فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
55

مساكن النخيل التقليدية بمحافظة العلا

العدد 55 - ثقافة مادية
مساكن النخيل التقليدية بمحافظة العلا

مقدمة:

عرفت مساكن النخيل منذ أقدم العصور، وانتشرت في كثير من ثقافات العالم القديم وخاصة التي تنمو فيها أشجار النخيل، موفرة للمادة الخام. تعد الجزيرة العربية أحد أبرز المواقع التي تأصلت فيها مساكن النخيل، وتطورت، وقد اختص سكان بعض المناطق بمنازل النخيل، وأصبحت ضمن ثقافتهم وموروثهم التقليدي، ومن أشهرها محافظة العلا . أدت النخلة دوراً بارزاً ومهماً في التراث الثقافي للإنسان في الجزيرة العربية، ووفرت له المادة الخام منذ أقدم العصور، وقد وظف الإنسان القديم هذه المادة الخام وصنع منها المساكن وغيرها من مواد نفعية، لبت احتياجاته المعيشية اليومية، وطور أدوات النشاط الاقتصادي. ومن المرجح أن الاشتغال ببناء منازل النخيل، أفرز ثقافة مادية مميزة لهذه المحافظة؛ لذا فان توثيقها وتحليل مكوناتها يكشف عن القضايا الاجتماعية المرتبطة بها، وطبيعة النشاط الاقتصادي والمعيشي، ويفسر أشكال المساكن.

اعتمدت الحياة الاقتصادية في محافظة العلا بشكل رئيس على الزراعة، وخاصة زراعة النخيل؛ نظراً لوقوعها وسط أشهر الأودية التاريخية (وادي القرى)، المعروف بغزارة مياهه وكثرة بساتينه، وساعد في ذلك نظام قنوات ري مبنية تحت سطح الأرض تمتد لمسافات بعيدة، وقد أسهمت في نقل المياه من الأراضي المنخفضة إلى الأراضي المرتفعة حتى تصل إلى أراضي الحقول الزراعية؛ وبفضل تطور النظام الزراعي، ووفرة المياه تحولت محافظة العلا إلى غابات من أشجار النخيل، ووفرت المادة الخام اللازمة لنشأة منازل النخيل بمحافظة العلا.

الإطار الجغرافي والتاريخي:

تقع العُلا في الجزء الشمالي الغربي من المملكة العربية السعودية، في المنطقة الجغرافية الواقعة على خط الطول (25 ً 55 َ 37)ْ شرقاً، ودائرة العرض(30 ً 37 َ 26)ْ شمالاً (موسوعة أسماء الأماكن في المملكة العربية السعودية، 2003م: 232)، والعلا هي إحدى أكبر محافظات منطقة المدينة المنورة، وتعود أهمية محافظة العلا لموقعها الجغرافي، ونشاطها الزراعي، إلى جانب شهرة مواقعها الأثرية، وكونها منفذاً وحيداً للمراكز المرتبطة بها الواقعة بين منطقة المدينة المنورة، ومنطقة تبوك.

وهي بذلك تتوسط وادي القرى المعروف بكثرة بساتينه (نصيف 1995م: 1-241)، وهو وادِ أشارت المصادر العربية المبكرة إلى وفرة المياه فيه، وإلى خصوبة أرضه، هذان العاملان كانا سبباً للاستقرار البشري في واحة ددان كما كان اسمها قديماً ، واستمر الاستيطان فيها منذ الألف الأول قبل الميلاد وحتى يومنا هذا، ونشأت فيها ددن عاصمة مملكتي دادان ولحيان، ويصعب كثيرا تحديد تاريخ الاستيطان في المنطقة، ولكن تشير الدراسات إلى أن المنطقة لم تكن منطقة سكنى مؤقتة بل دائمة، وقد تكون بوادر الاستيطان الموسمي أو المؤقت تعود إلى العصر الحجري القديم، (الذييب، 2011م : 19) .

