فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
67

من أغاني المهد في البحرين

العدد 9 - لوحة الغلاف
من أغاني المهد في البحرين

دور المرأة محوري في شراكة الرجل عبر دورة حياة الإنسان من المولد وحتى الممات، فقد قيل بأن المرأة التي تهز المهد بشمالها بإمكانها أن تهز العالم بيمينها. وفي عملنا الميداني المتواضع لدراسة دورة حياة الإنسان في البحرين يتجلى دور المرأة أول ما يتجلى في التأسيس لبدء حياة الكائن البشري منذ إيداعه نطفة في أحشائها واكتمال حمله وولادته ولا ينتهي هذا الدور الإنساني الشامل أبدا إلا بمماتها حيث يظل وليدها مهما شب وكبر وأنجب بدوره الأولاد .. يظل في نظرها ذلك الطفل الصغير الذي هدهدته وناغته وغنت له وأغدقت في طريقه الأمنيات.

لقد باشرنا منذ عدد (الثقافة الشعبية) الأول بتشكيل فرق بحث ميداني قوامها جامعون وجامعات متمرسات وخريجات وخريجين من قسم الإنثربولجيا بجامعة البحرين يمثلون مختلف القرى والمدن والمناطق والبيئات وتعدد الأعراق بالبلاد للعمل على جمع وتسجيل وتصوير وتوثيق كل ما له علاقة بدورة حياة الإنسان حسب مناهج وأدوات البحث في علم الفولكلور والعلوم الأخرى المساعدة، ومازالت هذه الفرق في الميدان تعمل بجد متواصل ليل نهار بإشراف الأستاذة الدكتورة نور الهدى باديس.

ولقد أمضت الباحثة الكويتية الأستاذة بزة الباطني أحد عشر يوما من شهر نوفمبر 2008 في البحرين لقيادة فريق بحريني من الأدلاء والإخباريين للقيام بجولة ميدانية استطلاعية أولى للتعرف بصورة أولية على أغاني تهويد وترقيص الأطفال في البحرين، جالت خلالها المدن والقرى وأثمرت جولتها عن تسجيل وتوثيق نصوص المرأة البحرينية وأساليبها في تهويد ومناغات وترقيص وتنويم الأطفال كجزء من بحث ميداني موسع حول هذه المرحلة من دورة حياة الإنسان بهذا الوطن العزيز.

يجد القارئ في هذا العدد نتائج هذه الجولة الاستطلاعية الأولى التي كشفت فيها الباحثة بزة الباطني عن مزيد من الغنى والتنوع والتعدد لمواد ثقافتنا الشعبية في مختلف بيئاتها الاجتماعية والمناطقية وصلتها الطبيعية الوثقى بمفرداتها المماثلة في دول الجوار وبالذات منها ما هو بدولة الكويت الشقيقة بحكم خبرة الباحثة في جمع ما يماثل المادة نفسها هناك عند أوائل الثمانينيات من القرن الماضي. وما يثلج الصدر عند قراءة نتائج هذه الجولة الاستطلاعية الأولى هو أن الذاكرة الجمعية في البحرين مازالت والحمد لـله حية نشطة، وما يزال أغلب مواد الثقافة الشعبية بالبحرين في تواتر متصل مما يشجع على الاستمرار في دعم تشكيل المزيد من فرق الجمع الميداني وتحفيز جيل جديد من أبنائنا على التخصص في مجالات علم الفولكلور وتوفير منح لخريجي الجامعات لخوض غمار الدراسات العليا بأبحاث ميدانية في مجال التراث الشعبي.

تحية شكر وتقدير للباحثة الأستاذة بزة الباطني لجهدها المخلص في إنجاح الجولة والشكر موصول أيضا لكل الأمهات والسيدات الفاضلات اللواتي تفضلن باستقبال فريق البحث وقدمن للباحثة محفوظاتهن برحابة صدر، ونقدر بتفهم ظروف امتناع أغلبهن عن الظهور أمام كاميرا التصوير، ونخص بالشكر المسئولين بدار يوكو لرعاية المسنين بمدينة الحد والأمهات الفاضلات عضوات الدار لما قدمنه من نصوص ثمينة واللواتي رحبن بالظهور أمام الكاميرا ووافقن على النشر.

أعداد المجلة