التناص القرآني في الشعر الشعبي الجزائري محمد بلخير أنموذجا.
العدد 47 - أدب شعبي
ظهرت الارهاصات الأولى للتناص Intertextualité على يد السيميائي «ميخائيل باختين»1، وقد كان ذلك في نهاية عشرينيات القرن الماضي (1928، 1929)، وهو بذلك «أول من أكد على الطابع الحواري للنص الأدبي»2، ثم ظهر مصطلح التناص جليا عند تلميذته «جوليا كريستيفا «لأول مرة في النظرية النقدية الحديثة من خلال أبحاثها ما بين سنتي 1966 و1967، خاصة ما نشر على مجلة تل كيل telquel وكتابيها؛ سيميوتيك sémiotique ونص الرواية le texte du roman، والتناص عند كريستيفا بمعنى أن النص يتشكل من خلال عملية إنتاج نصوص مختلفة، وهذا ما يعرف عندها بالإنتاجية النصية، «فتقنية التناص عندها تقوم على خلق نص يقوم على مدلولات خطابية متباينة التاريخ، لا يمكن قراءة نص فيها معزولا عن غيره من النصوص»3، وهنا لا شك أنه سينشأ فضاء نصي متعدد داخل النص الواحد وتستدعى فيما بعد جميع النصوص لتتداخل نصيا، وتترابط جميع هذه النصوص بخيط واحد، ولهذا ترى كريستيفا أن التناص «هو حوار النصوص أو امتصاص لها على أساس من انعكاس واحد أو مجموعة من الأصول الثقافية في كل نص، أو أنه ترحال للنصوص، ففي فضاء النص تتقاطع وتتلاقى ملفوظات عديدة مقتطعة مع نصوص أخرى»4، وتتضح آلية التناص عند كريستيفا من خلال مفهومين أساسين هما:
- الاستدعاء (ترحال النصوص): بحيث يتم إنتاج النص من خلال استدعاء نصوص أدبية سابقة وإدماجها وفق شروط بنيوية لخدمة النص الجديد وفق نظام إعادة توزيع اللغة عن طريق التفكيك وإعادة البناء.
- التحويل (إعادة التوزيع): ليس التناص تجميعا عشوائيا لما سبق بل هو إذابة وصهر للمعارف السابقة بطريقة أكثر تنظيما وترتيبا وصبها في النص الجديد فتبنى علائق بين النص الغائب والنص الحاضر، وقد حددت «كريستيفا» في هذا السياق ثلاثة أقسام من النصوص5، عبر مستويات ثلاث:
1. النفي الكلي، وفيه يكون المقطع الدخيل منفيا كليا ومعنى النص الحاضر مقلوبا فيصبح النص الغائب المحال عليه نصا تفسيريا.
2. النفي الموازي، هذا النمط يعتمد على توظيف النصوص الغائبة بطريقة قريبة من مصطلحي «التضمين» و«الاقتباس» حيث يبقى المعنى المنطقي للنصين هو نفسه.
3. النفي الجزئي، وفيه يأخذ المبدع بنية جزئية من النص الأصلي يمزجه بنصه، حيث يكون هذا الجزء من النص الغائب (المرجعي) منفيا كله أو بعضه.
فالمنتج (الكاتب، الشاعر)، لا يستطيع دائما رسم الحدود ويصعب عليه ذلك إذ لا يتم له أن يتجاوز في تعامله مع النص الغائب (الماضي) ليتمكن من انتاج النص الحاضر (الجديد) شكلا ومضمونا ليرقى أن يكون مبدعا لا مقلدا.
ثم أثار مفهوم التناص كثيرا من الباحثين بعد «كريستيفا» لعل أهمهم «رولان بارث» و«ميشيل فوكو» و«دومنيك مانجو» و«أمبرطو إيكو»، و«ريفاتير» و«جيرار جينيت»، لكن كل من هؤلاء حاول أن يعطي للتناص مفهوما يختلف عن الآخر فساعد ذلك في توسع استعمال مصطلح التناص في الدراسات الغربية والعربية، لذا «حظيت الأشكال التي يتخذها التفاعل بين النصوص بدراسات موسعة لدى علماء البلاغة والنقد العربي من خلال الاهتمام بالمعارضات الشعرية، والسرقات الأدبية والاقتباس، والتضمين، والاستشهاد، والإبداع، والإحالات، والموازنة، والاكتفاء، والاحتباك، والتمثيل، وائتلاف المعنى على المعنى، والتلميح، والتوليد، والنوادر، والاستخدام، والموارية، والتورية، والإشارة، والادماج، والتتبع»6.