والعُلا بالضم والقصر: موضع بناحية وادي القرى، نزله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه إلى تبوك، وبه مسجد (ابن منظور، 1992م: 384). ولعل أقدم ذكر للعلا يعود إلى القرن الثاني الهجري. وقد سجل الرسم الكتابي للعلا وفق رسمين، الأول بالقصر على الألف، حيث ورد رسم العلا بالقصر عند الطبري مطابقاً لرسمه الكتابي المعروف حالياً، العلا. كما جاء رسم العلا عند الرازي بالقصر على الياء العلى (الرازي، 2005م:397). بينما رسمت العلا عند الأصفهاني، المعلى (الأصفهاني 2005م: وعبد الكريم، 1414هـ:15)، بإضافة حرف الميم وقصر آخر حرف فيها، ويظهر أن رسم المعلى تصحيف لرسم العلى. اكتسب اسم العلا شهرة، فكثر استعماله حتى أصبح علماً على ما كان يعرف سابقاً مدينة وادي القرى، بينما موضع العلا صار يعرف لاحقاً باسم العلا أو الديرة، تمييزاً له عن العلا الجديدة التي نزح السكان إلى أطرافها الشمالية الجنوبية (المحفوظ، 2001م: 16).

بينما علل الجغرافيون تسميتها بذلك لكثرة القرى بواديها، إذ ذكر ياقوت الحموي ذلك بقوله: وادٍ فيه قرى كثيرة، وبها سمي وادي القرى (الحموي، 1979م:4/144).

كما عرفت قرح (المابيات) بمنطقة العلا، وازدهرت قبيل الإسلام، وأصبحت سوقاً تجارياً مشهوراً، حتى عُدت من أسواق العرب المعروفة في الجاهلية (الأفغاني 1960: 194).

نالت العلا شهرة واسعة في العصور الإسلامية المبكرة، فقد أشارت المصادر التاريخية والجغرافية إلى واديها، وتقصد به وادي القرى وعاصمته مدينة قرح الذي أشار إليه المقدسي في القرن الرابع الهجري(375هـ)، حيث عد قرح المنطقة، ووادي القرى حاضرتها فقال: وناحية قرح قصبتها وادي القرى، وناحية قرح تسمى وادي القرى، وليس بالحجاز اليوم بلد أجل وأعمر وآهل وأكثر تجاراَ وأموالاً وخيرات بعد مكة من هذا (المقدسي، 1906م: 84). وقد وصفت مدينة قرح من بين أعظم المدن، فقيل فيها: «وليس بالحجاز مدينة بعد مكة والمدينة أكبر من اليمامة، ويليها في الكبر مدينة وادي القرى، وهي ذات نخيل كثيرة وعيون» (الإصطخري، 1927م: 19، والأنصاري وأبو الحسن، 2002م: 23).

مناطق زراعة النخيل بمحافظة العلا:

تزرع أشجار النخيل في الأراضي الزراعية الواقعة في ريف مدينة العلا القديمة، وهي المنطقة الزراعية الواقعة في نطاقيها الشمالي والجنوبي1. وقد ينمو النخيل على حوض الوادي بشكل طبيعي، فيزرع في بعض الجهات المعروفة عند أهل العلا منها: العذيب، العادلية، الزُهرة، الصالحية، السالمية، خيف2 سهلة، خيف تدعل، خيف صلاح، خيف عيون فوق، السعة، البحرية، الحميدية، البركة، الرزيقية، الحزم، المنصورة، المحمودية، اليسيرة، المنشية3، (الخريطة2).

المواد الخام المستخدمة ببناء مساكن النخيل:

استغلت أجزاء من أشجار النخيل منذ القدم، حيث تزرع أنواع كثيرة من النخيل في أماكن متفرقة من العالم، ومن أهمها نخل التمر، ونخل جوز الهند، ونخل الزينة المعروف بـ (الوشنتوني). وقد تبوأت المواد المصنوعة من مواد خام النخيل مكانة عالية لدى المجتمعات الريفية، وظفت في مناحٍ ، استغل في نواح متعددة من الحياة المعيشية الاجتماعية، والاقتصادية؛ ولتوثيق المادة الخام، وتأصيل وجودها وانتشارها ؛ فقد رأت الباحثة ضرورة التعرف على المكون الأساسي لمواد بناء منازل النخيل.

والنخلة شجرة باسقة الطول، ساقها ممتلئة، وجسمها الخارجي مكسو بأعقاب غليظة تعرف محلياً بالكرب، وسعف النخلة تمثل ورقها، والسعفة ريشية مركبة من جريدة، وورقات الخوص (شكل3). ويعد نخيل التمر أشهر أنواع النخيل على الإطلاق، وقد عرفتها شعوب جزيرة العرب منذ القدم. والنخل يدل على الجنس، يذكر ويؤنث، أما نخل التمر فيصنف من جنس النخيليات (Palme-Order)، أو(Palmiers)، من فصيلة الفينكس (Poenix-Genu)، من نوع الداكتليفيرا (Dactyllifera -Species)، (الدباغ، 1969م: 15).

