فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
51

خيمة «أولاد سيدي نايل» فضاء لحفظ الموروث الثقافي وممارسة العادات والتقاليد

العدد 51 - ثقافة مادية
خيمة «أولاد سيدي نايل» فضاء لحفظ الموروث الثقافي وممارسة العادات والتقاليد
كاتبة من الجزائر

الموروث الثقافي هو الذي يعطى كل شعب من الشعوب هويته الخاصة التي تميزه عن الشعوب الأخرى والتي بدورها تضع هذا الشعب في مصاف الشعوب التاريخية التي لها تاريخ عريق تحتفي به.
من هذا المنطلق نتناول لإثراء مداخلتنا أحد أهم عناصر الموروث الثقافي والتراث بصفة عامة وهي الخيمة كأداة تلائم حياة التنقل والترحال وحيزا رمزيا وفضاء للذاكرة وعلامة على مجموعة قيم سامية في حاجة إلى الاستحضار والرصد والاستكشاف. وخيمة أولاد سيدي نايل بمنطقة الجلفة/ الجزائر، إحدى أهم النماذج التي تجسد ذلك باعتبارها أيقونة لتراث مادي ولا مادي الذي هو محصور بين أركانها وأجزائها حيث تحتل الخيمة النايلية أو (البيت الحمراء) من الناحية الثقافية مكانة خاصة ليس لأنها مذكورة في القرآن فقط: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ} سورة النحل [الآية 80]، بل ولما لها أيضا من ارتباط بتاريخ المجتمع المغاربي. فهي تعبر عن وجوده الحضاري، كما تعبر عن استمراريته وسيرورته، بل وفي بعض الأحيان تعتبر شكلا من أشكال التعبير عن الهوية . فالحديث عنها لا يعنى فقط الحديث عن مكان ينصب فيه رداء عريض منسوج من شعر الماعز أو من وبر الإبل يخلد إليه البدوي وقت راحته ويستقر تحته. بل وأكثر من ذلك بحيث يبين لنا هذا النوع من الدراسات أيضا العلاقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الناشئة عن فضاء الخيمة، وفهم وتفسير ظاهرة استمرار النسق القيمي البدوي داخل الفضاءات الحضرية.
بناءا على ما ذكر؛ ننطلق في إعداد مداخلتنا على الفرضيات التالية:
- الفرضية الأولى: الخيمة جزء هام من التاريخ وإطار لحفظ الموروث الثقافي.
- الفرضية الثانية: فضاء الخيمة انعكاس للتنظيم الاجتماعي والعائلي للأسرة والقبيلة النايلية.
- الفرضية الثالثة: سرعة تغير مكونات الخيمة النايلية وأدواتها، وبطء تحول المعاني والقيم الرمزية التي تحملها.
- الفرضية الرابعة: تتميز خيمة أولاد سيدي نايل بتفاصيل تختلف عن الخيمات الأخرى.
انطلاقا من الفرضيات السابقة، يمكن صياغة إشكالية البحث في التساؤل الرئيسي التالي:
مما سبق نجد مجموعة من التساؤلات تفرض نفسها في هذا المجال، فرضتها مجموعة من العوامل: العامل الحاسم فيها يتعلق بوظائف الخيمة ودورها التاريخي في حفظ الموروث الثقافي ومدى تمثيلها لنمط معيشة الإنسان البدوي. هذه التساؤلات الجزئية تنطوي تحت تساؤل مركزي وأساسي نعتبره بمثابة إشكالية وهو: ما هو الإنتاج الثقافي المرتبط بالخيمة من حيث طبيعته؟
مخطط الدراسة
- الموروث الثقافي ركيزة أساسية في الحفاظ على الهوية.
- الخيمة كفضاء سكاني.
- دور الخيمة النايلية كفضاء لحفظ الموروث الثقافي وممارسة العادات والتقاليد.

الموروث الثقافي ركيزة أساسية في الحفاظ على الهوية:
يمثل الموروث الثقافي الذاكرة الحية للفرد وللمجتمع، ويمثل بالتالي هوية يتعرف بها الناس على شعب من الشعوب. كما أن التراث بقيمه الثقافية، والاجتماعية يكون مصدرا تربويا، وعلميا، وفنيا، وثقافيا واجتماعيا. ذلكم أن تراكم الخبرات يُكوّن الحضارة، وتراكم المعلومات يُكوّن الذاكرة . وهذه الذاكرة بدورها وكما تقول: الباحثة تمبل كريستين في كتابها (مدخل إلى دراسة السيكولوجيا والسلوك): «هي التي تمكّننا من فهْم العالم، بأن تربط بين خبرتنا الراهنة، ومعارفنا السابقة عن العالم وكيف يعمل». ولهذه الذاكرة كما للتراث الثقافي الذي ننادي بالحفاظ عليه علاقةٌ طردية مع الإبداع لدى الأفراد والمجتمعات. حيث أن لكل شعب موروثاته الخاصة به، والتي توارثها شفهيا، أو عمليا، أوعن طريق المحاكاة .. ليكون بمثابة فنون نتجت عن التفاعل ما بين الأفراد والجماعة، والبيئة المحيطة خلال الأزمان الماضية، ومع مرور الزمن تحولت إلى إنتاجٍ جماعي يختزن خبرات الأفراد والجماعات، وبقدْر ما هو مخْيالٌ للجماعة فإنه جدارٌ متينٌ لحفْظ هويّتها، ومحرّكٌ لها في الاستمرارية والوجود.

فقدان التراث الثقافي يعني فقدان الذاكرة . إن الذاكرة هي التي تساعد على اتخاذ القرارات، فالفرد الفاقد ذاكرته لا يستطيع أن يستدلّ على باب بيته، فكيف والحال هكذا أن يصنع مستقبله، ويطوّر ذاته، ومثلما ينطبق هذا على الفرد ينطبق على الشعوب.

اولاً. التراث الثقافي:
إن التراث الثقافي وكما هو معروف لدى الباحثين والمختصين يحتوي على جانبيْن:
1. أوّلهما الملموس المادّي ممّا أنتجه السابقون من مبانٍ، ومدنٍ، وأدواتٍ، وملابس وغيرها. 
2. وثانيهما التراث الغير الملموس من معتقدات، وعادات، وتقاليد، وطقوس، ولُغات وغيرها وهو ما يُطلق عليه الموروث الشعبي.. فالحفاظ على هذيْن العنصريْن هو حفاظٌ على هويّة الأمّة وذاكرتها .. ويعني أيضا الحفاظ على المنتجات التي نستطيع من خلالها أن نقيس مستوى الحضارة لهذه الأمة أو تلك1.

