ألعاب الأطفال الشعبية في الموروث الأندلسي
العدد 44 - عادات وتقاليد
مقدمة
لم تغب عن الحضارة الإسلامية روح اللعب والترفيه باعتبارهما ظاهرة إنسانية وطبيعية وتلقائية تنبع من النشاط الإنساني لمكونات المجتمع من الأطفال والفتيان والشباب وكذلك الكبار، والتي ابتكروها وشكلوها من خلال تأثرهم بمجمل العناصر الاجتماعية لمجتمعهم وبيئاتهم المحيطة باعتبارها أنموذجًا حيًا ومرآةٌ صادقةٌ لمظاهر الحياة لأنها تُعلم وتُرسخ العادات والتقاليد الموروثة من القيادة والتعاون والعزيمة والإرادة والقوة والشجاعة والسرعة.
لذا تعتبر الألعاب بمختلف أشكالها وأنواعها من أقدم الصور التعبيرية التي رافقت الحضارة الإنسانية، والمتتبع لتاريخ الألعاب بصفة عامة يكتشف مدى تمكن الإنسان على وجه العموم للعديد من الطرق والأساليب التي من خلالها يستطيع أن يفتح لنفسه أبوابًا من الترويح عن روحه لحل المشكلات والصعوبات التي يتعرض لها، كما يشكل اللعب للفرد باختلاف وسائله جانبًا مهمًا من جوانب حياته، في الوقت الذي لا يمكن أن نعتبر كل ترفيه مجونًا أو مضيعة للوقت لما له من جوانب وفوائد إيجابية لحياة الأفراد كونها - أي الألعاب - متصلة بالفنون والرياضات.
كما أنها تعكس وتُسلط الضوء علي أهم وأبرز الموروثات الثقافية والتراثية لأي مجتمع من المجتمعات والتي تتناقلها وتتوارثها، ومن بينها شكل المعيشة وطرق الحياة في تلك المجتمعات، لذا فالألعاب التراثية تُعد إرثًا خاصاً له مكانته البارزة في ذاكرة الأفراد والمجتمعات.
وارتبطت أيضا –أي الألعاب- بالطرائف واللطائف وحسن التصرف في مواقفها، وهو ما نجده في المجتمع الأندلسي والذي بدأ في محاكاة الطبيعة وتشكيل نماذج منها لتظهر لنا مدى الزخم الحضاري لتلك البقعة متمثلة في ألعابها وطرق اللهو لمجتمعها، والتي في الأصل هي نتاج لتراكم ثقافي واجتماعي وديني وسياسي.
تعريف اللعب في اللغة
1 - اللعب في اللغة والاصطلاح:
اللعب لغة: يذكر ابن منظور قوله عن اللعب بأنه «ضدُّ الجِدِّ، لَعِبَ يَلْعَبُ لَعِـباً ولَعْباً، ولَعَّبَ، وتَلاعَبَ، وتَلَعَّبَ مَرَّة بعد أُخرى، واللِّعْبةُ، نوع من اللَّعِبِ. واللُّعْبةُ: جِرْم ما يُلْعَبُ به كالشِّطْرَنْج ونحوه. قيل عن اللُّعْبةُ هي التِّمْثالُ»1.
أما اللعب اصطلاحًا، فهو تلك الحركات التي يقصد بها المتعة في تأديتها، والتي تحتوي علي مجموعة من النشاطات الحيوية التي تدخل السرور والبهجة علي صاحبها، باعتباره من الحاجات الغريزية عند الفرد وبصفة خاصة الأطفال، والتي تساعد على نمو عقله وجسمه علي حد سواء2.
ويتسق مع اللعب أيضا مصطلح اللهو والذي يعني كل فعل يشغل الإنسان ويلهيه عما ينفعه دون أن تكون له فائدة، كما يشكل اللهو ما فيه ترويح للنفس وإبعاد للسأم والتعب عنها، شريطة أن لايكون فيه محرم حيث يقول ربنا ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾3، ويقول ﴿قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾4.
وقد اشتهر العرب في العصور السابقة للإسلام بالكثير من الألعاب المختلفة والتي تعود جذورها إلى أمد بعيد، حيث عرف العرب في جاهليتهم ألوانًا من ضروب اللهو وأصناف اللعب من الصيد5 والقنص6 وسباق الخيل وغيرها من فنون اللعب7، كما تفننوا في الوسائل والطرق التي شغلوا بها أوقاتهم وأوقات أطفالهم من الفتيان والفتيات والتي ابتدؤوها أو اكتسبوها أو طوروها نتيجة احتكاكهم بالشعوب والحضارات بعد الفتح الإسلامي8.
كما مارس المسلمون العديد من الألعاب والرياضات واتخذوها من وسائل الترويح عن النفس، ومن أهمها المصارعة والسباحة والرمي والسباق والقفز وحمل الأثقال وألعاب الخيل والفروسية والصيد، مارسوا أيضًا ألعاب الكرة وكان لهم الفضل في تطويرها ونقلها إلى الأمم الأخرى.
