فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
60

آلة العود : ومراحل صناعتها وتطورها

العدد 51 - ثقافة مادية
آلة العود : ومراحل صناعتها وتطورها
كاتب من مصر

يعتبر العود من الآلات الوترية المألوفة منذ القدم، حيث تميز بسهولة الإستعمال وثراء النغمات الموسيقية الصادرة عنه، بالإضافة إلى مطابقته لانواع الأصوات البشرية (الفارابي، 1977، ص498)، ويعود تاريخ صناعة آلة العود العربي إلى القرن السادس عشر الميلادي، وذلك عندما تمازج العرب مع الفرس وأخذوا عنهم هذه الصناعة، ومن ثم قاموا بتطويرها حتى أصبحت الآلة الأولى في التخت الموسيقي العربي، فقد تبوأت آلة العود مكانة كبيرة حيث أنها لقبت بسلطان الآلات العربية على الإطلاق، حتى يومنا هذا(رشدان، 2007، ص26).

مرت آلة العود بمراحل عديدة ومتنوعة من الإختبارات والتجارب في شكلها وأحجامها وتقنية صناعتها وطرق العزف عليها، حيث أن التاريخ الحضاري للموسيقى العربية يشهد لعدد من الأسماء التي كان لها الفضل في تطوير وتحسين أداء وضبط مقاييس تلك الآلة، وفي القرن العشرين أدخل العديد من تقنيات العزف التي أسهمت بشكل مباشر في تطور العزف على آلة العود مكونة المدرسة الحديثة، وكذلك أدخلت بعض التعديلات على صناعة آلة العود كاستجابة طبيعية للتقنيات الحديثة.

- أهمية البحث: تسليط الضوء على مراحل صناعة آلة العود وكذلك أهم التطورات التي حدثت لآلة العود في السنوات الأخيرة وشكل العود الحديث.
- أهداف البحث: يهدف البحث إلى :
1. التعرف على أهم مدارس العزف على آلة العود.
2. التعرف على مراحل صناعة آلة العود في المدرسة التقليدية.
3. التعرف على التغيرات التي طرأت على مراحل صناعة آلة العود في المدرسة الحديثة.

- مجتمع البحث: تم عمل بحث ميداني من قبل الباحث بشارع محمد علي بوسط القاهرة وهو الشارع الأشهر في القاهرة في صناعة وتجارة الآلات والأدوات الموسيقية وتم زيارة محلات وورش صناعة آلة العود به.

- مناهج البحث:
1. منهج الأنثروبولوجيا المرئية:
تقوم الأنثروبولوجيا المرئية على أساس مؤداه أن الثقافة تظهر خلال الرموز المرئية والاحتفالات والطقوس والشعائر، ولعل أهم سمة للثقافة أنها مرئية، وبدلًا من أن نكتفي بالتعبير عنها بالحروف والكلمات، أي الوصف الإثنوجرافى المكتوب، فإننا نترك الصورة هي التي تعبر عنها، حيث يقوم الباحث المتخصص في الأنثروبولوجيا المرئية بالتقاط صور من مجتمع البحث، وهذه الصور يجب أن تحمل الكثير من التفاصيل والمعلومات والرموز الثقافية، حيث يعد هذا البحث دراسة في الأنثروبولوجيا المرئية، حيث تأتي الصورة في هذا البحث في المرتبة الأولى والمعلومات هي التابع أو تأتي في المرتبة الثانية.
2. المنهج المقارن:
استخدم المنهج المقارن في هذا البحث في مقارنة واكتشاف أوجه الشبه والاختلاف بين صناعة آلة العود قديمًا وحديثًا وما طرأ عليه من تغيرات وتطورات.
3. المنهج الأنثروبولوچى:
هو منهج تطبيقي هام تعتمده الدراسات الأنثروبولوچية الميدانية كافة. وكانت الاستعانة بهذا المنهج دافعًا نحو التعرف في الميدان على كيفية صناعة آلة العود ومراحل تطوره وكيفية تجميع أجزائة من خلال صانع آلة العود.
- التقنيات والأدوات المنهجية : المقابلة:
وهي من فعل قابل أي واجه، وهي بذلك المواجهة من حيث قيامها على مواجهة الشخص ومقابلته وجها لوجه من أجل التحدث إليه في شكل حوار يأخذ شكل طرح أسئلة من طرف الباحث وتقديم الأجوبة من طرف المبحوث حول الموضوع المدروس، ومن هنا سيتم عمل مقابلة مع صانعي آلة العود لشرح جميع مراحل تصنيعها وما طرأ عليها من تطور.
- نظريات البحث: النظرية الوظيفية:
يستخدم علماء الاجتماع تعبير الوظيفية للدلالة على ترابط الظواهر الاجتماعية بعضها مع بعض الآخر في نسق وظيفي يوضح وظائف الأجهزة الاجتماعية التي تقوم بها في سبيل استمرار حياة المجتمع الإنساني والتفاعلات التي تتم فيه ضمن البناء الاجتماعي الواحد (الجولاني، 1992).
ومن هنا سنجد بأن استخدام النظرية الوظيفية في صناعة آلة العود تعني وظيفة وكمصدر دخل سواء كان لصانعي هذه الآلة، أو لممتهني هذه المهنة وهم العازفون على آلة العود، وأيضًا الأماكن التي يعملون بها، حيث نجد أن عازف هذه الآلة، لا يعمل بمفرده ولكنه يصطحب معه آله أخرى وهي الإيقاع، ثم يحتاج إلى وحدة صوت ليسمع المتلقي، ومالك هذا المطعم، أو المسرح بسبب وجود هذا العزف بآلته الموسيقية يكون له محبون فيكون سببًا في هذا الدخل المادي لصاحب هذا المكان.

تاريخ آلة العود:
آلة العود من أقدم الآلات الموسيقيّة التي صنعها الإنسان، وهي من الآلات الشرقيّة، وتعد آلة موسيقية مهمة في التخت الموسيقي الشرقي، والعود هو آلة مجوفة مصنوعة من نوع واحد أو أكثر من الخشب. وكلمة العود في اللغة العربيّة تعني الخشب، وهو عبارة عن آلة وترية، أي أنّه يحتوي على خمسة أوتار ثنائية كما يمكن أن يضيف العازف إن أراد الوتر السادس، والعود آلة أساسية في التخت الشرقي لا يمكن الاستغناء عنها، كما تعدّدت الدول العربية التي تتسابق على صناعة أفضل عود، حيث اشتهر العراق بين الدول في حسن وكفاءة صناعة العود الشرقي، لذا نجد الفنانين والملحّنين يتسابقون لاقتناء عود صُنع في العراق.

