فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
48

الفخار الشعبي في اليمن

العدد 48 - ثقافة مادية
الفخار الشعبي في اليمن

لكل بلد من البلدان فنونه وحرفة التقليدية، التي تعكس طابع الحياة الثقافية في هذا الشعب، قديما وحديثا، ولا تقل منتجات الحرف التقليدية أهمية، عن الأثار المادية التي تحتويها المتاحف، وتعتبر صناعة الفخار من الصناعات التي غالبا ما تحافظ على أشكالها القديمة، وتعكس للباحثين القديم في منتجاتها الجديدة، «ويمثل الفخار لدى الأثريين قراءة للمجتمع المنتج له من حيث الصناعة والمستوى الاقتصادي وشكل الحياة في كل المناحي، فالفخار يستخدم في أواني الطعام والشراب والتخزين والكثير من أشكال الزينة، بالإضافة الى كونه علما كيميائيا، من حيث الخصائص للخامة والوصول بالتصميم والشكل إلى الهدف النفعي والجمالي، وهو ما يعكس عبقرية المكان والانسان1 وغالبا ما تستفيد الفنون والحرف التقليدية، من الخامات المتوفرة في البيئة المحيطة بها، فالفخار يصنع من الطين المتوفر في البيئة في غالبية الحضارات، مهما اختلفت أماكنها، وفي اليمن توفرت أنواع من الطين الصالح لإنتاج أجود أنواع الفخار، وقد أكتشف الإنسان اليمني صناعة الفخار منذ أقدم العصور، حيث يقول الأثريون في اليمن أن بقايا الفخار التي عثر عليها في المواقع الأثرية في اليمن،تعود الى العصر الحجري الحديث، وتدل البقايا المنتشرة بكثرة، على الاستخدام الواسع للفخار في اليمن قديما، وحديثا ما زالت صناعة الفخار قائمة في الكثير من المحافظات اليمنية، وربما يرجع استمرار حرفة الفخار في اليمن، إلى الاستخدام الواسع للأواني الفخارية إلى الوقت الحاضر، حيث يفضل الكثير من اليمنيون تناول الأكلات الشعبية في الأواني الفخارية، وهذه ميزة جيدة ساعدت في الحفاظ على استمرار صناعة الفخار في اليمن، بالإضافة إلى قلة تكاليف المنتج وأسعاره المناسبة للحالة المادية لغالبية الجماعة الشعبية، مما يتيح مزيدا من الطلب عليها، هذا وتتنوع المنتجات الفخارية في اليمن بتنوع الطينات التي تنتج منها، وبتنوع المناخ والخامات في البيئة المحلية، وبالرغم من ذلك تتعرض غالبية المنتجات الفخارية المحلية في اليمن للإندثار، بسبب استيراد بدائل لها من الخارج، ونظرا لما تواجهه هذه الحرفة من ابتعاد غالبية العاملين فيها عن ممارستها، واتجاه البعض نحو شراء الأدوات المصنوعة من مواد أخرى كالألمنيوم والبلاستيك والمعادن، بدلا من منتجات الفخار، تطور خطير يدق ناقوس الخطر ويهدد هذه الحرفة بالانقراض كما انقرضت بعض الحرف الأخرى، التي لم يعد لمنتجاتها طلب في الأسواق المحلية، كمنتجات النحاس والرخام والزجاج التي كانت تصنع في اليمن في زمن قريب، ومن هنا كان لابد لنا من البحث والدراسة لهذه الحرفة والتوثيق لهذه الصناعة والبحث في تاريخها وحاضرها، وأشهر مناطق انتاجها، وفي استخدامات العامة لمنتجاتها، وهو ما سوف يقدمه هذا البحث بشكل مختصر.

- مشكلة البحث:

تكمن مشكلة البحث في الإجابة على التساؤلات التالية :

- ما أهم مراكز صناعة الفخار في اليمن قديما وحديثا؟

- هل استفاد الحرفي اليمني من الخامات المتوفرة في البيئة المحلية المحيطة به؟

- ما هي أهم المنتجات الفخارية في اليمن؟

- فروض البحث:

- تتوفر الطينات الخاصة بصناعة الفخار في بعض أقاليم اليمن.

- هناك علاقة بين الخامات البيئية المتوفرة وبين حرفة صناعة الفخار الشعبي.

- تختلف المنتجات الفخارية في اليمن من مكان الى أخر.

- تختلف الطرق والاستخدامات للفخار من منطقة الى أخرى.

- أهداف البحث

يهدف البحث إلى الكشف عن، أهم مراكز صناعة الفخار في اليمن، ومعرفة الطرق والأدوات والخامات التي تستخدم في صناعته والتطرق إلى أهم أماكن توفر هذه الخامات ومعرفة تاريخ هذه الصناعة وما أهم منتجاتها.

- أهمية البحث:

تكمن أهمية هذا البحث في كونه سيقدم معلومات هامة حول حرفة صناعة الفخار الشعبي في اليمن والكشف عن تاريخ هذه الحرفة وعن أماكن ممارستها، كما أن أهمية هذا البحث تكمن في كونه يفيد في تقديم معلومات للباحثين في دراسة الثقافة الشعبية اليمنية من خلال هذه الحرفة، كما يفيد البحث المهتمين في معرفة تفاصيل هذه الصناعة المهمة في اليمن ومجتمعاتنا العربية.

- حدود البحث:

حدود زمنيه عصرنا هذا في اليمن، كما سيطرق البحث إلى تاريخها قديما، وحدود جغرافية في أشهر أماكن تواجد هذه الحرف، وحدود موضوعية في الصناعة التقليدية التي تعتمد على الطريقة اليدوية التقليدية المتوارثة منذ القدم، وحدود تقنية في المنتجات التي تستخدم الخامات المحلية والأدوات التقليدية المتوفرة في اليمن لصناعتها .