فـ«دومينيك مانجو» يعطي مفهوما آخر لمصطلح التناص في دراسته «مدخل إلى مناهج تحليل الخطاب» على «أنه مجموع العلاقات التي ترتبط نصا ما بمجموعة من النصوص الأخرى وتتجلى من خلاله»7.
أما « أمبرطو إيكو» فقد جنح إلى فكرة «المشي خارج النص»، ذلك لاستنباط جميع رموزه وشفراته للوقوف على الإشارات والرموز والعلامات والنصوص الغائبة وكل ما امتزج في النص، مما يدفع القارئ (المتلقي) إلى بذل مزيدا من الجهد لفك جل رموز هذا النص.
ثم طور « جيرار جنيت» فيما بعد مفهوم التناص وعرَّفَه على أنه «حضور نص أو عدة نصوص في نص آخر حضورا فعليا»8، واستعمل مصطلح المتعاليات النصية بدل التناص ويقصد بالتعالي: «ما يجعل النص في علاقة ظاهرة أو ضمنية مع نصوص أخرى»9، وتنقسم هذه المتعاليات النصية عنده إلى خمسة أنواع من العلاقات هي10:
- التناص: (Intertextualité) هو ما صاغته «كريستيفا» وهو يمثل الحضور الفعلي لنص داخل نص آخر بواسطة الاستشهاد أو التلميح
- المناص (para texte): ويشمل كل مكونات التي تهم عتبات النص مثل: العناوين والعناوين الفرعية والعنوان الداخلي والديباجات والحواشي والرسوم ثم نوع الغلاف وكلمات الناشر.
- الميتاناص (Méta textualité): وهو علاقة التعليق والتفسير التي تربط نصا بنص آخر يتحدث عنه دون الاستشهاد به أو استدعائه.
- معيارية النص (Archetesxtualité): أي النوع الأدبي الذي ينتمي إليه نص ما. لأن تمييز الأنواع الأدبية يوجه عملية القراءة.
- التعليق النصي (Hyper textualité): ويقصد به العلاقة التي تجمع بين النص (ب) Hypertexte بنص سابق (أ) Hypo texte وهو ما أسماه بالأدب من الدرجة الثانية، وهي علاقة تحويل ومحاكاة.
لكن بعد هذه المرحلة دخل مصطلح التناص مرحلة النضج خاصة ما كتب بين سنتي 1979 و1982 من طرف «ريفاتير» لاسيما كتابيه «إنتاجية النص» و«سيميائية الشعر» وقد خلص إلى أن التناص هو: «ملاحظة القارئ العلاقات بين عمل أدبي وأعمال أخرى سابقة أو لاحقة عليه»11.
أما من الكتاَّب العرب فقد اهتم بنظرية التناص ثلة من الباحثين أمثال: عبد الله الغذامي وصلاح فضل وعبد المالك مرتاض ومحمد مفتاح وعبد القادر فيدوح...إلخ.
الشاعر محمد بلخير من شعراء الملحون الفحول ولد حوالي سنة 1822م، بالواد المالح (ولاية عين تموشنت)، عاش في منطقة البيض، نفي إلى جزيرة كورسكا سنة 1884م، جراء مشاركته في ثورة أود سيد الشيخ، توفي ما بين سنتي: 1904م و1906م، كان صديقا حميما ومقاتلا شرسا مع الشيخ بوعمامة، قاوم الاستعمار الفرنسي بسيفه وشعره، دفين منطقة بوعلام ولاية البيض12.