ثانياً. مكوّنات التراث الثقافي:
يشمل عدة أنواع وتصنيفات منها :
- التراث الشفوي: ويضم الروايات والحكايات، الأمثال والألغاز، والشعر العامي أو الملحون، والموسيقى: (أندلسية، نايلية، شعبية، صحراوية، سطايفية، رايوية، أمازيغية...). رقص شعبي: بكلّ أنواعه.
- التراث المكتوب: وثائق، مخطوطات، مكتبات قديمة، نصوص تاريخية، رسوم على الكهوف...
- التراث المبني: المدن العتيقة، الأحياء العتيقة التاريخية، القصور، القصبات، المساجد، الزوايا، الأبواب، الزخارف والنقوش 
- التراث المنقول: الخيم، قطع أثرية كالنقود، والحلي، والأواني الخزفية، والأسلحة القديمة، وسائل شخصية لعظماء تاريخيين، وغيرها من الأدوات المنزلية، والفلاحية، والحرفية وقد نجدها محفوظة في المتاحف. 
- المواقع الأركيولوجية: مواقع أثرية قديمة منها: (التاسيلي .تيمقاد .جميلة)... ينحدر التراث الجزائري من امتزاج عدة روافد منها: الأمازيغي. العربي الإسلامي،الأندلسي، النايلي الصحراوي، الإفريقي، التارقي ...

ثالثاً. الهوية:
لغويا مأخوذة من «هُوْ» بمعنى أنها جوهر الشيء وحقيقته.

فهوية الإنسان أو الثقافة أو الحضارة، هي جوهرها وحقيقتها، ولما كان في كل شيء من الأشياء - إنسانا أو ثقافة أو حضارة - الثواب والمتغيرات... فإن هوية الشيء هي ثوابته، التي تتجدد لا تتغير تتجلى وتفصح عن ذاتها، دون أن تخلي مكانها لنقيضها، طالما بقيت الذات على قيد الحياة.

إن هوية أية أمة أو مجتمع هي صفاتها التي تميزها عن باقي الأمم لتعبر عن شخصيتها الحضارية.

والهوية دائما تجمع ثلاثة عناصر: اللغة، الدين، وأهم عناصر الهوية العقيدة التي توفر رؤية للوجود واللسان الذي يجري التعبير به، والتراث الثقافي الطويل المدى2.
رابعاً. العلاقة بين الهوية والموروث الثقافي:
أما العلاقة بين الهوية والمووث الثقافي، فإنها تعني علاقة الذات بالإنتاج الثقافي، ولا شك أن أي إنتاج ثقافي لا يتم في غياب ذات مفكرة، دون الخوض في الجدال الذي يذهب إلى أسبقية الذات على موضوع الاتجاه العقلاني المثالي، أو الذي يجعل الموضوع أسبق من الذات3.
إن الذات المفكرة تقوم بدور كبير في إنتاج الثقافة، وتحديد نوعها وأهدافها وهويتها في كل مجتمع إنساني وفي كل عصر من العصور، وبناء على ما سبق يمكننا أن نعرف الهوية الثقافية كتالي:
هي الهوية أو الشعور بالانتماء إلى مجموعة. وهو جزء من مفهوم الشخص الذاتي ونظرية الفهم الذاتي ويرتبط بالجنسية والإثنية والدين والطبقة الاجتماعية والموقع أو أي نوع من الفئات الاجتماعية التي لها ثقافتها الخاصة.

الخيمة كفضاء سكاني:
اولاً. لمحة عن البدو الرحل في الجزائر:
ينحدر عرش أولاد نائل من قبيلة بني هلال، وهم بدو ظواعن في السابق، يسكنون بيوتا يستخفونها يوم ظعنهم، ويكسبون الخيل لركوبهم والأنعام لحمل أثقالهم والتغذي بألبانها واتخاذ الملابس والأثاث من أوبارها وأصوافها وأشعارها، ينتجعون بها الصحراء شتاءا والتل صيفا ويبتغون الرزق في أغلب أحوالهم من القنص ويجمعون أيام كونهم بالتل الحبوب لقوت سنتهم. يقول مبارك بن محمد الميلي «ولم يحافظ على حياة الظعن4، من الهلاليين إلا القبائل القوية وأحلافها أما الضعفاء منهم فكانوا ينزلون القرى البربرية أو يحدثون لأنفسهم قرى بالزاب5 والصحراء، ويشتغلون بالفلاحة ويستبدلون بالشاة البقر...»6، لسان الهلاليين مضري حافظو عليه ببداوتهم في المفردات والتراكيب ووجوه البلاغة وأساليب الخطاب قال ابن خلدون: « وفيهم الخطيب المصقع في محافلهم ومجامعهم والشاعر المفلق على أساليب لغتهم، والذوق الصحيح والطبع السليم شاهدان بذالك ولم يفقدوا من أحوال اللسان المدون إلا حركات الإعراب وأواخر الكلام فقط».

ومن بين القبائل الهلاليين الذين انتشروا في الصحراء وتحديدا بمنطقة الزاب نجد قبيلة كوفة وبطونها كثير منها بن مروان وأولاد نابت والحدلجات7، وموطن الحدلجات بأوراس مما يلي زاب تهودا وأولاد نابت أقطعهم الحفصيون جانب الأوراس الشرقي والزيبان الشرقية. وكرفت كانوا محالفين لصنهاجة ثم الحفصيين ولما أضعف نفوذ الحفصيين بالزاب انقبضوا إلى جبل الأوراس وقلما يضعنون إلى تخوم الزاب، إلى جانب كرفة نجد الضحاك الذين كانوا بطونا كثيرة، وهم متفرقون على أمرين منهم أبو عطية وكلب بن منيع8. هذا عن القبائل الأولى التي هاجرت إلى شمال إفريقيا، ونجد من بين القبائل التي تنحدر من بني هلال هي العمور وهؤلاء حسب ابن خلدون جاؤوا في القرن الثاني عشر ميلادي، وينقسمون إلى قسمين: النصر بن عروة، وحميس بن عروة.

بطن من حميس هم بنو نائل9 استقروا بنواحي حيل راشد (جبل العمور وتحالفوا مع أولاد محيا من العمور الذين استوطنوا المكان في القرن الحادي عشر أثناء هجرة بني هلال الأولى.

أما النظر بن عروة، فمن بطونهم : السحاري الذين استوطنوا بأرض المشنتل وسميت جبال هذه المنطقة باسمهم جبال الساحري10.

قبيلة سيدي نائل من أهم القبائل الموجودة في المنطقة العربية بالزيبان وبعض المناطق المجاورة لها في وسط الجزائر ومنها تتكون جل العروش وأكثر الرواة والمصادر تؤكد ذلك.

كما يلعب التراث الذي يتوارثه مجمع الزبيان ببواديه وحواضره، دورا أساسيا في تلبية الحاجيات النفسية وتنمية القدرات العقلية واللغوية، وهذا ما يوجه نحو قابلية الانصياع والخضوع للقبيلة والعرش ومراعاتها أكثر من غيرهما مما تفرضه الحياة العصرية باسم الحداثة والعصرنة، وما يعضد قولنا شيوع الكثير من التعابير اللغوية التي تحمل دلالات وإشارات واضحة عن إعطاء أهمية للعرش مثل: «النايلي، الهلالي البوزيدي، السامعي...» ويشار بذلك إما إلى الأشخاص أو إلى الأحياء التي ينتشر فيها العرش من الأعراش بكثرة كمنطقة الجلفة المشهورة بتسمية منطقة أولاد نائل11.