- مصطلحات البحث:

ينبغي علينا في هذا البحث أن نتطرق الى أهم المصطلحات الواردة في هذا البحث والتي تتعلق بموضوعنا في البحث وأهم هذه المصطلحات كالتالي:

1) الحرفة:

الحرفة بشكل عام لها عدة معانى وهي احتراف الشيء واتقانه «وفي حديث عمر إبن الخطاب رضي الله عنه قال إني لأرى الرجل يعجبني فأقول: هل له حرفة؟ فإذا قيل لا سقط من عيني أما في المعجم الكبير «الحرفة: الإسم من الإحتراف وهو الإكتساب والحرفة: الاسم من قولك رجل محارف : منقوص الحظ لا ينمو له مال وقد ذكرها الزبيدي في تاج العروس بقوله: الحرفة بالكسر: الطعمة أو الصناعة التي يترزق منها وهي جهة الكسب وفي المحكم الإحتراف الإكتساب أين كان وحرفة الرجل صنعته، وفي الصحاح المحترف الصانع، وأحرف الرجل فهو محرف والاحراف اذا جاء الرجل بالمال الكثير وفلان حريفي اي معاملي»2.

2) الحرف التقليدية:

يقصد بالحرف التقليدية كل الحرف والمهن التي يتوارثها الناس ويتناقلونها عبر العصور فينقلها الآباء الى الأبناء وكلمة تقليدية بمعنى تقليد الصانع الحديث للصانع القديم بمعنى التقليد في العمل وليس التقليد لغير الثقافة الأصلية «والحرفة كل ما اشتغل به الإنسان وضرب به وكل عمل يمهر فيه الإنسان ويصبح حرفة له وعماد الصانع على يديه يستعملها في صنع الأشياء والمهنة والحرفة عند العرب الحذق بالخدمة والعمل وامتهنته استعملته للمهنة وابتذلته ويعتمد الحرفي على ذكائه في تحويل الاشياء والمواد الخام الى صناعات أفيد منها لتستهلك في الأسواق المحلية والخارجية»3 وفي الغالب ترتبط كلمة حرفة بالمنتجات التي تصنع باليد وبأعضاء الجسد الإنساني التي يقوم من خلالها الصانع بتحويل مواد أولية الى منتجات مادية ملموسة ذات فائده4 ومنذ وجد الإنسان على الأرض وهو يستخدم قواه العضلية ليطوع الخامات لصناعة أشيائة وأغراضه التي يحتاج اليها في حياته اليومية.

3) الفخار:

الفخار هو «كل ما يصنع من الطين ويشكل وهو رطب ثم يقسوى بتجفيفه وحرقه وهو من أقدم الفنون والصناعات التي عرفت في التاريخ الحضاري للشعوب وكانت الصناعات الفخارية في بادئ الامر تصنع من مواد خشنة ورديئة الحرق ثم تطورت عبر العصور حتى وصلت إلى درجة عالية من الدقة والاتقان»5 والفخار هو تحويل الطينات المختلفة بواسطة التجفيف والحرق الى منتجات ذات أشكال واستخدامات متنوعه تفيد في الحياة اليومية وهناك أنواع مختلفة من الطينات التي يصنع منها الفخار وتختلف هذه الطينات من بيئة الى اخرى كما تختلف الطرق والأدوات التي تستخدم في صناعته من بلد الى أخر كما تتنوع المنتجات والاستخدامات لهذه المنتجات حسب الاستخدام فهناك فخاريات لطهي وحفظ الطعام كالأواني وهناك فخاريات تستخدم للزينة كالمباخر والمزهريات وقد يزجج الفخار فيتحول الى خزف كما ان هناك صناعات اخرى للفخار مثل صناعة البلاط والسيراميك وبعض مواد البناء الاخرى.

4) الحرفي:

وهو الانسان الذي يقوم بتحويل الخامة، الى منتج جديد يحقق فوائد نفعية في الحياة اليومية، ويعتبر الحرفي فنانا مبدعا يمتلك الحكمة والخبرة والموهبة قال تعالى ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ ولذلك يعتبر الحرفي ذو قيمة رفيعة وله مكانة كبيرة في المجتمع، فهو يتميز بقدرات لا يقدر عليها غيره من الناس ولذلك يحتاج الناس الى خبراته ومنتجاته في حياتهم اليومية وتعكس مهارة الحرفيين ثقافة وحكمة الشعوب «وقد نادى إفلاطون في كتابه الجمهورية بأن الفنانين يجب أن يكونوا من الموهوبين الذين يستطيعون أن يشكلوا كل شيء في المدينة تشكيلا جماليا وكل إنسان يعتبر من زاوية ما فنانا إذا كان قادرا على صياغة أفكاره ومادته التعبيرية في قالب يستطيع الجمهور أن يحب ما فيها ويتقبله»6 وفي معجم الحرف والفنون عرف الحرفي بأنه من يكسب رزقه بالعمل في حرفة ما بصفة مستمرة ومنتظمة والمحترف من له حرفة وصنعة.

5) الخامات:

وهي كل ما يتوفر في البيئة المحيطة بالحرفي من خامات طبيعية مرتبطة بالمكان وبالجغرافيا التي يعيش فيها الفنان الحرفي أو الصانع فيستفيد منها في صناعة حاجاته في الحياة اليومية ومن أمثلتها القطن لصناعة المنسوجات والطين لصناعة الفخار وسعف النخيل لصناعة الخوص والرمل لصناعة الزجاج وهكذا ينطبق التعريف على كل الخامات التي تتوفر في البيئة المحيطة بالحرفي ويصنع منه أدواته وحاجاته اليومية7.

