فنّ الهجيني
العدد 13 - أدب شعبي
اعتاد بعض الناس أن يدندنوا وهم يمارسون أعمالهم المختلفة، وما أحوج الإنسان وهو يسير في صحراء مترامية الأطراف حيث لا صوت إلاّ تناوح الرياح إن انبعثت، أو بكاء القمريّ، ما أحوجه إلى رفيق يسامره أو تسبيح يردّده أو لحنٍ يرسله ليؤنس نفسه أو يروّح عنها ويخفّف من عناء السفر، قال الشاعر كثيّر عزّة واصفاً عودة قوافل الحجيج من منى:
ولمّا قضينا من منىً كلّ حاجةٍ
ومسّح بالأركانِ من هو ماسحُ
وشُدّت على حُدبِ المطايا رحالنا
لا ينظرُ الغادي الذي هو رائحُ
أخذنا بأطرافِ الأحاديثِ بيننا
وسالت بأعناقِ المطيّ الأباطحُ
نقعنا قلوباً بالأحاديث فاشتفت
بذاك قلوبٌ منضجات قرائحُ
وما همّنا الدهرُ على كلّ حالةٍ
ولا راعنا منه سنيحٌ وبارحُ
وكأنّ الريح أحياناً تريد أن تقلع الركبان من مقاعدهم فيلوذون بأوكارهم كما وصف الفرزدق:
وركبٍ كأنّ الريحَ تطلبُ عندهم
لها تِرةٌ من جذبِها بالعصائبِ
سروا يخبطونَ الليلَ وهي تلفُّهم
إلى شُعبِ الكوارِ من كلّ جانبِ
إذا أبصروا ناراً يقولون ليتها
وقد خَصِرت أيديهم نارُ غالب
وهذا الشاعر الشعبيّ الظلماوي يصف مشهداً مشابهاً:
شبّ النار يا كليب شبّا
عليك شبّا والحطب لك يجابِ
وارجد عليها من هشيمٍ وخبّا
خلّي سناها يجيب ربعٍ غيابِ
بشماليّةٍ يا كليب شنعٍ مهبّا
متكتفين وسوقـهم بالعقابِ
وقبل أن يستبدل المسافر واسطة النقل الحديثة بظهر البعير كان يحدو على بعيره، وقيل:
يا حادي العيس عرّج كي نودّعهم
يا حادي العيس في ترحالك الأجل
وأطلق على أحد أنواع هذا الحداء الشعبي الشائع في بلاد الشام والجزيرة العربيّة وسيناء اسم: “الهجيني».
التسمية:
اشتقّ اسم “الهجيني” من الهِجِن وهي الإبل المروّضة الصافية المخصّصة للركب والسباق فقط، وهي تختلف عن إبل حمل الأثقال وإبل اللّحم، فهي خفيفة متناسقة الجسم، جلدة على السير سريعة العدو، من أصنافها: العماني والمهاري والقطري والبشاري وزريقان ووضيحان ..إلخ.
خصائص الهجينيّ:
هو شعر غنائيّ موزون مقفّى يتناول شتّى مناحي الحياة، ويغنّى في الغزل والنسيب والفخر والهجاء والمدح والذمّ ... إلخ، ويغنّى بلحن يتناسب مع حركة سير الإبل وتنقّل أخفافها.
