فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
60

تقنيات المقدمة والخاتمة في السرديات الشعبية

العدد 14 - أدب شعبي
تقنيات المقدمة والخاتمة في السرديات الشعبية
كاتب من سوريا


للسرديات الشعبية ذكريات في الذاكرة لا تمحى لأنها مستقرة في الأعماق اتخذت لنفسها موقع الصدارة حيث يصعب إزاحتها عن المكان الذي تبوأته منذ نعومة أظفارنا. فمنذ أن بدأنا في نطق أولى الكلمات، أو فهم أولى العبارات، من المقربين منا والذين يتولون تربيتنا وإعدادنا للحياة المقبلة، بدأنا ندخل شيئاً فشيئاً في عالم الخيال الذي لم تكن حدوده واضحة المعالم مع حدود الواقع. فكنا نسقط الخيال على الواقع، على الشيء المحسوس وعلى البيئة التي فتحنا أعيننا عليها.

 

فكل حكاية كانت ترويها الأم أم الجدة كنا نجد لها إسقاطاً على ما تستوعبه مداركنا من أحداث وأماكن وقوعها، بل وأشخاصها. فبدلاً من الفتيات الثلاث اللواتي ذهبن لملئ جرارهن من عين الماء القريبة كانت الراوية، سواء أكانت أماً أم جدة، تسمي لنا الفتيات الثلاث بأسماء أخواتنا أو بنات أقربائنا أو جيراننا، وتسمي لنا عين الماء التي ينهلن منها باسم أقرب عين ماء إلى قريتنا، فيصبح الأمر أيسر فهماً وإدراكاً لاقتران الخيال بالواقع الحسي. وكذلك الأمر بالنسبة لأسماء المناطق الأخرى أو الأشخاص أو الحيوانات الذين يشكلون الحامل الأساسي لعناصر الحكاية.

 

والسرد الشعبي، بدءاً من الأم أو الجدة، مروراً بالراوية في مضافة المختار أو خيمة وجيه القبيلة، أو المقاهي الشعبية في المدينة التي كان الحكواتي يتربع فيها على عرش يعلو بعض الشيء عن أماكن جمهور المستمعين، يتطلب حنكة ودراية بفن السرد والتشويق، تارة بالصوت وأخرى بحركات اليدين أو تعابير الوجه، أي ما يعبَّر عنه بعبارتي mimic  وgestic. إذ لا يتوقف الأمر على سرد الوقائع بحد ذاتها بل أيضاً بإضافة عبارات تمهيدية وتشابيه وكنايات ووصلات بين الأحداث أو بتقليد أصوات الأشخاص والحيوانات التي ترد في القصة أو الحكاية، أو حتى محاكاة أصوات الظواهر الطبيعية والمناخية مثل الرعد أو أصوات الرياح وغير ذلك. أي أن الراوي أو الراوية يستخدم ما نطلق عليه الآن في المسرح والفنون الأخرى اسم المؤثرات الصوتية، لتعطي عملية السرد أبعاداً أخرى تنقلنا إلى عالم الحكاية بكافة الحواس الممكنة. ولا يدخل الراوي في أحداث الحكاية مباشرة. فللحكاية ثلاثة مجالات أساسية لا بد منها: المدخل – ثم الفسحة الداخلية ثم المخرج. أي المقدمة والأحداث والخاتمة. ويقتصر حديثنا الآن على المقدمة والخاتمة.

تبدأ الحكاية، أو قبل أن تبدأ الحكاية، لا بد من مدخل إلى عالمها، أو إلى عالم سرد وقائعها بما يسمى بالمدخل أو المقدمة التي لا بد منها. ومقدمة الحكايات لها صيغ وأشكال عديدة قد تطول وتقصر. معظم الحكايات الشعبية تبدأ بعبارة: «كان يا ما كان» ويبدو أن هذا الاستهلال لا يقتصر على الحكايات الشعبية العربية أو المعروفة في العالم العربي. ففي القص الشعبي الألماني، خاصة في مجموعة الأخوين غريم1 نجد عبارة Es war einmal في بداية معظم الحكايات، وهي تعني ما تعنيه عبارة كان يا ما كان. أما في بولندا المجاورة فتبدأ سرد الحكاية أيضاً بعبارة «كان يا ما كان» متبوعة بعبارة «خلف سبع جبال وسبع بحار كان هناك?......»2 ولكن معظم الحكايات التي ترويها الأمهات والجدات في سورية لا تقتصر على ذلك بل تتعداها إلى عبارات متممة. مثل: «كان يا ما كان حتى كان.... كان في قديم الزمان»3 ملك أو أمير أو الشخص الذي يتصدر الحكاية، وهذه مقدمة معروفة في كل العالم تقريباً.

