أغاني وعادات الحج

 

أغاني الحج :

ارتبطت معظم الفنون منذ بداية نشأتها بالتعبير عن المناسبات والحالات كل بما يلائمه ويتماشى مع نوع هذه المناسبة أو الحالة .. ونقف هاهنا على فن الغناء .. وخاصة أغاني الحج لما أثرته هذه الأغنيات في المجتمعات المختلفة وما تركته من أثرٍ..  أثرى أبعاد وملامح هذه المناسبة خاصة وغيرها عامة 

وبداية : 

 شاعت أغنيات الحج بشكل واضح وترددت بين النسوة خاصة .. وذلك حيث أنهن كانوا يتجمعن في صحن الدار(1) التي يعتزم صاحبها السفر للحج للتهنئة والاحتفاء به وإظفاء جو من البهجة على منزله .. فيقمن بترديد أغنيات معظمها يحتوي على أشكال جناسية تلقائية بغرض التنغيم والتطريب.. وتحمل معانيها تعبيراً عن الأماكن التي سوف يزورها الحاج ووصف للمنزلة التي سوف يصيبها الحاج بعد هذه الزيارة المباركة .

وعلى وجه العموم لم تقتصر أغنيات الحج على النساء تماماً فهناك رجال تغنوا بأغنيات عن الحج لكن بدرجة أقل من النساء .. ولسوف نستعرض من خلال هذا العرض نماذج كما وردت على لسان النسوة و بعض الرجال ..

إن معظم الأغاني التي تناولت فريضة الحج حوت وصفاً للمواقف والمشاهد والمراحل التي يمر بها الحاج ( المناسك) وتحوي أيضاً على بعض الأمنيات بقبول الحج وبسلامة الوصول والعودة إلى الأهل والأحبة ، وشاع هذا النوع من العرض الأدبي تحت اسم  (حنون الحجاج) (2)  ومن هذه النماذج  ما يلي  ..

رايحة فين يا حاجة

يا أم الشال قطيفة

رايحة أزور النبي محمد

والكعبة الشريفة

       ***

رايحه فين يا حاجة

يا أم الشال سماوي

رايحه أزور النبي محمد

وارجع ع القناوي

و  .. يانبى يانبي

ياما ليك أحبة

هملوا عيالهم يانبي

وجولك محبة

وإن كانت هذه المفردات بسيطة في ظاهرها ونسجها .. إلا أنها تحوي أبعاداً ورموزاً ذات دلالات عميقة. .. فتكرار كلمات مثل ( رايحة ) أو خلــق الإيقاع الجناســـي }قطيفة / شريفة{وارتباط المعنى بالدلالة كلها تشير إلى أبعاد ورموز غاية في العمق والتأصل والدلالة  .. فنجد من ( رايحة ) منها: رَاحَ – رواحاً سار في العَشِيّ .. ويستعمل الرواح للمسير في أي وقت كان ( ليل أو نهار) .. وراح – فلان للأمر ، روحاً وراحاً وراحة ، وأرْيَحِيَّة ، ورياحة : هش له وفرح به ، وراح فلاناً: أدخله في الراحة .. ، وراح _ إليه : سَكنَ واطمأن ، والروح : ما به حياة الأجسام (3)

ويشير هذا إلى عمق المعنى المقصود وإن أتى بتلقائية من المؤدي دون أن يعرف جميع هذه الأبعاد والمعاني.. ولكن النفس مطمئنة هادئة تحمل الراحة للقيام بهذه الفريضة ..

التنويه بالغناء عن شروط الحج 

•     ومن المعروف وجوب الحج على العاقل.. القادر.. البالغ - فنرى إلقاء الضوء على مدى المقدرة على الحج ونفقاته حيث لا يستطيع أي أحد غير القادر على هذا الأمر فتتمثل في التعبير بالنص في : }يا أم الشال قطيفة{  حيث لم تكن سوى النساء المقتدرات مادياً هن اللواتي يمتلكن ثمن ذلك الشال القطيفة خاصة في ( قرى صعيد مصر) .. 

•    وكذا الإشارة إلى أهمية النضج .. حيث أن الفتيات صغيرات السن أو الشابات لم يكن يرتدين الشال .. وإنما يضعن قماش شيفون على الرأس يتدلى على الأكتاف .. وقد يرتدين أسفله قطعة من قماش ناعم تعقد في مقدمة الرأس (إيشارب) ويطلق عليها مسمى (الربطة) .