لقد مارس الشعر الشعبي نضالا طويلا في سبيل تحرير الوطن، إنه وسيلة لتحرير الشعوب وفضح الأساليب التخريبية للمستعمر، وما الثورة إلا غاية يسعى الشعر لمعانقتها وخدمتها والاحتماء بها، لذا كانت جل أشعار محمد بلخير ثورية تقاوم الاستعمار وتفضح أساليبه ودسائسه، والشاعر الشعبي والرسمي كلاهما عرف دوره وأيقن أن الكلمة في حينها أقوى من دبابة ورشاش، يقول شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا 13:
نطق الرصاص فما يباح كلام
وجرى القصاص فما يتاح ملام
السيف أصدق لهجة من أحرف
كتبـت فكـان بـيـانها الابهام
ويقول الشاعر الشعبي محمد بلخير في نفس الصدد:14
إلي باغى الجنة يضاد الكافرين
وإلي باغي الهانة بغى التمزان
رانا في قير مع الرايس متومنين
وبرابر بنا زاهية وعربان
الشعر الشعبي دائما يؤدي وظيفة ويحمل رسالة ثورية مقدسة، قرضه أصحابه ليس غاية في ذاته أو حبا لرص كلماته وإنما خدمة لثورة حررت البلاد والعباد، أي أن الغاية هي الثورة لا القيمة الجمالية للفن الشعري، وبالتالي يحقق الشعر غايته حينما يحول القيم الثورية إلى قيم فنية، وتصبح القيمة الثورية عنصرا مكونا إلى جانب العناصر الأخرى تستقي أبعادها في السياق الشعري.
تتلاحم جميع هذه العناصر وتتلون بلون واحد وتمتزج في بناء القصيدة الشعبية، أما إذا طغت القيمة الثورية على بقية القيم فإنها تتحقق مقصدية القصيدة وتختفي فنيتها فتسمو بمضمونها الثوري لا بقيمتها الفنية، وفي هذه الحال تستوي القصيدة مع النشاطات اللغوية التي تعانق الثورة وتعبر عنها رغم أن الشعر يتميز عنها بقيمه الجمالية والتعبيرية من خلال الانفعال الفني للشاعر.
لقد سيطرت القيم الثورية على أغلب الشعراء الذين عاشوا فترات التوترات السياسية والحروب والنزاعات أمثال: مفدي زكريا، محمد العيد آل خليفة، محمد بلخير، لخضر بن خلوف، صالح خرفي ... حيث انطبعت قصائدهم بالخطابية لأنها كانت دائما تدعو للثورة والجهاد والحرية وبث الحماس وضعضعة صفوف العدو وهز أركان المستعمر، وربما لمسوا في القالب الحماسي ما يتجاوب مع ضجيج المعركة وقعقعة سلاحها فرفعوا صورة الأدب المنفعل بالأمس وكان صورة للأدب الفاعل15.
يسعى الشعر الشعبي الثوري لتوصيل فكرة فيلجأ أحيانا إلى استعمال الرمز ويختار ألفاظه بتفان من أجل تماثلها وتشاكلها على مستوى الدلالة والوزن، ولكن كثيرا ما تفتقد القصيدة الثورية وحدتها العضوية بحيث يمكن التلاعب بالأبيات وتغيير أماكنها دون أن يرتبك المعنى.
وتطغوا النبرة الخطابية واللغة النثرية على كثير من قصائد محمد بلخير التي قالها بمناسبة الغزو الفرنسي للمناطق الغربية للجزائر، ولأن الشاعر كان جنديا في ساحة الوغى فقد التهبت اللغة الثورية لديه فكانت حماسية مباشرة تقريرية، ولم يتجاوز التصوير الألوان البيانية المعروفة من تشبيه واستعارة وكناية بكثير من التناص، حيث أصبح الشعر يقتات من نفسه، ومن واقعه ومن بعض ما تيسر من معارف تراثية16.
إن الشعر الشعبي الجزائري اهتم بكل القضايا الوطنية خاصة تلك التي كانت تمتزج بالهوية من دين ولغة ووطن، ونالت قضية التحرر حصة الأسد وارتبط موضوع الثورة بها ارتباطا وثيقا رغم أنه ليس دائما شعريا في ذاته بل اكتسب شعريته أحيانا بواسطة لغة تحرره وتفتح أمامه آفاقا دلالية شاسعة تسمو به إلى اللامحدود وتحلق به إلى المثالي.
