قراءة في تجربة العربي دحو في الحفاظ على الشعر الشعبي الجزائري
العدد 53 - أدب شعبي
الأدب الشعبي هو الممثل الثقافي والاجتماعي لكل شعب يحترم تاريخه وعمقه، يتداوله ويستمتع بمحتوياته ويحافظ عليه كما يحافظ على أهله وعرضه وماله، فهو يمتزج بشخصيته وتكوينه الثقافي والاجتماعي، يجد فيه مرآته بكل أبعاد إنسانيته الماضية والحاضرة وحتى ملامح مستقبله، فهو يشكل لاشعوره الجمعي، ولهذا نجد أشكال التعبير الأدبي الشعبي تعيش قرونا دون أن تندثر، بل تجد في كل مرة وبعد كل تغيير في الثقافة ما يبرر تداولها واستمراريتها، فالأدب الشعبي حافل بكل الصور الإنسانية، فهو كالبحر العميق يحمل الجمال والخوف والتاريخ والأثر والكنوز والبقايا، فهو يرضي جميع المغامرين في إيجاد ما يبحثون عنه ويرضي غرورهم في الرغبة لمزيد من الاكتشاف.
ولكن مجال العمل الأكاديمي في الأدب الشعبي - بداياته وحتى في مرحلة الاعتراف به- محفوف بالحذر، ويجد الباحث في مواجهة صعوباته وأيضا في مواجهة الباحثين في مجالات أخرى ازدراء واستهزاء، وحتى لا نقول الباحثين فقط بل حتى حاملي الأدب الشعبي من أفراد الشعب.
ولهذا يمكن أن نقول إن الباحث في مجال الأدب الشعبي يتمتع بشخصية قوية؛ لأنه لا يكتفي بالبحث أو تدريس الأدب الشعبي، بل يتحول إلى محام ومدافع عن التراث الشعبي عموما والأدب الشعبي خصوصا، ويعدها مسؤولية ثقيلة ونبيلة.
مما يجعلنا أمام ظاهرة مميزة هي أن المشتغل بمجال الأدب الشعبي يكون له اهتمامات أخرى ولكنه يتخلى عنها لأجل أن يكثف جهده في مجال الأدب الشعبي، خاصة مع الرعيل الأول من الباحثين الجزائريين، من مثل : العربي دحو، عبد الحميد بورايو، التلي بن الشيخ، أحمد أمين، ليلى روزلين قريش، عبد المالك مرتاض، عبد الحميد بوسماحة، أحمد زغب، ..إلخ.
وحرصهم تعدى مرحلة البحث العادي إلى مرحلة الشغف، رغم كل صعوبات هذا الميدان، الذي يتعدى مرحلة الاشتغال على مدونة جاهزة ومناهج متزامنة تتلاءم مع التحليل، فالأدب الشعبي يحتاج إلى مرحلة طويلة للحصول على المدونة، مع صعوبة رصد السياق التاريخي والنسق الاجتماعي والثقافي الذي أنتجها، بالإضافة إلى صعوبة اختيار المنهج المناسب للمدونة والملاحظات التي رصدها الباحث في الميدان والتنظير، مما يجعل الباحث يقظا لكل التفاصيل.
وهكذا يمكن أن نفترض أن الباحث العربي دحو هو أكثر من مجرد أستاذ أو جامع أو مؤلف عادي، بل هو مدافع عن الأدب الشعبي بعدما عرف من أهميته، لأن يتعدى مرحلة الفن لأجل الفن وهو أيضا ليس باحثا من أجل البحث وفقط، بل صاحب رسالة علمية ووطنية.
- فمن هو العربي دحو؟
- ما هي خصوصية تجربته التدريسية؟
- وما هي خصوصية بحثه في مجال الشعر الشعبي؟
- ماذا أضاف العربي دحو للمكتبة الجزائرية في مجال الأدب الشعبي؟
وتعتمد هذه الدراسة على تتبع مراحل عمل الباحث العربي دحو واشتغاله في مجال الثقافة الشعبية والأدب الشعبي، تدريسا وتأليفا؛ «لقد استقيت خطاب ومقولات هذه الدراسة من محورين أساسيين هما :مؤلفات الباحث. ومن السيرة الذاتية؛ والمقصود من ذلك تتبع المؤلفات وصفا وتحليلا، واعتماد السيرة العلمية لتتزاوج هذه الأمور؛ بغية الخروج بدراسة تحليلية أصيلة»1، ذلك أن الباحث العربي دحو قام بمساهمة قيمة وصعبة جعلته من الأسماء التي تتكرر بصورة جلية في المؤلفات والبحوث والأطروحات والمذكرات في مجال البحث في الأدب الشعبي خاصة الشعر الشعبي والثورة التحريرية، ولم تنجز دراسة حول أعماله ومساهماته، والتي تداركها الباحث نفسه فأسس لمشواره موقعا رسميا، يجد فيه الباحث ضالته للتعرف على الباحث ومجموع أعماله، من كتب ودواوين إبداعية له وأخرى تحقيقات في دواوين شعراء جزائريين في الفصحى والشعبي، ولكننا بالرغم من كل ما زودنا به العربي دحو من صورة عن حياته العلمية والفكرية وحتى السياسية ومواقفه الوطنية، إلا أنها جاءت مختصرة عامة، ولا يمكن أن نطالب الباحث باستكمالها؛ لأن بقية الخطوات هي من واجبنا في الاسترشاد بها في رسم صورة وصفية تحليلية لما جاء فيها، نتعرف على محتواها وما حققه الباحث من أهداف ومقاصد خلال هذه التجربة الطويلة والمتعددة في مجال الأدب الجزائري والأدب الشعبي الجزائري، للكشف عن بعض خبايا الكتاب والكاتب.
