فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
55

الرقص الشعبي الفولكلوري في أدرار(توات) رقصة قرقابو أنموذجاً

العدد 55 - موسيقى وأداء حركي
الرقص الشعبي الفولكلوري في أدرار(توات)  رقصة قرقابو أنموذجاً

مقدمة

تمنح الأشكال التعبيرية الفولكلورية الشعبية فرصة الاطلاع على الإبداع الشعبي للمجتمعات، الذي صار اليوم مهددا بالاندثار نتيجة التمدن ومستجدات عصر العولمة، التي بالكاد تقضي على التراث الثقافي غير المادي، طقوس الاحتفالات والأغاني الشعبية التراثية مثلاً لا حصراً، ومع التغيرات التي عرفتها الحياة نجد المجتمعات الصحراوية الأكثر ميلاً إلى التشبث بالهوية الثقافية التراثية المحلية، والأكثر نزوعاً إلى التمسك بالعادات والتقاليد، وإحياء المناسبات والاحتفالات وممارسة الرقص الشعبي، وقد دفعت الحياة القاسية في الصحراء القاطن بها إلى أن يبتدع فولكلوراً وموسيقى ورقصاً؛ يرفه به عن نفسه وينسى- بممارستها- معاناته، التي لا فكاك له منها طالما قرر البقاء في الصحراء، ومكابدة مشاق الإقامة فيها، وكانت ولازالت الرقصات الشعبية الفولكلورية لدى سكانها مؤنساً لهم في نشاطاتهم، وطقوسهم، وممارساتهم التي تنشد التعبير عن الفرح، والانعتاق من هموم العيش وتسرد تجارب حياتهم.

الرقص الشعبي :

يعتبر الرقص الشعبي نوعاً من الممارسات الفولكلورية، وهو منذ القديم وإلى الآن متنفس يُعبر فيه أفراد المجتمع عن رغبتهم في التحرر من معاناة صعوبات ومشاكل الحياة، وصرف مكبوتاتهم والتخلص من بعض الأمراض، وعيش لحظات من الزهو والفرح، وهو نشاط وممارسة حضرت في احتفالاتهم وأعيادهم ومناسباتهم، وآثروا المحافظة عليها بتعليمها للأجيال بعدهم، ليتواصلوا مع فن تراثي من فنون الثقافة الشعبية في الإمتاع والترفيه يذكرهم بأسلافهم.

وبحثاً في ضبط مصطلح الرقص وجدنا أن الرقص DANCE تأدية حركات بجزء أو أكثر من أجزاء الجسم على إيقاع ما؛ للتعبير عن شعور أو معان معينة، أو كمتنفس لطاقة زائدة أو لمجرد السرور، وترجع أهمية الرقص السوسيولوجية إلى دوره في تكوين التخيل الجمعي والحياة الاجتماعية، والنمط السلوكي للشعور بالتحسن،...، ويتضمن الرقصات الطقوسية ورقصات التقاليد ورقصات الخصب ورقصات الحرب، ورقصات تقديس الإلهة، ورقصات الخطوبة والزواج،..إلخ1.

ومن أنواع الرقص رقصة المجموعة:DANCE COLLECTIVE وهي الرقصات التي تشترك فيها مجموعة كبيرة من راقصي وراقصات الفرقة، ولهذه الرقصات وظائف مهمة بالنسبة للعرض؛ إذ تعد الجمهور لاستقبال الحوادث الدرامية بخلق الجو المناسب للمكان والزمان، الذي تقع فيه حوادث الرقصة، أما في حالة الصراع بين طرفين، فقد تنقسم المجموعة إلى قسمين يعضد كل منهما أحد الطرفين، وقد يبقى قسم ثالث سلبي متفرج، وتساعد رقصات المجموعة على تفهم الأحداث الدرامية بالتعبير عن الفرح أو الحزن أو التفاعل مع هذه الأحداث، ويشمل رقص المجتمع المحلي: DANCE COMMUNALوالرقص البدائي والفولكلوري وكذلك الرقص الاجتماعي2، وهذا النوع نجده في رقصة قرقابو وهي رقصة ذات طابع جماعي تفاعلي اجتماعي فولكلوري، لها طقوس خاصة في إقليم توات تميزها عن بقية المناطق الأخرى التي تمارسها.

وتجدر الإشارة إلى أن رقصات الطقوس التي تؤديها مجموعة من الرجال أو من النساء خاصة في الرقص الشعائري لم يكن يحدث فيها اختلاط بين الجنسين عندما نشأت؛ بمعنى أنه كان لكل من الجنسين نمط من الرقص يختص به، وهناك ثلاثة أنماط مقصورة على الرجال في الأصل وهي: رقصات الضحية، ورقصات الحرب، والرقصات الدينية، أمَّا النساء فقد اختصصن بنوعين هما: رقصات الخصب ورقصات النصر3، غير أن الرقصات الدينية ورقصات النصر كانت أكثر انتشاراً لاقتران الأولى بالدين والثانية بالمصير، وتمتعهما بتأثير كبير في الشعوب الإنسانية.

ويعد الرقص من أبرز الفنون ابتكاراً وطرافة وهو ملكة طبيعية يمتاز بها الإنسان عن غيره من الكائنات الحية، فكل إحساس مجسد في حركات، ويتحرك التعبير من خلال استلهامات واندفاعات الجسد، فيبرز نظاماً حركياً يتحول في دائرة إحساسات ذات شكل إيقاعي يحدد قالبها، وهذا الإيقاع الذي تسير عليه الرقصات يضمن لها الاستمرار لوقت طويل4. رغم أنه في الرقصات الفولكلورية الشعبية يعتمد على أدوات بسيطة مصنوعة يدوياً؛ تم الإبقاء عليها لتراثيتها وفنيتها في التعبير عن المشهد التقليدي.

كما أن تاريخ الرقص الشعبي– بالمعنى العام- هو قصة الحياة القومية التي نشأ فيها هذا الرقص، ليعكس أساليب الحياة والعادات والثقافة، ودراسة الرقص الشعبي تعود بنا إلى الماضي البعيد، حيث نجد أن أقدم الرقصات الشعبية قد ارتبطت بالعمل، أو أنها كانت انعكاساً لتصورات الإنسان، أو لفكرته عن العالم المحيط به، ونستطيع أن نقول بصورة عامة إن حركات الجسم كانت تمثل أحداث صيد الحيوانات، أو تمثل حرث التربة، أو هدهدة الطفل كي ينام5، ونظراً لما كانت تمتاز به من فطرية فإنها قد استطاعت أن تعبر تماماً عما يقوم به الرقص، كما أنها استطاعت كذلك أن تعطي فكرة عن الأحداث التي يريد وصفها.