أول ديباجة حكاية سمعتها منذ أن وعيت إلى الدنيا كانت من والدتي عندما كانت تقص لنا حكاياتها قبل النوم وكان نصها: «كان يا ما كان يا مستمعين الكلام، منحكي وللام ننام وللا منستمع الكلام؟» وكان الجواب الطبيعي في كل مرة هو: «منستمع الكلام». بعدها يبدأ سرد الأحداث وما يتخلله من عبارات وتشابيه وحركات وأغاني وأخيراً الختام. والختام التقليدي الذي أختزنه في ذاكرتي هو: «وهاي الحكاية حكيناها، وبعبّك حطيناها» وتمد يدها إلى صدري بحركة تدل على أنها تضع شيئا محسوساً ملموساً وتحرك أصابعها بين الصدر والأضلع لتثير الضحك والمرح. هذا إذا لم يكن المستمع قد غفا مسبقاً. فالباحث بسام ساعي ذكر من مقدمة حكاياته4: كان يا مكان يا مستمعين الكلام لكلكن?.... أو: كان يا مكان لكلكن في يوم من ذات الأيام.... أو: في قديم الزمان وسالف العصر والأوان5.... والمقدمة نفسها تصدرت بعض الحكايات التي جمعتها السيدة سلمى سلمان في مجموعتها تحت عنوان «في ليالي كانون»6 ولكن بلفظ يختلف قليلاً، إذ تبدأ بعبارة: «كان ويا ما كان يا مستمعين الكلام».... وفي بعض الحكايات تزيد عليها (حسب الرواية) لتصبح: «كان يا ما كان، يا مستمعين الكلام، نحكي ولا ننام وإلا نعمل الإثنان».... أو: كان يا ما كان يا سادات يا كرام وأنتم تسمعون الكلام....كان فيه.... أو كان وما كان يا مستمعين الكلام...

أما محمد خالد رمضان فقد وضع مقدمة لحكاياته التي جمعها من منطقة الزبداني السورية وهي إلى الشمال من دمشق تقول: «كان يا مكان يا قديم الزمان يا سعد يا كرام منحكي لما مننام، منحكي؟ لحتى كان7....» أو: «كان يا ما كان يا قديم الزمان يا سعد يا اكرام. كل مين عليه ذَنْب يقول استغفر الله لحتى كان...» أو: «كان ياما كان يا قديم الزمان يا مستمعين الكلام منحكي ولا مننام لما نصلي النبي بدر التمام لحتى كان». أو قد تطول هذه المقدمة في بعض حكاياته الأخرى لتصبح: «كان ياما كان يا قديم الزمان يا سعد يا كرام منحكي لما مننام لما منصلي عالنبي بدر التمام خير الصلاة والسلام لحتى كان».

أي أن هذا المدخل أو هذه اللازمة تختلف باختلاف الراوي أو الراوية، فمنهم من يختصر ومنهم من يطيل.

أما الدكتور أحمد زياد محبك فقد ذكر في المجموعة التي تحمل عنوان «حكايات شعبية»8: بداية ثابتة محفوظة مثل: «كان يا ما كان يا قديم الزمان، نحكي الا ننام الا نصلي على محمد بدر التمام...» أو: «كان في قديم الزمان». وقد تحدث الدكتور محبك عما أطلق عليه اسم «دهليز» قائلاً أن الراوي يفتتح به سهرته ثم يتبعه ببعض الحكايات. وهو دهليز قصير محفوظ، الغاية منه، مثله في ذلك مثل معظم الدهاليز، إثارة الاهتمام وجذب انتباه المتلقين والتأثير فيهم. نص الدهليز الذي ذكره الدكتور محبك في مجموعته يقول:

 

كان كتكتان

طف سلح بالدكان

لقى طابة خيطان

مسح بها ورماها عالجيران

قال لهم يا جيراني

عطوني خيطاني

قالوا له لا نعطيك خيطانك

حتى تسلم على حيطانك

قال له سلامة يا حيط

قال له أنا الفارة نقبتني

قال لها سلامة يا فارة

قالت له أنا القطة أكلتني

قال لها سلامة يا قطة

قالت له أن العصا قتلتني

قال لها سلامة يا عصا

قالت له أنا السكينة قطعتني

قال سلامة يا سكينة

قالت له أنا الحداد طرقني

قال له سلامة يا حداد

قال له أنا ربي خلقني

ومثل هذه المقدمة أو هذا الدهليز معروف في عدة مناطق سورية أخرى بمعظم الموتيفات الموجودة فيها ويعود الاختلاف حسب رأيي إلى التناقل الشفاهي وقدرة الراوي على النقل أو الإبداع الذاتي، ولها وظيفة تعليمية وأخرى ترفيهية.

أما عادل أبو شنب فقد وردت في مقدمات نصوص حكاياته المنشورة في كتابه تحت عنوان «كان ياما كان»8 عبارة: «كان يا ما كان في قديم الزمان لحتى كان...» أما بالنسبة للدهليز فقد اعتبر أن «ما يسمى بالدهاليز هي مقدمات للحكاية، لا تمت لها بأية صلة على الإطلاق.... فهي عبارة عن ألفاظ مرصوفة بسجع ومنتقاة بعناية لتلفت السمع وتنبه الذهن إلى الدهليز نفسه، من جهة، وإلى الحكاية التي ستلي، من جهة ثانية».9

وقد اعتبر أبو شنب أن الدهليز هو ابن غير شرعي لأدب عصر الانحطاط، وعلى التحديد للمقامات الذي هو الصيغة العامة لها. ثم اعتبره «ظاهرة فكرية مقترنة بالحكاية الشفهية اقتراناً عضوياً، إذ لا بد من دهليز قبل الحكاية، وقد يكون دهليزاً قصيراً مؤلفاً من عدة كلمات وقد يكون دهليزاً طويلاً تستغرق روايته ضعف زمن الحكاية التي تليه.»10

