مهارات ومعارف صناعة السروج التقليدية بالبلاد التونسية
العدد 65 - ثقافة مادية
مقدمة :
تُشكّل حرفة السّرّاجين ذاكرة حيّة لفترة هامّة من تاريخ البلاد التونسية، ارتبطت بصفة عامّة بتاريخ الفروسية وثقافتها الثريّة. وتُصنّف حرفة السّراجين ضمن مجموعة المهن النّبيلة وانحصر تعاطيها في أوساط العائلات المرموقة بمدينة تونس وغيرها، حيث كان يتوارثها الأبناء عن الآباء، شأنها في ذلك شأن غيرها من المهن الرّفيعة كحرفة العطور والشّاشية والحرير... وشهدت هذه الحرفة ذروة ازدهارها خلال القرن التّاسع عشر، حيث كان سكّان الرّيف يمثّلون أكثر من 80 % من العدد الجملي لسّكان الإيالة التونسية، وشكّل هؤلاء سوقا داخليّة هامّة للسّروج التونسيّة، المصنّفة إلى نوعين: سروج عادية وسروج أنيقة، مطرّزة بأنفس الموادّ كالذّهب والفضّة والحرير، كان يقبل على شرائها أعيان المدن والمخزن من حاشية الباي وكبار موظّفي الدّولة، ذلك أنّ السّرج كان في ما مضى من المقاييس الواصفة لمكانة الفرد في المجتمع، إلاّ أنّ انتشار وسائل النّقل الحديثة وامتداد الطّرقات والسّكك الحديديّة، قد أدّى إلى تراجع تدريجيّ لركوب الخيل منذ بداية القرن العشرين، هذا إلى جانب التحوّلات الاقتصاديّة والاجتماعيّة النّاتجة عن السّياسة الاستعمارية بالبلاد التونسيّة والهادفة بالخصوص إلى تفقير التونسييّن من سكّان الأرياف والمدن، ممّا أدّى إلى تكثيف حركات النّزوح نحوها، خاصّة إثر الحرب العالمية الثانية وتسبّب ذلك في ركود السّوق الدّاخلية بسبب تغيّر أنماط العيش، من جهة أخرى تعرضّت حرفة السّرج- كغيرها من الحرف وإن كان ذلك بصفة أقلّ- إلى مشكل المنافسة الأجنبيّة.
لقد فرض هذا الوضع الجديد على الحرفيّين اللّجوء إلى التّقليص في كلفة إنتاجهم، باستخدام الموادّ الصّناعية التّي كانت أقلّ كلفة، ممّا أدّى إلى تدنّي جودة السّروج التونسيّة وتقهقر قيمتها الفنّية. وصاحب هذا التّدهور تأزّما في حالة الحرفيّين ودخلت حرفة السرّاجين منذ ذلك التاريخ مرحلة ركود تدريجيّ، جعلتها محلّ نفور من قبل الأجيال الجديدة وهو ما من شأنه أن يفرض علينا اليوم ضرورة توثيق هذه المهنة، لحفظها في الذاكرة التّاريخيّة باعتبار أهمّيتها وخاصّة مساهمتها في بناء الهويّة التونسيّة التي يمكن اعتبارها نتاجا مستمرّا وشاملا لمجموعة متنوّعة من الخصوصيّات الثقافيّة وغيرها.
1. الإطار المكاني لهذه الحرفة:
ويبدو حسب المصادر أنّ سوقا للسّروج قد وُجدت في مدينة القيروان منذ العهد الأموي، وأنّها بلغت شهرة كبيرة خلال العهد الزّيري (القرن 11 والقرن 12م). وإثر ذلك احتضنت مدينة تونس في ظلّ الدّولة الحفصيّة، سوقا للسّراجين بالقرب من أحد أهمّ أبوابها غربا وهو باب منارة والتي لا تزال آثارها حيّة.
1. أهمّ أسواق السـرّاجين بالبـلاد التونسيّـــة:
ازدهرت حرفة السرّاجين بالبلاد التونسيّة1 في عدة مدن من بينها صفاقس والقيروان وسوسة وباجة إلى جانب مدينة تونس.
2. إشعاع منتجات سوق السراجين خارج البلاد:
كانت السّروج التونسيّة وما يتبعها من تجهيزات مرتبطة بالفروسية كـ «الجبّادات» و«الخدود» و«الڤبروات»..، تُصدَّر في أواخر القرن التّاسع عشر إلى عديد البلدان وفي مقدّمتها الجزائر وطرابلس وفرنسا.