والرقص الشعبي بعامة هو إبداع الناس وهو أيضاً نتاج الحياة نفسها، انبثق من نشاطات الناس ليعكس أعمالهم التي يقومون بها، وأعيادهم واحتفالاتهم وطقوسهم التي يمارسونها، ليس هذا وحسب بل إنه مرآة تعكس تاريخهم، والأحوال الطبيعية التي يعيشون فيها، وكذلك عاداتهم الخاصة والاجتماعية، وتتبع الرقص بالرجوع إلى مراحل التوحش والبربرية، يكشف لنا عن هذه الحقيقة؛ وهي أن الرقص يهب الفرح لأرواح الناس، أو أن الناس عندما يرقصون فإن المحاصيل تنمو بصورة طيبة، كما أن الفشل في أداء الرقص يؤدي كنتيجة طبيعية إلى نقص المحصول والصيد وكل شيء، إنه بإيجاز يؤدي إلى المجاعة والبؤس، وكان المصريون قديماً لا يغفلون الرقص في أي احتفال لهم، لأنهم كانوا يعتبرونه تعبيراً طبيعياً عن الفرح، ولقد اعتاد الفلاحون ممارسة الرقص عند تقديم بواكير محصولهم إلى المعبود «مين» رب مدينة «قفط»، كما كان يدور الرقص في أيام الاحتفالات بأعياد المرح والسرور؛ التي كانت تقام للمعبودتين العظيمتين آنذاك «حتحور» و«باستت»، أضف إليه أن بعض القبائل الهندية ترقص من أجل إحضار أمطار الربيع مبكرة، وشبيه بذلك رقص الحرب والصيد الذي يحمل كلاهما قيماً سحرية أينما وجدت هذه الأنماط6. أي الرقص الشعبي يعبر عن التمثلات والتصورات والمعتقدات الشعبية، وهو محفل لطاقة تفاعلية اجتماعية تشعر فيها الأرواح بالسعادة التي تنسيها كل أشكال الضجر والهموم، وتمكنها من التواصل مع تراث الأجداد واستعادة لحظات من العادات والتقاليد المرتبطة بالذاكرة الجماعية.

ويرى معتنقو الرقص الفولكلوري الشعبي أن المدينة المعاصرة بكل تعقيداتها هي نموذج للشروط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وما ينتج عنها من مؤسسات قانونية وشرعية وأخلاقية، وهي التي تحدد المضمون الذي يتحرك الأفراد من خلاله، أو يعبرون عن أنفسهم من خلاله أيضاً واللعب بما فيها، والرقص الشعبي هو المساحة التي يتحرر فيها الإنسان من أسر هذه المؤسسات، لأن الزمان في الرقص واللعب يكون مختلفاً في بنيته الشعورية عن الزمان خلال وجود الإنسان في هذه المؤسسات، فاللعب أو العمل الفني ضروري لإعادة بناء الاستقلال الفني، الذي اختزلته المؤسسات القائمة، فالعمل الفني في- صورته الحرة- هو الوسيلة التي يستعيد بها الإنسان الاستقلال الفردي، الضائع وسط التعقيدات المسرفة للحياة المعاصرة7.

لذا كان الرقص الشعبي الفضاء التحرري من أعبائها، والممارسة الملائمة للزهو والابتهاج، ففي الرقصات الفولكلورية تعبر الأجساد عن إيحاءات وإيماءات موحية؛ تطلعنا عن أشياء كثيرة كالصعود والهبوط في بعض الرقصات الشعبية الذي يعبر عن النشوة والفرح، وتشابك الأيدي والاصطفاف جنباً إلى جنب الذي يعبر عن التلاحم والتكاتف، والرغبة في أداء الأعمال والمشاركة في الأفراح، وكذا في القصائد التي تُغنَى وُيمارَس على إيقاعها الرقص الشعبي نجد الشاعر قد عبر عن مشاعره ومشاعر مَنْ حوله، من المقيمين معه في حيه أو في قريته، لذلك نجد أن الراقصين يرقصونها وهم يبثون فيها كل مشاعرهم، ويحملونها أثناء الأداء كثافة روحية، لأنها تنقل كل الأحاسيس التي تراودهم في جوانب حياتهم المختلفة من حقل أو بستان إلى الفـﭭـارة8 إلى الحفلات والأعياد إلى البيت،... وغيرها9.

ما يعني أن الرقص الشعبي الفولكلوري قدم خدمات كبيرة للمجتمع، وأسهم في نشر جانب من إبداعه في التسلية، وثقافته في استحضار لحظات من الإحساس المريح لسماع وأداء الأغاني الشعبية، ومن ثم التفاعل معها والرقص على إيقاعها، كما يتيح الرقص الشعبي فرصة التخلص من الضغط الذي يعرفه الأفراد والجماعات في محيطهم، ويشكل الوسم الخاص الذي يُظهر ويسرد طابعاً منفرداً من اللوحات التراثية الفنية؛ التي تحفل بها الذاكرة الشعبية لكل مجتمع بالنسبة للمجتمعات الأخرى، وهنا الرقص الفولكلوري يمكنه أن يقدم بطاقة تعريفية عن أنماط وتجارب الشعوب الحياتية، سواء القديمة أو الحديثة أو المعاصرة. وبناء على ما سبق نستنج أن الرقص الشعبي يتميز بارتباطه بالتعبير عن الفرح والسرور، يمارسه عامة الناس باتباع تقاليده وعاداته المتوارثة وليس بالانخراط في مؤسسات أكاديمية، منه ما يؤدى فردياً، ومنه ما تقوم فرق وجماعات بممارسته، ويرتبط بالمعتقدات الشعبية إلى حد كبير، وتوجد أنماط متنوعة ومختلفة لدى الشعوب حسب ثقافاتها.

الموسيقى والاحتفالات الدينية:

الموسيقى فن اعتنقه الناس في مختلف الثقافات «وقد تبين للإنسان منذ قديم الأزل تأثير الموسيقى على النفس البشرية، فاستعملت الموسيقى منذ العصور القديمة في الاحتفالات الدينية، وفي علاج الأمراض، واستخدمت الطبول في بث الحماسة في الحروب، والموسيقى الهادئة في المعابد، كما استعملت أيضاً الآلات النحاسية الصاخبة في الرقصات العنيفة التي تنتهي بالنشوة والإغماء وإطلاق الأرواح الشريرة...»10.

وفي مصر مثلاً كان الرقص جزءا لا يتجزأ من الخدمة الدينية مثله في ذلك ما في بقية الأمم القديمة، وقد جاء في تعاليم الحكيم« آني» أن: «الغناء والرقص والبخور، هي وجبات الإله وتقبل العبادة هي من حقوقه»، ولما كان الإيقاع هو العنصر المشترك بين الرقص والموسيقى والغناء، فإنا نجد أن الرقص قد ارتبط منذ أبعد العصور بالموسيقى والغناء11، كما ارتبطت الموسيقى بالعقيدة الدينية عند المصريين القدماء بدرجة كبيرة، حيث جعلوا من معبودهم «أوزوريس» إلهاً للموسيقى، له فرقة موسيقية تضم أمهر العازفين والمغنيات، واقتبس الإغريق القدماء هذا النظام من عندهم وأطلقوا على أعضاء هذه الفرقة اسم «الموساي» أو ربات الفنون، ومنها انبعثت كلمة الموسيقى، وبذلك ساعدوا على تقدم الموسيقى بدرجة كبيرة، كفن وعلم وصناعة وأسلوب للحياة والشفاء من الأمراض12. وجدير بنا على العموم أن نتذكر أن فعلها يقوم على جذب الجمهور فهي لغة تخاطب الروح، ووسيلة لتطهير النفوس وتهذيب الأخلاق والأذواق، وفن يعبر فيه الإنسان عن وجدانه وشعوره بأنغام أفصح من الكلام، دون أن ننسى دورها الكبير في التاريخ الروحي للمجتمعات، وارتباطها بالوجدان الجمعي وأنها أقرب الفنون إلى المشاعر الإنسانية.

