التَّجلِّيات البلاغـيَّة للصَّـدَف واللُّؤلؤ في الشِّعر
العدد 62 - أدب شعبي
المقدِّمة:
تـنوَّعَتِ الأحجار الكريمة وتعدَّدَتْ أشكالها وألوانها، وانقسمَتْ إلى حجرٍ مستجلَبٍ من باطن الأرض وآخَرَ من عمق البحر، وخلبَتْ أنظار البشر وألبابهم لجمالها ونفاستها، ويأتي على رأسها اللُّؤلؤ النَّـفيس القابع في أصدافه البرَّاقة، فالصَّدَف واللُّؤلؤ كالجَفن والعين، ومن شدَّة شغف البشر بالأحجار الكريمة أن سمُّوا بها أبناءهم وعنونوا كتبهم، واستخدم الباحث المنهج الوصفيَّ التَّحليليَّ للكشف عن تجلِّيات توظيف الشُّعراء للُّؤلؤ في طيَّات قصائدهم، وإن عمد إلى المنهج التَّـاريخيِّ في بعض النِّـقاط، كالتَّــأليف في الأصداف ومهنة صيد اللُّؤلؤ؛ لإظهار إفادة اللَّاحق من السَّابق، وبالاستـقراء ركَّز الباحث على الشِّعر القديم لإثبات أصالة الظَّاهرة، فاللُّؤلؤ بوصفه حجرًا كريمًا تطلَّب إبراز جماليَّاته لدرجة تصويره على العُـمْـلَة والطَّابع، ونظرًا لخصائصه فـقـد ارتبط بالقداسة والسِّحر والعلاج، ونُسِجَتْ حوله الحكايات والأساطير، والرُّموز المتـناقضة لدى الشُّعوب المختلفة، ولم يغفل القرآن الكريم ذكره في سياقاتٍ متعدِّدةٍ، واستخدمه الشُّعراء استخدامًا رمزيًّا كالرَّمز الصُّوفيِّ، وكما أنَّه معادلٌ موضوعيٌّ للأسنان جوهر الابتسام، فـقـد عُـقِـدَتِ المشابهة بين الدَّمع المنحدر وبينه، وشاع ذكر اللُّؤلؤ في أغراض الغزل والمدح والوصف لاسيَّما وصف الطَّبيعة الخلَّابة.
وحاول الباحثُ الكشفَ عن جماليَّات الصَّدَف واللُّؤلؤ، سواءٌ الجماليَّات الحقيقـيَّة باستعراض المعطيات العلميَّة، أم الجماليَّات المجازيَّة باستـقصاء التَّجلِّيات الشِّعريَّة، فمن معاني (المعطيات) تلك القضايا المسلَّمة الَّتي يُـتوصَّل بها إلى معرفة قضايا مجهولةٍ، والمعطيات مجموعةٌ من الظُّروف الَّتي تؤثِّر في الأحداث والأفكار المتَّخذة كنقطة انطلاقٍ، فمن خلال المعطيات العلميَّة حول الأحجار الكريمة عامَّةً والصَّدَف واللُّؤلؤ خاصَّةً، انطلق الباحث مستكشِفًا توظيف الشُّعراء لها في قصائدهم قديمًا وحديثًا، من خلال أغراضٍ متـنوِّعةٍ وسياقاتٍ متعدِّدةٍ للوقوف على الجانب البلاغيِّ لاسيَّما توظيف التَّـشبيه.
نظرةٌ تاريخيَّةٌ في علم الأصداف:
يُــعـرف بـعـلـم الأصـــداف1، أو عـلـم الـقــواقــع «Conchology»، ويقسِّم الدَّارسون فيه الرِّخويَّات إلى: الحلزونيَّات والمَحَار ومتعدِّد الأصداف والأصداف النَّابية، وإن كانت تبدو عمليَّة جمع الأصداف هوايةً؛ لما تـشكِّله من قطعٍ جماليَّةٍ متـناثرةٍ، فإنَّ هذا الجمع يُعَدُّ بداية تطوُّر علم الأصداف، والَّتي استهلَّها البشر القاطنون قرب الشَّواطئ، حيث عُـثر على قلائدَ مصنوعةٍ من الأصداف تعود إلى العصر الحجريِّ، وإن وُجد بعضها بعيدًا عن البحار والمحيطات ممَّا يرجِّح أنَّها كانت تُبادل في التِّجارة، وقد وُجِدَتِ المجوهرات المصنوعة من الأصداف في معظم المواقع الأثريَّة في العالم، وبدأ اهتمام البشر بالقيم الجماليَّة للموادِّ الطَّبيعيَّة كالأصداف مع عصر النَّهضة، حيث جُمِعَتْ وصُـنِّـفَـتْ فيما عُرف بـ«خزائن الفضول»، وشكَّـلَتِ الأصداف جزءًا كبيرًا منها لتميُّزها الجماليِّ بالـتَّـنوُّع والصَّلابة. وقد اشتهرَتْ أسرة سوربي بجمع الأصداف وعرضها والتِّجارة فيها، كما اشتهر هيو كامينغ (1791 - 1865م) بامتلاكه مجموعةً ضخمةً لأنواعٍ نادرةٍ من الأصداف.
باكورة الاهتمام العلميِّ بالأصداف:
لعلَّ البداية العلميَّة للاهتمام بالأصداف تعود إلى أواخر القرن السَّابع عشر الميلاديِّ، حيث نشر مارتن ليستر (1639 - 1712م) كتابه: «Historia Conchyliorum»، في الفترة من 1685 إلى 1692م، بوصفه أوَّل نصٍّ شاملٍ عن الأصداف، حوى أكثر من ألف نقـشٍ (أو لوحةٍ محفورةٍ). ونشر جورج رومف (1627 - 1702م) أوَّل تصنيفٍ عن الرِّخويَّات، حيث صنَّـفها إلى: أحاديَّة الصَّدَفَة وثـنائـيَّة الصَّدَفَة (أو ذوات الصَّدَفَـتَـيْـنِ أو ذوات المصراعيْنِ) والقواقع (أو بطنيَّات القدم)، واستخدم كارلوس لينيوس (1707 - 1778م) الكثير من مصطلحاته، كما نشر جون ماوي (1764 - 1829م) أوَّل دليلٍ في علم الأصداف.
وألَّف توماس ساي (1830 - 1834م) كتابه: «علم الأصداف الأمريكيَّة»، وزوَّده برسوماتٍ ملوَّنةٍ تضاهي الطَّبيعة، في ستَّة مجلَّداتٍ ممَّا يُعَدُّ موسوعةً علميَّةً مصوَّرةً. ولعلَّ أبرز العلماء في القرن العشرين هو تاكر أبوت (1919 - 1995م)، الَّذي ألَّف فيها عشرات الكتب، مثل: «أصدافٌ من العالم»، و«مملكة الأصداف»، وقد كان مديرًا لمتحف شل بيلي ماثيوز، وهو المتحف الوحيد في العالم المخصَّص للأصداف، ويقع في سانيبل بولاية فلوريدا الأمريكيَّة.
أمَّا عن الأحجار الكريمة «Gemstones»، ومنها اللُّؤلؤ «Perles»، فـقـد ألَّف فيها الدُّكتور زكريَّا هميمي كتابه: «موسوعة الأحجار الكريمة» [دار هبة النِّيل- مصر]، والدُّكتور عبد الحكيم الوائليّ كتابه: «موسوعة الأحجار الكريمة» [دار أسامة- الأردن]، والدُّكتور عبد الرَّحمن زكي كتابه: «الأحجار الكريمة في الفنِّ والتَّـاريخ» [دار القلم- مصر].
مهنة صيد اللُّؤلؤ:
تُعَدُّ تجارة اللُّؤلؤ مهنةً نادرةً، عمادها الغوص على اللُّؤلؤ واستخراجه، وهي مهنة تـقليديَّةٌ عُـرِفَـتْ بها دول الخليج العربيِّ كمصدر رزقٍ، فـقـد كان لؤلؤ الخليج العربيِّ من أجمل الأحجار الكريمة وأغلاها، حتَّى اكتسب شهرةً عالميَّةً واسعةً، خاصَّةً مملكة البحريْنِ، إذ تـشير إلى لآلئ البحريْنِ مخطوطةٌ آشوريَّةٌ تعود إلى أربعين قرنًا مَضَتْ، يقول بيريبي: «منذ فجر التَّـاريخ وصيد اللُّؤلؤ هو الصِّناعة الأساسيَّة في البحريْنِ، وقد أكسبَـتْهَا تلك الصِّناعة صيتًـا ذائعًا، ونجد إشارةً إلى ذلك عند المؤرِّخ (بلين)، الَّذي عاش في القرن الأوَّل الميلاديِّ، وعند الكثيرين ممَّن جاؤوا بعده، كما نجد في مخطوطةٍ آشوريَّةٍ تعود إلى أربعين قرنًا خَلَتْ إشارةً إلى لآلئ البحريْنِ، وعهد البترول لم يستطع حتَّى الآن أن يقضي قضاءً كلِّـيًّا على صناعة اللُّؤلؤ الَّتي ضعـفَـتْ كثيرًا، وهي مازالت تـشجِّع على الاستمرار في بناء المراكب التَّـقليديَّة الدَّقيقة الأنيقة، الَّتي أصبح وجودها في النِّصف الثَّـاني من القرن العشرين أمرًا مستغرَبًا لا قرين له»2.
وتُسمَّى هذه المهنة بـ«الطَّواشة»، كما يُسمَّى تاجر اللُّؤلؤ بـ«الطَّواش»، وهو الَّذي يتـنقَّـل في مواقع صيد الأسماك بين سفن الغوص؛ لاستخراج اللُّؤلؤ من أعماق البحار، وكان اللُّؤلؤ الصِّناعة الأولى في الخليج العربيِّ، والقوة الشِّرائيَّة لسكان السَّاحل الشَّرقيِّ لشبه الجزيرة العربيَّة، ومثَّـلَتِ البحريْنِ مركزًا مهمًّا لتجارته، حيث يُباع للأسواق العالميَّة خاصَّةً الهند.
وربَّما انتهَـتْ مهنة صيد اللُّؤلؤ في منتصف القرن العشرين؛ لظهور اللُّؤلؤ الصِّناعيِّ اليابانيِّ، ممَّا أضرَّ به في الخليج العربيِّ، فنقص كثيرًا عدد القوارب الَّتي تغوص في البحريْنِ، يقول جونستون عن اقتصاد الجزيرة العربيَّة: «حتَّى اكتـشاف الزَّيت والانتـفاع به في مناطقَ مختلفةٍ من شرق الجزيرة العربيَّة، كان اقتصاد هذه البلدان يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على استخراج اللُّؤلؤ وصيد السَّمك والتِّجارة، وكانت البحريْنِ مركزًا مهمًّا لصناعة السُّفن، وكانت هنالك جاليةٌ من البحرينيِّـين قد استـقـرَّتْ في الكويت كصنَّاعٍ للسُّفن. أمَّا عن الشُّعوب البحريَّة في المنطقة، فربَّما كان الكويتـيُّون أكثرهم شهرةً؛ إذ كانوا يقومون برحلاتٍ منتظمةٍ إلى الهند وشرق أفريقيا، وكان للزِّراعة بعض الأهمِّـيَّة في البحريْنِ، وشبه جزيرة رأس الخيمة والبريمي، وبوجهٍ أقلَّ في الأجزاء الأخرى من السَّاحل المعاهد. وكان تطوير صناعة اللُّؤلؤ المصنَّع في اليابان ضربةً شديدةً لصناعة الغوص في الخليج، وفي سنة (1948م) نقص عدد القوارب الَّتي تـترك البحريْنِ إلي (80) قاربًا، مقارنًا بالعدد (1500) في سنة (1833م)»3.
وقديمًا كان اهتمام الغوَّاصين اليابانيِّـين بالصَّدَف المبطِّن للمَحَار لشدَّة لمعانه، ولم يعيروا اللَّآلئ اهتمامًا عند فلق المَحَار، ولكن ممَّا ذكره التَّـاريخ أنَّ كوكيتـشي ميكيموتو قد نجح في زراعة لؤلؤةٍ في اليابان سنة (1893م)، وتـنتج اليابان معظم محصول العالم من اللَّآلئ المستزرَعة في الماء المالح، بوضع خرزةٍ صغيرةٍ من عرق اللُّؤلؤ داخل نسيج الجدار المبطِّن لجسم المَحَارة، وتُوضع المَحَارات داخل أقـفاصٍ مغلقةٍ في خلجانَ محميَّةٍ لفترةٍ تمتـدُّ إلى أربع سنواتٍ تـتطلَّبها تكوين اللُّؤلؤة. وفي رأيي فإنَّ صيد اللُّؤلؤ الطَّبيعيِّ لم ينقرض، ولكنَّه لم يَعُـدْ مهنةً، وما بقي منه وإن كان نادرًا فمن قبيل ممارسة الهواية لدى المترفين من جهةٍ، ومن قبيل الحفاظ على موروثٍ تليـدٍ له مكانته المادِّيَّة والمعنويَّة من جهةٍ أخرى.
البعد الثَّـقافيُّ في مهنة صيد اللُّؤلؤ:
إنَّ المبحرين على متن سفينة الغوص الباحثة عن اللُّؤلؤ أشبه بفريق العازفين على آلاتٍ موسيقـيَّةٍ، وهم: ربَّان السَّفينة (أو النّوخذة) وغالبًا ما يكون مالكها، والمقدميُّ (أو المجدميّ) هو رئيس البحَّارة، والغوَّاص (أو الغيص) هو جامع المَحَار، والسَّيب هو ساحب الغوَّاص من القاع، والجلَّاس (أو اليلَّاس أو الفليج) هو فاتح المَحَار، والسُّكونيُّ هو ماسك الدَّفَّة وموجِّه السَّفينة، والنَّهام/ النَّهَّام (أو النَّهيم/ النَّهِّـيم) هو مغنِّي الرِّحلة أو منشدها للتَّرفيه.
وكانت السَّفينة الَّتي تحمل الغوَّاصين تُسمَّى بـ«المحمل»، تـشابُهًا مع الإبل، وغالبًا ما يملك الرُّبَّانُ المحملَ، فيطلق عليه اسمًا محبَّـبًا إليه لشخصٍ مقـرَّبٍ منه وعزيزٍ عليه، كالابن أو الزوجة أو غيرهما. وعن ربَّان السَّفينة الَّذي يُطلق عليه «النّوخذة» وهو المسؤول الأوَّل عن رحلة الغوص، فمن أهمِّ سماته الثَّـقافيَّة معرفته بعلم الفَـلَـك؛ لتسير سفينته باتجاه النُّجوم، كما تسير القافلة في السُّهول والهضاب، إضافةً إلى معرفته بالأماكن الَّتي يقبع فيها اللُّؤلؤ في أعماق البحار والمحيطات. كذلك فصيد اللُّؤلؤ له أدبيَّاته المائزة في الثَّـقافة العربيَّة، فمثلًا: النَّهام/ النَّهَّام (أو النَّهيم/ النَّهِّـيم) هو من يُغـنِّي لطاقم السَّفينة المبحرة لاستخراج اللُّؤلؤ، فيقوم بإنشاد المواويل البحريَّة؛ ليحثَّهم على العمل ويخفِّـف عنهم مشاقَّ الرِّحلة، ولعلَّ نهَّام السَّفينة في البحار يناظر حادي الإبل في الصَّحارى، ونحن لاشكَّ في حاجةٍ إلى معرفة ما به تغـنَّى!
غناء الفجري من فنون الصَّيد:
الفجري (أو الفجيري) نوعٌ من الغناء، يندرج ضمن الفنون البحريَّة، والمقصورة على الرِّجال دون النِّساء، ويؤدِّيه الغوَّاصون في الخليج العربيِّ وخاصَّةً في البحريْنِ والكويت، وذلك في الشِّتاء لأنَّ الغوَّاصين لا يزاولون فيه إلَّا البناء وصيد السَّمك وقطع الصُّخور للبناء والقلافة، ويُغـنَّى على سطح السُّفن وعلى اليابسة أيضًا، رغم ما يضمُّه من أغانٍ توحي بجرِّ المجداف ورفع الشِّراع، وكأنَّها محاكاةٌ لما يفعله البحَّارة في موسم الغوص، وعندما يؤدَّى على سطح السَّفينة فلكلِّ مرحلةٍ غناؤها الخاصُّ؛ فمرحلة (الخراب) يكون فيها الغناء عند البدء برفع المرساة، وينشده مغنٍّ منفردٌ بطبقةٍ عاليةٍ، وتصدر الجوقة الَّتي تـتكـوَّن من البحَّارة صوتًا منخفضًا كاللَّحن، يقطعونه بفواصلَ منتظمةٍ وبزفيرٍ قويٍّ، يقابل اللَّحظات الَّتي يتوقَّـف فيها البحَّارة وهم يرفعون المرساة، ثـمَّ مرحلة (المجداف) مع تجديف البحَّارة، و(القاصح) و(الجيلامي) مع رفع الأشرعة، وكلمات هذا الغناء تعبِّر بشجنٍ عن معاناة الرِّحلة ومخاطر البحر وطول الغياب وفرحة اللِّـقاء، كما يُـذكر فيها لفظ الجلالة كثيرًا.