ثانياً.ارتباط مسكن الإنسان بالوسط المحيط:
ليعيش الإنسان اتخذ العديد من المساكن ذات الخامات المختلفة مثل مساكن الريفيين الزراعيين في الشرق الأوسط التي تصنع عادة من اللبن أو مساكن أصحاب الحضارة الصناعية التي تصنع من الطوب والاسمنت أو أكواخ الزراع البدائيين في نطاق12 المدار الإفريقي التي تصنع من هيكل خشبي يغطى بالطين، أو خيام البدو وبأشكالها المختلفة وخاماتها المختلفة التي تتمثل أساسا في الشعر والوبر والجلود13.

وبناءا على ذلك وبناءا على العوامل الاقتصادية التي كانت سائدة في الماضي، والتي تتمثل في الرعي والزراعة المعاشية التي تتميز بها منطقة الدراسة نجد للخيمة حضورا قويا في منطقة الزبيان والجلفة تحديدا وما يدعم قولنا هذا الإحصائيات التي قدمتها السلطات الفرنسية مطلع القرن العشرين لمختلف أنواع المساكن المستعملة في مختلف عملات الجزائر وقد تم إحصاء أكثر من (60000 خيمة) سنة 1921 في عمالة قسنطينة ومنطقة الجلفة كانت من ضمنها بـ (11467 خيمة) لوحدها14، وقد كان معظمها ينتشر في المناطق الرعوية.

ثالثاً. الخيمة النايلية والبيت الحمراء:
بيت: جمع بيوت (لغير مصدر)، بيوتات البيت: من الشعر ما زاد على طريقة واحدة يقع على الصغير والكبير وقد يقال للمبنى من الأبنية الأخبية والخباء بيت صغير من صوف أو شعر فإذا كان أكبر من الخباء فهو بيت ثم مظلة إذا كبرت عن البيت وهي تسمى بيتا أيضا إذا كان ضخما مروقا15، وبيت الرجل داره وبيته قصره ومنه قول جبريل عليه السلام «وبشر خديجة بيتا من قصب» وقوله عز وجل: «ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة»16.
واحدة من أروع تشابه معاني الكلمات في الشعر العربي مهما كان نوعه هي تلك الكلمة التي تحدد الوحدة الأساسية في القصيدة (البيت وهي السطر الشعري المقسم إلى شطرين)، وبالنسبة للعرب القدماء في الصحراء أو البدو الرحل الذين لا يزالون بيننا فإن البيت أساسا هو الخيمة.

يقول الأمير عبد القادر:
الحسن يظهر في بيتين رونقه
بيت من الشعر وبيت من الشعر17

رابعاً. تميز الخيمة باللون الأحمر:
يقول أحد الإخباريين: «نعلم أن سيدنا نايل إسمه محمد وهو من أشراف المغرب ويسمى بنائل لدرجة علمه (أي خال العلم) وكانت العروش في القديم تشكل بما يسمى السماط، والسماط عبارة عن تجمع للقبائل يكون بشكل دائري وكانت الخيمة النايلية من بينها، لكن معظم الخيم كان يغلب عليها اللون الأسود في ذلك الوقت كان يتردد الزوار والطلبة على سيدي نايل لأخذ الدروس والمواعظ ومشاورته في أمور الدين والدنيا ولكنهم كانوا يجدون صعوبة في إيجاد خيمة سيدي نائل لكثرة الخيم. وعلم سيدي نائل بالأمر فأراد أن يميز الخيمة النايلية على باقي الخيم فأضاف أليها أشرطة حمراء. ومن ذلك الوقت تميزت الخيمة النائلية على باقي الخيم18.

إذا للألوان اعتبار كبير، إننا نميز بين القبائل وبين عائلات العرش الواحد بواسطة اللون الذي صبغت به الخيمة.

أعراش البيت الحمراء وأعراش البيت السوداء:
- البيت الحمراء: اولاد نائل بني بوسليمان النمامشة ويتواجدون بالجلفة أولاد جلال وسيدي خالد ببسكرة ورأس الميعاد، البسباس، تكون أولاد رشاش.
- البيت السوداء: البوازيد العمور، السليمة، رحمان، لعبادلية وأولاد مولات سعيد عمر وأولاد السايح وعرش الخذران وولاد عمر وأولاد بوحديجة ويتواجدون بالدوسن، طولقة أم الطيور والغير، جامعة والمرارة، توقرت ولحجيرة، سيد عقبة، عين الناقة19.

الخيمة النايلية فضاء لحفظ الموروث الثقافي وممارسة العادات والتقاليد:
اولاً. الخيمة فضاء للأدب الشفوي والشعر الملحون:
هناك عنصران رئيسان ينبغي الاهتمام بهما لما لهما صلة بالأدب الشفوي والمتضمنة أقدم التقاليد البدوية وهذان العنصران هما الظروف الجغرافية البيئة الاجتماعية، فالسهوب والصحراء وواحاتها من جهة والمجتمع البدوي من جهة أخرى أو الذي حافظ على تقاليدها في مختلف مراحل التطور الاجتماعي.
1. الشعر الشعبي:
ارتبط اسم الشعر بالجواد وبالبادية وبمنطقة مسعد بالجلفة قديما وحديثا حيث كانت المنطقة ولازالت سوقا للشعر فلا تكاد خيمة ولا بيت ولا قرية ولا مدينة ولاحي يخلو من الشعر وهناك من يقوله ارتجالا إلى اليوم. ونذكر من هؤلاء الشعراء: أحمد بن العكف، طاهر ( إبنه)، شليقم، بولبارح المسعدي القيرع، سي يحي العموري، بالقعمز، بن عيسى الهدار، محاد بن عمر، سالم بن قديرة، محاد بن رحمون، طيبي بالقاسم سي معمر بن الشيخ (وسمي الخوني معمر). ومازال أحفاد هؤلاء بالوارثة يتعاطون الشعر بكل أنواعه والملحون خاصة ومنهم كعينات فقط إذ لا يمكن ذكرهم كلهم: حميدة بولرباح، جعيدير لحظر، مريزق محمد، بن عثمان بن مزوز، لمبارك قديرة، الخير المحفوظ، لمويسي عمر بن طريبة بن مسعود، بلقاسم لمباركي بلحاج، طيبي طيب، مبروك زواوي إبن منطقة البيرين20.
2. القصص الشعبية والمحاجاة:
أبرز الباحث الدكتور عبد الوهاب مسعود بأن منطقة الجلفة من أكبر الحقول الخصبة في الأدب الشعبي21، وأكد ذات الباحث ضمن أشغال ملتقى: «مولى والقصص الشعبية» أن هذه المنطقة عبارة عن وعاء يحتوي الأفكار والمعتقدات من الزمن الماضي، وهي تصور العادات والتقاليد، وكذلك تمثل أخلاقه.
مما تدعوا إليه هذه القصص هو تكريس روح التضحية والتمسك بالشرف وتدعو إلي التمسك بالمثل العليا المتبعة في المجتمع البدوي والنايلي على وجه الخصوص حيث تتولى الشيوخ والعجائز هذه المهمة في تلقين الأحفاد هذه القيم عبر القصص والمحاجاة تمكن من الوصول إلى عبرة: كالإيثار والدفاع عن الأرض والعرض إلى غيرها من قيم جميلة ونبيلة تزرع في النفوس.
3. النكت والطرائف:
كثيرا ما عرف الأولون والحاضرون بنكتهم وبخفة أرواحهم وبسرعة بداهتهم ومنها:
يحكى أن بعضا من الناس اشتكوا إلى سي عبد الرحمن بن طاهر من ابنه سي المسعود، فقال لهم:
( المسعود الذي لا يرى المسعود)، ويقصد بالمسعود الأولى المخطوط هي شرح للمسعود.