تجليات التناص القرآني
في شعر محمد بلخير
كل شعراء الملحون وبدون استثناء وحتى الأميين منهم أخذوا بعض مفردات أشعارهم وسياقاتها من القرآن الكريم، لأن تكوينهم كان دينيا في أغلب الأحيان ودرس معظمهم في الكتاتيب والزوايا مما زاد في تعلقهم بالقرآن الكريم ألفاظا ومعان، وممن لم يستطع اللحاق بركب التعليم كشاعرنا بلخير كفاه أن يحضر مختلف المجالس والمناسبات أين كان يقرأ القرآن جماعة في الأفراح والأحزان على حد سواء و قراءة الحزب الراتب اليومي الذي لم تكن تخلو منه جل مساجد الجزائريين، وصلاة التراويح أين يختم القرآن في ليالي رمضان، فقد استحضر الشاعر بعض الآيات القرآنية التي سمعها وخالطت وجدانه وتفاعل معها تفاعلا مركزيا في بعض أبياته الشعرية فساعد ذلك في تشكيل الدلالة المقصودة في سياقها الجديد، «وقد كان القرآن الكريم أول النصوص التي استأثرت بعناية الشاعر المعاصر، الذي يحمل من أبعاد اللامحدود للحياة وللإنسان»17 استحضر الشاعر بعض ألفاظ القرآن الكريم وتفاعل معها ويتجلى هذا التناص كالآتي، في قوله:
ما دُومْ الدُّنْيَا لَبْدَا الدَّايِمْ الْحَيْ الْقَدِيرْ18
الشاعر في الشطر الأول أعاد كتابة النص وفق متطلبات تجربته ووعيه الفني بحقيقة النص الغائب شكلا ومضمونا، وهذا ما يسمى بالتناص الامتصاصي، والنص الذي امتصه قوله تعالى: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ الآية 74 من سورة النساء، وهذا النوع من التناص يسهم في استمرار النص الغائب كجوهر قابل للتجديد، وبذلك يستمر النص غائبا غير ممحو، ويحيا بدل أن يموت.
ومعنى الشطر الثاني لهذا البيت مأخوذ من معنى قوله تعالى: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ (جزء من الآية 255 من سورة البقرة)، وغُيِّرت لفظة «القيوم» بلفظة «القدير» جريا وراء القافية، فهذا الشطر إذا موضوع في علاقة مع النص القرآني سابق ساهمت إلى حد كبير في بنائه، وهذه الآية تستجيب لتجربة الشاعر الحياتية وما يعانيه من غربة وعزلة.
رِزْقِي يَاتِينِي مِنْ الحْجَرْ وَايَامِي تَرْجَى فْصَالَها19
ورد التناص في هذا البيت لاسيما الشطر الأول مع قول الله تعالى ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا﴾ الآية 30 من سورة الاسراء. ٍذلك أن الله تعالى ضمن الرزق لجميع مخلوقاته والشاعر يؤكد أنه سيأتيه رزقه حتى من الحجارة التي يظن أن ليس فيها شيء كناية على أنه سيأتي لا محالة في ذلك. أما الشطر الثاني فقد استحضر الشاعر قوله تعالى ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ الآية 61 من سورة النحل، لقد استعمل الشاعر في هذا المقطع التناص الحواري والذي يعد أرقى مستويات التعامل مع النص المتعالي (الغائب) حيث يفجر الشاعر فيه كل طاقاته، ويعيد كتابته على نحو جديد وفق كفاءة فنية عالية.
.................. والرزق على الاله مولانا سبحان20
والملاحظ أن التناص في هذين البيتين المنفصلين ورد على شكل إيماء ضمني لجميع الآيات القرآنية التي تتحدث عن أن الله ــ عز وجل ــ هو الضامن لأرزاق جميع المخلوقات بدون استثناء، وذلك من خلال اشتغال البيتين السابقين على نصوص قرآنية كثيرة سابقة؛ على سبيل المثال لا الحصر: قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ الآية 39 من سورة سبأ. وقوله تعالى:﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ الآية 39 من سورة الشورى.