وقد أورد عدة أمثلة على الدهاليز القصيرة والطويلة. مثل: «برّه كان وجوّه كان، وتختروان وشادروان.... لحتى كان» كدهليز قصير. وكنموذج على الدهليز الطويل نضع النص التالي الذي أورده أبو شنب نقلاً عن الشاعر المرحوم حامد حسن قائلاً إن هذا الدهليز منتشر في منطقة الساحل السوري: نص الدهليز:

كان عندي جاجة هندية

بتبيض البيضة وقية

سمع بخبرا السلطان

دفع فيها مية حصان

خفت قللو ما بيّعا يطفّر

أهالي الضيعة

قالولي اقليها بدهنا وخبيها

وبعدا ما يطمع فيها

قليتا بدهنا وخبيتا

وحطيتاورا الخابي

عملنا الشغلة من بكرا

ولما جيتا عشية

فتّشت عليها وما لقيتا

ضربت المرا وسبّيتا

قالت لي قطاط الجيران

عملوا وليمة في البستان

جابو القط الحبشي

حلف لي ما أخذ شي

جابولي قط الجارة

قال لي دشّرت الحارة

قالوا قط المبلق

هدا اللي أخدا وحلق

قمت ورحت أركض وحدي

ساعة أمشي وساعة احدي

بشكارة عمي الكردي

لقاني ولقيتو

واقف على باب بيتو

ضربني وضربتو

شلفني وشلفتو

من عظم الشلفة جيت تحتو

من كتر ما سنحني وسنحتو

صارت قبتي حمرا

مثل ط..... السعدان.... لحتى كان11.....

وفي كتابه آنف الذكر يتحدث أحمد بسام ساعي عن الدهاليز مستخدماً مصطلح البساط. جمعها بسط. ويقول أنها «مسجوعات أو زجليات يمتد بعضها إلى بضع دقائق، وقد يتضمن البساط حكاية كاملة وربما كان مجرد تركيب طريف للكلمات أو الجمل أو المعاني، وكأن هذه البسط (تبسط) القول للقاصّة لتدخل في رواية الحكاية. أو تبسط أذهان المستمعين لترقّب الحكاية بلهفة وشوق.....»12

وقد أورد المؤلف أيضاً عدة نصوص لبساطات أو دهاليز مختلفة في الطول والموضوع ومعظمها عبارة عن صور كاريكاتورية وكلمات لا معنى لها إلا في خدمة السجع المطلوب في هكذا نصوص. منها:13

عن شقارق عن بقارق

عن حياكين العبي وحفارين المعالق

الكذب ما بعرف بكذبو

البرغوت قد الأرنبو

سرجتو وركبتو (بشدّ عليه وبركبو)؟

وخضت البحر من شرقو لمغربو (بقطع البحر من شرقو لمغربو)

وما وصل لعند ركبو (وما يوصل لعند ركبو)

لقيت المزابل عم تنبح عالكلاب

والحيط راكب عالحرامي

لاحني ولحتو

من عزمي حطني تحتو

شوفو رقبتي قد ما نسحتو؟

وقد لا تختلف مقدمات السرد في سورية عنها في بقية الدول العربية. ولكن يبدو أن بعض من اهتم بالأدب الشعبي لم يتطرقوا إلى هذه المقدمات إلا قليلاً، أو أن الراوي لا يستفيض بذلك. فالسيدة أروى عثمان من اليمن وفي مجموعتها من الحكايات الشعبية14 لم تضع مقدمات على هذه الشاكلة إلا لعدد قليل مما دونته.

كثير من حكاياتها تبدأ بعبارة «كان فيه واحد» ثم تتبع ذلك بعبارة «وما واحد إلا الله». أو: أول شيء يقولوا: صلي على النبي الهادي. كان واحد وما واحد إلا الله والثاني رسول الله.... وهذا الواحد كان..... أو تقال بصيغة أخرى مثل: «كان هناك واحد ولا واحد إلا الله الذي في السماء».

وقد تكون العبارات مختلفة بعض الشيء من حيث المبنى لا من حيث المعنى. لكن السيدة عثمان كتبت حكاياتها باللغة الفصحى.

ولا يختلف الأمر عنه في بقية الدول العربية الأخرى لأن وحدة التراث الشفاهي العربي سواء أكان مثلاً أو حكاية أو أغنية تتضمن عناصر أو موتيفات موحدة أيضاً قد تختلف من حيث الطول أو القصر وهذا متعلق بالدرجة الأولى بالراوي أو بالأحرى الراوية، لأن الحكايات الشعبية هي من اختصاص المرأة بامتياز لكنها في كل الأحوال ليس محرمة على الرجل. ففي كتابه تحت عنوان «تعبيرات الفولكلور الفلسطيني»15 ذكر الباحث عوض سعود عوض مجموعة من عبارات كمدخل لحكايات الأمهات والجدات منها: كان ياما كان في قديم الزمان)وهذه صيغة عربية

 وعالمية كما مر آنفاً.(

قال الله وقال الخير، راح الشر وإجا الخير، كان في.....

كان ياما كان يا مستمعين الكلام نحكي وإلا ننام....