ثانياً. اللباس النايلي والأكلات الجلفاوية في الخيمة النايلية:
1. اللباس النايلي (الجلفاوي):
يفتخر كل بلد عربي بلباسه التقليدي الذي يشكل جزءا من ثقافته وخصوصيته علاوة على كونه يمثل تراثا شعبيا بامتياز عن أمجاد الماضي ويتطلع للمستقبل وبحكم تاريخه من جهة وموقعه الجغرافي من جهة ثانية استطاعت دولة الجزائر أن تصنع لنفسها زيا مميزا يشبه إلى حد كبير ما يوجد في باقي البلدان المغاربية كتونس والمغرب من حيث التصاميم ومساعدة شساعة البلاد على وجود أكثر من شكل للباس الوطني الجزائري تختلف من حيث نوعية القماش والألوان وحتى من حيث التصميم وهكذا تتميز منطقة الجلفة باللباس النايلي الأصيل.
اللباس الرجالي:
- البرْنوس الأشْعَلْ: إن البرنوس الأشعل هو رمز للعروبة والأصالة لدى الجلفاوي خاصة والنايلي عامة والبدوي بالأخص وغالبا ما يكون من الوبر الخالص، أو من الوبر والصوف مناصفة أو من الصوف الخالص حسب مقدرة لابسه.
- البرْنس الأبيضْ:وهو ملازم للبرنوس الأشعل ولايكاد يفارقه إلا في حالة الجو المعتدل وقد يلبس وحده لخفته وغالبا ما يلازمه ملازمة الظل لصاحبه وهو أقل تكلفة منه وأرخص ثمنا ويصنع من الصوف فقط لكون لونه أبيض خالصا22.
وقديما كان أغلى هدية يمكن أن يقدمها سكان المنطقة وقد أهدي إلى العظماء والوجهاء في مناسبات عديدة ومازال إلى اليوم محل طلب وإلحاح لجودته23.
- القشَابية ( الجلابة): وهي اللباس المفضل لدى أغلب سكان المنطقة وخاصة الحضر منهم هي شبيهة بالبرنوس إلا أنها مغلقة محيطة بلابسها وذات كمين طويلين وتصنع من الوبر الخالص أو من الصوف أو مناصفة حسب الحالة المادية . وللإشارة فإن كلا من البرنوس والقشابية من صنع المرأة الجلفاوية النايلية وهي صنعة متوارثة وتمثل مصدر عيش لعديد العائلات.
- البدلة العربية ( الكوستيم العربي): وهي البدلة من نوع قماش واحد ولون وحذاء وثلاث قطع، سروال عربي مدور ( بالحجر)، جيليه ( الصدرية) وتسمى البدعية، فيسته. -القندروة: وهي عباءة تصنع من القماش الخالص وتلبس صيفا وقد تلبس في كل الفصول وهي ترمز للرجل النايلي على وجه خاص.
- اللحفاية ( العمامة): وهي تاج العرب كما يقولون وقد بقيت كذلك عند سكان المنطقة فلا تكاد ترى كهلا أو شيخا إلا ويرتدي اللحفاية ومن العيب تعرية رأسه وخاصة عند أهل البادية وبعض العائلات بالحضر، وهي ملازمة للبدلة المذكورة، لا تفارقها إطلاقا.
- الحذاء الكردي ( الطعبي): وهو حذاء يصنع من الجلد الخالص ( الشرك) يشبه السوقاء، وقفله من النوع نفسه، وهو غالي الثمن لجودته ( صنعا ومادة)24.
- بوطبعة: وهو على شكل خف يومي، ويختلف عن الكردي صنعا وقيمة
- البلقة: وهي نوع من الأحذية يشبه الأول صنعا ومادة، ويقل عنه ثمنا ولا يتجاوز الكعبين، بدون قفل (سَيْرْ).
- البست: وهو جوارب من الجلد الخالص ملازم للبلقة ولا يلبس مع غيرها.
- الخيط: وهو خيط سميك لونه أسود، وقد يكون بنيا (أشعل) يلازم العمامة يلبس فوقها ويلف حولها وعادة ما يستعملها الفرسان والعظماء.
- القميص العربي ( القمجة العربي): وهي شبيهة بالقميص الحالي العصري، إلا أنها أطول بكثير تحاكي القندورة طولا، وبدون ثنيتن، ولهما كمان طويلان ومازالت موجودة لدى البدو خصوصا25.
- -البسطالة: نوع من الحذاء يستعمل للمشي قريبا ويلبس صيفا.
- -العراقية: قبعة توضع تحت العمامة، اشتقت من العرق أي تلامس العرق منه. وهي مصنوعة من الصوف أو القماش الغليظ أو القطن.
اللباس النسائي:
- -الخمري: وهو برنوس المرأة البدوية بالمنطقة وهو أسود اللون يصنع من الصوف المصبوغ باللون الأسود، وتلبسه الكهلات والعجائز.
- الملحفة: هي قطعة من القماش المميز الخاص بهذا النوع وغالبا ما يكون أبيض مزركشا يغطي كامل جسم المرأة من الرقبة إلى القدمين ترتديه القواعد من النساء ( العجائز).
- الحايك: ويسمى (القنبز) وترتديه نساء البدو والحضر وهو قطعة قماش غالبا ما تكون بيضاء تغطي كامل الجسم من الرأس إلى الرجلين عدا الثقب من جهة إحدى عيني المرأة لتنظر إلى الطريق فقط.
- روبة عربي: وهي موجودة إلى اليوم معروفة لدى الخياطين بمجرد ذكرها، كاملة طويلة لا شفافة ولا فضفاضة وسط بينهما وتسمى (روبة نايلي)26 وهي من أبرز الألبسة التي تكون في جهاز العروس حتى في الوقت الحالي.
- الشد: وهو قطعة من القماش والمعروف رقيق شفاف أبيض شبيه بقماش (اللحافية) بعمامة الرجال، ويلبس مضافا للخمري حيث يشد به الخمري إلى جهة الرأس ويميل يمينا أو يسارا تبخترا.
- البثرور: وهو حزام مصنوع من الصوف أو الحرير غالبا أو منهما معا يدلي من الخصر إلى إحدى الجهتين يمينا أو شمالا ذو فلقتين أو أكثر ( شقين) ويأخذ ألوان الطيف.
- الزمالة: وهي عبارة عن منديل رقيق يوضع فوق الرأس ويصل إلى القدمين ويشد عند الرأس (الشد) ومن الأمام بالمدور وهو من الحلي النايلية.
2. الحلي وأدوات الزينة (للمرأة النايلية) المكملة للباسها:
- الخلخال: وهو قطعة للزينة من الفضة توضع في الرجل للتزيين يسمع رنينها أثناء مشي المرأة ومازال مستعملا لحد اليوم في البادية خاصة.
- المنديل: ويشبه المنديل الذي يوضع على الرأس اليوم إلا أن لونه يكون أحمر قديم وأكبر منه حجما وذا خيوط متدلية مزركشة له في طرفيه تضعه المرأة النايلية على رأسها.
- المدور: وهو شكل دائري فضي أو ذهبي مزركش يستعمل مع الحلي على جهة الصدر ما سكا طرفيه موصلا بينهما يستعمل من طرف الكهلات والعجائز والقواعد من النساء ومازال مستعملا.
- الحدايد: وهو شكل دائري يوضع في اليدين فضي أيضا أو ذهبي وعادة ما يكون العدد زوجيا في كل يد ومازال مستعملا.
- المقواس: وهو شبيه بالحديد ولكنه أغلظ منها وأغلى، فضي أو ذهبي ومازال مستعملا.
- المنقاش: وهو شكلا غالبا ما يكون دائريا فضيا أو ذهبيا يوضع على الصدر بمثابة بروش اليوم.
بلإضافة إلى المحزمة والخميس والمرايا والمشط والسواك الدهون الصرع والشركة ولمردود وعرق الطيب والمكحلة...وغيرها