•    وتأتى أيضاً الإشارة الى سبب الزيارة حين يقلن ..

رايحه أزور النبي محمد 

والكعبة الشريفة 

حيث تلبية النداء والقيام بالمناسك والحصول على الدرجات العليا بزيارة الكعبة المشرفة والطواف وكذا قبر النبى ومسجده

الغناء والوصف :

من الأغنيات التى تداولت ما حمل معنى التحفيز والترغيب والوصف من ناحية وتأثير البيئة في السياق من ناحية أخرى ..مثل : أغنية (طريق النبى ) (4)

في طريق النبي 

جنينة رشوها 

بنوها الحبايب والله 

لفاطمة وأبوها 

***

للصوتيات

و في طريق النبي 

جنينة ورقها 

تقعد فيها الزوار 

وتمسح عرقها 

***

و في طريق النبي 

يمينك شمالك 

عند حرم النبي ياولدى 

وريح جمالك 

***

و في طريق النبي 

شمالك يمينك 

عند حرم النبي ياولدى

 وريح هجينك 

***

تحت ظل الجبل 

وريح شويه 

تركبوا البواخر 

وأنا أمدح نبيه 

***

يا زايرين النبي 

خدونى معاكم 

إركبوا البواخر 

وانا أمدح معاكم 

فالمغني يسرد ويصف الرحلة وأنها ليست سهلة فهو يبذل الجهد والعرق فيها ولكن يضفي عليها الجمال والروعة والراحة ..الرغبة في بلوغ المكان .. فهو كأنه يسير في روضة والأوراق فيها تفوح  بأطيب الروائح  ، .. يستريح  تحتها المسافرون للحج . ويسرد وسائل الانتقال  سواء أكانت بالجمل أم بالباخرة والحجاج في حالة تلبية ومديح ورغبته في أن يكون معهم لينال هذه المنزلة 

أغانى الحج والبيئة :    ( خصوصية القرية )

لقد فرضت البيئة مفردات على شكل التناول والعرض بالنسبة لأغاني الحج.. حيث نجد أن بعض هذه المفردات تكون شائعة في بيئة قد تجهلها تماماً بيئة أخرى .. ومنها :-

يا بير زمزم

سلبك حريــري

والشربه منك

دوا للعليــلي

فكلمة ( سلبك ) يقصد بها السَّلَبَة وهى معروفة في بعض قرى محافظة سوهاج- مصر.. بذلك الحبل المفتول الذي يربط فيه وعاء مليء بالماء ويتدلى داخل البئر .. بينما تعرف الكلمة باسم (الحبل) في الكثير من قرى الوجه البحري وكذا لفظة (الشربة) فهي رشفة الماء .. 

ومن فرط الحب والاهتمام بالمكان وببئر زمزم نجد وصف ذلك الحبل بأنه مفتول من الحرير الذي تعجب به النسوة وهو ما غلي ثمنة عن سائر المنسوجات .. وزادت قيمته .

وكذا ارتشاف ولو قطرات من ماء زمزم فيه شفاء للعليل من أي مرض ..

 وفي أغنية (عودة ) .. تتدفق بعض المفردات الخاصة التي تدل على بيئات معينة وتعطيها صفة الخصوصية ..

عــــدوا البحــور عــدوا               وجــــابــــو الكســــــــاوى

مــــــن بـــــــلاد جـــــــــــدة               وجــــابــــو الكســــــــاوى

***

حاجنا إن جاء طيب              لنفصــــــــــل قطيفــــــــة

ونفرش السجاجيد              لحــــــــــــــــد السقيفـــــــة

***

زغــــــرتت لــــــه القلـــــة              وهــــــــــــــى مـــــــــلآنــــــــــة

نشربـــــــــــك يــــــــــــا قلة                نهـــــــــــــار السلامــــــــــــة

***

زغــــــردت لـــــــه القلـــــة               وهــــــــــــــى جــــديـــــــــــدة

 نشـــربــــــــــك يـــــــــا قلة             مـــــن مصر السعيدة

***

 يـــــــــا جمــــل يــــــــــاجمــــــل

إذا جبــــت لــــــــــى احبابــى

 أعلفـــــــــــــــك يـــــــــــا جمــــل

 بسمسم وسكر جلابى

***

يــــــــــاجمــل يــــــــاجمــل               وإذا جبتهــــــــــم لـــــــــــى