6) المنتج الحرفي:

وهو المنتج الذي يصنعه الحرفي في أي مجال كان «ونقصد به المنتج الذي يصنعه الحرفي يدويا وليس عن طريق المصانع أو المكنات المتطورة التي تنتج نسخا متشابها، حيث يتميز المنتج الحرفي أن القطع المصنوعة تكون مختلفة عن بعضها، فكل قطعة تختلف عن الأخرى نسبيا حيث أن اليد تختلف عن مكنات المصانع، كما تلعب خبرة الحرفي دورا أساسيا في صناعتها»8 وهذ ما يجعل لها قيمة فنية وتقنية تعكس ثقافة الشعوب المنتجة لها.

صناعة الفخار في اليمن القديم

اشتهرت اليمن بصناعة الفخار المحلي الذي ينتج من الأطيان المتوفرة في البيئة اليمنية وقد ساعد تواجد الطينات بكميات كبيرة ومتنوعه الى ظهور هذه الصناعة حيث يوجد في اليمن أنواع جيدة من التربة الرسوبية والبركانية والمتحولة التي تكونت بين الوديان والجبال والسهول وعلى مجاري الأنهار الصغيرة بفعل البراكين وعوامل التعرية، التي كونت سطح القشرة الارضية في عصور سحيقة وقد عرف اليمنيون القدماء تقنية فخر الطين وإحراقه في الأفران وتحويله إلى منتجات فخارية تتحمل الظروف المختلفة، حيث وجدت في مدينة الحديدة وموقع الشومه العديد من القطع الفخارية التي تعود الى عصور قديمة، حيث قدر الخبراء عمر المكان إلى أكثر من ستة ألف سنة، كما كشفت البعثة الإيطالية التي نقبت في المرتفعات الوسطى لليمن في أواخر القرن الماضي،الى أن النتائج الأولية أظهرت أن وجود الفخار في هذه المناطق، يعود الى ما يقارب 2500ق.م وقد وجدت في مأرب عاصمة اليمن القديمة، عددا من القطع الفخارية في بقايا المدينة وحول محرم بلقيس ومعابد سبأ القديم، وهذه القطع تعود إلى العصر الحديدي الأول، وقد كتب على بعض هذه القطع الفخارية، كتابات بخط المسند اليمني القديم، كما في صورة رقم (3) وقدر تاريخها الى حوالي1200ق ومازالت مناطق عديدة من اليمن بحاجة الى الدراسة والتنقيب أكثر وخاصة في مناطق عديدة من اليمن مثل حضرموت وسقطرى وتعز وإب وفي مناطق، زبيد وبيت الفقيه وحيس في الحديدة والتي يعتقد أنها أقدم مناطق اليمن في إنتاج الفخار والتي مازالت تنتج أجود أنواع الفخار إلى وقتنا الحاضر.

ومن القطع الفخارية التي تعود الى الفترة السبئية والتي عثر عليها إثناء التنقيب في معبد الملكة بلقيس في مأرب مجموعة من الأواني الفخارية وتمثال لإمرأة من الفخار وأيضا بقايا لقطعة فخارية منقوش عليها بخط المسند اليمني القديم وقد وجد الفخار في الكثير من المواقع الاثرية في اليمن ولا يكاد يخلوا موقع أثري في اليمن منه وفي العام 1996م قامت البعثة الكندية التابعة لمتحف أونتاريو الملكي بأعمال تنقيبات في سهل تهامة بقيادة العالم الاثري (إدوارد كيل) حيث وجدت البعثة عددا كبير من الفخاريات القديمة وكشفت عن بقايا لمصنع يحتوي على الكثير من الآنية الفخارية، التي تعود الى عهد الدولة الزيادية في اليمن ويقول الدكتور الباحث الأثري الدكتور عبدالله ظافر، أن الفخار في اليمن كان مستخدما بكثرة، حيث تنتشر قطع كثيرة منه على سطح التربة في أغلب المواقع الأثرية، حتى أن الباحثين يستدلون بها على الأماكن الأثرية المدفونة «وقد عثر في مواقع صحراوية من اليمن على فخار سميك خشن وممزوج بالرمل متعدد الألوان ويغلب عليه اللون الأحمر أو البني أو الأخضر والأسود ومزخرف بالخطوط المتموجة والتنقيط ووجد هذا النوع في كل من مأرب وبيحان وحضرموت كما وجد نوع من الفخار رقيق جدا يتراوح سمكه مابين 1 - 4 ملي ملون بالأحمر والأسود ومزخرف بأشكال عديدة، مثل الأزهار وأوراق الأشجار ويبدو أن هذه الجرار كانت أكثر استعمالا، في تخزين الطعام وحاجيات المنازل، كالحبوب والدقيق والزيت والدبس والتمر وفي صناعة النبيذ وفي حفظ مياه الشرب وفي حفظ العطور وفي حفظ الأشياء الثمينة «كالذهب والفضة حيث وجدت في بعض مقابر حضرموت وصنعاء على عدد من الأواني الفخارية التي تحتوي على مجوهرات ثمينة كانت توضع بجانب المتوفي»9 «كما عثر في مدينة الفاو في السعودية، على كسر من الفخار كتب عليها إسم الملك اليمني (شمر يهرعش)»10 وتحتفظ المتاحف اليمنية بقطع وأشكال متعددة من الفخاريات التي عثر عليها في أماكن مختلفة من اليمن «ويمكن أن نستدل من خلال هذه القطع أن أشهر أماكن إنتاج الفخار في اليمن قديما هي كل من قريضة في حضرموت وشبوه وهجر بني حميد ومدينة الأهجر وخولان الطيال وسهول شمال عقم وسهول ذمار وفي مدينة الدريب وفي وادي يناعم والنجد الأبيض وفي وادي الجوبة ومنطقة الريحاني وهجر التمرة وفي منطقة صبر لحج التي كشف فيها على أكبر مجموعه كما أوضحت دراسة (فان بيك وتمبسن)11 وقد لاحظ علماء الأثار استخدام طينات محلية في صناعة الفخار في اليمن القديم حيث صنعت هذه الفخاريات من التربة المتوفرة في البيئة اليمنية ومنها التربة الحمراء والصفراء والبنيه الغامقة المائلة الى السواد والفاتحة والرمادية بتدرجاتها ولون التربة الفخارية المعروفه وتوضح الصور رقم (1-2-3-4-5-6) بعض القطع الأثرية القديمة التي عثر عليها في مناطق متفرقة من اليمن.