ثالثاً. مأكولات منطقة الجلفة تحت الخيمة النايلية:
كل منطقة تعرف وتتميز بأكلاتها الشعبية الشائعة المتداولة كثيرا وأشربتها وهنا توجد أكلات شعبية كثيرة وأشربة وأجودها وأكثرها انتشارا مايلي:
- الطعام (الكسكسى): وهو معروف إلا أن طريقة تحضيره جيدة جدا تجعله محبوبا جدا ومتداولا يقدم للطبق العادي في قصعة خشبية محاطة بأطراف من اللحم كبيرة تسمى (العظام) تتوسطها الحوتة لتقسم بين الآكلين المقدرين بعشرة حول كل قصعة.
- المطلوع: وهو خبز من القمح أو الدقيق يحضر جيدا وينضج على نار الحطب ليكون أجود.
- الفطير: ويسمى فطيرا معاكس المطلوع ومضاد له لأن الأول يحضر بالخميرة ويخمر والثاني يحضر وينضج جيدا ومنه نوع يدهن بالزبدة أو السمن أو التوابل توضع وسطه أو يكون على شكل طبقات يتوسطها ما دهنت به.
- الكعبوش: وهي كويرات تصنع من نخالة الدقيق (السميد الخشن) يضاف إليه التمر والسمن أو الزبدة وهي زاد المسافرين لامتداد صلاحيتها مدة طويلة27.
- بوصوع: أكلة شعبية من خبز الفطير المفتت والتمر والسمن ويسمى أيضا الرفيس وهو مرتبط بالفصول كفصل الربيع لأن مادته الأساسية هي زبدة الغنم رغم أن مصادر الغذاء في الجزائر تكاد تكون واحدة إلا أن ما يميز منطقة الجلفة عن المناطق الأخرى هو الطريقة التي يتم بها إعداد مكونات الأطباق الغذائية.
- بوكعوالة: وهو تشبيه في إعداد وتحضير بوصلوع ولكنه ناشف عنه وحار الطعم.
- الفتات: وهو خبز الفطير المفتت الممزوج بالسمن فقط.
- الشخشوخة: وهي خبز الفطير الممزوج بالسمن مع ترقيق خبز الفطير جدا وتقطيعه قطعا صغيرة جدا ويسقى أو يخلط بمرق خاص به أو توابل.
- لجناب: وهو قطع من اللحم وعادة ما تكون ضلوعا تحضر بسرعة على نار لينة تقدم للضيف ويسبق عادة المصور.
بالإضافة إلى ذلك نجد: الملفوف، الخليع، المسفوف، الكليلة، الزريزة، اللبا، النشا، الجبن، اللبن، الحليب، الشنين، الملة، الروينة، الذوابة، البغرير، المسمن، المختومة، المردود، أدشيشة، أدشيشة الفريك، المرمز..