يصل مجاله الصوتي إلى الأوكتافين ونصف الأوكتاف، وتشتهر الكثير من البلدان العربية بصناعة العود والتميز به ومن أشهرها العراق وبالأخص العاصمة العراقية بغداد، حيث يوجد فيها الكثير من الحرفيين الذين يتقنون صناعة العود مع سمعتهم العالمية في صناعة العود الراقي، ويأتي إليهم الموسيقيون والملحنون من كافة أنحاء العالم للحصول على العود العراقي عالي الجودة (الفارابي، 1977، ص498).

ومن الجدير بالذكر أنّ أقدم أثر موجود لنساء يعزفن على آلة العود يعود إلى خمسة آلاف سنة، وهذا الأثر موجود في شمال سوريا، ويمتاز العود القديم بصغر حجمه ورقبته الطويلة، وكان لا يحتوي على المفاتيح، ويتكوّن من أربعة أوتار فقط، إلى أن جاء زرياب وأضاف إليه الوتر الخامس.

اولاً.أصل العود:
في الأصل كانت أوتار العود من خيوط الأمعاء، لكن اليوم استبدلت بالنايلون؛ هناك قد يكون بعض لكن تقريبا كلّ العازفين يستعملون بعض أنواع المركّبات الصناعية. (D’Addario) و(La Bella) تستعمل نايلون عالي النوعية مثل الذي يستعمل أوتار القيثارة. إنّ الأوتار التركية هي من النوعية الجيدة، أما الأوتار العربية. تتفاوت الأفضلية من وتر إلى آخر في الصناعة ولكن كلّها دون المستوى في النغمة حتى الأوتار التركية. أوتار العود المصرية الجديدة ملوّنة صاخبة جدا لفّت بالنايلون.

والثابت تاريخيًا أن آلة العود من الآلات الوترية التي عرفتها الممالك القديمة، وقد استعملها قدماء المصريين منذ أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، وبالرغم من تضارب الآراء حول أصل آلة العود فإننا نجد أن كثيرًا من الكُتَّاب يحددون بوضوح أن آلة العود قد انتقلت إلى أوروبا من بلاد الشرق.

وقد كانت آلة العود الرئيسية في الحضارة العربية واحتل عازفوها مكانة مرموقة ومنزلة لدى حكامها، ثم انتقلت آلة العود الي أوروبا بعد فتح العرب لبلاد الأندلس، وفتح العرب لجزيرة صقلية، وأيضًا الحروب الصليبية التي شنتها أوروبا على العرب فيما بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر(رشدان، 2007).

وظلت آلة العود بصورتها العريقة لفترة ثم أدخل عليها الكثير من التعديلات لتتناسب مع الموسيقى الأروبية المتعددة التصويت، وقامت على هذه الآلة نهضة موسيقية غنائية، وكان لها دور أساسسي في التدوين الموسيقي، فقد بنى الفلاسفة بآلة العود أمثال الكندي، والفارابي، وابن سينا نظرياتهم الموسيقية مستعينين بآلة العود كأساس لها، كما استعان صفي الدين الأرموي بالعود في طريقة التدوين الجدولي.

وقد ازدهرت آلة العود في الماضي في القرون الوسطى في أوروبا، وخاصة في عصر النهضة (العصر الذهبي للعود)، حيث بلغت الآلة الذروة في تطويرها.

ثانياً. مكونات آلة العود :
يتكون العود من عدة أقسام وأهم أقسامه ما يأتي:
- الصندوق المصوت ويطلق عليه أيضاً القصعة ويسميه البعض ظهر العود.
- الصدر أو الوجه الذي يتم إنشاء فتحات فيه يُطلق عليها الفتحات القمريّة، التي ترفع مستوى صوت الرنين وقوّته.
- الفرس ويُستعمل لغايات ربط الأوتار بجانب منطقة مضرب الريشة.
- الرقبة أو زند العود، وهي الموقع الذي يضغط عليه الفنان على الأوتار.
- الأنف أو العضمة ويكون مكانها في منطقة رأس زند العود من جانب المفاتيح، لتستند عليه الأوتار، والتمكن من رفعها عن الزند.
- المفاتيح أو الملاوي ويكون عددها اثنا عشر مفتاحًا وتُستعمل لغايات شد أوتار العود.
- الأوتار وهي عبارة عن خمسة أوتار ثنائية، ويمكن إضافة وتر سادس إلى العود.
- الريشة التي تُستخدم للعزف، وهي التي تصدر صوت الرنين، وهي أيضًا ضرورية في العود، ومن غيرها لا يمكن سماع أي صوت من العود، ويفضّل البعض استعمال ريشة مصنوعة من مادة العاج، وذلك لأنها أحسن وتقوّي الصوت وتوضّحه بشكل أكبر من الريشة العادية.

أهمية العزف على آلة العود:
هناك مدرستان في العزف على آلة العود وهما المدرسة التقليدية والتي ارتبطت تاريخيًا بالتراث الغنائي للموسيقى العربية، بإضافة بعض الصيغ التي دخلت على هذه الموسيقى في القرن التاسع عشر، والتي تميزت بتركيزها على الشجو والتطريب، والمدرسة الثانية وهي التي تشكلت بفضل التقنيات العزفية التي خرجت عن كل ماهو تقليدي، وهنا لابد من إلقاء الضوء على هذه المدارس.

اولاً. المدرسة التقليدية (الشجو والتطريب):
لقد تميزت الموسيقى العربية عبر تاريخها بارتباطها بالغناء، حيث كان يعتبر السبيل أو النشاط الوحيد للموسيقى، لذا سيطر المغني على الساحات الفنية فهو صاحب الشهرة والصيت، وبقيت الآلات الموسيقية خادمة لهذا المطرب، واحتل العود مكان الصدارة بين جميع الآلات الموسيقية المستخدمة، حيث يعتبر رمزًا للموسيقى العربية الكلاسيكية قديمًا وحديثًا، واستخدمه الفلاسفة في شرح النظرية الموسيقية العربية، وهو في الغالب آلة المطرب الرئيسية، وكذلك صيغت معظم الألحان الغنائية عليه.