2. الأطراف المتدخلة في صناعة السروج التقليدية:
كغيرها من الحرف التقليدية تخضع صناعة السروج بالطريقة التقليدية الى تراتبية إدارية وتقنية بمعنى أنه لا يمكن ممارسة هذه الحرفة الا بالحصول على الموافقة وعلى التمكن من ممارستها ومعارفها وكيفية إدارة الورشة والتصرف في رصيدها البشري والعمل على تمرير هذه المعارف والمهارات الى طالبيها وتتكون الأطراف الفاعلة في حرفة السراجين من العناصر التالية:
جـدارة المترشح وكفاءته المهنية:
بعد تمكنه من مهارات الحرفة وحذق جلّ مراحلها ويكون في أغلب الحالات قد مرّ بمرحلة صانع في إحدى الورشات التابعة لسوق السراجين تحت إشراف معلّم سراج معترف بجدارته وأهليته الحرفية يستلهم المبادئ الأساسية للصنعة ويصلح ما وقع فيه من أخطاء في مراحل سابقة وعند بلوغه مرتبة متقدمة من المهارة الحرفية تضاهي أو تقرب لمستوى العرف صاحب الورشة يعبّر هذا الأخير عن رغبته في الترشح للحصول على العلامة المميزة للانتصاب لحسابه الخاص. وتعرف هذه المرتبة المهنية في عالم هاته الحرفة بـ «القلفة» وهو الصانع المؤهل والمتمكن من جل آليات ومهارات الحرفة وهي الرتبة المهنية الثانية بعد المعلم صاحب الورشة، وهي عملية تتطلب منه الكفاءة المهنية دور العرف أو ما يعرف بالمعلّم. في هذه العملية حيث يشهد بكفاءته لدى أمين الحرفة وأمام لجنة العشرة، بعد موافقة المعلّم على ترشح قلفته لهذا الارتقاء المهني يعلم أمين الحرفة ومن ثمة لجنة العشرة للحرفة فيتم امتحان المترشح في بعض مراحل الإنتاج من طرف أحد أعضاء هذه اللجنة. لكن بالرجوع الى الوثائق الأرشيفية المعتمدة في هذا البحت والدراسة الميدانية بالسوق والتي شملت ما تبقى من الحرفيين حاليا المتعاطين للحرفة بينت لنا أن هنالك طرق أخرى للدخول الى عالم الحرفة كالوراثة مثلا.
- المعلـّم السرّاج:
بعد أن يكون قد واكب كل المراحل التي مرّ بها المترشح من تعلم وإتقان لكل مرحلة من مراحل الصنعة والتعرف على كل المحيط الحرفي المرتبط بها، وبعد التأكد من تمكنه من جل المهارات الحرفية يعلم أمين حرفة السراجين عن رغبة قلفته (صانعه) في التقدم بطلب للحصول على علامة خاصة (الترخيص) به ومن ثمة الانتصاب لحسابه الخاص. ويعرف المعلم السراج بالعرف وعادة هو صاحب المتجر وهو المسؤول والمشرف الأول على عملية الإنتاج في كل مراحلها، يحدد الكمية ويوفر المواد الأولية والأدوات اللازمة وينسق بين الجميع ويصل إلى هذه المكانة العملية والرتبة المهنية بعد الحصول على نيشان أي علامة يضعها على ما ينتجه، وهو علامة مميزة للحرفي يتحصل عليه بعد إتقانه لآليات الحرفة وبعد كسب ثقة الأمين ولجنة العشرة للحرفة وموافقة شيخ المدينة وصدور إذن عليّ عن الوزير الأكبر مما يكسبه الخبرة الكافية للتعامل مع محيطه المهني.
- القلـفة: الصانع المتمكن
قبل أن يصل إلى هذه الرتبة المهنية يكون المترشح قد مر برتبة صانع حيث يبدأ بالقيام بأعمال خفيفة ومكملة، كمد الأدوات وتنظيفها وترتيبها وترصيف وفرز المنتوج مع قضاء حاجات المعلّم (صاحب الورشة) الخارجية بالأسواق المجاورة ثم يرتقي إلى المرتبة الثانية.
- أميـن الحـرفة:
ويتمثل دوره في التعرف عن المترشح والوقوف على مهاراته الحرفية وبعد تزكية لجنة الحرفة يرفع الأمين طلب إلى شيخ المدينة للموافقة وعرض شأنه على الوزير الأكبر للحصول على الإذن العلي والمعروف عن الأمين أنه رجل ثقة ويتمتع بأخلاق عالية وهو على درجة كبيرة من المعرفة والمهارة الحرفية، يتم اختياره من بين المعلّمية ويقترحه شيخ المدينة على الوزير الأكبر ويتم تعيينه بأمر عليّ.
- لجنـة الحـرفة:
ويتمثل دورها في امتحان المترشح في أحد مراحل الصناعة من طرف أحد الأعضاء، والتعريف بعلامته لدى كل الحرفيين الناشطين في تلك الفترة لتفادي الاستنساخ أو التقليد. وتتكون هذه اللجنة من 09 أعضاء والأمين هو العضو العاشر مهمتها تدارس وحل كل المشاكل والمسائل المتعلقة بالحرفة والسوق بالتنسيق مع الأمين وهو المسؤول الأول على كل ما يخص هذه الصناعة، وتتمثل مهمة هذا المجلس في ضبط واحترام القواعد والتقاليد المتعارف عليها ضمنيا لدى الحرفيين والتي تضبط طرق الصنع ومواصفات المنتوج وكل التقاليد الحرفية والأعراف المهنية والعمل على التقيد بها.