2 - نظرة الإسلام للعب:
حث الإسلام على جملة من الأشياء وشجعها؛ ومن بينها اللعب وتأدية بعض الرياضات لبناء الشخصية القوية والفتية للشباب المسلم، من خلال بنائه الجسماني ومقوماته الإنسانية، وأيضا من مبدأ الترويح عن النفس باعتباره أمرا أباحته الشرائع كلها؛ ولكونه من متطلبات الفطرة البشرية؛ فقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن إخوة يوسف حينما احتالوا لأخذ أخيهم يوسف عليه السلام مخاطبين أباهم حيث قال: ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾9.
لذا نرى رسول اللهﷺ يشجع حركة الفرسان وتدريباتهم اليومية، ورياضة سباق الخيل وأشرف عليها بنفسه؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى «العضباء» وكانت لا تُسبَق، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها، فاشتد ذلك على المسلمين، فقال ﷺ: «إن حقًّا على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه» (رواه البخاري).
وشجع أيضا ﷺ المصارعة والرمي وممارستها؛ فحين خرج على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق فقال: «ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا» (رواه البخاري). كما شجع حمل الأثقال، قال ابن القيم: «مر النبي صلى الله عليه وسلم بقوم يرفعون حجرًا ليعرفوا الأشد منهم فلم ينكر عليهم»، وورد أنهﷺ كان يرى أصحابه يتسابقون على الأقدام (الجري) ويقرّهم عليه. وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع رسول الله ﷺ في سفر قالت: فسابقته على رجلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني، قال: «هذه بتلك السبقة»(رواه أبو داود).
ومن دلائل إباحة الترويح واللعب المباح، ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها في قصة لعب الحبشة في المسجد يوم العيد أن النبيﷺ قال: «لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ في دِينِنَا فُسْحَةٌ، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَة» (رواه أحمد).
كما نجد رسول الله ﷺ يُلاعِبُ أهله ويمازحهم ويروِّحُ عنهم، ولكن يفعل ذلك بكل خصوصية؛ فقد كان -عليه الصلاة والسلام- يسابق زوجه عائشة رضي الله عنها، بعد أن يأمر الجيش بالمُضيِّ والسَّبق؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: تَقَدَّمُوا، فَتَقَدَّمُوا ، ثُمَّ قَالَ لِي: تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ؛ فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ، فَسَكَتَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: تَقَدَّمُوا، فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ: تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقَنِي، فَجَعَلَ يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ: هَذِهِ بِتِلْكَ) (رواه أحمد).
وأكد الفقهاء علي ضرورة ممارسة الألعاب خاصة عند الأطفال باعتباره من الحاجات الأساسية له لبناء جسمه وعقله وهو ما ذكره الإمام سحنون بقوله «ومما يدل علي مسلك السلف في حسن التربية أنهم كانوا لا يعيبون على الصبيان اللّعب في أوقات الفراغ، لما يتحققون من أن تلك الرياضة ضرورية لنمو أبدانهم وسلامة أجسامهم»10.
ولما للألعاب من دور في تقوية البدن وفوائدَ صحيةً عديدة كونها تُزيل عن الجسم المخلفات الضارة، وتعمل على تقوية العضلات وتنشيط الدَّورة الدموية نجد أن ابن القيم يشدد علي هذا الأمر بقوله: «وتعوِّد البدن الخفة والنشاط، وتجعله قابلاً للغذاء، وتُصلِّبُ المفاصل، وتقوِّي الأوتارَ والرباطات، وتؤمن جميع الأمراض المادية وأكثرَ الأمراض المزاجية، إذا استُعمِل القدرُ المعتدل منها في وقته، وكان باقي التدبير صوابًا، وقال: كل عضو له رياضة خاصة يَقوى بها، وأما ركوب الخيل ورمي النشاب والصراع والمسابقة على الأقدام فرياضة للبدن كله، وهي قالعة لأمراض مزمنة»11.
3 - موقف المجتمع الأندلسي من الألعاب:
إن الناظر للحضارة العربية الإسلامية في الأندلس يجد نفسه غارقًا في غياهب العلم والفن اللذين شكلا مضمون المتخيل الأندلسي، والذي نراه كثيرًا من الأحيان ممزوجًا بالأساطير والقصص والنوادر التي تضفي نوعًا من أنواع الدهشة والتعجب الذي يصاحبه تساؤلات تدفعنا للبحث والتنقيب عن تلك الموروثات، لكي نكتشف مدى القدر الذي وصلت إليه الأندلس من حضارة صبغت الغرب الأوروبي بالطابع الأندلسي وهو ما نجد مردوده في الحياة الأوروبية جمعاء حتى الآن والتي من بينها فنون اللعب واللهو.
