فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
64

الأدب الشعبي المغربي: من التخييل النصي إلى السرد الثقافي شعر الملحون نموذجا

العدد 64 - أدب شعبي
الأدب الشعبي المغربي:  من التخييل النصي  إلى السرد الثقافي شعر الملحون نموذجا

يتسم شعر (الملحونal-malḥūn)بالتنوع الأسلوبي والإيقاعي، ويكتنز بالصور التراثية الشعبية المنتمية للشخصية وللواقع المغربيين، إنه تراث لا مادي أدبي وشعبي، و(رأسمال ثقافي)، يكشف القدرة التخييلية للشاعر الشعبي، ويعلن عن مرجعيته الثقافية الغنية، وينم عن فلسفة لغوية وموسيقية2 مغربية -أندلسية ناضجة(زجلية)3، وعن كتابة شعرية وجمالية نستطيع تسميتها وتوقيعها باسم «الملحون» أو «المَوْهُوبْ».

أماط شعر الملحون اللثام عن ثقافة شاعر الملحون الأدبية، والعلمية، والدينية، والشعبية(الملاحم)، والبحرية، والحرفية، والاجتماعية، ومواكبته لروح العصر ولقضاياه الوطنية المحلية، والعالمية، أيضا مواكبة التطور العلمي والمعرفي، وذلك من خلال خصائصه الجمالية وعمقه الثقافي وتنوع أغراضه ومواضيعه : الوْصايا، والتَّرجْما، والمَدَّاحي (المدح النبوي، التَّصْليات، الشوق إلى الرسول الكريم، الوفاة، الإسراء والمعراج، الخْلوقْ(أي المولد النبوي)،...)، والعَشَّاقي4، الطَّبِيعيات (الرْبيعِيات، النْزاهَة5)، الجَفْريات، العَرْشِيات، الحَرَّازْ، القُرْصان، السُّولان، الوَرْشان(المَرْسول)، المَرْحول(شعر الرحلة سواء للحج أو غيره...)، قصائد الخلخال، والخاتم، والدَّمْليج، قصائد الفَجْر...إلخ؛ وبلغ بيان الشاعر الشعبي المغربي ذروته في كتابة قصيدة شعرية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ملحونة بدون نقط، والمسماة (النَّاشْفَة مِنْ النّْقَطْ)، للشاعر (محمد بن علي المسفيوي الدمناتي)6:

الصلا والسلام على أمامْ الارسالْ

الرسولْ الماحِ طهَ الله رسْلُه

شعر الملحون الأغراض والثيمات:

يتميز شعر الملحون بتنوع أغراضه ومواضيعه7، وهذا دليل واضح على غنى وحيوية وديناميكية المخيلة الشعبية المغربية، ومن أهمها:

1) التَّرْجْما/التَّرْجْمات:

وهي قصائد تتميز بتداخل الأجناس، ولها خصائص الحكاية الخيالية (سارد، شخصيات، أحداث، زمان، ومكان، وعقدة، وحل)، وتتخللها مظاهر السخرية والهزل، وبعض المواقف الغريبة وغير المألوفة، وتنم عن ذكاء إبداعي، وعن مرحلة متقدمة من الكتابة الجمالية الرصينة التي صورت الحياة المجتمعية المغربية بادية وحضرا، رجالا ونساء، شيبا وشبابا...ومواكبة التقدم التكنولوجي وإبراز تأثيره على المجتمع، على سبيل المثال لا الحصر:

قصائد الحَّرَازْ لـ(البغدادي8، ...وغيره)

العجوز والشابة لـ(المدني التركماني)

قصة حُمَّان لـ(محمد المدغري المُكنى بالعيساوي الفلوس)

الضِّيفْ لـ(الجيلالي متيرد)9

الخَادَمْ والحُرَّة لـ(أحمد الغرابلي)10

خصاب العروبية والمدينية (محمد بن علي ولد أرزين)11العَزْرِي والمْزَوَّجْ لـ( أحمد الزَّمْت)

خصام الزَّمْنِيَة والعَصْرِيَة لـ(حسن اليعقوبي)

خْصَامْ المَجْمَرْ وبوطاغاز لـ(مولاي إسماعيل السلسولي)

خْصَامْ البَاهْيَاتْ12 لـ(المكي بن القرشي الأزموري)

خصام الهاتف الثابث والمحمول لـ( إسماعيل السلسولي)

خصام الغطاس والطيار والطوموبيل والبابور لـ(محمد بن علي المسفيوي)13

2) الجَفْريات: المستقبليات

وهي قصائد تحبل بالتأمل في أحوال الناس والمجتمع (أخبار الماضي) وتفضح الواقع، وسلبيات المجتمع، وتنتقد الوضع السياسي، وتواكب الأحداث، وتدعو إلى الإصلاح بلغة تلميحية وإشارية مجازية، وتروم مقاومة الاستعمار الغربي، وهي قصائد تجمع بين التوعية الدينية والسياسية والاجتماعية، ورفع منسوب الوطنية الإيجابية عند المتلقي، على سبيل المثال لا الحصر: قصيدة الزَّازِية وقصيدة الضادية للشاعر(الفقيه العميري)، لقد كان لهذه القصائد تأثير قوي في مرحلة الاستعمار، فقصائد (الفقيه العميري) مؤقت البلاد بالجامع الأعظم بمكناس، كان المستعمر يمنع تداول شعره، ومن وجدت عنده يسجن لمدة عامين.