فلهذا الباحث محطات كثيرة في خدمة الأدب الجزائري عموما والشعر الشعبي التحريري خصوصا؛ «هذا الرجل المجاهد، العصامي، الصبور، الذي كافح طويلا؛ ليشكل اسما له حضوره في المشهد الأكاديمي ببحوثه ودراساته، فقد أوقف نفسه خدمة للموروث الجزائري، وله حضوره الثقافي بكتاباته ومساهماته في الملتقيات والندوات، ولا يرى إلا وهو يأخذ بأيدي من يرى فيهم الموهبة والاستعداد، وله اسمه السياسي لنضاله المتواصل ضمن ما يتوافق وقناعاته في خدمة الوطن ويتساوق مع مبادئه. ولعل ما أكبره في الدكتور العربي دحو هو اهتمامه الذي لا يتوقف، وجهده الذي لا يجارى في خدمة التراث والأدب الشعبي وموروث الثورة التحريرية، فكان من القلة القليلة التي أفردت ثلاثة أرباع وقتها للمخطوطات، دراسة وتنقيحا»2، ولهذا أردت أن أقف عند أهم المراحل والانجازات والمؤلفات والموضوعات الخاصة بالشعر الشعبي التي ساهم الباحث العربي دحو في الكشف عنها خلال مسيرته العلمية:
تجربة تدريس الأدب الشعبي:
أول ما تخصص الباحث في مجال الأدب الشعبي الجزائري « دبلوم الدراسات المعمقة في الأدب الشعبي الجزائري، أما الماجستير فكان في مجال الأدب العربي الحديث، وأما دكتوراه دولة في الأدب العربي المغاربي القديم، والتحق للتدريس في جامعة باتنة سنة1982، كما أنه درس بعدة جامعات في القطر الجزائري كمشارك وزائر منها: قسنطينة جامعة الأمير عبد القادر، ملحقة خنشلة، المسيلة، بسكرة، وقبل كذلك في جامعتي تيزي وزو وتلمسان»3، صحيح لم يوضح الباحث أسباب التعدد في الجامعات والمدة التي قضاها في كل جامعة، والمقاييس التي درسها، ولكن يمكن أن مثل هكذا تجربة تنوع في رؤى الباحث من خلال احتكاكه بتجارب متنوعة من الدارسين الجزائريين، تجعل منه يستفيد منها بتبني الايجابيات وتجاوز السلبيات، خاصة عندما نعرف أن الباحث التزم بالبحث في الأدب الجزائري وكل أدب له علاقة أو صلة بالأدب الجزائري في أغلب مشواره.
يقول العربي دحو عن مرحلة تدريسه للأدب الشعبي « وذلك بتشجيع من أستاذه بجامعة قسنطينة بلعابد الذي اختاره في الـ70 للتكفل بتدريس مادة (الأدب الشعبي الجزائري رغم أنها كانت مادة مستحدثة وقد أوكلت له المهام لأنه لم يكن معقولا أن تسند المهام للأساتذة من العراق أو مصر وسوريا، وهي ثقة استدعت منه بدل أقصى جهوده في جمع وتصنيف كل ما يقع على يديه من مخطوطات وحمايتها كأداة للحفاظ على الذاكرة ..»4، فتدريسه للأدب الشعب في بادئ الأمر لم يكن مجرد مهمة بيداغوجية بقدر ما تمثل مهمة وطنية.