مساكن النخيل:

المسكن: هو حيث يسكن الإنسان، مثل البيت ولا يشترط فيه أن يكون من يبيت في المكان مرتبط بالآخرين. فكل بيت مسكن ولكن ليس كل مسكن بيت.

تتضح البساطة في مجتمع العلا، من خلال طريقة بناء مساكنهم في البلدة التاريخية «الديرة»، فقد تميزت أغلب البيوت ببساطة المواد المستخدمة وأسلوب البناء. اعتمد المجتمع بناء المنازل كما في حياتهم فقد جاءت البيوت متراصة بجانب بعضها تكاد تكون بيتا واحدا او وقلعة واحدة، وتميزت بترابط مبانيها ويستطيع أي شخص التنقل بين البيوت المتجاورة عن طريق سطوح المباني المتجاورة، دون أن يمشي في الشوارع والازقة.

يعود تاريخ بناء المدينة لأكثر من سبع مائة سنة من الآن أو يزيد والمشاهد لتخطيط وعمارة العلا يلاحظ أنها كالبنيان المرصوص ويوحي شكلها أنها أنشئت وفق مخطط معماري هندسي (عبدالكريم1414هـ،44). لقد ارتبط البيت عند أهل العلا بالنخلة ولا يستغرب أن اقترن بكل تفاصيله بل وامتد أثر النخلة إلى الزخارف الجدارية في المنازل ونجد بعضها قد زين برسوم للنخلة، كما نجد بعض المنتجات الخوصية كالمراوح (المهاف) وغيرها.

لقد تعدت النخلة ارتباطها بالمباني السكنية إلى منازل النخيل التي تبنى في المزارع، اذ ينتقل الأهالي إلى السكن في مزارعهم لحراستها من السرقة وللاستمتاع بثمارها الصيفية مثل الرطب والعنب والرمان والخوخ، ولذلك يبنون بيوتا من الطين مسقوفة بأجزاء من النخلة ويطلقون عليها «بييت النخل»، تصغير لبيت، يتكون في الغالب من غرفة واحدة وفي بعض الأحيان غرفة وصالة صغيرة (ديوان صغير) ودرج يصعد منه إلي سطح البيت ويطلقون عليه «السطيح»، لا يحتوي هذا البييت على حمام أو مطبخ لأن الحمام والمطبخ يكونان بعيدا ومنفصلين عن البييت على غير العادة كما في منازل البلدة. إن بيوت الطين عند أهل العلا هي امتداد لأسلوب بناء مارسه الإنسان على مر العصور تم رصد مقاربة في الفترة الإسلامية الملازمة لعهد النبي، باعتبار أنه فترة تاريخية مؤرخة وانتهاء إلى الفترة التقليدية لمناطق المملكة حيث نجد تشابها كبيرا لأسلوب البناء لبيوت وحجرات النبي المصطفى، ومناطق كثيرة من المملكة العربية بكافة مناطقها، مع اختلافات بسيطة تتماشى مع متطلبات وتغييرات بيئية وأسلوب حياة. وفي إشارة لبيوت النبي وزوجاته رضي الله عنهم أنها كانت بيوتا تسعة في عددها و متواضعة بعضها من جريد مخلوط بطين اللبن ، وسقفها من جريد وبعضها من حجارة مرضومة بعضها فوق بعض مسقوفة بالجريد وجذوع النخيل أيضا، وكان كل منها عبارة عن البيت4وهو الوحدة السكنية الرئيسية وهو بناء مسقوف محاط بأربعة جدران من الطين ، شبيهة بما يعرف بالغرفة الآن وملحق به وحدتان ثانويتان وهما الحجرة5 و الصُفَة (الجميل 2010م، 21-23) .

يعتمد في بناء المساكن على مبدإ التعاون (النخوة) حيث يتساعد الأصدقاء والاقارب ببناء المسكن، حين عزم صاحب المسكن البناء، من بناء يجهز اللبن ومساعدين أو رجال يقومون بقص وجد السعف تجهيزاً لعمل مساكن النخيل، مستخدمين القطفة او القالوش6 (لوحة 5)، يتم بناء مساكن النخيل في المزراع وعادة يكون في نهاية الشتاء بداية الربيع استعداد لسكناه نهاية الربيع واستقبال فصل الصيف بنزول سكان البلدة التاريخية (الديرة) الى مزارعهم ورعاية مزارعهم.