فخار اليمن في الوقت الحاضر

وفي وقتنا الحاضر في اليمن، مازالت غالبية المواقع التي اشتهرت قديما، تمارس صناعة الفخار بنفس الطرق القديمة، مع تطوير بسيط في الأدوات، وأشهر أنواع الفخار في اليمن حاليا، فخار منطقة حيس وزبيد والجراحي في الحديدة، وفخار منطقة قحزه وجبلة في إب وفخار منطقة صبر والحجرية وشرعب في تعز، وفخار تريم ودوعن في شبام حضرموت، وفخار جزيرة سقطرى ومازالت هذه المناطق تنتج الفخار وتوزعه الى أغلب الأسواق في اليمن.

وتشتهر اليمن بالأكلات الشعبية، التي تستخدم أواني الفخار في طهيها، مثل اللحوم بأنواعها حيث تصنع لها أفران من الفخار، وخاصة الحنيذ والمظبي والمندي، الذي اشتهر به حضرموت كما يستخدم التنور الفخاري، لصناعة الخبز اليمني الشهير ويكثر استخدامه في القرى ويشعل بالحطب المتوفر في الجبال، كما تطبخ وتقرب الكثير من الوجبات اليمنية بالأواني الفخارية مثل العصيدة بأنواعها والسلته والفحسه والزوم والفول والفاصوليا والفته والارز والسمك، كما تستخدم أواني الفخار في حفظ مياه الشرب والألبان ومشتقاتها وقد ساعد استخدام الأواني الفخارية في اليمن، في الحفاظ على استمرارية الصنع والانتاج، لتغطية حاجة السوق المحلية، ونظرا لأن غالبية هذه الأكلات تحتاج إلى أواني ذات صلابة عالية، حيث تتوفر في أواني الفخار اليمني قدرة كبيرة على تحمل الكسر والحرارة، مما ساعد على استخدامها بكثرة، كما أدى توفر المنتجات الزراعية كالحبوب، ومنتجات الثروة الحيوانية كالزبدة والالبان والأجبان، الحاجة إلى حفظ منجاتها في أواني فخارية، إضافة الى ذلك فقد لعب المناخ البارد في الشتاء والممطر في الصيف إلى تفضيل المأكولات الساخنة التي يتم طهيها في الأواني الفخارية وكذلك في مناطق الساحل اليمني يفضل الكثيرون شواية السمك في أفران من الفخار البلدي.

أشهر أماكن انتاج الفخار في اليمن في الوقت الحاضر:

تشتهر عدد من الأماكن في اليمن، بإنتاج أنواع متعددة من الفخار والذي غالبا مايحمل تسميات هذه الاماكن، وسوف نعرض في هذا المبحث أشهر أماكن إنتاج الفخار في اليمن والتي توفرت فيها الخامات والأطيان المناسبة للفخار، بالإضافة الى توفر الأيدي العاملة، والحرفيون والصناع المهرة، واستخدم لصناعة الفخار في اليمن الدولاب الأرضي الذي يحفر له تحت الأرض وأيضا الطاولة الخشبية العلوية، التي تدور بالرجل على شكل طاولة تدار عجلتها بالقدم ويشبه الدواليب الموجودة في الحضارة المصرية وكذلك تصنع أنواع من الفخارية بالطريقة اليدوية وأشهر مناطق صناعة الفخار في اليمن كالتالي:

فخار الحديدة وتهامه

يعتبر فخار محافظة الحديدة من أكثر أنواع الفخار شهرة في اليمن، حيث تنتشر في مدينة الحديدة وسهل تهامة، الكثير من الطينات الجيدة لصناعة الفخار وأشهر هذه المناطق،هي منطقة حيس التي تتوزع فيها كثير من معامل الفخار، التي تصدر الى بقية المحافظات اليمنية ويشتهر الفخار الحيسي بجودته ومقاومتة للكسر والحرارة، وقد اشتهرت حيس بصناعة الفخار منذ القدم «ووجدت فيها الكثير من القطع، التي تعود الى العصور الاسلامية حيث وجدت في كل من مدينة حيس وزبيد والزبدية واللحية بقايا أدوات ومصانع فخارية كانت تمرر بها مواد الخام الطين اللزج والأكاسيد المعدنية وأفران الحرق والكثير من الأدوات والأواني والأباريق والفناجين والأزيار والمباخر وبلابل حفظ الماء وقطع من القنين وخزنه حفظ الزيوت وكانت تطلى بمادة عازلة لتمنع تسرب السوائل وكانت تباع أغلب منتجاتها في محافظة عدن وقد إبتكر الخزافون اليمنيون في العصر الإسلامي طرقا جديدة في إضافة الألوان والزخارف على الفخار وأضافوا اليه بعض التشكيلات الجمالية»12 والى جانب حيس «اشتهرت مدينة زبيد بصناعة الفخار وكان سلاطين الدولة الرسولية في اليمن يستخدمون فخار زبيد لجودته ولنقائه»13ومازالت الكثير من المدن والقرى في محافظة الحديدة تصنع أجود أنواع الفخار الى وقتنا الحاضر وحاليا بالإضافة إلى منطقة حيس ،هناك صناعات فخارية في كل من الجراحي وبيت الفقيه وزبيد ويباع هذا الفخار في الكثير من محافظات اليمن وقد أشار اليها المستشرق (نيبور) الذي زار اليمن في القرن النصف الثالث من القرن الثامن عشر في كتاباته «أن صناعة الأواني الفخارية موجودة بكثرة في قرى ومدن مختلفة من تهامة ومنها مدينة حيس التي تمد جزءا كبيرا من اليمن، وذكر أنه شاهد فيها معامل كثيرة لصناعة الأواني الفخارية وخاصة فناجين القشر والبن التي يستخدمها المواطنون بكثرة وعدا عن مدينة حيس فقد شاهد نيبور صناعة الفخار في قرية المحط الواقعة على طريق بيت الفقيه – زبيد وفي قرية الضحى»14 ويعود سبب استمرار تهامة بصناعة الفخار منذ القدم وإلى وقتنا الحاضر، إلى جودة التربة المتوفرة في سهول وجبال وهضاب تهامة، بالاضافة إلى شهرة أبناء هذه المناطق بإتقان الصناعات والحرف المختلفة، حيث تشتهر مناطق تهامة بصناعة الأدوات المنزلية المختلفة، من الفخار والحصير والخيوط والأقمشة، وتعتبر تهامة خزانة اليمن من حيث الزراعة والمنتجات المختلفة، المتوفرة في هذه المنطقة الواسعة والخصبة وأيضا لكثرة عدد سكانها، ورجاحة أخلاقهم وطباعهم، فهم يعملون في مختلف الحرف، وأشهر الفخاريات التي تنتجها تهامة (الموفى) الذي يستخدم كتنور ثابت في المطبخ يوقد بالحطب ويستخدم لإعداد الخبز واللحم والاطعمة بمختلف أنواعها، وهناك الزير الكبير والجمنه، يستخدم كلاهما لحفظ الماء والسوائل، كالزيوت والسمن والعسل، وأيضا هناك أواني فخارية تستخدم لكرس الخبز مع الموز والعسل ويسمى هذا الإناء (المكرس) وتشتهر بصناعتة منطقة الفواهة وهناك ايضا الأكواب الصغيرة من الفخار والتي تسمى (الحياسي)15 وتستخدم في اليمن لشرب القهوة وأيضا المباخر والمقالي وغيرها من المنتجات الفخارية المتنوعة الاستخدام.