تجربة البحث الميداني:
عاصر الباحث الثورة التحريرية، وخبر ما يقدمه الشعراء من تخليد الثورة التحريرية في أشعارهم، ومن خلال جمعه لها فقد حافظ على حرارة الإحساس المتزامن مع الموقف من مشاهد الثورة وتصور الشاعر السياسي والاجتماعي، يقول العربي دحو عن بداية جمعه للشعر الشعبي الثوري: «يعود اهتمامي بهذا الموضوع إلى مسقط رأسي من جهة، وإلى معايشتي للثورة التحريرية ثانية، وإلى إكباري لهذه الثورة المظفرة من جهة ثالثة، وإلى حاجة الجامعة الجزائرية إلى متخصصين في هذا الميدان من جهة رابعة، وإلى خلو المكتبة الجزائرية باللغة العربية من هذه الدراسات حتى الآن، والتي تعتبر حديثة العهد في العالم، وإلى اقتناعي أولا وأخيرا بوجود أشياء كثيرة في النص الشعبي لا تجدها في النص المدرسي، ومن هنا اقتنعت باختيار هذا الموضوع الذي أتعبني كثيرا عندما دخلت ميدان التطبيق لأسباب منها يتصل بإمكاناتي المادية، ومنها ما يتصل بنفسية الشعراء، والرواة الذين اتصلت بهم، والذين كانوا يمدونني بالنزر القليل كل مرة، وبالرغم من كل الأساليب التي استخدمتها معهم، وخاصة أولئك الذين اعتلوا خشبات المسرح، وظهروا على شاشة التلفزيون، وتعودوا أخذ المقابل عما يقدمونه، إذ لا يعرفون أهمية البحث»5؛ فقد حدد الباحث أهدافه بعناية في وقت مبكر، فهو بصنيعه خدم حاضر الوطن، ومستقبله، رغم كل الصعوبات التي واجهته إلا أنه كان أعند منها واستمر في البحث والجمع في هذا المجال، وتعد كتبه في هذا المجال أهم الكتب، وطريقته وصبره دعم لكل من اختار نفس المجال، «يتضح من خلال هذا التقديم مدى ما كابده الدكتور العربي دحو من جهود مضنية في سبيل تأليف هذا الكتاب، فقد بذل كثيرا من الجهد. فهذا الكتاب هو ثمرة مرحلة مهمة من حياته مليئة بعمل دؤوب لا يعتري صاحبه سأم أو كلل؛ لأن الحافز عليها الطموح العارم والجامح، والرغبة الأكيدة في تحقيق الذات بهدفها الأسمى، وخدمة الوطن، والتأريخ بدقة لثورة التحرير المظفرة، التي يكن لها من الحب والإخلاص، والوفاء، ما لا يعلمه ولا يجزي به إلا الله»6.
تجربة التأليف:
الباحث العربي دحو غزير الكتابة، ولهذا نجد له مؤلفات عديدة ومتنوعة، فهو يعتمد التأليف للتعليم وأيضا للمشاركة في الحفاظ على تراث الوطن، «تلك الثمار التي تطلبت من الدكتور العربي دحو جهدا على جهد، الجهد الأول في اختيار المسار العلمي، والتوجه الأدبي الذي يتسم بالنزوع الثوري المقاوم، فقد كان العربي دحو وهو يكتب لا يفتأ يقاوم المشاريع الاستعمارية بأشكالها الجديدة ورواسبها القديمة التي تستهدف الوطن العربي وجودا، وهوية، وتاريخا، كما يقاوم صور النسيان؛ من خلال إحيائه لتراثنا المغربي القديم وثقافتنا الشعبية خاصة في منطقة الأوراس المعروفة بثورتها ومقاومتها، كما تجلى البعد المقاوم في كتبه التي خصص الكثير منها للتعريف بالأدب الجزائري والمغربي القديم..خاصة إذا نظرنا إلى الأهمية الفائقة التي يحتلها الموروث في حياة الشعوب، وبقاء الأمم؛ ولذلك فقد احتل مكانة واسعة في كتابات العربي دحو، لكونه يمثل ذاكرة حية تعكس أصالة أي شعب من الشعوب»7، وفي هذه الدراسة سأقتصر على التأليف في الموروث الشعري الشعبي.
1) كتب:
ألف الباحث الكثير من الكتب، تنوعت بين تخصصه في الأدب الشعبي الجزائري والأدب الحديث والأدب المغاربي، حسب تنوع توجهه الأدبي وشهاداته، ولكن يبدو أن غلبة الشعر الشعبي واضحة، جمعا وتنظيرا وتحليلا، منها ثلاثة حول الشعر الجزائري، ثلاثة أخرى في الأدب المغاربي، وبقية الكتب كانت في قضايا الشعر الشعبي الجزائري وعددها أكثر من إحدى عشرة كتابا، وعناوينها كالتالي8:
1. دور الشعر الشعبي في الثورة التحريرية بدائرة مروانة طبع ثلاث مرات؛
2. بعض النماذج الوطنية في الشعر الشعبي بمنطقة الأوراس؛
3. الشعر الشعبي ودوره في الثورة التحريرية بمنطقة أوراس النمامشة جزءان؛
4. ابن خلوف وديوانه جنى الجنتين فيمدح خير الفرقتين ،طبع سنة 1992.