المكتوب في الراس ما محاها
كتاب في قسم العبد تنادي21
ومعنى الشطر الأول لهذا البيت مأخوذ من معنى قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ الآية 12من سورة يس، وهذا جاء في سياق حديثه عن الأمر كله لله والعبد لا حيلة له إلا أن يستسلم لقدره المحتوم، لا سيما زواجه بمحبوبته «عايشة»، ومحال أن يتغير هذا القدر بالأسباب مهما كانت وإنما يتخذها فقط لأنه يجهل القدر وما فيه، وقد ركز الشاعر في توظيفه للنص القرآني على عبارة (المكتوب)، التي تعني القدر لأنها تمثل مركز الدلالة وبؤرة المعنى لحياة الانسان، دون أن يفصل الشاعر في المقارنة بين قدر الانسان الذي لا يستطيع محوه أو تغييره ورضاه عن القسمة العادلة لله بين جميع عباده، والوظيفة المعنوية التي قام بها التناص هنا، هي انتاج جديد تجسد حالة الرضا التي يعيشها الشاعر، وهذه الدلالة لا يستطيع النص الحاضر الإيفاء بها لوحده دون الاستعانة بالنص القرآني الغائب الذي يتحد معه لإنتاج هذه الدلالة.
سلكت إبراهيم من لهفات النار
بردا وسلام حاجة ما توذيه22
الشاعر هنا يعيد كتابة النص القرآني الغائب ويوظفه توظيفا فنيا بطريقة الامتصاص للآية الكريمة ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ الآية 69 من سورة الأنبياء، يمتصها إشاريا ودلاليا وينشرها في هذا البيت ليظهر مدى قدرة الله تعالى على نزع خصائص الأشياء منها واستبدلها بأضدادها وهذا الأمر لا يقدر عليه إلا خالقها فقد استبدل الحرق بالعافية والإذاية بالسلامة مع سيدنا إبراهيم أما مع الشاعر فهو يريد أن يغادر سجن كورسيكا والمنفى من كليدونيا الجديدة، فالتداخل النصي بين البيت الشعري والنص القرآني واضح، ونقصد بالتداخل النصي هنا «التواجد اللغوي (سواء أكان نسبيا أم كاملا أم ناقصا) لنص في نص آخر»23، وقد انصرف هذا التداخل النصي إلى المستويين الدلالي والإشاري معا.
.................. والعبد اذا تاب تاب الله عليه24
الشاعر في هذا الشطر من البيت يستجدي الآية القرآنية ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ الآية 25 من سورة الشورى، ولكن يوظفه على نحو خفي، حيث يتعامل مع النص الغائب بطريقة تناصية ممتازة، فالله يقبل توبة العبد إذا بادر العبد بالتوبة وأقلع عن الذنب وندم على ما فات، وهذا التشابك الأدبي بين النص القرآني والبيت الشعري، لا ينفي النص الغائب لأن الشاعر لا يستطيع أن يشرِّع في مكان خالقه وأن يثبت الحقائق الدينية إلا من مصدرها الأساس، وخاصة حينما يتعلق الأمر بالغيبيات، قد يأتي التناص في شعر بلخير على شكل استجداء لظلال آي القرآن، تاركا للقارئ فرصة إنتاج المعنى لأن الشاعر يفترض في القارئ الإلمام السابق والكافي بالقرآن الكريم، وربما أحالنا الشاعر إلى قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾الآية 17 من سورة النساء.
المذلول رضى بدفع الجزية ..................25
كما يمكن أن نشير إلى تسرب معنى الذلة حين إعطاء الجزية إلى نفس الشاعر في هذا الشطر من بقية الآية ﴿حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون﴾ الآية 29 من سورة التوبة، فقد تعامل الشاعر مع النص القرآني الغائب بحرية تجاوزت الاقتباس الذي يحيل على النص السابق علانية، حيث استبدل اللفظة القرآنية (صاغرون) التي تعني (الهوان) و(الصغار) بلفظة المذلول، كما حوَّلها من النصب على الحالية (هم صاغرون) إلى الرفع على الابتداء لتكون أكثر دلالة ومبالغة على الحقارة والذلة، لأنه في معرض الهجاء، وإلَّا كيف تعطى الجزية للكفار (الفرنسيين)، بدل أخذها منهم كما كان يفعل أسلافنا.