أعـلفــــــــك يـــــــــــا جمـــل              بطــرفـــــــــــى وكمـــــــــــى

***

يــــــــــاجمــل يــــــــاجمــل                      وإذا جبـــــــت سيــــــدك

لاعلفـــــــــك يــــــــــاجمل                      وازود عليجـــــــــــــــــــــــك

فنلاحظ هذه المفردات  : } سقيفة  /القُلَّة / الجمل /أعلفك / سكر جلابى / عليقك {

فمفردة السقيفة : (5) .. مفردة شائعة في الجنوب عن الشمال أو الريف عن الحضر .. ووردت – سقيفة بني ساعدة .. تلك الظُلَّى التي بايع تحتها المسلمون أبا بكر الصديق  بالخلافة وجمعها سقائف .

 وكذا مفردة } قُلَّه { : (6) ذلك الإناء الفخاري له خصوصيته حيث تشتهر بصناعته بعض قرى محافظة (قنا) بالوجه القبلي دون غيرها من المحافظات حتى ارتبط اسمها بها بأن يقول البعض ( القُلَّه القناوى ) ..

ونلاحظ تكرار مفردة } الجمل { في كثير من الأغنيات التي أتت في سياق مشاهد الذهاب والعودة .. ولكن تبقى مفردات التعامل لتحفظ بعض الخصوصية .. مثل ذكر ما يتناوله الجمل أو إعداد الطعـــام له فيقول المغنى } أعلفك ياجمل { (7) ..ومعناها أنه سيقوم بإطعامه العلف .. فيسمن وأنه لن يرسله للرعي تقديراً ومكافأة له .. وتشيع مفردة العلف أو إعداد العليق(8) (طعام الحيوان) .. والتي ينطقها المؤدي غالباً بشكل خاطئ فيقول : عليجك بدلاً من عليقك في الكثير من القرى عن المدن ..مما يعطي القرية الخصوصية عن المدينة .

ولعل من الملاحظ كظاهرة عامة هو انتشار مثل هذه الأغاني وتكرارها وتشابه بعض مقاطعها في الوجهين القبلي والبحري  نظراً لكثرة الناقلين والمتداولين مما يعطي شكلاً من أشكال الخلط في العرض لبعض الأغنيات  .. والتي تختلف باختلاف اللهجات تبعاً لاختلاف البيئات .. (9)  

عنــــد النبـــى دلــــــــى يــــا بكـــره دلــــــــى

عنــد النبـــــى طــاطــت لـــــــه الهجينـــــا

ادن بــــــــلال وقـــــــــام الصــــــــلاة بيـنــــــــا

دلـــــــــــــــــــــــــــــــــــى يــــا بكــــــــره دلـــــــــــــــــــــــــــى

قال لى يوم الزحام هو الشافع لينا

دلـــــــــــــــــــــــــــــــــــى يــــا بكــــــــره دلـــــــــــــــــــــــــــى

ولكن هناك بعض الملتزمين الذين حرصوا على النقل الدقيق والحفاظ على القالب الفني والتراث النقي وهذا الذي يعنينا في المرتبة الأولى وما نتطرق إليه .

الغناء  و مظاهر البهجة والاستعداد للسفر 

•    تزيين الحافلة :- 

يتم تزيين العربة التي سوف تقوم بنقل الحجاج بالرايات البيضاء (دلالة على الصفاء والتسامح) ويتجمع البسطاء حولها يقومون بالتهليل وإطلاق  الزغاريد وترديد بعض الأغاني: مثل :-

 أغنية (هنيالك ياحج )

هنيالك ياحج

مكتوبالك يا حج 

مكتوبالك حجه هنيه 

تركب مركب ومعديه

واحبابك الف وميه 

و هنيالك ياحج

***

هنيالك ياحج

مكتوبالك تزور التهامى 

مكتوبه ع الباب قدامى 

وإخواتى بيدعو عقبالي 

و هنيالك ياحج

***

هنيالك ياحج

مكتوبلك حج الرسولِ

ملضومه بالخيط واللولي 

يا أحبابي عنده أدعولي 

وهنيالك ياحج 

***

مكتوبلك حج المدينة 

مكتوبه وطه داعينا 

يا خواتى عقبال باقينا 

و هنيالك ياحج

وتحمل هذه الكلمات التهاني للحج والتمني للجميع بالزيارة مثله .. ولعل من الأغنيات الشهيرة التي حملت التهنئة والتمني ما تغنت به (ليلى مراد) في توديع الحجاج في أغنيـــة   ( يارايحين للنبي الغالي ) :