دخلت في القرن التاسع عشر الصيغ الآلية من خلال الاتصال بالدولة العثمانية ومن أهمها (البشرف، السماعي، اللونجا...الخ)(شورة، 2003)، وتميز العزف في هذه المدرسة بخلوه من التعقيدات التقنية، فقد ارتبط أسلوب العزف بالروح التي كانت سائدة في تلك الفترة، والتي من أهمها الشجو والتطريب، ويمكن تلخيص أهم الخصائص الموسيقية لهذه المدرسة على النحو التالي:
- الإغراق في التطريب، والذي يعتبر انعكاسًا واقعيًا لصورة الجملة الموسيقية التي كانت سائدة.
- إستخدام القفلات المثيرة (الحراقة)، والتي يطرب لها المستمع العربي .
- المساحة الصوتية المستخدمة، والتي كانت في حدود أوكتافين ونصف.
- بناء على الجمل اللحنية التقليدية كان الاعتماد على التقنيات العزفية البسيطة المتمثلة في اكتفاء العازف بالوضع الأول لليد اليسرى (First Position )، وعدم استخدام بعض التقنيات الحديثة في العزف مثل : العفق المزدوج ( Double stops ) وتقنية استخدام إصبع الإبهام (Thump Position).
- اعتماد العازفين على الذاكرة البشرية في تناقل وأداء الجمل اللحنية .
- حصر دور العازف في أداء الإرتجالات اللحنية (التقاسيم)، بالإضافة إلي مرافقة المطرب في التخت العربي .
- حصر دور العازف في أداء الألوان الغنائية التي كانت سائدة في العالم العربي، والمتمثلة في : البشرف السماعي، اللونجا ...الخ، حيث أن معظم هذه الصيغ تميزت بإنسيابية ألحانها وببساطة تراكيبها اللحنية .



ثانياً. العود في المدرسة التقليدية (مقاييس، صناعته):
أسهم زرياب قديمًا في تحسين صناعة آلة العود من خلال إضافة الوتر الخامس الذي صبغه باللون الأحمر، وجعله متوسطًا في موضعه بين الأوتار الأربعة، وذلك رمزًا للنفس البشرية (رشيد، 1975، ص43).

كما يعد زرياب أول من وظف الريشة المصنعة من قوادم النسر في العزف، وذلك بعد تهذيبها، علمًا أنه في تلك الفترة كان العزف يقوم على المضراب المصنع من مادة الخشب (الريشة)، مما ساهم في التغلب على جمود الريشة (الجيوسي، 1998، ص708). كما استبدل زرياب وجه العود من الجلد إلي الخشب (رشدان، 2007، ص26).

ومنذ بدايات القرن العشرين أخذت آلة العود تتقدم نحو الرقي والتطور، وخاصة بعد إنشاء معهد الموسيقى العربية في القاهرة سنة 1923، ومعهد الموسيقى في بغداد سنة 1936، لترفد المجتمع العربي بموسيقيين مؤهلين أكاديميًا، حيث كان لهم الفضل في تطوير تقنيات العزف على آلة العود وصولاً لما يسمى بالمدرسة الحديثة(دبيان 1999، ص61).



وبناء على ما تقدم من توضيح لسمات المدرسة التقليدية في العزف على آلة العود، فقد كانت صناعة الآلة تكتفي بما يتناسب ومتطلبات المرحلة، وذلك من حيث حجم القصعة، شكلها، طول الزند، الفتحات الموجودة في وجه العود، بالإضافة إلي عدد الأوتار وغيرها، ويمكن توضيح الأجزاء التي يتكون منها العود وتفاصيل صناعته، بالإضافة إلى توضيح المقاييس العامة المتعلقة بحجم الآلة، التي استند عليها صانعوا الآلة في تلك الفترة.

أجزاء آلة العود :
اولاً. ظهر العود ( القصعة ):
وهي عبارة عن الصندوق المصوت الذي يقوم على تضخيم الأصوات الناتجة عن اهتزاز الأوتار، وتأخذ القصعة شكلها من شكل القالب المعد من قبل الصناع، وفي العادة تأخذ الشكل المخروطي، وتصنع القصعة من أكثر من نوع من الخشب ذي الكثافة العالية (خشب صلد) مثل حشب (الزان، الجوز، السيسم، الصاج ...الخ) .

وذلك كي يؤدي إلي التنوع في اللون الصوتي الصادر، حيث يقطع الخشب على شكل مساطر طول الواحدة 80سم، وسمكها 2.5 – 3 ملم، وذلك بهدف أن تهتز وتعطي رنينًا، حيث أنه كلما كان الخشب أقل في السماكة كان تجاوبه مع الأوتار أفضل وذلك بحسب ظاهرة الرنين(العلي، 2004م ص 500-502)، ( انظر الصورة رقم1).



ويكون عمق القصعة نصف عرضها، حيث تتراوح المنطقة الأكثر عمقًا في القصعة ما بين 18-20 سم، وهذا يعتبر تقريبًا نصف عرض وجه العود من نفس المنطقة، وتتكون القصعة من :
1. الأضلاع : وهي عبارة عن قطع من الأخشاب الرقيقة تثنى وتقوس بواسطة الماء والنار وقالب حديد إلي أن يصبح شكله يلائم شكل القالب بحيث يوضع على القالب بوضع مناسب، ويبدأ الصانع بتثبيت ضلع في منتصف القالب تمامًا بواسطة رأس وكعب من الخشب الأبيض يتلاءم مع دوران شكل القالب، فيصبح الضلع الموضوع في وسط القالب مدببًا من الجهتين (رأسين)، ويكون عرض الضلع صفرًا عند النهايات، ويتم وضع الغراء عليه من الرأسين على قدر مساحة الكعبين (الكعب الأمامي والكعب الخلفي)، ويثبت بمسامير صغيرة إلي أن يجف ويلتصق بالكعبين بشكل متين، ومن ثم يتم إخراج المسامير من الكعبين وتنظف حواف الضلع من بقايا الغراء الزائد،(انظر الصورة رقم2).
- ويشرح الصانع بعد ذلك بتفصيل الضلع الثاني والثالث، ومن ثم تركيب الأضلاع من الجهتين (اليمنى واليسرى)، وتتكرر هذه العملية (بناء القصعة) إلي أن يتم الانتهاء من تركيب جميع الأضلاع، علمًا بأن الأضلاع التي تبنى على الوسط من الجهة اليمنى والجهة اليسرى يجب أن تأخذ نفس الشكل في كل مرة، عدا الضلعين الآخرين اللذين بواسطتهما يتم إتمام القصعة، ويتراوح عدد الأضلاع ما بين 15 و21 ضلعًا، وأحيانًا يتجاوز ذلك عند بعض الصناع، ويعود الاختلاف بين عدد الأضلاع إلى اختلاف عرضها، (انظر الشكل رقم 3).