............. ضربه عفريت من أصحاب الشيخ المير26
نستشف في هذا الشطر تناصا جزئيا على شكل اقتباس حرفي للفظة (عفريت) من الآية ﴿قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ﴾الآية 39 من سورة النمل، أما بقية ألفاظ الشطر فتذهب إلى امتصاص معنى قوة الجن لاسيما العفاريت منهم وهذا ما دلت عليه الآية الكريمة حينما أوردت قصة سيدنا سليمان الذي أراد جلب عرش بلقيس من اليمن، وكذلك سيد الشيخ ممدوح الشاعر ـ حسبه ـ كان له عفاريت يدافعون عنه ويحمونه، ويبدو أن بلخير تعامل مع النص القرآني الغائب تعاملا سطحيا يقترب من الاجترار، لأن الشاعر لم يفجر النص الغائب من داخله، واكتفى باغتصاب معانيه على نحو صامت.
أمر الله قريب يدور المشوار
رب قال الظانة عبدي نوفيه
نستنوا الأيام والفلك اذا دار
بين كاف ونون شان الله يقضيه27
هذان البيتان يشتغلان على نصوص قرآنية متعددة، فالشطر الأول للبيت الأول في النص الحاضر هو إعادة كتابة بطريقة امتصاصية ذكية تقوم على التحوير والتغيير للنص الغائب، وهو قوله تعالى: ﴿حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ الآية 214 من سورة البقرة، أما الشطر الثاني منه فقد استحضر قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ الآية 60 من سورة غافر، ومن ثم جاء البيتان مزيجا تناصيا، لعدة نصوص قرآنية، ورغم أن الشاعر لم يشر صراحة على أن النص القرآني غائب، إلا أن النص الحاضر يعلن عن تداخل بنيوي واضح، ذلك أن بنية النص قد تشكلت من خلال مفهوم القرب الذي أوحى به الشاعر، قرب النصر وقرب الله من عباده حينما يدعونه بسرعة الاجابة.
بين كاف وحرف النون ما يشارك حد معاه28
الشاعر يستنصص بطريقة ذكية الآية ﴿إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون﴾ الآية 82 من سورة يس، ومن خلال هذا (التناص) استطاع إثراء مضمون نصه وتجسيد فكرة التسليم المطلق لقضاء الله وقدره. وكذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ الآية 40 من سورة النحل.
أما الشطر الثاني من البيت فقد استطاع الشاعر توليد دلالات جديدة في استخدام النص الغائب لترسيخ العقيدة الصحيحة لدى سامعيه من أن الله واحد لا شريك له، وهي مخالفة تماما لعقيدة المستعمر التنصيرية الذي جاء من أجل نشرها بين الأهالي، ومن الجلي أن النص الحاضر يتناص مع النص الغائب قوله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِن الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ الآية 111 من سورة الاسراء.
بجاه الأربعة كل كتاب على كتاب
عيسى وسيدنا موسى نبيه29
النص القرآني الذي وظفه الشاعر هو قوله تعالى: ﴿ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾ الآية 3 من سورة آل عمران، وقوله: ﴿وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ الآية 136 من سورة البقرة، ومن الواضح أن هذا التوظيف أخذ شكل الاقتباس المخل بالصياغة الشعرية الشعبية، بحيث لم يستطع الرقي بالإيقاع الشعري إلى العبارة القرآنية الممتازة.
يبدا بالشهادة مفتاح كل باب
ويقوم بالصلا والمال يزكيه30
قد يترقرق التناص في شعر محمد بلخير من خلال توظيفه لألفاظ ومعان قرآنية معينة واردة في عدد من السور والآيات خاصة عندما يتحدث عن المبادئ الكبرى للإسلام مثل: الشهادتين، الصلاة، الصوم والجهاد...فيكون مصدر هذا النص متعددا، قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ الآية 3 من سورة البقرة، والتناص في هذا البيت يسمى بالصورة الإشارية حيث يقوم الشاعر بالإشارة إلى الأفعال التي يقوم بها المسلم دون تردد، ويظهر أن الشاعر ساق النص الغائب بطريقة اجتراريه إلى نصه الحاضر دون أن يكلف نفسه عناء التحوير أو الامتصاص، وذلك استرجاعه للعديد من دوال النص القرآني على مستوى الشكل خاصة تلك التي تجمع بين الصلاة والزكاة وما أكثرها في نصوص القرآن.