يارايحين للنبي الغالي

هنيالكم وعقبالي

ويتدرج الشعور نحو منعطف الحالة بالحاجة إلى تلبية الدعوة وأنه آن الأوان لأداء هذه الفريضة ومن فرط الحب للرسول (ص) فكأنه قد دعاه لزيارته ..ويوجه المؤدي مفرداته إلى السيدة فاطمة ..

يا فاطمة يا فاطمة 

يا بنت نبينا 

إفتحى البوابه يا فاطمة 

أبوكى داعينا 

***

يا فاطمة يا فاطمة 

يا بنت التهامى 

إفتحى البوابه يا فاطمة 

ابوكى دعانى 

•    الاستعداد للسفر :-   (10)

يحرص الحاج قبل سفره على إرضاء الجميع وخاصة مصالحة من كانت بينه وبينهم خصومات أو عداوات .. حتى يشعر بالرضا والتسامح مع الجميع ويقبل على آداء الفريضة وهو في حالة نقاء نفسي وحتى تتم فريضته على أكمل وجه .. ويقوم الشخص الذي ينوي القيام بالحج في بعض القرى مثل قرية (باريس ) في الوادى الجديد  بالمرور علي بيوت القرية كلها ليخبرهم بأنه ذاهب لزيارة الرسول عليه الصلاة والسلام ويطلب منهم السماح والتصافي والدعاء له . 

•    الغناء والرسم:-

تكرر في الكثير من الرسومات رسم وسائل المواصلات التي يستقلها الحاج للوصول الى مكة المكرمة منها (الجمل،  القطار، الباخرة، الطائرة) وارتبطت هذه الرسومات بالأغنيات فمثلاً ذكر الجمل في أغنية ( طريق النبي ) كما سبق وذكرنا ..

في طريق النبي         يمينك شمالك 

عند حرم النبي         وريح جمالك

وأيضا ..

يا زايرين النبي         خدونى معاكم 

إركبوا البواخـر         وانا أمدح معاكم 

وتكرر ذكر الباخرة في العديد من الأغنيات حيث أنها كانت أكثر الوسائل للاستخدام في السفر للحج وأقل تكلفة من الطائرة وأقل مشقة من السفر بالجمل ..

الباخرة طالعة 

رايحة لحج التهامى 

حج النبي ده غرامى 

والعين دامعة 

ياله ياحجه إتشهدي

فاضل دقيقه وطالعه 

الباخرة طالعة 

الباخرة عايمة 

رايحة ع المدينة 

رايحه لحجه نبينا 

يارب تبقى دايمه 

ياله ياحجه إتشهدى

فاضل دقيقه وقايمه 

الباخرة عايمة 

وهكذا يعبر المغني والرسام عن المشاهد والمراحل التى يمر بها الحاج بالرسم والغناء معاً .. ومن الرسومات الشائعة .. رسم موكب الحجاج والمحمل .. والاستعانة ببعض الزخارف كوحدات من الأشجار والأوراق أو الأواني الفخارية لإضافة أشكال جمالية .. كما هو الحال في ألوان الفنون الشعبية المرسمة (11)

ويحرص المصريون في عاداتهم على طلاء منازل الحجاج من الخارج خاصة كمشهد من مشاهد الفرحة والابتهاج بعودة الحاج.. والإشارة إلى إن صاحب هذا المنزل قد أدى فريضة الحج مما يميز البيت عن غيره من البيوت .

وقد كان الطلاء في معظمه يستخدم خامات الجير والغراء والألوان الصريحة الزاهية..

وكما أشرنا أن هناك رسومات قد أوضحت وسائل النقل فهناك رسوم أيضاً شملت أماكن الزيارة مثل

 } الكعبة ، الغار .. وصور الحمامتين ، ومقام النبي ..، وعملية ذبح الفداء { .. 