فخار صنعاء

تشتهر محافظة صنعاء بإنتاج أنواع جيدة من الفخار الذي تنتجه بعض المناطق ،مثل فخار منطقة حراز ومنطقة جيشان، وقد ورد ذكر فخار هذه الأماكن في الكثير من المصادر القديمة «حيث اشتهرت منطقة حرازة بصناعة نوع من الأطباق والفخاريات التي كانت تسمى الاطباق الحرازية»16 ومازالت هذه الصناعة مشهورة في الوقت الحاضر في منطقة حراز في صنعاء ويسمى بالفخار الحرازي، وفي العصر الاسلامي استخدم الفخار في صنعاء، في عدة مجالات فلم يقتصر استخدامه على الأواني فقط، بل تطور إلى استخدامه في البناء «فقد وجد في مسجد المدرسة في مدينة صنعاء قطع من الفخار على أشكال أقراص كبيرة من الخزف الأزرق والأخضر يزين قاعدة المنارة»17 وهذا يدل على تطور صناعة الفخار ودخوله كعنصر جمالي في البناء أيضا، وذلك بعد حرقة وتلوينة، ومن المناطق التي تنتج الفخار في صنعاء في وقتنا الحاضر بالإضافة إلى حراز قرية المدار في خولان الطيال، والتي تنتج أنواعًا جيدة من الفخار ويعتبر سوق المدر في صنعاء، أشهر سوق في اليمن لشراء وبيع منتجات الفخار، ويقوم الباعة في هذا السوق بشراء أنواع عديدة من الفخار، وتوزيعها على المحافظات اليمنية.

فخار حضرموت

برعت مدن حضرموت في اليمن، بصناعة أنواع كثيرة من الفخار المتميز والذي يعود بجذوره الى عصور قديمة وتعتبر حضرموت من أكثر المناطق في اليمن، استخداما للطين والتربة في مختلف مناحي الحياة اليومية، فمازالت منازل حضرموت المصنوعة من الطين، شامخة بأدوراها المتعددة والتي بنيت من الطين الممزوج بالتبن، وتقاوم الظروف منذ مئات السنين، وقد سخرت في حضرموت التربة في اغلب المنتجات، فصنعت أنواع متعددة من الأواني والأفران وقد وجدت في اقليم حضرموت أقدم الأثار اليمنية التي تعود الى العصر الحجري وإلى عصور ماقبل التاريخ «وقد برع الصناع في حضرموت في صنع الأواني الفخارية المتعددة الاشكال والاستخدامات»18 وهناك الكثير من القطع الفخارية التي تحتفظ بها متاحف حضرموت، ومازال التنور المصنوع من الفخار يستخدم في طهي أشهر الأطعمة والأكلات اليمنية الحضرمية، وخاصة اللحوم كالمندي والمظبي والحنيذ، والتي تعد بأفران فخارية تدفن في الغالب تحت الأرض وهذه الطريقة استخدمت في اليمن منذ عصور قديمة وتشتهر بها مدينة حضرموت بالذات ويوجد في الوقت الحاضر، الكثير من مراكز صناعة الفخار في حضرموت والذي يصدر إلى الكثير من الأسواق في اليمن، ووصلت شهرته الى خارج اليمن حيث يصدر إلى البلدان التي تتوزع فيها مطاعم حضرموت الشهيرة.