- شيـخ المـدينة:
ويتمثل دوره في هذه العملية في الاسترشاد حول المترشح من الناحية الأخلاقية والإمكانات المادية بالتعاون مع أمين الحرفة وهو الذي يمثل السلطة التي تحكم النظام التقليدي بتونس وتتمتع بصلاحيات واسعة، يمثل الباي ويقوم بنظام المحتسب، يراقب كل الأنشطة الاقتصادية داخل أسواق المدينة سواء في مستوى الإنتاج أو التوزيع ويستعين بأمناء ومجالس الحرف.
- الــوزير الأكبـر:
ويتمثل دوره في الموافقة النهائية أو الرفض وبإصدار إذن عليّ يقضى بالسماح للمترشح بالحصول على تذكرة في سراح معلم السراج لعمل نيشان يضعه على ما يصنع من سروج ويكون هذا الإذن مختوم بالطابع الرسمي للباي الحاكم وكذلك باسم الوزير الأكبر في تلك الفترة.
3.الفضاءات المرتبطة بصناعة السروج التقليدية:
تعتبر ورش السراجين بالمدن العتيقة التونسية لها نفس الخصوصيات تقريبا من حيث المساحة والشكل الذي يأخذ شكل T، ولها تراتبية وتنظيم داخلي يساعد على تسهيل العمل والتزود بالمواد الأولية والتعامل مع الحرفاء والأطراف التي تربطها علاقات تعاملية مع هذه الحرفة.
3.1. أهم تــجهيــزات ورشة السرّاجين:
تحتوي ورشة السراج على العديد من التجهيزات الثابتة والضرورية لتسهيل العمل وإجادة المنتوج بواسطة تجهيزات ملائمة لإنجاح كل مراحل الإنتاج ونذكر أهمها:
- الوصلة: هي تأخذ شكل طاولة خشبيّة ذات شكل مستطيل أو مربّع أو مستدير، تغطّيها طبقة سميكة من الرخام، تتمّ فوقها كلّ عمليّات تجميع القطع المكوّنة للسّرج.
- الرفوف: مصنوعة من الخشب مثبّتة بالقسم العلوي للدكّان، يوضع فوقه المنتوج والمواد الأولية، كما تعرض عليه بعض المنتجات الجاهزة للبيع.
- مقاعد خشبيّة: هنالك نوعان من هذه المقاعد حيث هنالك مقاعد خاصة بأصحاب الورشة لممارسة بعض المراحل بالصناعة من وراء الوصلة خاصة، وهنالك مقعد خشبي تجده قرب الباب الخارحي عادة ما يجلس عليه الحرفاء أو بعض المنتسبين للورشة لأخذ قسط من الراحة أو التحادث إلى بعض الأطراف الخارجية التي تتعامل مع الورشة.
3.2. الحـرف التي تربطها علاقات تكاملية فـي صنـاعة السـّرج:
ارتبطت مهنة السّروج بمجموعة من الحرف الأخرى التي كانت تدور في فلكها ونذكر من أهمّها:
- السكاج: «السّكاجة» وتتمثّل في تطريز الجلد، وكانت هذه الحرفة مؤطّرة في سوق خاصّ بها، وهو سوق «السّكـاجين» المجاور لسوق السرّاجين وغالبا ما كان يُخلط بينهما. والسكاجي والسكاجين، تحريف لكلمة «الشكازين»، والشكّاز هو الحرفي المختص في صنع الأشكز، وهي صناعة تجميل جلد السروج، وكانت شائعة في تونس منذ القرن الـ 15، قبل أن تتحول دكاكينها إلى مهن أخرى مع مرور الزمن
- الصايغي : وقد تتطلب زينة السرج المخصص للأعيان ورجال السلطة من ترصيع وتزيين وزخرفة بصفائح ذهبية او فضية فرصعوها بالذهب والفضة، وهو ما فتح الباب واسعاً أمام الصناع للتنافس في إبراز مهاراتهم من خلال ما جسدوه من فنون على مكونات السرج، بإضافة النقوش والزخارف النباتية والهندسية البديعة على السروج لتكتسب جمالاً وبهاء.
- البلاغجي: هو حرفي مختص في صناعة الأحذية والنعال لكن مساهمته في صناعة مكونات السروج ومكملاتها تتمثل في صناعة حذاء الفارس والمسمى بالمسط وكذلك بعض الأحزمة .
- القرابصي: وهي الحرفة الأهم في تكون السرج هذا الحرفي هو من يصنع ويشكل الهيكل الأساس للسرج من خلال العديد من المراحل من صناعة وتركيب و نحت وتغليف حتى يكون ملائما لظهر الجواد دون إحداث أضرار و يوفر الراحة للراكب.