3) الوصايا(الوصية):

وهي قصائد تصور الدنيا الفانية، وتقدم الموعظة الدينية، ومكارم الأخلاق، وتقدم الحِكم والوصايا، سواء يقدمها لنفسه أم لغيره، وقد يجمعهما معا على سبيل المثال لا الحصر:

يقول الشاعر الحاج ادريس السِّيناني المُلقب بـ(الحَنْشْ)14:

أغافلْ مَثْلي على الصّْلاح اصْغى لي نَوْصيك

بادَرْ تُوبْ لله وحَضَّرْ بالَكْ

يقول الحاج العربي المكناسي الملقب بـــ(البرادعي) تلميذ عبد القادر العلمي:

البْلاَ فَالْخَلْطَة وَالرَّبْحْ في الاعْتِزَال

مَنْ تْدِيرُو صَاحَبْ يْوَرِّيكْ سَمْ قَاتَلْ

4) قصائد الوَرْشان (المَرْسول):

وهي تقنية في الكتابة يروم من خلالها شاعر الملحون السياحة في الأمكنة والعلوم والديار ووصف مراحلها؛ وتعد مساحة أدبية لإبراز قدراته المعرفية عبر تقنية(الورشان) وهو تخييل وافتراض مخاطب (الورشان/ طائر)، والتجول من خلاله في ربوع (المعرفة) وسبلها، فهو جسر عبور بين الواقعي والخيالي: مثلا قصيدة (الورشان) لمحمد بن علي (ولد أرزين)15:

أَوَرْشاني نَوْصِيكْ واصْغى لِيَ اوْصايَة الْحْبيب

للحْبيبْ مَنْ الدّْخايَرْ إلاَ الْمْضايقْ اتْصابْ

5) قصائد السُّولانْ:

وهي قصيدة تصاغ على طريقة السؤال واللغز، من خلال أسئلة مفتوحة، وبنية نداء تفتح للقارئ إمكانات تأويلية؛ إنه نص ملحوني مفتوح وغير مكتمل الإنجاز، وهذه استراتيجية كتابة تحتفي بالمتلقي وتخاطب ذكاءه ووجدانه، على سبيل المثال: (قصيدة السولان) لمحمد بن علي (وَلْدْ أَرْزِينْ)16:

بَسْآلي اسْتَفْخَر يا حَفَّاضِي

ولا بْحالو عَنْدْ العَارْفين سُولانْ

وَهْوَ يا سيدي نسْأل من ادعاوْ اعلى

عَلْمْ الشَّعْرْ والمَواهَبْ

شعر المَلْحُونْ: تناص الثقافة بالهوية

إن النص الشعري الملحوني يعد خطابا يحمل أنساقا وسياقات ثقافية، ونسيجا من الاقتباسات والإحالات والأصداء من اللغات الثقافية السابقة والمعاصرة والحديثة، مما يجعله بنية تناصية وحوارية بين لغات وأجناس خطابية تنتمي لروافد ثقافية متنوعة (دينية، تاريخية، علمية، شعبية، اجتماعية، انثروبولوجية، سيكولوجية...)، وتمتح من معين الثقافة العربية، وتضفي على الخطاب الشعبي المغربي بعدا استطيقيا ودلاليا.

1) مظاهر التناص:

 شعر الملحون وأفق الثقافة:

يكشف شعر الملحون عن ثقافة شاعر الملحون وعن دوره في نشر الوعي والثقافة العربية بجميع ضروبها، فهو يحبل بذكر الكتب والشخصيات التاريخية والدينية والثقافة الشعبية والرسمية.

ولقد بسط الشاعر (أحمد الغرابلي/فاس) في قصيدة (الفجر)17 ثقافة علم النجوم والأفلاك، وثقافة النبات والألوان والطيور، والثقافة الموسيقية والثقافة الدينية(الحج)، أو ما يسمونه بلغة أهل الملحون بــ(مْقَامْ لَيْلَى).

وفي قصيدة (الادريسية الكبرى)18 يذكر عبد القادر العلمي الشاعر (امرئ القيس) باعتباره فحلا من فحول اللغة والشعر، ولايدرك معانيه إلا الكيّس والفطن، وهذا يدل على انفتاح الشاعر الشعبي وتأثره بالشعر العربي القديم:

ما يعرف حَقْ صافي الدُّرْ المكنون

إلا تاجر بْقِيمْتُ عَارفْ وْكَيَّسْ

كالنَّاطَقْ للبْكامْ بَجْواهَرْ الفْنونْ

والنَّاشَدْ لَلْعْجامْ شعر امْرُؤْ القيس

وهذا الشاعر(محمد بن سليمان/فاس) نجده في قصيدة (القلب) يوصي نفسه بالاستيقاظ من الغفلة والرجوع إلى الله قبل أن يوضع في (لَرْماسْ)، أي الرمس(القبر) بلغة عربية فصيحة(تقريبا) تبتعد عن الإعراب وتميل إلى التسهيل والتسكين- وهذا حال التراث الشفهي الشعبي في أغلب الدول العربية - و إلى الدّارِجَة المغربية:

وانْتَ يا راسي19 لاشْ20 غير ساهي من نَوْمَكْ فِيقْ

بَذْنوبي واسْقِ مرْكْبي احمال نَسْعى

مَنْ الكْريم التُّوبَا لَنُّ21 ارحيم رحمان

نَعْمْ الغَني الجُوَّادي

يَوْقِي من الهَزْلْ عَتْراتي

حتى انْرومْ لَرْماسْ22

وفي قصيدة (الوصايا)23 لــ«محمد بن علي (ولد أرزين)» يقتبس من القرآن الكريم، سورة التوبة، الآيتان(34-35): {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورهُمْ}.