حيث عرف المجتمع الأندلسي العديد من الألعاب التي ارتبطت بتراثه وعاداته وتقاليده، والتي بدت نوعًا من أنواع التسلية والترفيه مرة، ومرآة تعكس روح المجتمع بمختلف طبقاته وعناصره مرة أخرى، لهذا فقد طور وابتكر الأندلسيون عددًا من الألعاب التي مُورست في مجتمعهم بكافة طبقاته وشرائحه، منها ما اختص به فقراؤه قبل أغنيائه في أماكن تجمعهم خاصة في الشوارع والأزقة والحارات فضلا عن الأسواق، فالتف حولها الكبار قبل الصغار، واستمتع بها أهل الريف مع سكان الحضر خاصة في المناسبات العامة في الساحات والطرق حيث «سئل مالك عن الرجل يمر علي الطريق فإذا باللاعبين علي الطريق أترى أن يمضي أم يرج»12، فشاهدوا ألعاب مختلفة ما بين سحرية وبهلوانية مارسها لاعبون أجادوا تأدية حركاتها بإتقان وفن، ومنهم من مارسها لخداع الناس وسرقتهم كالحواة والسحرة.
وقد ساعد على انتشار مثل هذه الألعاب تلك التركبية الثقافية والفنية لمن قطنوا الأندلس قبل وبعد الحكم الإسلامي على مدى العصور التاريخية المتلاحقة من رومان واسبان وبربر وقوط وعرب وغيرهم، فشكلوا موروثا فنيا طبع بطابع الأندلس13.
وأهل الأندلس بطبيعتهم محبون للهو والترف والمجون والاحتفال بأعيادهم الكثيرة ومناسباتهم العديدة والمختلفة، منها ما هو إسلامي كعيد الأضحى وعيد الفطر والمناسبات الدينية كعاشوراء ونصف شعبان وليلة القدر، ومنها غير الإسلامي كعيد العنصرة وينير والعصير وغيرها، والتي كانت مدعاة للخروج للحدائق والجنان والمتنزهات14، حيث تميزت الأندلس بالعديد من المعطيات الطبيعية التي أهلتها لأن تكون ملجأ لهم للتنفيس وقضاء العطلات، حيث تميزت بجمالها، واعتدال هوائها، وخضرتها، وأنهارها المتدفقة، ومروجها اليانعة، وسحر طبيعتها. فكانت أغنى بلاد المسلمين منظراً وأوفرها جمالاً، فترتفع فيها الجبال الخضراء وتمتد في بطاحها السهول الواسعة وتجرى فيها الجداول والأنهار وتغرد على أفنان أشجارها العنادل والأطيار وتنساب الماشية والأنعام في مراعيها الجميلة ويعمل الفلاحون في حقولها الخضراء ويعطر النسيم جوها المعتدل وبساتينها المشرقة كمدينة المرية المعروفة بمتنزهاتها والعديدة والشهيرة كمنتزة الصمادجية، ومنى عبدوس، ومنى غسان، ومنتزة برجة15، والبطحاء والغدير والعين الكبيرة16، كما اشتهرت غرناطة بمتنزهاتها؛ كمنتزه كحور مؤمل، وحور الوداع، وعين الدمع، والسبيكة، يضاف لذلك أنهارها وجناتها الخلابة17.
ومدينة اشبيلية والتي كانت من أكثر ميادين اللهو واللعب والمضحكات فكانت تسمى مدينة الأدب واللهو والطرب في الأندلس«قد تقدم في نهر اشبيلية ومتنزها من النوادر المضحكات ما فيه كفاية وهو ميدان لهوهم ومضحكاتهم وتنديرهم، أهل اشبيلية أكثر العالم طنزًا وتهكمًا، قد طبعوا علي ذلك»18، فكان أهلها «أخف الناس أرواحًا، واطبعهم نوادر، واحملهم لمزاح»19، ومدينة شرش التي تشبه في جمالها مدينة اشبيلية في متنزهاتها وملاهيها التي انتشرت في معظم أرجائها فتخرج إليها الأسر والأصحاب بقضاء العطلات والأوقات فكان «لا ترى بها إلا عاشقاً ومعشوقاً»20، ونفس الأمر بالنسبة لمدينة أبدة21 المعروفة بأصناف الملاهي والمراقص فكانت ترقص بها راقصات مشهورات ومعروفات بحسنهن فكن يمارسن العديد من الألعاب والحركات أثناء رقصهن كاللعب بالسيوف كما يذكر المقري بقوله «فإنهن أحذق خلق الله تعالى باللعب بالسيوف والدَّك وإخراج القروي والمرابط والمتوجه»22.
كما امتدح العديد من المؤرخين والرحالة روح المرح والتسلية واللهو التي تمتعت بها الأندلس بأن «لأهل الأندلس دعابة وحلاوة في محاوراتهم، وأجوبة بديهة مسكتة، والظرف فيهم والأدب كالغريزة، حتى في حياتهم وبهجتهم، فضلا عن علمائهم وأكبارهم»23.