5. مقاربات في الشعر الشعبي العربي في الجزائر الطبعة الثانية 2007؛
6. ديوان الشعر الشعبي عن الثورة التحريرية في الولاية التاريخية الأولى بالعربية والأمازيغية مع ترجمة أشعار الأمازيغية إلى العربية 2003؛
7. ديوان الشعر الشعبي عن الثورة التحريرية الجزائرية 2007؛
8. نصوص شعرية شعبية عن الثورة التحريرية لمجاهدين ومجاهدات ثورة نوفمبر 2007؛
9. أشعار شعبية جزائرية من الديوان العام الطبعة الثانية 2007؛
10. أمثال وأقوال شعبية جزائرية 2007؛
11. نصوص من الأدب الأمازيغي الشاوي بالشرق الجزائري جمع وتصنيف وترجمة إلى العربية 2007؛
ومن الكتب التي اطلعنا عليها، أربعة أما الباقي فالباحثون في حظ من هذا أو ذاك حسب التوزيع، وهي كالتالي:
1. الشعر الشعبي والثورة التحريرية بدائرة مروانة: من سنة 1955-1962 9:
- فقد غطى الكتاب كل القصائد الشعبية التي ألفها شعراء مروانة طيلة فترة الثورة التحريرية، وقد توزعت موضوعات الكتاب بين التعريف بالمنطقة طبيعيا وتاريخيا، وأصل السكان، وأحوالهم أثناء الاستعمار الفرنسي، كما اهتم بلهجة المنطقة.
- بعدها انتقل إلى البحث في مواضيع الشعر الشعبي ابتداء من أسماء المدن التاريخية، وتعالق الشعر الشعبي بالنص الديني، ثم الشعر الاحتفالي المتعلق بالمناسبات الاجتماعية ودورة الحياة؛
- أما الباب الثاني فتوزع بين اضطلاع الشاعر الشعبي بالثورة وتهيئة الناس لها، كما أرخت لمشاركة ساكنة مروانة في الثورة؛
- والفصل الثاني عرّف بشعراء الشعبي الذين ساهموا في تخليد ثورة التحرير، وكذلك الرواة، والمهمة التي خص بها الشعر الشعبي في تلك الفترة؛
- أما الفصل الثالث: فقد تناول فيه دراسة فنية لمجموعة من النصوص من ناحية الخصوصية اللغوية والألفاظ والقواعد، كما اهتم بالخيال والعاطفة والوزن؛
- أما الملحق فقد كان غنيا ومتنوعا بين القصائد المطولة والمقاطع القصيرة.
2. بعض النماذج الوطنية في الشعر الشعبي الأوراسي خلال الثورة التحريرية:
دراسة تاريخية فنية مقارنة في نصوص الشعر الشعبي الأوراسي وأشعار بعض الأقطار العربية10:
قدم الباحث العربي دحو قراءة في الأغنية الشعبية الأوراسية في موضوع الثورة التحريرية، وقسم الكتاب إلى قسمين النصوص ودراسة حول النصوص وأيضا المقارنة بينها، ولكن الهدف الأول للباحث لم يكن دراسة النصوص بل جمع كل الشعر الشعبي المتعلق بالثورة التحريرية، يقول الباحث: «حاولنا أن نستعرض النماذج الوطنية العسكرية بصورة خاصة خلال الثورة التحريرية وفي اعتقادنا أننا حققنا قصدنا وبلغنا غايتنا الأولى تمثل في حفظ النصوص من الضياع ثم تحريك السواكن بدراسة أدبية لهذه النصوص حتى نوجه الدراسات إلى هذا الموضوع وإلى هذا النوع من الأدب الذي يعطينا من حقائق كثيرة قد لا نجدها في غيره. كما ناقشنا مصطلحات أدب المقاومة- أدب الثورة –وأدب الحرب»11، كما قام الباحث بموازنة بين النص الشعري الشعبي الجزائري ونصوص الثورة في الأقطار العربية الأخرى. وعلى المستوى الفني، فقد قدم الباحث تطبيقا على المدونة في مجال اللغة والوزن والصورة.
3. معجم شعراء الشعر الشعبي من القرن 16 إلى أواخر العقد الأول من القرن 21 12:
«يضم المعجم ما يقارب 200 شاعر وأقدم نص شعري يرجع للفترة الهلالية وأشار أنه لديه نصوص مجهولة أصحابها وقد اعتمد على مصطلح المعجم بدل أنطولوجيا لأنه من صميم التراث اللغوي العربي كما اعتمد في عمله البحثي النابع من مسؤوليته وعمله الصادق لتثمين الموروث الشعبي الوطني على احترام نص الشاعر كما وجده.. وأكد أنه تفادى تصنيف الشعراء بناء على الفترات الزمانية وحسب المواضيع والأغراض الشعرية بل اعتمد على المنهج الألف بائي وهو من صميم التراث العربي وذلك حسبه «حتى لا يحكم علي أنني صنفت وفق نظرة نقدية أو إيديولوجية أو جهوية ولتجاوز ذلك اعتمدت على المنهج الألف بائي»13.
