فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
61

«العَطِيْف»: في الثقافة الشعبية اليمنية

العدد 61 - ثقافة مادية
«العَطِيْف»:  في الثقافة الشعبية اليمنية
كاتب من اليمن

 

مقدمة:

يحيلُ التداولُ الشفاهي، في الثقافةِ الشعبيةِ اليمنية، بـ(العَطِيْف)، على الفأسِ الذي تُقطعُ به أغصانُ الشجر؛ فهو: «أصغرُ الفؤوسِ وأحدُّها، يُتخذ لِقَطْعِ الأشجار الصغيرة، وفروعِ الأشجارِ الكبيرة في التشذيب والاحتطاب ونحوهما. ويُتخذ العَطِيْف سلاحًا أيضًا. وجمعُه: عِطْوَف على وزن فعْوَل صيغة الجمع اليمنية للأسماء التي على وزن فعيل»1.

   تتناولُ هذه الدراسةُ أحوال (العَطِيْف)، في التداول الشفاهي في اليمن، مع اهتمامٍ محوريٍّ بهذا المتداولِ، في المديريتين المتجاورتين: (ماوية/ والحشأ)2، ووفقًا لأحوال (العَطِيْف)، والصورِ الصوتيةِ، التي وردتْ عليها مقولاتُ التداولِ الشفاهي المُتَضَمِّنةُ مادتَهُ اللغويةَ واشتقاقاتِها، في هذا الحيّز الجغرافي، وما يجاوره من مناطقَ مشمولةٍ بنظامِ لغتهِ المحكية. 

    أمّا منهجية الدراسة، فإنها المنهجيةُ الوصفيةُ التحليلية. وقد جمع الباحثُ مادتَه، من المتداولِ الشفاهي المتصلِ بمظاهرِ الحياةِ الريفيةِ، في مجتمع الدراسة. كما استعان بما احتاج إليه من أدواتِ المنهج الوصفي: كالملاحظة، والسماع المباشر، إذ توافرتْ له -هذه الأدواتُ البحثية- من خلال إقامتهِ في منطقةٍ تقعُ في قلبِ الحيزِ الجغرافي لهذه الدراسة.

لقد توزّعتْ بُنْيَةُ الدراسةِ، على محاور متعددةٍ، بدءًا بالعلاقةِ الدلاليةِ بين اسمِ (العَطِيْف) ووظيفته، مع تطرُّقٍ إلى تفاصيل من هذه الوظيفة. مرورًا بصناعتهِ ومستلزماتِ جاهزيتهِ، وتعريجًا على مقولاتٍ شفاهيةٍ متداولةٍ وَرَدَ فيها. ثمّ على متداولاتٍ محكيةٍ وردتْ فيها اشتقاقاتٌ من المادةِ اللغويةِ التي تُعدّ جذرَ هذه التسمية. وانتهاءً بخاتمةٍ متضمنةٍ إيجازًا لأهمِّ ما وصلتْ إليهِ الدراسة من نتائج.

(العَطِيْف): الدلالة، والوظيفة:

1)    علاقةُ اسم (العَطِيْف) بوظيفته:

لا تظهرُ علاقةٌ دلاليةٌ محكيةٌ مباشرةٌ، بين تسميةِ (العَطِيْف)، وبين وظيفته؛ كَوْنَ وظيفته هي قَطْعُ الشيء، بينما دلالةُ اسمه أكثرُ ارتباطًا بسياقاتِ المحكيةِ الدالةِ على عَطْفِ الشيء، وثنيه. أمّا العلاقةُ غيرُ المباشرةِ، فتظهر - بما لها من واقعيةٍ عمليةٍ - متشكِّلةً من الخيوطِ الدلاليةِ، التي تربط اسم (العَطِيْف) بوظيفته، والتي تتضمّنها حالُ (العَطِيْف) الحركيةُ لحظةَ العملِ به؛ حيثُ تُوَّجهُ ضرباتُه المتواليةُ إلى فرعِ الشجرةِ المراد قطعُه، فيبدأ بفقدانِ استقامتهِ مع الضرباتِ الأولى، ثم يميلُ بمستوىً متناسبٍ مع مقدارِ الأثرِ الذي تتْرُكُهُ عليهِ كل ضربة، ويتزايدُ ميْلُهُ، حتى ينحني، إلى أن يصير انحناؤه انعطافًا، حتى ينقطع عن أصلهِ في الشجرة، بآخرِ ضربةٍ من الضربات التالية.

ومن خلالِ إجراءٍ تأصيليٍّ، في المعجم الفصيح، لهذه العلاقةِ الدلاليةِ غيرِ المباشرة، يتَّضِحُ أنها عائدةٌ إلى الدلالةِ على حَمْلِ الشيء؛ إذ يُقال في الفصحى: «اعْتَطَفَ السيفَ والقَوْسَ: حَمَلهُما»3، وفي هذا الإجراءِ التأصيلي، ما يمْتَدُّ به إلى واحدٍ من المظاهر السائدةِ في الحياة الاجتماعيةِ المتعلقةِ بـ (العَطِيْف)، هو مظهرُ (حمْلُ العَطِيْف)، في الحالِ التي يغْلِبُ أن يحْمِله الشخصُ على كتفه، في وضعيةٍ يكون حدُّهُ فيها مُتّجِهًا إلى الخلف، وعصاهُ إلى الأمام، على هيئةٍ تُمَكِّنُ صاحبَهُ مِنْ أن يقبض بكفِّه على الطرفِ السفلي من عصاه، طيلةَ تجوالهِ أو سيره. ومن هذا الطرفِ السفلي - باليد ذاتها - يُرْفعُ (العَطِيْف) في مستهل استخدامه.

وكما تجلّتْ هذه العلاقةُ التأصيليةُ لصورةٍ محكيةٍ في الفصحى، من خلال مظاهرِ الحياةِ الاجتماعيةِ المرتبطةِ بوظيفةِ (العَطِيْف) الرئيسةِ، وما أفضتْ إليه من تشكيلٍ لخصائصِ دلالتهِ في معجمِ المحكية، فإنها تتجلّى ـ مِنْ جهةٍ أخرى ـ في وظيفةِ (العَطِيْف) الثانويةِ، المتمثلةِ في اتِّخاذه سلاحًا، بما في ذلك من حضورٍ لآصرةِ العلاقةِ الدلاليةِ بين هذه الوظيفة، وبين التأصيلِ الفصيحِ المُسْتَمَدِّ من: (حمْل السيف أو القوس).

2)    وظيفةُ (العَطِيْف):

   لقد كان لوظيفةِ (العطيف) ـ الرئيسةِ والثانويةِ ـ دورٌ فاعلٌ، في تسْمِيَّتِهِ بهذه التسمية. وهو ما يقتضي التَّطَرُّقَ إلى ماهيةِ هاتينِ الوظيفتين، فالأولى منهما مُطردةٌ في العمل بـ (العطيف) على قطْعِ الأغصانِ، من شجرةِ السدر الخضراء غذاءً للأغنام؛ فُيلازم - بذلك- الرعاةَ ذكورًا وإناثًا، ويغلب أن يكون الرجلُ هو مَنْ يتولّى العملَ به؛ كونهُ قادرًا على إنجازِ هذا العملِ بما فيهِ من مشقةٍ، إذ لا مناصَ من الصعودِ إلى منتصفِ شجرةِ السدرِ وأجزائها العليا، للظفرِ بكومةٍ خضراءَ، مِن الأغصان الشائكة. أمّا المرأةُ فقلّما تضطلعُ بهذا العمل، لكنها - في كل الأحوال - لا تتخلّى عن (العَطيْف)؛ فهي تستخدمهُ في تَجْزِئةِ الكُتَلِ الشوكيّة للأغصانِ المتساقطةِ من أعلى شجرةِ السدرِ، حيث يكونُ هناك الرجل ـ غالبًا ما يكون واحدًا من أقاربها ـ منهمكًا في العملِ بـ(بِعَطِيفه) على قطع الفروع، وإسقاطِها إلى ساحةِ الرعي، في محيط الشجرة.