جَنَّةْ لْكُلْ كافر وْسْجَان المومنين شافوها الصُّوفيَا

من دْخلها يَخْرج واشْ خرَّج مْعاهْ

اللِّي كايكْنَزْو الفضة بها(أي الدنيا)

اجْباههم تضحى مكْوية

يَوْمْ يَصْلاو اعْلى حَرّْ الجْحيم وَلْضَاهْ

ويفصح الشاعر (أحمد الغرابلي)24 في قصيدة (حَرَّاز مِينَةْ)، يكشف عن بطل مُقنَّع عارف بالقراءات القرآنية وكتب علم أصول الفقه ككتاب (الرسالة) للإمام الشافعي، والفقه ككتاب (الرسالة) لابن أبي زيد القيرواني وهو من أئمة المالكية يقال عنه (مالك الصغير):

جِيتُو في صِفْةْ فْقيه أْديبْ لْبيبْ

حَاقْ السَّلْكَة25 حايَطْ26 بالعْلومْ

قاري ورْشْ وْقالون

صاحَبْ المكِّي والبَصْري

كْذلَكْ راوي كلْ رواية نْبيلْ

حَمْزاوي فاللُغة شْدِيدْ

قَارِي علم التوحيد

والرِّسالةْ حَتَّى سيدي خْليل

يَسْتْحِي مَنِي كُلّْ مَنْ لْقانِي

فيَدِّي تَسْبِيحْ أَلْفَاهَمْ والْلَّبْدَة والكْتَابْ

أما الشاعر (محمد المغاري) في قصيدته (حرّاز راضْية): في القسم السابع تقنع البطل وجاء إلى (الحراز) على هيأة فقيه ومقرئ، بغية إقناعه بالدخول إلى منزله للضفر بمراده (رَاضْيَةْ): فأبان عن علو كعبه في معرفة القراءات العشر وغيرها، سواء قراء المدينة المنورة، أم مكة المكرمة، أم البصرة، أم الشام، أم الكوفة، سواء الشاذ أم المتواتر: (نافع، قالون، ورش، المكِّي(ابن كثير)، والدَّهري، قَنْبلْ، البَزِّي، البصري، السوسي، ابن محيصن، هشام، عاصم، الكسائي، ابن ذَكْوان، الشامي، ابن الكبير، شَعْبْ، البيت، الحضرمي، حَمْزة، ابن وَرْدانْ...، وكتب السيرة ككتاب (الشمائل) المحمدية للترمذي، ومتن (ابن عاشر) المالكي الأندلسي المسمى: «المرشد المعين على الضروري في علوم الدين»، يقول الشاعر:

وَلِّيتْ لُو طَاَلبْ ناجَمْ... أُوقاري عِلْمْ لَكْتوبْ، التنزيل انْحَقُّو كْما انْزَلْ نَقْراهْ بْنافَعْ، والمرتِّلْ قالون أُووَرْشْ، أُونَسْرَدْ بَالْمَكِّي والدَّهْري، أُوقَنْبولْ مْعَ الْبَزّي، والفْصيحْ البَصْري، وكذلك اللبيب السُّوسي أُو محيصن، نحصي هشام، أُو عاصم والكسائي وَبْنو ذَكْوان، أُو نَقرا بالشَّامي وبْنُو لَكْبيرْ وَنْحَقْ حتَّى شَعْبَ والبيت والحضْرامي، وَنْحَقْ نَهْجْ حَمْزَا، وبْنو وَرْدان، أُو نَقْرا بالعشرين الفايزين، وعلوم آخرين الواجبين، نَدْري علم التنجيم ولبيان، أو علم المنطق، كما رواها مَلِيكْ، مْعَا الجروميا، نحفظ الشّْمايل، وبنوعاشر، والرسالة، والبوخاري....

وأخيرا نعرج على قصيدة(الرعد)27 لابن سليمان التي أبان فيها عن بلاغة في القول تتقاطع فيها الحقيقة بالمجاز، ويتناص مع الثقافة الشعبية وهي لعب الورق(الكَارْطَةْ)28، وخاصة لعبة (التّْريسْ) ولعبة (الضَّامَةْ) ليصوغ جوهرة بلاغية مجازية وكناية ملحونية فائقة الجمال تتسم بالوصف المشهدي لكيفية اللعب، يقول في (القسم الخامس):

سيفي سقيل للداعي مايصيب ينكر ٭٭ في ضامَتْ الشّْطارة كِيفْ جْرى لُو يْكُون ضايَمْ ٭٭ رَصِّيتْ اسْباعي وكْلابي حاضْرَة في المكان وبْيادقي على التالي ٭٭ بَانْ غُلْبي مَنْ قالْ يْمَنّْعُو يْنَبَّرْ ٭٭ التَّرْسان بْرَبْعة في يَدِّي كَنِّتْهُمْ ضْراغَمْ ٭٭ وَضْواساهم لاَمَةْ عَنْدي واكْداكْ جوجْ لِيصَانْ ٭٭ والْمَّالْ29 جَاوَرْ شْمالي ٭٭ غِيرْ يَخْرَجْ نْطَرَّقْ لُو وَنْفُورْ٭٭

 شعر الملحون وأفق الهوية:

ساهم الملحون في توثيق المقدس المغربي، ووصف مناقبه، وإبراز دوره في نشر الدين والمقاومة والدفاع عن حوزة الوطن، والتربية على المحبة، على سبيل المثال لا الحصر: قصيدة (الجمهور)، وقصيدة (دار الضمانة)، لعبد القادر العلمي30.