- الحداد: وقد كان حرفيو السروج يقصدون سوق الحدادين لشراء وطلب بعض مستلزمات سروج الخيول ومكملاتها كالحلق والسلاسل واللجام والصفائح الحديدية
- السراج: السراج هو أكثر حرفي يحتاج إلى حرفيين آخرين لاستكمال منتوجه وتنسيق كل هذه الأجزاء ليكون السرج في شكله المتكامل قابلا للاستعمال.
4. مراحـل صناعـة مكونات السّـرج وتقنيّـاتها:
4.1. صنــع «اللّبـــد: اللّبد » أو «الطّرحة»:
يُوضع مباشرة على ظهر الحصان لحمايته من تصلّب «القربوس».
يمرّ صنع «اللّبد» أو «الألباد » بمرحلتين:
1. شدّ مجموعة من القطع، يكون عددها في العادة سبعة أو خمسة للحصول على سمك يسمح بحماية ظهر الفرس من تصلب «القربوس» وتختلف ألوان القطع المجموعة إلاّ أنّه من الضروري أن تكون القطعة الموالية مباشرة لظهر الفرس بيضاء في حين تكون القطعة الفوقية زرقاء.
2. تثبيت قطع من الجلد تكون مفصّلة على شكل «القربوس» على وجه «اللبد».
4.2. صنع القـــربوس «القربوس»:
الرّكيزة الأساسيّة للسّرج ويُطـلق عليـه أيضـا اسـم «الكْـتَبْ» أو «العظم» ويتكوّن من عدّة أجزاء:
- «المقدّمة»: وتُسمّى «القربوس».
- الظّهـر: ويُسمّى «الدجاجة»: ويكون أكثر ارتفاعا وعرضا من المقدّمة.
- المقعـد: وهو مكان الرّكوب.
- هناك نوعان من «القربوس» وهما يختلفان حسب ارتفاع وعرض المقدّمة وظهر «القربوس»: قربوس «قوادري» أو «حامّي» و«قربوس تونسي».
1. الهيكل: يتولّى القيام به نجّار مختصّ يُسمّى «القرابسي» وتمرّ العمليّة بخمس مراحل:
- إحضار مجموعة من القطع الخشبيّة (خشب الصفصاف).
- تجميع القطع على شكل مستطيل.
- رسم شكلي «لدجاجة» و «القربوس» وتحديد مقاساتهما.
- رسم الأجناب والعوارض.
- قصّ كلّ هذه القطع وتجميعها للحصول على «القربوس».
2. تغليف «القربوس» بجلد الإبل: تمرّ العملية أيضا بخمس مراحل:
- تفصيل قطع جلديّة مختلفة الشّكل بواسطة المقصّ و « المفرد» و«البشقي».
- تطريق الجلد مليّا بأداة «النصاب» فوق «الوصلة».
- وضع الجلد في الماء حتّى يتقلّص حجمه ويلين لِيلتصق بالهيكل فيما بعد بدون طيّات.
- تثبيت القطع الجلديّة على الهيكل الخشبي وخياطتها باستعمال أسلاك جلديّة. ويستعين في هذه المرحلة بـ«الإشفة» لثقب الجلد لتسهيل تمرير الإبرة، مع الحرص على عدم ترك فجوات بين الجلد والخشب. وعادة ما تتمّ هذه العمليّة في ركن من الدّكان على فراش أرضي.
- يقوم في النّهاية بتثبيت أربعة أحزمة قصيرة «القربوس»: اثنان من ناحية المقدّمة لشدّ السّرج إلى الدّير واثنان من الأسفل لشدّ الركاب.
4.3. صنــع «السّتــارة»:
الستارة: غلاف من الجلد «الموبّر» أو المطرّز، توضع فوق «القربوس».
تُساهم «الستارة» في أناقة السّرج ويبرز منها على مستوى المقدّمة «القربوس»، ومن جهة الظّهر «الدجاجة»، وتحمي «الستارة» من ناحية أخرى، الفارس من تصلّب خشب «القربوس».
التقنيات:
1. اختيار مادّة صنع «الستارة» وتكون إمّا من الجلد أو «الموبّر»، ثمّ تفصيلها في شكل قطع مختلفة المقاسات لتغليف «القربوس»:
- 1.20م على 0.60م لتغليف المقعد.
- 0.35م على 0.40م لتغليف الظهر «الدجاجة».
- 0.22م على 0.40م لتغليف المقدّمة «القربوس».
2. التزويق: يشمل فقط الأجزاء الظّاهرة من «الستارة» وهما: «الدجاجة» و«القربوس».
- اختيار أشكال الزّخرفة وتكون إمّا متوارثة أو مبتكرة.
- رشم الشّكل على الورق بواسطة «المرشم».