وفي اتجاهٍ آخر ـ مُتَفَرِّعٍ من هذه الوظيفة الرئيسة - يأتي استخدامُ (العَطِيْف) في قطْعِ الحطبِ ذي الأغصانِ الرفيعة، غالبًا ما يكون الرجل - أيضًا ـ هو القائم بذلك، كما أن ذلك ممّا تتولّاهُ المرأةُ، لكن في حالاتٍ محدودةٍ، مثلُها كمثلِ حالاتِ عملها في قطع الأغصانِ من شجرة السدر.

أمّا وظيفةُ (العَطِيْف) الثانوية، فكامنةٌ في توظيفهِ سلاحًا لصاحبه، ويتضحُ أنّ وظيفته - هذه - مرتبطةٌ بِمَنْ يَسْتَخْدِمُهُ في وظيفتهِ الرئيسة - قطْع أغصان السدر - فالرعاةُ هم مَنْ يَتَّسِقُ معهم التّسَلُّحِ به، وبوضعيتهِ تلك التي يكون فيها على أكتافهم، بما تمنحُهُ لديهم مِن المكانةِ ذاتها، التي يحظى بها أيُّ نوعٍ آخر من السلاحِ لدى صاحبه، مِنْ حيث: الثقةُ فيه، والاعتدادُ به، والاعتمادُ عليه. أمّا الشخصُ الذي لا علاقةَ له باستخداماتِ (العطيف) في وظيفته الرئيسة تلك، فنادرًا ما يتَسَلَّحُ بـ (العطيف)، وفي حالاتٍ استثنائيةٍ محكومةٍ بسياقها الآني؛ فأمامَهُ إمكانيةُ التّسلُّح بأسلحةٍ أخرى مُتَّسِقةٍ مع حاله، يأتي في مقدمتها الخنجرُ اليمني (الجَنْبِيْة)4.

يحظى (العَطِيْف) باهتمامٍ وعنايةٍ عند مستخدميه؛ إذ يحرصون على سلامتهِ من الأثلام، فيتعهّدونه مِن حينٍ إلى آخر بتجديدِ حدِّه. كما أن خِفَّةَ وزنهِ واحدةٌ من أبرز صفاته؛ إذ يستطيعُ الشخصُ استخدامَهُ بيدٍ واحدة، وقد تجانستْ هذه الصفةُ، مع مكانتهِ وحُظْوَتِهِ عند صاحبه، في وَظِيْفَتِيْه: الرئيسة، والثانوية.

حدادةُ (العَطِيْف)، ومستلزماتُ جاهزيتهِ وصلاحيته:

1)    حِدادَةُ (العَطِيْف):

تُمَثِّلُ حدادةُ «العِطْوَف»، واحدةً من أهمّ الحرفِ التقليديةِ في اليمن، التي لم ينلْ منها الزمنُ، ولا طفراتُ التقدم والحداثة؛ لارتباطها بخصائصِ البيئةِ اليمنيةِ الريفيّةِ القائمةِ - بشكلٍ رئيسٍ - على الزراعةِ والرعي. 

يُصْنعُ (العَطيْف) من قطعةٍ حديديةٍ، على يدِ حدَّادٍ ماهرٍ، يضعُها على النارِ المُعَدّةِ لهذا الأمر، حتى تبدأ في فقدانِ صلابتِها وتلينُ نسبيًّا، حيث تكون قد احْمرّتْ من شدّة الحرارة، حينها يقومُ شخصان بالضربِ عليها بِزُبْرَتِيْ حديدٍ، وبتناوبٍ متسارعٍ فيما بينهما، حتى يَتَشَكَّل منها ما يُشْبِهُ مثلثًا صغيرًا غيرَ متساوي الأضلاع، ينتهي ضلعُهُ الأسفلُ بحَدٍّ رفيعٍ، وتستوي على رأسهِ حَلَقةٌ حديديةٌ سميكة، تَصْطَلِح عليها المحكيةُ اليمنيةُ بـ (الصُّمَة)، فـ «الصُّمة ـ بضم ففتح خفيف آخره علامةُ تأنيث . هي: الحلقة الحديدية التي تُثَبَّتُ فيها الذراعُ الخشبيةُ للمعول، [والفأس] .  والصُّمَة كلمةٌ ثنائيةٌ لأن الضمة والفتحة على حرفيها الأصليين خفيفتان، أما التاء المربوطة فعلامة تأنيث، فهي مثل: حُمَة وضُبَة.. إلخ ولا بدّ من تقديرِ حرفٍ ثالثٍ لها محذوفٍ من آخرها، وقد قدّرتُهُ5 واوًا لمكانِ الضمة في أوله»6.  

2)    (تَعْلِيْج العَطِيف):

تصْطلحُ المحكيةُ اليمنيةُ، على العصا التي يتم تثبيتُها في حلقةِ (العَطِيْف) الحديدية، بـ (العَلْجْ)، وعلى مصطلحِ عمليةِ تثبيتها بـ (التَعْلِيْج)؛ فالعَلْجُ «هو: اليد أو الذراعُ الخشبيةُ لأية أداةٍ من الأدواتِ الحديديةِ كالمِعولِ والفأسِ والمجرفةِ والزبرة، والمطرقةِ ونحوها. وَجَمْعُ العَلج: عُلوج. ومنهُ أفعال، فيقال: عَلَّج فلانٌ المعول يُعلِّجه، إذا هو ثبّتَ فيه العَلج، فهو مُعَلَّج»7.

وعصا (العَطِيْف) ـ هذه ـ إلى استحسانِ أن تكون طويلةً نسبيًا، يُفضّلُ أن تكون من شجرةٍ خاصةٍ بهذا النوع من العصي؛ لما لها من مِيزاتٍ متناسبةٍ مع خصائص العملِ بـ (العطيف)، حيث يمرّ تجهيزُ العصا وتثبيتُها، بخطواتٍ عمليةٍ متتابعةٍ، بدءًا بقطع الغصنِ وتشذيبهِ على هيئة عصا، ثم تمريرُ هذه العصا في نارٍ مشتعلةٍ، تمريرًا محسوبًا، وبما لا يؤدي إلى اشتعالها. ثم تُتركُ أيّامًا، بعدها يأتي نَزْعُ لحاها، ومِنْ ثمّ تثبيتُها في تلك الحلقةِ الحديدية، مِنْ طرفِها الذي كان يربطُها بأصلِها في الشجرة؛ فهو الأكثرُ سماكةً من طرفِها الآخرِ المتناسبِ مع أن يكون مقبضًا ليدِ صاحبه. وفي عمليةِ التثبيتِ - هذه - لابدّ مِنْ دَقِّ بضعةِ مسامير صغيرة مِن الأعلى، ما بين رأس العصا والحلقة الحديدية؛ ليكتملَ إعدادُ (العَطِيْف) وإدخالُهُ طَوْرَ الجاهزيةِ للعمل.

