تسرب الهواء الخارج، تختلف تسمية آلة الزكرة، في ليبيا تسمى(الزكرة)، وفي تونس تسمى المزود، تستعمل آلة الزكرة في الساحل الليبيى والجبل والخمس وزليتن.
الهوامش
1. (1) عبدالله احمد بن عجيبية، معراج التشوف إلى حقائق التصوف، 1224هـ، تقديم و تحقيق د.عبد المجيد خيالي، مركز التراث الثقافي المغربي، الدار البيضاء، ص25.
2. (1) الدكتور السيد محمد عقيل بن على المهدى، دراسة في الطرق الصوفية ، دار الحديث، القاهرة، (د ت–)، ص156.
3. (2) علي فهيم خشيم، أحمد زروق و الزروقية – دراسة حياة و فكر و مذهب و طريقة، الدار الإسلامي، ص180.
4. (3) من المفيد أن نذكر أن لفظة زاوية أطلقت على مواضع عدة في حواضر العالم الإسلامي منذ عهد مبكر، أشهرها موضع في البصرة كانت به الواقعة بين الحجاج بن يوسف الثقفي و عبد الرحمن بن الأشعث الكندي، و كذلك أطلقت التسمية على مواضع في المدينة المنورة و الموصل و واسط و الأندلس.
5. (1) تيسير بن موسى، المجتمع العربي الليبي في العهد العثماني، الدار العربية للكتاب،1988 م،ص80.
6. (2) الأستاذ أحمد بوكاري الزاوية الشرقاوية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء الطبعة الأولى، 1409هـ- 1989م، ص13.
7. (1) محمد الكللى. الطرق الصوفية، رسآلة ماجستير غير منشورة.
8. (1) تيسير بن موسى، المجتمع العربي الليبي في العهد العثماني، الدار العربية للكتاب، ص83.
9. (1) محمد الكللى. الطرق الصوفية. رسالة ماجستير غير منشورة.
10. (2) الطيب المصراتي، كتاب الفتح الأكبر في تاريخ سيدي عبد السلام الأسمر.
11. (1) أحمد النائب الأنصاري، المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب، طرابلس، مكتبة الفرجاني، ص355.
12. (1) المرجع السابق، تيسير بن موسى، المجتمع العربي الليبي في العهد العثماني، الدار العربية للكتاب، ص88.
13. (2) مذكرة من الزاوية الطريقة البرهانية الدسوقية .زاوية سيدى ابورقية ،زليتن.
14. (1) المعلومات الواردة في تاريخ نشأة الحضرة وتطورها وفنون أدائها قام الباحث بتجميعها وتلخيصها من مجموعة المقابلات الشخصية التي أجراها الباحث مع عدد من الشيوخ الأفاضل المتخصصين في داخل البلاد وخارجها وذلك بسبب عدم توفر المراجع المكتوبة في هذا المجال التراثي العريق.
• المراجع والمصادر
- عبدالله احمد بن عجيبية، معراج التشوف إلى حقائق التصوف، 1224هـ، تقديم وتحقيق د.عبد المجيد خيالي، مركز التراث الثقافي المغربي، الدار البيضاء.
- الدكتور السيد محمد عقيل بن على المهدى، دراسة في الطرق الصوفية ، دار الحديث، القاهرة، (د – ت).
- محمد رجب الزائدى، من أعلام الله والأدب والتصوف، منشورات دار الكتاب الليبي، ليبيا، بنغازي، 1975،1390هـ.
- عبدالله احمد بن عجيبية، معراج التشوف إلى حقائق التصوف، 1224هـ، تقديم و تحقيق د.عبد المجيد خيالي، مركز التراث الثقافي المغربي، الدار البيضاء.
- ابن خلدون،المقدمة، القاهرة، المكتبة التجارية الكبرى.
- تيسير بن موسى، المجتمع العربي الليبي في العهد العثماني، الدار العربية للكتاب.
- أحمد الرفاعي، القطب الصوفي المشهور الذي عاش في العراق خلال القرن السادس الهجري و قد ترجم له ابن الساعي مقال، و ولى الله العارف بالله و الزاهد القدوة السيد أحمد بن السيد علي بن الحسن الرفاعي ولد سنة خمسمائة للهجرة.
- تيسير بن موسى، المجتمع العربي الليبي في العهد العثماني، الدار العربية للكتاب.
- صالح مصطفي مفتاح، ليبيا من الفتح العربي حتى انتقال الخلافة الفاطمية إلى مصر، منشورات الشركة العامة للنشر والتوزيع والإعلان.
- الفردبل، الطرق الإسلامية فالشمال الإفريقي من الفتح العربي حتى اليوم، ترجمة عبد الرحمن بدوي، الطبعة (2)، بيروت، دار الغرب الإسلامي.
- علي فهيم خشيم، أحمد زروق والزروقية – دراسة حياة وفكر ومذهب وطريقة، الدار الإسلامي.
- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، دار الكتاب العربي، الطبعة (3)، بيروت، 1400هـ - 1980، ج44.
- الأستاذ أحمد بوكاري الزاوية الشرقاوية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء الطبعة الأولى، 1409هـ-1989م.
- د.عبد الله السباعي، التقرير الوطني حول التربية الفنية في مراحل التعليم الأساسي و الثانوي و حاجات تطوير المناهج و الوسائل التربوية في الجماهيرية العظمى، النقطة الخامسة، (د-ع- ت).
- دراسة ماجستير غير منشورة.
- تيسير بن موسى، المجتمع العربي الليبي في العهد العثماني، الدار العربية للكتاب.
- رسآلة ماجستير غير منشورة.الطرق الصوفية ،محمد الكللى.
- تيسير بن موسى، المجمع العربي الليبي في العهد العثماني، الدار العربية للكتاب.
- الطيب المصراتي، كتاب الفتح الأكبر في تاريخ سيدي عبد السلام الأسمر.
- أحمد النائب الأنصاري، المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب، طرابلس، مكتبة الفرجاني.
- مذكرة من الزاوية الطريقة البرهانية الدسوقية .زاوية سيدى ابورقية ،زليتن.
- المعلومات الواردة في تاريخ نشأة الحضرة وتطورها وفنون أدائها قام الباحث بتجميعها وتلخيصها من مجموعة المقابلات الشخصية التي أجراها الباحث مع عدد من الشيوخ الأفاضل المتخصصون في داخل البلاد وخارجها وذلك بسبب عدم توفر المراجع المكتوبة في هذا المجال التراثي العريق .
• الصور
- الصور من الكاتب.
1. https://www.almarjie-paris.com/upload/photo/parags/0/3/404.jpg
2. https://scontent.fbah9-1.fna.fbcdn.net/v/t1.0-0/s640x640/46427483_2360787973933813_7631614207284215808_n.jpg?_nc_cat=106&ccb=2&_nc_sid=730e14&_nc_ohc=hp_7Hr__hEQAX9I39iW&_nc_ht=scontent.fbah9-1.fna&tp=7&oh=7179209f51d21c9d5e7e68c524c221a1&oe=6032BF21