- تنقيل الشّكل الزّخرفي أو «النوّارة» على الموبّر أو الجلد.
- التّطريز بخيوط فضّية أو حريريّة.
في حالات أخرى يعمد السرّاج إلى توشية «الستارة» بصفائح من الفضّة المخرّمة، يُعدّها الصّائغي وتسمّى هذه التّقنية: «ضرب مطرقة».
3. تطريز الحواشي الأربع وتُسمّى هذه التقّنية «بالتبشمير».
4. حشو مكان المقعد بضمّادات من الصوف.
5. تجميع القطع المكوّنة «للستارة» وتوصيلها ببعضها البعض.
4.4. صنـــع «البشــــط» :
«البـشـط»: قطعة مزوّقة أو مُخرّمة من الجلد أو «الموبّر» مُفصّلة على شكل مستطيل، توالي مباشرة «الستارة».
التقنيات:
تمرّ العمليّة بأربع مراحل:
1. تحديد مقاسات «البشط» الذي يكون دائما من نفس مادّة «الستارة» وتبلغ 1.10م على 0.95م.
2. تحديد موقع وقياسات فتحتي «الدجاجة» و«القربوس».
- «الدجاجة»: 0.18م على 0.10م.
- «القربوس»: 0.25م على 0.10م.
3. التّـزويق: يكون مطابقا لزخرفة «الستارة».
- رشم الشّكل على الورق بواسطة «المرشم».
- تنقيل الشّكل الزّخرفي أو «النوّارة» على زوايا البشط».
- التطريز بخيوط فضّية أو حريريّة.
في حالات أخرى يعمد السرّاج إلى توشية «البشط» صفائح من الفضّة المخرّمة، يُعدّها الصائغي وتسمّى هذه التقنية: «ضرب مطرقة».
4. تطريز الحاشية بطريقة «التبشمير» باستعمال إبرتين وخيوط حريريّة أو فضيّة وطبلة.
4.5. صنــع «الدّيـــر»:
«الدّير»: حزام من الجلد أو «الموبّر»، يشدّ السّرج إلى صدر الفرس.
التقنيّــــات:
يمرّ صنع الدّير بخمس مراحل:
1. ضبط قياسات الدّير على الجلد أو «الموبّر»1.10م على 0.10م.
2. تطريز الجهة البارزة من القطعة بخيوط حريريّة أو فضّية أو توشيتها بصفائح من الفضّة.
3. طيّ الدّير على ثلاثة أجزاء، لإبراز وتمتين الوجه المزخرف.
4. خياطة حواشي الدّير بخيوط جلديّة، بعد ثقب الغرز بواسطة «الإشفة» لتيسير مرور الإبرة.
5. تثبيت حلقتين حديديتين على طرفي الدّير لشدّه إلى «القربوس».
4.6. صنــع «القـــلادة» :
«القلادة»: قطعة من الجلد أو الموبّر، موشّاة بصفائح فضّية أو مُطرّزة بخيوط الحرير أو الفضة. وقد تكون أحيانا على شكل ضفيرة من الخيوط القطنيّة أو الصوفيّة المطرّزة.
التقنيّــــات
تمرّ عمليّة صنع القلادة بخمس مراحل:
1. يحدّد السرّاج القياسات على الجلد أو «الموبّر» وتكون عادّة بين 1.05 و0.95م على 0.06م.
2. طرز القلادة بخيوط حريريّة أو فضّية أو توشيتها بصفائح من الفضّة.
3. طيّ القطعة على ثلاثة أجزاء لإبراز الزّخرفة على وجهها الأماميّ.
4. خياطة حواشي القلادة بخيوط جلديّة باستعمال «الإشفة» لتيسير مرور الإبرة.
5. تثبيت حلقة حديديّة على طرف القلادة وقطعة من الجلد على الطّرف الآخر لغلقها حول رقبة الفرس.
4.7. صنــع «الحـزام»:
«الحزام » شريط تتمّ حياكته على منسج صغير خاصّ يُسمّى «منسج الحزام»، ويتمثّل دوره في تثبيت السّرج على الدّابة.
التقنيّــــات
تمرّ عمليّة صنع الحزام بثلاث مراحل:
1. حياكة الحزام بواسطة مجموعة من الخيوط الملونة الممزوجة بالصّوف وبشعر الماعز. وتبلغ قياساته في العادة: 0.10م على 1.40 م.
2. زخرفة الوجه البـارز من الحزام.
3. تثبيت حلقتين حديديتين على طرفي الحزام بواسطة الجلد لشدّه إلى أسفل «القربوس».
4.8. صنــع« لعـذار» و« الخدود »:
«لعذار»: هيكل يغلب عليه شكل المستطيل يُغطّي رأس الفرس وتتفرّع عنه مجموعة من العناصر هي التّالية:
- شريط يحيط بجبين الدّابة ويُسمّى «المنطح».