2. الكعب الأمامي (اللقمة الأمامية) : وهي مركز تجمع الأضلاع من جهة الزند،(انظر الصورة رقم 5،4).


3. الكعب الخلفي (اللقمة الخلفية) : وهي مركز تجمع الأضلاع من جهة مؤخرة القصعة، (انظر الصورة رقم 6، 7).

ثانياً. الوجه ( الصدر ) :
هو عبارة عن قطع رقيقة من الخشب يتراوح عرضها ما بين 7-10 سم تقريبا، وسماكتها ما بين 2-3 مم، تلصق بجانب بعضها لتصل إلي عرض القصعة المطلوب، وتشكل هذه القطع غطاء خشبيًا يلصق على القصعة، وتنتقى من خشب ذي كثافة قليلة (خشب لين)، مقارنة بالخشب الذي تصنع منه القصعة، وذلك بهدف أن يهتز الوجه. فكلما كان أهتزاز الوجه متناغمًا مع الترددات التي تصدر من الأوتار يساهم في جودة اللون الصوتي ونقاء وضخامة الصوت الصادر عن الآلة(Wilcocks, 2006,59 - 64). ومن أهم أنواع الأخشاب التي يصنع منها وجه العود خشب الصبروس، وخشب السويد، ويتراوح طول العود من جهةالوجه ما بين 50-55 سم من مفصل الزند حتي نهاية القصعة، كما يتراوح العرض ما بين 36-38 سم في أعرض منطقة من العود، كما يأتي تقريبًا عرض الوجه من جهة الزند 5.5 سم، (انظر الصورة رقم 8).



ويتكون وجه العود من :
1. فتحات دخول وخروج الصوت (الشماسي): وهي فتحات تساهم في دخول الترددات الصادرة عن الأوتار إلى القصعة، ومن ثم خروجها بعد الاصطدام بظهر ووجه العود من الداخل، ولا يزيد عدد الفتحات عن ثلاث فتحات كبيرة ويتراوح قطرها ما بين 9-11 سم، وموقعها في الوجه على نفس الطول الزند،
فإذا كان طول الزند 20 سم يأتي نصف قطر الفتحة على مسافة 20 سم من منطقة التقاء الزند بالقصعة، وفتحتان صغيرتان تقعان ما بين حمالة الأوتار والفتحة الكبيرة، كما أنهما يتجهان إلى الأطراف قليلًا، ويكون قطر الفتحات الصغيرة تقريبًا نصف قطر الفتحة الكبيرة. وهنالك بعض الأعواد التي تحتوي على فتحة واحدة كبيرة وذلك بهدف أن يكون الصوت الصادر عن آلة العود يميل إلى الترددات المنخفضة، ويوظف هذا العود في الغالب في الغناء الفردي ومرافقة المطرب (A.Cameron Kathleen, 8 - 9). (والشكل رقم 9)، يوضح الفتحات وأحجامها.


2. الجسور: وهي قطع من الخشب توضع بهدف تقوية الوجه لأنه مكون من الخشب الرقيق، وتوزع المسافات بين الجسور على طول وجه العود، (والشكل رقم 10). يوضح مواقع الجسور وأشكالها.

ثالثاً. الرقبة(الزند، المقبض):
هي موضع الأصابع والعفق على الأوتار، فهي من الخلف أسطوانية ومن الأمام (مكان الأوتار والعفق) تأخذ الشكل المستقيم (المسطح)، وتصنع من الخشب الصلب العالي الكثافة (الخشب الذي يصنع منه ظهر العود)، ويتراوح طول الزند ما بين 21 - 20 سم، والعرض من جهة القصعة 5.5 سم، ومن جهة مربط الأوتار 3.5 سم، (انظر الشكل رقم 11)، الذي يوضح زند العود.

رابعاً. المرآة:
وهي قطعة من العظم المُصنَّع أو الخشب الصلب، توضع على الزند من الجهة المسطحة (موقع العفق على الأوتار) وتأخذ شكل الزند وتمتد بشكل انسيابي لتصل إلى الفتحة الكبرى في صدر العود، وتوضع المرآه بهدف الحفاظ على خشب الزند وبقائه سليمًا نتيجة للعفق على الأوتار،(انظر الشكل رقم 12). الذي يوضح المرآه.



خامساً. المشط أو الفرس (حمالة أو مربط الأوتار على الوجه):
وهي قطعة خشبية تصنع من الخشب الصلب لتتحمل قوة ربط الأوتار، وتنقل ترددات الأوتار بشكل سريع على وجه العود (باشا، وآخرون، 2008 ص345-340). وتثقب حمالة الأوتار بعدد الأوتار، ويكون القياس متساويًا من جهة الزند وتُستثنى الأنف من القياس، وعملية ثقب الفرس تحتاج إلى دقة بحيث نضمن أن البعد بين الأوتار المزدوجة متساو، كذلك يجب أن لا تكون الثقوب بين الأوتار المزدوجة بعيدة المدى، وذلك لكي لا ينتج عن ذلك أي صعوبة في العزف أو ضياع للصوت، (انظر الصورة رقم 13)، الذي يوضح حمالة الأوتار.

سادساً. الأنف:
هو عبارة عن قطعة صغيرة تصنع من الخشب أو العظم او العاج أو البلاستيك، توضع على الزند من جهة علبة المفاتيح، وذلك بهدف رفع الأوتار قليلًا عن زند العود، مما يسهم في نقاء الصوت الصادر عن آلة العود وعدم ملامسة الأوتار للزند، وتقسم هذه بشكل متساو بين الأوتار بحيث تكون وضعية الأوتار مناسبة وغير خارجة عن الزند، (انظر الصورة رقم 14)، الذي يوضح شكل الأنف.



سابعاً.البنجق ( علبة المفاتيح):
وهي عبارة عن صندوق مغلق من جهة ومفتوح من الجهة الأخرى ويوجد فيه ثقوب، ويوضع في هذه الثقوب مفاتيح تربط بها الأوتار بهدف ضبطها (الدوزان).