اللُّؤلؤ بوصفه حجرًا كريمًا:
تُسمَّى الأحجار الكريمة والنَّـفيسة والثَّمينة، ولا دخل للإنسان في تكوينها، فوجودها طبيعيٌّ أو تلقائيٌّ أو عفويٌّ، ويختلف تركيب كلِّ حجرٍ كريـمٍ عن الآخَرِ، من حيث الظُّروف والعناصر الكيميائـيَّة المكـوِّنة له والشَّوائب المتداخلة خلال عمليَّة تركيبه، وصُنع من بعضها لصلابته رءوسٌ لسهام الصَّيد، وجميع أنواع الأحجار الكريمة مكـوَّنةٌ من عنصريْنِ فأكثـرَ، إلَّا الألماس فهو مكـوَّنٌ من عنصرٍ واحدٍ هو الكربون، وبعض الأحجار الكريمة يتكـوَّن على أعماقٍ بعيدةٍ من باطن الأرض، وقد تُوجد في صورةٍ حرَّةٍ أو تـتَّحد مع عناصرَ أخرى، مثل: (الألماس والزُّمرُّد والياقوت)، وبعضها مصدره الحيوان ويُستخرج من قاع البحر، مثل: (اللُّؤلؤ والمَرجان)، وبعضها مصدره النَّبات، مثل: (الكهرمان).
ويُصنَّف اللُّؤلؤ ضمن الأحجار الكريمة، وهو الحجر الوحيد المستخرَج من كائنٍ حيٍّ؛ لأنَّه عبارةٌ عن إفرازٍ صلبٍ كرويٍّ، يتـشكَّـل داخل صَدَفَة بعض أنواع المَحَار والرِّخويَّات، ويُـفرز في طبقاتٍ متـتابعةٍ حول جسمٍ مزعجٍ عادةً ما يكون طفيليَّاتٍ، في اللَّآلئ الطَّبيعيَّة يعلق بالنَّسيج النَّاعم للمَحَار، ويتـأثَّر اللُّؤلؤ بالأحماض والحرارة، بل يكون عرضةً للتَّحلُّـل لكونه من موادَّ عضويَّةٍ، وللُّؤلؤة أشكالٌ متعدِّدةٌ، والمثاليَّة منها مستديرة الشَّكل وناعمة الملمس، وكلَّما كانت طبقات اللُّؤلؤ أرقَّ سمكًا وأكثر عددًا كان لمعانها أدقَّ، وأفضل اللَّآلئ ذات بريقٍ معدنيٍّ يشبه المرآة، وقد تُوجد اللَّآلئ الطَّبيعيَّة الثَّمينة في البرِّيَّة بشكلٍ نادرٍ، أمَّا اللَّآلئ الصِّناعيَّة (المستزرَعة أو المستـنبَـتة) فمن مَحَار اللُّؤلؤ وبلح البحر في المياه العذبة، وتـشكِّـل معظم المعروض والمبيع، فاللَّآلئ المقـلَّدة تُستخدم كجواهرَ رخيصة الثَّمن، وتميـيزها سهلٌ عن الطَّبيعيَّة، وقد عُرِفَتْ زراعة اللُّؤلؤ لاستخدامه في المجوهرات كالعقود والتَّمائم، والسَّاعات والمسابح أو السُّبحات، والتُّحف وتزيـين الملابس، ويتحمَّل اللُّؤلؤ صبغه بألوانٍ متعدِّدةٍ، ودخل مطحونه في تركيبات الأدوية ومستحضرات التَّجميل، ويُطلق اللُّؤلؤ مجازًا على الشَّيء القـيِّم والرَّائع والنَّادر.
وعُرف اعتقادٌ خاطئٌ مؤدَّاه تكوُّن اللُّؤلؤ في جوف الضُّفدع، فـقـد «كان ملوك الإغريق والرُّومان يطعِّمون تيجانهم باللُّؤلؤ، كنوعٍ من التَّمائم والأحراز لحمايتهم من الشُّرور، وذُكر أنَّ البابا أدريان كان يرتدي حِرْزًا يحتوي على عـدَّة أشياء، منها: ضفدعٌ مجفَّـفٌ بالشَّمس ولآلئ لتمنحه أحسن الصِّفات. ربَّما نتساءل عن علاقة الضُّفدع باللُّؤلؤ هنا؟ لكن كان يُعتـقد قديمًا أنَّ اللُّؤلؤ يتكـوَّن في جوف الضَّفادع! وربَّما أراد البابا أدريان أن يجمع الضُّفدع –وهو بحكم المَحَارة- واللُّؤلؤة معًا في تميمةٍ واحدةٍ؛ ليضمن سريان مفعولها في حمايته».
كما عُرف اعتقادٌ آخَـرُ مؤدَّاه تكوُّن اللُّؤلؤ من دماغ الـتِّــنِّـين، ومدى تـأويله؛ حيث «يعتـقد الصِّينيُّون أنَّ اللُّؤلؤ يتكـوَّن من دماغ الـتِّــنِّـين؛ ولذا فهو رمز الحكمة، وللحصول على هذا الكنز يجب قتل الـتِّــنِّـين! ويعني ذلك أنَّ على الإنسان الَّذي يرغب بنيل العلم والحكمة، أن يتجشَّم عناءً كبيرًا في سبيل ذلك، وأن يتعرَّض لشتَّى التَّجارب، وأنواع البلاء جسديًّا ونفسيًّا، ممَّا يُطلق عليه (رحلة البطل)، بمعنى أنَّ (لؤلؤة الحكمة) الَّتي يحصل عليها الإنسان، تـأتي من التَّخلُّص ممَّا سبق في الحياة؛ ليقـتـني الإنسان ما هو أفضل وأثمن، نقـف أمام بحرٍ عظيـمٍ داخل ذواتـنا، ننظر عبره في الظَّلام، فنرى لؤلؤةً لامعةً، جروحًا عتيقةً متراكمةً متراصَّةً، وحبًّا يُـكتـشف وحكمةً تُـكتسب، هل سنخوض ذلك البحر ونجابه المخاطر الَّتي يعجُّ بها لنحصل على الكنز؟!»4.
وعندما شبَّه الشُّعراءُ النِّساءَ في حسنهنَّ بالدُّرِّ أو اللُّؤلؤ، قصروا معرفة خصائصه النَّبيلة على التُّجَّار المهرة، يقول الشَّاعر العبَّاسيُّ بشَّار بن بُرْدٍ (ت 96هـ/ 168م)5: [بحر الرَّمَل]
عَـجِـبَـتْ فَـطْــمَةُ مِـنْ نَـعْـتِـي لَهَـا،
هَلْ يُجِيدُ النَّعْتَ مَكْفُوفُ الْبَصَرْ؟!
بِـــنْــتُ عَــشْـرٍ وَثَـلَاثٍ قُـسِّـمَـتْ
بَـيْـنَ غُـصْـنٍ وَكَـــثِـيـبٍ وَقَـمَــرْ
دُرَّةٌ بَــحْــرِيَّــةٌ مَـكْـنُــــــونَـــــةٌ
مَــازَهَــا الـتَّـاجِــرُ مِـنْ بَــيْـنِ الـدُّرَرْ
هذه رواية الدِّيوان، كما وردَتْ في بعض المصادر الأدبيَّة، ككتاب «زهر الآداب» للحصري القيروانيِّ، ولكن في بعضها الآخَرِ ككتاب «الأغاني» لأبي الفرج الأصفهانيِّ، رُوي البيت الثَّـالث أوَّلًا، والَّذي أوَّله: «دُرَّةٌ...»، وفسَّر الطَّاهر بن عاشورٍ –محقِّـق الدِّيوان- صفة (بحريَّةٍ) على وجهيْنِ، قائلًا: «بحريَّةٌ يصحُّ أن يكون نسبةً إلى البحر، وهو الماء المتبحِّر المعروف، فيكون وصفًا كاشفًا لأنَّ الدُّرَّة لا تكون إلَّا بحريَّةً، وإلَّا ظهر أنَّه نسبةٌ إلى البحريْنِ، وهي بلادٌ في بحرها أجود اللُّؤلؤ»، أمَّا جملة: «هَلْ يُجِيدُ النَّعْتَ مَكْـفُـوفُ الْبَصَرْ؟!» فحكايةٌ على لسانها وبيانٌ لمضمون تعجُّبها، وهي على تـقدير حذف «قالَتْ:...»، والأبيات في تغزُّل بشَّارٍ في جاريةٍ مغـنِّيةٍ اسمها «فطمة»، سمعها تغـنِّي فأحبَّها، ووصفها فأتـقن الوصف كأنَّه رآها وهو كفيفٌ فتعجَّبَتْ، وقد أوضح في تـشبيهه أنَّها خُلِقَتْ مقسَّمةً إلى: غصنٍ ويعني قَـدَّها، وكثيبٍ ويعني رِدْفَها، وقمرٍ ويعني وجهها.
تصوير الصَّدَفَة واللُّؤلؤة على الطَّابع والعُـمْـلَة للجمال والنَّفاسة:
تمتاز الأحجار الكريمة عن الأحجار الطَّبيعيَّة العاديَّة بوجهٍ عامٍّ ببعض الصِّفات الفيزيائيَّة؛ في النُّدرة واللَّون والمتانة والصَّلادة، وهي معايـيرُ لقياس جودة الحجر، مثلًا في معيار الصَّلادة (ويُعرف بالقساوة أو العسرة) نجد الألماس أشدَّها بينما نجد اللُّؤلؤ أضعفها. وهناك معايـيرُ للجودة وُضِعَتْ لإبراز جماليَّات اللُّؤلؤ وتـثمينه، وللمقارنة بين الطَّبيعيِّ وغيره، منها: اللَّمعان؛ فكلَّما ازداد توهُّج اللُّؤلؤة ازدادَتْ قيمتها، والحجم؛ فكلَّما كانت اللُّؤلؤة أكبر حجمًا كانت أكثر ندرةً وصارَتْ أغلى ثمنًا، ثـمَّ نعومة السَّطح وتـنـوُّع اللَّون. كما تُحدَّد قيمة اللُّؤلؤ لدى صائغي الجواهر أيضًا من خلال مزيجٍ من معايـير: اللَّمعان والحجم واللَّون، إضافةً إلى التَّـناسُق وقـلَّة عيوب السَّطح، ويُعَدُّ اللَّمعان أهمَّ عاملٍ لتميـيز جودة اللُّؤلؤ، واللَّآلئ كبيرة الحجم مستديرة الشَّكل نادرةٌ وغاليةٌ، أمَّا اللَّآلئ الَّتي على شكل دمعةٍ فغالبًا ما تُستخدم في القلائد، وتختلف ألوان اللُّؤلؤ باختلاف البيئة المحيطة به، ويُعَدُّ الأسود منه أغلى من الأبيض لندرته.
ومن مظاهر أهمِّـيَّة الأصداف واللَّآلئ والوقوف على قيمتها، تصويرها ووضعها على طوابع البريد وقطع العملات، حيث ظهرَتِ الأصداف على ما يزيد عن خمسة آلاف طابعٍ بريديٍّ في مختلف دول العالم، كما ظهرَتْ على بعض القطع النَّـقديَّة، مثل: الجوردة الهايتـيَّة سنة (1973م)، والدُّولار البهاميِّ (1974م)، والبيزو الكوبيِّ (1981م)، والرُّوبي النِّيباليِّ (1989م)، والبيسو الفلبينيِّ (1993م).
ويُستخدم (القيراط) في وزن الأحجار الكريمة، وهو يساوي خُمْسَ الجرام، أمَّا الأحجار الطَّبيعيَّة الأخرى والنِّصف كريمةٍ فيُستخدم (الجرام) في وزنها لعدم ندرتها، بينما كان وزن اللُّؤلؤ الشَّرقيِّ ومايزال حسب وحدة الـ(چو)، في شبه الجزيرة العربيَّة وفارس والهند، ومن خلال مخطوطاتٍ قديمةٍ تبيَّن أنَّ أصل هذه الكلمة يعود إلى اللُّغة التَّـاميليَّة، المستعملة قديمًا في سيلان (سيريلانكا حاليًا)، وهي في الإنجليزيَّة «Chevvu»، وكانت كلُّ مصطلحات التَّعامُل في اللُّؤلؤ تُــكتب بأحرف التَّـاميل، وكان التُّجَّار العرب والفرس والقادمون من الهند يستعملون الـ(چو) كوحدةٍ معـيَّـنةٍ في الميزان، وليس القيراط والحبَّة، منذ الزَّمن الَّذي كان فيه اللُّؤلؤ الشَّرقيُّ لؤلؤ الخليج العربيِّ والبحر الأحمر وسيلان القديمة يُصطاد ويُـتاجر فيه، وتـنـوَّعَـتْ أشكال كتابتها لدى الكُـتَّـاب البريطانيِّين، مثل: (جاو- جيو- جوي).
ووحدات الميزان تختلف من بلدٍ إلى أخرى، بل إنَّ التَّسمية تختلف، وتجد ما يوازيها حسب عدد الحبَّات؛ ففي البحريْنِ: (مثـقالٌ واحدٌ= 66 حبَّةً= 150 ذرَّةٍ)، وفي قطر: (مثـقالٌ واحدٌ= 66 راتي= 160 ذرَّةٍ)، وفي بومباي: (مثـقالٌ واحدٌ= 24 راتي= 74 ذرَّةً)، وفي بونا: (مثـقالٌ واحدٌ= 24 راتي= 68 ذرَّةً وثلاثة أرباع الذَّرَّة)، وبعد معرفة وزن اللُّؤلؤة تُوجد عـدَّة طرقٍ للقياس لمعرفة قيمتها بالـ(چو)، ولا تـقـيَّم اللُّؤلؤة حسب وزنها فـقـط وإنَّما حسب نوعـيَّـتها، فشكل اللُّؤلؤة ولونها يؤثِّران في تـقـيـيمها. وتـقـيـيم اللُّؤلؤ على أربع مراحلَ: عيار الحجم بانتـقاء مجموعةٍ محدَّدةٍ من اللُّؤلؤ، والتَّرتيب النَّوعيُّ العينيُّ بانتـقاء الأشكال والبريق في كلِّ مقاسٍ، والوزن بالميزان وما يقابله بالذَّرَّات، وتعيـين القيمة الاعتماديَّة لكلِّ لؤلؤةٍ حسب صنفها ووزنها ومعطيات السُّوق6.
الرَّمز المتـناقض للُّؤلؤ:
أسهم اللُّؤلؤ في تـشكيل معتـقداتٍ متضاربةٍ ورموزٍ متـناقضةٍ؛ ربَّما بسبب آلـيَّة تكوين اللُّؤلؤة الرَّقيقة البرَّاقة، في باطن حيوانٍ رخويٍّ ضعيفٍ، داخل مَحَارةٍ صلبةٍ مجعَّـدةٍ رماديَّةٍ، بما يشي ابتداءً بالتَّـناقُض! وقد نُسب خلق اللُّؤلؤ إلى القمر وقطرات المطر، فارتبط بالأنوثة والخصب، واعتـقد الصِّينيُّون حين تصارع الـتَّـنانين تساقط اللُّؤلؤ من السَّماء، أي: تساقط المطر مع الرَّعد والبرق، واعتـقد الهنود خلق اللُّؤلؤ من قطرات المطر الَّتي تسقط في البحر فتلتـقمها المَحَارات، ووفـقًـا لطبيعة هذه النَّـشأة ارتبط اللُّؤلؤ بالولادة، فيُعتـقد أنَّه يساعد على الحمل، إن وضعه الزَّوجان تحت وسادتهما، ولكن على المرأة أن ترتدي عقدها ليزداد بريقه، فـقـد يذبل اللُّؤلؤ ويموت مع مرور الزَّمن.
واستُخدم اللُّؤلؤ لإيجاد المحبَّة، وجلب الثَّروة، وحماية البيت من الحريق، وارتدى الغوَّاصون قلائدَ من اللُّؤلؤ لتحميهم من هجمات أسماك القرش، ولارتباط اللُّؤلؤ بالدُّموع كان المحاربون القدماء يثـبِّـتون لؤلؤةً على سيوفهم رمزًا للأسى الَّذي ستجرُّه سيوفهم على أعدائهم، ويُعتـقد في ارتداء عقدٍ من حبَّة ياقوتٍ تحيط بها اللَّآلئ أنَّها تجلب الحظَّ الحسن والثَّروة، ويُعتـقد أنَّ لون اللُّؤلؤة يتحكَّم في قدراتها؛ فالسَّوداء لجلب الحظَّ الحسن، والورديَّة لتوفير الحياة المريحة، والصَّفراء لجلب الثَّروة، والحمراء لجلب الذَّكاء.