- شريطان مُتدلّيان يُشَدَّان على مستوى الفكّ الأسفل للفرس ويُكوّنان ما يُـعرف «بالخيّال».
- «غمّاضات»
التقنيات
1. مكوّنات «لعذار» ومراحل صنعه:
- الجزء الأعلى: يتّخذ شكلا مستطيلا ويبلغ قياسه 60صم على 30صم.
أ . يتمّ تخطيط الشّكل وتفصيله على الورق ثمّ يُنقَل على الجلد.
بـ . يُطرّز النموذج المرسوم على الجلد.
- «الغمّاضات»: تتمثـّل في مجموعة من القطع الجلديّة ذات أشكال مستطيلة، يتراوح طول الأضلاع المكوّنة لها بين 15و25 صم.
تُفصّل القطع على الورق وتُرشم عليها أنواع الزخارف التي يتولّى السرّاج تطريزها بخيوط حريريّة أو فضّية. أو في حالة ثانية تُوشّى بصفائح فضّية، ثمّ تُثبّت فوقها حلقتين من الحديد لشدّ «الربيبة»إلى «لعذار»، ومن النّاحية الخلفيّة إلى «الخدود».
2. مراحل صنع «الخدود»: تربط «الخدود » بين «الغمّاضة» في الأعلى والحديدة في الأسفل وتتكوّن من مجموعة من القطع الجلديّة، على شكل مستطيل يبلغ طولها 26 صم على عرض 7صم.
- تطوى كلّ قطعة على ثلاثة أجزاء وتُثبّت بواسطة لصق الفرينة وتتمّ خياطتها من الجهات الأربع بواسطة خيط سميك أو خيوط جلديّة رقيقة، بحيث تكون الواجهة الوسطى محلاّة إمّا بأشكال زخرفيّة مطرّزة أو مُخرّمة بصفائح فضيّة.
ملاحظة: يُمكن أن تصنع «الخدود» من الفضّة الخالصة ممّا يزيد في نفاسة القطعة.
4.9. صنــــع «الراكبيات »:
«الرّكّابات»: يُصنعان دائما في شكل زوجيّ، إماّ من معدن النّحاس أو الفضّة أو الحديد، ويصلحان لتثبيت رجلي الفارس عند امتطائه للدّابة.
التقنيّــــات
مراحل صنع «الركابات»:
- تطريق المعدن على شكل دائرة، يُرسم عليها زخرفا، يتمّ قصّه في مرحلة أولى.
- طيّ أطراف المعدن على شكل مثلّث.
- لحم قمتي المثلّث بواسطة تيج من نفس المعدن، مع تثبيت حلقة بوسطه لشدّه إلى «القربوس» بواسطة سير من الجلد يسمّى «انسع».
أهمّ أنواع «الرّكّابات» المستعملة بالبلاد التونسيّة:
- ركاب مسطّح «دّرناوي»: نسبة (لمنطقة درنة بالقطر اللّيبي) ويُصنع من الحديد المجلّد بورقات من الفضّة.
- «الركاب المقوّس»: يُصنع من النّحاس الأصفر المنقوش بأشكال متنوّعة
- النّوع القديم: يُصنع من الحديد ويمتاز بشكل موضع القدم العريض الذّي يمكّن الفارس من سهولة الوقوف، واستعمال السّلاح خلال الاستعراضات أو الحروب.
4.10. صنـــع «الصراعات» أو «العنــان» و«الحديدة»:
تتمثّل «الصراعات» أو «العنان» في سيور من الجلد، تُمكّن الفارس من توجيه فرسه والتحكّم فيه. ويُشَدّ «العنان» بواسطة حلقتين إلى «الحديدة» المعروفة أيضا «بالشكيمة» أو «الرسن» وموضعها فم الفرس.
التقنيّــــات
- مراحل صنع «الصراعات»:
1. تفصيل سلكين من جلد البقر يبلغ طول الواحد منهما حوالي1.60م ولا يتجاوز عرضهما 2.5صم.
2. خياطة الأطراف بواسطة الإبرة والخيط والاستعانة بأداة الأشفة لثقب الجلد.
3. تثبيت حلقتين من الحديد على طرفي «الصراعات» لإيصالها «الحديدة».
- مكوّنات «الحديدة»:
تُصنع «الحديدة» أو «الشكيمة» من معدن الحديد وتتركّب من عدّة أجزاء موصولة ببعضها البعض وهي الآتية:
1. العارضة السّفلى وتكون على شكل نصف دائرة.
2. فرعان جانبيّان ويتركّبان من حلقتين لولبيّتين.
3. قوسان مَعْقُوفانِ من الحديد بأسفل الفرعين الجانبيّين لربط العنان أو الصراعات.
ملاحظة: يجب الحرص على أن تكون المسافة الفاصلة بين الفرعين الجانبيّين مناسبة لولوج فكّ الفرس الأسفل بين الفرعين.