وزن الهجينيّ:
أورد الباحث عبد الله ابن خميس عدّة نماذج للهجيني وهي:
يا راكب اللّي بعيد الخدّ يوطنّه
بواطن من ضرايب جيش ابن ثاني
والنموذج الثاني:
يا حمود أنا بكرتي غضّة
والجيــش قافيــه خفخـافِ
والنموذج الثالث:
ارفع الصوت ما هاضني طرب
والأجاويد مثلــي يعذرونـه
والنموذج الرابع:
والله إنّي على الهزعة غليل الضماير
لو ذلولي من المطراش وانٍ جهدها1
وفي الواقع ليس في هذه النماذج من الهجيني سوى النموذج الثاني فقط :
يا حمود أنا بكرتي غضّةْ
والجيـش قافيــه خفخــافِ
يَحْمُودَنا بَكْرِتِيْ غَضْضَهْ
وَلْجَيْشِقَـا فِيْهِخُــفْ خَـافِيْ
/ه/ه//ه /ه//ه /ه/ه
/ه/ه//ه /ه//ه /ه/ه
مستفعلن فاعلن فَعْلنْ
مستفعلن فاعلن فعْلن
وقد تبع الباحث شفيق الكمالي ابن خميس وظنّ أنّ القصيدة التي مطلعها:
يا راكب اللّي بعيد الخدّ يوطنّه
بواطن من ضرايب جيش ابن ثاني2
/ه/ه//ه /ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه
//ه//ه /ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه
مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعْلِن
مفاعلن فاعلن مستفعلن فَعْلِن
هجينيّة في حين أنّ وزنها على وزن البحر البسيط، ويسمّى هذا الوزن “السّامري” في مصطلحات الشعر الشعبيّ، وفي النقب وسيناء يسمّى “الرّزع” الذي يغنّى في السامر، ومنه:
بلاد جاها المطر وبلاد ما جاها
وبلاد جاها كحيل العين وارواها
/ه/ه//ه /ه//ه /ه/ه//ه/ه/ه
/ه/ه//ه /ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه
ومنه أيضاً:
سلّم برمشك وخلّي إيدك بحنّاها
يا اللي سلامك يردّ الروح مجراها
إذن وزن الهجينيّ هو:
مستفعلن فاعلن فعْلنْ
مستفعلن فاعلن فعْلنْ
/ه/ ه//ه /ه//ه /ه/ه
/ه /ه // ه /ه//ه /ه/ه
وليس للهجيني وزن آخر غير هذا، رغم أنّ البعض يعتبر الغناء الذي تؤدّيه ميسون الصنّاع في الأردن من الهجينيّ مع أنّه على وزن البحر البسيط ومنه:
جابوا المحاور وكوّي يا طبيب كوّي
ما ينفع الكيّ بـرّا والوجع جـوّي
في حين أنّ هذا المقطع من الهجيني:
يا بنـتِ ياللا أنـا وإيـاكْ
ع الغــورِ نـــزرعْ بساتيـنِ
لأزرع لاخيّي ثلاث ورداتْ
وأسقيهـــا مــن ميّة العينِ
وحاول الكاتب محمود مفلح البكر في كتابه الهجيني الصادر عن سلسلة كتاب الرياض أن يتلافى الخلط بين الهجيني وما عداه من أشعار نظريّاً، ولكنّه أخفق عند التطبيق في مواقع عديدة، ولم يتقيّد بالوزن الحقيقي للهجيني، والتبس عليه الأمر في إيراد النصّوص، فأتى ببيت على سبيل المثال لا الحصر يقول:
افطرت أنا والعرب صباح
عـلى ثنــايـــا عشيــرٍ لي3
ولا يخفى ما في الشطر الأوّل من تحريف، ولكي يستقيم الوزن والمعنى فالنصّ هو:
افطرت أنا والعرب صيّام
........................
فكيف يفطر هو والناس على ثنايا عشيره! وبعد ضبط البيت أصبح النصّ يشبه قول إحداهنّ من فنّ الرزع:
فطرتني في شريف الله وأنا صايم
تضحك بسنّك ورمش العين متلايم
ولا شكّ أنّ الحدث جرى وقت الصيام وليس في الصباح، وأورد محمود البكر نصّاً:
العذر ما يقري الخطّار
ليّــا صـــار مـا فكّوا الريق
والعسر ما يدرّر الابكار
ليّا صار مـا بــه توافيـــق4
وهذا الكلام ليس موزوناً، ولا يمتّ للهجيني بصلة، وأورد الكاتب هذا البيت:
بالوادي الغربي لاعج الصوت
ما عنـــدي حــدا يسلّينــي5
ولا يخفى أنّه من غناء الدلعونة في بلاد الشام ولكنّه أسقط كلمة من العجز فالنصّ هو:
بالوادي الغربي لاعجّ الصوتِ
ما عنــدي حـدا يمّا يسلّيني.