............. ياسلاك الواحل من يدين الروم31
............. والـحـــبــــــار أولاد الـــــروم32
الشاعر هنا يقوم بعملية استبدال وإعادة إنتاج النص الغائب (الآية الأولى من سورة الروم)، من خلال علاقة تناصية أقامها معها في هذين البيتين المنفصلين لتتولد الدلالة الجديدة التي تفضح الأساليب الوحشية التي مارسها الاستعمار على أبناء الجزائر أثناء فترة الاحتلال، ولا ريب أن استحضار الإشاري للفظة (الروم) يترك القارئ يتملَّى بذاكرته ظلال ومعاني هذه اللفظة، ويسترجع الآلام والجراح التي تسبب فيها الكفار (الروم) للمسلمين عير أحقاب زمنية طوال، «ويتعاطف مع الشاعر في دعوته إلى ضرورة تشبع الفكرة الإسلامية المعاصرة بالبعد القرآني الجهادي»33.
ضاقت روحي بغيت نرحل
من بر الكفر ننتقل للمسلمين34
هذا المقطع (البيت الشعري) يستلهم نصا قرآنيا مع إفادة تحويرية من الآية الكريمة ﴿وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ الآية 80 من سورة آل عمران، ونصا آخر قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ الآية 33 من سورة فصلت.
فالشاعر يستحضر لهذا البيت آيات وما توحي به من ظلال تاريخية، وقد حافظ في هذا التداخل النصي على بعض دوال النص الأصلي القرآني، مع إجراء تحوير في التشكيل الشعري مما يجعلنا نرى تداخلا دلاليا جزئيا بين النصين الحاضر والغائب، فالشاعر يفرغ النص المشتغل عليه من حمولته التاريخية ليجسد به ما يعانيه ويكابده من أحزان وهموم جراء نفيه إلى بلاد الكفر كاليدونيا الجديدة ونأيه عن الأحبة والأصحاب.
هذه التفاتة بسيطة إلى التناص القرآني في الشعر الشعبي الجزائري، حيث لاحظت تداخل هذا النص المقدس (القرآن الكريم) في إنتاج جميع شعراء الملحون الذين تأثروا بالنص القرآني حفظا وقراءة وسماعا، وأعادوا كتابته (توظيفه) بمستويات فنية متفاوتة كل على حسب كفاءته ووعيه بالبناء الشعري، تارة بالاجترار الذي يقوم على الاقتباس الحرفي، وتارة أخرى بالامتصاص لذي يُعَوِّل على الاستمداد الإشاري والدلالي، «هذه الدلالة التي يعجز النص الحاضر عن الإيفاء بها لوحده دون الاستعانة بالنص القرآني الغائب»35وربما جمع الشاعر بينهما حينما يسعفه الحظ، وهذا ما لمسناه لدى شاعرنا محمد بلخير، الذي كان يرى وجميع شعراء الملحون أن القرآن الكريم هو منتهى البلاغة ومستقبل الكتابة، كما يمكن رصد هذا النوع من التداخل النصي عند الشاعر الذي يستحضر العديد من الآيات القرآنية وألفاظها ليوشح بها أشعاره، ومن ثم تبدو نصوصه في علاقة تداخل وتشابك واقتران بالنص القرآني.
الهوامش
1. نبيل علي حسين، التناص في شعر النقائض (دراسة تطبيقية في شعر شعراء النقائض جرير والفرزدق والأخطل)، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ط 1، 2010، ص. 33.
2. يوسف وغليسي، إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الحديث، منشورات الاختلاف، الدار العربية للعلوم ناشرون، العاصمة، الجزائر، وبيروت لبنان، ط1، 2008، ص. 391.
3. نبيل علي حسين، التناص في شعر النقائض، مرجع سابق، ص. 35.
4. عزة شبل محمد، علم لغة النص، (النظرية والتطبيق)، تقديم سليمان العطار، مكتبة الآداب، القاهرة، ط2، 2009، ص. 76.