ثامناً. المفاتيح:
وهي عبارة عن قطع خشبية تركب في البنج بنهايتها ثقب لتثبيت الوتر من خلاله، ويجب مراعاة سهولة دورانها بحيث لا تكون قاسية جدًا فيصعب على العازف تحريكها باتجاه اليمين والشمال أثناء عملية الدوزان، ولا مرنة جدًا فيجد العازف صعوبة في تثبيتها،(انظر الصورة رقم 15)، الذي يوضح علبة المفاتيح والمفاتيح.



تاسعاً. صقل العود وطلاؤه:
وهي المرحلة النهائية من صناعة العود، حيث يتم بعد الانتهاء مما سبق صقل العود بأكمله بواسطة ورق الزجاج الناعم، وبعدها يتم طلاء العود بمادة خاصة تسمى الدملوك (الكامليا)، وهذه المادة تكون شفافة بحيث يبدو العود مدهونًا، لكن يبقى بنفس لون خشبه الأصلي، والغاية من طلاء العود منع وصول الرطوبة إلى أجزائه، إضافة إلى إعطائه منظرًا جميلًا، لكن يجب أن يراعى هنا عدم طلاء وجه العود بالذات بشكل كثيف كباقي أجزائه الأخرى، إنما بشكل خفيف كي لا تؤثر كثافة الدهان سلبًا على صوت الآلة، إذ أنها تكتم الصوت لدرجة ملحوظة، مما يؤدي إلى التأثير السلبي على خواص الصوت (باشا، وآخرون، 2008 ص345-340)،(انظر الشكل 16).

عاشراً. الريشة :
كما تسمى المضرب، وتصنع من مادة العظم أو البلاستيك المقوى ومادة المطاط، وتستخدم للنقر على الأوتار. وقد كثر استخدام الريشة المصنوعة من البلاستيك وذلك لمرونتها وقدرتها على أداء الرش (الفرداش)، وعدم الحاجة إلى استخدام الريشة المقلوبة،(انظر الشكل رقم 17)، الذي يوضح الريشة المستخدمة في العزف على آلة العود.



حادي عشر. الأوتار:
يوجد في العود نوعان من الأوتار، حيث تصنع الأوتار الغليظة (التي تصدر الترددات المنخفضة) من مادة ذيل الفرس أو الخيطان الحريرية الصناعية وتغلف بمادة النحاس، كما تصنع الأوتار التي تصدر الترددات الحادة من مادة النايلون أو البلاستيك، وتركب الأوتار موازية لسطح وجه العود مبتدئة من الفرس مارة فوق الشمسية الكبرى وفوق الزند والأنف منتهية بعلبة المفاتيح وهي أوتار مزدوجة، ومن أهم السمات التي ارتبطت بالأوتار في المدرسة التقليدية في العزف على آلة العود:
- الاكتفاء بالعود ذي الخمسة أوتار في معظم النشاطات.
- تم في بعض الحالات إضافة الوتر السادس (قرار الراست) وذلك خدمة لأجواء الطرب التي كانت سائدة لما للأصوات العريضة من أثر في إثارة أجواء الهدوء والطرب.
- تم في بعض الحالات إضافة الوتر السادس (جواب جهاركاه) وذلك للهروب من التنقل بين الأوضاع (positions).
- ضبط الآلة كان حسب الطريقة القديمة المعروفة (fa, la, re, sol, do). يوضح، (الشكل رقم 18)، أوتار آلة العود.

المدرسة الحديثة (الوصف والتعبير):
نظرًا للتأثير المتبادل بين الموسيقى العربية والموسيقى الغربية في القرن العشرين أدخلت بعض تقنيات العزف العالية على آلة العود بالإضافة إلى الأداء الموسيقي المتميز الذي يعتمد على الوصف والتعبير الفردي، حيث أصبح هناك أسلوب في الأداء والتأليف لم يكن مألوفًا من قبل يمكن أن نسميه بالمدرسة الحديثة في العزف، فالأمر هنا لم يتعلق بالصوت البشري بل بقدرة استغلال الأصابع وخفة تحريك اليد وسرعة تنقلها ودقة العفق، ويمكن تلخيص الخصائص الموسيقية لهذه المدرسة على النحو الآتي:
- اعتمادها على الوصف والتعبير على حساب الشجو والتطريب.
- ازدياد المساحة الصوتية للآلة فأصبحت في بعض الحالات – عند استخدام وتر سادس في منطقة الجوابات تصل إلى ما يزيد عن ثلاثة أوكتافات.
- استخدام بعض التقنيات المستخدمة في العزف على الآلة الغربية مثل العفق المزدوج (Double stops) والاهتزاز (Vibrations) والزحلقة (Glissando) واستخدام أصابع اليد اليمنى في العفق.
- ظهور القطع الموسيقية الحرة والتي أحيانًا تؤدى مع الأوركسترا، وكذلك برزت بعض المقطوعات التي تتكون من أكثر من صوت، والتي تتطلب تقنيات عالية في الأداء.
- استخدام تقنية التنقل بين الأوضاع أثناء العزف (positions) وذلك ساعد على:
1. ظهور نغمات لها لون وطابع صوتي مختلف عن العزف في الوضع الأول.
2. حل بعض المشكلات التي تواجه العازف أثناء أداء بعض الجمل الموسيقية.

- اعتمادها على التدوين الموسيقي في تناقلها وأدائها.