ونكتفي بهذا القدر من النماذج، ولسنا في معرض تتبّع الخلل في النصوص، ولا نغبط هؤلاء الكتاب حقّهم، فقد أوردوا أبياتاً جميلة، ولكنّنا بصدد أن يكون لدى الكاتب أو القارىء دربة تجعله يميّز بين الهجيني وغيره، ويعرف مواقع الخلل الذي يلحق بالبيت المقروء أو المسموع، فالأدب الشعبيّ المنقول مشافهة يخضع غالباً للتحريف من الرواة.
سمات الهجينيّ:
وقصيدة الهجيني قلّما تتعدّى البيت أو البيتين، ممّا ينشد الناس العاديّون، أمّا الشعراء فبمقدورهم نظم المطوّلات منه، وهو يؤدّى بأن يرفع المغنّي عقيرته بلحن خاص بصدر البيت عدّة مرّات ثمّ يأتي بعجزه، ويؤديّه على المنوال نفسه، وهناك من يلقّن مرافقيه شطر البيت ويغنّونه معاً، وغالباً ما تكون المقطوعات معروفة لدى سكّان المنطقة فبمجرّد سماعهم لأوّل البيت يأتون بتكملته، والهجيني لا يغنّى مترافقاً مع السنّ على الربابة، بل كان إنشاده يقتصر على ظهور الهجن، خصوصاً عندما تخرج الركب من المناطق المأهولة، وتوغل في الفضاء الفسيح صباحاً مع سقوط حبّات الندى أو بعيد الزوال عندما يهبّ النسيم العليل، أو في الهزيع الأخير من الليل مع هبوب الصبا، وقد أصبح الهجيني ينظم ويعبّر به عمّا يجيش بالصدر بغضّ النظر عن وجود البعير أو عدمه، وأصبح فنّاً من فنون النظم المغنّى، وظلّ البدويّ “يهيجن” حتّى لو ركب السيّارة أو القطار فهذا الشاعر أبو عيد من خربة حامر باللّجاة، يخاطب ابنه “خمري” حين ركبا القطار في ثلاثينات القرن الفائت من درعا إلى حيفا فيقول:
يا خمري زوّع بنا البابور
قطّــع بنـا مـرج ابن عـامر
قطّع بـنا ساحــلاً وبحور
وأسرع من اللـي على ضامر
لو الهنـا يرافـق المظهور
ويصبح قطيـناً علــى حامر
من فوق حمرا تنطّ السور
ومن السبق بطـنهــا ضامـر
وأفرح أنا بشوفة الغندور
وأحظى بـكَ لابـس الـدامـر
استخدم الشاعر لفظة زوّع التي يوصف بها البعير حين يجفل وينطلق من عقاله، أو تنعت بها الغزال النافر، فوصف بها حركة القطار حين انطلاقه من المحطّة بين الهضاب، وقال إنّ هذا القطار كان أسرع من الهجن المضمّرة للجري، وهو لا شكّ أسرع، وتمنّى الشاعر في البيت الثالث لو أنّ السعد يواتيه فيجد نفسه فجأة عائداً إلى مسكنه حامر ولو أنّه صعيد بلقع، مع أنّه أشرف على ساحل البحر حيث النسيم العليل المنعش والماء الزلال والفواكه والظلال الوارفة، لذلك قيل: “المربى قتّال” وتمنّى أن يعود إلى بلاده فوق بكرة ضامرة البطن نشيطة، ويفرح بمقابلة زوجته التي ترتدي الدامر.