كان ياما كان يا مستمعين، ما يطيب الحديث إلا على ذكر النبي عليه السلام.16

في العراق تبدو سرد الحكايات أيضاً بالعبارة نفسها المتعارف عليها في معظم دول العالم «أي كان ياما كان من قديم الزمان - مع إضافة: وعلى الله التكلان (أي الإتكال) كل من عليه ذنب يقول التوبة واستغفر الله»، فيرد الأطفال هذه الجملة.17

ولو ذهبنا قليلاً إلى بلدان المغرب العربي لما تغيرت الصورة إلا بما يقتضيه تغير اللهجة والنبرة على بعض الكلمات أو مقاطع من الكلمات. وقد نقل إلينا الباحث الجزائري الدكتور عبد الحميد بورايو في كتابه تحت عنوان «الحكايا الخرافية للمغرب العربي»18 حيث قال: «وقد تضمنت الصيغ السردية المؤداة عند افتتاح حلقات روايتها معنى الانتقال من الواقع إلى الخيال، فيقال على سبيل المثال:19

- كان ياما كان في قديم الزمان سلطان، ولا سلطان إلا الله، إذا ما كذبت أنا يغفر لي الله وإذا ما كذب الشيطان فليلعنه الله.

- إني أحكي لك ما حكاه الشيطان على جميع الناس.

- كان ياما كان في قديم الزمان، حبق وسوسن في حجر النبي عليه الصلاة والسلام.

- أحكي لك.... كان ياما كان.... خيمتنا من حرير..... خيمتك من قطن.... وخيمة أعداءنا مليئة بالعقارب والفئران.?

كما ذكر بورايو أن الحكاية الخرافية المغاربية تتضمن صيغاً متناقلة عبر الأجيال تصور الطابع الخيالي والنقيض للواقع اليومي. فقد أورد نصاً يمكن أن نشبهه سواء من حيث المبنى أم من حيث المضمون أو الغرائبية   Exotic بما يطلق عليه في سورية اسم «الدهليز» أو «البساط». ورد هذا النص باللهجة الدارجة ثم «ترجمه» إلى اللغة الفصحى. فيه وصف لشخصية نمطية معروفة في تراث المغرب العربي الخرافي اسمها «الستّوت» يقول أنها تتميز بالطرافة وتمثل القيم الاجتماعية والفردية المتناقضة من خلال الصور الكاريكاتورية. تشبه هذه الشخصية إلى حد كبير شخصية جحا في منطقتنا. يقول النص باللهجة الدارجة: ستوت أم البهوت، تسبّح وتنبّح، وتطيّر ضروس الكلب اللي ينبح، تكحل بذيل الحزام وتقول مرق وخلال. عندها حوش مكنوس مرشوش، فيه الزبل يضرب للخنشوش.....الخ.

أما ترجمته إلى اللغة الفصحى فهي كما وردت عند بورايو:20

«ستوت الكذوب، تسبّح لتوهم الناس بالصلاح والتديّن، لكنها تغتاب، وهي قادرة على كل شيء. تحرق طرف حزامها وتصنع من رماده كحلاً وتدعي بأنها تكحلت بأرقى أنواع الكحل. فناء منزلها نظيف، ومليء بالقاذورات. في حوزتها ثلاثة «صوردي» (عملة قديمة لم تعد صالحة) اثنان منها من إيطاليا والثالث غير مستعمل. تم شراء ثلاثة كلاب صيد بذلك الصوردي غير المستعمل، اثنان منهما مصابان بالعمى والآخر عاجز عن الرؤية. ذلك العاجز عن الرؤية أُرسل وراء ثلاثة غزلان، اثنان منهما هربا، ولم يتمكن الكلب من اللحاق بالثالث. ذلك الغزال الثالث الذي لم يتم اصطياده نصبت لطبخه على النار ثلاث قدور. اثنان منها فارغتان، والأخرى لا يوجد فيها شيء. تمت استضافة ثلاثة من الناس

 ليأكلوا من تلك القدر التي لا يوجد فيها شيء. اثنان منهما أمسكا عن الأكل، والآخر لم يذق

شيئاً من الطعام. وقد ظل هذا الرجل يتجشأ من التخمة لمدة سبع سنوات.»

بالإضافة إلى هذه النماذج الغرائبية من دهاليز الحكايات الشعبية سواء من سورية أو الجزائر التي تقوم على عرض صور كاريكاتورية هدفها شحذ ذهن المستمع وشد انتباهه إلى ما سيأتي بعده، أي إلى أحداث الحكاية، هناك نمط آخر من الدهاليز التي تؤدي نفس الغرض، إلا أنها من حيث البنية والمضمون تختلف كل الاختلاف عما ذكرناه آنفاً. فهناك مجموعة من دهاليز الحكايا الشعبية وردت في مجموعة محمد خالد رمضان صيغت في منتهى الجدية. تغنّى أو تُنشد إنشاداً، وهي عبارة عن قصص دينية قصيرة، جملتها قصيرة، أسلوبها زجلي وهي بين العامية والفصحى، كما يقول المؤلف. وكل الدهاليز، أو البساطات طويلها وقصيرها، التي ذكرها المؤلف تدور حول النبي والصحابة والمعجزات المنسوبة له ولهم. أو تدخل في أدبيات الترغيب في الإيمان الذي يؤدي لدخول الجنة والتحذير من الكفر المؤدي إلى نار جهنم. منها: بساط «ليلة الجمعة»:

ليلة الجمعة يا جماعة

محمد وعلي بالشفاعة

محمد راكب مهرتو

متنبي على أمتو

قالتلو فاطمة بنتو

يا ابت علمني صلاتي

قالها غسلي شاشاتك

وكحلي عويناتك

واندهي النور النورسبحان

من يعرف بحواصل الطيور

أولها ورق زيتون

وتانيها ورق الحنة

وتالتها ورق الليمون

ويا ربي تحن علينا

وتفوتنا الجنة

أرضها من رخام

وحيطانها من زعفران

وسقفها عرش الرحمن

من قال هالقولة سبع مرات

لا يدخل بدنو النار

لوكان كافر من الكفار

وفي بساط آخر طويل تحت عنوان «الرسول والصديق والثعبان» يحكي قصة لجوء الرسول وأبو بكر الصديق إلى الغار عندما هاجرا من مكة إلى المدينة وقصة الثعبان الذي لدغ أبو بكر أثناء ذلك. أقتطف منه:

كان الصديق مفتح عينيه

لقى الثعبان جاي عليه

سد الوكر بأجريه

من سمو قرصو وآذاه

نزلو دموع الصديق عون

على خد الهادي صحاه

قـــالـــو مبيــن يــــا صديــــق

عم تبكي وحاصلك ضيق

قالو من ثعبان عتيققرصني يا رسول الله

الهادي: قرصك منين؟قالو بكفّي يا زين

ريّف لو مكحول العين

من ريقو أشفاه وبراه.....الخ

أما في ليبيا فيبدأ سرد الحكايات غالباً بعبارة «يا حجاركم يا مجاركم»? تحت هذا العنوان نشرت الباحثة الليبية فاطمة غندور مجموعة من الحكايات الشعبية الليبية من جنوب البلاد (منطقة براك)21. تقول المؤلفة أن هذه العبارة هي نموذج من الاستهلال في الحكاية الشعبية الليبية. وهي شارة تنبيهية وتهيئة نفسية يبثها مالك سلطة الحكي لمستمعيه. وحول معنى العبارة تقول: «لذلك أعتقد أن مضمون «يا حجاركم يا مجاركم» يستند إلى العلاقة الثنائية المتعارضة فيا حجاركم، جمع حجر، وهو من أدوات الإنسان البدائية الأكثر صموداً ومقاومة..... أما مجاركم: جمع المجارة وهي في الملفوظ الليبي قطعة من الذهب دائرية الشكل تحوي نقشاً على سطحها وتسمى «عصمانلي» كونها وريثة العهد التركي....» ثم تقول: «وفي ظني – وهذه مغامرة ذهنية تأويلية– أن مدلولات الحجار والمجار تتسع للثنائيات الضدية التي تدور في فلك الكثير من المعاني: الرخيص والغالي، الوفرة والندرة معطى (مادي) أساسي، ومعطى تكميلي (جمالي) متداول ذكوري ومتطلع أنثوي. الدافع بما هو كائن والحلم بما سيكون....»

ثم تقول في استعراضها لجهود من سبقوها في جمع الحكايات الشعبية من مختلف المناطق الليبية هناك استهلال للحكايات الشعبية يبدأ بعبارة مشابهة تقول (يا حزاركم يا حزاركم.... كان ياما كان وكان فيه) حيث أن نداء يا حزاركم من الجدة الراوية هو: نداء تنبيهي بسيط تدعو فيه مستمعيها إلى الانتباه. وحينها ينقطع الضجيج، وترهف الأسماع، يجلس الواقفون وتشخص العيون.... وتضيف: «وأنها ميزة للرواة الجيدين تمسكهم بالتمهيد عند مخاطبة مستمعيهم مثل: «سمّعكم خبر خير وكلّكم لحم طير» فيرد السامعون «نحنا وأنت» وهنا تستهل الرواية بعبارة «كان فيه هذاك السلطان، وما سلطان غير الله. واللي عليه ذنوب يقول استغفر الله «فيرد السامعون «أستغفر الله».

ونقلت عن باحث آخر أن الرواة في طرابلس وضواحيها يقولون: يا حزاركم. أما في البادية فيقول الراوي: «يا من حياكم» فترد المجموعة «طوّل حياتك وارحم أم اللي جاباتك». وفي مناطق أخرى فيقول: «ها هي جت، ها هي جت» فتقول المجموعة «تجي وتمشي»..

أما خاتمة الحكاية السردية فهي أيضاً متشابهة أو لنقل لا تختلف إلا باختلاف اللهجات وإضافة عبارات معينة، مثلها مثل المقدمة. ولو عدنا إلى استعراض الكتب ومجموعات الحكايات الشعبية آنفة الذكر الصادرة في سورية وبعض الدول العربية في مشرق الوطن ومغربه لرأينا هذه الحقيقة ماثلة أمام أعيننا ومسامعنا. ولكن قبل استعراض بعض هذه النماذج لا بد من القول أن جميع، أو لنقل الغالبية الساحقة من الحكايات الشعبية العربية والعالمية، تنتهي نهاية سعيدة. وهناك أيضاً التباس في قولنا هذه حكاية عربية وتلك غير عربية، لأن معظم الحكايات الشعبية لها طابع العالمية من حيث الأحداث أو الموتيفات. والاختلافات غالباً ما تكون جزئية أو ثانوية ليست أكثر من اختلافات في رواية الحكاية الواحدة ضمن البلد الواحد أو المنطقة الجغرافية الواحدة. والنتيجة التي تؤدي إليها أحداث الحكاية هي في معظم الأحوال عبارة «وعاشوا في سعادة وهناء».