وإلى حد ما تختلف طريقة صناعة الفخار في حضرموت، عن بقية المناطق في اليمن حيث تستخرج طينة الفخار من نوع خاص من الأحجار، التي تستخرج من المناجم من الجبال المجاورة لحضرموت، وهي نوع من الصخور الرسوبية سريعة التحلل والذوبان في الماء، وتذوب هذه الصخور بعد إخراجها من الماء، فتعرض للشمس فتكسب بفعل الشمس نوعا من الهشاشة تجعلها تذوب عند إرجاعها للماء مرة أخرى، فتتحول الى طين مصفر ناعم لزج، سهل التشكيل وأشهر الأدوات التي تصنع من الفخار في حضرموت، هي (الموفى والأزيار والجحال) وهي جرار مختلفة الأحجام تستخدم لحفظ الماء والتمور والعسل، كما تصنع أواني من الفخار لتكون فيها النحل العسل ،ويعتبر العسل الدوعني المنتج من أطباق الفخار، من أجود أنواع العسل في العالم، كما تصنع في حضرموت(المحاميص) وهي المقلاة الخزفية التي تستخدم لتحميص البن وأيضا تصنع (الميازيب) التي تستخدم في أسطح المنازل لتصريف مياه الأمطار، وتسمى(مراعيض) وتصنع أباريق إعداد القهوة والفناجين، التي تقرب بها من الفخار أيضا، كما تصنع المعاشر الكبيرة من الفخار، وهي عبارة عن أطباق كبيرة تشبه السفرة، تستخدم لتقديم الأطباق الصغيرة داخلها، كما تصنع المباخر والمداخن وكؤوس الماء، وغالبا ما تزين هذه الأواني والمباخر بالزخارف والرسوم، وتصنع أوعية أخرى لسقي الأغنام والحيوانات، وأيضا تصنع في حضرموت، أوعية من الفخار لزراعة النباتات على سطوح وحدائق المنازل، ويصنع من الفخار المصب وألعاب للأطفال والخيش، وغيرها وتعتبر حضرموت أكثر المحافظات اليمنية استخداما للأواني الفخارية، في الطبخ وغيره من الاستخدامات وأشهر منتج فخاري في حضرموت هو التنور(صورة 17، 18) أو الموفى الذي يستخدم في طهو الأطعمة الحضرمية المختلفة وتعتبر مدينة دوعن وتريم من أشهر مناطق إنتاج الفخار في حضرموت.

فخار محافظة تعز

تشتهر محافظة تعز وسط اليمن، بإنتاج أنواع ممتازة من الفخاريات التي تنتشر في الكثير من الأسواق اليمنية، في الوقت الحاضر ويبدو من خلال المراجع التاريخية أن مدينة تعز اشتهرت بصناعة الفخار منذ فترات موغلة في القدم، فقد وجدت في بعض المناطق الأثرية من المحافظة الكثير من القطع الفخارية «وقد وصف الهمداني19 آنية «الهيعي» التي تصنع في الشوافية – نسبة الى مخلاف الشوافي في تعز»20 «وقديما اشتهرت مدينة الدمينة بين تعز وزبيد بصناعة الفخار الجيد، ووجدت مصانع الأدوات الفخارية التي كانت تمرر بها، وكان لنوعية التربة الجيدة أهمية كبيرة في جودة الفخار في تلك المناطق، وكذلك لعب توفر الأكاسيد المعدنية في الجبال الواقعة قرب تلك الوديان دورا مهما ساعد في التفوق في هذا المجال»21 وفي وقتنا الحاضر، يصنع الفخار في كل من بلاد الشنيني والحجرية وشرعب وقرى جبل صبر وتصدر تعز الكثير من منتجاتها الفخارية، الى أكثر أسواق اليمن وتشتهر أواني الفخار المصنوعة في تعز بقوة تحملها للحرارة وأشهر الأواني الفخارية التي تصنع في محافظة تعز هي تناوير(الموفى) التي تستخدم لطبخ جميع الأكلات والخبز، بواسطة إشعالها بالحطب وأيضا أواني المدار والتي تستخدم لتقديم وطهو الطعام، ومن هذه الأواني البرم والمسخن وفخاريات حفظ المياه والزبدة والجبن ومقالي تحميص البن، وكؤوس الشاي والقهوة، والحرض التي تقدم فيها المأكولات الساخنة كالسلتة والفحسة الصنعانية، التي تتعرض لدرجة حرارة عالية جدا وغالبا ما تدعم هذه الأواني بسلك من الحديد، يلف حولها لمنع تشققها كما في صورة رقم(20،19) كما تصنع المجامر والمباخر والكؤوس الصغيرة.

فخار محافظة عدن

تعتبر محافظة عدن، من أهم المدن اليمنية وتجمع أسواق الفخار من كل اليمن، وتصدر من خلالها المنتجات اليمنية إلى خارج اليمن ،حيث يعتبر ميناء عدن ملتقى للتجار، القادمون من أفريقيا وأسيا والهند، وتتوقف السفن في عدن لموقع مينائها في منتصف ملتقى هذه القارات، وأيضا لقربه من مضيق باب المندب «وقد أشار إبن المجاور إلى أن الفخار كان يصنع في منطقة «اللخبة» وهي على مسافة ربع فرسخ من عدن ،فينقل إليها الآجر والأواني الفخارية الكبيرة من الجزع»22 وقد وجدت قطع فخارية وزجاجية، في مناطق أثرية من عدن على أواني فخارية قديمة يحتفظ بها متحف عدن وأقدم منطقة لصناعة الفخار في عدن هي ما تسمى (الممدارة) وكود المحولي في منطقة جعوله، وقد عثر فيها، على بقايا لمصانع وأفران لإحراق الطين المستخدم في صناعة الفخار والزجاج، ويعود تاريخها إلى عصور قديمة ،وكان زجاج وفخار عدن ذا شهرة واسعة في العصور القديمة والاسلامية، واشتهرت في عدن قبل الحرب العالمية الأولى،عائلة محمد صالح عكبور، التي عملت في صناعة الفخار وكانت تجلب الطين من وادي لحج، وكان مقر هذه الأسرة في شرق مدينة الشيخ عثمان ،وشارك شيخ المهنة محمد عكبور بمعرض ألمانيا الغربية للفخار آنذاك وكانت عدن حينها، تصدر الفخاريات اليمنية الى جيبوتي ودول الخليج العربي واشتهرت كذلك عائلة عوض منذوق بصناعة الزجاج والفخار، في منطقة سائلة العقارب والتي تسمى حاليا (باكداد الحولي) وتتميز المنطقة بالتربة الرملية البيضاء والسوداء الناعمة ومازالت بعض الأحياء في منطقة الشيخ عثمان، تصنع منتجات فخارية منها الجرار وأواني الفتة والمجامر والموافي والمواقد والقصيص والمخمد الذي يستخدم لطهي اللحوم وتصنع من الفخار أيضا التحف والمزهريات، التي تلون وتوضع كمزاهر للزينة وكذلك المباخر الفخارية التي تزين وتباع كتذكارات سياحية.