وتقسم مساكن النخيل على النحو التالي:

اتضح مما سبق أن لأهالي العلا ممن سكن البلدة التاريخية (الديرة)، مساكن بداخل البلدة التاريخية(الديرة) ومساكن صيفية بمزارعهم، لعل من المهم توضيح ، أنه تم رصد نوع للأسوار من سعف النخيل وورقة يسمى رواق وعند أهالي العلا يسمى(الوشيع) حيث يمكن بناؤه متصلاً بالعشة وبالمزارع وغيرها من استخدامات كساتر وغيرها فيعد دوره إلحاقياً للمسكن، وعليه تم رصد أنواع المساكن التي تستخدم بها النخلة بمشتقاتها حيث قسمت إلى ثلاثة أنواع وهي كالتالي:

1) بيوت الطين :

يتكون بيت الطين من دورين، يسمى الدور الأول السفلي، وبه المدخل الرئيسي له باب، و يتكون من الداخل من صالة متسعة تسخدم لخدمات المنزل، جزء منها للدواب وجزء للرحى التي يطحن بها الحبوب، وتطل عليها حجرتان تسمى كل منهما القاعة يبلغ متوسط مساحة كل منها 7.50م ،أحدهما للجلوس والنوم شتاءً والأخرى مستودعاً لمستلزمات الأسرة والسرير يوجد أسفل الدرج يستخدم كمستودع، ثم يصعد بواسطة الدرج الذي يبنى من الحجر واللبن، ومن الدرج يصعد للدور الثاني فيتكون من صالة تتوسط البيت وتكون أعلى الصالة السفلية بالدور الأول، تسمى الصالة بالدور الأول (الصحن) تستعمل للجلوس نهاراً في فصل الصيف وليلاً بفصل الشتاء، وتطل عليها عدة غرف حسب اتساع البيت وضيقه، منها اثنتان او ثلاث وتسمى كل واحدة منها (الطيارة) يبلغ متوسط مساحتها 7-8م تستخدم الغرف للنوم والجلوس، كما يوجد المربد وهو عبارة عن صالة مكشوفة تستعمل للجلوس نهاراً في فصل الشتاء للاستفادة من حرارة الشمس، فتفرش في أحيان الدوارة في فصل الصيف حيث يوضع التمر، يطل أيضاً المربد على المعيزبة وهي متسع على بسطة الدرج يستفاد منها في التخزين، كما توجد خدمات مكملة كالمطابخ ومنافعها والحمامات( الامام، د.ت:23-24).

وبيوت الطين «البيت»، تبنى من الحجر والطين، سمك الجدار من 40-60 سم يسمى مربوعا أي له أربعة جدران، وبعد بناء الجدران، يعمل لها سقف من جذوع النخل تم اعداده وتنظيفه، و يرفع على الجدران بين كل خشبة وأخرى متر تقريباً ثم يرص فوقها عسبان (مزاريق) جريد النخل مغطاة بالطين كي لا تسمح لنزول الطين والاتربة (الامام، د.ت:26). ولعل من المهم الإشارة لمواد البناء المستقاة من النخلة في بناء بيوت الطين وهي كالتالي:

أسقف المنازل: تكمن وظيفة السقوف لحماية المباني وساكنيها من العوامل الطبيعة الخارجية كالشمس والمطر والرياح. وتختلف السقوف بالعلا من منـزل إلى آخر حسب الإمكانات المتاحة. وبالرغم من أنّ كل ما يحتاجه السقف متوفر لدى الجميع من سعف النخل وجريده، الا ان البعض لديه امكانيات ويرغب بعمل نقشات تظهر مكانته الاجتماعية، على أعواد السعف «مزاريق» ويرصها بأشكال هندسية رائعة بعد تلوينها وصباغتها بألوان زاهية ثم يضع عليه الحصير من ورق خوص النخل تبلغ مساحة الحصير بمقدار مساحة الغرفة (لوحة : 6-7). ثم طبقة من الجريد، وطبقة من الطين، ثم يلوق لزيادة تحمّله للأمطار وعوامل التعرية، كما رصد نوع آخر من الأسقف يتكون من جذوع النخل طول الجذع الواحد مرتبط بمساحة الغرفة، بلغ عدد الجذوع 4-5 ومتوسط الجذع 4:50-5 أمتار، أو خشب الاثل الكبيرة، مطلية بمادة المغرا الحمراء المأخوذة من أسفل الجبال لحمايتها من الأرضة (دودة الأرض)، ويرص أعواد الجريدة المجردة من الخوص، بشكل رأسي بجانب بعضه ويدفن بالتراب من أسفله عليها أعواد الجريد ، وتربط متراصة بحبل من الخوص (شطبه)، وتغطى بطبقة الخوص ثم بطبقة من الطين المخمر، مع مراعاة الميول إلى جهة المرزاب «الميساب»، ليسمح للماء بالنـزول إلى خارج البيت ويصب في الشارع. يصنع بعضهم الميساب من خشب النخل (انظر لوحة 8).