3)    (فَتْق العَطِيْف):

إنّ محافظةَ (العَطيْف) على صلاحيتهِ وجاهزيتهِ مرتبطةٌ بالحفاظِ على سلامةِ حدِّهِ من الأثلام، الناتجةِ عن أحوالِ استخدامه، سيما تلك الأحوال التي تترتبُ عليها أضرارٌ وأثلامٌ مباشرةٌ، والتي عادةً ما تكونُ نتيجةً للضربِ بحدّهِ فروعًا قاسيةً أو جذوعًا يابسةً متقادمةً، أو أن يقع الضربُ به على حجرٍ بشكلٍ مفاجئٍ أو عبثي.

وتُحَدِّدُ الأثلامُ ومستوياتُها الطريقةَ المناسبةَ لإصلاحها؛ ففي حالِ كانت الأثلامُ صغيرةً، فإنّ الطريقةَ المناسبةَ لإصلاحِها هي الطريقةُ العادية، والتي يقوم فيها الشخصُ نفسه بتجديدِ حدِّ (عَطِيْفه)، إمّا باستخدامِ أداة (المَبْرِد) الخاصةِ بذلك8، وإمّا باستخدامِ حجرٍ أملس يؤدي الغايةَ ذاتها، وإنْ في مستوىً أدنى من استخدامِ (المبرد). والتعبيرُ الاصطلاحي، في المحكيةِ اليمنية، عن هذه الطريقةِ البسيطةِ، يتَضَمّنَهُ القولُ عن الشخصِ القائم بها: «يِطَلِّعْ عطيْفُهْ»9، بما في الفعلِ (يِطَلِّعْ) مِنْ دلالةٍ على تصعيدِ الشيء من مكانهِ إلى مكانٍ أعلى، حيثُ يتم إصلاحُ الأثلامِ بإعادةِ المتبقّي والمستطاعِ مِنْ شذراتها إلى ما كانتْ عليهِ قبل الثّلْم، فيستوي بذلك حدُّ العطيفِ استواءً يقتربُ فيه من مستوى حِدَّتِهِ المفقودة.

أمّا في حالِ كانت الأثلامُ كبيرةً، ومستواها بالغًا في التأثيرِ على صلاحيةِ (العَطِيْف)، فإنّ الطريقةَ الثانيةَ هي الأنسب، والتي يتولّى فيها الحَدَّادُ تجديدَ الحدِّ المُثَلَّم. وقد اصْطَلَحَتْ المحكيةُ اليمنيةُ على هذه الطريقةِ، بعمليةِ (الفَتْق)، وهي عمليةٌ مرتبطةٌ بالأسلحةِ الحادّةِ والأدواتِ الحديدية؛ سواءٌ بِطَرْقِها أو تجديدِ حدَّها بالطَّرْقِ عند الحَدّاد، «يُقال: فَتَقَ فلان السيف أو الخنجر أو الفأس عند الحداد يفتقه فَتْقًا فهو مَفْتُوق، أي: حدَّهُ وأرهفه بالطَّرق»10. 

ومع أنّ مادةَ (الفتق) ـ هذه ـ مستمدّةٌ من الفصحى، إلّا أنْ معناها في المحكيةِ مختلف؛ فقد ورد في المعجم الفصيح: «فَتَقَ الشيءَ ـ فَتْقًا: شَقَّهُ. وفي التنزيل العزيز: «أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ»11، ويقال فَتق الثوبَ فصل نَسيجه أو خياطته»12. والمُلاحَظُ في هذه المفارقةِ بين المحكية والفصحى أنّ عمليةَ (الفتق) في المحكيةِ تسبقُ وظيفةَ الموصوفِ بها في الفصحى، حيثُ يُحيلُ في المحكيةِ على إعدادِ آلةِ الشقِّ والفتقِ، من خلالِ تجديدِ حدّها؛ لاستخدامها في عمليةِ فَتْقِ شيءٍ أو شَقِّه، وعمليةُ فَتْقِ الشيءِ هي الدلالةُ الجوهريةُ لهذه المادةِ في المعجم الفصيح.

     وفي سياقِ الدلالةِ المحكيةِ لمادة (الفتق)، يأتي التداولُ الشفاهي لمقولة: «يَفْتُقْ الرِّيْقْ»؛ للإحالةِ بها على الطعامِ البسيطِ، الذي يتناولُه الشخصُ قبل وجبةِ الإفطارِ الرئيسة. 

كما يأتي منها وصفُ التداولِ الشفاهي (مَفْتوق)؛ للإحالةِ به على صفةٍ في لسانِ مُتحدِّثٍ ما، هي صفةُ الطلاقةِ والانسيابِ الكلامي دون عثرات، فيقالُ عنه: «فلانْ مَعُهْ لسانْ مفتوقْ»؛ للدلالةِ على مهارتهِ في الكلامِ، والتعبير عمّا يريد، بطريقةٍ لا يجدُ فيها المتلقي ما يُعَكِّرُ عليه سلاسةَ استيعابِه لمقاصدِ المُتَحَدِّث؛ حيث ترِدُ هذه الجملةُ، في مقامٍ يحظى فيه الشخصُ الموصوفُ باحترامٍ اجتماعي. أمّا حينما تَرِد في مقامٍ ليس فيهِ تقديرٌ ولا مكانةٌ اجتماعيةٌ للموصوفِ، فإنّها تُحيلُ على صفةِ الثرثرةِ في شخصيّته.

(العَطيْف) في المتداول الشفاهي:

يتردّد (العَطِيْف) في عددٍ من المقولاتِ الشفاهيةِ الشعبيةِ المتداولةِ في اليمن - سيما في جغرافيةِ هذه الدراسة - حيثُ تنطوي هذه المقولاتُ على دلالاتٍ متعددةٍ، منها: التحذيرية، والتهديدية، والدلالةُ على موضوعٍ أو أداةٍ فاعلةٍ في مواجهةٍ قوية، والإحالةُ على استغناءِ الشيءِ بجاهزيتهِ عن عواملِ تحقيقِها فيه.