وعطفاً على ما تقدم ذكره نجد رجال الدين آنذاك ضبطوا جوانب متعلقة بالموسيقى «وكان لكهنة المعابد المصرية فضل كبير في تقدم الموسيقى، وقد حرموا على غيرهم مزاولتها، وحددوا للموسيقى مواقيت معينة، فهناك أوقات للموسيقى وللأغنيات المرحة الخفيفة، وأخرى للموسيقى الجادة الهادئة الوقورة، وغيرها لمصاحبة العمل فتحث على الجد والنشاط، ومنها ما يخفف من الإحساس بالمشقة والتعب، وكانت ثمة موسيقى تتميز برخاوتها ولينها، فتجلب الخمول والنعاس»13. وكانت ولا تزال الموسيقى فن إنساني له تأثير معنوي كبير، وبالتأمل فيما سبق يتضح الدور الذي يمكن أن تلعبه الموسيقى الشعبية في توجيه الأذواق والرأي، ونشر الثقافة والتراث في المجتمع، وبناء التصورات عن تجارب الناس في أزمنة مختلفة، وتحولها إلى آلية تحكي وتسرد.

رقصة قرقابو الفولكلورية

في أدرار(توات) وطقوسها:

ينقل الرقص الشعبي وجهاً من مظاهر الثقافة الشعبية والتراث المحلي للشعوب، وأثناء الرقص نلاحظ نوعاً من الأداء، ووسائل للإيقاع المرافق للرقص وحركات وطقوس متباينة تبرز اختلاف ثقافات الشعوب وممارساتها، لكننا نجدها تتفق في كونها تعبر عن الفرح والسرور، ومن ضروب الرقص «رقصة قرقابو» وهي رقصة تراثية تؤديها فرق في دول المغرب العربي والدول الإفريقية المجاورة لها، وهذه الرقصة حاضرة في فولكلور مناطق الجنوب الغربي الجزائري خاصة في ولاية أدرار14 والتي يطلق عليها اسم إقليم توات وتضم إقليم ﭬورارة وإقليم توات الوسطى وإقليم تيدكلت.

وقد أخذت هذه الرقصة اسمها من صوت الآلة الموسيقية المستعملة فيها، كما يطلق على هذه الرقصة أيضاً تسمية العبيد نسبة إلى طائفة العبيد التي كانت تؤديها، والعبيد أو«قرقابو» تحمل في شكلها النغمي والأدائي طابعاً إفريقياً وقد قيل أنه دخل الإقليم مع القادمين الأوائل من إفريقيا، ويبنى الإيقاع في أدائه تحديداً على ترديد مقطوعات شعرية نغمية خفيفة تتقاطع مع قرقبة أدوات حديدية، وهذا الإيقاع يسمى عند سكان تيدكلت «دراني»، ويستعمل فيه أقلال: ويسمى الدف وهو آلة تصنع من الطين والجلد وهو شبيه في شكله إلى أبعد حد بنبات الدباء أو القرع، يتكون من طرفين كبير وصغير حيث يكون في البداية مفتوح الطرفين، ثم يُغلف طرفه الكبير للضرب عليه ويبقى الآخر مفتوحاً لخروج الهواء وإصدار الصوت، ويستعمل فيه الدندون15وفي الجزائر توجد عدة فرق على اختلاف أسمائها كثيرة العدد في جنوب غرب البلاد إلى جانب فرق نشأت في مناطق أخرى، وتنتمي كل فرقة إلى طائفة معينة تحمل اسم رجل صالح من الأولياء مثلاً: ( مولاي الطيب، بابا حمود، بابا سالم، مولاي عبد الله، سيدي بلال..)16.

وهناك من الفرق التي يكون لها علم/ راية للولي الذي تسمى باسمه، وقد يكون هدية من أحد الحجاج الذين أدوا فريضة الحج عشر مرات وأُهدي لهم علم بمكة المكرمة، ويلبس أعضاء فرقة قرقابو عادة عباءة بيضاء وشاش17 أبيض، وحواق18 أو شاش أحمر يدعى الحزام، ومُقَدَّمُ أو رئيس فرقة قرقابو يكون له دندون كبير، أو قرقابات/القراقيب وهي الصنجان، وهناك من يفضل مسك عكاز، وأثناء أداء هذه الرقصة يدور حامل علمها مع الراقصين الذين يرقصون وسط الفرقة إن كانت حلقة وأمامها إن كانت في صفين متقابلين، ويقومون بحركات استعراضية راقصة منها القفز والمشي جلوساً، مثلما يظهر في الصورة السابقة، كما يخرج حامل العلم أيضاً ويقف بجانب الفرقة قصد منح الفرصة للنساء والأطفال ومَنْ يرغبون من الرجال شيوخاً وشباباً في الزيارة والتبرك بالعلم وذلك بقيامهم بمسح العلم على جبهتهم وبعدها يقدمون بعض النقود تسمى الزيارة لحامل العلم توزع فيما بعد على أعضاء الفرقة.

وتتكون فرقة قرقابو من مجموعة من الرجال الحاملين الصنجان( قطع حديدية تدعى قراقيب) مثلما تبرزه الصورة أعلاه، ولرئيس الفرقة(مقدمها) طبل يتحكم به في انطلاقة الرقصة فبعد إعطاء الإشارة تردد الكلمات التي تحمل المديح النبوي أو كلمات شعرية، ويأتي بعدها الإيقاع على الصنجات فتنسجم النغمة مع الحركات التي تكون جماعية ومتنوعة؛ تنتظر إشارة رئيسها فبمجرد قفزة منه تنتهي الرقصة الأولى لتبدأ الثانية وهكذا حتى النهاية، وتمارس رقصة قرقابو في شكل مجموعة، وتبدأ بإيقاع متأن بطيء وتنتهي بإيقاع سريع وحركات سريعة؛ يهرول ويقفز فيها الراقصون وسط حلقة الفرقة أو أمام صفها لأنه يمكن تأديتها على شكل خطين متقابلين19. وقبل الشروع في الرقص سواء في حفلات الأعراس أم الختان أم الاحتفالات الدينية أو الموسمية يقدم لهم القائمون على الحفل التمر أو السفوف واللبن، ومن العادة في قصور20 توات أن كل ما يُقدم للعبيد يوضع في طبق21ينسج محلياً من السعف وساق العرجون(الزيوان22محلياً)، حيث يتم إفراغ السفوف من التَّدَارَةِ23 لتقدم بدورها فيه، والسفوف تمر يابس يتم هرسه في مهراز خشبي خاص بتكسير التمر بعد أن يجف وييبس ويدق قصد تسهيل استهلاكه؛ ويحفظ في آنية تسمى التَّدَارَة وهي ثلاثة أنماط تدارة السعف وتدارة لحظة/سوق سوق وتدارة النيلو مثلما يظهر في الصور:

والذين يؤدون رقصة قرقابو في بعض النواحي هم من عائلات محددة، يسمون «أولاد العبيد»، وهم يتوارثونها أباً عن جد حتى اليوم، وهناك موسم محدد تتجول فيه هذه الفرقة وفي رحلتها تجمع التمر أو القمح وهي صدقة يطلق عليها الدَّكَارَ، ليتم تقسيمه فيما بعد على أعضاء الفرقة24، ويسمى اليوم الذي تدور أو تتجول فيه بنوبة العبيد أو نهار/يوم العبيد، حيث تدخل البيوت الموجودة في القرية أو القصر رفقة الأطفال ومن يشاء من الرجال أو النساء أن يتبعها، وفي كل بيت تؤدي مجموعة من الأغاني وتقدم ربة البيت لفرقة العبيد إما طبق من القمح أو التمر أوهما معاً في بيوت عامة الناس نحو ما توضحه الصورة الموالية:

أمَّا إن كانت ربة البيت عروسا أو متزوجة حديثاً فتقدم لهم السفوف من تدارة بيتها واللبن وطبق من القمح وتهب مقدم الفرقة طبقا به شاش أو محرمة25 ومشط وقالب صابون معطر، كريمة(محلياً يقولون قرعة دهينة) و رائحة(قارورة عطر) ومرآة وبخارة وتدارة صغيرة لوضع البخور وما يسمى محلياً بخبزة من البخور والزعفران، وكمية من التوابل المستعملة في الطبخ المحلي والحناء، وفيما يلي نعرض صورة لعروس من إقليم تيدكلت حضرت طبق القمح وتقوم بتحريك السفوف لتفرغها في طبق تقدمه لفرقة قرقابو:

وأفادنا مخبرون من توات- قصر تيلولين وزاوية بلال وقصور سالي- أن العروس إذا دخلت الفرقة بيتها عليها أن تقدم لهم القمح وتحرص على الحصول على الدَّكَارَ وهو «كمشة»26 من القمح يمنحها لها حامل الصدقة التي تُقدم للفرقة في البيوت الأخرى، وتقوم بخلطه في قمح أهل بيتها وبعدها تأخذ منه جزء تطحنه لتعد به وجبة تتناولها مع أسرتها؛ وجزء تقدمه لزوجها ليزرعه في بستانهم، ولديهم اعتقاد في هذا الأمر وهو أن العروس تزرع في بيتها وتنجب الأطفال، وتكون معها بركة الدَّكَارَ في منزلها وفي بستانها؛ ويكثر الخير حيثما حلت ويبارك الله فيها مثلما يبارك في حبات القمح، وقبل خروج الفرقة من منزل العروس تقدم لهم ما يسمى «بطبق العبيد» وهذا الطبق يقدم لهم لوحدهم ولا يمنح لفرق الطبوع الفولكلورية المحلية الأخرى كفرقة الحضرة أو البارود أو الطبل..إلخ، تضع فيه الهدايا المألوفة في العرف الشعبي بتوات إضافة إلى الحناء، ولها إذا امتلأ الطبق لا أن تستعين بطبيقات مزينة تسمى في توات القرفية تضع فيها ما تبقى نحو ما تبرزه الصور الآتية:

تحتوي الصورة التي تظهر في الشكل(9) على مشط، بخارة أو تمبخر مثلما يُتداول في لهجة توات، تدارة البخور، تحتها خبزة بخور، محرمة، قاعط زريـﭪ (وهو كيس ورقي فيه ملون أزرق تخلط كمية منه في الماء ليصبح أزرق بتركيز مخفف يستعمل لتلوين الملابس البيضاء حتى تحافظ على بياضها الناصع)، مرآة، صابون معطر، عينة من توابل الطبخ في توات(زنجبيل، عود قرنفل، جوز الطيب، الرقيطة، العود الأسود «ﭬرمي»)، قارورة عطر، قارورة كريمة، علبتان زعفران، وفي الوسط أوراق الريحان(يستعمل في الطبخ أيضاً)، وفي الصورة(10) قرفية من نوع سوق سوق فيها الحناء، أمَّا الصورة(11) فتبرز«طبق العبيد» به مرآة وقنينة كريمة، عود أسود، زنجبيل، عود قرنفل، صابون معطر، قاعط زريـﭪ، علبتان زعفران، مشط، تتوسطهما أوراق الريحان، إلى جانب الطبق قرفية البخور بها خبزة البخور، قارورة عطر، تدارة البخور، وتيمبخر، وبجانبها أيضاً قرفية الحناء، تمنح هذه الهدايا كعادة تقليدية، وتقديراً للفرقة على حفاظهم على تراث الأجداد.

وتمر هذه الرقصة بثلاث مراحل، «أمَّا المرحلة الأولى فتبدأ عادة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وتقال فيها بعض العبارات مثل «صلوا على محمد صلوا عليه وسلم»، ثم في المرحلة الموالية يتم ذكر الأولياء والرسل وبعض العبارات الدينية وغيرها، وهذه الرقصة لم تعرف بمجموعة من القصائد الشعرية التي تؤدى فيها إلاَّ ما عرف مؤخراً بما يشبه القصائد وغيرها مثل:

سِيْدِيْ مُوسْىَ هِيْ

أَهِيْ مُوْلانَا يَالاَلاَ

سِيْدِيْ مُوسْىَ هِيْ

أَمُوْلانَــــــا يَالاَلاَ

أو قولهم:

صَلّوَاْ عَلىَ مُحَمْــــدَ أَنْبـِّــي صَلَيْنــــَــا

صَلْوَاْ عَلَى مُحَمْـــدَ صَلـَي وَسَلِّمْ عَلَيْه

لَعْفُوَ يَامُوْلَاَنَا لَعْفــُوَ لَعْفُــوَ يَا مُوْلَاَنــَـا

أَرَبِّ وَيَـا مُحَمْــــدَ حَبِيــْــبَ اَللَّـــهَ

لَعْزِيْزَ عَلَيْنَا يَارَبــِّـي صَلـّوَاْ عَلَى مُحَمْدَ

تُوَبْ عَلَيْنَا يَارَبــِّـي صَلّوَاْ عَلَى مُحَمْـدَ

رَسُولُ اَللهَ رَسُولَ اَلله أَوْ لَاَ إِلَاَهَ إِلَاَّ اَللَّـــهَ

لَاَ إِلَاَهَ إلَاَّ اَللَّــهَ

ثم في آخر الرقصة عادة ما تقوم الفرقة بما يسمى بـ(دنقه) وهي عبارة عن رقص بأداء سريع»27و»تقال فيها بعض العبارات الشعرية مثل:

يَا رَجَالَ اَللهَ اَلصَّلَاَحَ وَيْنَ كَنْتُو حَضْرُواْ

مَنْ زَارَ وَزَارَ اَنْزُوَرُواْ لَمْقَامَ مَا هَنْانِّـــــــــي

يَا اَلْشِّيْخَ مُوْلَاَي اَلْطِّيْبَ يَالْلِّي ضَامَنِـــــي

رَسُولُ اَللهَ وَيْنَ كَانْتَ اَلْنَوَبـــــَــــــــة

مَنْ عَنْدُو اَلْمَفْتَـــــاحَ إِيِّحَـــلْ اَلْبَابَ»28

ومن طقوسها أنه إذا صارت الأمراض تصيب الولد فإنه يُباع إلى العبيد الموجودين في البلد، فتقدم لهم دعوة ليحضروا فإذا ما حضروا أجروا العملية، ويستفتحونها بالرقص أولاً، ثم يطوفون حول المولود وهم يرقصون ويتضاربون برهة من الزمن ثانياً، وبعد ذلك يجلسون أمامه فيطلقون عليه اسماً من أسمائهم؛ حيث يطلق على الولد اسم اَعْبيد أو أحمد أو محمود، إذا كان من عائلة الحراطين، واسم الناجم أو محمد أو هيبا. إذا كان من عائلة الأشراف أو المرابطين أو العبيد، وللعبيد أسماء خاصة مثل عبد النبي، بلال، بوجمعة، مولود، مسعود، ويطلق على البنت اسم «الخادم»، وهي كلها أسماء تدل على أن هذا الولد أو البنت أصبح واحداً منهم، ويعتقدون أنه سيشفى بتلك الأذكار الدينية، ويعاهدون أبويه على أن يمنعوه من أكل نوع من الأطعمة المباحة فتارة يكون الكتف وأحياناً الكبد أو الرأس، ويزعمون أن هذه الفعلة تزيد في الأعمار وتشافي الأسقام29. والمعتقد الشعبي السائد حول رقصة قرقابو أن فرقة العبيد مباركة، والعامة يعقدون فيهم نية الشفاء لأنهم يمدحون الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيهم بركة الأولياء والصالحين، ونظراً لما تتضمنه أقوالهم من الدعاء والابتهال، ولوجود أشخاص كانوا مرضى وبعد قيام أهلهم بطقس البيعة للعبيد تعافوا، وإلى يومنا هذا نجد في قصور توات مَنْ يستدعي فرقة قرقابو، أو يأخذ لها ابنه أو ابنته لأجل هذا الطقس، والتبرك بأعلام أو رايات فرق قرقابو لازال ساري المفعول إلى الآن.

وفرق قرقابو أو العبيد «ترافق العريس يوم العرس أو في أحد أيام عرسه، والعروس تأتي الفرقة إلى بيتهم يوم وضعها للحناء، وأثنائها تجلس العروس رفقة وزيرتها(مرافقتها طيلة أيام العرس) وامرأة مسنة ومن تشاء من النسوة الحاضرات وسط الفرقة، وتدور حولهم الفرقة وهم يرقصون ويقوم مقدم الفرقة وهو أكبرهم سناً بوضع كمية صغيرة من الحنة في مقدمة مفرق شعر رأس العروس، وأخرى في يدها اليمنى ويقوم بتغطيتها بإزار30 أبيض وسط الزغاريد والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعدها تُخرج العروس من وسط الحلقة إلى مجلسها، وتواصل الفرقة الرقص وهذه عادة تمارس منذ القديم وإلى الآن وخاصة لدى الذين يسمون أولاد العبيد، ومَنْ يرغبون في حضور قرقابو في زواجهم، كما ترافق كذلك الأطفال أثناء حفل الختان، وتحضر في الاحتفالات الدينية والزيارات(الوعدات) التي تقام للأولياء وأصحاب الرياض والكرامات»31.

أمَّا الأغاني التي تردد فيها فهي حول ذكر الله والرسول والصحابة والأولياء..إلخ؛ بطريقة متفرقة تتماشى مع الإيقاع البطيء أمَّا الرثم السريع فتردد فيه بعض الأبيات مثل: العفو يا مولانا العفو، سيد الجيلالي شايلاه، بانديلو شايلاه، ..وغيرها32. ومن القصائد المتداولة في الأغاني التي تؤدى أثناء رقصة قرقابو قصيدة «الصلاة على الهادي» ومنها قولهم:

« أَلَاَ إِيْلَاَهَ إِلَاَّ اَللهَ

اَلْصَّلَاَةَ عَلَى اَلْهَادِيْ

أَلَاَ إِيْلَاَهَ إِلَاَّ اَللهَ

أَسَيْدِنَا اَلْنَبِي

أَلَاَ إِيْلَاَهَ إِلَاَّ اَللهَ

أَرَسُولُ اَللهَ هُوْوِيِّيْ

أَنَبِي اَللهَ هُوَ رَسُولُ اَللهَ سَيْدِيْ

أَلَاَ إِيْلَاَهَ إِلَاَّ اَللهَ

إِيْدُومَ اَللهَ أَسِيْدِيْ

هُوَ اَلْدَايْمَ أَسِيْدِيْ

أَلَاَ إِيْلَاَهَ إِلَاَّ اَللهَ

اَلْحَفِيْظَ اَلرَّحْمَانَ

أَلَاَ إِيْلَاَهَ إِلَاَّ اَللهَ

أَنْبِي هُوْوِيِّيْ

أَلَاَ إِيْلَاَهَ إِلَاَّ اَللهَ

اَلْصَّلَاَةَ عَلَى اَلْحَبِيْبَ

أَلَاَ إِيْلَاَهَ إِلَاَّ اَللهَ»33

والملاحظ أن القصائد التي تغنى في رقصة قرقابو أغلبها في مدح الرسول والأنبياء والصحابة، وحتى في الأغاني التي تؤديها الفرقة في حفلات الزواج ترد أغاني يذكر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها لازمة يرددها أعضاء الفرقة، ومنها قولهم في أغنية «أرسول الله مرحبا»:

« مَرْحَبَا هُوْوِيِّيْ أَمَرْحَبَا

أَنَبِيْنَا رَسُولُ اَللهَ أَمَرْحَبَا

مُحَمْدُ اَلْنَبِّي رَسُولُ اَللهَ سَيْدِيْ

مَرْحَبَا هُوْوِيِّيْ أَمَرْحَبَا

أَهُوْوَهْ أَسَيْدِنَا مَرْحَبـــَا

اَلْمُصْطَفَىمَرْحَبـــَا

هُوَ سَيْدِيْمَرْحَبـــَا

هُوَ شَفِيْعِيْ مَرْحَبـــَا

هُوَ نَبِيِّي مَرْحَبـــَا

أَلْنَوَرَ أَسِيْدِيْ مَرْحَبـــَا

هُوَ سَيْدَنَامَرْحَبـــَا

هُوَ حَبِيْبِيْ مَرْحَبـــَا

هُوَ سَيْدِيْ هُوْوِيِّيْ

أَبُو فَاطِمَهْ مَرْحَبـــَا

سَيْدِيْ مُحَمْدَ أَمَرْحَبـَـا

أَسَيْدَنَا بُوبَكَرَ مَرْحَبـَــا

أَسَيْدَنَا بِلَاَلَ مَرْحَبـــَـا

مَرْحَبَـــــــــــــــا أَسَلَاَمَ أَسَلَاَمَ

«مَرْحَبَا هُوْوِيِّيْ مَرْحَبَا هُوْوِيِّيْ»34 وغالباً ما تُختم رقصة قرقابو بقصيدة تتضمن معاني طلب المغفرة وحسن الخاتمة، نحو قولهم في قصيدة « أنبي الله موسى»:

« قَمَرِيْ أَهِيْ يَّيْ قَمَرِيْ

سَيْدَنَا مُوْسَى أَهُوْوِيِّيْ قَمَرِيْ

أَنَبِي اَللهَ مُوْسَى قَمَرِيْ

أَرَسُولُ اَللهَ هُوْوِيِّيْ

أَنَبِي اَللهَ رَسُولُ قَامَرِيْ

قَمَرِيْ أَهِيْ قَمَرِيْ

أَلْعَفْوُ يَا مُوْلَاَنَا اَلْعَفُوُ

أَلْعَفْوُ يَا نَبِيْنَا لَعْفُوُ

أَمُوْلَاَنَا هُوْوِيِّيْ

تَعْفُو عَلَيَّا هُوْوِيِّيْ

أَمُوْلَاَنَا تَرْحَمْنِي

أَمُوْلَاَنَا تَغْفَرَ ذَنْبِي

أَمُوْلَاَنَا تَعْفُو عَلَيَّا

أَمُوْلَاَنَا آمِيْنَ

أَمُوْلَاَنَا»35

وبعد انتهاء الرقصة تقوم الفرقة بالدعاء والقيام بما يسمى محلياً بالفاتحة حيث تقرأ أواخر سورة البقرة والمعوذتين وسورة الإخلاص وفاتحة الكتاب، وبعدها يقول أكبر شخص من الأشراف الحاضرين: «وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين» وقتها يرفع جمع الحاضرين أيديهم بالدعاء، وتختم الفرقة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وما يسمى محلياً «بالتَّعْشَاقَ» وهو قولهم: «يالعاشقين في النبي زيدوا فالصلاة والسلام عليه ها الصلاة والسلام عليك يا رسول الله(صلى الله عليه وسلم)» وحين نطق هذه العبارة يتم قرع الدندون والأقلال بضربات متتالية ومتفرقة أي نقرات وتقوم النسوة بإطلاق الزغاريد، وعقبها يتصافح الناس الحاضرون ويتبادلون عبارات التهنئة والتسامح، وهناك جمل تتداول على الألسنة حسب المناسبة التي تم أداء هذه الرقصة فيها؛ ففي ختام الرقصة أثناء حفل الختان يقولون «اللهم اَجْعَلْهُ مِنَ اَلْعَايْشِيِّنْ» و«اَجْعَلْهُ مِنَ اَلْحَافِظِيْنَ لِكِتَّابَ اَللهَ واَلْسُّعَدَاءَ وَعُقْبَى لِعُرْسِهِ»، وفي ختامها في حفل الزواج يقولون «اَلله يَصْلَحَ» و«اَلله يُوَفِقْ لِلَّخِيْرَ» و«يَجْعَلَ اَلْخَيِّرَ» و«يَرْزُقْهَمْ اَلْذُرِيِة اَلْصَّالِحَة و«يَجْعَلّهُمْ مِنَ اَلْسُّعَدَاءَ» «وَيَصْدَّقْ اَلْحَرْثَة»، وفي ختامها في زيارة لولي أو مناسبة سنوية يقولون «يَجْعَلَ اَلْمُعَاوَدَةُ بِاَلْخِيِّرَ وَعْقُوبَة لِلْعَامَ اَلْجَاي»، وهذه العبارات تتوارث وإلى الآن يقولونها.

وعندما تحضر فرقة قرقابو يقدم طبق خاص لأعضائها سواء كان في حفلة عرس أم ختان أو حفل ديني أو في زيارة/ وعدة ولي- خلا أنه في بعض الزيارات يقدم لهم طبق الكسكس، وكذلك في حفلات بعض القصور التي دخلها التمدن وترك سكانها هذه العادة- وهذا الطبق يطلق عليه اسم كسرة الحجرة أو الرضفة أو الصفية على اختلاف في تسمية الحجرة التي يُطهى عليها في قصور توات، والصورة الموالية توضح طبق الكسرة

وهو من الأطباق التي تحتل الصدارة في الأكل الشعبي التواتي، ويعد من القمح حيث يعجن دقيق القمح بالماء وتضاف له عينة من الملح ويترك فترة، ويتم تسخين الحجرة بالحطب؛ إذ توقد المرأة النار تحت صخرة دائرية مسطحة يطلق عليها محلياً حجرة الكسرة أو الرضفة حتى تسخن، وبعدها يوضع العجين فوقها وتمرر عليه النار المشتعلة في الجريد حتى يتماسك، وينضج الجزء الأعلى وهذا لمنع التصاق التراب بالعجين وتسمى هذه العملية(تشواط الكسرة)، وبعدها يُغطى بالرمل الساخن الذي كان تحت الحجرة أثناء تسخينها وأُشعل الحطب فوقه وتدعى هذه العملية (دفن الكسرة)، ومن ثم يُرجع عليها الجمر ويشعل الحطب مرة أخرى عليها، وتُترك حتى تنضج وعادة المدة هي 30د أو 40د، وبعدها تُخرج الكسرة من التراب وتنقى بالسكين وتمسح، وتهيئها المرأة للأكل بأن تقسمها قطعا متوسطة الحجم في صحن كبير ثم تصب فوقها المرق والذي يعد بلحم الغنم أو الجمل والخضار وهي البصل والقرع أو الكوسة والجزر واللفت والطماطم ويضاف إلى الكل توابل تعد محليا؛ً وعندما يطهى المرق يضاف الفلفل الأسود والسمن ما يعطي الطبق نكهة رائعة تفتح الشهية، وتخلط الكسرة والمرق ويُوضع فوقها اللحم والبيض المسلوق36. وفي الحفلات والمناسبات يوضع في طبسي37 يكفي لعشرة أشخاص وأحياناً08/12 شخصاً ويسمى لقدح أو الماعون، ويرفق هذا الطبق بمائدة بها سلاطة وفاكهة ومشروبات والشأن ذاته يحصل عندما تعزم فرقة قرقابو أو فرقة الحضرة أو البارود لتشارك أهل توات فرحتهم وتمتع الحاضرين بأداء رقصة فولكلورية محلية.

كان هذا الطبق ولا يزال إلى حد الآن من الأطباق الرئيسية المفضلة في قصور توات، إلاَّ أننا نلاحظ حالياً تراجعاً مشهوداً في الحفاظ عليه، وصار طبق الكسكس يحتل الصدارة في الأطباق المحلية التي تعد في الأعياد والمناسبات والزيارات، ومع ذلك نجد بعض القصور المتمسكة بالتقاليد تحرص على تواتر وجوده ونقله للأجيال؛ حيث تعكف الأمهات على تعليم بناتهن كيفية طهيه قبل زواجهن، وتلح على الإبقاء على زاوية في ساحة البيت لوضع رمل نظيف خاص بدفنه وإعداده.

خاتمـــة

الرقص الشعبي الفولكلوري في توات متميز في مختلف طبوعه وأشكاله، سواء من حيث الأداء أم النمط أو الطقوس، وفولكلور توات عامة له خصوصية محلية وإقليمية، وتعد رقصة قرقابو من الطبوع الفولكلورية التي يحبها سكان المنطقة ويبتهجون لحضورها في محافلهم؛ بالرغم من وجود وسائل الترفيه والموسيقى الحديثة إلا أنها تحظى بالشعبية وتُؤدى إلى جانب الأنواع الفولكلورية الأخرى.

وفي هذه الرقصة يتجسد وجه من مظاهر التراث الفولكلوري لسكان توات، وملمح من الذاكرة الشعبية والتقاليد والطقوس التي لازال أهل توات يحافظون عليها ويتوارثها، ورقصة قرقابو بوسائلها البسيطة إلاَّ أنها تحظى بالتقدير والهيبة من لدن الناس، وهناك من يتناغم مع إيقاعها ويرقص ويشعر بالسرور إلى درجة الجدب والإغماء، وهي تنقل جمهورها من الفرح إلى الرقص إلى الأريحية الروحية والنفسية، إلى عيش لحظات من الدعاء والابتهال والرضا، ورجاء تحقق آمالهم وأحلامهم.