أبواب بيوت الطين: تصنع أبواب بيوت الطين من خشب الاثل أو خشب النخل (جذع النخل)، يبلغ طول الجذع بحوالي متوسط2.25-2.50م، والتي عادة ما تطلى بالمغرة الحمراء لحمايتها من الأرضة (دودة الأرض) (لوحة9).

كما رصد وجود فتحة بسقف المربد ـ قرابة نصف متر مربع او مستطيل، والتي تعرف (بالجلو) ليتم دخول نور الشمس إلى القاعة السفلية، وهنا لا يتم تغطيتها بالطين، فتغطى وقت الأمطار بقطعة نفية قديمة تسمى خُفشه7 ويقصد بالخفشة المتهالكة من النفيات لكثرة الاستخدام. وللخفشة استعمالات كثيرة فتستخدم في تغطية الجلو8 (النوفل،2015م:67).

الوشيع:

الوشيع هو جزء مكمل لمساكن النخيل كسور، يصنع من جريد النخل المرصوص بشكل متتابع بخط واحد ويستخدم غالبا في تسوير المزارع9. وله عدة استخدامات وليس قصرا على تسوير المزارع فقط اذ هو بمثابة ساتر للمكان، ويسمى أيضا «رواق» اذا كان حول العشة والاختلاف بينهما في أن الوشيع يوجد فراغات بين الجريد بينما لا يوجد فراغات في الرواق ولا يترك فتحتات تمكن المتطفلين النظر منها لرؤية ما في الداخل، (لوحة10). وهو في وصفة تماما كحجرات النبي وزوجاته رضوان الله عليهم10.

يتم بناء الوشيع بجريد النخل وذلك بحفر ما مقداره 10سم في الأرض ويركز الجريد المنزوع منه الكرناف «الكرب» ويرص بجانب بعضه بشكل رأسي، يبلغ طول وارتفاع كمتوسط الجريدة الواحدة 70-75سم ، ثم يؤتى بجريدتين توضعان بشكل أفقي في منتصف الوشيع واحدة من الداخل والأخرى من الخارج تربطان بحبل من الخوص (شطبة) على هيئة حزام لشد الجريد المصفوف وتثبيته على امتداد الوشيع ولزيادة ارتفاعه يعمل دور ثان وذلك بوضع الجريد وشده بالحزام وزيادة حزام آخر وهكذا حتى يصل للارتفاع المطلوب، كما أن بعضهم قد يعمد إلى الاستعانة لزيادة تثبيت سعف الوشيع بغرز بعض أعواد خشب الاثل يصل طولها3 أمتار و على أبعاد متفاوتة لتثبيته، وللوشيع باب مثل باب العشة يعمل من أعواد العسبان (المزاريق)، ويبلغ ارتفاعه 2-2.15م وعرضه 65م.ويثبت له عودين من الاثل ويربط بحبال من الليف من جهة والجهة الأخرى تفتح وتغلق (لوحة10).

2) العشة:

العشة هي بيت صغير مبني من جذوع النخل وجريدة، أو خشب الاثل، وتتكون في أغلب الأحيان العشة من غرفة واحدة، أو غرفة ومجلس صغير، يستخدم للسكن صيفا في المزارع، جدران العشة وسقفها من جريد النخل فقط، وزوايا العشة الأربع تركز فيها جذوع النخل أو خشب الاثل يبلغ ارتفاعها وطولها حوالي 3-2.60 أمتار، وتبلغ مساحتها ما بين 15-19-21م كذلك السقف الذي يحمل الجريد، تحاط العشة من جهاتها الأربع بالجريد يطلق عليه الرواق يستخدم صالة للجلوس، وللعشة باب مثل باب الوشيع يعمل من أعواد العسبان( المزاريق) ويثبت له عودان من الاثل ويربط بحبال من الليف من جهة والجهة الأخرى تفتح وتغلق .