ويُعتـقد أنَّ اللُّؤلؤ يمنح لابسه طاقةً من تدفُّـق الحياة، فيقـوِّي إيمانه ويهدِّئ باله، ويعزِّز حبَّه للصَّداقة والوفاء، فهو يرمز إلى النَّـقاء ويُسمَّى بـ(حجر الإخلاص)، وترمز اللُّؤلؤة إلى الجمال والكمال، فباستدارتها وصفائها تـشبه الشَّمس والقمر والكواكب، ويُعتـقد أنَّ على المهدَى إليه اللُّؤلؤ أن يدفع ثمنه كقطعة نقودٍ معدنيَّةٍ للمهدِي؛ لتردَّ عنه الحظَّ السَّيِّء. وكان اللُّؤلؤ يُجلب من مكَّة في موسم الحجِّ، وتُصنَّع منه عقود العرس في شهر رمضان تباركه الأدعية، وكانت تُـكسى العروس المغربيَّة بحليٍّ من اللُّؤلؤ، وعُرف في الأدبيَّات القديمة بأنَّه دموع الحوريَّات وعرائس البحر والحور العِين في جنَّات النَّعيم، ويُعتـقد أنَّ بريقه يقي العروس من الشَّرِّ والحسد فتغطَّى به؛ لذا استُخدم في رقى الحماية والحبِّ.
وترمز اللُّؤلؤة إلى النَّـقاء والبراءة؛ لأنَّها لا تُـقطَّع ولا تُجزَّأ كباقي الأحجار الكريمة، فيُطلق اللُّؤلؤ على العذارى العفيفات، فإن فَـقَـدْنَ ذلك يُـقال: انفرط العقد، وعلى العكس ترمز اللُّؤلؤة إلى الفحش والفجور عند الأثرياء والسَّاقطين، فـقـد عبَّر بعض الفنَّانين عن حياة اللَّهو والمجون بعقد اللُّؤلؤ وزجاجة العطر، بينما عبَّروا عن هجر حياة الفساد وإعلان التَّوبة والإيمان بقطع عقد اللُّؤلؤ وانفراط حبَّاته. ويُعتـقد أنَّه يجلب الصِّحَّة وطول العمر والثَّراء وحسن الحظِّ للابسه؛ لأنَّه مخلوقٌ من مادَّةٍ عضويَّةٍ، وعلى العكس فيُعتـقد أنَّ اللُّؤلؤ في خاتم الزَّواج يجلب الحظَّ السَّيِّء للعروسيْنِ، فتمتلئ الحياة الزَّوجيَّة بالدُّموع. وقـدَّس الإغريق اللُّؤلؤ وربطوه بالحبِّ والزَّواج، وصار عقد اللُّؤلؤ رمزًا للزَّواج السَّعيد، وعلى العكس فيُعتـقد أنَّ كلَّ حبَّة لؤلؤٍ في عقدٍ مقدَّمٍ للزَّواج، تعبِّر عن مناسبةٍ تبكي فيها الزَّوجة من زوجها7.
ارتباط اللُّؤلؤ بالقداسة والأساطير:
لم تـتجاوز الكتب المقـدَّسة الحديث عن اللُّؤلؤ، فـقـد ورد في القرآن والإنجيل والتَّوراة، وكما تطرَّق لذكره كثيرٌ من الأديان السَّماويَّة وغير السَّماويَّة، فـقـد تبعَـتْهَا الفلسفات الدِّينيَّة حيث ذكره بوذا وكونفوشيوس، وارتبط اللُّؤلؤ بالقداسة والأساطير والسِّحر، كما في الطُّقوس الصَّابئـيَّة والهندوسيَّة؛ فـقـد وُثِّــقَ في جارودا بورانا أحد كتب الأساطير الهندوسيَّة وصف التَّــقليد الهندوسيِّ اللَّآلئ التِّسع المقـدَّسة، ويُعَدُّ اللُّؤلؤ من الأحجار السَّبعة المقـدَّسة الَّتي استُخدمَتْ في المعابد البوذيَّة، واحتـوَتِ الأيورفيدا على إشاراتٍ إلى استخدام مسحوق اللُّؤلؤ كمحفِّزٍ للهضم وعلاجٍ للأمراض العقليَّة، وذكر ماركو بولو ارتداء ملوك مالابار عقدًا/ أو مسبحةً، مكوَّنًا من مائةٍ وثماني/ أو مائةٍ وأربع لآلئَ ويواقيتَ، منحه جيلٌ من الملوك إلى جيلٍ تالٍ؛ لأنَّ على كلِّ ملكٍ أن يتلو مائةً وثماني صلواتٍ كلَّ صباحٍ وكلَّ مساءٍ، وكان من التَّــقاليد الهندوسيَّة تـقديم لؤلؤةٍ جديدةٍ غير مثـقوبةٍ، وتُــثــقب خلال حفل الزِّفاف، واستمرَّ هذا التَّــقليد حتَّى مطلع القرن العشرين.
ولعلَّ هناك رابطًا كنائـيًّا بين هذا التَّــقليد وقول الخليفة العبَّاسيِّ هارون الرَّشيد (ت 193هـ/ 809م)، عندما سِيقَتْ إليه جاريةٌ ثَـيِّبٌ8: [بحر الكامل]
قَالُوا: تُحِبُّ صَـغِـيرَةً؟ فَـأَجَـبْـتُهُـمْ:
أَشْهَى الْمَـطِـيِّ إِلَيَّ مَا لَمْ يُـرْكَبِ!
كَمْ بَـيْنَ حَـبَّـةِ لُـؤْلُـؤٍ مَـثْـقُوبَـةٍ
نُظِمَتْ وَحَبَّـةِ لُـؤْلُـؤٍ لَمْ تُـثْـقَـبِ
فأجابَـتْهُ الجارية من فورها قائلةً:
إِنَّ الْـمَـطِـيَّـةَ لَا يَـلَـذُّ رُكُوبُهَـا
مَا لَمْ تُذَلَّلْ بِالزِّمَامِ وَتُرْكَبِ
وَالـدُّرُّ لَـيْـسَ بِــنَـافِـعٍ أَرْبَـابَـهُ
مَا لَمْ يُؤَلَّفْ بِالنِّظَامِ وَيُثْـقَبِ
فاللُّؤلؤة كنايةٌ عن المرأة؛ لجمالها من جهةٍ، ونفاستها من جهةٍ أخرى، وثـقب اللُّؤلؤة من عدمه كنايةٌ عن حالة المرأة بين البكارة والثُّيوبة، ولن يستمتع الرَّجل بالمرأة إلَّا إذا تزوَّجها كما يزدان صاحب الدُّرِّ به.
بل إنَّ اللُّؤلؤ ممَّا كان يُـتـقـرَّب به إلى الآلهة ويُرمز به إلى القداسة؛ فـقـد «قـدَّم الرُّومان اللُّؤلؤ للإلهة إيزيس، بعد أن انتـقـلَتْ إليهم عبادتها من مصرَ، وصاروا يرتدون اللُّؤلؤ تَـيَمُّـنًـا بها ولإرضائها... من أشهر اللَّآلئ في التَّـاريخ هي اللُّؤلؤة السَّاسانـيَّة، في بلاد فارسَ عام (500 ميلاديَّة)، كانت لؤلؤةً كبيرةً تـزيِّـن قِـرْطًا كان يرتديه الملوك السَّاسانـيُّون، في الأذن اليمنى كرمزٍ لعلويَّـتهم وقـداستهم، حصل غـوَّاصٌ شجاعٌ من عامَّة الشَّعب على تلك اللُّؤلؤة، بعد أن قضى على حارسها القرش الشَّرس، إلَّا أنَّه دفع حياته ثمنًا لها، ومن ذلك اكتسبَتْ قيمتها القدسيَّة زيادةً على حجمها وجمالها»9، كما اشتهرَتِ الحكايات والأساطير والمعتـقدات عن اللُّؤلؤ لدى شعوب العالم، قديمًا عند الإغريق والهند والفرس والصِّين، وحديثًـا في أوروبَّا وأمريكا، فضلًا عن العرب، وتعود أصول كثيرٍ من هذه الحكايات إلى منطقة المحيط الهنديِّ؛ لاستحواذها على تجارة اللُّؤلؤ لأكثر من أربعة آلاف عامٍ.
ذكر اللُّؤلؤ في القرآن الكريم:
وردَتْ كلمة (اللُّؤلؤ) في القرآن الكريم صراحةً ستَّ مرَّاتٍ، وتعدَّدَتْ سياقاتها الفكريَّة ودلالاتها البلاغيَّة:
ففي سياق التَّحدِّي بإظهار عجائب الخلق، حيث يُوجد اللُّؤلؤ في قاع البحر داخل صَدَفَةٍ تسمح بدخول الماء والغذاء له وتحميه من الأخطار، يقول -تعالى-: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَـقِـيَانِ◌ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ◌ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُـكَذِّبَانِ◌ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} [سورة الرَّحمن: الآيات 19 - 22].
واستلهم الشَّاعر ابن هانئٍ الأندلسيُّ (ت 362هـ/ 972م) هذا المعنى فجمع بين (اللُّؤلؤٌ) و(المَرجان)، في ثـنايا مدحه الخليفة المعزَّ، قائلًا10: [بحر الكامل]
أَدْمَى لَهَا الْمَرْجَانُ صَفْحَةَ خَدِّهِ
وَبَـكَى عَـلَـيْهَا اللُّؤْلُـؤُ الْـمَكْنُونُ
أَعْدَى الْحَمَامَ تَأَوُّهِي مِنْ بَعْدِهَا
فَكَـأَنَّـهُ فِـيمَا سَـجَـعْــنَ رَنِـيـنُ
بَـانُـوا سِـرَاعًـا لِـلْـهَـوَادِجِ زَفْـــرَةٌ
مِــمَّــا رَأَيْــنَ وَلِـلْـمَـطِـيِّ حَـنِينُ
وفي سياق امتـنان الله على خلقه بدخولهم الجنَّة والتَّـنعُّم بملذَّاتها، وقد تكرَّر تـذيـيل الآيات ليؤكِّد تزيُّن أهل الجنَّة بالذَّهب واللُّؤلؤ والحرير، يقول -تعالى-: {إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [سورة الحجِّ: الآية 23]، ويقول -تعالى-: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [سورة فاطر: الآية 33]، ورغم أنَّ اللُّؤلؤ ارتبط ذكره بنعيم الجنَّة في صحبة الحور العين والوِلدان المخلَّدين، فـقـد ارتبط ذكره أيضًا بالآلام والدُّموع؛ ربَّما لندرة اقـتـنائه وتحمُّل مشقَّة رحلة الحصول عليه لتـشوُّف النَّـفس إليه.
وفي سياق تـشبيه الحور العين باللُّؤلؤ، كأنَّهنَّ اللُّؤلؤ في جمالهنَّ، لاسيَّما ناصع البياض منه، ممَّا يدلُّ على البهاء والصَّفاء، وكأنَّهنَّ اللُّؤلؤ في احتجابهنَّ، حيث إنَّ اللُّؤلؤ مكنونٌ، أي: محجوبٌ أو مستورٌ عن العيون، فيصعب الوصول إليه والحصول عليه، ولا يناله إلَّا من يستحقه، كالحور العين الَّتي كتبها الله لعباده المؤمنين، يقول -تعالى-: {وَحُورٌ عِينٌ◌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} [سورة الواقعة: الآيتان 22 - 23].
وفي سياق تـشبيه الغِلمان أو الوِلدان باللُّؤلؤ، فهؤلاء مخلَّدون في الجنَّة لخدمة أهلها، وعندما ينظرون إليهم يجدونهم كاللُّؤلؤ المتـفـرِّق، من شدَّة حسنهم ونضرة وجوههم، وربَّما لكثرة عددهم، يقول -تعالى-: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} [سورة الطُّور: الآية 24]، ويقول -تعالى-: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} [سورة الإنسان: الآية 19]، ولعلَّهما من متـشابهات القرآن الكريم، فـقـد اتَّــفـق صدر الآيتيْنِ (ويطوف عليهم)، بينما اختلفا في استبدال الاسم (غِلمان/ وِلدان)، وإن اختلف عجز الآيتـيْنِ في الصِّياغة (كأنَّهم/ حسبتَهم)، فـقـد اتَّــفـقا في الدِّلالة لإرادة التَّـشبيه، بينما اختلفا في استبدال الصِّفة (مكنون/ منثور).
كما ورد اللُّؤلؤ في القرآن الكريم تـلميحًا، في قوله –تعالى-: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَـأَكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْـتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَـلْبَسُونَهَا وَتَـرَى الْفُـلْـكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَـبْـتَـغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَـلَّـكُمْ تَــشْكُرُونَ} [سورة فاطر: الآية 12]، والمقصود بـ(الحِـلْـيَـةِ) هنا (اللُّؤلؤ)، حيث أطلق القرآن على النَّهر بحرًا من باب التَّغليب، وإن كان قد أقـرَّ بأنَّ كليْهما -البحر والنَّهر- مصدران للطَّعام، فـقـد استـشرف المستـقبل بأنَّهما مصدران للزِّينة أيضًا، وإن كان من المعروف استخراج اللُّؤلؤ من الماء المالح حينها، فإنَّ القرآن استبق الأحداث بلفظة (كلٍّ)، أي: كلٍّ منهما، الَّتي تعني استخراجه من البحر والنَّهر جميعًا، حيث ظهرَتِ القدرة على استـنـبات اللُّؤلؤ في الماء العذب تصديقًـا لهذه الإشارة القرآنيَّة.
استلهام التَّركيب الوصفيِّ (لؤلؤٌ مكنونٌ)
و(لؤلؤٌ منثورٌ):
لقد أثَّر القرآن الكريم في أسلوب الشعراء، فاستلهم الشَّاعر العبَّاسيُّ أبو تمَّامٍ حبيب بن أوسٍ الطَّائيُّ (ت 231هـ/ 845م) التَّركيب الوصفيَّ (لؤلؤٌ مكنونٌ)، في ثـنايا مدحه الواثـق بالله، قائلًا11: [بحر الكامل]
مَا فَوْقَ مَجْدِكَ مُرْتَقَى مَجْدٍ وَلَا
كُـلُّ افْـتِخَارٍ دُونَ فَـخْرِكَ دُونُ
جَاءَتْـكَ مِنْ نَظْـمِ اللِّسَانِ قِـلَادَةٌ
سِـمْـطَانِ فِيهَا اللُّـؤْلُؤُ الْمَـكْـنُونُ
كما استلهم الشَّاعر العراقيُّ معروف الرَّصافيُّ (ت 1365هـ/ 1945م) التَّركيب الوصفيَّ (لؤلؤٌ منثورٌ)، في شعر الطَّبيعة حين وصف قطرات الماء الدَّافـق من فَـوَّارَةٍ، قائلًا12: [بحر الكامل]
هَلْ ذَاكَ ذَوْبُ الْمَاسِ يَجْمُدُ صَاعِدًا
أَمْ قَـدْ تَـجَـسَّـمَ فِـي الْهَـوَاءِ الـنُّـورُ؟!
تَـتَـنَاثَـرُ الْـقَـطْـرَاتُ فِـي أَطْـرَافِـهَا
فَــكَـأَنَّمَا هِـيَ لُـؤْلُــؤٌ مَـــنْـثُـورُ
وإن كان الرَّصافيُّ قد التزم باستخدام صفة (المنثور) بديلًا عن صفة (المكنون) مراعاةً للقافية، فإنَّه قد صدَّر البيت بالفعل (تـتـناثر)؛ ليحقِّـق ظاهرةً بديعيَّةً هي ردُّ الأعجاز على الصُّدور، ليس بتكرير الكلمة ذاتها وإنَّما باشتراك الكلمتـيْنِ في الأصل الاشتـقاقيِّ؛ الجذر الثُّلاثيِّ المجرَّد (ن- ث- ر).