واختصت بعض المناطق في الأندلس ببعض الألعاب في حين غابت عن بعضها، كقرطبة فكانت مدينة الألعاب والفنون الهزلية والمضحكة والمبهجة كما أشار لذلك المقري بقوله «وهي مختصة بأصحاب فنون الهزل وما ينحو منحاه»24، كما أنها عجت بالمهرجين والمهذرين الذين ينطقون بتوافه الكلام، الأمر الذي أشار إليه المحتسبة بعدم جلوسهم -أي المهرجين والمهذرين- في الطرقات والشوارع العامة لما في ذلك من مضرة علي المارين وهو ما ذكره السقطي بقوله «ولا يترك المبهرجين والمهذرين يجعلون مجالسهم إلا في الشوارع السالكة أو حيث يجتمع الناس ويمنعون من أن يهذروا على النساء ولا جهال الرجال»25.
واعتبرت ألعاب الأطفال من أبرز وأهم الألعاب والتي يمكن أن تندرج تحت ذلك النوع الذي يهدف إلى الترفيه وتمضية الوقت في مقامها الأول للأطفال ومن الفتيات والفتيان، والتي مارسوها دونما تخطيط أو إعداد مسبق لها، وفي الغالب هي عبارة عن مجموعة من الألعاب التي تستلزم نوعًا من النشاط والحركة مما يتناسب مع طبيعة تكوين لاعبيها، ويذكر في هذا الشأن الإمام سحنون بقوله وما ذكر أيضا عن الإمام الغزالي بقوله «ينبغي أن يؤذن للصبي بعد الإنصراف من الكتّاب أن يلعب لعبًا جميلاً يستريح إليه من تعب المكتب بحيث لا يتعب في اللعب، فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه في التعليم دائمًا يميت قلبه ويبطل ذكائه»26. ومارس الأطفال من عوام الأندلس العديد من الألعاب التي ذكرتها كتب الفقه والحسبة والتي اتخذوها وسائل للهو واللعب، فاستأنسوا بها.
وتنوعت ألعاب الأطفال ما بين فردية وجماعية، فالألعاب الفردية هي تلك الحركات التي يؤديها شخص واحد أو أكثر يمتلك الموهبة والمهارة في تأدية حركاته وأقواله ومواقفه، باستخدام بعض الأدوات التي تساعده في إنجازها، وتعددت تلك الأدوات ما بين فصاحة اللسان وحسن القول والذكاء والفطنة وسرعة البديهة، فضلا عن الخفة والتي تتسم أغلبها بحرية الممارسة، والخضوع لبعض القوانين والقواعد الخاصة بها، وتختلف أيضا تلك الأدوات من حيث النوع والتي في بعض الأحيان تتخذ أبعادًا سلوكيةً ومعرفيةً ووجدانيةً، ومنها ما اتسم بخصوصيتها.
ومنها الألعاب الذهنية وهي تلك الألعاب المعتمدة علي التفكير وحساب العقل في تأديتها، وقد تستغرق بعض الوقت في القيام بها كلعبة الشطرنج، والخميسة والقرق، والتي تهدف لترقية الوظائف العليا لدى الأفرد كالإدراك والتفكير والتوقع والتنبؤ وغيرها من العمليات القائمة علي التفكير لأنها تساعد أيضا في إنماء القدرة على التشخيص والإبداع والفحص والملاحظة27.
ومن أبرز الألعاب التي مارسها الأطفال في المجتمع الأندلسي
1 - لعبة الخميسة:
الخميسة لعبة اشتهر بها الأطفال وخاصة الفتيات من العوام في الأندلس28، وهي من الألعاب الشبيهة بالشطرنج من حيث اعتمادها على بعض القطع الحجرية الصغيرة، والتي تعتمد على التفكير والحساب والتركيز، فهي من الألعاب البديلة عنها عند العامة ولكنها سهلة بالنسبة لها، فهي على رأس الألعاب التي اعتاد النسوة والفتيات لعبها وذلك باستخدام خمس قطع صغيرة من الحجارة والحصوات، وتستند إلى مهارة التركيز ، حيث تعمل كل لاعبة على التقاط الحجارة التي يتم تقاذفها في الهواء ، وذلك بشكل متناغم يحول دون إسقاطها، إذ يعتبر إسقاط إحدى قطع الحجارة بمثابة هزيمة أمام الفريق المنافس، لذا نجد ابن قزمان يتناولها في إحدى أزجاله حيث يصفها بأنها ليست كلعبة الشطرنج في تأديتها ولكنها أسهل بكثير بقوله29:
قال لي: أشنه نرك بو عبيسه
لسنه الشطرنج كلعب الخميسة
2 - لعبة القرق:
القرق والجمع قرق، وهي لعبة للصبيان يخطون بها أربعة عشر خطًا مربعًا، كل مربع منها داخل الآخر، ويصفون بين تلك المربعات حصيات صغيرة علي طريقة معينة30، وتعرف أيضا بعدة أسماء من السدر أو الطبن وتسمى أيضا الرحة31.