جريد النخيل المستخدم في صناعة العشة والرواق منزوع منه الشوك والجزء السفلي من الجريد الكرب «الكرناف” ، يبلغ طوله وارتفاعه حوالي 2.50 م ، يصف إلى جانب بعضه مثل الوشيع الذي يحاط بالمزارع ومن ثم تسقف العشة بالجريد.(لوحة11).

3) العريشة:

او العريش وهو ما يستظل به صيفا في المزارع، والعريشة غرفة مسقوفة بجريد النخيل ومفتوحة من جهتين او ثلاث او أربع، كما تستخدم العريشة أيضا ظلة للماشية تقيها من الشمس وحر القيض والمطر.

العريشة عدة أنواع تجتمع مع بعضها وظيفيا من حيث الاستخدام وتختلف من حيث الشكل فقط وهي كالتالي:

- النوع الأول: عريشة مفتوحة من جهتين وترتكز على جدارين متوازيين من الطين وعليهما ثلاث او أربع جذوع نخيل يبلغ ارتفاع وعرض الجذع حوالي ارتفاع 3.50 م في عرض 2.85م وضع فوقه جريد النخل بالخوص.

- النوع الثاني: عريشة مفتوحة من ثلاث جهات حيث يتم بناء جدار من الطين يبلغ ارتفاع الجدار2.70م وفي الجهة المقابلة يركز جذعان من خشب النخيل او من عمودين من خشب الاثل وفوقهما سقف من جريد النخل، بلغت مساحتها10.50م هذا النوع من العريشة في وصفه الخارجي شبيه بوصف بيوت النبي حيث أنه جدار من الطين من جهة وباقي الجهات سور من عسيب وجريد النخل يسمى حجرة وهو مثل الوشيع بأسلوب بنائه.

- النوع الثالث: وهو عبارة عن جدار واحد بني من الطين بلغ ارتفاعه حوالي 2.90م وعرض 2.70م.من الخلف ومن الأمام بالزاويتين توضع ساريتان في الزاويتين المقابلة عبارة عن عمود من الطين اللبن أو الحجر مربع الشكل أو دائري، بلغت مساحتها 10.50م-11م. ويمد فوق الجدار والساريتين جذوع النخيل وفوقه يوضع الجريد.

- النوع الرابع: عريشة بأربعة أعمدة او أكثر تصل لستة من جذوع النخيل او خشب الاثل ركزت بالزوايا الأربع وسقفت بجذوع النخيل او خشب الاثل وفوقه الجريد وهي مكشوفة من الجهات الأربع ، بلغت مساحتها حوالي12.25م وهذا النوع من أبسطها ويصنعه الفلاحون ليستظلوا به وقت الظهيرة (لوحة12)

النتائج:

من خلال الدراسة لمساكن النخيل في محافظة العلا، توصلنا إلى عدد من النتائج بينت لنا أن منازل النخيل متأصلة وقديمة في المنطقة ، تعود مع تواجد النخل ووفرته بمنطقة العلا، ومن خلال ما تم التعرف عليه بمنازل البلدة القديمة والمستخدم بها أجزاء من شجر النخل سواء بالتسقيف والأبواب او الخصف المستخدم للتسقيف والعائد الى ما قبل سبع مائة سنة ويزيد من الآن، وتم رصد تشابه يعود الى الفترة الإسلامية على أقل تقدير، في حدود ألف وأربع مائة الى ألف وأربع مائة وأربعين هجرية من الآن ببيوت النبي كنموذج. ولقد عرف المجتمع هذا النوع من البناء منذ أقدم العصور وطورها بحيث أصبحت تفي بجزء كبير من احتياجاته و ظلت مستمرة حتى الوقت الحاضر بحيث أسهمت العادات والموروثات الاجتماعية بدور كبير في امتدادها وتأصيلها في محافظة العلا، واستثمر الفرد في محافظة العلا المادة الخام (النخيل) المتوفرة في إنتاج مساكن النخيل لتلبي احتياجه، وذلك قائم على مبدإ التعاون (النخوة) بين الأقارب والأصدقاء، كما بينت لنا الدراسة أنواعا متعددة من مساكن النخيل التي أنتجها بدءا من بيوت الطين المستخدم بها النخيل في التسقيف وعمل الأبواب، والخصف، إلى المساكن التي تم رصدها وهي: العريشة بأنواعها الأربع، والوشيع كسور، والعشة.