4.11. صنــــع «الإستكفـــــال»:
«الإستكفال»: قطعة مستطيلة من القماش الحريري الملوّن والمحلّى بأشكال زخرفيّة بارزة ورسوم هندسيّة أو نباتية وهو من أهمّ مكوّنات السّروج الأنيقة المعدّة للاستعراضات والاحتفالات والألعاب الشّعبيـّة.
التقنيّــــات
1. تفصيل قطعة أولى من القماش الحريري المزخرف بأشكال زهريّة، وتكون القطعة عريضة إذ تبلغ مقاساتها 1.40م على0.5م.
2. تفصيل قطعتين جانبيتين أقلّ عرضا من القطعة الأولى.
3. الجمع بين القطع الثلاث بواسطة الخياطة.
4. تثبيت رقعة صغيرة ومستطيلة من القطن بين اللّبد والقربوس، لتثبيت الاستكفال على السرج.
5. تدلية جلاجل صغيرة على الأطراف الثلاث (الأيمن والأيسر والأسفل) للاستكفال، لتُحدث رنينا عند تحرّك الحصان ويتم تثبيتها بواسطة الخياطة أو تقنية العقدة.
6. إحاطة أطراف الإستكفال ب «سفيفة».
7. وضع فتحة في الإستكفال لتلبيسه للسّرج.
5. نماذج الزّخرفـة:
5.1. «ضرب مطرقة»:
وتتمثّل في التّوشية بصفائح من الفضّة المخرّمة يُعدّها الصّائغي.
5.2.زخارف مطرّزة:
تتمثل في أشكال متنوّعة يرسمها السّرّاج على الورق ثمّ يقوم بنقلها على الجلد أو «الموبّر» لطرزها بأسلاك فضيّة أو خيوط حريريّة.
6.الموادّ والأدوات المستعملة في مراحل صناعة السّرج:
الموادّ: الجلد أو القماش (الموبّر)
من أهم الأدوات نذكر
- المقصّ: يكون من الحجم الكبير ذي شفرتين عريضتين، يُستعمل لقصّ الجلد.
- «البشقي»: آلة تُستعمل لقصّ الجلد وترقيقه.
«النصاب»: مطرقة تُستعمل لطرق الجلد وهو نوعان: «نصاب» خشبي و«نصاب» من النحاس.
6.1. مرحلة تحضير « النوّارة» :
تتطلب تحضير النوارة مجموعة من الموادّ أهمها الورق والجلد والموبر
- «المحطّ»: أداة مصنوعـة من خشـب العنّـاب، تُستعمـل لرسم الخـطوط على الجـلد
- «المرشم»: قلـم رسم.
- «المفرد»: آلـــة قطـع صغيــرة مصنوعة من الحـــديد.
6.2. مرحلة التّــطريز:
يكون التّطريز بأسلاك الفضّة أو بخيوط الحرير.
- «الطّبلة»: أداة خشبيّــة على شكل «ملقـط»، تســاعد في عمليّــة التّـطريز.
- «إشفة»: أداة ثقب توجد بأحجام مختلفة، تُستعمل لثقب الجلد لتسهيل دخول «الـمَخ».
6.3. مرحلة التّــطريق:
التّطريق وهو التّوشية بصفائح الفضّة لمكونات السرج.
متمّمات السّــرج:
- أحزمة الفارس:
وهي مصنوعة من الجلد، يلبسها الفارس، وتُثبّت عليها حاملة الخراطيش....
- «البرمـة»:
وأهمها برمة أولاد بوغانم وهي لغطاء راس الفارس ويعرف الفارس من أي قبيلة من خلال هذه البرمة
- الجبيرة :
تُصنع من الجلد أو القماش الموبّر المُطرّز أو المُوشّى بصفائح من الفضّة.
ويمكن أن تصنع «الجبيرة» من الفضّة الخالصة ويصنعها في هذه الحالة الصائغي.
- «حاملة الخراطيش» أو «منطقة»:
يصنعها السّراج وهي عبارة عن حزام جلدي عريض (15صم) يحتوي على جيوب جلديّة او معدنيّة توضع بها الخراطيش.
ويمكن أن تكون «المنطقة» مصنوعة من الفضّة الخالصة وفي هذه الحالة يصنعها الصّائغي.
تقنيّة الصُنع:
1. تفصيل مجموعة القطع المكوّنة «لحاملة الخراطيش».
2. تطريزها بخيوط الفضّة أو الحرير.
3. تجميعها وخياطتها.
- «القزمـات»:
وهي في شكل حذاء طويل الساقين ويكون مزخرفا
- «الڤِبروات»:
زوج من الجلد يتمّ تطريزه أو توشيته بصفائح الفضّة المخرّمة لإيواء المسدّس.
- السـّوط:
يتركّب من مجموعة من السّيور الجلديّة المضفورة، يبلغ طوله حوالي متر واحد، يستعمله الفارس لحثّ الحصان على السّرعة.