1)    «هِدْ بْسَيْفَكْ، وْلَا بْعَطِيْفَكْ»:

تعني هذه المقولةُ التحذيرية: إنّ تهديدَكَ بـ (سَيْفَك) أهونُ مِنْ تهديدِكَ بـ (عَطِيْفَك). وتظهرُ عليها خصائصُ المحكيةِ اليمنية؛ حيث اضطلعَ التركيبُ: (و+لا النافية)، بالدلالةِ على الموازنةِ بين أمرين، مع ترجيحِ أولويّةِ أحدهما على الآخر، وقد كان الترجيحُ ـ في هذه المقولة ـ لأَوْلوِيّةِ التهديدِ بالسيفِ على التهديدِ بـ (العَطيْف)، استئناسًا بأقلِّ نِسْبَةٍ من الضررِ المترتبِ على التهديدِ بهما. ومثلُ ذلك خصائصُ المحكيةِ الصوتية، التي ظهرتْ ثلاثٌ منها: الأولى تَسْكِيْنُ أواخر الكلمات، في: صوتِ (الدّال) من الفعل (هِدْ)، وصوتِ (الكاف) من: (بْسَيْفَكْ/بْعَطِيْفَكْ). والثانية تخفيفُ صوتِ (الدال) المُضَعَّفِ وتسكينُه، في فعل الأمرِ (هِدْ)، وفقًا للقاعدةِ المحكيةِ في صياغتِها لفعلِ الأمرِ من الثلاثي المُضَعَّف، عِوَضًا عن فكِّ تضعيفه في قواعد الفصحى. والثالثةُ الابتداءُ بساكن، على صوتِ حرفِ الجرِّ (الباء) من: (بْسَيْفَكْ/بْعَطِيْفَكْ)، خلافًا لقاعدةِ الفصحى التي لا تجيزُ ذلك.

يورد التداولُ الشفاهي ـ هذه المقولةَ ـ لغايةٍ تحذيريةٍ جادةٍ لشخصٍ ما، في مقامٍ يمازحُ فيه شخصًا آخر بـ(العطيف). ويبدو التفسيرُ السياقي والاجتماعي لترديدِ هذه المقولة أقربَ للاتكاء على خاصيةِ (العَطِيْف)، المتمثلةِ في ملازمتهِ لحياةِ أصحابه؛ اتساقًا مع وظيفتهِ الرئيسةِ فأسًا لِقطْعِ أغصانِ السدر، لا وظيفته الثانوية سلاحًا؛ إذ لا تتناسب وظيفتهُ الرئيسةُ المنتصرةُ للحياةِ مع التهديد به، لا هزلًا ولا جدًّا.

أما السيف - وقد رجّحتْ المقولةُ التهديدَ به على التهديد بالعطيف - فإنه مرتبطٌ بسياق القتال، والتهديدُ به متسقٌ مع وظيفته البحتة - هذه - كسلاحٍ لصاحبه، كما أنه يختلف عن (العطيف) في مستوى الملازمةِ لصاحبه؛ فـ (العطيف) لا غِمْدَ له، وبذلك فإن المزاحَ أو التهديد به سيكون أكثرَ خطورةً وأثرًا على المستهدَف به، وهو ما لا ينطبق على السيف، إذ لم تعتدْ السياقاتُ الاجتماعية على إشهاره للمزاح؛ كونه سلاحًا لا يسْتَلُّهُ صاحبُه من غِمْدِه إلّا للمواجهةِ الجادة، قتالًا أو تدريبًا. 

2)    «شِقَعْ لكْ بعلج العطيف»/

    و«شِقَعْ لَكْ بالصمة»:

لقد كان التحذيرُ من التهديد بـ (العطيف)، في المقولةِ السابقةِ خاصًا بوضعيةٍ معينةٍ من وضعياته لحظةَ التهديد به، وهي الوضعيةُ التي يكون فيها حدّه باتجاه الشخص المُهَدَّد. أما في غير هذه الوضعية، فهناك مساحةٌ ممكنةٌ للتهديد به، ضمن مقاماتِ الكلامِ وسياقاتهِ الاجتماعية، وهو ما استقامت عليه إحالاتُ هاتين الجملتين، اللتين تظهر فيهما خصائصُ المحكيةِ اليمنية، كاستخدامِ (الشين المكسورة) للدلالةِ على المستقبل، في (شِقَعْ)، بمعنى: (سوف يقع)، فهذه «الشين تقابل السين في الفصحى، وهو تقابل معروف بين لغات الفصيلة السامية»13، أو خاصيةُ اختفاء صوت (أل) التعريف القمرية من (اعَّطِيْف/العطيف)، وتحويرها إلى (أل) التعريف الشمسية غير المنطوقة. ومثل ذلك، خاصيةُ الوقف بالسكون على أواخر الكلمات.

إنّ وضعيةَ (العطيف) المتّسقةَ مع مضمون التهديد في الجملة الأولى: «شِقَعْ لكْ بْعَلْجْ العطيف». هي الوضعيةُ التي يُمْسِكُ فيها الشخصُ المهدِّدُ (العطيف) من جهته المثبّتة فيها العصا، والتي تمنحُه إمكانيةَ استخدامِ هذه العصا في الضرب. أمّا الوضعيةُ المتّسقة مع التهديدِ بِحَلَقَةِ (العطيف) الحديدية في الجملة الثانية: «شِقَعْ لَكْ بالصمة»؛ فهي الوضعية التي يكون الشخص المُهدِّدُ فيها مُمْسكًا بـ (العطيف) من نهايةِ عصاه، لا من جهة تثبيتها فيه. وهي وضعيتُه المعتادةُ في قطْعِ الأغصان، مع تحويرٍ جوهريٍّ في اتِّجاهِ حدَّه، حيث يكون ـ في هذه الوضعيةِ التهديدية ـ باتّجاه الأعلى، والحلقة الحديدية باتّجاه الشخصِ المستهدَف بالتهديد.

إن هاتين الحالين التهديديتين ـ بعصا (العطيف)، أو حلقته الحديدية - فيهما إمكاناتُ تنفيذِ التهديد، بعد التحييد الآمنِ لخطورةِ استخدامِ حدِّ (العطيف). 

كما تتضمّن الحالان فوارقَ سياقيةً لموقفين مختلفين، تتّسقُ الحالُ الأولى - التهديدُ بعلج (العطيف) - مع الموقفِ الأول، الذي ينطوي على مستوىً محدودٍ من قصديةِ إحداثِ الضررِ بمَنْ يستهدفهُ التهديدُ أو تنفيذُ التهديد؛ فغالبًا ما يأتي التهديدُ بعصا (العطيف) من ربِّ الأسرةِ لمخطئٍ من أفرادها، وعلى يدِ رب الأسرة - المُهدِّد - يتم تنفيذ التهديد؛ عقابًا وتأديبًا للمخطئِ، فيما لو كرر خطأه.

أما الحالُ الثانية ـ التهديدُ بالحلقة الحديدية ـ فهي أكثرُ اتّساقًا مع الموقفِ الثاني المتعلّق بمواجهةِ الخصوم، المأهولِ بعدائيةٍ كافيةٍ للتهديد (بِصُمَة العطيف)، بما في ذلك إمكانيةُ تنفيذِ التهديد، وما يترتب عليه من آثارٍ بالغةٍ؛ كون الرأسُ هي المنطقة التي ستكون مستهدفةً بضرباتِ الحلقة الحديدية، وعليها ستكونُ الآثارُ جروحًا غائرةً دامية. 

كما أنّ في ضربِ الخصم بهذه الطريقةِ نوعًا من كَبْحِ الضاربِ لانفعاله، حينما يكون مستوى الخصومةِ مما يكفي فيه الضربُ بحلقةِ (العطيف) الحديدية لا حدِّه. أمّا إن كانت الخصومةُ في مستوىً لا مجالَ فيه للسيطرةِ على الانفعال، ولا يتناسبُ معه إلا استخدامُ حدّ (العَطِيْف)، فسيكون ـ في هذه الحال ـ وجهُ الخصمِ ورأسُهُ هما الجزآن المستهدفان بشكلٍ رئيسٍ، وفيهما سيتركُ الضربُ جروحًا بالغةً وخَطِرةً، إن لم تكن قاتلة.