والقِرقُ بكسر القاف لعبة للصبيان في الأندلس32، اشتهر بلعبها أهل الحجاز، وهي عبارة عن خط مربع في وسطه خطوط متوازية ومتقاطعة ثم يخط من كل زاوية من الخط الأول، إلى الخط الثالث وبين كل زاويتين خط، فيصير أربعة وعشرين خطا، وسميت الأربعة عشر، ومن كلامهم استوى القرق فقوموا بنا، أي استوينا في اللعب فلم يقمر واحد منا صاحبه33.
وهي الآخرى تشبه الشطرنج والخميسة، ولكنها تشبه بدرجة كبيرة لعبة (السيجة) في مصر، وهي عبارة عن مجموعة من الخطوط التي ترسم على الأرض وعددها أربعة وعشرون خطًا، تصف بها بعض الحصيات بطريقة حسابية، وقد يمارسها لاعبان أو اكثر، ومورست تلك اللعبة في الشارع عن طريق الأطفال أو بعض الكبار34.
3 - الدوامات:
الدوامة لعبة من لعب الصبيان عرفها العرب قديمًا قبل الإسلام وهي من اللعب المشهورة عندهم، وهي عبارة عن قطعة من الخشبه يرمونها بالخيط فتدور، وتسمى أيضا المرصاع، وسميت بالدوامة لدورنها35.
وتتكون من قطعة من الخشب مهيأة على وضع خاص إذ تكون مخروطية الشكل، ويوجد بطرفها مسمار صغير لتدور عليه، ويقوم الأولاد بتجويفها بمسمار حاد، ومن ثم يفتحون بها أكثر من فتحة جانبية وفتحة كبيرة من أعلى36.
ويلزم اللاعب خيطا من القماش من النوع القوي، يلف به حول الدوامة لفًا دائريًا، وبحركة فنية منه يبدأ بلف الدوامة باستخدام الخيط علي الأرض، ويبدؤون في استعراض مهاراتهم في استخدام الدوامة37.
واشار المحتسبة يؤمرون بعدم اللعب بها كما ذكر ابن عبد الرؤوف بقوله «ويمنع كذلك شراء الدوامات وشبهها للصبيان»38، في حين أشار البعض كالبرزلي بإباحة اللعب بها بقوله «وقلت الآلات التي يلعب بها الصبيان كالدوامات ونحوها لا بأس بها»39.
4 - الصور والدمى:
من ألعاب الفتيات، عرفتها العرب قديمًا، وهي عبارة عن تماثيل صغيرة تلعب بها الجواري، وكانت السيدة عائشة ممن لعبن بتلك اللعبة بقولها (كنت ألعب بالبنات عند النبي ﷺوكان لي صواحب يلعبن معي فكان رسول اللهﷺ إذا دخل يتقمعن منه فيسربهن إلي فيلعبن معي)40.
وهي عبارة عن أشكال آدمية حيث ذكر البرزلي عنها أنها تصنع من العظام وهي في هيئة آدمية تنحت وترسم وجوه وأعين تزين وتضاف لها بعض الألوان41، كما يذكر ابن رشد أيضا بقوله «مخروطة على صور الإنسان إلا أنه عمل فيها شبه الوجه بالتزويق»42، وهي قدر شبر تقريبًا، وكان الأطفال في المنازل يتخذونها بنات لهم ويلعب بها الأطفال والجواري في القصور وقد سئل يحيى بن عمر عن الدوامات والصور وبيعها للصبيان فقال«سئل مالك عن التجارة في العظام تتخذ قدر الشبر، فيجعل منها صور تلعب بها الجواري، فقال: لا خير في الصور»43، وقد سئل ابن رشد عن تلك الألعاب وخاصة في الأعياد ومنها عيد النيروز من الزرافات والكمادين وما يشبهها، فاجاب: «لا يحل عمل شيء من هذه الصور ولا يجوز بيعها ولا التجارة بها والواجب أن يمنعوا من ذلك»44.
لم تقتصر تلك الألعاب على المختصين بها ولكن مارسها الأطفال من الصبية والصبايا في الشوارع والمتنزهات والحدائق أو في المنازل الخاصة بهم، كلعبة «المَزدا» بأن يقوم الأطفال بحفر بعض الحفر للعب فيها وأطلق على هذه الحفر اسم «المَزدا»45، كما لعبوا أيضا لعبة «الزدوة أو السدو» وهي لعبة قائمة على اللعب بالجوز46.
5 - لعبة «الركل»:
من الألعاب التي تتطلب حركة وقفزا وجريا بشكل مستمر وهو ما يفهم من مسماها، مارسها العوام في الشارع الأندلسي لذا نرى في أمثالهم بعض العبارات التي تنهي عن ممارسة المرأة الحامل لتلك اللعبة لما لها من خطورة عليها وعلى جنينها حيث يذكر المثل «الحبلى ما تلعب الركل»47.