واستخدم الرسام بعض العبارات التي تتماشى مع المناسبة في تزيين الجدر مثل:-

( حج مبرور وذنب مغفور ) ، ( أدى الفريضة وزار قبر النبي ) ، ( لبيك اللهمَّ لبيك) ، ( الله أكبر ) 

واستخدم بعض الآيات القرآنية مثل :

} وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ{ ..  }الحج {

} وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً { . }آل عمران‏:97{‏ (12)

وبعض الأحاديث مثل : ( مابين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ) ، ( من زار قبري وجبت له شفاعتي ) 

ولكل قرية فنانوها الذين يجيدون الرسم ويطلق عليهم لقب خطاط ولكل منهم طريقتة فمنهم من يهتم برسم الكعبة وجبل عرفات إلى جانب الوسيلة التي استخدمها الحاج في السفر كالطائرة أو السفينة، ومنهم من يقتصر على رسم الكعبة فقط من أجل توفير مساحة كبيرة من الجدار تمكنه من كتابة بعض الآيات القرآنية والأقوال المأثورة ويجدها فرصة لاستعراض مهارته في الخط..(13) 

 والبعض يقدم على ذلك علي سبيل المجاملة للحاج بأن يتطوع للكتابة أو الرسم دون مقابل ويكثر هذا في القرى عنه في المدينة .

وكانت معظم هذه الرسومات تتم على جدران البيوت الطينية ومع تقدم المجتمعات وانتشار البيوت الخراسانية وسيطرة بعض الظروف المعيشية أصبح الحرص على هذه العادة ( طلاء واجهة منزل الحاج قبل عودته) تتلاشى تدريجياً إلا من بعض البيوت في صعيد مصر الذين يحرصون على ذلك ويقيمون السرادقات وتقدم فيها الولائم للمهنئين وتستمر في أيام الاستقبال وعودة الحاج  الأغانـي خاصة في تجمعات النسوة المهنئين في دار الحاج منها :

 

 

مبروك  مبروك يا حجنا 

الفين مبروك يا حج البيت 

زرت الكعبة وهناك صليت 

بين الصفا والمروة سعيت 

وبالسلامة جتلنا 

مبروك  مبروك يا حجنا 

 

 

***

الفين مبروك حج الرسول 

زرت بن رامة وجيت مسرور 

وأنا قلبي بالنبي مشغول 

عقبال الباقي مننا

مبروك  مبروك يا حجنا 

 

 

•    الأحلام والحج:- 

جاء في كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين.. حول رؤية الحج في الأحلام ما يلي :- 

1 - الحلم بالحج : (14)

- من رأى أنه خارج للحج من وقته رزق وإن كان مريضاً عوفي أو مديناً قضى دينه أو خائفاً أمن أو معسراً 

 أو مسافراً سلم .. أو خاسراً ربح أو معزولاً ردت إليه الولاية. ..

- ومن رأى أنه خارج للحج ففاته ..

فإن كان والياً عزل وإن كان تاجراً خسر وإن كان مسافراً قطع عليه الطريق وإن كان صحيحاً مرض.

2 - الحلم بالكعبة :- 

من رأى أنه دخل الكعبة فإنه يدخلها إن شاء الله 

3 - الحلم بماء زمزم : 

من رأى أنه شرب من ماء زمزم فإنه يصيبه خير أو ينال ما يريده 

بعض العادات :

وهناك من العادات الكثير يسري ما بين  الريف والحضر منها ما يلى :

الزيارة والتعزيم  :-  يحرص الكثير من الأهل والجيران والمعارف على الحضور للسلام على الحاج قبل سفره يطلبون منه الدعاء لهم في الأماكن الشريفة التي سوف يزورها .

كما أنه عندما ينوي أحد الأفراد الخروج للحج فإنه يمر على بيوت القرية بيتاً بيتاً ويطلب منهم السماح إذا كان قد سبق وأخطأ في حق أحدهم . ويعني هذا خروجه وهو نظيف تماماً فلا يوجد من يحمل له ضغينة ،. وتوديع (تعزيم) الحجاج في الوادى الجديد ينتهي خارج القرية بمسافة قصيرة مصحوباً بالأغاني والطبل والزغاريد .(14)

النقوط: -

 وأيضا في بعض المجتمعات مثل الوادي الجديد وبعض قرى محافظة سوهاج مثل  دار السلام ، الخلافية وبعض قرى مركز جرجا .. يقومون بإعطاء الحاج نقوداً .. ( نقوط ) وهو بمثابة مشاركة ومساعدة على نفقات الحج وبالتالي يقوم الحاج بإحضار هدية معه عند عودته .