3)    «عَطِيْف المُخَاسَرةْ»14:

تأتي «المُخَاسَرَة» - في المحكية اليمنية ـ من التخسير، و«التَّخْسِيْر: فقدانُ الأسنان اللبنية عند الطفل. يقال: خَسَّر الطفل، يُخَسِّر فهو مُخسِّر، كلها بسين مُضَعَّفة»15.

وبـ (التَّخْسِيْر)، تأتي الإحالةُ على الأثلام في حدِّ (العَطِيْف)، ولا ترتبط أسبابُ الثلم في (المخاسرة) باستخداماتِ (العطيف) المعتادةِ بقدر ما هي مرتبطة بالمواجهة بين حدِّيْ (عَطِيْفيْن) اثنين، بطريقةٍ تشبهُ المبارزةَ بين شخصين بسيفيهما، مع المفارقةِ بين الحالين؛ فجِدِّيةُ المواجهة والقتالِ غايةٌ جوهريةٌ، في حال المبارزة بين شخصين بسيفين، حيث يحرصُ كلُّ واحدٍ منهما على الاحتماءِ بسيفهِ من ضربةِ سيفِ الآخر. بينما الغايةُ، في حالِ استخدامهما لـ(عَطيْفين)، تقتصرُ على أن يُلْحق كلُّ واحدٍ منهما أكبرَ قدْرٍ ممكنٍ من الأثلام في حَدِّ (عَطِيْف) الآخر، لا إلحاق الأذى بجسدِ صاحبه.

إنّ المهادَ الذي جاءت منه مقولةُ «عطيف المخاسرة» هو ميدانُ الرعي، في موقفٍ أطرافُه الرعاةُ أنفسهم، تسيرُ تفاصيلُه نحو خوضهم المبارزةَ فيما بينهم، بفؤوسهم ـ (عِطْوَفهم) ـ فيتظاهرُ كل واحدٍ منهم بأنه غيرُ مبالٍ بما يحدثُ من أثلامٍ في حدّ (عَطِيْفه). وبمزيدٍ من تكرار هذه المواقف؛ اكتسب هذا النوعُ من المبارزة حضورًا متناميًا في حياة الرعاة، وترتب على ذلك تطورٌ فرضتْهُ مكانةُ (العطيف) الأثيرةُ لدى صاحبه، ولكي لا تنالَ هذه المواقف من هذه المكانةِ بما تتركه على حَدِّ (عطيفه) من أثلام، فقد اهتدى إلى طريقةٍ يدخل بها هذه المواقف، مع سلامةِ عطيفه من أثلامها، تمثّلَتْ في أن يمتلك عطيفًا آخر ـ ومثله فعل الآخرون ـ ويخصّهُ بالاستخدامِ في هذه المواقف، غير مبالٍ بما ستتركهُ من أثلامٍ على حدِّه؛ لذلك التصقت بهذا (العَطِيْف) الخاص هذه التسميةُ (عَطِيْف المخاسرة).

ومع توالي الزمن، وجَدَتْ عفويةُ الذهنية الشعبية -في هذه المقولة - ما يؤهلها إلى الاتساع بالإحالة بها على ما يتشابه مع الفكرةِ في مهادها الأول، حيث اتّسع بها التداولُ الشفاهي؛ للدلالة على كل أداةٍ يُخصِّصُها الشخصُ في مواجهةٍ قويةٍ، يخوضها مع خصومه، مطمئنًا إلى ما يتعهّده في هذه الأداةِ، من المؤهلاتِ التي لا يمكن أن تخذله، ولا أن تتأثر بشراسةِ أدواتِ الخصوم.

وفي سياقِ هذا الاتساع، تأتي الطفرةُ الأكثر تقدمًا، في الانتقالِ بهذه المقولةِ إلى الحياة البشرية، حيث الإحالةُ بها على شخصٍ لا على أداة، وعادةً ما يكون - هذا الشخص- واحدًا من عائلةٍ كبيرةٍ، يلمس فيه أبوه -ومثله إخوته وأقاربه- ميزاتٍ مختلفة عن بقية أبنائه، تؤهلهُ إلى أن يكون رأسَ حربةٍ في العائلة، تعتمد عليه في مواجهات خصومها؛ فيقال عنه إنّ أباه يتّخذهُ (عطيف مخاسرة)، في مواجهاتِ أعدائه، لِما يمتلكُهُ من قدراتٍ فاعلةٍ في إلحاقِ الأذى بالخصوم، من غير أن يؤثرَ فيه ما يحرصون على إلحاقهِ به من أذى، كما أنه يحُولُ دون وصولِ خطرهم إلى عائلته. 

قد تكون قدراتُ هذا الشخص جسمانية؛ فيكون في هذه الحال مناسبًا لمواجهات العراك الجسدي، وقد تكون قدراته عقلية - وما في سياقها من: ذكاءٍ، ولباقةٍ، ومعرفةٍ، وخبرةٍ اجتماعيةٍ، وحسنِ تدبيرٍ ـ فيكون مؤهلًا بذلك إلى أن تعتمد عليه عائلته، في مواقف المحاجّة والتقاضي مع شخصٍ آخر، يمثل بدوره عائلته، التي يحظى لديها بالمكانة ذاتها، من حيث الاعتمادُ عليه في مثل هذه المواقف. 

وقلّما يكونُ انتصارُ أحدهما على الآخر هو نهاية المواجهةِ في هذه المواجهات؛ لامتلاكهما صلابةً في الرؤى والعزيمة والتحدي؛ لذلك يكثر أن يصلا إلى نتيجةٍ واحدةٍ، حيث لا أحد منهما منتصرٌ ولا منهزم.

4)     «عَلّجْ عَطيْفُهْ»16:

تعني هذه المقولةُ: أن شخصًا ما قد ثبّتْ العصا في (عَطِيْفه)، كما تتضمّن الدلالةَ على الاستغناءِ بجاهزيةِ الشيءِ، عن العواملِ الفاعلة في استكمالِ جاهزيته وصلاحيته. حيثُ تتعلّقُ بعمليةِ تثبيتِ العصا، في حلقةِ (العطيف) الحديدية، كعمليةٍ مهمّةٍ، تلي مرحلةَ صناعته عند الحدّاد، إذ لا يكون من السهلِ استخدامُه؛ لعدم جاهزيته، التي لا يصل إليها إلا بعد هذه العملية، حيثُ لا مناصَ لصاحب (العَطِيْف) من السعي لاستكمالها، فيقدم تنازلاتٍ كافيةٍ لتحقيقِ غايته ـ هذه ـ التي يصبحُ بعدها مستغنيًا بها عما كان ملزمًا به قبلها.

لقد انتقلتْ هذه المقولةُ، من حقلها الأول (الرعي والرعاة)، إلى الحياة الاجتماعية، فأُحِيلَ بها على سياقاتٍ مختلفةٍ باختلاف مجالات الحياة، مع ثباتٍ لجوهريةِ إحالاتها على فكرةِ استغناءِ الشخصِ عن غيره، بعد وصولهِ إلى حالٍ من القوةِ والقدرةِ على تجاوزِ حاله الضعيفة. فمثلًا يمكن أن تردَ هذه المقولةُ إحالةً على حالِ شخصٍ، حقَّق نجاحًا ملموسًا، ثم استغنى بهذا النجاحِ عمّن كان لهم دورٌ فاعلٌ في تحقيقه، حينما لم يعدْ بحاجةٍ إلى ما اعتاد عليه من التّوَدُّدِ إليهم، وكأنّ نجاحَه هو سلاحه ـ (عطيفه) ـ الذي اطمأنّ إلى استكمالِ جاهزيته العملية.