6 - لعبة الغبار:
من ألعاب التي تعتمد على النظر القوي في تأديتها فلا يستطيع ممارستها الأعمى أو الأعور أو أصحاب النظر القصير أو الضعيف، ومارسها الأطفال ولعلها كانت تقوم علي نثر الغبار والجري فيه والإمساك ببعضهم البعض، كما يفهم من المثل الشعبي «صاحب فرد عين ما يلعب الغبار»48، أو قولهم أيضا «أعمش يلعب غبارا»49، وكذلك قالوا «نص غبار تكفي لأعمث»50.
7 - اللعب بالكرة:
مارس الأطفال والصبية الأندلسيون لعبة الكرة في الشوارع والأزقة51، وهي عبارة عن كرة مصنوعة من الجلد تحشى ببعض القصاصات البالية من الأقمشة والثياب خاصة الخرق والزبل نظرا لرخصها وتوافرها في مجتمعهم، وهو ما أشارت إليه أمثال العوام في الأندلس كما جاء في المثل«حشو الكور، خرق وزبل»52، وتبدأ هذه اللعبة بتقاذف الكرة ومن ثم يجري ويهرول خلفها اللاعبون، وقد ينتج عنها بعض الإصابات جراء الحماسة في الحصول عليها ويتخلل هذا صياح اللاعبين والمشاهدين، وفي وصف لهذه اللعبة في مراكش ببلاد المغرب الإسلامي يذكر «إن الكرة التي يلعب بها يتبعها المائتان وأكثر من خلفها وينكسر الناس وينجرحون وقد يموتون ويكثر الصياح والهول، فإذا فتشت لم تجد إلا شراويط ملفوفة فيها أي خرقًا بالية»53.
8 - لعبة الكرج:
مارس الأندلسيون أنواعًا من الألعاب تتطلب مهارات خاصة وحركات معينة وهيئات محددة في تأديتها، والتي كان لها جمهورها الذي يحرص علي مشاهدتها، ومن بينها لعبة الكرج، والتي أوردها ابن خلدون يقول عنها «واتخذت آلات أخرى للرقص تسمى بالكرج وهي تماثيل خيل مسرجة من الخشب ومن ناحية أخرى يتحدث في نفس العصر عن أفراس مصورة من الخشب، معدة لتلعب عليها خمسمائة جارية في ساحة قصر ابن جامع بمراكش الجديدة، وكان هذا من وزراء الموحدين، وقد جاء توضيح حقيقة هذه الصور الخشبية من طرف ابن خلدون لدى حديثه عن اللهو واللعب، بل اتخذوا للرقص آلات تسمي الكرج وهي تماثيل خيل مسرجه من الخشب معلقه فيها أقبية تلبسها النسوة ويحاكين بها امتطاء الخيل ويمثلن الكر والفر، وأقيمت في ذلك حفلات سمر في الولائم والأعراس والأعياد ومجالس المجون»54، وهكذا يتبين من وصف ابن خلدون حقيقة هذه الخيول الخشبية الموحدية وصفة لعب الجواري بها، كما نستفيد أن هذه اللعبة هي عبارة عن تقمص الجواري شخصيات كالخيل والغرض منها إمتاع الحاضرين وهي أشبه في يومنا بالفقرات الاستعراضية بالسيرك.
كما ورد ذكر اللعبة أيضا عند ابن بسام زمن المعتمد بن عباد بقوله «وفي منزل راحته غافلا عما نزل بساحته، ذكر أنه كان ساعتئذ يلعب بين يديه بالكرج»، فيما عرف الشقندي أن الكرج هي من أصناف أدوات الطرب خاصة في أشبيلية55.
9 - القلياني:
من الألعاب الشعبية القائمة على الحركة والتي انتشرت في شوارع الأندلس، وتعتمد علي الرقص وبعض الحركات في تأديتها وتحتاج لعدد من الأفراد للقيام بها، ومن أهم ما يميزها أن على اللاعبين أن يرتدوا الثياب والملابس المميزة والغريبة والعجيبة56، وهو ما أتى به ابن قزمان أثناء وصفه بأنها:
لس علي قميص ذاب إلا قميصاً مرقع
وطويشر غفارة الطر كله مقطع
سل لو كان لعنقي أو كان علي رأسي قنزع
باب كنت أن نرقص في لعبة القلياني57
10 - المقرع واللعب بالعصى:
لعب الأطفال العوام تلك اللعبة باعتبارها من الألعاب الخشنة العنيفة والتي لعبها الأطفال والشبان على حد سواء، حيث كان يتجمع الشباب في أحد الشوارع مسلحين بالهراوات والعصي والمقارع ويأخذون في التضارب بها وتتوسط الصيحات والهياج فضلا عن التقاذف في بعض الأحيان بالحجارة وغيرها الأمر الذي كان يؤدي في بعض الأوقات إلى حدوث إصابات58، وهو ما نهى عنه المحتسب الشبان والصبيان عن ممارستها؛ «ويمنع مما يفعله السفلة والصبيان . واللعب بالمقارع والعصي في الشوارع»50، وهو الأمر الذي أشار إليه ابن عبدون أيضا لما ينتج عنها من نفاق وهرج بقوله «يجب أن يُنهى الشبان والصبيان عن لعب اللطمة والمقرع فإن ذلك ينذر بالنفاق والهرج»60.