- المسـت:
هو زوج من الجوارب المصنوعة من الجلد النّاعم والرّقيق، وينتعله الفارس تحت الحذاء.
أنواع الســــّروج :
- السّــرج « الموبّـــر» الـمُطــرّز :
من أجود وأحسن أنواع السّروج التونسيّة، وهو مصنوع من «الموبّر»، ويُزوّقه السّراج بالخيوط الذهبيّة أو الفضيّة أو الحريريّة، مع الحرص على إحكام التّناسق بين الموادّ المستعملة للزّينة (فضّة، حرير...) وكذلك بين الأشكال والألوان (نباتيّة، هندسيّة) وخاصّة بين مختلف الأجزاء البارزة من السّرج. ومن أهمّ مستعملي هذا النّوع من السّروج أعيان المجتمع الحضري، وأسياد القبائل.
سـرج من «الموبّر» الـمُطرّز:
سرج «موبّر» موشّى بصفائح من الفضّة الخالصة «ضرب مطرقة»:
- السّــرج العــربي الـمُطــرّز
هو أصل السّروج التونسيّة ويعتمد السرّاج في صنعه على الجلد كمادّة أولية ويتولى توشيته بصفائح الفضّة أو تطريزه بخيوط حريريّة أو فضيّة، كما يعمل السرّاج على إحكام الانسجام بين الموادّ المستعملة (فضة حرير...) وكذلك بين الألوان والأشكال (نباتيّة أو هندسيّة)، وخاصّة بين مختلف الأجزاء الظّـّاهرة للسّرج، ومن أهمّ مستعملي هذا النّوع من السّروج فرسان القبائل الذين يتباهون بها خاصّة أثناء الاستعراضات الشعبية وألعاب الفروسية.
سرج من الجلد الـمُطرّز
أنواع الســــّروج حسب مناطق المغرب العربي
تختلف أنواع السّروج حسب هيكل «القربوس»
- سرج مدينة تونس:
- سرج «برّ القبلة» أو «القويدري»
- قربوس مغربي
- قربوس طرابلسي
- سرج جزائري
الخاتمة:
تتميز صناعة السروج بالبلاد التونسية بأنها صناعة يدوية تقريبا في كل مكوناتها ومراحلها، حيث يستغرق عمل السرج الواحد إلى عدة أشهر. إن ممارسة حرفة السروج التقليدية بالبلاد التونسية تحتاج إلى كفاءة عالية لأن الهدف الرئيسي في هده الصناعة هو النجاح في المعادلة التالية عدم إيذاء الحصان وتحقيق التوازن للفارس على ظهر الجواد وهو أمر يتطلب مهارة ودربة كبيرة، وبذلك فإن جودة السروج التي يحبذها الفرسان في مفتاح سلامتهم وتسهيل عملهم وراحتهم لأداء واجبهم أثناء الركوب ولا يعرقل تحرك الفرس، وتتجلى أهمية ودقة هذه الصناعة في أن شكل الهيكل الداخلي للسرج هو الذي يحدد بدرجة كبيرة جودة المنتوج.
وتلعب حاليا فنون الفروسية وكيفية تدريب وترويض الخيول وتعليم الفرسان لاعتلاء الخيل والتمكن من فنون الرقص وتحية الجمهور والثبات فوق صهوة الحصان وإيتاء العديد من الحركات، دوراً كبيراً في إكساب تلك الصناعة أهمية كبرى، حيث تصبح فخامة السرج على الحصان عاملاً كبيراً في إضفاء جمالية كبرى ومساعدته في الحصول على الألقاب والجوائز حيث تتميز سروج الخيول المعدة للفروسية بألوانها المتنوعة والزاهية، لم تعد حرفة السراجين في الأسواق التونسية التي توارثها الأبناء عن الأولياء رائجة وبمأمن عن منافسة السروج المستوردة نظرا لارتفاع اثمان موادها وكلفة تصنيعها مما تسبب في ارتفاع أثمانها وضعف الإقبال عليها وعلى تعلمها من قبل الشباب هي مهنة تراثية بامتياز يتناقلها الأبناء والآباء بالوراثة، تكمن أهميتها في أمرين أولهما ضمان تلبية حاجات أصحاب الخيول وهم فئة ليست بالقليلة، أما الأمر الثاني فيتجسد بتحولها إلى مهنة ذات طابع تراثي سياحي، فوجودها هي وغيرها من المهن القديمة يؤمن الحفاظ على طابع الحرف والصناعات التقليدية بعراقتها وأصالتها.
وتبقى السروج التقليدية التونسية فريدة من نوعها وإرثا متوارثا ويتناقل عبر الأجيال، وهو مفخرة للصناعات التونسية التقليدية، لأنها تمس عددا من الحرف التي تجتمع بعضها مع بعض لصنع السرج التقليدي، وهي موجودة في جميع المدن التونسية رغم تراجعها.