4. ديوان الشعر الشعبي عن الثورة التحريرية: في الولاية التاريخية الأولى بالعربية والأمازيغية: جمع وتوثيق وتصنيف وترجمة وشرح وتعليق وتقديم الدكتور العربي دحو14:
« يخص العمل الأول منطقة الأوراس وهي المنطقة الأولى، وهذا العمل يضيف الدكتور دحو قام بجمعه وتصنيفه وتوثيقه وشرحه وترجمة نصوصه من الأمازيغية إلى العربية، وعنوانه «ديوان الشعر الشعبي الناحية التاريخية الأولى»15، يشتمل الكتاب على أشعار شعبية جمعها الشاعر من الميدان من الشعراء أنفسهم ومن الرواة، وأيضا من الدواوين و المصادر والمراجع، المشترك بين القصائد أنها خاصة بالثورة التحريرية، ويتوزع الديوان على قسمين قسم الأشعار العربية تجاوز عددها 500 قصيدة يتخللها هوامش وشروحات للكلمات العامية، وقسم الأشعار الأمازيغية (الشاوية)مترجمة إلى العربية تجاوز عددها 100 قصيدة.
والباحث يرى أن هذه النصوص تكمِّل بحث المؤرخين وتعمق فهم المرحلة وظروفها بكل صدق وشفافية؛ ذلك أنها أشعار صادرة عن عاطفة ومعايشة وتفاعل لغوي وثقافي، يقول العربي دحو في مقدمة الكتاب: «فإن الحضور بالمادة الأصلية النقية في الساحة في هذه الحال، يبدو واجبا مقدسا، بغض النظر عن الجوانب الأخرى التي تحقق حضورا تاريخيا، وأدبيا، وفكريا، واجتماعيا.. الخ، وفي هذا السياق تأتي هذه المبادرة الأولى، التي تقدم هذه النصوص التي أرخت الثورة التحريرية في الولاية التاريخية الأولى(أوراس النمامشة)، وهي جزء من نصوص كثيرة لم نتمكن من الوصول إليها كلها ولاشك، وتبدو خصوصيتها غاية في التميز؛ لأنها تتشكل من قسمين القسم العربي والشاوي»16، فخصوصية الكتابة والقالب الشعري بين العربية والأمازيغية، تحقق للمتلقي الاطلاع على المفارقات بينهما من خلال نماذج شعرية في نفس المجتمع ونفس الثقافة جنبا إلى جنب، ويضيف الباحث يقول: «أما عن مضمون الموضوع فإنه الثورة التحريرية بكل ما فيها من خصوصيات، وما يتصل بها من مجالات، حيث وجدنا فيها المواطن الجزائري من المنطقة التي أبدع أهلها النص، أو من جهات أخرى من الوطن، هذا المواطن الجزائري الذي قدمه لنا منخرطا في الثورة التحريرية بكيفية أو بأخرى، فهو الجندي المجاهد، المناضل، والمسبل، والممول، والقائد، والمسؤول، والمضحي بكل ما يملك، وهو في النهاية إنسان يحس، ويعاني، ويتألم، ويقاوم، وهكذا دواليك»17، فالشاعر ليس مجرد ناقل، بل هو عضو فاعل في المجتمع، والثورة، وشاهد على أحداثها.
والمواطن الجزائري سواء زامن الثورة التحريرية أم بعيد عهد بها فهي تعيش في ضميره الجمعي يستحضرها في كل زمان ومكان ويفتخر بها ويردد ما قيل عنها تاريخا وأدبا، فهي جزء من الهوية والكيان الجزائري، ولهذا يمكن لكل المناهج أن تسائل النص الشعري الشعبي للتعرف على الثقافة والمجتمع والفكر ودقائق تخص المستعمر والمجاهدين والوسائل وحتى عدد الشهداء في كل موقعة، فالنص الشعري الشعبي هو وثيقة وإبداع يتميز بالصدق الفني وحتى الصدق بمعناه الأخلاقي.
2) تجربة التحقيق في دواوين الشعر الشعبي:
قام الباحث العربي بتحقيق العديد من الدواوين الشعرية الجزائرية، من بينها ديوان الشعر الشعبي للشاعر ابن خلوف، غير أنني لم أطلع على كيفية تحقيقه، بل عرفت بعض خطوات ذلك من خلال موقعه الرسمي من مقالته تجربتي مع تحقيق المخطوط الوطني وصور من المسخ والتشويه لمخطوطنا الجزائري، يقول فيه: ففي التحقيق الذي هو مدار المداخلة هذه التي شرفني مركز المخطوطات بأدرار لتقديمها فإني قد أنجزت: ديوان ابن خلوف القسنطيني (ق9ه) الذي عنونه الشاعر بـ«جنى الجنتين في مدح خير الفرقتين»، وسماه أهل عصره بديوان الاسلام الطبعة الأولى 2004 عن دار هومة الجزائر، ودراسة عنه بعنوان: «ابن خلوف وديوانه جنى الجنتين في مدح خير الفرقتين الطبعة الثانية 2007»18، تناول فيه الأستاذ العربي دحو حياة الشاعر خلال عصره من كل جوانبه السياسية والاجتماعية والثقافية، وتعمق في الظروف التي لعبت دورا بارزا في تكوينه الفكري وبروز شاعريته وخاصة في الجانب الديني. كما حقق نسخ مخطوط الديوان العديدة وقارن بينها قبل أن يغوص في ثنايا قصائده الصوفية وعرض السمات العامة البارزة في شعره مبرزا خصائصه اللغوية والأسلوبية التركيبية. هذه الدراسة حول الشاعر وعصره وديوانه تمثل عملا جادا في دراسة الحركة الأدبية في المغرب العربي عامة، والجزائر خاصة.