ولقد اشتغل شاعر الملحون أيضا على مدح الملوك والعلماء ورثائهم وذكر مناقبهم، ووثق للحظات نفيسة من تاريخ المغرب، حيث سجل أيامهم(حروبهم)، مثل قصيدة بن عبود (الفيلالي) – الذي هاجر إلى فاس في أواخر القرن الثامن الهجري وبداية القرن التاسع – التي وثقت لمعركة (تادلة) بين الوطاسيين والسعديين، وهي قصيدة نشرها الأستاذ محمد الفاسي سنة(1957)، وسجّل أيضا دعم المغاربة للعرب والمسلمين في الجزائر وسوريا ومصر(حرب نابوليون)، في قصيدة (المَصْرِيَّة)31 لـ(محمد بن علي ولد أرزين/فاس)، وقصيدة الترحيب بالزعماء الجزائريين الخمسة لـ(حمود بن ادريس/ 1956).

وكذلك صور شعر الملحون الحركة السوسيولوجية الدائبة للمجتمع المغربي وواكب أفراحهم وآلامهم وتقاليدهم في الطبخ (قصيدة الزَّرْدَة)32 للشاعر الجيلالي متيرد (مراكش)، وفي اللباس والحلي (قصيدة الحنّة) لعبد اللّْطيف التّْويرْ(مكناس)، والحج (حجية عبد القادر بوخريص/فاس)، وواكب الاحتفالات الدينية (المَوْلِدياتْ)، التي يتم فيها سرد حياة الرسول ومعجزاته وصفاته ومظاهر التعلق به صلى الله عليه وسلّم، يقول (بنعيسى الدَرَّازْ):

هذا سيد لَمْلاح من ارضاه المولى

واعطاه سر وافْضَلْ ربّاني

فَعْشور اعْشور شْمايْلو افْهاتْ أو حارتْ لَدْهانْ

ويقول عبد العزيز المغراوي في قصيدة (المعراج)33:

بَسْمْ العظيم دا العرش الدَيّان

رافَعْ لَفْلاك افلَهْوا دُونْ اعْمادْ

مَنْ خَصّْ المرسلين آيات البرهان

وارسلهم ابْلْهُدى أودين الارشاد

وأيضا (معراج) عبد القادر الجراري، وحَرْبَتُهُ:

الصّْلاة على الهادي راكب البراق

سيدنا محمد المشَرَّفْ الصْديق34

مَنْ سْرى مَنْ حُرْم إلى حُرْم فَلَغْسيقْ35

ووثق شاعر الملحون للاحتفالات الوطنية (العرشيات)، وعيد المسيرة وعيد الشباب، وصور مظاهر الكفاح والمقاومة وأحداث نفي السلطان محمد الخامس ورجوعه لأرض الوطن.

مثلا: قصيدة (ثورة الملك والشعب) للشاعر (محمد العناية/مكناس)، وقصيدة (عيد الشباب) للشاعر (عبد العزيز العبدلاوي/مكناس).

ولم يقف شاعر الملحون عند هذا الحد بل وثّق وأرّخ للصنائع والطبائع، مثلا: قصيدة (الحَجَّامْ) = الطبيب والحلاق والمزين والذي يقوم بالختان، والوشم...) لـ (حمود بن ادريس السوسي المكناسي)، وقصيدة (الفَرَّانَةْ)36 للشاعر بلعيد السوسي... ومن ثم يعتبر شعر الملحون معينا للمؤرخين والباحثين الاجتماعيين والأنثروبولوجيين...

 شعر الملحون والأفق الجمالي (المرأة نموذجا):

اشتغل شاعر الملحون على ثيمة المرأة37 وعلى تجلياتها، فهو إما يذكر المرأة كذات مكتملة الوجود، مثل: قصيدة(فاطمة) لـ(ادريس بن علي المالكي(الغرباوي))، و(غْوِيتَة) و(تُورٍيَا) لـ(حَمُّودْ بن ادريس): التي يقول فيها:

سَارْ مَالَكْ لِيا رُوحي أَمْعا لَعْمَرْ

ما عْمَلْ فْحْكامُو شَرْعِيا

أشْ نَعْمَلْ ضاعَتْ لَيَّام بَصْبَرْ

مَنْ فْراقْ حْبِيبَتْ عَيْنيّْيَا

جِيتْ زَايـَـــــْ فَحْماكْ أطَلْعَتْ لَبْدَرْ

لَالَّة لَغْزالة تُورِيْيَا

وقصيدة (حجوبة) لـ(محمد بن علي (ولد أرزين)38:

يا لِّي زِينَكْ فَاقْ الشَّمْس والقْمَرْ والبَرْقْ فْلَحْجابْ

صَلْتِي بَحْرُوفْ عْجَابْ

صِغْ لَجْوابِي

عَالْجِينِي بالزُّورَة يا الرِّيمْ39 حَجُّوبا

وترد المرأة في شعر الملحون من خلال عنصر مرتبط بها – يكون هو المحفز للكتابة مثل: خُلْخَالْ عْوِيشَة، ودَمْلِيجْ زْهِيرُو، والخَاتَمْ لــ(حمود بن ادريس) وغيرهم؛ وتكون المرأة هي الوسيط الجمالي لصناعة القصيدة الشعرية الملحونة، وخير دليل على ذلك(قصائد الحَرّازْ): فحبكتها تنبني على كيفية الوصول إلى المرأة الجميلة الموضوعة في حِرْزِ رجل يمثل عاملا معيقا للالتقاء بها، والشاعر يوظف موهبته وخياله في لعب أدوار مختلفة، ويتقنع : فمرة يأتيه على هيئة رجل سلطة، ومرة على هيأة فقيه وعالم، ومرة على هيأة طبيب....بغية خلق صراع درامي يُكَلَّلُ بوصوله إلى هدفه، وهي كتابة تخييلية أغنت رصيد الكتابة الشعبية الشفهية العربية بنمط قصيدة تكون فيها المرأة هي الجوهر، و المحفز المحرك لأحداثها.