كذلك استطاع الشَّاعر المخضرم تميم بن مقبلٍ (ت 37هـ/ 657م) أن يجمع بين الصِّـفـتـيْـنِ كتضادٍ في بيتٍ شعريٍّ واحدٍ؛ وذلك لانفكاك الجهة، فاللُّؤلؤ لديه هو كلام الممدوح أو المتغـزَّل فيه، إن نطق به المتكلِّم صار لؤلؤًا منثورًا، وإن صمت عنه ظلَّ لؤلؤًا مكنونًا، حيث يقول13: [بحر البسيط]
إِذَا نَـطَـقْـنَ رَأَيْـتَ الدُّرَّ مُـنْــتَــثِــرًا
وَإِنْ صَمَتْـنَ رَأَيْتَ الدُّرَّ مَكْـنُونَا
ولقد انـتـزع الشَّاعر العبَّاسيُّ أبو الفرج الوأواء الدِّمشقيُّ (ت 370هـ/ 980م) هذا المعنى انـتـزاعًا، لكـنَّه جعل الدُّرَّ منتـظِمًا (أي: مجموعًا) حال السُّكوت، وأبقى عليه منثورًا حال النُّطق، حيث قال14: [بحر البسيط]
يَا سَاكِتًا عَنْ كَلَامِي لَا يُكَلِّمُنِي
تِيهًا، أَلَا كُلُّ فِعْـلٍ مِنْـكَ مَـبْـرُورُ
وَإِذَا سَـكَتَّ فِـمِنْـكَ الدُّرُّ مُـنْـتَـظِـمٌ
وَإِنْ نَطَـقْـتَ فَـمِـنْكَ الدُّرُّ مَـنْـثُـورُ
يُروى: «وَإِذَا بَكَيْتَ...»، بدل «وَإِذَا سَكَتَّ...»، ويُروى: «فَمِنْكَ الْحُسْنُ مُـبْـتَسِمٌ...»، بدل «فِـمِنْـكَ الدُّرُّ مُـنْـتَـظِمٌ...»، كما ينوِّه سامي الدَّهَّان محقِّـق الدِّيوان إلى أنَّ البيت -محلَّ الشَّاهد- شبيهٌ بقول الشَّاعر أحمد الأندلسيِّ، الَّذي جعل الدُّرَّ منتـظِمًا حال الابتسام، وأبقى عليه منثورًا حال النُّطق أيضًا، حيث قال:
إِذَا ابْتَسَمْنَ فَـدُرُّ الثَّـغْـرِ مُـنْـتَـظِـمٌ
وَإِنْ نَطَــقْــنَ فَـدُرُّ اللَّـفْـظِ مَـنْـثُـورُ
تجلِّيات اللُّؤلؤ في شعر الغزل والمدح والطَّبيعة:
كثيرًا ما ذُكِرَتِ الأصداف واللَّآلئ بصحبة الأحجار الكريمة في الشِّعر العربيِّ، وتغـنَّى بها الشُّعراء في سياقاتٍ متعدِّدةٍ لاسيَّما الغزل والمدح والطَّبيعة، فبعض النِّساء –والبعض كثيرٌ- من جمالهنَّ تكاد الأحجار الكريمة واللَّآلئ المنثورة أن تصطفَّ؛ لتـشكِّـل أوزانًا وقوافيَ للتَّغزُّل بهنَّ! فمن تجلِّيات اللُّؤلؤ في الشِّعر ما وضَّحه الشَّاعر الجاهليُّ طَرَفَةُ بن العبد (ت 60ق.هـ/ 564م)، قائلًا من معلَّـقـته15: [بحر الطَّويل]
وَفِي الْحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ الْمَرْدَ شَادِنٌ
مُـظَاهِـرُ سِـمْطَـيْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدِ
و(الأحوى) هو أسمر الشَّفـتـيْنِ، و(الشَّادن) هو الغزال الَّذي كبر فاستغنى عن أمِّه، و(المُظَاهِرُ) هو الَّذي يلبس درعًا أو ثوبًا فوق ثوبٍ، والمقصود به هنا من يلبس عقدًا فوق عقدٍ، حيث ذكر (السِّمْطَ) وهو الخيط أو السِّلك الَّذي تـنتظم فيه الجواهر والأحجار الكريمة كاللُّؤلؤ والزَّبرجد.
وهو ما أكَّده الشَّاعر الجاهليُّ النَّابغة الذُّبيانيُّ (ت 18ق.هـ/ 605م)، من أنَّ المرأة محطَّ غزله قد زَيَّـنَتْ رقبتها بعقدٍ من الدُّرِّ والياقوت، وجعلَتْ فواصل هذا العقد من الأحجار الكريمة كاللُّؤلؤ والزَّبرجد، كمن تـفصل بين كلِّ جوهرةٍ بخرزةٍ، حيث يقول16: [بحر الكامل]
بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ زَيَّنَ نَحْرَهَا
وَمُفَصَّلٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَـرْجَـدِ
وتـتجلَّى بلاغة التَّصوير لدى الشَّاعر الجاهليِّ عنترة بن شدَّادٍ (ت 15ق.هـ/ 608م)، حيث يصف النِّساء العزيزات (أي: الكريمات الممنَّعات)، داخل الأحداج (جمع حِدْجٍ) وهو مركبٌ لهنَّ كالهودج، ويرتدين الدِّيباج (وهو ثوبٌ لُحمته وسُداه من الحرير)، كأنَّهنَّ دُمًى من لؤلؤٍ، تـتـبخترن في مشيتهنَّ، كأنَّهنَّ غصونٌ مترنِّحاتٌ في الـنَّـقَـا (وهو القطعة من الرَّمل المحدودبة) الرَّجراج (أي: المضطرب)، قائلًا17: [بحر الكامل]
لِمَنِ الشُّمُوسُ عَزِيزَةَ الْأَحْدَاجِ؟
يَطْــلعْـنَ بَـيْـنَ الْـوَشْيِ وَالـدِّيبَاجِ
مِنْ كُـلِّ فَائِـقَـةِ الْجَمَالِ كَدُمْيَةٍ
مِنْ لُؤْلُؤٍ قَـدْ صُــوِّرَتْ فِـي عَـاجِ
تَمْشِي وَتَرْفُلُ فِي الثِّـيَابِ كَأَنَّهَا
غُـصْـنٌ تَــرَنَّـحَ فِـي نَـقًا رَجْـرَاجِ
ويصف الشَّاعر العبَّاسيُّ بشَّار بن بُرْدٍ صوت مغـنِّيةٍ باللُّؤلؤ، قائلًا18: [بحر الطَّويل]
جَرَى اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ فَوْقَ لِسَانِهَا
لِـزُوَّارِهَـا مِـنْ مِـزْهَـــرٍ وَيَــــرَاعِ
إِذَا قَـلَّبَتْ أَطْرَافُهَـا الْـعُودَ زَلْـزَلَتْ
قُــلُـوبًـا دَعَــاهَا لِلصَّـبَابَــةِ دَاعِ
كَـأَنَّهُـمُ فِي جَنَّـةٍ قَدْ تَلَاحَـقَتْ
مَـحَاسِــنُـهَـا مِـنْ رَوْضَـةٍ وَيَفَاعِ
يوضِّح بشَّارٌ صفات الحسن في المغـنِّية الَّتي زاروها، فكأنَّ اللُّؤلؤ المصون قد انساب فوق لسانها وهي تغـنِّي لهم، وهي ممسكةٌ بـ(المِزْهَرِ)، أي: العود ذي الأوتار الَّذي توقِّع به الألحان، وبـ(اليَرَاعِ)، أي: القصب الَّذي يُـثــقـب ويُـنفخ فيه للطَّرب، ويقصد الشَّاعرُ المفردَ (اليَرَاعَةَ)، أي: النَّاي أو المزمار، لكنَّه استخدم الجمع لضرورة القافية، والمغـنِّية من رقَّـتها إذا لامس بنانها أوتار العود وانسربَتْ أنفاسها في ثـقوب النَّاي، زلزلَتْ قلوب جلسائها، وكأنَّ بيتها استحال جَنَّةً قائمةً على (يَفَاعٍ)، أي: رَبْوَةٍ أو مرتـفَعٍ من الأرض، وتجاورها روضةٌ يكسوها الزَّهر والأشجار، وتـتخلَّـلها الجداول والأنهار، ولعلَّ الجنَّة رمزٌ للمرأة؛ فارتـفاع المكان كنايةٌ عن القوام الممشوق، والاكتساء بالزُّهور كنايةٌ عن الوجه الحسن، وتدلِّي ثمار الرَّوضة كنايةٌ عن الصَّوت العذب الَّذي يحاكي اللُّؤلؤ نقاءً وبهاءً.
ويصف الشَّاعر العبَّاسيُّ ابن الرُّوميِّ؛ أبو الحسن عليُّ بن العبَّاس (ت 283هـ/ 896م) جاريةً اسمها مظلومةٌ بارعة الحسن، قائلًا19: [بحر السَّريع]
يَــا غُــصُــنًـا مِـنْ لُـؤْلُـؤٍ رَطْــبِ
فِـيـهِ سُـرُورُ الْـعَــيـنِ وَالْـقَـلْـبِ
أَحْـسَـنَ بِــي يَـــوْمٌ أَرَانِـــيـكُـمُ
وَمَـا عَلَـى الْـمُـحْـسِـنِ مِـنْ عَـتْبِ
لِــكِـنَّـهُ أَعْــقَـبَـنِـي حَــسْـرَةً
فَدَمْـعَتِي سَـكْبٌ عَـلَى سَكْبِ
ويعقد الشَّاعر العبَّاسيُّ أبو طالبٍ عبد السَّلام بن الحسين المأمونيُّ (ت 383هـ/ 993م) عـدَّة تـشبيهاتٍ حسِّـيَّةٍ للتَّعبـير عن فتـنة الطَّبيعة في فصل الرَّبيع، من خلال عقد علاقة التَّـشبيه بين مفردات الطَّبيعة الخلَّابة والأحجار الكريمة ومنها اللُّؤلؤ، فـقـد ذكر أربع تـشبيهاتٍ بليغةٍ، اقتصر فيها على ذكر المشبَّه والمشبَّه به، وحذف أداة التَّـشبيه ووجه الشَّبه، وهي تشبيهاتٌ مفروقةٌ انتـقل فيها من تـشبيهٍ إلى آخَرَ، فعلى التَّرتيب: المشبَّهات من الطَّبيعة (الأرض- الجوُّ- النَّبت- الماء)، والمشبَّهات بها من الأحجار الكريمة (ياقوتةٌ- لؤلؤةٌ- فيروزجٌ- بِلَّوْرٌ)، وقد جمعَـتْهَا الصُّورة الكلِّـيَّة في وصف الطَّبيعة، قائلًا20: [بحر البسيط]
مَا الدَّهْرُ إِلَّا الرَّبِـيعُ الْمُسْـتَـنِـيـرُ إِذَا
أَتَى الـرَّبِــيعُ أَتَـاكَ الـنَّـوْرُ وَالـنُّـورُ
الْأَرْضُ يَـاقُـوتَـةٌ وَالْـجَـوُّ لُــؤْلُـــؤَةٌ
وَالـنَّـبْـتُ فَـيْـرُوزَجٌ وَالْـمَـاءُ بَــلُّـورُ
يَـظَلُّ يَـنْثُرُ فِـيـهِ السُّحْبُ لُؤْلُـؤَهَـا
وَالْأَرْضُ ضَاحِكَةٌ وَالطَّيْـرُ مَـسْرُورُ
عَنْ شَمِّ طِيبِ رَيَاحِينِ الرَّبِيعِ فَقُلْ:
لَا الْمِسْكُ مِسْكٌ وَلَا الْكَافُورُ كَافُورُ
وقد رأى رشيد عبد الرَّحمن العبيديُّ -الَّذي جمع شعر أبي طالبٍ المأمونيِّ- أنَّ ممَّا ساعد الشَّاعر على تخيُّر قوافيه، أنَّه لا يتحرَّج من إيراد المفردات الشَّائعة في عصره، وألفاظ المُعَـرَّب والمُوَلَّد والمُحْدَث، فبالرُّغم من سهولة التَّركيب ووضوح العبارة لديه، عِـيبَ عليه استخدام (بَلُّور) كلفظةٍ شعبـيَّةٍ، ضَمَّتْ فيها العوامُّ اللَّامَ المشدَّدة، وأصلها في اللُّغة فتحها مشدَّدةً (بِلَّوْر)، كذلك استخدامه (فيروزج) كلفظةٍ دخيلةٍ.
والقصيدة نسبها أبو منصورٍ عبد الملك الثَّعالبيُّ (ت 429هـ/ 1038م) في كتابه «الإعجاز والإيجاز»، إلى أبي طالبٍ المأمونيِّ، بينما نسبها أبو القاسم بن عساكر في كتابه «تاريخ مدينة دمشق»، وكمال الدِّين بن العديم في كتابه «بغية الطَّلب في تاريخ حلب»، إلى معاصره أبي بكرٍ الصَّنوبريِّ (ت 334هـ/ 945م)، الَّذي تـنـقَّـل بين دمشق وحلب، وقد جمع أبو بكرٍ الصُّوليُّ ديوانه، ولُـقِّب بـ«شاعر الرَّوضيَّات» فأكثر شعره في وصف الرِّياض.
كما تُوجد اختلافاتٌ كثيرةٌ في روايات القصيدة، وللبيت الثَّـاني –محلَّ الشَّاهد- روايةٌ أخرى، باستبدال طرفي التَّـشبيه في صورتـيْنِ، ولعلَّها من ضعف حافظة الرُّواة! وهي:
فَـالْأَرْضُ فَـيْـرُوزَجٌ وَالْجَـوُّ لُـؤْلُـؤَةٌ
وَالـرَّوْضُ يَـاقُـوتَـةٌ وَالْمَاءُ بَـلُّـورُ
ويستجلي الشَّاعر بهاء الدِّين بن السَّاعاتيِّ (ت 604هـ/ 1207م) جمال الرَّبيع، من خلال بلاغة التَّصوير؛ فكأنَّ أنفاس الرَّبيع معطَّرةٌ بالعنبر، وسماءه يتساقط منها مطرٌ نقيٌّ كاللُّؤلؤ، وأرضه اكتسَتْ بالخضرة كبساطٍ من السُّندس، ممَّا يجعل الشَّاعر يقـرِّر أنَّ همَّهم مرتحلٌ ولهوهم مقيمٌ، قائلًا21: [بحر الكامل]
يَا حَبَّـذَا زَمَنُ الرَّبِـيعِ وَدَوْحُهُ
قَـيْدُ النَّوَاظِرِ بَلْ عِـقَالُ الْأَنْفُسِ
وَافَاكَ يَـبْسِمُ وَالْغَـمَامُ مُعَـبِّسٌ
فَاعْجَبْ لِطَـلْعَةِ بَاسِمٍ وَمُعَــبِّسِ
جُـلِـيَتْ عَـرَائِسُهُ فَـهَـمُّ قُـلُوبِـنَا
وَاللَّهْـوُ بَيْنَ مُـقَـوَّضٍ وَمُـعَــرِّسِ
أَنْـفَـاسُهُ مِنْ عَـنْـبَـرٍ وَسَـمَـاؤُهُ
مِنْ لُؤْلُؤٍ وَبِسَاطُهُ مِنْ سُنْدُسِ
ويستلهم الشَّاعر الكويتيُّ فهد بن عليّ العسكر (ت 1370هـ/ 1951م) اللُّؤلؤ في ثـنايا الاستـفهام الاستـنكاريِّ، قائلًا22: [بحر الكامل]
أَيْـنَ الْـغَــزَالَـةُ فِـي الضُّحَى مِـنْ دَلِّهَا
وَبَهَـائِهَا فَاخْـشَعْ وَكَـبِّـرْ وَاسْـجُـدِ؟!
أَيْـنَ الـزُّهُــورُ إِذَا الـزُّهُــورُ تَـفَـتَّحَتْ
عَـنْ لُـؤْلُـؤٍ فِـي طِــيــبِـهَـا وَزُمُـــرُّدِ؟!
أَيْـنَ الْـقَـطَـا وَالْـبَـانُ إِنْ هِـيَ أَقْـبَـلَـتْ
بِـــتَــمَــايُــلٍ أَوْ أَدْبَــــرَتْ بِــتَــأَوُّدِ؟!
أَيْـنَ الْأَسِـنَّةُ وَالـظُّـبَـى مِـنْ جَـفْـنِـهَـا
ذَرْهَا تَصُولُ عَلَى الْقُلُوبِ وَتَعْتَدِي؟!