نماذج من الهجينيّ:
هذه المقطوعة اشتهرت بين الناس حيث تقول:
القـلب ورّدْ على ذَبْلـهْ
مار البلا إن كان تنحاني
ما هي خفيفهْ ولا خبلـهْ
يا لـيتهـا عُقُـبْ عـمّاني
مبسم الترفْ بـه قبلـهْ
وأنا ما جيته ولا جـاني
ونهيدها يوم تَقْـربْ لـه
لون الزبيـدي بريضاني
يا ليتني طير وأرقب له
وأهفها فـوق جنحاني6
إنّ قلب الشاعر أورده منهل الحسناء “ذبلة” واسمها من الزهرة الذابلة حياءً، فمن البلاء أن تنحاه جانباً وتصدّه، ثمّ يصفها بالرزانة ورجاحة العقل، ليست طائشة خفيفة، وليس بها خبل، وتمنّى أن يجدها ويخلو بها بعد عمّان، ويصف مبسمها بأنّه مغرٍ وكأنّها نيطت به خرزة القبلة التي يحظى بالقبول من علّقها وهي من التمائم، وهنا يذكّر الشاعر بأنّه لم يدنُ من هذه الفتاة وهي كذلك لم تدنُ منه، ونهدها كالكمأة في الروض حين تقترب منه، وأتى “نهيدها” مصغّراً وكثيراً ما شبّه الشعراء النهد بالكمأة فهذا الشاعر يقول:
ونهودها يا خليف حقّ الزبادي
فنجال صيني كن دايرنه ع الاشفاف
ويتمنّى الشاعر أن يكون صقراً “طيراً حرّاً” وهي حباري طائرة فيغفّها فوق جناحيه، ويحلّق بها عالياً، واشتهر هذان البيتان من الهجيني في بادية الشام:
الشمس غابت يا ابن شعلان
ودّي أدوّر مـــعــــــازيبِ
الدلّة تـرهي على الفنجان
وبهارهـا جــــوزة الطيـبِ
لقد أدركنا المساء، وأوشكت الشمس على المغيب، أريد أن أعود إلى أهلي يا ابن شعلان، حيث دلال القهوة تسكبها في الفنجان شهيّة غزيرة وتفوح منها جوزة الطيب التي تخالطها.ومن الهجينيّات التي تنسب لنوري الشعلان:
ردّوه ع المنع يا غبينـي
قبـــل الحناتيـــر يـاطنّك
بعت العهد ليه يـا شيني
مـــا تحسب أيّــام ياتـنّـك
جوا لك عيال الشعاليني
مـــا صدّقوا يـوم شافـنّـك
بموزرٍ ضربها شينِ
بارض البســاتــين يرمـنّك
أمّا أنت يا طالب الدين
صاع الوفـا اليــوم كالنّــك7
وقال آخر لصديق له:
أهلاً هلا يا بَعَـدْ خلّي
عيني مـــع الناسِ رمّاقـــة
بالزين ما يزري القلِّ
والمال ما ينفـــع العاقـــة
يرحب بصديقه وخليله، ويقول: أنا أرمق الناس علّ عيني تبصرك وتبتهج لرؤيتك، وإنّ قلّة ذات اليد لا تزري بالرجل السمح، كما أنّ المال لا يجدي نفعاً مع البخل.
وتهيجن امرأة موجّهة كلامها لرجل كان قد خطبها فتقول:
أصحى تجيني وأنا ما أجيك
لا شفتنــي لا تعــارضنــي
طلـبـت ربّ الملا يعطيك
وأنا عسى اللــه يعوّضنــي
احذر أن تأتيني وأنا لن آتيك، واحذر أن تقف لي في طريق، وأنا أسأل الله أن يعطيك مرادك وأن يعوّضني الله خيراً
وقال آخر متغزّلاً:
يا سايق المزن بانصافِ
يا خـالقاً للغنـــم راعــــي
سنونها بيض وارهافِ
يــا سكّـــــراً بيــد بيــّاعِ
يا من تسوق المزن إلى عطشى وتغيثهم، وتصخّر للأغنام راعياً يسرح بها ويرعاها ويحميها، لقد سبت لبّي هذه الفتاة ذات الثنايا البيضاء العذاب، وهذا يشبه قول شاعر القصيد:
ثمانها يا خليف درّ النجادي
يمشن عفو مع زمازيم الاسلاف
أسنانها الأماميّة الثمانية ناصعة البياض كحليب النياق النجديّة التي تباري الفرسان وهم يسيرون في الطليعة، ليشربوا من حليبها ويسقوا جيادهم، وهذه النياق لا تحمل عليها الأحمال الثقيلة ليظلّ حليبها حلواً شهيّاً، لأنّ إرهاق النياق بالأحمال يعكّر حليبها.