وكشفت لنا الدراسة عن أهمية دور العوامل الجغرافية والبيئية في السمات الاجتماعية والثقافية للمجتمع، وايضاً بينت الدراسة عن تنوع وتعدد مساكن النخيل، وارتباط تواجدها عادة بالمزارع، وأظهرت وجود علاقة بين تواجدها كطبيعة استخدام مؤقت صيفاً.

من خلال البحث تم رصد أهم المصطلحات التقليدية والمحلية في بناء مساكن النخيل التقليدية في محافظة العلا.

التوصيات:

أوصىت الدراسة بعدد من التوصيات تلخصت في الآتي:

1. توصي الدراسة بتوجيه طلبة الدراسات العليا لإجراء المزيد من الدراسات التراثية لمساكن النخيل في مناطق المملكة العربية السعودية والكشف عن سماتها المحلية التي ميزت التراث الثقافي لكل منطقة.

2. توصي الدراسة بإنشاء متحف مفتوح متخصص في منازل النخيل، يبرز جميع تفاصيل هذه المنازل على مستوى مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية.

3. توصي الدراسة بإنشاء مراكز لتدريب الشباب في تنمية هذا الموروث داخل المجتمعات الريفية .

4. توصي الدراسة بإعداد برامج ثقافية، وأفلام وثائقية توثق هذا الموروث الشعبي المهم، وتبرز الهوية الوطنية للتراث السعودي.

ملحق :مصطلحات منازل النخيل التقليدية في محافظة العلا:
 
التقليم أي قطع الجريد من النخيل .
خفشة دلالة على ضعف الشيء واهترائه، وهي النفية المتهالكة(سفرة من الخوص).
خوص الجريد يأتي بعد الخوف وهو أخضر يمثل المرحلة النهائية لنمو الخوصة.
خوص الخوف يأتي مباشرة بعد خوص القلوب.
خوص الذكر النخل الفحال وهو ذكر النخل.
خوص كرب وهو الخوص الذي يكون قريباً من لب القمة النامية في قلب النخلة.
خيف يقصد بها مجموعة من المزارع تروى بعين معينة، مثال خيف الزهرة.
المزاريق وهي أعواد الجريد من النخل.
شطبة السعف الأخضر، الرطب من جريد النخل، واحدته شَطبِةُ
الجلو الجلو هو فتحة في سقف الغرفة الداخلية للمنزل وتستخدم في فصل الشتاء للجلوس.
الديوان عبارة عن غرفة وأحدة واحيانا غرفة وصالة صغيرة يطلق عليها بيت النخل .
المربد عبارة عن صالة مكشوفة تستعمل للجلوس في النهار، وتطل عليها الشمس، كما تستخدم بوضع الدوارة المصنوعة من الخوص وتوضع عليها التمر.
الطيارة غرفة تستخدم للنوم والجلوس
القاعة عبارة عن حجرتين تستخدم للجلوس والنوم، والأخرى كمستودع لمستلزمات الأسرة.
الصحن عبارة عن صالة بالدور الأول.
المعيزبه عبارة عن مستودع يستخدم للتخزين أسفل الدرج.
 

الهوامش

1. تتعدد أصناف النخيل التي تزرع في محافظة العلا، لدرجة أنه يصعب إحصاؤها، والمعروف أن تسمية النخلة يرتبط بنوع التمر الذي تنتجه كما يختلف أنتاج النخلة باختلاف مكتن زراعتها من مكان لآخر، ومن أشهر الأصناف في العلا: الحلوة، والبرنية (المبروم). أما انواع التمور المعروفة - برنية سعد- بنجانة- جسبة جاسب -جسبي جمعة - جسبة المجر-جسبة العيسى-جسبة سلمان-حمر جبل-عنبرة-مرود أبوخميس- مرود أبوليفي- قرن أبو حواء- قعيس-جعسيه، الهبريه-الجغميه-الصكريه(السكريه)-الخضريه-الشقراء-العشيات-الكبيس-الرباعية-الحتاته-الفرسيات-لبانةبن ناصر-حلى ابوبلح-الطلايع-صباح الخير-الفراصة- المشافر-المطوق، أما بقية الأصناف يطلق عليها الساير، وهي التي يؤخذ منها على الأغلب الجريد (المادة الخام) والتي تنتج تمور أقل جودة. (زعير، 2015م: مقابلة م دونة).