تجربة الدفاع عن الأدب الشعبي:
فالباحث له مشروع نضالي في اللغة العربية واللهجة الأمازيغية والأدب الشعبي وما تعلق به من لهجات جزائرية تثبت الهوية الوطنية الجزائرية وصلتها بالأرض والمقاومة والثوابت التي جمعت أبناء هذا الشعب صامدا طيلة قرون من الزمن، وحارب لأجلها استعمارا قويا، بواسطة وطنيته ولغته وأدبه وثوابته الدينية؛ «الذي يطالع نتاج العربي دحو يجد لدى الرجل اهتماما خاصا بالتراث الشعبي عامة، والشعر الشعبي الثوري المقاوم بمنطقة الوراس خاصة، كما يلحظ لديه وعيا عميقا بأهمية التراث الشعبي في الحفاظ على الهوية؛ لأن التراث هو الهوية الثقافية للأمة، التي من دونها تضمحل وتتفكك داخليا»19، وقد أجاب الباحث نفسه عن هدفه من هذه البحوث، وكان نص السؤال والجواب كالتالي «ما هي الجهود التي تقومون بها للدفاع عن اللغة والثقافة العربية؟ - نحن نناضل على جميع المستويات ومن خلال الصحف والندوات الفكرية والمؤتمرات والملتقيات، ومخاطبة الجهات الرسمية وتنبيهها إلى الأضرار التي تداهم مستقبل اللغة والثقافة العربية في مجتمع عربي، ومع كل ذلك فأنا مرتاح ومطمئن للمستقبل بفضل جهود الأجيال المخلصة من أبناء الأمة في المغرب العربي، ومواقعهم، وسيأتي اليوم الذي يتسلمون فيه المشعل»20، فمشروعه لم يقتصر على الواجهة الأدبية الأكاديمية بل كان إعلاميا وسياسيا.
صعوبات وفوائد التجربة:
- «عدم استجابة الشعراء الشعبيين لندائه في ملء استمارات فيها معلومات معينة عن الشاعر وهو ما صعب من أداء مهنته الأكاديمية مؤكدا أنه من المستحيل جمع سير كل الشعراء الشعبيين»21.
- « نفى الدكتور العربي دحو تهميش وإقصاء الأدب الشعبي أو توظيفه لأغراض سياسوية خلال الـ 70 مؤكدا أن الدولة أولت اهتماما بالغا للحفاظ على هذا المكون الأساسي للهوية الوطنية وما يكتنزه الأدب والثقافة الشعبية من قيم كما أكد أن الدولة لم تكن ضد القصيدة الشعبية مستشهدا بالقصيدة الشعبية من الملحون التي قدمها الشاعر محمد الصالح بلوصيف في ال 70 أمام الملك الفيصل والرئيس هواري بومدين -رحمهما الله- بوهران»22.
- « أكد المحاضر وجود نخبة من الأصوات النسوية في هذا المجال وضمنهم فاطمة الشريف التي انتقدت بلذاعة الأتراك رغم انتمائها للبلاط إلى جانب نصوص لمجاهدات ورغم أنهن قليلات فذلك راجع إلى عدم وجود فرصة للبروز»23.
- «وأوضح الدكتور العربي دحو أنه تفادى تشكيل القصائد الشعبية المتضمنة في معجمه لأنه لا يتقن كل اللهجات المنتشرة في الوطن والتي تختلف تشكيلها من منطقة إلى أخرى»24.
- « أن كل ما هو شعبي من الناحية العلمية، ينبغي أن تحدد له المنطقة، لأن لكل منطقة خصوصياتها»25.
خاتمة:
- الشعر الشعبي عند الباحث العربي دحو ليس مجرد إبداع أو نص أدبي، هو التاريخ الاجتماعي والثقافي للجزائر بدونه لا يمكن فهم التاريخ الجزائري.
- اعتمد الباحث العربي دحو في مشروعه حول الشعر الشعبي، على عدة خطوات:
1. الجمع الميداني الذي أخذ منه مساحة من الوقت والجهد واشتغل وعوّل عليه في مشواره التعليمي والثوري – كما كان طول احتكاكه بالشعراء وبالرواة مدعاة لكسب خبرة للفهم العميق بمقاصد الشعراء والقدرة على التحقيق في دواوين الشعر الشعبي القديمة قبل الثورة.
2. التركيز على المضمون المتعلق بالثورة التحريرية خصوصا، فبقدر اهتمامه بالشعر الشعبي، إلا أنه كان يهتم بالثورة الجزائرية المضفرة أكثر، فهو أراد أن يستكمل التاريخ الاجتماعي، وتفطن إلى أن التأريخ عادة يكون للجانب السياسي والعملي، أما المشاركة الشعبية في الثورة لا تكون إلا بصوت الشعب وصوته هو الشعر الشعبي الذي كان صادقا متناغما مع كل جديد يخص تيمة الثورة، فالشعب هو الشاهد الحقيقي والمشارك الفعلي وبتعدد الأشعار تتكامل الصورة الملحمية والنظرة الشعرية المخلدة لمختلف أطياف الشعب.