العود في المدرسة الحديثة (مقاييسه وصناعته):
لقد حظي العود في القرن العشرين بمجموعة من الصناع يتنافسون في ما بينهم ليقدم كل منهم الأفضل، الأمر الذي أسهم في تطوير هذه الصناعة، إضافة إلى كل مدرسة من مدارس العزف لهذه الآلة قد فرضت مجموعة من المعايير والمقاييس التي تتلاءم ومتطلباتها، ومن هنا يأتي تطور صناعة الآلة الموسيقية استجابة طبيعية لتطور الإمكانات الأدائية التي تؤدى عليها. ومن أمهر صناع آلة العود في المدرسة الحديثة التي امتدت منذ سبعينات القرن العشرين وحتى الآن : الصانع فائق محمد فاضل في العراق، والصانع نزيه غضبان في لبنان، والصانعان يلدرن وفاروق في تركيا، بالإضافة إلى مشعل نغم الخليج في الكويت. ويمكن رصد أهم التطورات التي طرأت على مقاييس صناعة أجزاء آلة العود، على النحو التالي:

- ظهر العود (القصعة): مع تطور أسلوب العزف على آلة العود، وظهور العازف المنفرد الذي تميز باستخدام التقنيات الحديثة في العزف والمتمثلة في الكوردات والقفزات اللحنية والنغمية بالإضافة إلى الجمل اللحنية السريعة، وكذلك حاجة العازف إلى زيادة المساحة الصوتية تحديدًا في الجوابات، فقد كان من الضروري أن تتطور الصناعة لتسهل مهنة العازف وتواكب تطورات تقنيات العزف على آلة العود، لذلك تم تطوير شكل القصعة من الشكل المخروطي إلى الشكل المفلطح، حيث أصبح عمق القصعة أقل من نصف عرضها، وأصبحت المنطقة الأكثر عمقًا في القصعة تتراوح ما بين 18-15 سم في أقصى حالتها، حيث أن تقليل عمق القصعة ينعكس بالناحية الإيجابية على إيضاح النغمات التوافقية الحادة Overtones،(العلي، 2004 ص502 - 500). (انظر الشكل رقم 19) الذي يوضح القصعة المفلطحة.


- الوجه (الصدر): نتيجة لظهور القصعة المفلطحة كان لابد من إجراء بعض التعديلات على وجه آلة العود، حيث أصبح يتراوح طول العود من جهة الوجه ما بين 50-47 سم من مفصل الزند حتى نهاية القصعة، كما بقي العرض ما بين 38-36 سم في أعرض منطقة من العود.
- فتحات خروج الصوت: بدا التغيير واضحًا في شكل فتحات دخول وخروج الصوت (الشماسي)، فقد ظهرت الفتحات البيضاوية وهذا فقط بهدف التزيين، (انظر الشكل رقم 20)، الذي يوضح شكل الفتحات البيضاوية.
- الجسور: بدأ الاهتمام بها بشكل أكبر وذلك من حيث موقعها وترقيقها، كما بدأ الاهتمام في تحديد سماكة الوجه ومحاولة توحيد سماكته بما يتناسب مع الترددات الصادرة من الآلة.


- الرقبة (الزند، المقبض): نتيجة لتغير شكل القصعة من الشكل المخروطي إلى الشكل المفلطح، بالإضافة إلى الاعتماد على العود ذي الستة أوتار لتلبية متطلبات المرحلة الجديدة، ويمكن رصد أهم التطورات على الزند على النحو التالي:
1. التحول الواضح في تحول شكل الزند من الخلف، من الشكل الأسطواني إلى الشكل المفلطح.
2. عرض الزند من جهة الوجه 6.30-6 سم.
3. طول الزند بدأ يتراوح بين 19.50 - 18 سم في أقصاه، وذلك تناسبًا مع طول القصعة إضافة إلى سهولة التنقل في وضعيات اليد على الزند (positions) وذلك تناسبًا مع تقنيات المدرسة الحديثة في العزف على آلة العود.
4. طريقة تثبيت الزند على القصعة من خلال برغي حديد يمتد على طول الزند، وذلك حتى يعطي تقوية للزند كما يعطي العازف إمكانية التحكم في المسافة بين الأوتار والزند، ويعود ذلك إلى أن الزند يمكن أن يقوس أو يتحرك من مكانه نتيجه لتعرضه للعوامل الجوية بالإضافة إلى الضغط الذي يتعرض له الزند نتيجة لزيادة عدد الأوتار وتحديدًا وتر جواب الجهاركاه، بالإضافة إلى رفع الدوزان درجة في بعض الأحيان عند بعض العازفين أمثال منير بشير ونصير شما، إضافة إلى ضبط وتر اللا إلى دو.



- المرآة:- نتيجة لتقنيات المدرسة الحديثة في العزف على آلة العود والتي تعتمد كثيرًا على العزف في منطقة الوجه، ظهر الاهتمام بشكل كثيف في وضع المرآة الطويلة التي تصل إلى الفتحة المتوسطة،(انظر الصورة رقم 21)، الذي يوضح صورة المرآة ومنطقة العزف على الوجه.
- المشط أو الفرس (حمالة أو مربط الأوتار على الوجه): ظهر العود الذي يحتوي على الفرس المتحرك، وهذا التطور ساهم في صدور الترددات الحادة المرافقة للترددات التي يصدرها العازف نتيجة للنقر على الأوتار في المكان المخصص لها، وهذا يسهم في الثراء اللوني للصوت الصادر عن الآلة وتحديدًا في التعبير والرنين الصوتي للآلة(Wilcocks, 2006,50).
- الريشة: بالإضافة إلى الريشة المصنوعة من مادة العظم أو البلاستيك المقوى ومادة المطاط، حيث ظهرت الريشة المصنوعة من قرن الغزال والعظم المقوى، والتي تسهم في زيادة رنين الوتر وتساعد في زيادة قوة الريشة المقلوبة.
- الأوتار: زيادة الاهتمام في رنين الأوتار وذلك عن طريق الاهتمام في الأوتار الأكثر قساوة ورنينًا، كما تم زيادة عدد الأوتار فقد أصبح الوتر السادس ضرورة، كما تم إضافة وتر دو قرار، وبناء على تغير طريقة ضبط الأوتار وزيادة عددها، كان لابد من صناعة أطقم من الأوتار تتماشى مع طرق الضبط الحديثة للأوتار.

أنواع العود الموسيقي :
هناك نوعان مميزان للعود، وهما:
- العود التركي: سمّي بهذا الاسم نسبةً إلى تركيا التي تمت صناعته فيها، وهو مصنوع من الخشب الخفيف الذي يعطي نغمة قوية مميّزة، وقد تميّزت مدينة اسطنبول بهذه الصناعة لتنتج آلة موسيقية مميّزة يستخدمها الملحنون ويبدعون في استخدامها.
- العود العربي: سمّي بهذا الاسم نسبةً إلى البلدان العربية التي تقوم بتصنيعه وتخريج أكفأ الملحنين في العزف عليه، ويصنع في أغلب المناطق العربية مثل مصر وسوريا، وهو أثقل في الصناعة من العود التركي؛ لكي يعطي صوتاً أعمق وأكثر قوة من العود التركي، كما أنّ الخشب المستخدم في صناعته أخشن من الخشب المستخدم في العود التركي.