هنا أيضاً تلعب حنكة فن السرد لدى الأفراد دورها في الإيجاز أو الاسترسال. ونهاية الحكاية الشعبية، أو القفلة، تكون غالباً عبارات من السجع الذي يحمل طابع المرح.

وقد رأينا في بداية الحديث عبارة «هاي الحكاية حكيناها وبعبّك حطيناها» وهذه العبارة ترد في صيغ أخرى. فقد وردت مثلاً في مجموعة سلمى سلمان بشكل «هي الحكاية حكيتها وبجيبك حطيتها» والفرق هنا فقط في استبدال العب، بالجيبة. وفي التعبير الشعبي نقول «من العب للجيبة» أي لا فرق. وتنتهي بعض الحكايات بعبارة: والحكاية حكيناها وعندك حطيناها، وجيناك بالملذ وطيب الله عيش السامعين.22

وفي نهاية قصة الطوير الأخضر? تسترسل إحدى راويات سلمى سلمان وعمرها ثمانون عاماً، لتجعل من النهاية نصاً يشبه في حجمه وصيغته دهليز الحكاية. لما فيه من سجع وصور كاريكاتورية غرائبية يضفي جو المرح والسرور على المستمعين: حيث انتهت الحكاية بالنص التالي: (وهاهي كبة محشية، وبكرة ناكلها من عشية، لو أكون قريبة من بينكم لأحمل لك حمل زبيب. وحمّله على الديب وسوقه بالقضيب. وفرّقُ كل مين كميشة، فضلّت كميشة، مغلّقة محلّقة، حطيناها على الدف، جاء الديك حتى يكبّها قلنالو: كش، قال: ما في إش. لمين نطعميها؟ فيه هون فقير مفلوق الكرش).

والحكاية نفسها رواها الأستاذ عباس الطبال  بإحدى لهجات شمال سورية (دير الزور) تحت عنوان «الطير لَخْضَرْ» جاء من بدايتها: الله مكسّبكم يا من تصلون على النبي. يقولون يا طويل العمر. جان بيه....» أما عبارة الاختتام فقد جاءت على الشكل التالي: «وهاي السالفة الجيناكم بيها، لو بيت أهلي قريب جبتو لكم حفنة زبيب».

أما العبارة التقليدية المعروفة في الكثير من المدن السورية فهي: «توتة توتة خلصت الحتوتة» إذ وردت في كافة الحكايات التي دونها كل من عادل أبو شنب ونزار الأسود.

ويختلف هذا التعبير بعض الشيء في نهايات الحكايات التي ذكرها الدكتور بسام ساعي حيث ورد: «وتوتة توتة بعبّكن مفلوتة». بالإضافة إلى نهايات أخرى مثل: «باللذة والمعين وطيب الله عيش السامعين».

 

هناك عبارة أخرى يختتم بها الرواة حكاياتهم مثل «وأنا جيت وخليتن» وقد تزيد العبارة لتصبح مزيجاً من عدة نهايات تضاف معاً. حيث نقرأ بعض عبارات إعلان نهاية الحكاية عند محمد خالد رمضان على الشكل التالي: «وباللذة والنعيم وطيب الله عيش السامعين وحكايتي حكيتا، بعبك حطيتا وأنا جيت وخليتن» أو: «وعاشوا بسبات ونبات وجابوا صبيان وبنات وهنّي راحوا عابيتن وأنا جيت وخليتن». وقد تطول النهاية أكثر من ذلك لتصبح في بعض حكايات محمد خالد رمضان على الشكل التالي: «وباللذة والنعيم وطيب الله عيش السامعين. لو كان بيتي قريب لأجبلك صحن زبيب وكل ما ضربتك ضربة بعد الحبة اضربك ميت قضيب وأنا جيت وخليتن وتوته توته خلصت الحتوتة» أي أن الراوي جمع في هذه العبارات عدة نهايات وجعل منها صيغة واحدة.

أما بعض نهايات الحكاية الشعبية الفلسطينية حسب ما ذكره الباحث عوض سعود عوض فهي:

- هاي خريفتي طار عجاجها وراحت عالبلقا تلم نعاجها

- توته توته فرغت الحتوتة مليحة والا ملتوته.23

ونهايات أخرى لا تختلف عما ورد.

أما في اليمن مثلاً فتذكر السيدة أروى عثمان «هناك مقولة يمنية تكاد تكون معممة في معظم المناطق اليمنية تقريباً لتنتهي بها الحكاية الشعبية وهي: «إن صدقنا فالصادق الله، وإن كذبنا استغفر الله« ثم تقول: وهناك خواتم بها من (الفانتازيا) وكلمات السجع ما يجعل الباحث يقف أمام جمالها... كـ «هذا ما سمعنا من الخبر، وطحس? من نخر?وغاب من كفر، والصلاة والسلام على سيد البشر....والله أعلم».