رابعاً. الخيمة فضاء للفلكور المحلي والترفيه:
1. الألعاب الشعبية: اشتهرت المنطقة ببعض الألعاب الشعبية كتالي:
- السيق: وهي لعبة شعبية يعتمد فيها على قطع من القصب متساوية الطول والعرض مصبوغة من جهة، ويتقابل فيها اثنان أو أربع إثنين، إثنين، تقام اللعبة بحز أو بخطوط توضع فيها، أحجار لجهة ونواة ( علف) التمر أو حجر مغاير للخصم من جهة أخرى، والخاسر منهما من نفذت أو قلت حجراته أو علفاته. اشتق اسمها من قطع القصب المصنوعة منها والتي يمرر عليها السكين لترطيبها فيسمى ذلك التمرير تسبيقا بالعامية وهي تحريف لكلمة تزييف التي هي من طبيعة كلام العرب بتحريفهم للكلمة.
- الخريقة: وهي الحفر أو مربعات فيها نوعان من الحجر أو الحجر والعلف تمييزا لقطع المشاركين لها، وتحول الحجرات والعلفات من جهة إلى جهة حسب اتجاهات معروفة ونظام وضوابط معروفة28
والخاسر فيها من نفذت أو قلت حجراته أوعلفاته وربما تكون مشتقة من تقاطع حفرها أو مربعاتها، وتعقيدها فسميت بذلك أو انشقت من خريقة لغة عامية وتعني قعر نسبة إلى حفرها
- الزلبيحة: وهي لعبة شبيهة بالخريقة إلا أنها على شكل خطوط متقاطعة والفائز فيها من جاءت حجراته أو علفاته على مستوى واحد عموديا أو أفقيا (ولا تكون محاطه بخط مغلق) وربما اشتقت من الفعل (زلبح) ومعناه بالعامية راوغ وخادع ومكر.
- السباق: وهو شبيه بسباق الخيل حيث ينطلق شخصان أو أكثر من خط واحد محددين خط الوصول، ومن وصله الأول هو الفائز وعادة ما يكون مراهنة بدفع المهزوم مبلغا أو طعاما لمن حضر العملية والفائز.
- الفلجة: وهي لعبة شعبية عادة ما تكون بين اثنين فقط بخط خطوط متقاطعة (أربعة) وتحاط بخط مغلق. وقد تكون على شكل مربع أو مستطيل ويضع كل طرف حجارة وأشياءه على استقامة واحدة وتكون ثلاثا تحرك في كل الاتجاهات . ومن تتابعه حجراته أو أشياءه على خط واحد في أي اتجاه فهو الفائز وربما اشتقت من الفعل «خلج» ومعناها بالفصحى شق وقسم لتقاسم طرفيها بين الخصمين ( طرفي اللعبة).
- لعبة الغميضة: وهي لعبة كانت ومازالت لدى الصغار تتم بتغميض عيني شخص ويتجمع حوله الآخرون ومن أمسكه هو المغلوب واشتقت من الفعل أغمض29.
- عصيات السرات: وتتم برمي العصى ليلا ومن وجدها هو الفائز ولا تكون في ليلة مقمرة وأشتقت من الإسراء ليلا.
- لعبة تيلة تيلة أرقد: تتم بجعل حجرات على الأرض بمواقع لها ويغمض أحد عينه ويقوم صاحبه بعدها أو لمسها مرددا له، ( تيلة، تيلة) إلى أن يصلا إلى الحجر المقصود فيقول ( تيلة تيلة أرقد) ويضغط بإصبعه ليميز ذلك الحجر عن غيره، وعندما يفتح صاحبه عينيه على الحجر الذي ضغط على إصبعه عنده. ويعتمد فيها على الذكاء والفطنة لكون الذي أغمض عينيه قد رأى الحجرات وميز مواقعها وهو يرى ليتذكرها من بعد وهي لعبة فرنسية الأصل وليست جلفاوية نايلية وترجمتها بالعربية : أنت هنا أنت هنا، tu est là, tu es là.
- لقريته: وهي من أشهر الألعاب تحت الخيمة النايلية وشائعة بين الأطفال وتتم بالطريقة التالية: إحضار خمسة حجرات صغيرة ترمي إحداهما إلى الأعلى وتطرح الأربع حجرات الأخرى على الأرض ويتم إلتقاطها واحدة ثم مثنى مثنى ثم ثلاثة ثم الأربعة معا وذلك على مراحل والذي لاينجح في العملية هو الخاسر وربما اشتقت من «القرت» أي الحجر بالعامية.
- التلومة: وهي ما يسمى اليوم بكرة القدم إلا أنها كانت عند البدو تعوض بجزمة قماش تلف على شكل كرة وتكور ويلعب بها، إلا أنها بطريقة فوضوية (بدون قواعد وضوابط)30.
2. الفروسية:
كما قال الأمير عبد القادر الجزائري «إن خيل أولاد نائل هي أحب الخيول إلي فهم لا يتخذونها لغير القتال»31.
من أهم عادات وتقاليد أولاد نائل امتلاك الجواد أو الفرس العربي الأصيل قصد الفروسية أو الزينة أو حبا فيها فقط خاصة البدو منهم إذ يعتبرونه رمزا للشجاعة والفخر. وإن استعماله حاليا يبقى مقتصرا على التنقل عير الصحراء (الترحال) والصيد والمتعة، فكثيرا ما اقترن إسم الجواد بالبادية والشعر والبطولة وقد كان يستعمل للحفلات والأعراس مزينا بالسرج32 وأيضا للولائم ( الزردات) والتسابق، وفي أعراس العظماء خاصة إلى اليوم، وهم يعتنون بها فطرة ، لجمالها ولقوله تعالى: «زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الدنيا والله عنده حسن المآب»33.
3. الصيد:
والصيد كان ومازال الهواية المفضلة والممتعة للنايلي عموما وخصوصا (بدوا وحضرا) وهي هواية يلتقي فيها الأصحاب مع أدواتهم المتمثلة في آلة الصيد (البندقية) وكلاب الصيد المدربة أو الصقور ومنها الباز والشاهين حيث تدرب على الصيد، ومن الصيد الذي توفره منطقة الجلفة على تضاريس مختلفة، تسمح بتنوع الصيد وتميزه حيث توجد الأرنب، الحجل وطيور الماء والحبارى34.
4. الموسيقى والغناء النايلي:
- القصبة: كانت ولازالت سيدة الفلكلور المحلي الجلفاوي، وعروسه المفضلة، فلا تكاد خيمة تخلو منها وقد ارتبطت بالجواد والصيد والرعي فهي رفيقة الراعي والساقي وكل بدوي يرفه بها عن نفسه، فلا يوجد بدوي لا يحسن استعمالها ويتفنن في طبوعها تستعمل في الولائم والأعراس والحفلات35.
- البندير: وهو رفيقها وملازمها لا يكاد يفارقها إلا نادرا، في حالة الجر(وهو عزف منفرد بالقصبة) تتبعه آهات المستمعين.
- القايطة: هي آلة القصبة نفسها مع تطويرها بتركيب مكبرها في نهايتها ومزمار في أولها وهي أكبر صوتا من القصبة، وقد أصبحت المنافس لها إلا أن الأولى أحب للقلب وأقرب للجمهور (وتنطق بالقاف لطبيعة أهل المنطقة الذين ينطقون الغين قافا)36.
- الغناء النايلي: وهو عبارة عن مواويل متنوعة، تغنى بنصوص شعرية ملحنة وقوية النظر والكلمات ومن مواضعه: الغزل، الرثاء، الفخر، المديح النبوي يعتبر الغناء النايلي حلة المواسم والأعراس التقليدية.
- الغناء السعداوي الصحرواي: وهو ينتشر على نطاق واسع في ولاية الجلفة من الآلات المستعملة فيه: الناي والدف الكبير وأغلب أغانيه من الشعر البدوي المحلي...
- التقصاد: وهو نوع غنائي تراثي شعبي محلي من أهم آلاته الموسيقية الدف الكبير والبندير وموضعه هو المديح الديني37.
5. الرقص النايلي:
يؤدى الرقص النايلي على إيقاع الدفوف والمزامير الغايطة جماعيا أو ثنائيا، وهو رقص متميز وفي الغالب رقص تصويري ذي تعبير حربي، ومنه جزء يعبر عن الحرب وجزء آخر يعبر عن الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية، ويؤدى في مختلف المناسبات كالأعراس وأيام الوعدات أو ما يعرف بالزيارات وكذلك أيام الاحتفالات وللرقص في هذه المنطقة أنواع منها:
- السعداوي، النايلي، العبيدلي، الدارة، الرشق وغيرها ويمارس فرديا وثنائيا إمرأتان ورجلان وفي الغالب رجل وامرأة، وكذلك يؤدى جماعيا صفان متقابلان من الرجال والنساء38.