وقد تُذكر المرأة في صيغة (البنت الصغيرة)، مثل ما ورد في قصيدة «خْوِيرَاتْ40 الدَّارْ» للشاعر الحسن البويحياوي(مكناس)، والتي تصف الألعاب الخاصة بالطفل العربي عامة والمغربي خاصة:

تْجَمْعوا البْناتْ على اللَّعْبْ الفَتَّان

على الشّْرِيطَا41 دارُوا دْوَارْ

لَعْبَةْ لَعْروسْ بِالزْغارَدْ وأَغانِي

شَاروطا42 تْرَدَّتْ فِ الْسْوار

لَعْبْ مْأَصَّلْ تأْصيلةْ فِ أُوطاني

صُنُوهْ كْبارْ والصّْغارْ

وكذلك اشتغل على المرأة (الأم)، كقصيدة (الأم) لعبد المجيد وهبي، وتناول المرأة كجسد، أي باعتباره إغراء ومتعة، وعلامة مميزة للغواية، كأشعار (التهامي المدغري، والحاج بن ادريس بن علي، ومحمد بن عمر، ومحمد بن علي بو عمرو الفيلالي، .....وغيرهم ممن ذكرو الجسد ذكرا مباشرا بأوصاف واستعارات بديعة. فقصيدة (البَاكِي)43 للتهامي المدغري تقول:

وسْوالَفْ وضْفايَرْ الشعر

بَاليَقُوتْ الرّْفيع وانْسُومْ ادْكِيَّة

والخَدّْ العَكْرِي بْلاَ اعْكَرْ

والخَالْ اغْلام في وردة مَسْقِيَا

ومرة يذكر اسمها، ومرة أخرى تُذْكر بمُشَبَّهِهَا، مثلا قصيدته الدالية (الوردة)44 لـ(محمد بن سليمان)، التي يشبه المحبوبة بالوردة:

لا تْلومُوني في ذا الحَالْ جِيتْ نَشْهَدْ وانْوَدِّي

يا عْذُولي فالمُوتْ اسْبَابِ خَالْ افْوَرْدَة45

ويشبهها في لاميته بالطَّبِيبْ في قصيدة (الطْبِيبْ)، وحربتها:

الطْبيبْ يعرَفْ دَايَا والدّْوَا سُمُو غالِي

عالْجونِي يا نَاسِي لاَ نْمُوتْ مُوتْ الغَفْلة

وفي بعض الأحيان لا يذكر لا الاسم ولا الهوية مثل قصيدة (المَزْيانْ)46 للشاعر محمد بن علي العمراني (وَلْدْ أرزينْ):

لِيَّ قالْ المَزْيَانْ وَصَّفْ هَذا الحَسَنْ

يا اللِّي تَهْواني قُلْتْ لُه يا دابَلْ لَشْفارْ

تُوصافَكْ ما يُحْصَارْ

ولم يفت شاعر الملحون وصف المرأة باعتبارها موضوعا للحب العذري، مثلا قصيدة (الكاوي) لبوعزة الدريبكي، التي يقول فيها:

عَذْروني يا اهْلِي وْلاَشْ تْلُومُونِي هَكْذا فْحالِي

سِيرْ وخَلِّي كُلّْ حالْ يْسِيرْ عْلَى حَالُو

في حين نجد (التهامي المدغري) في قصيدة (الݣـْـناوِي)47 يصف الحب المستحيل، حيث أحب سيدته ومولاته؛ ونجد في نماذج أخرى شعرية وظفت المرأة باعتبارها بطلة أحداث48 ووقائع تنم عن ذكاء شاعر الملحون، وشساعة مخيال الكتابة الشعبية، على سبيل المثال لا الحصر:

قصيدة (العَزْرِي والْمْزَوَّجْ) لـ(مولاي احمد الزَّمْتْ)، التي تحكي قصة ثلاثة أصدقاء، تزوج اثنان وبقي الثالث بدون زواج(عَزْرِي): الأول تزوج امرأة شريرة، والثاني تزوج امرأة طيبة، ذهب في ضيافة المرأة الشريرة التي أكلته الخبْزْ البَايَتْ(أي القديم)، والطّْيابْ(أي الطعام) مَسُّوسْ(أي بدون ملح)...، وذهب في ضيافة المرأة الطيّبة التي تتصف بـ«النّْقَا (أي نظيفة البيت)، الحْداݣا(أي حذقة ونشيطة)، الطْيابْ مَزْيانْ(أي الطعام جيد)...»، فقرر أن يتزوج من أخْتِها.

قصيدة (المَطْمُورَة) لـ(مولاي احمد الزَّمْتْ)، التي تحكي قصة رجل أراد الزواج بامرأة ثانية فأخبر زوجته الأولى، ولم تُبْدِ أي اعتراض، فذهب لخطبة الزوجة الثانية، وفي يوم العرس احتاج إلى المؤونة (الزرع، الزيت، والسمن، والعسل....) وهي موجودة في المطمورة، فقصد زوجته الأولى وأخبرها أنه سينزل للمطمورة49 لأخذ المؤونة للعرس، فلما نزل، أطبقت عليه غطاء المطمورة، وفشل العرس وحافظت على زوجها.