3. التركيز على بعض المناطق لجمع شعرها العربي الأمازيغي في موضوع مخصوص الثورة التحريرية، فاختيار الشاعر لمنطقته بالذات نابع من كونه قادرا على التحرك بسهولة في ربوعها، إضافة إلى الإمكانات المادية التي يحتاج إليها الباحث الميداني، والأهم هو رصد صورة واضحة لمشاركة منطقة بالذات في الثورة التحريرية.
4. ورغم أهمية المجهود الذي قام به الباحث في عملية الجمع الميداني وتحمله صعوبة التعامل مع الرواة والشعراء، إلا أنه آثر أن يضيف إلى أغلب كتبه الميداني قسما تطبيقيا، في قراءة فنية من نماذج شعر الثورة حتى يؤكد الجانب الأدبي الجمالي الذي يتميز به هذا النوع من الشعر، فهو ليس شعرا رساليا فقط، بل رصد ظواهره الفنية التي لا تقل جمالا عن الشعر الفصيح، وعدم خروجه عن الشعر العربي ذي البعد الأدبي الجميل البلاغي.
5. كما أجرى الباحث مقارنة حول الشعر الشعبي الثوري في الدول العربية .
وهذا التنوع في العمل لا يجعل مشروع الباحث العربي دحو متعددا بل يشترك في نقطة هامة اهتمام الباحث ومحور اجتهاده بقضايا الجزائر من كل الأبعاد التي تحافظ على وحدة الوطن مهما تنوعت عناصر ثقافتها، والحفاظ على هويتها المتجذرة في التاريخ وعلى مكاسب الثورة، وتأكيدا لهذا الاستنتاج يقول الباحث العربي دحو :» يعود اهتمامي بهذا الموضوع إلى مسقط رأسي من جهة، وإلى معايشتي للثورة التحريرية ثانية، وإلى إكباري لهذه الثورة المظفرة من جهة ثالثة، وإلى حاجة الجامعة الجزائرية إلى متخصصين في هذا الميدان من جهة رابعة، وإلى خلو المكتبة الجزائرية باللغة العربية من هذه الدراسات حتى الآن، والتي تعتبر حديثة العهد في العالم، وإلى اقتناعي أولا وأخيرا بوجود أشياء كثيرة في النص الشعبي لا تجدها في النص المدرسي»26.
- تتكامل كتب وأساليب الباحث بين العمل على السياق التاريخي والنسق الثقافي والدراسة الفنية في مشروعه، تؤكد أن النص الشعري الشعبي يتوفر على القيمة الأدبية والتاريخية والنسقية.
- سخر الباحث إمكانياته الفكرية والسياسية والأدبية والإعلامية لإنجاح المشروع، وفعلا نجح الباحث في خلق وفرة في المادة الشعرية، وساهم في التأسيس النظري للشعر الشعبي الجزائري، فكتبه ضرورية جدا في كل بحث خاص بالشعر الشعبي أو الثورة التحريرية الجزائرية.
الهوامش
1. صالح، بلعيد، دراسة وصفية تحليلية لمؤلفات الباحث محمد العربي ولد خليفة، مجلة اللغة العربية، المجلس الأعلى للغة العربية،الجزائر، مج 7، العدد 13،فيفري 1999،ص259 - 260.
2. عز الدين ميهوبي، العربي دحو، أوراسي الروح، عصامي المسير، الكتاب الجماعي العربي دحو حنكة وطني ومسيرة مثقف، منشورات المجلس العلى للغة العربية، د ط، 2016، الجزائر، ص 5 - 6.
3. ينظر : الموقع الرسمي للدكتور العربي دحو، د ت، السيرة الذاتية، http://www.larbidahou.com.
4. وهيبة.م ، نشر في صوت الأحرار يوم 22 - 02 – 2010، الدكتور العربي دحو ضيف "صدى الأقلام" بالمسرح الوطني، https://www.djazairess.com.
5. العربي دحو، الشعر الشعبي والثورة التحريرية بدائرة مروانة 1955 - 1962، د ط، ديوان المطبوعات الجامعية، د ت، الجزائر، ص5.
6. محمد سيف الإسلام، بوفلاقة، الباحث الأكاديمي العربي دحو: وجهوده في خدمة الشعر الشعبي الجزائري ودراسة الأدب المغربي القديم، مجلة المفكر، جامعة الجزائر 2، مج 3، العدد6، ديسمبر 2019، ص34.
7. عبد الحميد هيمة، شهادة حول لدكتور: العربي دحو، الكتاب الجماعي العربي دحو حنكة وطني ومسيرة مثقف، منشورات المجلس العلى للغة العربية، د ط، 2016، الجزائر ص 24 - 25.