فخار محافظة إب

تقع محافظة إب في وسط اليمن، وتشتهر بصناعة أنواع ممتازة من الفخار، الذي يتميز بجودته وقوة تحمله، وقد عرفت محافظة إب صناعة الفخار منذ عصور قديمة، حيث وجدت الكثير من القطع والأواني الفخارية في (ضفار) عاصمة الدولة الحميرية وفي مواقع متعددة في جبال بعدان والعود وجبله والثجة ويريم وسماره، وغيرها من المواقع الأثرية، وحاليا يباع الفخار المصنوع في محافظة إب في أسواق اليمن بكثرة، ويعرف بفخار قحزه23 ويستخدم في غالبية المطابخ في اليمن ويعود سبب شهرته، الى جودة التربة المتوفرة في هذه المحافظة، والتي تعتبر من أجود أنواع التربة في اليمن وتتميز المحافظة بأنواع كثيرة من التربة، والتي ساعدت في ظهور صناعات فخارية منذ القدم، فهناك منطقة قحزة وهو من أجود أنواع الفخار في اليمن، ويتميز فخار هذه المنطقة بتماسكة ونعومة سطحة، ومقاومته للتشقق، كما يتميز بخفة وزنه، ولونه البني المصفر المائل للحمرة، وهو لون الفخار المعروف عالميا بجودته، وتنتج في قحزة التنورات الفخارية التي تستخدم في الطبخ وصناعة الخبز، وتستخدم بكثرة في القرى وتوقد بالحطب وكانت موجودة في كل منزل قبل توفر الغاز في اليمن وحاليا انحسر استخدامها على القرى والمنازل القديمة بعد أن حل الغاز مكان الحطب، في أغلب المنازل وأيضا تصنع في قحزة أواني لحفظ الماء والألبان والزبدة والعسل، وأواني للعصيدة والسلتة وتسمى المقلي والمدار والمصعد والمصيعده والمسخن لتسخين زبدة السمن والدوح والجمان والقلل لنقل الماء، كما تصنع في محافظة إب المباخر والمزهريات الملونة، وتباع كتذكارات سياحية بكثرة في مفرق قحزه، بالقرب من جبل مشورة السياحي في المحافظة.

الفخار في جزيرة سقطرى

تعتبر جزيرة سقطرى من اكبر الجزر اليمنية، وتقع في المحيط الهندي بالقرب من محافظة عدن والمهرة وحضرموت والقرن الافريقي، وهي الآن محافظة يمنية ،وتوجد في الجزيرة أنواع جيدة من الطينات، التي تستخدم لصناعة الفخار، حيث يتميز الطين في الجزيرة بصلابه عجيبة حيث يصبح بعد الجفاف كالأسمنت، ويسمى هذا الطين باللغة السقطرية (طعهر) ويستخدم هذا الطين أيضا في البناء وترميم المنازل، وتصنع في سقطرى العديد من الأواني الفخارية، التي تستخدم لحفظ المياه العذبة، ولصناعة الخبز وطهو الطعام والسمك، وكذلك تصنع المجامر والمباخر وأواني حفظ الطعام وأكواب الشرب والتذكارات السياحية التي تلون بألوان شجرة دم الأخوين وتصنع من الفخار أيضا، وغيرها من المنتجات التي يستفيد منها أبناء المحافظة في حياتهم اليومية.

الهوامش

1. - الفخار ذاكرة الحضارة الانسانية – بحث منشور للدكتوره ايمان مهران في دار المنظومة – ع89-2011م الصفحات من 137-125

2. - معجم مصطلحات الحرف والفنون ص رقم -43

3. - الحرف والصناعات في اليمن في القرون الاولى للهجرة

4. - محاضرات- د. ايمان مهران- المعهد العالي للفنون الشعبية- قسم فنون التشيل الشعبي والثقافة المادية -لمرحلة دبلوم المجستير سنة ثانية _2018-2019م

5. - مرجع سابق –محاضرات د. ايمان مهران

6. - كتاب روائع خزفية لفنانين ونحاتين مصر والعالم – د ايمان مهران – مكتبة الانجلوا الامريكية – مطبعة الموسكي -2014م

7. -محاضرات د. مصطفى عبد الرحيم - مادة أنواع التشكيل الشعبي – اكاديمية الفنون القاهرة -المعهد العالي للفنون الشعبية قسم التشكيل الشعبي والثقافة المادية –سنة ثانية دبلوم الماجستير الترم الاول_2018-2019م

8. - - محاضرات- د. ايمان مهران- المعهد العالي للفنون الشعبية- قسم فنون التشيل الشعبي والثقافة المادية -لمرحلة دبلوم المجستير سنة ثانية _2018-2019م

9. - تاريخ العرب الاقتصادي قبل الاسلام – علي محمد معطي –الناشر –دار المنهل اللبناني – مكتبة رأس النبع للطباعة ولنشر -2003م

10. - الحرف والصناعات في شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام – جمال سليمان علي عامر – رسالة ماجستر في حضارات الشرق الادنى القديم – من قسم شبه الجزيرة العربية – جامعة الزقازيق

11. - بحث بعنوان _ دراسة مقترحة لتصنيف الفخار اليمني- غسان طه ياسين أ.د.قسم الـاريخ والحضارة في كلية معارف الوحي والعلوم الانسانية الجامعة العالمية في ماليزيا _شارع كومباك 53100كولالمبور .