كما تعرض المؤلفة نماذج أخرى لعبارات اختتام الحكايات الشعبية في اليمن مثل: «وعلى كيدكم بعير، وعلى كيدنا زبيب» أو «هذا حزانا والليل جانا ولو بيتنا قريب لادّي? غطاء زبيب». والجدير بالملاحظة هنا أن موتيف «زبيب» يرد في نهاية الحكايات الشامية واليمنية. فهل انتقل هذا الموتيف من هنا إلى هناك أو العكس؟ أم أن هناك عاملا أو عوامل خلقت هذا التطابق نتيجة تشابه في الحياة الاقتصادية حيث الزبيب واحدة من أهم الفواكه المجففة التي تشكل مؤونة البيت في الشتاء. وفي الشتاء أيضاً يكون موسم سرد الحكايات. سواء للأطفال قبل خلودهم إلى النوم، أم للكبار في ليالي الشتاء الطويلة؟

ومن خلال البحث عثرت على صيغتين لنهاية حكايتين عراقيتين. جاء في إحداهما: «لو هلي قريّبين كان جبتلكم طبق شكلين»24 (أي طبق طعام عليه صنفان) وهذا التعبير قريب من جلب الزبيب في الحكاية الشامية واليمنية.

أما الأخرى فلم أعثر على مثيل لها في المراجع المتوفرة لدي. تقول: «وظلوا عايشين بأحسن عيشة إلى أن اجاهم عزرائيل وأخذهم كلهم» وهنا نرى النهاية السعيدة في القسم الأول، لكن لكل شيء نهاية، والنهاية المطلقة هي الموت الموكول به عزرائيل.25

بانتقالنا إلى المغرب العربي نرى نفس طريقة السجع والاستغفار والأمل أو البراءة من الأفعال الشائنة التي قد ترد في الحكايات كقولهم مثلاً:

- خرافتنا دخلت الغابة والعام الجاي تجينا صابة(صابة تعني خصبة(.

- يغفرنا ربي.... هذا ما سمعنا هذا ما قلنا(الله يغفر لنا – فما سمعناه قلناه)

- حكايتنا شدّت الواد الواد..... وأنا ولّيت مع الأجواد  حكايتنا سارت مع مجرى الوادي.... وأنا عدت مع كرام الناس

- الخرّافة خذات الحريق واحنا خذينا الطريق  اتجهت الحكاية نحو الحريق أما نحن فاتجهنا نحو الطريق

وبما أن النعاس يتسرب إلى عيون المستمعين، خاصة من فئة الأطفال، فلا بد من أخذ ذلك بعين اعتبار الراوي الذي يقول:

جتنا بَرّية من فاس وقراها ابن سعادة – راها العين تحب النعاس، والرأس يحوّس على الوسادة. [وصلتنا رسالة من فاس (مدينة مغربية) وقد قرأها ابن سعادة (اسم شخص) أن العين ترغب في النعاس والرأس يبحث عن الوسادة .26

أرى أن عبارة ابن سعادة هنا جاءت من أجل السجع لتتناسب مع الوسادة. ويتضمن القول أيضاً معلومة في طي هذا القول وهو أن ابن سعادة كناية عن شخص يحسن القراءة والكتابة ويقرأ لأبناء بلدته الرسائل التي تأتيهم من ذويهم الغائبين، في وقت كان معظم السكان يعانون من الأمية. وهذه ظاهرة معروفة في أقطار المشرق العربي، حيث كان من النادر أن تجد شخصاً يستطيع قراءة الرسائل. وعندما يوجد مثل هذا الشخص كان يقوم بقراءة الرسائل الوافدة ويكتب الردود عليها أيضاً بأجر أو بدون أجر.

وفي ليبيا تشبه خاتمة الحكاية الشعبية مثيلاتها في الجزائر من حيث الدعاء بالخير والبركة في العام القادم كقولهم مثلاً: «خرافتنا هابا هابا، والعام الجاي يجينا صابا» كما تتقاطع أيضاً مع مثيلاتها في دول المشرق العربي كقولهم: «وجيت منهم وخليتهم، بودني سمعتهم وبعيني ما ريتهم، وهابا هابا. زرعنا يجي صابا».

أما نهايات حكايا البيت والأسرة للأخوين غريم Grimm فلم أعثر فيها على نهايات تزيد عن عبارة متكررة هي: وعاشوا أو عاش (حسب أبطال الحكاية) بسعادة وهناء. ماعدا القليل منها مثلاً وردت في نهاية إحدى الحكايات عبارة «واللي ما يصدّق فليذهب ويسأل بنفسه».

 

وفي أخرى: «عسى أن تحل إرادتك (أي الله) على أطفالي»

وأخرى: «تبادلوا العناق والقبلات.... ولن نسأل عما إذا كانوا حقاً سعيدين»

أو: «وعاشوا مع والدهم بكل سعادة إلى ما شاء الله».