نستشف مما سبق أن شاعر الملحون من خلال تناوله للمرأة صوّر صراع الأجيال (العْـݣوزة والشابة)، والصراع الثقافي(الزَمْنِيَةْ والعَصْرِيَةْ)، والصراع الجمالي في(خصام الباهيات): (الغْلِيظَةْ والرْقيقَةْ) و(السَّمْرا والبيضة)،... وغيرها، والصراع الطبقي (الحُرَّة والخادَمْ)، والصراع المجالي «العْروبِيَة (التي تسكن البادية) والمْدِينِيَة(التي تسكن المدينة)»؛ وأبدع سردا في قالب شعري يرسم مسار بطل مُقنَّع يسعى للظفر بمحبوبته موظفا الحيلة والفطنة والسخرية في نسج أحداثه رغم وجود عامل معيق هو (الحَرَّازْ)؛ وفي قصيدة(الحَنَّةْ) لـ(عبد اللطيف التّْوِيرْ) اتخذ من طلب زوجته له القيام بحفل حنّاء نقلة فنية و وسيلة لوصف طقوس لباس المرأة المغربية والحلي، وهي قصيدة تعبق بالعادات والتقاليد المترسخة في جسد المجتمع المغربي من طقوس الضيافة، والتزيين، وتعد القصيدة أيضا مرجعا لأسماء الصنائع وللمهن والحرف المرتبطة بالقِباب والتَّوْريقْ والتَّسْطيرْ والْطْبيعْ والشَّلْحاوي التي تنتمي للحضارة العربية عامة و(المغربية الأندلسية خاصة؛ ويقول فيها:

قالتْ لِيا حُرَّة الغْوالي

حَبِّيت نْحَنِّي بالحْنانِي نَنْسى الاحْزان

يا تُورِيا هذا وْكانْ!

فْكَفّْها عَمْلي لِي ضَامَةْ سْتَاشْرِيا، بَـقْراقَبْ وَقْفِي مْعَ رْبَعْ مْطَارَقْ، والهْمَامْ بِالنْصَالْ مُؤَيَدْ والجِيشْ بِيهْ ضَاهِي لِي عُذّالِي، وْنَزّْلِي وزَةْ مَطْبُوعا ثْنَاشْرِيا بَـمْطَاوَة والصَّفْطْ والجْلاَلْ، بُوخَارِياتْ...

ولا نزوغ عن سمت الحقيقة إذا قلنا إن شاعر الملحون أبان عن قدرة في الإبداع وصنع ونسج قوالب فنية وخيالية جديدة: منها قصائد تسمّى بـ(الزَّطْمَة)50 وهي قصائد تصف وعدا للمحبوب بالزيارة، لكن العمران أو (التَّحْصِينْ) دائما يكون عائقا دون وصول بعضهما لبعض، رغم العوامل المساعدة للقائهما مثل:«توظيف الأوْفاق، والبْساط، والحَبْل، والشَّطَارة(الذكاء)...»، ومن بين من كتب فيها الشاعر الجيلالي مْتيرَدْ... وغيره.

خاتمة:

يعد شعر الملحون تراثا ثقافيا لا ماديا وخزانا للمعطيات التاريخية والاجتماعية والسياسية والدينية والعمرانية والحضارية، فهو هوية اجتماعية وثقافية، وسلوكا فرديا تولَّد عن لا وعي جمعي بعيد، حاول شاعر الملحون المغربي من خلاله تقديم تأويل نفسي لتاريخه الشخصي، وللمعرفة وللعادات والمعتقدات التي اكتسبها بوصفه عضوا في المجتمع تتقاطع فيه مظاهر الحضارة والعمران، والمعرفة والسلوك الاجتماعي البشري، والإنتاج الإنساني، إنه قناة وجسر عبور لتمرير الثقافة.

إن شاعر الملحون المغربي صاغ عالمه التخييلي بغية تضمينه أحلامه ومعتقداته، وأهواءه، وطموحاته، وبث الروح في صور الماضي الخفية، وكشف حقيقة الحاضر، ورهان المستقبل؛ فهو يحكي حضارة الأمة المغربية، ويرسم هويتها، ويبرز أنماطها، ويسرد مسار التحرر الوطني، ويوثق للمرحلة الكولونيالية، وما بعد الكولونيالية، ويحوك استراتيجية التمثيل الفردي والجماعي، ويبث صور الذات المغربية عن ماضيها وهويتها وكينونتها، ويبرز طبقات المجتمع ونواقصه وخصائصه ومميزاته، من خلال قصائد الخْصَامْ والحِواريات: «الحرّاز، القاضي، الضِّيف، الخْصَامْ سواء بين البشر أم بين الأزهار والورود، أم بين غيرها من الأشياء....»، ويكشف في (سياحة ملحونية) بعض المسالك والممالك والأقطار، من خلال القصائد التي تصف الرحلات والجولات وتسمى (المَرْحولْ/ أو المَرْسولْ أو الورشان: وهي قصائد تصور رحلة طائر يرسله الشاعر إلى أحد أحبابه أو أصدقائه أو إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم...) وقصائد الخلخال أو الدمليج أو الخاتم - التي كلها تصور بحث شاعر الملحون عن شيء ضائع منه في جولة عبر أرجاء المدينة؛ كل ذلك وغيره ساهم في جعل شعر الملحون يتخذ بعدا يتجاوز الأنا الفردية إلى البعد الاجتماعي والمجتمعي (أي نحن)، ثم إلى بعد» أكبر من (نحن)، ممكن بما يتعدى الإقليم إلى مجموعة الأقاليم، بل إلى الوطن، وإلى الأمة»51.