12. - الحياة الاقتصادية في الدولة الطاهرية في اليمن – ص 143

13. - المبارك -الحياة الاقتصادية في اليمن في عهد بني رسول –رسالة دكتوراه في التاريخ الاسلامي – 1995م

14. - المادة التاريخية في كتابات نيبور عن اليمن – احمد قايد الصايدي - 147

15. *- تسمى الحياسي نسبة الى منطقة انتاجها في مدينة حيس كما تطلق كلمة الحياسي على الفخار المصنوع في منطقة حيس عموما

16. - حصة ناصر ابراهيم المبارك -الحياة الاقتصادية في اليمن في عهد بني رسول –رسالة دكتوراه في التاريخ الاسلامي – 1995م

17. - الحياة الاقتصادية في عهد الدولة الطاهرية في اليمن ص رقم 143

18. - حصة المبارك - الحياة الاقتصادية في اليمن في عهد بني رسول – مرجع سابق ص 197

19. - الهمداني مؤرخ يمني مشهور من القرن الثالث الهجرري وهو مؤلف كتاب الإكليل بأجزاءه العشرة وكتاب صفة الجزيرة العربية وتعتبر مخطوطاته من أهم المراجع التأريخية للجزيرة العربية.

20. - مرجع سابق - الحياة الاقتصادية في اليمن في عهد بني رسول – مرجع سابق ص 197

21. - الحياة الاقتصادية في عهد الدولة الطاهرية في اليمن

22. - مرجع سابق - الحياة الاقتصادية في اليمن في عهد بني رسول – مرجع سابق ص 197

23. - قحزة قرية كبيرة تشتهر بإنتاج الفخار وتقع في جنوب غرب محافظة إب

مراجع البحث

- علي محمد معطي - تاريخ العرب الاقتصادي قبل الاسلام –ط1–بيروت –دار المنهل اللبناني – مكتبة رأس النبع للطباعة ولنشر -2003م

- أحمد قايد الصايدي- المادة التاريخية في كتابات نيبور عن اليمن –ط(1) بيروت – دار الفكر المعاصر – 1990م

- هدى محمدي السيد عبد الفتاح - معجم مصطلحات الحرف والفنون – في كتاب تخريج الدلالات السمعية للخزاعي (789ه) ط1- القاهرة – دار بلنسية للنشر والتوزيع – 2008م

- إبراهيم بن ناصر إبراهيم البريهي- الحرف والصناعات في ضوء المسند الجنوبي- ط1- الرياض – وكالة الاثار والمتاحف –1995م

- وفاء عبد الهادي عبدالله الشرجبي- الصناعات والحرف في اليمن في القرون الثلاثة الأولى من الهجرة -رسالة ماجستير- جامعة عدن- كلية الاداب -قسم التاريخ- اشراف الدكتور محمد سعيد شكري- 2007م

- جمال سليمان عامر – رسالة ماجستير -الحرف والصناعات في شبة الجزيرة العربية قبل الإسلام-جامعة الزقازيق – المعهد العالي لحضارات الشرق الادنى القديم – قسم شبه الجزيرة العربية –اشراف عبد المنعم عبد الحليم سيد – محمد عادل

- حصة ناصر ابراهيم المبارك -الحياة الاقتصادية في اليمن في عهد بني رسول –رسالة دكتوراه في التاريخ الاسلامي – 1995م

- شيرين شحته إبراهيم ألماظ - الحياة الاقتصادية في اليمن في عهد الدولة الطاهرية في اليمن(858-945ه/1445-1438م) رسالة ماجستير في التاريخ الاسلامي – كلية الاداب –قسم التاريخ –جامعة بنها- 2015م

- محاضرات د. مصطفى عبد الرحيم - مادة أنواع التشكيل الشعبي – اكاديمية الفنون القاهرة -المعهد العالي للفنون الشعبية قسم التشكيل الشعبي والثقافة المادية –سنة ثانية دبلوم الماجستير الترم الاول_2018 - 2019م

- الفخار ذاكرة الحضارة الانسانية – بحث منشور للدكتوره ايمان مهران في دار المنظومة – ع89 - 2011م الصفحات من 137-125

- محاضرات- د. ايمان مهران- المعهد العالي للفنون الشعبية- قسم فنون التشيل الشعبي والثقافة المادية -لمرحلة دبلوم المجستير سنة ثانية - 2018 - 2019م

- مجموعة من الإخباريون أفادونا بالصور وبعض الملعلومات وهم كالتالي:

- دكتور عبدالله محمد ظافر – مؤرخ متخصص في التنقيبات الاثرية في اليمن ومؤلف كتاب- نزهة المشتاق لليمن.

- معمر الشرجبي_ باحث ومؤرخ في الأثار اليمنية – وله العديد من الترجمات للغة المسند اليمنية القديمة

- الباحث .عبد العزيز الجنداري – باحث في تـاريخ وأثار اليمن والجزيرة العربية

- الباحث اليمني د. خالد الحاج- باحث وأثاري يمني يعمل في التنقيبات الاثرية وله عدد منالابحاث في تاريخ اليمن القديم

- الباحث حسن السنباني اليمن- باحث في التاريخ اليمني وله العديد ن الابحاث المنشورة في تأريخ اليمن والجزيرة العربية .

- الدكتور عصام القردوع – باحث في التراث والتاريخ لمنطقة تهامة اليمن.

الصور

- الصور من الكاتب

3. المصدر الباحث حسن السنباني اليمن

4. مصدر الصورة الباحث اليمني د. خالد الحاج.

5. المصدر الباحث الاستاذ عبد العزيز الجنداري.

أعداد المجلة