(العَطِيْف): اشتقاقاتٌ ودلالاتٌ محكيةٌ خاصةٌ في التداول الشفاهي:

     إنّ المادةَ اللغوية الثلاثية (ع. ط. ف)، هي المادة الرئيسة، التي جاءت منها تسميةُ (العَطِيْف)، تتشاركها المحكيةُ اليمنيةُ مع العربية الفصحى، وتتفقُ معها في صياغةِ الفعلِ الماضي من هذه المادة، مع مراعاة الفوارق الصوتيةِ بينهما؛ فحركةُ الفتح على آخرِ الفعلِ الفصيح (عَطَفَ)، تحلُّ محلّها حركةُ السكون، في الصياغةِ المحكيةِ (عَطَفْ)، كقاعدةٍ لغويةٍ محكيةٍ مُطّردةٍ على أواخرِ الكلمات. ومثل ذلك اختلافهما في مصدريةِ هذا الفعل؛ فهو في الفصحى (عَطْفًا)، وفي المحكيةِ (عَطِيْف)، مع اتفاقهما في دلالةِ هذه المادة اللغويةِ على (إمالة الشيء)، حيث ورد في المعجمِ الفصيح: «عطف الشيء: حناه وأماله ... [و] انعطف: مال وانحنى»17.

وبمعيةِ هذه التوافقات والاختلافات اللغويةِ بين المحكية والفصحى ـ فيما يتعلق منهما بهذه المادة اللغوية ـ فإن للمحكية سماتِها المحكومةَ بنسقيةِ نظامها اللغوي، في استخداماتها الخاصةِ لهذه المادة اللغوية، والاشتقاقِ منها للإحالةِ على أسماء ومعانٍ خاصةٍ بالمحكية اليمنية، حيث تتسعُ المصدريةُ فيها لتشملَ الدلالةَ على اسم (العَطيْف/الفأس)، والدلالةَ على أسماءِ مناطق جغرافيةٍ يمنيةٍ كـ: قرية (العطيف) إحدى قُرى عزلةِ (صيْف) في مديريةِ (دَوْعَن)، التابعةِ لمحافظةِ حضرموت، ومنطقة (العَطِيْف) في مديريةِ (صرواح)، التابعة لمحافظة مأرب.

أمّا المعاني المحكية البحتة، لاشتقاقاتها من هذه المادة اللغوية، فإنها متنوعةٌ بين الإحالةِ على: شِدَّةِ الإيلام، واللينِ الجمالي، والإجبارِ والإكراه، والتغافل، والجوع. حيث تردُ هذه الإحالاتُ في عددٍ من المردداتِ الشفاهيةِ، في الثقافة الشعبية اليمنية، لعلّ مِنْ أبرزها ما يلي:

1) «دَبَجُهْ لَمَّا اعْتَطَفْ»:

المعنى هنا: ضَرَبَهُ؛ فتلوّى من الألم. ولا يحملُ اللفظُ (دَبَجَ)، المعنى الذي ورد له في المعجم الفصيح: «(دَبَجَ) الشيءَ ـ دَبْجًا: نقشه وزيَّنه»18؛ إذ ورد في المحكية اليمنية مغايرًا هذه الدلالة، وحمل دلالةً محكيةً بحتة: «الدَّبْج: الضرب ـ وليس اللّكم أو اللّكز ـــ باليد مكورة وخاصة على الظهر. دَبَج فلان فلانًا يَدْبجه دَبْجًا ودَبْجَةً واحدةً: ضربه على ذلك النحو»19، كما يشمل الدلالةَ على الضرب، بعصا على أيِّ جزءٍ من أجزاءِ جسم الإنسان.

توَظِّفُ المحكيةُ اليمنية - من هذه المادة اللغوية - الفعلَ (اعْتَطَف)؛ لتحيلَ به على ألمٍ شديدٍ، يتلوّى منه الشخص، بعد تلقي جسمهِ ضربةً قويةً، بعصا من شخصٍ آخر، فيقال: «دَبَجُهْ لَمَّا اعْتَطَفْ»، أي: ضربَهُ حتى تلوّى من شدة الألم.

ويتجانسُ معنى التلوّي ـ في هذه المقولة ـ مع الدلالة المصدرية - لهذه المادة اللغوية في المحكيةِ - على (العَطيْف/الفأس)، من خلال الضربِ بعصاه ضربةً تترتب عليها حالُ الألم الشديد؛ كون الغالب أن ترد هذه الجملة، في مقامٍ يكونُ الضربُ فيه بعصا (العَطِيْف).

2)     «أهْيَفْ يتْعَطّفْ»:

تُضفي المحكيةُ اليمنيةُ - على دلالةِ الانثناءِ، في هذه المادة اللغوية - إحالاتٍ على صفاتٍ جماليةٍ في المرأة، متمثِّلةٍ في نعومةِ جسمها ورِقّةِ انثنائه، ولِيْنِ عُوْدِهِ، وجماليةِ محاكاتهِ لتمايلِ الغصنِ الأخضر. وعلى هذه المعاني الجمالية، استندت الصياغةُ الشعريةُ، في قولِ الشاعر علي عبد الرحمن جحاف20:

«غُصْنْ أَهْيَفْ .. فِيْ مِشْيَتِهْ يِتْعَطَّفْ»21

لقد تضمّن هذا البيتُ الشعري ـ المنتمي إلى جنسِ الشعر العامي في اليمن ـ تشبيهَ الشاعرِ لحبيبتهِ بغُصنٍ، تتشاركُ معه جمالياته، التي أحالت عليها الصفاتُ: رشاقةُ قَدِّها الأهيف، وطراوتُه، وتمايلُه المُتَشَكِّلُ بعفويةٍ، من حركيةِ الخطواتِ، في مشيتها.

3)     «شِتِعْمَلْ كذا، وانتَ مَعْطوْف!»:

  المعنى في هذه الجملة: (سوف تعملُ كذا وأنتَ مُجْبرٌ ومُكْرهٌ عليه). ومن السماتِ اللغويةِ الصوتيةِ للمحكية اليمنية في هذه الجملة، اطِّرادُ السكونِ على أواخر الكلمات: (شْتِعْمَلْ/مَعْطُوْفْ)، مع استثناءِ هذه القاعدةِ المحكيةِ للضمائرِ المنفصلةِ ذاتِ الحركةِ على آخرها؛ حيثُ احتفظ ـ في هذه الجملة ـ ضميرُ الرفعِ المنفصلُ (انْتَ) بحركةِ الفتحةِ على آخرِ صوتٍ فيه (التاء). كما تظهرُ في هذا الضمير ـ (انْتَ) ـ السمةُ المحكيةُ المتمثلة في تخفيفِ همزةِ القطع وتسهيلها، وهو أمرٌ شائعٌ في اللهجات العربية، لا سيما في أول الكلمة22، وكذلك هي الحال في اللهجات اليمنية23.