خاتمة
مما سبق يتبين لنا أن لكل مجتمع من المجتمعات مجموعة من الموروثات الثقافية المنقولة والتي تعكس طبيعة هذا المجتمع وأسلوب حياته والتي من بينها المجتمع الأندلسي باعتباره من أكثر المجتمعات الإسلامية احتكاكاً بالثقافات الغربية، إذا تعتبر ألعابه التراثية جزءا لا يتجزأ من الموروث الثقافي والشعبي، والتي قد ينظر إليها البعض على أنها مجرد وسيلة للهو والتسلية وقضاء وقت الفراغ لجأ اليها أفراد المجتمع من الشباب والأطفال في الماضي للتخفيف من قسوة الحياة وصعوباتها، إلا أن الحقيقة أن هذه الألعاب تحمل معاني وقيما عميقة وأهدافا سامية ، بل إنها تسهم في تنمية شخصية أفراد المجتمع في مختلف الجوانب الاجتماعية والانفعالية والتربوية والتعليمية والجسمية واللغوية.
الهوامش
1 - ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن أبى مكرم (ت711هـ/1311م): لسان العرب، دار المعارف، القاهرة، (د.ت)، مادة (لعب).
2 - عز الدين بوزيد: الألعاب الذهنية التراثية، مجلة كراسات الطفولة التونسية، المعهد العالي لإطارات الطفولة، تونس، عدد (19- 20)، 2009، ص109.
3 - سورة لقمان: آية (6).
4 - سورة الجمعة: آية (11).
5 - الصيد كان من عادات الملوك والأمراء للتنزه من طول المقام في المدينة والخروج للبر والصخر وتنسم الهواء. نبيل عبد العزيز: رياضة الصيد في عصر سلاطين المماليك، مكتبة الأنجلو المصرية، 1999م، ص11.
6 - القنص من اقتناص الحيوان الوحشي وأخذه برميه من البر والبحر، وكان عند بعض الناس من سبل تحصيل الرزق وكسبه. نبيل عبد العزيز: المرجع السابق، ص11.
7 - خالد حسن الجبالي: الألعاب المسلية عند العرب قبل مجيء الإسلام، مجلة كلية الآداب، جامعة طنطا، عدد (23)، ج1، 2010م، ص 239 -240.
8 - لطفي أحمد نصار: وسائل الترفيه في عصر سلاطين المماليك في مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1999م، ص 8.
9 - سورة يوسف: آية (12).
10 - سحنون: كتاب آداب المعلمين، تحقيق: حسني عبد الوهاب، تونس، 1972، ص53.
11 - محمد سلامة الغنيمي: الرياضة .. رؤية إسلامية، موقع الآلوكة.
12 - يحيى بن عمر(ت ق3هـ): أحكام السوق، تحقيق: محمود علي المكي، مجلة المعهد المصري، الشركة التونسية للنشر والتوزيع، تونس، ص121.
13 - صلاح حيدار: الفنون الشعبية في الأندلس الإسلامية وصلتها بالتمثيل ، مجلة مؤتة للبحوث والدراسات ، العلوم الإنسانية والاجتماعية، الأردن، المجلد 9، ع(1)، 1994م، ص93.
14 - عصمت عبد اللطيف دندش: الأندلس في نهاية المرابطين ومستهل الموحدين «عصر الطوائف الثاني 510– 546هـ /1116 – 1151م»، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1408هـ/1988م، ص324-325 .
15 - رغد جمال مناف: العمارة الأندلسية من القرن الثاني إلى القرن الخامس الهجري، رسالة دكتوراه، كلية ابن رشد للعلوم الإنسانية، جامعة بغداد، 2013م، ص255.
16 - رغد جمال مناف: المرجع السابق، ص261.
17 - رغد جمال مناف: المرجع السابق، ص 256: 261.
18 - ابن سعيد، أبو الحسن على بن موسى بن سعيد المغربي (ت 685هـ/1286م): المغرب في حلى المغرب، تحقيق: شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الرابعة، 1964م، ج1، ص287.
19 - المقري، شهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني (ت1041هـ/1631م): نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، لبنان، 1388هـ/1968م، ج3، ص212.
20 - المقري: المصدر السابق، ج1، ص184.
21 - أبدة: مدينة بالأندلس من كورة جيان، تعرف بأبدة العرب. بينها وبين بياسة سبعة أميال وعلى مقربة من النهر الكبير. الحميري، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحِميرى (ت900هـ/1494م): صفة جزيرة الأندلس منتخبة من كتاب الروض المعطار، عنى بنشرها وتصحيحها وتعليق حواشيها: ليفي بروفنصال، دار الجيل، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، 1408هـ/1988م، ص11.