وإجمالاً تمثل رقصة قرقابو صورة من التنوع الثقافي في الفولكلور الشعبي الأدراري؛ الذي يجمع بين الثقافة الشعبية المحلية للمنطقة والفولكلور الإفريقي المتواجد في دول الجوار خاصة بلاد السودان الغربي. وعلى الرغم من التغيرات السريعة التي طرأت على الحياة في أرض توات لا تزال توجد في قصورها فرق- نذكر منها على سبيل المثال فرقة قرقابو: مامليحة(تمنطيط)، تيطاف، زاوية كنتة، تيلولين، قصبة باب الله، بريش، زاوية الرقاني، أولف...إلخ- تعمل على إحياء هذا التراث الشعبي وهي بحاجة إلى الدعم والتشجيع على الاستمرار في الاهتمام به، حتى يُعاد تداوله ويحفظ من الاندثار.

 

الهوامش

1. أحمد زكي بدوي، معجم مصطلحات الدراسات الإنسانية والفنون الجميلة والتشكيلية، دار الكتاب المصري، القاهرة، ودار الكتاب اللبناني- بيروت، ط1، 1991م، ص95 - ص 96، بتصرف

2. المرجع نفسه، ص 97، بتصرف.

3. فوزي العنتيل، الفولكلور ما هو- دراسات في التراث الشعبي، دار المعارف، مصر، (د.ط)، 1965م، ص162، بتصرف

4. عاشور سرقمة، الرقصات والأغاني الشعبية بمنطقة توات مدخل للذهنية الشعبية، دار الغرب، وهران- الجزائر، (د.ط)، 2004م، ص 19، بتصرف.

5. الفولكلور ما هو- دراسات في التراث الشعبي، ص 144، بتصرف

6. المرجع نفسه، ص 143، بتصرف

7. رمضان بسطويسي محمد، علم الجمال لدى مدرسة فرانكفورت أدورنو أنموذجاً، مطبوعات نصوص 90، القاهرة، ط1، 1993م، ص 77، بتصرف.

8. الفـﭭـارة: نظام لجلب المياة والسقي يتميز به إقليم توات عما سواه من مناطق الجزائر، وهو عبارة عن سلسلة من الآبار المائية المتصلة ببعضها في طريقة تصاعدية عجيبة وطريقة توزيعية للمياه أعجب، وهو نظام متوارث في توات منذ قرون وإلى الآن. ينظر: أحمد أبالصافي جعفري، اللهجة التواتية الجزائرية معجمها بلاغتها أمثالها وحكمها عيون أشعارها، ج1، دار الكتاب العربي، الجزائر، ط1، 2013م، ص 260 - ص261.

9. الرقصات والأغاني الشعبية بمنطقة توات مدخل للذهنية الشعبية، ص 17 - ص 18، بتصرف.

10. أحمد عكاشة، آفاق في الإبداع الفني رؤية نفسية، دار الشروق، القاهرة – مصر، ط1، 2001م، ص 74، بتصرف.

11. الفولكلور ما هو- دراسات في التراث الشعبي، ص155 - ص156، بتصرف

12. آفاق في الإبداع الفني رؤية نفسية، ص 84، بتصرف

13. فؤاد زكريا، التعبير الموسيقي، مكتبة مصر ودار مصر للطباعة، مصر، (د.ط)، 2009م، ص 14.

14. أدرار: ولاية في الجنوب الجزائري الغربي يطلق عليها اسم إقليم توات، يحدها من الشمال ولاية البيض، بشار، وغرداية، ومن الغرب تيندوف، وجمهورية موريتانيا، ومن الجنوب جمهورية مالي، ومن الشرق ولاية تمنراست، تتكون من 11دائرة و28بلدية تضاف إليها عين صالح التابعة إدارياً لولاية تمنراست، ويتشكل إقليم توات/أدرار من ثلاث وحدات أساسية هي تنجورارين/ ﭭورارة، توات الوسطى، وتيدكلت، وتقع ﭭورارة في الجهة الشمالية من الإقليم تمتد من تبلكوزة شمالاً إلى سبع جنوباً، على مسافة تقدر ب270كم تقريباً، أمَّا توات الوسطى فتمتد من قصور بودة وتيمي شمالاً إلى رﭭـــان جنوباً، على مسافة 200كم تقريباً، وإلى الشرق من توات الوسطى توجد تيدكلت، وتمتد من أولف إلى فــﭭــارة الزوا بعين صالح شرقاً، على مسافة تقدر ب150كم، والمسافة بين أول الإقليم وآخره تناهز 700كم. ينظر: مبارك بن الصافي جعفري، العلاقات الثقافية بين توات والسودان الغربي خلال القرن 12ه، دار السبيل، الجزائر، ط1، 2009م، ص 31.

15. ينظر: اللهجة التواتية الجزائرية معجمها بلاغتها أمثالها وحكمها عيون أشعارها، ج1، ص 366.

16. ينظر: الرقصات والأغاني الشعبية بمنطقة توات مدخل للذهنية الشعبية، ص 49.

17. العمامة التي توضع على الرأس. اللهجة التواتية الجزائرية...، ج1، ص340.

18. من أسماء العمامة، المرجع نفسه، ص 343.

19. ينظر: محمد حوتية، توات والأزواد خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة( الثامن عشر والتاسع عشر ميلادي) دراسة تاريخية من خلال الوثائق المحلية، ج2، دار الكتاب العربي، الجزائر،(د.ط)، 2007م، ص 398.

20. القصر: يعني في مناطق الجنوب الغربي الجزائري قرية محصنة، أو مجموعة كتل سكنية متراصة، تقطنها مجموعة من العائلات الموسعة ، وغالباً ما تنتمي إلى أصول عرقية واحدة أو فئات اجتماعية مشتركة أو مختلفة، وتنسب القصور عادة إلى ولي صالح باعتباره مؤسس أو صاحب الفضل في لم الشمل، وهناك اعتبارات أخرى ينسب لها اسم القصر، ومن أسماء قصور توات: سيدي عيسى، قصر أولاد أحمد، قصر أولاد سعيد، قصر الشرفة، قصر العبيد، قصر العرب، القصر الفوقاني، القصر القديم، وقد تحتوي القصور بداخلها على قصبة أو قصبتين محصنتين، ويحتوي القصر على مسجد يسمى الجامع، كما تتواجد به المرافق الضرورية مثل السوق والدكاكين، والرحاب، ودار الضيوف، وقد يكون القصر مؤلفاً من مجموعة القصبات تضم حارات وأحياء ومحلات، وقديماً يحيط بالقصر سور مدعم بأبراج في زواياه، وله باب واحد يُفتح في أوقات السلم ويغلق في أوقات الحرب ويُفتح عند الفجر، ويُغلق بعد العصر وقبيل المغرب. مبروك مقدم، نشأة القصور وعمارة الأرض بمناطق توات وأحوازها، ج5، ديوان المطبوعات الجامعية، بن عكنون- الجزائر، (د.ط)، 2016م، ص98 - ص99، بتصرف.

21. الطبق ينسج من سعف النخيل وهو لحمل التمر والزرع ونحوه، ومؤنثه الطبيقة غير أنها دائرية بعض الشيء، وهي مقعرة في شكلها. ينظر: اللهجة التواتية الجزائرية، ج1، ص 340.

22. الزيوانة: مصطلح يطلق في توات على العرجون اليابس المجرد من التمر، ينظر: الشيخ باي محمد بالعالم، الرحلة العلية إلى منطقة توات لذكر بعض الأعلام والآثار والمخطوطات والعادات وما يربط توات من الجهات، ج2، دار هومه، الجزائر، ط2، 2005م، ص345.