ومثل ذلك، هي سمةُ ابتداءِ المحكيةِ اليمنية بساكن، على صوتِ (الشّيْن)، من الفعل (شْتِعْملْ)، مع كسْرِ (تاء) المضارعةِ فيه، كسمةٍ صوتيةٍ محكيةٍ مغايرةٍ لما هي عليه (تاءُ) المضارعةِ في الفصحى، والتي تأتي محركةً بحركةِ (الفتحة). كما أحالتْ المحكيةُ بصوتِ (الشّين) - هذا - على المستقبلِ، عِوَضًا عن (السين) في الفصحى. 

تأتي الإحالةُ المحكيةُ، بهذه الجملة، على معاني الإجبارِ والإكراه؛ وإرغامِ الآخر على تنفيذِ الأمر، حيث يتَمَتَّعُ الآمرُ بما يكفي من القوةِ والنفوذِ، لتوجيه أوامره الإجباريةَ النافذة. وفي السياقِ ذاته يأتي القولُ: «فلانْ عَطَفْ فلان»، أي أجبرَه على عملٍ ما، أو على قبولِ فكرةٍ، أو تنفيذِ ما لا ينسجمُ معه، أو لا يتوافقُ مع رؤاه وتوجهاته. وكأنّ قبوله الإجباري انحناءٌ تجريديٌّ مشابهٌ للانحناءِ المحسوسِ، في جسده المتداعي، مع انكماشِ ذاته، في مقامِ الأقدرِ على إذلالها.

4)     «صائمْ عَطوْف»:

تشتقُّ المحكيةُ اليمنيةُ، من هذه المادة اللغوية، صفةَ (عَطُوف)؛ للإحالةِ بها على الشعورِ بالجوع المتباعد عن آخر وجبةٍ تناولها الجائع؛ إذ تقترن هذه الصفة - عادةً- بصيامِ يومٍ لم يستعنْ صاحبُه على صيامهِ بوجبةِ (السّحور)؛ لذلك يوصفُ بأنه: «صائمْ عَطوْف».

وفي هذا التوصيفِ تضمينٌ لصورةٍ حسيةٍ، يتجسّدُ فيها صيامُ مَن لم يتناولْ وجبةَ السحور، من خلال آثارِ هذا النوعِ من الصيامِ على صاحبه، المتمثّلة في الانثناءاتِ التي تظهرُ على جِلْد بطنه، بما في هذه الانثناءاتِ من دلالةٍ على فراغ معدتهِ من الطعام.

5)    «قَلَبْ عَلُهْ عِطْفِةْ!»:

معنى المقولة: تناسى الشيء وتغافلَ عنه. ومن أبرزِ السماتِ اللغويةِ المحكيةِ، في هذه المقولة: ما يتضمّنهُ التركيبُ: (عَلُهْ)/ (عليه)، من حذفٍ للـ(أَلِف المطوية) في حرف الجر (على)، بعد اتصالهِ بضميرِ الغائبِ المذكر (الهاء)، الذي جاء الوقفُ عليه بالسكونِ ضِمْنَ سِمَةِ المحكيةِ اليمنيةِ، المطردةِ في الوقفِ بالسكونِ على أواخر الكلمات، وهو ما ظهرَ على أواخرِ الكلمتين: (قَلَبْ/وعِطْفِةْ). وقد كان الوقفُ بالسكون، على ضميرِ الغائب ـ هنا ـ مختلفًا عن تحركيهِ بالكسرة في نظام الفصحى. كما أحالت المحكيةُ ـ وفقًا لنظامها اللغوي ـ على جنس المذكر في ضمير الغائب ـ هذا ـ بحركةِ الضمةِ، على ما قبله (اللام). أمّا فيما لو كان ضميرُ الغائبِ عائدًا على مؤنثٍ، فإنّ الإحالةَ عليه ـ في نظام المحكية ـ ستكونُ بحركةِ الكسرةِ على ما قبله.

تردُ هذه المقولةُ، في المتداولِ الشفاهي من الثقافة الشعبية اليمنية، للإحالةِ بها على صفةٍ في شخصٍ وَعَدَ بشيءٍ، ثم تناسى، أو تغافلَ عن الوفاء بما وَعَدَ به، أو تقاعسَ عن تنفيذِ التزاماتٍ سبقَ وأن التزم بتنفيذها. ويمكن التمثيلُ على هذه الحالِ بموقفٍ استعان فيه شخصٌ ما بصديقهِ الحميم، للاضطلاعِ بمناقشةِ موضوعٍ يهمه في أقربِ مناسبةٍ قادمة، وأبدى الصديقُ استعدادَه. ثم توالت المناسبات - مناسبةً بعد أخرى- ولم يجدْ طالبُ المساعدةِ مِنْ صديقهِ اهتمامًا بالأمر، وإنما لَمَسَ فيه لامبالاته وتغافله، فاستشعر أنّه يضمرُ عدمَ الوفاءِ بما وعد، وللإحالةِ على حالِ صديقه -هذه- استدعى من المتداولِ الشفاهي المقولةَ: «قَلَبْ عَلُهْ عِطْفِةْ!».

كما يظهر - في هذه المقولة - انتقالُها من مجالها المحسوس، الذي يُعدُّ مهادَها الأول (الحبل وتثنياته)، إلى الفضاءِ التجريدي؛ للإحالةِ بها على معانٍ ذهنيةٍ مجرّدةٍ، متمثِّلةٍ في أحوالِ التغافل، التي يتظاهرُ بها المُتَنَصِّلُ من وعودٍ سبق وأنْ قطعَها على نفسه.

خاتمة:

لقد فسّرتْ الدراسةُ العلاقةَ الدلاليةَ بين تسمية (العطيف) ووظيفته، من خلال ربْطِ دلالتهِ بالتفاصيلِ الحركيةِ في ميدانهِ العملي، الذي انقسمتْ فيهِ وظيفتُهُ على محورين: وظيفته الرئيسة فأسًا لِقطْعِ فروعِ الشجر، ووظيفته الثانوية سلاحًا لصاحبه. وقد كانت وظيفتهُ الرئيسةُ هي السائدة في المجتمع اليمني؛ بانتصارها للحياة، من خلال الاعتمادِ عليها، في توفير غذاء الأغنام، من أغصانِ السدر الخضراء.

وبيّنت الدراسةُ محطات (العطيف): صناعةً وتشكيلًا من قطعةِ حديدٍ، واستكمالًا لجاهزيته بتثبيتِ عصاه فيه، ومحافظةً على صلاحيتهِ بإصلاح أثلامه، التي يتضرر بها حدُّهُ من حينٍ إلى آخر. 

كما برهنت الدراسة، على ما يحظى به (العطيف) من مكانةٍ لدى اليمنيين، من خلال استعراضِ تداوله الشفاهي، في عددٍ من المقولات، التي تضمّنتْ عددًا من الإحالاتِ به: كالإحالة التحذيرية والتهديدية. وفي السياق ذاته، تتبعت الدراسةُ عددًا من الاشتقاقاتِ التي صاغتْها المحكيةُ، من المادة اللغوية، التي جاء منها (العطيف)؛ لتحيلَ بها على معانٍ خاصةٍ بها، كشدّة الإيلام، واللين الجمالي، والإجبارِ والإكراهِ، والتغافل، والجوع. 