خامساً. دور الخيمة في مساندة الأسرة من المهد إلى اللحد:
الحياة والموت فكرتان متضادتان داخل فضاء الخيمة، فهي المسكن هي المنزل، هي روح الجماعة وقلب العائلة البدوية والنايلية على وجه الخصوص، نعيش فيها، نكبر فيها ونموت فيها تحت ظلها يطلق المولود أولى صرخاته ويلفظ الشيخ المسن آخر أنفاسه، وهي كالقلب النابض لمملكة النمل، كل الحياة تسري في أرجائها. وفي زينة للخيمة تفوح بالحب وكرم الضيافة، ويكرس قداسة الالتحام بين الإنسان والأرض، تبرز الخيمة النايلية الحمراء. والتي لا تكتمل إلا بتجهيزاتها التي تتمثل في مجموعة من الأدوات التي لا بد من تواجدها وهي:
1. تجهيزات الخيمة:
- الحرج: قبة تصنع من الأعواد أو الأسلاك توضع فوق ظهر الجمل أو الناقة وقت الترحال لتختبئ فيها النساء وتغطى بالحلفاء ويسمى «الهودج» أو «الباصور».
- الخيشة: كيس من خيوط الحلفاء يستعمل لجمع المؤونة وتخزينها.
- القرارة: وهي شبيهة بالخيشة تماما ولكنها أكبر منها وتستعمل لنفس الغرض مصنوعة من الشعر.
- المزود: كيس من الجلد يستعمل لحفظ الحبوب أو الكليلة.
- السليخ: وهو كيس من الجلد يستعمل لجمع السمن (الدهان).
- العُكًة: كيس من الجلد يستعمل لجمع الرُّبْ (عصير التمر او دبس الرمان).
- الشكوة: وهي كيس من الجلد يستعمل لجمع الحليب وتحويله إلى لبن بخضه .
- القربة: كيس جلدي يستعمل لجمع وتخزين وتبريد الماء صيفا.
- الحمارة: وهي مثلث من أعمدة تعلق فيه القربة أو الشكوة عند تحويل الحليب إلى لبن ثم تحرك ليروب الحليب.
- الشمبري: كيس مطاطي من ( كاوي تشو الين) يستعمل لنقل وجمع وتخزين الماء39.
- القنونة: وهي إناء لتقديم الماء لطالبه مصنوع من الحلفاء.
- القبوشة: وهي إناء من الحلفاء أقل حجما من القنونة يستعمل لنفس الغرض.
- المحقن: يحقن به الماء وهو من الحلفاء.
- القدح: إناء لجمع الحليب ولبن من المواشي عادة وهو أكبر بكثير من القنونة والقبوشة.
- القصعة: وعاء من خشب دائري الشكل يستعمل لتقديم الكسكس للضيوف أو لعجن الخبز وتحضيره.
- الكسكاس: إناء من الحلفاء يستعمل في طهي الطعام (الكسكس).
- الضيبة: كيس من جلد يجعل لحفظه الدقيق فقط.
- الغربال: أداة لغربلة السميد ونزع نخالته ، دائري الشكل إطاره من خشب رقيق تتوسطه أسلاك معدنية متقاطعة الفراغ بينها صغيرة جدا بحيث لا تمر منه حبة القمح.
- البرمة: أداة لطبخ الطعام مقاومة لحرارة النار وتدعى (الحلاب).
- السلقومة: المعلقة وهذا المصطلح من اللغة العربية الفصحى بمعنى (سل لقمة) أي أنها تحمل لقمة من الطعام وهي أبلغ معنى من الملعقة.
- السيار: مثل الغربال ولكن فتحاته أوسع.
- المهراس: أداة لطحن القهوة أو التوابل... مصنوعة من الخشب أو المعدن أسطوانية الشكل ومجوفة.
- الرزامة: أداة لطحن القهوة أو التوابل ودكها وتهريسها وهي أطول من المهراس.
- الكانكي: أداة للإنارة من المعدن (الحديد) تعلق في قنطاس الخيمة للإضافة.
- الشفشاق: إناء يوضع فيه المرق ليصب فوق الطعام ( الطعام).
- الشرفيطة (اسم مستورد): الشوكة ويقال لها الفرشيطة.
- الفوطة: تطلق على المنشفة
الخدمي: السكين40.
2. الخيمة رمز للتواضع والحشمة والحرمة.
3. خيمة أولا نايل رمز الجود والكرم: إكرام الضيف، المحافظة على الجار والجوار، التكافل الاجتماعي، التسامح، المساعدة التويزة41.

الخاتمـــــة:
- الخيمة جزء هام من التاريخ وإطار لحفظ الموروث الثقافي.
- القيم الرمزية للخيمة رغم غيابها المادي إلا أنها لازالت حاضرة من خلال الذاكرة الجماعية، فهي موجودة كقيم رمزية تعمل بها الجماعة في الجلفة، ببواديها وحواضرها.
- يشكل الأدب الشفوي أهم رافد يمكن لنا من خلاله استقاء الثقافة والقيم البدوية بصورة عامة، وقيم فضاء الخيمة ورموزها بصورة خاصة.
إذن تشغل الخيمة باعتبارها فضاء مشبعا بالقيم الرمزية مساحة واسعة في الذاكرة الثقافية الجماعية للمجتمعات المغاربية والعربية.
وتمثل الخيمة مرحلة ثقافية نمت فيها الملكة الفكرية للإنسان، وتعمقت خبرته الإجتماعية، فاستعان بالطقوس والشعائر لتأطير سلوكه وسد احتياجاته الروحية، وقد مثل التعبير الفني والخلق الشعري صورة بارزة من صور ممارسته اليومية، ونجد جزءا كبيرا من هذا الموروث الفني والثقافي يتعلق بالخيمة والتي أصبحت حيزا رمزيا وفضاء للذاكرة وعلامة على مجموعة قيم سامية تتمثل في الشجاعة والكرم والنبل والشرف، وهي قيم إنسانية تستحق العناية والتثمين.

التوصيات:
- تكمن في تراثنا نواة وحدة حقيقية يمكن لها أن تؤدي دورا مهما وحيويا في تلاقي أجزاء وطننا المجزأ وترابطها وبناء كيان موحد كبير قادر على مكافحة خطري الاضمحلال والاحتلال السياسي والثقافي، لأن هذا التراث يمتلك خيطا سحريا يجمع بينه وبين أهله، وإن هذا الخيط يمثل رابطة وجدانية تربطه بهم ويجذبهم إليه، فهو السبيل المتواصل بينهم لأن الشعوب تتواصل بقدر ما يتناغم فيها من قيم وسلوكيات مشتركة تمور بالتعاطف والتقارب الروحي.
- إن مضمون تراثنا الثقافي والحفاظ عليه، وتمثله «يمثل عاملا مهما من عوامل وجودنا لأنه يشكل ثقلا نوعيا يمنع الجماعة من التحول إلى ورقة في مهب رياح الثقافات الواحدة ويعصمها من الجريان وراء كل بدعة ويحميها من محاولات طمس المعالم التي تميز الشخصية العربية المستقلة»، وهي محاولات لسلب أساسنا الحضاري القديم الذي يمكن أن نشيد عليه مستقبل دون أن نتقوقع على ذاتنا، لذلك كان السعي الجاد لإيجاد صيغة لهوية ثقافية تلتقي فيها أصولنا الموروثة ويتأسس غد الجزائر.