أو: «وعاشوا في سعادة وهناء. ثم جاءت الفارة وانتهت الحكاية». وفي هذه الجملة الأخيرة هناك سجع في اللغة الألمانية ، لتقارب كلمتي فارة والفعل الدال على النهاية:

Da kam die Maus

Das Märchen war aus

لكن قبل أن أختم الحديث عن تشابه أشكال مقدمات السرد الشعبي العربي، أو بالأحرى تنوعها، ودلالاتها والإيديولوجيا التي تشارك في صيغ عباراتها، وهي الإسلامية بالدرجة الأولى، لا بد مما كان يجب أن نبدأ به، وهو المرور سريعاً على مدرسة في سرد الحكايات العربية قامت على أكتاف سيدة مفترضة عرفها العالم أجمع أهدت للبشرية جمعاء وعلى مر العصور أجمل وأكبر مجموعة من الحكايات، استلهم منها الغرب قبل الشرق أعمالاً أدبية لا تعد ولا تحصى، وكثرت حولها الدراسات والتحليلات. إنها شهرزاد التي لم تكن تسرد قصصها لأطفالها ليناموا قريري العيون، بل من أجل إنقاذ بنات جنسها من القتل على يد شهريار. لم تبدأ حكايات شهرزاد أو تنتهي بالبدايات والنهايات المعروفة في الحكايات الشعبية العربية وغير العربية، بل جعل لها المؤلف جملة واحدة تتكرر في كل ليلة من الألف ليلة وليلة: فحديث شهرزاد يبدأ بالجملة المعروفة والمقترنة بها شخصياً: «بلغني أيها الملك السعيد».

أما النهاية فليست لشهرزاد بل للمؤلف أو المؤلفين الذين اخترعوا شهرزاد وحكاياتها، وهي: «وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح».

 

المراجع

1-نزار الأسود: الحايات الشعبية الشامية. دمشق 1985.

2-بسام ساعي: الحكايات الشعبية في اللاذقية – إصدار وزارة الثقافة السورية – دمشق 1974.

3-سلمى سلمان: في ليالي كانون – منشورات وزارة الثقافة السورية – دمشق 1986.

4-محمد خالد رمضان: حكايات شعبية من الزبداني – دمشق ط2 – 2005.

5-أحمد زياد محبك: حكايات شعبية – من منشورات اتحاد الكتاب العرب – دمشق- 1999.

6-نفس المصدر ص 39 – 40.

7-عادل أبو شنب: كان يا ما كان (دراسة أدبية اجتماعية للحكايات الشعبية وأثرها في تكوين شخصية الفرد العربي) من منشورات اتحاد الكتاب العرب – دمشق 1972.

8-نفس المصدر ص 46 – 47.

9- نفس المصدر ص47.

01- نفس المصدر ص82.

11-أحمد بسام ساعي ص33.

21-نفس المصدر ص 44.

31-أروى عثمان: قراءة في السردية الشعبية اليمنية (70 حكاية) إصدار بيت الموروث الشعبي – صنعاء – اليمن – طبعة أولى – 5002.

41-عوض سعود عوض: تعبيرات الفولكلور الفلسطيني. دار كنعان – ط1 – دمشق – 1993.

51-المصدر السابق ص243.

61-عن مجلة التراث الشعبي العراقية – العددان: 11 السنة العاشرة 1979 و 11 السنة الرابعة 1973.

71-عبد الحميد بورايو: الحكايات الخرافية للمغرب العربي. صادر عن وزارة الثقافة – الجزائر – 7002.

81-نفس المصدر ص8.

91-نفس المصدر ص11.

02-فاطمة عبد الله غندور: يا حجاركم يا مجاركم – ليبيا – 6002.

12-سلمى سلمان ص 113.

22-عوض سعود عوض ص 342.

32-عن حكاية بعنوان "الرجل الطماع" – علي سكر عناد – منشورة في مجلة التراث الشعبي العراقية – العدد السادس - السنة العاشرة – 1979.

42-عن حكاية بعنوان: "محمد" – نعمة مهدي الساعدي – نفس المجلة – العدد 11 للسنة الرابعة 1973.

52-عبد الحميد بورايو ص9.

 

الهوامش

ـ  نقلاً عن سيدة بولندية تعيش في سورية

ـ أي – لكان لكم. وفي رأيي كلكن: تعني كلكم أي جميعكم.

ـ في رواية أخرى سمعتها وهي أقرب إلى الوزن.

ـ نلاحظ هنا تشابه في النصين. مع اختلاف بسيط في بعض الكلمات مثل تأخير حرف وتقديم آخر مثل: «سنحتو» في نص أبو شنب و«نسحتو» في نص بسام ساعي.

ـ أورد بورايو هذه الأمثلة باللهجة الجزائرية ثم باللغة الفصحى كما وردت أعلاه.

ـ وهذه العبارة أيضاً هي مدخل للعبة شعبية تؤدى غناء بين مجموعة من اللاعبين ، أو بفرد يقابله فرد آخر وتخاطبه: يا حجارك يا مجارك شن تعشى مبارح حمارك؟ فيجيب الآخر (أو الآخرون) على السؤال عما قدموه بالأمس لدابتهم. فإذا ذكروا الخبز، تصبح الإجابة: خبزوك الخبازين ولطخوا عيونك بالطين يا حجارك يا مجارك شن تعشى مبارح حمارك. وهكذا.....

 ـ معروفة باسم الطير الأخضر، إلا أن كلمة طير وردت هنا بصيغة التصغير.

ـ يعني انزلق

ـ يعني شخر

أعداد المجلة