8. الموقع الرسمي للدكتور العربي دحو، د ت، http://www.larbidahou.com.
9. ينظر: العربي دحو، الشعر الشعبي والثورة التحريرية بدائرة مروانة 1955 - 1962.
10. ينظر: العربي دحو، بعض النماذج الوطنية في الشعر الشعبي الأوراسي خلال الثورة التحريرية، د ط، ديوان المطبوعات الجامعية، د ت، الجزائر.
11. م ن، ص147.
12. ينظر: العربي دحو ،2011، ط1 ، معجم شعراء الشعر الشعبي في الجزائر من القرن 16 إلى أواخر العقد الأول من القرن 21، دار الألمعية، الجزائر.
13. وهيبة.م ،الدكتور العربي دحو ضيف "صدى الأقلام" بالمسرح الوطني، نشر في صوت الأحرار يوم 22 - 02 – 2010، https://www.djazairess.com،.
14. ينظر: العربي دحو: ديوان الشعر الشعبي عن الثورة التحريرية في الولاية التاريخية الأولى بالعربية والأمازيغية، ط2،دار الألمعية 2012، الجزائر.
15. ابن تريعة، الدكتور العربي دحو في "أربعاء الكلمة" رؤية مسيرة الثورة في التعبير الشعبي، نشرت 22-02-2013، https://www.djazairess.com.
16. العربي دحو، ديوان الشعر الشعبي عن الثورة التحريرية ، في الولاية التاريخية الأولى بالعربية والأمازيغية، ص 8.
17. م ن ،ص10.
18. الموقع الرسمي للدكتور العربي دحو ، تجربتي مع تحقيق المخطوط الوطني وصور من المسخ والتشويه لمخطوطنا الجزائري. http://www.larbidahou.com.
19. عبد الحميد هيمة، شهادة حول لدكتور: العربي دحو، ص 27.
20. موقع حزب البعث ، المفكر القومي الدكتور العربي دحو، نشر السبت يناير 2011:http://www.baath -party.org/index.php?option=com.
21. وهيبة.م : الدكتور العربي دحو ضيف" صدى الأقلام" بالمسرح الوطني ، نشر في صوت الأحرار يوم 22 - 02 – 2010.، https://www.djazairess.com،.
22. م ن.
23. م ن .
24. م ن .
25. ابن تريعة، الدكتور العربي دحو في "أربعاء الكلمة" رؤية مسيرة الثورة في التعبير الشعبي، نشرت 22-02-2013، https://www.djazairess.com.
26. العربي دحو ، الشعر الشعبي والثورة التحريرية بدائرة مروانة، 1955-1962،ص5.
• المؤلفات:
- العربي دحو، الشعر الشعبي والثورة التحريرية بدائرة مروانة 1955 - 1962، د ط،ديوان المطبوعات الجامعية، دط، الجزائر.
- العربي دحو ، بعض النماذج الوطنية في الشعر الشعبي الأوراسي خلال الثورة التحريرية، د ط، ديوان المطبوعات الجامعية، د ت، الجزائر.
- العربي دحو، معجم شعراء الشعر الشعبي في الجزائر من القرن 16 إلى أواخر العقد الأول من القرن 21، ط1، دار الألمعية، 2011، الجزائر.
- العربي دحو: ديوان الشعر الشعبي عن الثورة التحريرية في الولاية التاريخية الأولى بالعربية والأمازيغية، ط2، دار الألمعية، 2012، الجزائر.
- مجوعة من المؤلفين، العربي دحو حنكة وطني ومسيرة مثقف، منشورات المجلس العلى للغة العربية، د ط،2016 ،الجزائر.
• المقالات:
- صالح، بلعيد، ، دراسة وصفية تحليلية لمؤلفات الباحث محمد العربي ولد خليفة، ، مجلة اللغة العربية، المجلس الأعلى للغة العربية،الجزائر،مج 7، العدد 13، فيفري 1999.
- محمد سيف الإسلام، بوفلاقة، الباحث الأكاديمي العربي دحو: وجهوده في خدمة الشعر الشعبي الجزائري ودراسة الأدب المغربي القديم، مجلة المفكر، جامعة الجزائر 2، مج 3، العدد6،ديسمبر 2019.
• مواقع الانترنيت:
- ابن تريعة، الدكتور العربي دحو في "أربعاء الكلمة" رؤية مسيرة الثورة في التعبير الشعبي، نشرت 22-02-2013، https://www.djazairess.com.
- الموقع الرسمي للدكتور العربي دحو، د ت ، http://www.larbidahou.com
- موقع حزب البعث، المفكر القومي الدكتور العربي دحو، نشر السبت يناير 2011:http://www.baath -party.org/index.php?option=com،
- وهيبة.م ،الدكتور العربي دحو ضيف "صدى الأقلام" بالمسرح الوطني، نشر في صوت الأحرار يوم 22 - 02 – 2010، https://www.djazairess.com.
• الصور
- http://www.larbidahou.com/livres.php#27