الهوامش:
1. El Hamamsy, Walid, and Mounira Soliman. "Popular Culture in the Middle East and North Africa." A Postcolonial Outlook. New York [ua]: Routledge (2013).p58.
2. Hartong, Jan Laurens. Musical terms worldwide: a companion for the musical explorer. Vol. 1. Semar Publishers Srl, 2006.p 157.
3. محمد الفاسي، معلمة الملحون، القسم الثاني من الجزء الأول، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، 1987.
4. العشاقي: يقابله في الشعر العربي شعر الغزل والنسيب.
5. الشعر المرتبط بوصف الرحلة إلى المناطق الخضراء للتنزه.
6. ديوان الشيخ محمد بن علي المسفيوي الدمناتي، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2016، ص703
7. للتوسع انظر، محمد الفاسي، نظرة عن الأدب الشعبي بالمغرب، مجلة البينة، العدد4، السنة الأولى، 1962.
- محمد الفاسي، الأدب الشعبي المغربي: الملحون، مجلة البحث العلمي، المركز الجامعي للبحث العلمي، الرباط، عدد1، س1، يناير1964.
- عباس الجراري، معجم مصطلحات الملحون الفنية، مجلة المناهل، عدد 11، 1978.
- عبد الرحمان الملحوني، ديوان الملحون، سلسلة أبحاث ودراسات في القصيدة الزجلية، العدد1، الشعر الوطني في 
- الأدب الشعبي المغربي الملحون، الجفريات نموذجا، دار الفرقان للنشر الحديث، الدار البيضاء، 1990.    
8. محمد الفاسي، معلمة الملحون، روائع الملحون الجزء الثالث، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، 1996، ص83..
9. ديوان الشيخ الجيلالي امتيرد، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2008، ص 233.
10. ديوان أحمد الغرابلي، إشراف وتقديم عباس الجراري، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة التراث، 2012، ص 433.
11. ديوان الشيخ محمد بن علي ولد أرزين، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2009، ص 339.  
12. خصام الباهيات: خصام الجميلات، وهي تشبه شعر النقائض فكل واحدة تذكر محاسنها وتبدي مساوئ الأخرى.
13. ديوان الشيخ محمد بن علي المسفيوي الدمناتي، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2016، ص703.
14. ديوان الشيخ ادريس بن علي السيناني، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2012، ص 405.
15. ديوان الشيخ محمد بن علي ولد أرزين، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2009، ص 347.
16. ديوان الشيخ محمد بن علي ولد أرزين، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2009، ص 129.
17. ديوان الشيخ أحمد الغرابلي، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2012، ص 663.
18. ديوان الشيخ عبد القادر العلمي، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2009، ص 86.
19. يا راسي: تعني يا رأسي، فهو يخاطب نفسه.
20. لاَشْ: يعني لماذا؟
21. لَنُّ: يعني (لأنه).
22. - المقصود ب(لَرْمَاسْ): باللغة الفصيحة الرمس وهو القبر.
23. ديوان الشيخ محمد بن علي ولد أرزين، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2009، ص 135
24. ديوان أحمد الغرابلي، إشراف وتقديم عباس الجراري، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة التراث، 2012، ص 419.
25. حاق السلكة: بمعنى حافظ لكتاب الله.
26. حَايَطْ: يعني محيط وعارف.
27. محمد الفاسي، معلمة الملحون، روائع الملحون الجزء الثالث، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، 1996، ص172. 
28. للمزيد من المعلومات حول أنواع لعب الورق بالمغرب، انظر، عبد الله الفلكي، ألعاب الكارطا بالمغرب.
29. الْمَّالْ: في لغة لعب الورق (الْكَارْطَةْ/ التّْريسْ) هو الشخص الذي يشتري، فيتكلف بتسيير اللعبة.
30. ديوان الشيخ عبد القادر العلمي، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2009، ص 113 و 509.
31. ديوان الشيخ محمد بن علي ولد أرزين، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2009، ص 375.
32. قصيدة الزردة: هي قصيدة شعرية وهي بمثابة موسوعة يتم فيها سرد كل أصناف الطعام المغربي (بشماله وجنوبه وغربه وشرقه). انظر، ديوان الشيخ الجيلالي امتيرد، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2008، ص 307.
33. ديوان الشيخ عبد العزيز المغراوي، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2008، ص 87.
34. عباس الجراري، القصيدة الزجل في المغرب، مكتبة الطالب، الرباط، ط1، 1970. ص 478.
35. فلغسيق: في الغسق، أي الليل
36. الفَرّانة: تعني مهنة الخباز التقليدي في الأحياء الشعبية.
37. للمزيد من المعلومات انظر، محمد الفاسي، معلمة الملحون، مائة قصيدة وقصيدة في مائة غانية وغانية، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، 1997.
38. ديوان الشيخ محمد بن علي ولد أرزين، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2009، ص 153.
39. الرِّيم: تعني الجميلة
40. خويرات الدار: تعني الأطفال خير الدار وبركته.
41. الشّْريطا: ويقال لها أيضا حجيرة، يرسمون على الأرض بالطباشير الأرقام من 1 إلى 8، أو 9  أو أكتر حسب إرادتهم، ويرمون حجرا إذا أصاب الرقم " 1 " تقوم بالقفز تارة برجل واحد وتارة بالإثنتين إلى أن تصل إلى آخر رقم، وإذا لم تصبه فستضطر لانتظار دورها مرة أخرى. للمزيد من المعلومات والصور: أميمة الأزمي الحسني، ست ألعاب بنات إستمتعنا بها في صغرنا، آخر إطلاع بتاريخ 09 فبراير2023
https://ar.welovebuzz.com/6-%D8%A3%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%B5%D8%BA%D8%B1%D9%86%D8%A7/ 
42. شاروطا: القفز على الحبل أو " اللاّستيك " : و هي لعبة أنثوية بامتياز، وفيها تقوم الفتيات بالقفز على الحبل  بطرق متعددة، فقد تكون اللعبة فردية بأن تمسك الفتاة حبلا بيديها تلفه مشكلة شكلا بيضاويا يمر من فوق رأسها وتحت أرجلها وهي تقفز كلما مر تحت رجليها، وقد تلعب اللعبة ثنائيا بأن تمسك فتاتان بطرفي حبل وتلفانه فيما تقفز على الحبل فتاتان وإذا ما لمسته أحداهما وتعثر دورانه ينقلب الدور، وقد يكون الحبل مطاطيا  لاستيك =( élastique) تمدده فتاتان بأرجلهما وهن واقفات، بوضعه أسفل الركبة  وتباعدهما حتى يصبح ممدودا في شكل خطين متوازيين، لتتقدم فتاة وترقص بين الخطيين على إيقاع أغنيات طفولية شعبية وحركات متناسقة دون لمس الخطين. المزيد من المعلومات: الكبير الداديسي، ألعاب شعبية لأطفال المغرب مهددة بالانقراض https://www.akhbarona.com/writers/238766.html#ixzz7sqHPo6nQ آخر إطلاع بتاريخ 09 فبراير2023
43. ديوان الشيخ التهامي المدغري، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2009، ص 564.
44. محمد الفاسي، معلمة الملحون، روائع الملحون الجزء الثالث، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، 1996، ص373.
45. خال افوردة: يعني خال في وردة.
46. المزيان: يعني الجميل. انظر، ديوان الشيخ محمد بن علي ولد أرزين، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2009، ص 195.
47. ديوان الشيخ التهامي المدغري، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2009، ص 223.
48. - لا يفوتنا ذكر قصيدة (التاجر والعاشقة) للشيخ المكي، التي تحكي قصة الأميرة زوجة السلطان التي تهيم في حب رسول الله والتي أهدت تاجها في سبيل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصف ما وقع لها. أو قصيدة العاشقة – التاجية من نظم الشيخ سيدي محمد بي حمدون الدكالي الزموري. 
49. المطمورة: تعني مكان في قبو المنزل لتخزين الطعام والمؤونة...
50. انظر، ديوان الشيخ الجيلالي امتيرد، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2008، ص93 و167.
51. عباس الجراري، في الإبداع الشعبي، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، ط1، 1988، ص23.
 