23. التدارة: وعاء أو آنية يوضع فيها التمر المدقوق تقوم نساء توات بنسجها، وهي ثلاثة أنواع : تدارة السعف وتدارة السوق سوق وتدارة النيلو؛ فتدارة السعف تنسج من السعف وزيوان النخيل بعدما يجزأ إلى عيدان رقيقة بالسكين أو شوكة متينة من النخلة، وتزين بصبغ عينة من السعف بالمداد الأحمر أو الأخضر أو الأزرق أو البنفسجي أو الوردي الغامق، أو تزين بلف مواضع من السعف بسيور أكياس النيلون الأحمر والأسود والأخضر والأزرق مشكلة نقط ومعينات ومثلثات تزخرفها، أمَّا النوع الثاني فيطلق عليها اسم تدارة النيلو وتصنع من أكياس النيلو، والنوع الثالث تدارة «لحظة/ السوق سوق» نسبة إلى بريق المادة المصنوعة منها، وتنسج من الأكياس الي يُعبأ فيها الحليب المجفف صناعياً وتسمى أكياس لحظة محلياً، وبدورها تزين بسيور من أكياس النيلون الملونة فقط، وتدارة النيلو والسوق سوق لا يستعمل المداد أو غيره من الأصبغة في تزيينها، والتدارة كانت ذات سمعة وهيبة عالية في التقاليد الشعبية في توات، وإلى يومنا هذا توجد في توات قصور يُشترط فيها على أم العروس أن تضعها في جهاز ابنتها، كما يشترط على أم العريس أن تضعها في بيت ابنها يوم عرسه؛ وكلتهما ملزمتان بملئها بالسفوف المعد من أجود أنواع التمر في المنطقة ومن الفخامة والاحتفاء بالضيف تقديم السفوف فيها، والملاحظ مؤخراً أن التحضر سلبها حضورها اليومي في البيت؛ وتم الاستغناء عنها بحفظ السفوف في علب من بلاستيك أو غيره، وتقديمها في صحن من الزجاج أو الفخار، و تناقص وجودها خلا في بيوت العرسان وفي بيوت بعض الأسر المتشبثة بالتقاليد والعادات الشعبية في المنطقة خاصة التي تقطن قصور توات الوسطى وتدكلت. اللهجة التواتية الجزائرية، ج1، ص339، بتصرف.

24. ينظر: الرقصات والأغاني الشعبية بمنطقة توات، ص 48.

25. المحرمة: توضع غطاء للرأس عند المرأة، ينظر: اللهجة التواتية الجزائرية...، ج1، ص344.

26. الكمشة: اسم تطلقه العامة محلياً في توات ويقدر بما يملأ يداً واحدة للفرد البالغ قمحاً أو دقيقاً أو كسكساً أو عدساً...إلخ.

27. ينظر: الرقصات والأغاني الشعبية بمنطقة توات، ص 50 و- ص 51.

28. ينظر: المرجع نفسه، ص51- ص52 .

29. الشيخ باي محمد بالعالم، الرحلة العلية إلى منطقة توات، ج2، ص 286، بتصرف.

30. الإزار: تستعمله المرأة غطاء لكامل جسدها، له ألوان مختلفة، ويقدر طوله محلياً بعشرة أذرع ونصف، وعرضه من ثلاثة أذرع ونصف إلى أربعة، اللهجة التواتية الجزائرية...،ج1، ص343، بتصرف.

31. عز الدين جعفري، أطلس العادات والتقاليد بمنطقة توات، إشراف شعيب مـﭬنونيف، دكتوراه، كلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية- قسم التاريخ، جامعة أبو بكر بلقايد، تلمسان- الجزائر، 2017-2018م، ص67، ص131، بتصرف، والرقصات والأغاني الشعبية بمنطقة توات، ص 50، بتصرف.

32. ينظر: الرقصات والأغاني الشعبية بمنطقة توات، ص 47.

33. أغنية أدتها فرقة قرقابو، قصبة باب الله- بلدية سالي- أدرار، في حفل زواج أقيم بقرية التزيزية، يوم 08/08/2018م، 21:15.

34. أغنية أدتها فرقة قرقابو قصر تيلولين- بلدية أنجزمير- أدرار، في وعدة الولي بانديلو بقصر تيلولين يوم 01/ 05/ 2017م، 19:10.

35. أغنية أدتها فرقة قرقابو قصر تيلولين- بلدية أنجزمير-أدرار، في وعدة الولي بانديلو بقصر تيلولين يوم01/05/ 2017م،18:45.

36. ينظر: عز الدين جعفري، أطلس العادات والتقاليد بمنطقة توات، ص 95.

37. الطبسي: هو إناء لوضع الطعام ونحوه. اللهجة التواتية الجزائرية،ج1، ص 340.

المصادر والمراجع:

- أحمد أبالصافي جعفري، اللهجة التواتية الجزائرية معجمها بلاغتها أمثالها وحكمها عيون أشعارها، ج1، دار الكتاب العربي، الجزائر، ط1، 2013م.

- أحمد زكي بدوي، معجم مصطلحات الدراسات الإنسانية والفنون الجميلة والتشكيلية، دار الكتاب المصري، القاهرة، ودار الكتاب اللبناني- بيروت، ط1، 1991م.

- أحمد عكاشة، آفاق في الإبداع الفني رؤية نفسية، دار الشروق، القاهرة – مصر، ط1، 2001م.

- رمضان بسطويسي محمد، علم الجمال لدى مدرسة فرانكفورت أدورنو أنموذجاً، مطبوعات نصوص 90، القاهرة، ط1، 1993م.

- الشيخ باي محمد بالعالم، الرحلة العلية إلى منطقة توات لذكر بعض الأعلام والآثار والمخطوطات والعادات وما يربط توات من الجهات، ج2، دار هومه، الجزائر، ط2، 2005م.

- عاشور سرقمة، الرقصات والأغاني الشعبية بمنطقة توات مدخل للذهنية الشعبية، دار الغرب، وهران- الجزائر، (د.ط)، 2004م.

- عز الدين جعفري، أطلس العادات والتقاليد بمنطقة توات، إشراف شعيب مـﭬنونيف، دكتوراه، كلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية- قسم التاريخ، جامعة أبو بكر بلقايد، تلمسان- الجزائر، 2017 - 2018م.

- فؤاد زكريا، التعبير الموسيقي، مكتبة مصر ودار مصر للطباعة، مصر، (د.ط)، 2009م.

- فوزي العنتيل، الفولكلور ما هو- دراسات في التراث الشعبي، دار المعارف، مصر، (د.ط)، 1965م.

- مبارك بن الصافي جعفري، العلاقات الثقافية بين توات والسودان الغربي خلال القرن 12ه، دار السبيل، الجزائر، ط1، 2009م.

- مبروك مقدم، نشأة القصور وعمارة الأرض بمناطق توات و أحوازها، ج5، ديوان المطبوعات الجامعية، بن عكنون- الجزائر، (د.ط)، 2016م.

- محمد حوتية، توات والأزواد خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة( الثامن عشر والتاسع عشر ميلادي) دراسة تاريخية من خلال الوثائق المحلية، ج2، دار الكتاب العربي، الجزائر،(د.ط)، 2007م.

الصور :

- الصور من عدسة كاميرا الكاتبة.

1. https://i.ytimg.com/vi/VYjLWg8jq0I/maxresdefault.jpg

أعداد المجلة