فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
60

«عندما يحيد الباحث عن أخلاقيات البحث العلمي»

العدد 60 - أصداء
«عندما يحيد الباحث عن أخلاقيات البحث العلمي»

 

الانتحال باختصار هو عملية اقتباس جزئية أو كلّية للمضامين الفكرية ونسبتها إلى الذات دون التوثيق الصحيح لأصحابها. وعليه، يندرج مفهوم الانتحال العديد من المحدّدات التي تتجاوز الاقتباس الحرفيّ للنص دون ذكر المصدر إلى الكتابات من نفس اللّغة أو الكتابات المترجمة أو حتى تناول الكلمات ذاتها أو الأسلوب والمعاني بنفس النمط والتركيب. 

لئن توفّرت أساليب عديدة للتفطن إلى مثل هذه الممارسات إلاّ أنه يمكن للمنتحل أن يجد له مكانا بين الباحثين دون انتباه الجهة الناشرة إلى ما وقع فيه من خطأ. لكن حبل الكذب قصير، فيمكن أن ينكشف الأمر بمحض الصدفة! من هكذا منطلق يكون تحفظي على مقال جاء بالعدد 58/ صيف 2022، حيث أنني أعمل على بحث عن روح المكان وحضور عقد «السخاب» كحلىّ في شحن الفضاء الداخلي بسحر الروائح...، اعترضتني مذكرة ماجستير بكلية الآداب واللغات والفنون (قسم اللغة العربية) / الجزائر تحت عنوان: «سيميائية الحلي والأزياء التقليدية الأمازيغية. القبائل الكبرى بالجزائر أنموذجا» من إعداد الطالبتين حكيمة كشيدي ومنى برطالي وتحت اشراف الأستاذ كرفاوي بن دومة والتي قد تمت مناقشتها بالسنة الجامعية 2016-2017. وبالعودة إلى العدد 58 من الثقافة الشعبية وجدت بها مقالا بعنوان: «الحلي التقليدية المغربية التقنية والبعد الدلالي» للأستاذ محمد بوعيطة المغرب. المقال هو مطابقة للفصل الأول من الماجستير حرفيا (هذا ما يُلاحظ دونما اجتهاد).

شخصيا لا أعرف صاحبتي الأطروحة ولا صاحب المقال المنشور ولكن كباحث وقارئ وكاتب ومؤطر أتساءل عن الأصل من النسخة؟ أبحث بين العملين عن الحقيقة، خاصة وأن كلا الطّرفين لم يستشهد أحدهما بالآخر... من منظور عملي البحثي فأنا في حاجة إلى اعتماد أحد النصّين كاقتباس في مقالي، فأي منهما سأعتمد حفظا على الأمانة العلمية؟

حفاظا على مقام الطرفين سأعتمد الحياد والموضوعية في تقييمي للمعطى بأن أتبنى الأطروحة كمرجع للاستشهاد وذلك لأسبقية النشر الموثّقة بتاريخ جوان 2017 في حين أن المقال فهو حديث النشر (صيف 2022). أكرّر أن ما صرّحت به هو تحليل موضوعي استنادا لمعطيات بيّنة ولكلا الطرفين حقّ الرّدّ. 

«البحث العلمي أخلاق أو لا يكون».

 

أعداد المجلة