اللُّؤلؤ معادلًا موضوعيًّا للأسنان جوهر الابتسام:
للشَّاعر أبي طالبٍ المأمونيِّ قصيدةٌ يصف فيها (التَّرنجبين أو التَّرنجين) الَّذي عنون به القصيدة، وهي لفظةٌ أعجميَّةٌ تعني السُّـكَّر أو الشَّهد، ويشبِّهه في بياضه باللُّؤلؤ، قائلًا من أبياتٍ متـفـرِّقةٍ23: [بحر الرَّجز المجزوء]
وَسُـــكَّــرٍ لَـــيْـسَ مِـنْ
الـسُّـكَّـرِ بِـالْـمُسْـتَخْرَجِ
أَبْـيَـضُ كَـالْكَـافُورِ
أَوْ كَـالـلُّـؤْلُؤِ الْـمُدَحْرَجِ
طَـلَّ مِـنَ الـسَّمَـاءِ يَـهْـوِي
فَـوْقَ نَــبْـتِ الْــعَـوْسَــجِ
يَـسْــقُـطُ مِــثْـلَ الـلُّـؤْلُـؤِ
الرَّطْبِ عَلَى الْـفَيْـرُوزَجِ
ومن تـشبيه السُّـكَّر باللُّؤلؤ؛ نجد كثيرًا ما يستخدم الشُّعراءُ اللُّؤلؤَ معادلًا موضوعيًّا للأسنان في بياضها وصفائها، حيث يقول الشَّاعر العبَّاسيُّ الشَّريف المرتضى (ت 436هـ/ 1044م)24: [بحر السَّريع]
حَتَّى انْـثَـنَى يَضْحَكُ عَنْ لُؤْلُؤٍ
رَطْـبٍ ثَـوَى فِي مَـشْـرَبٍ عَـذْبِ
واستخدمه الشَّاعر العبَّاسيُّ عليُّ بن الحسن الباخرزيُّ (ت 467هـ/ 1074م)، في الفخر بالنَّصر وهجاء فضلون، قائلًا25: [بحر الكامل]
بِـالْــفَــتْـحِ فَـــتَّـحَ بَـابَـهُ ذُو عِــزَّةٍ
وَعَـدَ الْإِجَابَةَ حِينَ قَالَ: ادْعُونِي
إِنَّ الْحَدِيثَ لَذُو شُجُونٍ فَاسْتَمِعْ
أَحْـلَى حَــدِيـثٍ بَـلْ أَلَـذَّ شُـجُـونِ
أَمَّا الْـمَـمَـالِـكُ فَالسُّـرُورُ مُـطَـنِّـبٌ
فِي مُـسْـتَـقَــرِّ سَـرِيـرِهَا الْمَوْضُونِ
شَـقَّــتْ عَـقِـيـقَ شِفَاهِـهَا مُــفْـتَـرَّةً
عَـنْ مَـبْـسَمٍ كَـاللُّؤْلُـؤِ الْـمَـكْـنُونِ
واستخدمه الشَّاعر شهاب الدِّين بن معتوقٍ الموسويُّ (ت 1087هـ/ 1676م)، في ثـنايا مدحه السَّـيِّد بركة بن منصور خان، وتهنـئـته بعيد الفطر، قائلًا26: [بحر الكامل]
وَاقْطِفْ بِثَغْرِكَ وَرْدَ وَجْنَتِهَا عَلَى
خَـدِّ الشَّـقِـيـقِ وَمَـبْسِمِ النِّـسْرِينِ
وَالْـثِـمْ عَـقِـيـقِـةَ مِرْشَـفَـيْهَا رَاشِفًا
مِـنْـهَا ثَــنَـايَـا الـلُّؤْلُـؤِ الْـمَـكْنُـونِ
مشابهة الدَّمع المنحدر باللُّؤلؤ:
نُسِجَتِ الكثير من الحكايات والأساطير حول فكرةٍ مؤدَّاها أنَّ اللَّآلئ أصلها الدُّموع، ما بين أسطورةٍ ترى أنَّها دموع الآلهة المقـدَّسة، وأخرى ترى أنَّها دموع الملائكة المطهَّرة، وثالثةٍ ترى أنَّها دموع آدم وحوَّاء، ورابعةٍ ترى أنَّها دموع المتحابَّـيْنِ اللَّذيْنِ فـرَّقَـتْ بينهما الأقدار... إلخ، في مختلف الآداب الإنسانيَّة قديمًا وحديثًـا، ولم يكن خيال الشُّعراء عن ذلك بنجـوًى.
فيشبِّه الشَّاعر المخضرم كعب بن زهيرٍ (ت 42هـ/ 662م) الدَّمع المنحدر على الخدِّ باللُّؤلؤ، حين رآهم وقد رُبِطَتْ جِمالهم، و(زَمُّ الجمال) خَطْمُهَا، في قصيدته الَّتي مدح بها عليَّ بن أبي طالبٍ –كرَّم الله وجهه- قائلًا27: [بحر البسيط]
مَا أَنْسَ لَا أَنْسَهَا وَالدَّمْعُ مُنْسَرِبٌ
كَـأَنَّـهُ لُـؤْلُـؤٌ فِـي الْـخَـدِّ مَـحْدُورُ
لَــمَّـا رَأَيْــتُـهُــمُ زُمَّـتْ جِـمَـالُـهُـمُ
صَدَّقْتُ مَا زَعَمُوا وَالْـبَـيْـنُ مَحْذُورُ
ويورد الشَّاعر الأمويُّ يزيد بن معاوية (ت 64هـ/ 683م) تـشبيهًا مكـثَّــفًـا، في أعطاف قصيدته الغزليَّة الَّتي عَجَّتْ بالتَّـشبيهات والاستعارات، وبُـني جزءٌ كبيرٌ منها على حواريَّةٍ بين الشَّاعر ومحبوبته، قائلًا28: [بحر البسيط]
وَاسْتَرْجَعَتْ سَألَتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَا:
مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ، دَقَّـتْ يَـدًا بِـيَـدِ!
وَأَمْطَـرَتْ لُؤْلُؤًا مِنْ نَـرْجِسٍ وَسَقَـتْ
وَرْدًا وَعَـضّـَتْ عَلَـى الْعُــنَّابِ بِالْـبَرَدِ
وَأَنْـشَـدَتْ بِـلِـسَـانِ الْـحَالِ قَـائِـلَـةً:
مِـنْ غَـيْـرِ كَـرْهٍ وَلاَ مَـطْـلٍ وَلَا مَــدَدِ
وَاللهِ مَـا حَــزِنَــتْ أُخْـتٌ لِــفَـقْـدِ أَخٍ
حُــزْنِـي عَـــلَـيْـهِ وَلَا أُمٌّ عَــلَى وَلَـــدِ
وهي منسوبةٌ أيضًا إلى الشَّاعر العبَّاسيِّ أبي الفرج الوأواء الدِّمشقيِّ، ووردَتْ في ديوانه كمقطوعةٍ شعريَّةٍ، ويبدو أنَّها أكثر شعره انتـشارًا، فـقـد وردَتْ في مصادرَ تاريخيَّةٍ، وتـناولَـتْهَا مصادرُ أدبيَّةٌ وبلاغيَّةٌ، بل وطالها الشَّكُّ في نسبتها إليه، على النَّحو التَّـالي29: [بحر البسيط]
قَالَتْ، وَقَـدْ فَـتَـكَتْ فِـيـنَا لَوَاحِظُهَـا:
كَمْ ذَا أَمَا لِقَـتِيلِ الْحُبِّ مِنْ قَوَدِ؟!
وَأَمْطَـرَتْ لُؤْلُؤًا مِنْ نَـرْجِسٍ وَسَقَـتْ
وَرْدًا وَعَضَّتْ عَلَى الْعُـنَّابِ بِالْبَـرَدِ
إِنْسِيَّةٌ لَوْ رَأَتْهَا الشَّمْسُ مَا طَلَعَتْ
مِـنْ بَـعْـدِ رُؤْيَـتِهَـا يَوْمًا عَـلَى أَحَدِ
كَـأَنَّـمَا بَـيْنَ غَـابَاتِ الْجُفُـونِ لَهَا
أُسْدُ الْحِمَامِ مُقِيمَاتٍ عَلَى الرَّصَدِ
وبيت «وأمطرَتْ لؤلؤًا...»، يُروى «وأسبلَتْ لؤلؤًا...»، وقد أوضح عبد الملك الثَّعالبيُّ أنَّ هذا البيت هو أمير شعر الوأواء الدِّمشقيِّ؛ لأنَّه جمع خمسة تـشبيهاتٍ في بيتٍ واحدٍ، وقيل: إنَّه أبلغ بيتٍ في التَّـشبيه، حيث شبَّه دموعها باللُّؤلؤ، وعـيـنـيْها بالنَّرجس، وخدَّيْها بالورد، وأناملها أو شـفـتـيْها بالعُـنَّـاب (وهو نوعٌ من الحَبِّ يشبه الزَّيتون ولونه أحمر)، وأسنانها بالبَرَد (وهو حَبُّ الغمام المتجمِّد، ويقصد الثَّـلج في صفائه).
وفي موضعٍ آخَرَ يشبِّه أيضًا الشَّاعر الوأواء الدِّمشقيُّ دمعه باللُّؤلؤ المنثور، قائلًا30: [بحر الخفيف]
لَسْـتُ أَنْسَـى مَقَـالَهَا لِـي وَدَمْعِـي
فَـوْقَ خَـدِّي كَالـلُّـؤْلُـؤِ الْـمَــنْـثُـورِ
كُـلُّ دَمْعٍ فَبِالــتَّـكَـلُّـفِ يَـجْرِي
غَـيْـرَ دَمْـعِ الْـغَـرِيـبِ وَالْـمَهْـجُورِ
وَرَدَّ الْبَـيْنُ دَمْــعَ عَـيْنـِي فَــأَضْحَـى
كَـعَـــقِـــيــقٍ أُذِيـبَ فِــي بَــلُّـورِ
وَبَـكَـى خِـيـفَـةً عَــلَـيْـهِ مِـنَ الْـوَجْـ
ــدِ بِـدَمْـعِ الْأَحْــزَانِ طَــرْفُ السُّـرُورِ
وظلَّ الشَّاعر الوأواء الدِّمشقيُّ مفتونًا بإيراد الدَّمع مشبَّهًا بـ(اللُّؤلؤ المنثور)، أو (اللُّؤلؤ المنظور) في إحدى الرِّوايات، حتَّى ابتكر هذه الصُّورة البلاغيَّة من التَّـشبيه التَّمثيليِّ، حيث أمعن الشَّاعر في وعيه الكتابيِّ؛ بتصوير خدِّ المحبوبة كأنَّه صفحةٌ للكتابة، وكأنَّ كُحْلَ عينها مِدَادٌ، فلمَّا بَكَتْ حوَّلَتِ الدُّموع بقايا الكحل على الخدِّ كبقايا السَّطر على الصَّفحة، قائلًا31: [بحر الخفيف]
جَعَلَتْ تَـشْتَـكِي الْفِرَاقَ وَفِي أَجْـ
ـــفَـانِـهَــا عِــقْــدُ لُـؤْلُـؤٍ مَـنْـثُـورِ
وَكَأَنَّ الْكُحْلَ السَّحِيقَ مَعَ الدَّمْـ
ــعِ عَـلَى خَــدِّهَـا بَـقَـايَـا سُـطُـورِ
وتـشكِّـل الدُّموع الَّتي تـشبه اللُّؤلؤ المنثور لسان الحال المغني عن لسان المقال، في الصُّورة الحزينة الَّتي رسمها الشَّاعر العبَّاسيُّ أبو العبَّاس عبد الله بن محمَّدٍ النَّاشئ الأكبر (ت 293هـ/ 906م)، حيث يقول32: [بحر الطَّويل]
خَلِـيلَيَّ هَلْ لِـلْـمُـزْنِ مُـقْلَةُ عَـاشِـقٍ
أَمِ النَّارُ فِي أَحْشَائِهَا وَهْيَ لَا تَدْرِي؟!
أَشَارَتْ إِلَى أَرْضِ الْعِـرَاقِ فَـأَصْبَحَتْ
وَكَـالـلُّؤْلُـؤِ الْـمَنْثُورِ أَدْمُعُـهَا تَجْرِي
سَحَابٌ حَكَتْ ثَكْلَى أُصِيبَتْ بِوَاحِدٍ
فَعَاجَـتْ لَهُ نَحْـوَ الـرِّيَاضِ عَلَى قَبْرِ
تَـسَـرْبَـلُ وَشْـيًا مِـنْ خُزُوزٍ تَـطَـرَّزَتْ
مَطَارِفُـهَا طُـرْزًا مِـنَ الْوَشْيِ كَالتِّـبْـرِ
فَـوَشْـيٌ بِـلَا رَقْــمٍ وَرَقْـمٌ بِــلَا يَـــدٍ
وَدَمْعٌ بِــلَا عَـيْنٍ وَضِحْكٌ بِلَا ثَـغْرِ
وقد رُوِيَتِ الأبيات في مستهلِّها بـ(الحُزْن) بدل (المُزْن)، في قول الشَّاعر: «خَلِيلَيَّ هَلْ لِلْحُزْنِ مُقْـلَةُ عَاشِقٍ؟!»، كما روى الحصري القيروانيُّ في كتابيْه هذه المقطوعة الشِّعريَّة منسوبةً إلى النَّاشئ الأكبر، لكنَّه رواها بعـدَّة تغيـيراتٍ، ففي كتابه «نور الطَّرف ونور الظَّرف»؛ استبقى لفظة (خُزُوز) في قوله: «تَسَرْبَلُ وَشْيًا مِنْ خُزُوزٍ تَطَرَّزَتْ»، واستبدل لفظة (نَـقْـش) في قوله: «وَنَـقْـشٌ بِلَا يَـدٍ»، وفي كتابه «زهر الآداب وثمر الألباب»؛ استبقى لفظة (رَقْم) في قوله: «وَرَقْمٌ بِلَا يَـدٍ»، واستبدل لفظة (حُزُون) في قوله: «تَسَرْبَلُ وَشْيًا مِنْ حُزُونٍ تَطَرَّزَتْ».
ويوظِّف الشَّاعر العبَّاسيُّ عبد الله بن المعتـزِّ (ت 296هـ/ 909م) اللُّؤلؤ كبؤرةٍ لصورته البلاغيَّة، فجعل إنسان العين بمنزلة السَّـفينة المبحِرة في الدُّموع، بينما تـذرف الجفون دموعًا شبَّهها باللُّؤلؤ والعقيق، في مقابل نجميْنِ (النَّسر والعيُّوق)، ولشدَّة أرقه لا يـقـرَّ له قلبٌ، فكأنَّه يسهر يرعى هذيْنِ النَّجميْنِ، قائلًا33: [بحر الكامل]
مَا بَـالُ قَــلْـبِـكَ لَا يَـقَـــرُّ خُـفُـوقَـا؟!
وَأَرَاكَ تَــرْعَـى الـنَّـسْـرَ وَالْـعَـيُّـوقَا
وَجُفُونُ عَيْنِكَ قَـدْ نَـثَرْنَ مِنَ الْبُكَـا
فَــوْقَ الْـمَـدَامِـعِ لُـؤْلُــؤًا وَعَـقِـيقَـا
لَوْ لَمْ يَـكُنْ إِنْسَانُ عَـيْـنِكَ سَابِحَا
فِي بَـحْرِ دَمْـعَتِـهِ لَـمَـاتَ غَـرِيـقَـا
(الصَّدَف) و(اللُّؤلؤ) بوصفهما مصاحبةً لغويَّةً:
العين تـشبه اللُّؤلؤة، والجَفن يشبه الصَّدَفَة، والعين تسكن جَفنها كما تسكن اللُّؤلؤة صَدَفَـتَهَا، فبُؤبُؤ العين كلؤلؤ المَحَار، وعمليَّة فلق المَحَارة لاستخراج اللُّؤلؤة، تـشبه حالة الميلاد بخروج الجنين من الرَّحم، وتـشبه كذلك حالة الموت بخروج الرُّوح من الجسد، وفي كلتا الحالتـيْنِ الدُّموع ذارفةٌ، فرحًا بمولودٍ وحزنًا على مفـقـودٍ!
ولعلَّ من اللَّائق أن نـشير إلى بعض المنـتخَـبات الشِّعريَّة، الَّتي شكَّـل فيها (الصَّدَف) و(اللُّؤلؤ) مصاحبةً لغويَّةً ارتـكـزَتْ عليها الصُّورة البلاغيَّة؛ فـ(اللُّؤلؤ) جمع لؤلؤةٍ وتعني الدُّرَّة، و(المكنون) هو المصون لنفاسته، و(الصَّدَف) هو معدن الشَّيء ويعني أصله ومنبته وموضع إقامته، فهو الظَّرف العظميُّ أو المَحَار الَّذي يحوي اللُّؤلؤ بداخله؛ لذلك يحسن التَّركيب الشِّعريُّ في الجمع بينهما لاسيَّما في غرض المدح.