أشهر عازفيه هناك كثيرًا ممن أبدعوا في العزف عليه، فأسمعونا أجمل الألحان والموسيقى، ومن أهمهمّ:
- في الخليج العربي طلال مداح وعبادي الجوهر.
- في مصر رياض السنباطي، ومحمد عبد الوهاب، ومحمد القصبجي.
- في لبنان فريد الأطرش والثلاثي جبران.

طريقة مسك العود الصحيحة:
البعض من الأشخاص الذين يريدون تعلم عزف العود قد يمسكونه بطريقة خاطئة، تمنعهم من التحكّم الكامل به، والوصول للأماكن التي يصعب العزف عليها خاصّةً المناطق القريبة من صدر العود.

معرفة النغمات الموسيقية:
الموسيقى بشكل عام سواءً العالمية أو العربية توجد بها سبع نغمات أو نوتات أساسية لا بدّ من معرفتها، لأنّ جميع المقطوعات والأغاني تُبنى عليها وهي كالتلي : دو - ري - مي - فا - صول - لا – سي .
في البداية لا بد من معرفة أماكن النغمات أو النوتات على العود، وهي كالتالي :
- الوتر الأخير من جهة الأسفل (الوتر الخامس) يُطلق عليه «دو»، وعندما يتمّ الضغط عليه بالأصبع الأوسط تخرج منه نوتة «ري»، وعند الضغط علية بالأصبع الرابع تخرج منه نوتة «مي».
- الوتر الذي يليه (الوتر الرابع) يُطلق عليه «صول»، عندما يتمّ الضغط عليه بالإصبع الأوسط تخرج منه نوتة «لا»، وعند الضغط عليه بالإصبع الرابع تخرج منه نوتة «سي».
- الوتر الذي يليه وهو الوتر الثالث يُطلق عليه «ري»، عندما يتمّ الضغط عليه بالإصبع الأوسط تخرج منه نوتة «مي»، وعند الضغط عليه بالإصبع الثالث تخرج منه نوتة «فا».
- الوتر الرابع ويسمى «لا»، عندما يتمّ الضغط عليه بالإصبع الأوسط تخرج منه نوتة «سي»، وعند الضغط عليه بالإصبع الثالث تخرج منه نوتة «دو».
- الوتر الخامس ويطلق عليه « فا» (انظر الشكل رقم 22، 23).



الأخشاب المستخدمة في صناعة العود:
يصنع العود من أنواع محددة من الأخشاب والتي تضمن الحصول على الصوت واللحن الجميل والصحيح، ومن أهمها أخشاب الزان الروماني ذات اللون البيج الفاتح وأخشاب السيسم الهندي وأخشاب الجوز بألوانها القاتمة، وتستخدم هذه الأخشاب في صناعة طاسة العود وأفضلها جودة تلك التي تصنع من نوعين من هذه الأخشاب بدلًا من نوع واحد، أما مفاتيح العود فيتم تصنيعها من الأخشاب الصلدة مثل الأبنوس الداكن أو الجوز.
أما بيت المفاتيح فيتم تصنيعه من أخشاب الزان أو السيسم، ويفضل تصنيع رقبة العود من أخشاب الجوز أو السيسم، ويصنع وجه العود من أخشاب الجام البيضاء الخالية من العقد الخشبية، أما عروقه فيفضل أن تكون قريبة من بعضها البعض وذلك حتى تتحمل الجهد بشكل أفضل (انظر الشكل رقم 24، 25، 26).

 

مواقع الأصابع للعفق على الأوتار:
1. يوضع الإصبع (الإبهام ) لليد اليسرى خلف رقبة العود من أعلى الرقبة عند موقع الدستان الأول.
2. تعفق بأصبع (السبابة) على الأصوات الموسيقية التي تصدر في موقع الدستان الأول.
3. تعفق بإصبع (الوسطى) على الأصوات الموسيقية التي تصدر في موقع الدستان الثاني.
4. تعفق بإصبع (البنصر) على الأصوات الموسيقية التي تصدر في موقع الدستان الثالث.
5. تعفق بإصبع (الخنصر) على الأصوات الموسيقية التى تصدر في موقع الدستان الرابع.
6. تعفق بإصبع (السبابة) على الأصوات الموسيقة التي تصدر في الموقع ما بين الدستان الأول والثاني.
7. تعفق بإصبع (البنصر) على الأصوات الموسيقية التي تصدر في موقع ما بين الدستان الثالث والرابع .



طريقة حمل العود أثناء العزف:
يجب أن يكون العود عموديا وغير مرئي للعازف، ولدعم وزن العود بالفخذ والذراع الأيمن لكي تكون لليد اليسرى حرية الحركة حول لوحة الأصابع « زند العود»، في البداية يبدو هذا الأمر صعبا للغاية، ولكن هو أسهل من ذلك بعد التمرين على تكرار حمل العود والعزف عليه، (انظر الشكل رقم 27).

تركيب الأوتار:
من المعروف أن عدد أوتار العود تكون خمسة أوتار وأحيانًا ستة (وهي أوتار مزدوجه) تتفاوت في الغلظ والرقه متدرجة من أعلى صدر العود الأوتار غليظة إلى الأسفل حيث الأوتار الرقيقة.
تركب أو تشد الأوتار موازية لسطح الصندوق المصوت، مبتدئه من الفرس مارة فوق الرقبة، منتهية عند الملاوي.
وحيث أن الوتر مزدوج، فيركب طرف أحد الوترين في الثقب المخصص له في الفرس، ويربط جيدًا ثم يشد على صدر العود ثم الرقبة، ثم يسحب على الحرز الموجود على الأنف مارًا إلى البنجق، ثم يركب نهاية الوتر (طرفه الثاني) في الثقب المخصص له الموجود بالملوي، ويلف الملوي حتى تضبط الوتر بالنغمة المطلوبة، ويطبق هذا على كل أوتار العود، (انظر الشكل رقم 28، 29).