5. نبيل علي حسنين، التناص في شعر النقائض، مرجع سابق، ص. 37.
6. عزة شبل محمد، علم لغة النص، مرجع سابق، ص. 80.
7. نبيل علي حسنين، التناص في شعر النقائض، مرجع سابق، ص. 43.
8. نفسه، ص. 43.
9. عبد الباسط مراشدة، التناص في الشعر العربي الجدي (السياب ودنقل ودرويش) نموذجا، دار ورد للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ط1، 2006، ص. 19.
10. نبيل علي حسنين، التناص في شعر النقائض، مرجع سابق، ص. 22.
11. المرجع السابق، ص. 43.
12. لخضر حشلافي، صورة الصوفي سيدي الشيخ في شعر محمد بلخير، مخطوط ماجستير، جامعة تلمسان، 2003، ص. 20.
13. مفدي زكريا، اللهب المقدس، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1983، ص. 42.
14. البيتان: الثامن و التاسع، من قصيدة « إلى باغي الجنة يضاد الكافرين»،
- voir: Chekh Si Hamza Boubakeur, Trois Poétes Algériens، éditios، Maisonneuve Et Larose, Paris, 1990,p.96.
15. المرجع السابق، ص. 227.
16. ينظر: يوسف وغليسي، آثر الاستقلال في جماليات الشعر المعاصر، مجلة الثقافة، وزارة الثقافة والاتصال، الجزائر، ع/104، 1994، ص. 173.
17. مصطفى السعدني، البنيات الأسلوبية في لغة الشعر العربي الحديث، دار المعارف، القاهرة، ص ص. 237، 238.
18. البيت 10 من قصيدة «خايف خبرة تنساني»،
voir: Chekh Si Hamza Boubakeur, p.65.
19. البيت 17 من قصيدة « يا الأزرق ولد الحمام «، نفسه: ص. 71.
20. البيت 33 من قصيدة «إلى باغي الجنة يضاد الكافرين» نفسه: ص. 98 .
21. البيت 12 من قصيدة «سلبوني يا عشاق»، نفسه: ص. 76.
22. البيت (3) من قصيدة « سلاك المغبون من أرض الكفار»، نفسه: ص. 199.
23. جيرار جينيت، مدخل لجامع النص، ترجمة: عبد الرحمن أيوب، ط2، دار توبقال، الدار البيضاء، المغرب، 1986، ص. 90.
24. البيت (36) من قصيدة «أولاد حمزة الابلج» المرجع نفسه، ص. 100.
25. البيت (31) من قصيدة «يا فارس لله عد علي» نفسه : ص. 121
26. البيت 22 من قصيدة « سيد الشيخ اذا لغيت عليك أرواح» نفسه: ص. 125 .
27. البيتان: 31، 32 ، من قصيدة «أولاد حمزة الابلج» المرجع نفسه، ص. 100.
28. البيت: 43، من قصيدة «نهار القارة الغشوة» نفسه: ص. 146 .
29. البيت: 71 ، من قصيدة، «أنا خديم رحل البيضا» نفسه، ص. 114.
30. البيت: 76 ، من قصيدة، «أنا خديم رحل البيضا» نفسه، ص. 114
31. البيت: 1، من قصيدة، «محاين الهجرة» نفسه، ص. 130.
32. البيت: 23، من قصيدة «نهار القارة الغشوة» نفسه: ص. 146 .
33. ينظر: مصطفى بلقاسمي، الإسلامية في شعر مصطفى محمد الغماري، ص. 210.
34. البيت: 6، من قصيدة «خاطري تهول» نفسه: ص. 179.
35. جمال مباركي، التناص وجمالياته، في الشعر الجزائري المعاصر، إصدارات رابطة إبداع الثقافة، الجزائر، 2003، ص. 173.
الصور
1. https://png.pngtree.com/png-clipart/20190520/original/pngtree-holy-quran-book-cover-png-image_4138550.jpg
2. http://www.documentarytube.com/articles/interesting-facts-about-the-quran
3. http://ar.truth-seeker.info/wp-content/uploads/2016/01/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-1.jpg
4. https://iqraa.com/Media/Blog_Post_Pictures/c894fe29-d1a7-4bfb-a430-8654d2358815.jpg