كقول الشَّاعر محمَّد بن سعيـدٍ البوصيريِّ (ت 696هـ/ 1295م) في قصيدة البردة، الَّتي مدح بها الجناب النَّبويَّ الشَّريف34: [بحر البسيط]
كَأَنَّمَا اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ فِي صَدَفٍ
مِنْ مَعْـدِنَيْ مَـنْـطِقٍ مِنْهُ وَمُبْتَسَمِ
فكأنَّ اللُّؤلؤ المصون في صَدَفِهِ مخلوقٌ من جنس كلام النَّبيِّ وابتسامه –صلَّى الله عليه وسلَّم- فشبَّه فمه الشَّريف بالصَّدَفَة، وشبَّه كلامه الشَّريف باللُّؤلؤة، ولا تـنجلي صورة الحسن إلَّا بالابتسام، وهو المعنى الَّذي سبقه إليه البحتريُّ الوليد بن عبـيـدٍ الطَّائيُّ (ت 284هـ/ 897م)، في قصيدةٍ يمدح بها أبا الصَّقر إسماعيل بن بلبلٍ ويهجو أحمد بن صالح بن شيرزاد، قائلًا35: [بحر الطَّويل]
وَلَمَّـا الْـتَـقَـيْـنَا وَالنَّـقَـا مَـوْعِـدٌ لَـنَا
تَـعَـجَّـبَ رَائِي الدُّرِّ حُسْـنًا وَلَاقِـطُهْ
فَمِنْ لُؤْلُؤٍ تَجْلُوهُ عِنْدَ ابْتِسَامِهَا
وَمِنْ لُؤْلُؤٍ عِنْدَ الْحَدِيثِ تُسَاقِطُهْ
ويشير حسن كامل الصَّيرفيُّ في تحقيقه ديوان البحتريِّ إلى الاختلافات بين الرِّوايات، ولعلَّ أهمَّها: (تُـبْدِيهِ- نَجْنِـيهِ)، بدلًا من (تَجْلُوهُ)، بل إنَّ خالد بن عبد الله الأزهريَّ (ت 905هـ/ 1499م) في شرحه بردة البوصيريِّ يرويه على النَّحو التَّـالي:
فَمِنْ لُؤْلُؤٍ يُبْدِيهِ عِنْدَ ابْتِسَامِهِ
وَمِنْ لُؤْلُؤٍ عِنْدَ الْكَلَامِ يُسَاقِطُهْ
وقول الشَّاعر عبد الغـفَّار بن عبد الواحد (ت 1291هـ/ 1874م) في قصيدته مادحًا السَّـيِّد حسام الدِّين أفندي الحلبيَّ قائمقام البصرة36: [بحر الكامل]
وَلَـكَـمْ تَـجَـلَّى بِـالْمَـسَـرَّةِ فَـانْجَـلَى
صَـدَأُ الْهُـمُـومِ لِـقَــلْـبِـيَ الْمَحْـزُونِ
حَـيْـثُ السَّـعَـادَةُ وَالـرِّئَاسَةُ وَالْـعُـلَا
تَـبْـدُو بِـطَـلْـعَـةِ وَجْهِـهِ الْـمَـيْـمُـونِ
يَا مَنْ جَعَلْتُ لِمَـا يَـقُـولُ مَـسَـامِـعِـي
أَصْـدَافَ ذَاكَ الـلُّــؤْلُــؤِ الْـمَكْنُونِ
ختامٌ.. في الرَّمز الصُّوفيِّ للُّؤلؤ:
رمز الشَّاعر محيي الدِّين بن عربيٍّ (ت 638هـ/ 1240م) باللُّؤلؤة إلى المعرفة الرَّبانيَّة، قائلًا37: [بحر الرَّجز]
يَـا حَـادِيَ الْـعِيسِ بِــسَلْعٍ عَـرِّجِ
وَقِـــفْ عَــلَى الْـبَانَةِ بِـالْمُدَرَّجِ
وَنَادِهِمْ مُـسْتَعْطِفًـا مُـسْتَلْطِفًا:
يَـا سَادَتِي هَـلْ عِنْدَكُمْ مِنْ فَرَجِ؟!
بِـــرَامَــةٍ بَــيْنَ الـنَّـقَـا وَحَاجِـرٍ
جَـارِيَـةٌ مَـقْـصُـورَةٌ فِي هَــوْدَجِ
يَـا حُـسْـنَهَا مـِنْ طَفْلَـةٍ غُـرَّتُــهَا
تُـضِيءُ لِـلـطَّارِقِ مِـثْـلَ الـسُّـرُجِ
لُـؤْلُـؤَةٌ مَــكْـنُونَـةٌ فِي صَدَفٍ
مِـنْ شَـعَـرٍ مِـثْـلَ سَـوَادِ الـسَّبَجِ
لُـؤْلُــؤَةٌ غَـوَّاصُـهَا الْـفِكْرُ فَـمَا
تَنْفَـكُّ فِي أَغْوَارِ تِـلْكَ اللُّجَجِ
يخاطب الشَّاعرُ حاديَ العِيس (الإبل)، ويعني به داعي الحقِّ، الَّذي يدعو ذوي الهمَّة المتطلِّعين إلى معرفته، و(سَلْعٌ) هو ميقات الإحرام من يثرب، فيدعوه أن يقبل إليه، ولا يلقي أمره عليه دفعةً واحدةً كي لا يهلك، وإنَّما يأخذه بالتَّـدريج؛ مقامًا تلو مقامٍ، وحالًا إثر حالٍ، فلا تصدر عنه حيرةٌ، وأن ينادي لاهجًا بلسان الاستعطاف والاستلطاف على أسماء الذَّات الإلهيَّة، ملتمسًا الفرج بعد استـشعاره الضِّيق من الخَلْق، والشِّفاء لما أصابه في هواها، و(رامة) منزلٌ من منازل التَّـفريد، يقع بين (النَّـقا وحاجرٍ)، ويعني بين الكثيب الأبيض والحجاب الأحمر على القلب، ويعني بـ(الجارية) معرفة الذَّات الإلهيَّة، وهي مصونةٌ في (الهَـوْدَج)، معرفةٌ تـقبع في قلوب العارفين به فحسب، فالمعرفة في القلب كالجارية في الهودج، وحملة القلوب كالإبل تحمل الهوادج.
ويستطرد الشَّاعر في وصف حسن الجارية، أو حسن المعرفة الَّتي قصدها، فـ(غُـرَّتها) بياض جبهتها، ويعني بها تجلِّيها، كالسُّرُج (جمع سراجٍ) الَّتي يهتدي بها السَّائرون، فتضيء لـ(الطَّارق) الآتي ليلًا، ويعني بهم أهل الإسراءات والمعارج والمعارف، ويصف المعرفة بـ(اللُّؤلؤة المكنونة)، فهي لشرافتها ونفاستها صِينَتْ، و(في صَدَفٍ) تعني أنَّها مستورةٌ بحجاب الغيب، لكنَّه حجابٌ مشعورٌ به، فيصحُّ طلبها ولا يُـنكر تعـلُّق الهمَّة بها، ويغوص الفكر في لُجَّةِ البحر ليستخرج هذه اللُّؤلؤة/ أو هذه المعرفة، لكنَّها تستعصي على النَّظر والاستدلال فيظلُّ الفكر غائصًا، إنَّها لؤلؤة المعرفة الَّتي لا تُحصَّل بسعايةٍ بشريَّةٍ وإنَّما بعنايةٍ إلهيَّةٍ.
انطمار اللُّؤلؤ في أسماء الأشخاص:
أشهر أسماء الأحجار الكريمة: أرجوان- أكوامارين (أو زمرُّد أزرق)- ألكسندريت (أو إسكندريت أو حجر القياصرة والنُّبلاء)- ألماس- ألمندين- أندلسيت (أو أندلسيّ)- أوبال (أو عين الشَّمس)- بيريل- جارنيت (أو غارنيت أو بجادي أو بيجاذ أو مقيق أو حجر السَّيلان)- جمشت (أو أماتيست)- حجر القمر- دُرُّ النَّجف (حجر براق)- زبرجد- زركون- زمرُّد- سبج- عقيق أحمر (أو ينع)- عَـوْهَـق (أو لازورد)- عين الببر (أو عين النَّمر)- عين الهِرِّ (أو سيليكا مائـيَّة)- فلسبار (أو مجموعة فلدسبار)- كهرمان- لؤلؤ- لعل (أو إسبينل)- مَرجان- مرو (أو كوارتز)- ياقوت أحمر- ياقوت أزرق (أو زفير)- ياقوت أصفر (أو توباز). وأشهر أسماء الأحجار النِّصف كريمةٍ: تورمالين- دخنج (توتيه)- فيروز (أو فيروزج)- يَـشْب (أو كاسبر).
وقد خلَّد القرآن الكريم بعض أسماء الأحجار الكريمة، بذكرها في مواضع الامتـنان؛ كـ(اللُّؤلؤ) و(المَرجان)، في قوله -تعالى-: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَـقِـيَانِ◌ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ◌ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُـكَذِّبَانِ◌ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} [سورة الرَّحمن: الآيات 19 - 22]، وكـ(الياقوت) و(المَرجان)، في قوله -تعالى-: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَـبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ◌ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُـكَذِّبَانِ◌ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [سورة الرَّحمن: الآيات 56 - 58]، فـقـد شبَّه الله –تعالى- زوجات أهل الجنَّة بصفاء الياقوت وبياض المَرجان.
وكثيرٌ منها استُعمل كأسماء أشخاصٍ، أمَّا عن تسمية الأشخاص بـ(لؤلؤ)، فـقـديمًا كان يُطلق هذا الاسم على العبيد، مثـل: أبو لؤلؤة المجوسيُّ (ت 23هـ/ 644م)، وهي كنيته نسبةً إلى ابنته، فاسمه فيروز النَّهاونديُّ، أسره الرُّوم ثـمَّ المسلمون فكان مولًى عند المغيرة بن شعبة، وهو قاتل عمر بن الخطَّاب –رضي الله عنه- ثاني الخلفاء الرَّاشدين. والسُّلطان بدر الدِّين أبو الفضائل لؤلؤ الأرمنيُّ النُّوريُّ الأتابكيُّ (ت 657هـ/ 1259م)، صاحب الموصل وكان مملوكًا للسُّلطان نور الدِّين أرسلان شاه. ولؤلؤ غلام أحمد بن طولون.
لكنَّ كثيرًا من العلماء والشُّعراء والأمراء تسمَّوا به، مثل: المحدِّث المسنِد ابن لؤلؤ، أبو الحسن عليُّ بن محمَّد البغداديُّ الورَّاق (ت 377هـ/ 987م). والمحدِّث أبو القاسم عبيد الله بن محمَّد بن لؤلؤ البغداديُّ (ت 443هـ/ 1051م). والإمام أبو الدُّرِّ جوهر بن لؤلؤ بن عبد الله الفرميُّ المقرئ (ت 563هـ/ 1167م). والأمير بدر الدِّين بن عبد الله لؤلؤ (ت 660هـ/ 1261م)، الَّذي تولَّى إمارة الموصل ولُـقِّـبَ بـ«الملك الرَّحيم». والإمام أبو الدُّرِّ نجيب الدِّين لؤلؤ بن أحمد بن عبد الله الضَّرير (ت 672 هـ/ 1274م). والشَّاعر بدر الدِّين يوسف بن لؤلؤ بن عبد الله الذَّهبيُّ (ت 680هـ/ 1281م)، من شعراء الدَّولة النَّاصريَّة بدمشق، وكان والده لؤلؤ مملوكًا ثـمَّ أعتـقه الأمير بدر الدِّين صاحب حلب. والشَّاعر ابن لؤلؤ، أبو عمرو الفهريُّ معين الدِّين عثمان بن سعيد بن تَـوْلُوَ التَّينملي (ت 685هـ/ 1286م). وإبراهيم بن إسحاق بن لؤلؤ بن عبد الله، ابن صاحب الموصل المصريِّ الأمير قطب الدِّين أبي إسحاق بن مجاهد الدِّين بن بدر الدِّين (ت 768هـ/ 1367م). والفـقـيه الأصوليُّ أبو العبَّاس شهاب الدِّين أحمد بن لؤلؤ بن عبد الله، المعروف بابن النَّـقيب المصريِّ (ت 769هـ/ 1368م). والمؤرِّخ أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن لؤلؤ الزَّركشيُّ (ت 887هـ/ 1482م). والمحدِّث أبو القاسم عبيد الله بن لؤلؤ بن حمويْهِ السُّلميُّ، المعروف بالسَّاجي، (ذكره الخطيب البغداديُّ في كتابه «تاريخ بغداد»، وابن حجرٍ العسقلانيُّ في كتابه «لسان الميزان»). وأبو الحسن عليُّ بن عثمان بن لؤلؤ الحلبيُّ الأتابكيُّ، (ذكره أبو الفضل تـقيُّ الدِّين محمَّد بن فهدٍ المكِّيُّ في كتابه «لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفَّاظ»). والمترجِم عبد الواحد لؤلؤة.
وقد تسهَّـل الهمزة في (لؤلؤ) فيصير (لولو)، وواحدته (لؤلؤة) الَّتي سُهِّـلَتْ فيها الهمزة أيضًا فصارَتْ (لولوةْ)، وهو اسمٌ عربيٌّ كأحد أسماء الإناث، ويُكتب بالإنجليزيَّة (Lulwa) أو (Lulwah)، ويعني الدُّرَّة المستخرَجة من الصَّدَفَة في البحر، ويُعرف هذا الاسم في العالم العربيِّ عامَّةً، بينما ينتـشر في دول الخليج العربيِّ خاصَّةً، وتُـعَـدَّ المملكة العربيَّة السُّعوديَّة الأكثر تسميةً له، لاسيَّما في نجدٍ والمنطقة الشَّرقـيَّة، وتُسمَّى به الكثير من الأميرات والشَّيخات، مثل: الأميرة لؤلؤة/ لولوةْ بنت الملك عبد العزيز بن عبد الرَّحمن بن فيصل آل سعود مؤسِّس المملكة، والأميرة لولوةْ بنت الملك فيصل بن عبد العزيز، والأميرة لولوةْ بنت الأمير نوَّاف بن محمَّد. كذلك الشَّيخة لولوةْ بنت أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني، ولولوةْ بنت رئيس وزراء لبنان سعد الدِّين رفيق بهاء الدِّين الحريريّ. كما سُـمِّـيَـتْ به بعض النِّساء ذوات الشَّـأن من المثـقَّـفات والشَّاعرات، مثل: المربِّية السُّعوديَّة الشَّيخة لولوةْ بنت حمد السُّـبَـيِّـل، والشَّاعرة البحرينيَّة الشَّيخة لولوةْ بنت رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة، والشَّاعرة السُّعوديَّة لؤلؤ/ لولو صالح بقشان.
ثَـبَـتٌ بلاغيٌّ بعناوين الكتب الَّتي حَوَتْ لفظ (اللُّؤلؤ):
1. استعمال لفظ (اللُّؤلؤ) في عناوين الكتب، مثـل: كتاب «اللُّؤلؤة السَّـنِـيَّة على الفوائد الشَّنشوريَّة- في علم الفرائض»، لمحمَّـد بن عليِّ الأدفينيِّ (ت 1018هـ/ 1609م). وكتاب «لؤلؤة البحريْنِ في الإجازة لـقُـرَّة العين- في تراجم العلماء»، ليوسف بن أحمد البحرانيِّ (ت 1186هـ/ 1772م). وكتاب «اللُّؤلؤ المرصوع فيما لا أصل له أو بأصله موضوع»، لأبي المحاسن محمَّـد بن خليل القاوقجيِّ (ت 1305هـ/ 1888م). وكتاب «اللُّؤلؤ في الأدب»، لمحمَّد توفيق بن عليٍّ البكريِّ (ت 1351هـ/ 1932م)، وله أيضًا كتاب «صَهَارِيجُ اللُّؤلؤ»، ولعلَّ خيري شلبي اقـتـبسه فعنون به إحدى رواياته. وكتاب «اللُّؤلؤ المصنوع في الأحاديث والآثار الَّتي حكم عليها الإمام النَّوويُّ في المجموع»، لأبي عبد الله محمَّـد بن شومان الرَّمليِّ (ت 1377هـ/ 1958م). وكتاب «اللُّؤلؤ المنتـقى في وصف المصطفى»، لشعبان مازن شعار. وكتاب «اللُّؤلؤ والياقوت في دروس المساجد والبيوت»، لأمين بن عبد الله الشَّـقاوي. وديوان «وأمطرَتْ لؤلؤًا»، للشَّاعرة فاطمة الشَّهريّ. ورواية «لؤلؤة القاع»، لنور الجندليّ. ورواية «في فمي لؤلؤةٌ»، لميسون صقر القاسميّ. ورواية «فارس اللُّؤلؤ» البوليسيَّة للشَّباب، لنبـيل فاروق. وحكاية «لؤلؤة الصَّباح» للأطفال، لكامل كيلاني.