وهذا الشاعر يتمنّى أن يشرب طرقوعاً من الحليب الذي يملأ القدر ويكون القدح طاسة تروي شاربها، ثمّ يقرن هذا بتقبيل الفتاة الربعة واضعاً يده خلف عنقها فيقول:
لا يا حلالتي الطرقوع
قدر اللّبن والقــدح طاســـة
يا ميحلا حبّة المربـوع
وأحـطّ يدّي قفـا راســـــه
وهو يشبه قول الشاعر النبطي:
يا ميحلا والشمس يبدي شعقها
قرطة يمينك من ورا صليب غثيان
ويصرّح شاعر بأنّه إن أحبّته هذه الفتاة فسيخطفها لو أنّ أقاربها كثر يبلغون تسعمائة رجل، وإن كرهته ولم ترغب فيه فسيطرحها كما يطرح الحجر في بركة ماء فيقول:
وإن هفّني الشوق لأهفّه
لــو إن عمامـــه تســع ميّه
وإن زتّنـي الشـوق لأزتّه
زتّــــة حجــر واقــع بميّه
وقال آخر:
يا حمود أنا بكرتي غضّة
والجيـــش قافيــه خفخافِ
جا للربع فوقهن جضّة
جنّـك مــــع الحــزم زلاّفِ
ترى اللي جيّـد حــظّه
ممســـاه منبـــوز الأردافِ
راعـي جديلٍ إلى قضّة
سافٍ تعلّـــى على ســافِ8
يخاطب صاحبه حمود بقوله أنا “بكرتي” كناية عن الرجولة غضّة طريّة العود، والجيش قد خفّ مسرعاً، تحرّكت الإبل مسرعة تسمع لها ضوضاء وهي تتقدّم الصفوف، وترى جيّد الحظّ يمسي حيال ضخمة الأرداف، صاحبة الجدائل التي إن نقضتها وأرسلتها علا بعضها بعضاً، وانسابت متدلّية، وهذا يشبه قول الشاعر من القصيد الشعبيّ:
وقرونها يا خليف بطن الشدادِ
ومن الكثر يا خليف زافٍ قفا زاف.
وأخيراً فإنّ الهجيني فنّ غنائي رفيع إن أمكن تحرّي النصوص الأصليّة من مصادرها وضبطها وتنقيتها من الشوائب التي علقت بها، وأخيراً نسمع هذا الذي يندب حظّه العاثر حين طار وليفه فيقول:
طيري سرح وابعد المسراحْ
لا يــا حـلالات يـا طيـــري
شوّحت له وابعد المشواحْ
واثاري عينه علــــى غيري9
ولكنّ مصيبته أخفّ من مصيبة هذا الشاعر اللّيبيّ الذي آلمه تفرّق أبنائه عنه بعد أن كان يحتضنهم فقال بمرارة:
ما في الضنا خير
ربّيتهـــــم نيـــن ثـــاروا
محضّن عليهم كما الطير
ولمّا نبّتوا ريش طـــاروا 10
وهذا يودّع مسافرين على بعيريهما ويتمنّى أن يبلغا أهلهما الليلة التاية:
يا عيال يا راكبين اثنين
ومـــزهــريــن المنــاديـلِ
اليوم ميـرادكم حطّين
والقبـــالـــة بــالمنـازيـلِ
الهوامش
(1) :الأدب الشعبي في جزيرة العرب / ابن خميس ص: 390
(2) :الشعر عند البدو /الكمالي ص: 100
(3) :الهجيني / البكر ص: 82
:(4)السابق ص: 127
(5) :السابق ص: 156
(6) :الكمالي ص: 99، 100
(7) :السابق ص:101
(8) :ابن خميس ص: 391
(9) البكر ص:241
(10) الضنا: الأولاد. نين: أصلها إلى أن. ثاروا: كبروا.
* نصوص الهجيني التي لم تذكر بجانبها مصادر جمعتها ميدانيّاً من اللجاة بسوريّا.
المراجع والمصادر
- الأدب الشعبي في جزيرة العرب / عبد الله بن محمّد بن خميس / ط2 الرياض 1982م
- الشعر عند البدو / شفيق الكمالي مطبعة الإرشاد بغداد 1964م
في الغناء البدوي “ الهجيني “/ محمود مفلح البكر كتاب الرياض ع: 87 فبراير 2001م