المصادر العربية: النصوص الشعرية
1. ديوان الشيخ محمد بن علي المسفيوي الدمناتي، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2016.
2. ديوان الشيخ الجيلالي امتيرد، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2008.
3. ديوان الشيخ التهامي المدغري، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2009.
4. ديوان الشيخ محمد بن علي ولد أرزين، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2009.
5. ديوان الشيخ عبد العزيز المغراوي، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2008.
6. ديوان الشيخ عبد القادر العلمي، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2009.
7. ديوان الشيخ ادريس بن علي السيناني، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، إشراف وتقديم الأستاذ عباس الجراري، الرباط، 2012.
8. محمد الفاسي، معلمة الملحون، روائع الملحون الجزء الثالث، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، 1996.
9. محمد الفاسي، معلمة الملحون، مائة قصيدة وقصيدة في مائة غانية وغانية، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، 1997.
10. محمد الفاسي، معلمة الملحون، القسم الثاني من الجزء الأول، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة (التراث)، 1987.
11. الكنانيش والدواوين الشعرية الموجودة في الخزانات الخاصة(الأسرية).
 
المراجع العربية:
12. 1- عباس الجراري، في الإبداع الشعبي، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، ط1، 1988
13. 2- عباس الجراري، معجم مصطلحات الملحون الفنية، مجلة المناهل، عدد 11، 1978.
14. 3- عباس الجراري، القصيدة الزجل في المغرب، مكتبة الطالب، الرباط، ط1، 1970.
15. 4- محمد الفاسي، شعر الملحون في الأدب المغربي ومواضيعه، لماذا يسمى بالملحون؟ 
16.    مجلة المناهل، عدد 32، 1985.
17. 5- محمد الفاسي، الأدب الشعبي المغربي: الملحون، مجلة البحث العلمي، المركز الجامعي  
18.    للبحث العلمي، الرباط، عدد1، س1، يناير1964.
19. 6- محمد الفاسي، نظرة عن الأدب الشعبي بالمغرب، مجلة البينة، العدد4، السنة الأولى، 1962.
20. 7- عبد الرحمان الملحوني، ديوان الملحون، سلسلة أبحاث ودراسات في القصيدة الزجلية، العدد1، الشعر الوطني في الأدب الشعبي المغربي الملحون، الجفريات نموذجا، دار الفرقان للنشر الحديث، الدار البيضاء، 1990. 
 
الويبوغرافيا: مواقع الأنترنيت
1. الكبير الداديسي، ألعاب شعبية لأطفال المغرب مهددة بالانقراض https://www.akhbarona.com/writers/238766.html#ixzz7sqHPo6nQ آخر إطلاع بتاريخ 09 فبراير2023
2. أميمة الأزمي الحسني، ست ألعاب بنات استمتعنا بها في صغرنا، https://ar.welovebuzz.com/6-%D8%A3%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%B5%D8%BA%D8%B1%D9%86%D8%A7/
3. آخر إطلاع بتاريخ 09 فبراير2023.
 
المراجع الأجنبية:
1.   1- El Hamamsy, Walid, and Mounira Soliman. “Popular Culture in the  Middle East and - North Africa.” A Postcolonial Outlook. New York  [ua]: Routledge (2013).
2. Hartong, Jan Laurens. Musical terms worldwide: a companion for the musical explorer. Vol. 1. Semar Publishers Srl, 2006.
 
الصور :
- صور مولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي .

أعداد المجلة