فضلًا عن ديوان «لؤلؤ الحزن»، الَّذي كـتـبه عبد الكريم بعلبكِّيّ بالإنجليزيَّة، وترجمه نزار سرطاوي. ورواية «اللُّؤلؤة»، الَّتي كـتـبها جون شتاينبك بالإنجليزيَّة، وترجمها محمَّـد الشَّفـقي إلى العربيَّة. ورواية «عام اللُّؤلؤ»، الَّتي كـتـبَـتْـهَـا سوزانا برابتسوفا بالتِّـشيكـيَّة، وترجمها خالد البلتاجيّ إلى العربيَّة. ورواية «اللُّؤلؤة الَّتي كسرَتْ مَحَارَتَهَا»، الَّتي كـتـبَـتْـهَـا نادية هاشميّ بالأفغانيَّة، وترجمَـتْـهَـا إيمان حرز الله إلى العربيَّة.
2. استعمال المركَّب الوصفيِّ (اللُّؤلؤ المنظوم) في العنوان، مثـل: كتاب «اللُّؤلؤ المنظوم في الوقوف على ما اشتغلْتُ به من العلوم»، لشمس الدِّين محمَّـد بن عليِّ بن طولون الصَّالحيِّ (ت 953هـ/ 1546م). وكتاب «الرَّحيق المختوم بنثر اللُّؤلؤ المنظوم للمتولِّي في ذكر جملةٍ من المرسوم»، للشَّيخ حسن بن خلف الحسينيِّ (ت 1342هـ/ 1924م). وكتاب «اللُّؤلؤ المنظوم في مبادئ العلوم»، لمحمَّـد عُـلَـيَّـان المرزوقيّ (ت 1355هـ/ 1936م).
3. استعمال المركَّب الوصفيِّ (اللُّؤلؤ المنثور) في العنوان، مثـل: كتاب «اللُّؤلؤ المنثور في نصيحة ولاة الأمور»، لأبي الحسن نور الدِّين عليِّ بن عبد الله السَّمهوديِّ (ت 911هـ/ 1505م). وكتاب «اللُّؤلؤ المنثور في قراءة العشرة البدور»، لعمَّار بن حميدة التُّونسيِّ المقرئ (كان حيًّا 1316هـ/ 1898م- سنة فراغه من هذا الكتاب). وكتاب «اللُّؤلؤ المنثور في تـفسير القرآن بالمأثور»، لمحمَّـد سالم محيسن. وكتاب «اللُّؤلؤ المنثور في سيرة سيِّدي الرَّسول»، لعبـد الحليم هنداويّ. وكتاب «اللُّؤلؤ المنثور في شرح غامض الدُّستور»، لنصر الدِّين زيفة. وكتاب «اللُّؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السُّريانيَّة»، لأغناطيوس أفرام الأوَّل برصوم. وكتاب «اللُّؤلؤ المنثور في مدح أمِّ النُّور وسائر الشَّهيدات ربَّات الخدور»، لمرقس جرجس. وكتاب «اللُّؤلؤ المنثور في مَهْـرِ الحُور»، لماجد إسلام البنكاني. وكتاب «لؤلؤًا منثورًا- نساءٌ مؤمناتٌ»، جمع وترتيب مروة بنت حامد العليمي.
4. استعمال المركَّب الوصفيِّ (اللُّؤلؤ المكنون) في العنوان، مثـل: كتاب «اللُّؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون»، منظومةٌ في علم مصطلح الحديث لحافظ بن أحمد الحكميِّ (ت 1377هـ/ 1958م). وكتاب «اللُّؤلؤ المكنون منظومةٌ في رواية الشَّيخ قالون عن نافعٍ شيخ مدينة الرَّسول المأمون»، لمحمَّد بن عليِّ بن يحيى الأكوع (ت 1406هـ/ 1986م). وكتاب «اللُّؤلؤ المكنون في رواية قالون من الشَّاطبيَّة والطَّـيِّـبة»، لعليِّ عبد المنعم صالح. وكتاب «اللُّؤلؤ المكنون من بحر العلَّامة سيِّدي محمَّد كنون»، لأحمد بن شقرون (ت 1421هـ/ 2000م). وكتاب «اللُّؤلؤ المكنون في سيرة النَّبيِّ المأمون- دراسةٌ محقَّـقة للسِّيرة النَّبويَّة»، لموسى بن راشد العازميِّ. وكتاب «اللُّؤلؤ المكنون من سنَّة المعصوم»، للسَّـيِّد أحمد محمَّد سحلول. وكتاب «اللُّؤلؤ المكنون أسرارٌ خفـيَّةٌ وآفاقٌ فكريَّةٌ»، لأحمد توفيق حجازيّ.
5. الجمع بين لفظتي (اللُّؤلؤ والمَرجان) في العنوان، مثـل: كتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان في تسخير ملوك الجان»، لأبي العبَّاس شهاب الدِّين أحمد بن عليٍّ البونيِّ (ت 622هـ/ 1225م). وكتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان في معرفة أوقاف القرآن»، لأبي الحسن عليِّ بن عليٍّ الكونديِّ الأندلسيِّ (ت 1119هـ/ 1708م). وكتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان في آداب أهل المنبر»، لحسين بن محمَّد تـقيِّ بن تـقيِّ النُّوريِّ الطَّبرسيِّ (ت 1320هـ/ 1902م). وكتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان حول أربعينـيْـنِ من أخبار أهل بيت الوحي»، لآية الله السَّـيِّد عليٍّ أكبر الجهرميِّ (ت 1381هـ/ 1961م). وكتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان فيما اتَّـفـق عليه الشَّيخان»، لمحمَّد فؤاد عبد الباقي (ت 1387هـ/ 1968م). وكتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان بضبط متون علم تجويد وتلاوة آيات القرآن وفـق رواية حفص بن سليمان»، لعبد العظيم إبراهيم المطعنيّ. وكتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان في متـشابه القرآن»، لمحمَّد مجدي. وكتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان في تـفسير القرآن»، لكريمان حمزة. وكتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان في أحاديث آخِرِ الزَّمان»، جمع وترتيب لؤيّ خالد مقرش. وكتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان في سيرة سيِّد ولد عدنان»، جمع وترتيب محمَّد أديب حسُّون. وكتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان في دروس الإيمان»، جمع وترتيب أحمد عبد المتعال. وكتاب «عقود اللُّؤلؤ والمَرجان في وظائف شهر رمضان»، لإبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن. وكتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان في ظلال رمضان»، لياسر جابر الرَّشيديّ. وكتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان في ذكر بعض الأعمال الموجِبة للجِنَان»، جمع وترتيب أبي سند بن التِّهاميِّ بن صالح. وكتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان من حِكَمِ بديع الزَّمان سعيد النَّورسيِّ»، لمأمون فريز جرار. وكتاب «اللُّؤلؤ والمَرجان في تيسير نصيحة الإخوان ومرشد الخِلَّان»، الشَّهيرة بـ«لاميَّة ابن الورديِّ»، لخليل بن أحمد الكلاريّ.
6. الجمع بين لفظتي (الصَّدَف واللُّؤلؤ) في العنوان، مثـل: كتاب «لؤلؤ الأصداف بترتيب المنـتـقى على الأطراف»، للشَّيخ أبي إسحاق الحوينيِّ. وكتاب «حجابُكِ صَدَفَـتُـكِ أيَّـتها اللُّؤلؤة»، إعداد جمعيَّة بنين ودار المحجَّة البيضاء. ورواية «لؤلؤةٌ وأصدافٌ»، لثروت أباظة. ورواية «لآلئُ في أصدافٍ»، لإيمان عبد العظيم محمَّـد.
أو يجمع العنوان بين (الصَّدَف والدُّرِّ)، فالدُّرَّة مرادفةٌ للُّؤلؤة، مثـل: كتاب «الدُّرَّة الباهرة من الأصداف الطَّاهرة»، لأبي عبد الله محمَّـد بن مكِّيِّ، الملـقَّـب بالشَّهيد الأوَّل (ت 786هـ/ 1384م). وكتاب «دُرَرُ الأصداف في نسب السَّادة الأشراف»، لأبي سعيـدٍ البكريِّ (ت 957هـ/ 1550م). وكتاب «دُرَرُ الأصداف في فضل السَّادة الأشراف»، لعبد الجوَّاد بن خضر الشِّربينيِّ (ت 1128هـ/ 1716م).
على ألَّا تـفوتـنا عناوين كتبٍ دخلَتْ فيها ألفاظ (الصَّدَفَة والصَّدَف والأصداف)، مثـل: كتاب «الجوهر المكنون في صَدَف الثَّلاثة الفنون»، نَظْمٌ في علوم البلاغة الثَّلاثة: المعاني والبيان والبديع، لعبد الرَّحمن بن صغيرٍ الأخضريِّ (من علماء القرن العاشر الهجريِّ/ السَّادس عشر الميلاديِّ). وكتاب «صَدَف الجُمَان في رجال الحديث»، رسائلُ نادرةٌ في أسماء الضُّعفاء والمتروكين عند أئمة الحديث، حقَّـقها أبو عاصمٍ بشير ضيف بن أبي بكرٍ الجزائريِّ. وكتاب «بين الصَّدَفَـيْـنِ- خُطَبُ جُمَعٍ في البلد الأمين»، لعبد العزيز بن عليٍّ الحربيّ. وكتاب «صَدَف البحر- في تطوير الذَّات»، لفاطمة عبد الرَّحمن المُلَّا. وديوان «أصداف البَـرِّ»، للشَّاعر حسين نصر الله. وديوان «أصداف بحرٍ»، للشَّاعر سمير بحر. وديوان «أصداف المَحَار»، للشَّاعر عبد الرَّحمن درويش. وكتاب «كذبة صَدَفٍ»، شعرٌ مسرحيٌّ لمكرم غصوب. ورواية «الصَّدَفَة والمَحَار»، لعبد العزيز صلاح الظَّاهريّ. ورواية «من وحي الورد وصَدَف البحر»، لتيسير إسماعيل يحيى. وحكايات «أمير الأصداف» للأطفال، لألبير مطلق.
الخلاصة:
مَهَّـدَتِ الدِّراسة بتمهيـدٍ مختصرٍ في علم الأصداف، ومهنة صيد اللُّؤلؤ بوصفه حجرًا كريمًا، وما لذلك من بعدٍ ثـقافيٍّ، حيث يُعَـدُّ غناء الفجري من فنون الصَّيد، وتصوير الصَّدَفَة واللُّؤلؤة على الطَّابع والعُـمْـلَة للجمال والنَّفاسة، وعرضَتِ الدِّراسة للرَّمز المتـناقض للُّؤلؤ، ومدى ارتباطه بالقداسة والأساطير، وذكره في القرآن الكريم، ومدى استلهام الشُّعراء منه التَّركيب الوصفيَّ (لؤلؤٌ مكنونٌ) و(لؤلؤٌ منثورٌ)، وكشفَـتِ الدِّراسة عن التَّجلِّيات البلاغيَّة للُّؤلؤ في شعر الغزل والمدح والطَّبيعة، حيث يُعَـدُّ معادلًا موضوعيًّا للأسنان جوهر الابتسام، كما يشبَّه به الدَّمع المنحدر، كذلك توظيف بعض الشُّعراء (الصَّدَف) و(اللُّؤلؤ) بوصفهما مصاحبةً لغويَّةً، ونَـوَّهَـتِ الدِّراسة إلى انطمار اللُّؤلؤ في أسماء الأشخاص وعناوين الكتب.
الهوامش:
1. أفاد الباحث من ويكيبيديا "Wikipedia" الموسوعة الحرَّة على شبكة الإنترنت: وأهمُّ صفحاتها المتَّصلة بالموضوع؛ حجرٌ كريمٌ- علم الأصداف- لؤلؤٌ- لولوةْ- طواشةٌ- الفجري. (الدُّخول المتـكـرِّر في الفترة من 10 يوليو إلى 20 أغسطس 2021م).
2. الخليج العربيُّ: جان جاك بـيـريـبـي، تعريب/ نجدة هاجر وسعيد الغزّ، المكتب التِّجاريُّ للطِّباعة والتَّوزيع والنَّشر، بيروت- لبنان، ط1، 1379هـ/ 1959م، ص159- 160.
3. دراساتٌ في لهجات شرقيِّ الجزيرة العربيَّة: جونستون، ترجمه وقـدَّم له وعـلَّق عليه/ د. أحمد محمَّد الضَّبيب، الدَّار العربيَّة للموسوعات، بيروت- لبنان، ط2، 1403هـ/ 1983م، ص35.
4. اللُّؤلؤ والدُّموع: بزَّة الباطنيّ، بحثٌ منشورٌ في مجلَّة "الثَّـقافة الشَّعبيَّة"، البحريْنِ، السَّنة 4 - العدد 15، خريف 2011م/ 1432هـ، ص85، ص94 على التَّوالي.
5. ديوان بشَّار بن بُرْدٍ (ت 96هـ/ 168م): شرح وتكميل/ الشَّيخ محمَّد الطَّاهر بن عاشورٍ، مراجعة وتصحيح/ محمَّد شوقي أمين، لجنة التَّــأليف والتَّرجمة والنَّشر، القاهرة - مصر، ط1، 1386هـ/ 1966م، ج4/ ص68- 69.
6. انظر: لغز (الچو) وحدة وزن اللُّؤلؤ في الشَّرق: أني مونـتـنـيـي، ترجمَتْهُ عن الفرنسيَّة/ نور الهدى باديس، بحثٌ منشورٌ في مجلَّة "الثَّـقافة الشَّعبيَّة"، البحريْنِ، السَّنة 3 - العدد 9، ربيع 2010م/ 1431هـ، ص208 - 211.
7. انظر: اللُّؤلؤ والدُّموع: بزَّة الباطنيّ، ص88 - 89.
8. ديوان هارون الرَّشيد (ت 193هـ/ 809م): جمعه وحقَّـقه وشرحه/ د. سعدي ضنَّاوي، دار صادر، بيروت- لبنان، ط1، 1418هـ/ 1998م، مقطعٌ رقم 3، ص22.
9. اللُّؤلؤ والدُّموع: بزَّة الباطنيّ، ص86.
10. ديوان ابن هانئٍ الأندلسيِّ (ت 362هـ/ 972م): تـقديم/ كرم البستانيّ، دار بيروت، بيروت- لبنان، ط1، 1400هـ/ 1980م، قصيدة "النُّور أنتَ"، ص351.
11. ديوان أبي تمَّامٍ (ت 231هـ/ 845م): شرح الخطيب التَّبريزيِّ، أبي زكريَّا يحيى بن عليٍّ التَّبريزيِّ (ت 502هـ/ 1109م)، تحقيق/ محمَّد عبده عزَّام، سلسلة ذخائر العرب- رقم 5، دار المعارف، القاهرة- مصر، ط4، 1402هـ/ 1982م، قصيدة "وأبي المنازل إنَّها لشجون"- رقم 167، ج3/ ص328.
12. ديوان معروف الرَّصافيِّ (ت 1365هـ/ 1945م): مراجعة/ مصطفى الغلايـيـنيّ، مؤسَّسة هنداويِّ للتَّعليم والثَّـقافة، القاهرة- مصر، ط1، 1435هـ/ 2014م، قصيدة "وقـفةٌ في الرَّوض"، ص336.
13. ديوان ابن مقبلٍ (ت 37هـ/ 657م): عُـنِـيَ بتحقيقه/ د. عزَّة حسن، وزارة الثَّـقافة والإرشاد القوميُّ، مطبوعات مديريَّة إحياء التُّراث القديم- رقم 5، دمشق- سوريا، ط1، 1381هـ/ 1962م، قصيدةٌ "طاف الخيال بنا"- رقم 41، ص329.
14. ديوان الوأواء الدِّمشقيِّ (ت 370هـ/ 980م): عُـنِـيَ بنشره وتحقيقه ووضع فهارسه/ د. سامي الدَّهَّان، مطبوعات المجمع العلميِّ العربيِّ، دمشق- سوريا، ودار صادر، بيروت- لبنان، ط2، 1414هـ/ 1993م، مقطعٌ رقم 143، ص123.
15. ديوان طَرَفَة بن العبد (ت 60ق.هـ/ 564م): شرحه وقـدَّم له/ مهدي محمَّد ناصر الدِّين، دار الكتب العلميَّة، بيروت- لبنان، ط3، 1423هـ/ 2002م، قصيدة "أطلال خَوْلَةَ"، ص20.
16. ديوان النَّابغة الذُّبيانيِّ (ت 18ق.هـ/ 605م): شرح وتـقديم/ عبَّاس عبد السَّاتر، دار الكتب العلميَّة، بيروت- لبنان، ط3، 1416هـ/ 1996م، قصائدُ متـفـرِّقاتٌ وأبياتٌ متـفـرِّقةٌ كملحقٍ للدِّيوان، والبيت ورد مفرَدًا، ص162.