 

الخاتمة:
نستخلص من هذا البحث والذي سلطنا فيه الضوء على آلة العود وأهميته في التخت الشرقي ومراحل تطوره وكيفية تصنيعه والمدارس المختلفة لصناعة آلة العود، وكذلك مكونات وأجزاء آلة العود وأنواع الأعواد وكيف كان شكل العود واستخداماته في المدرسة التقليدية وكيف تغير شكله في المدرسة الحديثة، حيث تم زيادة عدد الأوتار فقد أصبح الوتر السادس ضرورة، كما تم إضافة وتر دو قرار، وبناء على تغير طريقة ضبط الأوتار وزيادة عددها، كان لابد من صناعة أطقم من الأوتار تتماشى مع طرق الضبط الحديثة للأوتار، وظهرت الريشة المصنوعة من قرن الغزال والعظم المقوى، والتي تسهم في زيادة رنين الوتر وتساعد في زيادة قوة الريشة المقلوبة.
كذلك أهم التطورات التي فرضتها التقنيات الحديثة في العزف على شكل وصناعة أجزاء آلة العود. فأدخلت بعض تقنيات العزف العالية على آلة العود بالإضافة إلى الأداء الموسيقي المتميز الذي يعتمد على الوصف والتعبير الفردي، حيث أصبح هناك أسلوب في الأداء والتأليف لم يكن مألوفًا من قبل يمكن أن نسميه بالمدرسة الحديثة في العزف، مع تطور أسلوب العزف على آلة العود، وظهور العازف المنفرد الذي تميز باستخدام التقنيات الحديثة في العزف والمتمثلة في الكوردات والقفزات اللحنية والنغمية بالإضافة إلى الجمل اللحنية السريعة، وكذلك حاجة العازف إلى زيادة المساحة الصوتية تحديدًا في الجوابات، فقد كان من الضروري أن تتطور الصناعة لتسهل مهنة العازف وتواكب تطورات وتقنيات العزف على آلة العود، لذلك تم تطوير شكل القصعة من الشكل المخروطي إلى الشكل المفلطح، حيث أصبح عمق القصعة أقل من نصف عرضها.
فتطور صناعة الآلة الموسيقية استجابة طبيعية لتطور الإمكانات الأدائية التي تؤدى عليها، فصناعة آلة العود تمثل مصدر دخل ووظيفة لممتهني هذه المهنة، فمعظم صانعي هذه الآلة توارثوها عن آبائهم وليست مهنة ومصدر دخل فقط ولكنها تعني لهم متعة وعشقا في تصنيعها وابتكار أشكال متعددة لهذه الآلة وعلى الجانب الآخر تمثل مصدر دخل، ووظيفة لعازفي آلة العود من حيث أشكالها الحديثة بعد دخول الكثير من التقنيات عليها مثل المايك الملصق بالعود وأيضًا العود المقطوش المشابه للجيتار وغيره من التقنيات التي تسهل من مهمة عازفي هذه الآلة.

• المصادر:
- بحث ميداني وعمل مقابلات من خلال الباحث بشارع محمد على بوسط القاهرة، وهو الشارع الأشهر للآلات الموسيقية، وبصناعة آلة العود، وورشة صناعة آلة العود في بيت العود(أحمد عبدالحليم) والصانع سامي عفيفي، بشارع محمد علي، ومراحل تصنيعه، وبعض الورش والمعارض الأخرى لتصنيع آلة العود.

• المراجع العربية :

- العلي، ليلى(2004): الفزياء الأساسية، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، شارع بيروت، الكويت.
- العبيدي، طارق(2005): المدرسة العراقية الحديثة لآلة العود، أبحاث اليرموك، سلسلة العلوم الإنسانية والإجتماعية، إربد، الأردن.
- الفارابي، أبو نصر: الموسيقي الكبير(1977): تحقيق: غطاس عبدالملك خشبة.
- الجيوسي، سلمى(1998): الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت.
- الحفني، محمود(1998): اسحق الموصلي، مطبوعات الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة.
- الجولاني، فادية عمر(1992): التغير الأجتماعي(مدخل النظرية الوظيفية لتحليل التغير) الاسكندرية، مؤسسة شباب الجامعة.
- باشا، أحمد وآخرون(2008): أساسيات العلوم الفزيائية، دار الفكر العربي، القاهرة.
- حمدي، صيانات(1978): تاريخ آلة العود وصناعتة، ط1، دار الفكر العربي، القاهرة.
- حيدر، أحمد(2009): صناعة آلة العود في الوطن العربي : دراسة مقارنة، بحث منشور مجلة علوم وفنون الموسيقى، المجلد العشرين، كلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان، القاهرة.
- دبيان، عبدالهادي(1999): عالم آلة العود، دار الفكر العربي، القاهرة.
- شوره، نبيل(2003): التأليف الموسيقي العربي الآلي والغنائي، كلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان، القاهرة.
- رشدان، محمود(2007): أثر تقنيات الفيولون تشيللو على الأسلوب الحديث في العزف على العود، رسالة ماجستير جامعة اليرموك، إربد، الأردن.
- رشيد، صبحي(1975): تاريخ آلة العود، ط1، منشورات دار علاء الدين، دمشق.
- فارمر، هنري(1956): تاريخ الموسيقى العربية، ترجمة: حسين نصار، مكتبة مصر، القاهرة.
- مصطفى، محمود(2003): أثر تطور صناعة آلة القانون في إثراء تقنيات العزف في القرن العشرين، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان، القاهرة.

• المراجع الأجنبية:
- Wilcocks, Gerda Reinette(2006): Improving tone production on the flute regards to embouchure, lip flxibrato and tone colour as seen from classical music perspective, Master of Music, University of Pretoria.
- Kathleen A, Cameron. Effects of Vibrato production Techniques and Usa on Musical Collaborations among, Flutists, Oboists, Clarinetists, and Bassoonists.

• الصور
- من تصوير الكاتب: التقطت الصورة بتاريخ 10 أبريل 2018 (بواسطة الباحث)، بمعرض آلة العود، بشارع محمد علي بوسط القاهرة تبين عرضا لنماذج وأشكال مختلفة لآلة العود بألوان جميلة بعد طلائه وعمل رسومات على ظهر العود مثل رسومات فرعونية وغيره من الرسومات التي يرغبها بعض محبي اقتناء هذه الآلة سواء من عازفي هذه الآلة أو من الأشخاص العاديين المحبين لهذه الأشكال والزخارف ليس للعزف أو التعلم وإنما لوضعها في بيوتهم أو مكاتبهم لأنها تمثل لهم شكلًا جماليًا.
8. https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/a0/Luth%27ud_cor.jpg/1200px-Luth%27ud_cor.jpg
21. http://mawdoo3.com
27. http://mawdoo3.com

أعداد المجلة