• الهوامش:
1. جمال عليان.الحفاظ على التراث الثقافي، سلسلة عالم المعرفة الكتاب 322، الكويت، ص:60.
2. محمد عمارة، مخاطر العولمة على الهوية الثقافية، دار النهضة مصر للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، فبراير 1999م،ص 06.
3. عن الهوية الثقافية بالصحراء / بوّابة المغرب الثقافية.
4. مبارك بن محمد الميلي "تاريخ الجزائر القديم والحديث"، تقديم وتصحيح محمد الميلي ، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، سنة 1976، ص 560.
5. مبارك بن محمد الميلي ،مرجع سابق ،ص560
- الزاب: يعني بالامازيغية الواحة، اما ابن خلدون فقد عرف الواحة بأنها وطن كبير يشمل قرى متعددة متجاورة جمعا جمعا أولاها زاب الدوسن ثم زاب مليلي ثم زاب بسكرة أهم هذه القرى كلها وقد ذكر الحسن بن محمد الوزان المشهور بلسم " l’africain léon" خمسا وعشرين مدينة ن وقد ورد في كتاب الصحراء الكبرى وشواطئها ل" إسماعيل لعربي أن الزاب أخذ اسمه من مدينة" zabi" هي مدينة رومانية ، تقع في منطقة الحظنة وللنظر أكثر في تحديدات المنطقة ينظر إلى المؤلف وكتابه الصحراء الكبرى وشواطئها.
6. عبد الرحمن محمد ابن خلدون، "المقدمة" ، الجزء 01، بيروت، ص 468.
7. مبارك بن محمد الميلي،مرجع نفسه،ص267
8. نفسه، ص 269،268.
9. الإمام أحمد بن محمد العشماوي ثم المكي "السلسلة الوافية والياقوتة الصافية في أنساب أهل البيت المطهر أهلية بنص الكتاب، المطبعة الخلدونية التلمسانية ،سنة 1381هـ، ص 252.
- الكتاب تم تحميله من موقع :
http:/www.djalfa.info/article.php3 ?id article=287، بتاريخ 08/12/2017.
10. Emile Dermenghem : « le pays d’abel , le sahara des Ouled –Nail des larbaa et des amour »libirairie gallimard, 1960, p 34.
11. المرجع نفسه، ص15
12. محمد رياض، الانسان: دراسة في النوع والحضارة،ط2، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، 1974، ص370.
13. محمد رياض،مرجع سابق،ص370.
14. Augustin Bernard : "enquête sur l’habitation rurale des indigènes de l’Algérie", sans édition pp136,140.
15. أحمد مختار عمر ، معجم اللغة العربية المعاصرة، مجلد 1 ، ط1، دار علاء للكتاب، القاهرة ، 2008، ص 267.
16. القرآن الكريم ،سورة النور[الآية29].
17. بيت شعري لأمير عبد القادر من قصيدة يتغنى فيها ويمدح محاسن البادية.
18. هذه الرواية مدونة بالمتحف البلدي لولاية الجلفة.
19. سليم درنوني، مرجع سابق، ص 112.
20. لمباركي بلحاج، مرجع سابق،ص103.
21. عبد الوهاب مسعود، مداخلة في ملتقى "البحث الميداني في الأدب الشعبي" جامعة زيان عاشور، الجلفة: 01/12/2015.
22. لمباركي بلحاج،مرجع سابق ، ص69.
23. محمد بلقاسم الشايب، مرجع سابق، ص127.
24. محمد بلقاسم الشايب،مرجع سابق ، ص121.
25. لمباركي الحاج، مرجع سابق، ص71.
26. حنان بورايو، مرجع سابق، ص39.
27. لمباركي بالحاج، مرجع سابق، ص81.
28. لمباركي بلحاج، مرجع سابق، ص59.
29. لمباركي الحاج، مرجع سابق، ص60.
30. لمباركي الحاج، مرجع سابق، ص62.
31. محمد بلقاسم الشايب ، مرجع سابق، ص 23.
32. السرج: وقاء يجعل على صهوة الحصان عند ركوبه، وهو أجود ما يحوبه ويكون من الجلد الزركش، وأجود أنواعه السرج المسيلي ( مصنوع في مسيلة) ومعه توابعه وهي: الطرحة، الفراش، اللجام، المهماز، الركاب، السوط، الصريمة (شيهة باللجام لكنها للحصان و البغل).
33. القرآن الكريم، سورة آل عمران [ الآية14]
34. محمد بلقاسم الشايب، مرجع سابق، ص 148149.
35. لمباركي بلحاج، مرجع سابق، ص 62.
36. المرجع نفسه ، ص 63.
37. حنان بورابو، مرجع سابق ، ص (21~23).
38. محمد بلقاسم الشايب ، مرجع سابق،ص 39.
39. لباركي بلحاج، مرجع سابق، ص (88~89)
40. لمباركي بلحاج ،مرجع سابق، ص( 91~92).
41. تويزة: مشتقة من مصطلح "ويز" الأمازيغي والذي يعني العون مقرون إلى التاء التعريف أخذ العرب المصطلح ونطقوه بلكنة عربية فأصبح "تويزة".
- أخذ هذا التعريف من موقع الحياة الثقافية 2016/09/ blogpost 46.Html. / www.lifeculturel.com

• المراجع العربية :

- القرآن الكريم.
- أحمد مختار عمر ، معجم اللغة العربية المعاصرة، مجلد 1 ، ط1، دار علاء للكتاب، القاهرة ، 2008، ص 267.
- عبد الرحمن محمد ابن خلدون، "المقدمة" ، الجزء 01، بيروت، ص 468.
- مبارك بن محمد الميلي "تاريخ الجزائر القديم والحديث"، تقديم وتصحيح محمد الميلي ، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، سنة 1976، ص 560.
- محمد رياض، الانسان: دراسة في النوع والحضارة، ط2، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، 1974، ص370.
- _محمد عمارة، مخاطر العولمة على الهوية الثقافية، دار النهضة مصر للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، فبراير 1999م،ص 06.
- الإمام أحمد بن محمد العشماوي ثم المكي "السلسلة الوافية والياقوتة الصافية في أنساب أهل البيت المطهر أهلية بنص الكتاب"، المطبعة الخلدونية التلمسانية، سنة 1381هـ، ص 252.
- الأمير عبد القادر من قصيدة يتغنى فيها ويمدح محاسن البادية.
- الهوية الثقافية بالصحراء / بوّابة المغرب الثقافية.
- جمال عليان.الحفاظ على التراث الثقافي، سلسلة عالم المعرفة الكتاب 322، الكويت، ص:60.
- عبد الوهاب مسعود، مداخلة في ملتقى "البحث الميداني في الأدب الشعبي" جامعة زيان عاشور، الجلفة: 01/12/2015.
- رواية مدونة بالمتحف البلدي لولاية الجلفة.


• المراجع الأجنبية:
- Augustin Bernard : "enquête sur l’habitation rurale des indigènes de l’Algérie", sans édition pp136,140.
- Emile Dermenghem : "le pays d’abel , le sahara des Ouled –Nail des larbaa et des amour" libirairie gallimard, 1960, p 34.
- .2016/09/ blogpost 46.Html./www.lifeculturel.com :موقع
- موقع: http:/www.djalfa.info/article.php3 ?id article=287، .

• الصور
- من الكاتبة.

أعداد المجلة