17. شرح ديوان عنترة (ت 15ق.هـ/ 608م): للخطيب التَّبريزيِّ، أبي زكريَّا يحيى بن عليٍّ التَّبريزيِّ (ت 502هـ/ 1109م)، قـدَّم له ووضع هوامشه وفهارسه/ مجيد طراد، دار الكتاب العربيِّ، بيروت- لبنان، ط1، 1412هـ/ 1992م، قصيدةٌ رقم 27، ص43.
18. ديوان بشَّار بن بُرْدٍ: القصيدة، ج4/ ص99.
19. ديوان ابن الرُّوميِّ (ت 283هـ/ 896م): تحقيق/ د. حسين نصَّار، دار الكتب والوثائق القوميَّة، القاهرة- مصر، ط3، 1424هـ/ 2003م، مقطعٌ رقم 181، ج1/ ص248.
20. أبو طالبٍ المأمونيُّ (ت 383هـ/ 993م)- حياته وشعره ولغته: جمع وتحقيق ودراسة/ د. رشيد عبد الرَّحمن العبيديّ، مطبعة الرَّشاد، بغداد- العراق، ط1، 1410هـ/ 1989م، ص87- 88.
21. ديوان ابن السَّاعاتيِّ (ت 604هـ/ 1207م): عُـنِـيَ بتحقيقه ونشره/ أنيس المقدسيّ، المطبعة الأمريكانيَّة، بيروت - لبنان، ط1، 1357هـ/ 1938م، مقطوعةٌ شعريَّةٌ، ج1/ ص226.
22. فهد العسكر (ت 1370هـ/ 1951م)- حياته وشعره: عبد الله زكريَّا الأنصاريُّ، الرَّبيعان للنَّشر والتَّوزيع، الصَّفاة - الكويت، ط5، 1417هـ/ 1997م، قصيدة "في الأحمدي"، ص165. (أحرق أهل الشَّاعر ديوانه وأوراقه بعد وفاته؛ فـقـد اتَّهمه بعض الكويتـيِّـين بالإلحاد فاعتزلوه، ولم يبقَ من شعره إلَّا ما نُـشر في الصُّحف والمجلَّات، أو حُفظ لدى خلصائه، وتكمن أهمِّـيَّة هذا الكتاب في جمع الأنصاريِّ ما بقى من آثار صديقه العسكر).
23. أبو طالبٍ المأمونيُّ - حياته وشعره ولغته: جمع وتحقيق ودراسة/ د. رشيد عبد الرَّحمن العبيديّ، ص83 - 84.
24. ديوان الشَّريف المرتضى (ت 436هـ/ 1044م): شرح/ د. محمَّد ألتونجي، دار الجيل، بيروت- لبنان، ط1، 1417هـ/ 1997م، مقطعٌ رقم 54، ج1/ ص120.
25. عليُّ بن الحسن الباخرزيُّ (ت 467هـ/ 1074م)- حياته وشعره وديوانه: تـأليف وتحقيق/ د. محمَّد ألتونجي، دار صادر، بيروت- لبنان، ط1، 1414هـ/ 1994م، ص199.
26. ديوان طراز البلغاء وخاتمة الفصحاء: الشَّاعر شهاب الدِّين بن معتوقٍ الموسويُّ (ت 1087هـ/ 1676م)، ضبطه ووقـف على طبعه/ سعيد الشَّرتونيّ، دار صادر، بيروت - لبنان، د.ت، (عن المطبعة الأدبيَّة ببيروت - 1302هـ/ 1885م)، قصيدة "ما الرَّاح إلَّا رَوْحُ كلِّ حزين"، ص33.
27. ديوان كعب بن زهيرٍ (ت 42هـ/ 662م): حقَّـقه وشرحه وقـدَّم له/ عليّ فاعور، دار الكتب العلميَّة، بيروت- لبنان، ط1، 1417هـ/ 1997م، قصيدة "هل حبل رملة؟"، ص39.
28. الإعجاز والإيجاز: أبو منصورٍ عبد الملك الثَّعالبيُّ (ت 429هـ/ 1038م)، التزم شرحه وطبعه/ إسكندر آصاف، المطبعة العموميَّة، القاهرة - مصر، ط1، 1315هـ/ 1897م، قصيدة "نالَتْ على يدها"، ص219.
29. ديوان الوأواء الدِّمشقيِّ: مقطعٌ رقم 85، ص83 - 85.
30. ديوان الوأواء الدِّمشقيِّ: مقطعٌ رقم 119، ص109.
31. ديوان الوأواء الدِّمشقيِّ: مقطعٌ رقم 121، ص111.
32. غرائب التَّـنبيهات على عجائب التَّـشبيهات: أبو الحسن جمال الدِّين عليُّ بن ظافرٍ الأزديُّ (ت 613هـ/ 1216م)، تحقيق/ د. محمَّد زغلول سلَّام- د. مصطفى الصَّاوي الجوينيّ، سلسلة ذخائر العرب- رقم 45، دار المعارف، القاهرة- مصر، ط1، 1403هـ/ 1983م، المقطوعة الشِّعريَّة "خَلِيلَيَّ هَلْ لِلْمُزْنِ مُقْلَةُ عَاشِقٍ؟!" نسبها إلى النَّاشئ الأصغر، ص52.
33. ديوان ابن المعتـزِّ (ت 296هـ/ 909م): تـقديم/ كرم البستانيّ، دار صادر، بيروت- لبنان، د.ت، قصيدة "ما بال قلبكَ؟!"، ص333.
34. شرح البردة: للشَّيخ أبي الوليد زين الدِّين خالد بن عبد الله الأزهريَّ (ت 905هـ/ 1499م)، على متن "البردة البوصيريَّة في مدح خير البريَّة"، للشَّاعر محمَّد بن سعيـدٍ البوصيريِّ (ت 696هـ/ 1295م)، قـدَّم للشَّرح وعـلَّق عليه/ محمَّد عليّ حسن، راجعه/ إبراهيم الوائليّ، مطبعة الإرشاد ومكتبة الأندلس، بغداد- العراق، ط1، 1386هـ/ 1966م، ص74 - 75.
35. ديوان البحتريِّ (ت 284هـ/ 897م): عُـنِـيَ بتحقيقه وشرحه والتَّعليق عليه/ حسن كامل الصَّيرفيّ، سلسلة ذخائر العرب- رقم 34، دار المعارف، القاهرة - مصر، ط3، 1383هـ/ 1963م، قصيدةٌ رقم 496، ج2/ ص1230.
36. ديوان الأخرس: الشَّاعر عبد الغفَّار بن عبد الواحد (ت 1291هـ/ 1874م)، حقَّـقه وعـلَّق عليه/ الخطَّاط وليد الأعظميّ، مؤسَّسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشِّعريِّ، الكويت، ط2، 1429هـ/ 2008م، قصيدةٌ رقم 66، ص210 - 211.
37. ديوان ترجمان الأشواق: الشَّاعر محيي الدِّين بن عربيٍّ (ت 638هـ/ 1240م)، اعتـنى به/ عبد الرَّحمن المصطفاويّ، دار المعرفة، بيروت- لبنان، ط1، 1425هـ/ 2005م، قصيدة "هل عندكم من فرجٍ؟!"، ص192- 193.
المراجع:
1. أبو طالبٍ المأمونيُّ (ت 383هـ/ 993م)- حياته وشعره ولغته: جمع وتحقيق ودراسة/ د. رشيد عبد الرَّحمن العبيديّ، مطبعة الرَّشاد، بغداد- العراق، ط1، 1410هـ/ 1989م.
2. الإعجاز والإيجاز: أبو منصورٍ عبد الملك الثَّعالبيُّ (ت 429هـ/ 1038م)، التزم شرحه وطبعه/ إسكندر آصاف، المطبعة العموميَّة، القاهرة- مصر، ط1، 1315هـ/ 1897م.
3. الخليج العربيُّ: جان جاك بـيـريـبـي، تعريب/ نجدة هاجر وسعيد الغزّ، المكتب التِّجاريُّ للطِّباعة والتَّوزيع والنَّشر، بيروت- لبنان، ط1، 1379هـ/ 1959م.
4. دراساتٌ في لهجات شرقيِّ الجزيرة العربيَّة: جونستون، ترجمه وقـدَّم له وعـلَّق عليه/ د. أحمد محمَّد الضَّبيب، الدَّار العربيَّة للموسوعات، بيروت- لبنان، ط2، 1403هـ/ 1983م.
5. ديوان ابن الرُّوميِّ (ت 283هـ/ 896م): تحقيق/ د. حسين نصَّار، دار الكتب والوثائق القوميَّة، القاهرة- مصر، ط3، 1424هـ/ 2003م.
6. ديوان ابن السَّاعاتيِّ (ت 604هـ/ 1207م): عُـنِـيَ بتحقيقه ونشره/ أنيس المقدسيّ، المطبعة الأمريكانيَّة، بيروت- لبنان، ط1، 1357هـ/ 1938م.
7. ديوان ابن المعتـزِّ (ت 296هـ/ 909م): تـقديم/ كرم البستانيّ، دار صادر، بيروت- لبنان، د.ت.
8. ديوان ابن مقبلٍ (ت 37هـ/ 657م): عُـنِـيَ بتحقيقه/ د. عزَّة حسن، وزارة الثَّـقافة والإرشاد القوميُّ، مطبوعات مديريَّة إحياء التُّراث القديم- رقم 5، دمشق- سوريا، ط1، 1381هـ/ 1962م.
9. ديوان ابن هانئٍ الأندلسيِّ (ت 362هـ/ 972م): تـقديم/ كرم البستانيّ، دار بيروت، بيروت- لبنان، ط1، 1400هـ/ 1980م.
10. ديوان أبي تمَّامٍ (ت 231هـ/ 845م): شرح الخطيب التَّبريزيِّ، أبي زكريَّا يحيى بن عليٍّ التَّبريزيِّ (ت 502هـ/ 1109م)، تحقيق/ محمَّد عبده عزَّام، سلسلة ذخائر العرب- رقم 5، دار المعارف، القاهرة- مصر، ط4، 1402هـ/ 1982م.
11. ديوان الأخرس: الشَّاعر عبد الغفَّار بن عبد الواحد (ت 1291هـ/ 1874م)، حقَّـقه وعـلَّق عليه/ الخطَّاط وليد الأعظميّ، مؤسَّسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشِّعريِّ، الكويت، ط2، 1429هـ/ 2008م.
12. ديوان البحتريِّ (ت 284هـ/ 897م): عُـنِـيَ بتحقيقه وشرحه والتَّعليق عليه/ حسن كامل الصَّيرفيّ، سلسلة ذخائر العرب- رقم 34، دار المعارف، القاهرة- مصر، ط3، 1383هـ/ 1963م.
13. ديوان الشَّريف المرتضى (ت 436هـ/ 1044م): شرح/ د. محمَّد ألتونجي، دار الجيل، بيروت- لبنان، ط1، 1417هـ/ 1997م.
14. ديوان طَرَفَة بن العبد (ت 60ق.هـ/ 564م): شرحه وقـدَّم له/ مهدي محمَّد ناصر الدِّين، دار الكتب العلميَّة، بيروت- لبنان، ط3، 1423هـ/ 2002م.
15. ديوان النَّابغة الذُّبيانيِّ (ت 18ق.هـ/ 605م): شرح وتـقديم/ عبَّاس عبد السَّاتر، دار الكتب العلميَّة، بيروت- لبنان، ط3، 1416هـ/ 1996م.
16. ديوان الوأواء الدِّمشقيِّ (ت 370هـ/ 980م): عُـنِـيَ بنشره وتحقيقه ووضع فهارسه/ د. سامي الدَّهَّان، مطبوعات المجمع العلميِّ العربيِّ، دمشق- سوريا، ودار صادر، بيروت- لبنان، ط2، 1414هـ/ 1993م.
17. ديوان بشَّار بن بُرْدٍ (ت 96هـ/ 168م): شرح وتكميل/ الشَّيخ محمَّد الطَّاهر بن عاشورٍ، مراجعة وتصحيح/ محمَّد شوقي أمين، لجنة التَّــأليف والتَّرجمة والنَّشر، القاهرة- مصر، ط1، 1386هـ/ 1966م.
18. ديوان ترجمان الأشواق: الشَّاعر محيي الدِّين بن عربيٍّ (ت 638هـ/ 1240م)، اعتـنى به/ عبد الرَّحمن المصطفاويّ، دار المعرفة، بيروت- لبنان، ط1، 1425هـ/ 2005م.
19. ديوان طراز البلغاء وخاتمة الفصحاء: الشَّاعر شهاب الدِّين بن معتوقٍ الموسويُّ (ت 1087هـ/ 1676م)، ضبطه ووقـف على طبعه/ سعيد الشَّرتونيّ، دار صادر، بيروت- لبنان، د.ت، (عن المطبعة الأدبيَّة ببيروت- 1302هـ/ 1885م).
20. ديوان كعب بن زهيرٍ (ت 42هـ/ 662م): حقَّـقه وشرحه وقـدَّم له/ عليّ فاعور، دار الكتب العلميَّة، بيروت- لبنان، ط1، 1417هـ/ 1997م.
21. ديوان معروف الرَّصافيِّ (ت 1365هـ/ 1945م): مراجعة/ مصطفى الغلايـيـنيّ، مؤسَّسة هنداويِّ للتَّعليم والثَّـقافة، القاهرة- مصر، ط1، 1435هـ/ 2014م.
22. ديوان هارون الرَّشيد (ت 193هـ/ 809م): جمعه وحقَّـقه وشرحه/ د. سعدي ضنَّاوي، دار صادر، بيروت- لبنان، ط1، 1418هـ/ 1998م.
23. شرح البردة: للشَّيخ أبي الوليد زين الدِّين خالد بن عبد الله الأزهريَّ (ت 905هـ/ 1499م)، على متن «البردة البوصيريَّة في مدح خير البريَّة»، للشَّاعر محمَّد بن سعيـدٍ البوصيريِّ (ت 696هـ/ 1295م)، قـدَّم للشَّرح وعـلَّق عليه/ محمَّد عليّ حسن، راجعه/ إبراهيم الوائليّ، مطبعة الإرشاد ومكتبة الأندلس، بغداد- العراق، ط1، 1386هـ/ 1966م.
24. شرح ديوان عنترة (ت 15ق.هـ/ 608م): للخطيب التَّبريزيِّ، أبي زكريَّا يحيى بن عليٍّ التَّبريزيِّ (ت 502هـ/ 1109م)، قـدَّم له ووضع هوامشه وفهارسه/ مجيد طراد، دار الكتاب العربيِّ، بيروت- لبنان، ط1، 1412هـ/ 1992م.
25. عليُّ بن الحسن الباخرزيُّ (ت 467هـ/ 1074م)- حياته وشعره وديوانه: تـأليف وتحقيق/ د. محمَّد ألتونجي، دار صادر، بيروت- لبنان، ط1، 1414هـ/ 1994م.
26. غرائب التَّـنبيهات على عجائب التَّـشبيهات: أبو الحسن جمال الدِّين عليُّ بن ظافرٍ الأزديُّ (ت 613هـ/ 1216م)، تحقيق/ د. محمَّد زغلول سلَّام- د. مصطفى الصَّاوي الجوينيّ، سلسلة ذخائر العرب- رقم 45، دار المعارف، القاهرة- مصر، ط1، 1403هـ/ 1983م.
27. فهد العسكر (ت 1370هـ/ 1951م)- حياته وشعره: عبد الله زكريَّا الأنصاريُّ، الرَّبيعان للنَّشر والتَّوزيع، الصَّفاة- الكويت، ط5، 1417هـ/ 1997م.
28. لغز (الچو) وحدة وزن اللُّؤلؤ في الشَّرق: أني مونـتـنـيـي، ترجمَتْهُ عن الفرنسيَّة/ نور الهدى باديس، بحثٌ منشورٌ في مجلَّة «الثَّـقافة الشَّعبيَّة»، البحريْنِ، السَّنة 3- العدد 9، ربيع 2010م/ 1431هـ.
29. اللُّؤلؤ والدُّموع: بزَّة الباطنيّ، بحثٌ منشورٌ في مجلَّة «الثَّـقافة الشَّعبيَّة»، البحريْنِ، السَّنة 4- العدد 15، خريف 2011م/ 1432هـ.
30. ويكيبيديا «Wikipedia» الموسوعة الحرَّة على شبكة الإنترنت: وأهمُّ صفحاتها المتَّصلة بالموضوع؛ حجرٌ كريمٌ- علم الأصداف- لؤلؤٌ- لولوةْ- طواشةٌ- الفجري.
الصور :
أرشيف الثقافة الشعبية