22 - المقري: المصدر السابق ، ج3، ص217.
23 - المقري: المصدر السابق، ج3، ص381.
24 - المقري: المصدر السابق، ج1، ص457.
25 - السقطي، أبى عبد الله محمد بن محمد السقطي المالقي الأندلسي: في آداب الحسبة، تحقيق: ليفي بروفنسال، باريس، (د.ت)، ص67.
26 - سحنون: المصدر السابق، ص54
27 - عز الدين بوزيد: الألعاب الذهنية التراثية، ص122.
28 - الزجالي، أبي يحيى عبيد الله بن أحمد الزجالي القرطبي(ت694هـ): أمثال العوام في الأندلس، تحقيق وشرح ومقارنة: محمد بن شريفة، منشورات وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية والتعليم الأصلي، المغرب.، ج1، ص 256 .
29 - ابن قزمان، محمد بن عبد الملك بن عيسى ابن قزمان (555هـ/1160م): ديوان ابن قزمان إصابة الأغراض في ذكر العراض، تحقيق وتصدير: فيديريكو كورينتى، تقديم: محمود على مكى، المجلس الأعلى للثقافة، 1995م، ص 38 زجل 7 .
30 - خالد حسن الجبالي: المرجع السابق، ص 260.
31 - شاكر مجيد كاظم: ألعاب الأطفال عند العرب قبل الإسلام، مجلة كلية الآداب، جامعة البصرة، عدد (43)، 2007م، ص79.
32 - ابن هشام اللخمي (ت577هـ): المدخل إلى تقويم اللسان، تحقيق: حاتم صالح الضامن، دار البشائر الإسلامية، دبي، 2003م، ص250.
33 - ابن منظور، المصدر السابق، مادة (قرق).
34 - الفيروز آبادي: القاموس المحيط، ج3، ص271؛ نادر فرج زياد: الترف في المجتمع الأندلسي (92 – 668هـ)، رسالة ماجستير، كلية الآداب، الجامعة الإسلامية، غزة، 2010م، ص175.
35 - شاكر مجيد كاظم: المرجع السابق، ص78.
36 - محمد عبد العزيز القويعي: من تاريخ ألعابنا الشعبية التراثية وأدواتها الشاعور (الدوامة)، مجلة التوباد، السعودية، عدد (22)، 2002م، ص152.
37 - محمد عبد العزيز القويعي: المرجع السابق ص152.
38 - ابن عبد الرؤوف: المصدر السابق، ص83.
39 - البرزلي: جامع مسَائِل الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام المعروف بفتاوي البرزلي تحقيق : محمد الحبيب الهيلة ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت 2002م ج3، ص 194 -195.
40 - شاكر مجيد كاظم: المرجع السابق، ص80.
41 - البرزلي: المصدر السابق، ج3، ص 194.
42 - ابن رشد، أبو الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد (ت520هـ/ 1126م): فتاوى ابن رشد، دار الغرب الإسلامي، 1407هـ/1987م ، ص940.
43 - يحيى بن عمر: المصدر السابق، ص
44 - ابن رشد: المصدر السابق، ص940.
45 - ابن هشام: المصدر السابق، ص250.
46 - ابن هشام: المصدر السابق، ص434.
47 - الزجالي: المصدر السابق، ج 2، ص 361.
48 - الزجالي: المصدر السابق، مثل رقم 1591.
49 - ابن عاصم، محمد بن محمد بن محمد، أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي (المتوفى: 829هـ(: حدائق الأزاهر في مستحسن الأجوبة والمضحكات والحكم والأمثال والحكايات والنوادر، المكتبة العصرية للطباعة والنشر، 1992م، مثل رقم 229.
50 - ابن عاصم: المصدر السابق، مثل رقم 771.
51 - ابن هشام اللخمي: المصدر السابق ، ص203.
52 - الزجالي: المصدري السابق، ج 2، ص192 مثال رقم (842).
53 - الزجالي: المصدري السابق، ج 2، ص192 هامش 842.
54 - ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون الحضرمي الإشبيلي المالكي (ت 808 هـ): المقدمة، تحقيق: علي عبد الواحد، القاهرة، الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، 2007م، ج2، ص 228.
55 - صلاح حيدار: المرجع السابق، ص112.
56 - مجدي شمس الدين: ابن قزمان والزجل في الأندلس، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2007م، ص250.
57 - ابن قزمان، المصدر السابق، ص 327.
58 - أحمد محمد الطوخي: مظاهر الحضارة في الأندلس في عصر بني الأحمر، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، 1999م، ص124.
59 - الجرسيفي: المصدر السابق، ص124.
60 - ابن عبدون: المصدر السابق ص52.
الصور
* الصور من الكاتب.