كما وصفت الدراسةُ الخصائصَ اللغويةَ في المحكيةِ اليمنية، التي جاءت في موادِ التداولِ الشفاهي الواردةِ فيها. حيث انطوى هذا التوصيفُ اللغوي، على موازنةٍ بين هذه الخصائص اللغوية المحكية وبين ما يقابلها في الفصحى؛ موازنةً تضمّنت التوافقاتِ والاختلافاتِ فيما بين المحكية اليمنية والعربية الفصحى.

 

 

 الهوامش :

1.    الإرياني، مطهر علي، المعجم اليمني (أ) في اللغة والتراث، حول مفردات خاصة من اللهجات اليمنية، دار الفكر، ط1، دمشق، 1417هـ ــ 1996م، ص 636.

2.    (ماوية/والحشأ): مديريتان يمنيّتان متجاورتان، كانتا تابعتين لمحافظة تعز، وفي التقسيم الإداري الجديد عام 1998م، تم ضم مديرية (الحشأ) إلى محافظة الضالع. 

3.    مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، ط4، القاهرة، 1425هـ ــ 2004م، ص 608.

4.    (الجَنْبِيَّة): آلةٌ حادّةٌ، تُثَبّتُ على مقبضٍ خاص، وهي من أقدمِ الأسلحةِ الصغيرةِ، التي استخدمها الإنسانُ، منذ عصوره الأولى في الدفاعِ عن نفسه. وتُعدُّ صناعتُها من أهمّ حرفِ صناعةِ المعادنِ في اليمن وجنوب المملكة العربية السعودية وعمان. 

5.    مُصَنِّف «المعجم اليمني»، مُطهر علي الإرياني.

6.    الإرياني، مطهر علي، المعجم اليمني (أ) في اللغة والتراث، حول مفرداتٍ خاصةٍ من اللهجاتِ اليمنية، دار الفكر، ط1، دمشق، 1417هـ ــ 1996م، ص 558.  

7.    المرجع السابق، ص 651.

8.    أداةٌ بها سطوحٌ خَشِنة، تُستعملُ لتسْوِية الأشياءِ أو تشكيلها بالتأَكُّل أو السَّحْل».

9.    يُنظر: مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، مادة: (برد)، مكتبة الشروق الدولية، ط4، القاهرة، 1425هـ ــ 2004م، ص 48.

10.    «يِطَلِّعْ عطيْفُهْ»: من خصائص المحكية اليمنية في هذه الجملة: تسْكِيْنُ أواخر الكلمات، وكَسْرُ (ياء) المضارعة من الفعل (يِطَلّعْ). والدلالةُ على جنسِ المذكر في ضمير الغائب (الهاء) بضم ما قبله (الفاء).

11.    الإرياني، مطهر علي، المعجم اليمني (أ) في اللغة والتراث، حول مفردات خاصة من اللهجات اليمنية، دار الفكر، ط1، دمشق، 1417هـ ــ 1996م، ص 683. 

12.    القرآن الكريم، سورة الأنبياء، الآية 30. 

13.    الإرياني، مطهر علي، المعجم اليمني (أ) في اللغة والتراث، حول مفردات خاصة من اللهجات اليمنية، دار الفكر، ط1، دمشق، 1417هـ ــ 1996م، ص 672. 

14.    السوسوة، عباس علي، قَد اليمنية، أبحاثٌ في الأبنية والنحو والاقتراض المعجمي، مركز عبادي للدراسات والنشر، ط1، صنعاء، 1433هـ ــ 2012م، ص 89.

15.    من خصائص المحكية اليمنية في هذه الجملة: اختفاءٌ صوت (أل) التعريف القمرية من (أمُّخَاسَرَةْ/المُخاسرة)، وتحويرها إلى (أل) التعريف الشمسية غير المنطوقة.

16.    ومن العادات اليمنية، أن الطفل عندما يخسِّر، يأخذ كل سنٍّ يقلعه، فيضعه مع سبع حصوات في مثل حجم السن، ثم يقوم برميها في الهواء نحو الشمس وهو يقول: يا عَيْن عَين الشمسْ، اربعْ أو لا خمسْ، خُذي لش سنّة الحمار، وهاتي لي سِنَّة بِنْتِشْ الغزال. ينظر: الإرياني، مطهر علي، المعجم اليمني (أ) في اللغة والتراث، حول مفردات خاصة من اللهجات اليمنية، دار الفكر، ط1، دمشق، 1417هـ ــ 1996م، ص 238،237.

17.    «عَلّجْ عَطيْفُهْ»: من خصائص المحكية اليمنية في هذه الجملة: تسكينُ أواخرِ الكلمات: (عَلّجْ/عطيْفُه)، والدلالةُ على جنسِ المذكر، في ضمير الغائب (الهاء) بضم ما قبله (الفاء).

18.    مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، ط4، القاهرة، 1425هـ ــ 2004م، ص 608.

19.    المرجع السابق، ص 268.  

20.    الإرياني، مطهر علي، المعجم اليمني (أ) في اللغة والتراث، حول مفردات خاصة من اللهجات اليمنية، دار الفكر، ط1، دمشق، 1417هـ ــ 1996م، ص 256.  

21.     علي عبد الرحمن جحاف: شاعرٌ يمني، وُلد في قرية (الشرف)، بني غشم، ناحية بني العوام، محافظة حجة، عام 1944م. له من الإصدارات الشعرية: (كاذي شباط، فل نيسان، رياحين آذار، ورود تشرين، وأهازيج الجراح). توفي في مايو 2016م.

22.    جحاف، علي عبد الرحمن، ديوان: كاذي شباط، مكتبة صنعاء الحديثة، صنعاء، 1989م، ص 122.

23.    مرتاض، عبد الجليل، دراسات لسانية في الساميات واللهجات العربية القديمة، دار هوامة، د.ط،

24.          الجزائر، 2003م، ص 163.

25.    شرف الدين، أحمد، لهجات اليمن قديمًا وحديثًا، مطبعة الجبلاوي، د.ط، القاهرة، 1970م، ص 41،40.

 

 

المراجع

    -    القرآن الكريم

    -    الإرياني، مطهر علي، المعجم اليمني (أ) في اللغة والتراث، حول مفردات خاصة من اللهجات اليمنية، دار الفكر، ط1، دمشق، 1417هـ ــ 1996م.

    -    جحاف، علي عبد الرحمن، ديوان: كاذي شباط، مكتبة صنعاء الحديثة، صنعاء، 1989م.

    -    السوسوة، عباس علي، قَد اليمنية، أبحاثٌ في الأبنية والنحو والاقتراض المعجمي، مركز عبادي للدراسات والنشر، ط1، صنعاء، 1433هـ ــ 2012م.

    -    شرف الدين، أحمد، لهجات اليمن قديمًا وحديثًا، مطبعة الجبلاوي، د.ط، القاهرة، 1970م.

    -    مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، ط4، القاهرة، 1425هـ ــ 2004م.

    -    مرتاض، عبد الجليل، دراسات لسانية في الساميات واللهجات العربية القديمة، دار هوامة، د.ط، الجزائر، 2003م.

 

 

الصور:

    -    من الكاتب

 

أعداد المجلة