2. يقصد بها مجموعة من المزارع تروى بعين معينة، مثال خيف الزهرة.

3. تعود تسميات المناطق السابقة إلى أسماء العوائل والمواقع.

4. البيت قال الأزهري: البيت سمي بيتا لأن يبات فيه . وبيت الرجل داره، وبيته قصرة كما جاء عند ابن منظور (الجميل،2010، 23)

5. الحجرة: فهي التي ينزل بها الناس وهي ماحوطوا عليه و والحجرة حظيرة الابل (الجميل، 201م،23).

6. القالوش: وقوامها أداة معدنية تتكون من نصل معدني معقوف من الأعلى ، وفي طرفه مقبض خشبي. يستخدم القالوش في قطع الجريد اليابس والأخضر لقوته وكبر حجمه، إلى جانب استخدامات أخرى، يبلغ طول القالوش 51سم، حيث يبلغ طول النصل المعدني 35سم ويبلغ طول العكفه 6سم، ويبلغ عرضها 4سم، بينما سمكها يبلغ 4ملم، ويبلغ طول المقبض الخشبي حوالي 10سم. كما يستخدم أيضاً أهل العلا أداة القطفة، وهي شبيهة بالقالوش من حيث الشكل، إلا أن رأس القطفة مستدق وأكثر حدة ، تستخدم القطفة في قطع عذوق التمر لأنها تسحب سحباً وليس قطعاً. كما يستخدم أيضاً عوضاً عن السكين في أعمال كشط الجريد، ونزع الشوك، وتنظيف ما علق من آثار نزع الخوص لجعله أملس، يبلغ طول القطفة 40سم، ويبلغ طول النصل المعدني 30سم، وعرضه 3سم، ويبلع طول القطفة 4سم وسمكها 3ملم، بينما يبلغ طول المقبض 8سم.

7. ورد في حديث عائشة: كأنهم مِعزى مًطِيرة في خفش، قال الخطابي أنما هو الخفشُ مصدره خفٍشت عينه خفشا إذا قل بصرها وهو فساد في العين يضعف من نورها وتغمض دائما من غير وجع، فضربت المعزى هنا لأنها من أضعف الغنم بالمطر والبرد.(ابن منظور،1933، 153).

8. الجلو هو فتحة في سقف الغرفة الداخلية للمنزل وتستخدم في فصل الشتاء للجلوس.

9. قال الأَزهري وشَعَتِ البقلةُ إِذا انفَرَجَت زَهْرتُها والوَشِيعةُ والوَشِيعُ حظِيرةُ الشجر حول الكَرْم والبُستان وجمعها وشائِعُ ووَشَّعُوا على كرمهم وبستانهم حَظَرُوا والوَشِيعُ كَرْمٌ لا يكون له حائط فيجعلُ حولَه الشوكُ لِيَمْنَعَ مَن يدخل إِليه ووَشَّعَ كرمَه جعل له وَشِيعاً وهو أَن يَبْنِيَ جَدارَه بقَصَبٍ أَو سعَف يُشَبِّكُ الجِدارَ به وهو التَّوشِيعُ والمُوَشَّعُ: سَعَفٌ يُجْعَلُ مثل الحظيرة على الجَوْخانِ يُنْسَجُ نَسْجاً(ابن منظور،1993، 308).

10. كانت عائشة رضي الله عنها تنظر إلى الحبشة (أي الاحباش) من خلال باب حجرتها وهم يلعبون في المسجد في احدى المناسبات ورسول الله يسترها بردائه. فيظهر أن جدار الحجرة قصير بحيث لا يكف أبصار الناس، إذ راي الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي في طائفة من الليل في حجرته فأخذوا بصلاته يصلون، وهذا الجدار لا يكون محكما بماقيه الكفاية لكي يرد أبصار الناس ولأغرابه حيث أن هذ الجدار من جريد النخل وسعفة(الجميل،2010م،36).

 

المصادر العربية:

- ابن منظور، محمد بن مكرم (1993م)، لسان العرب، دار إحياء التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي، بيروت، لبنان.

- الأصطخري، ابو اسحاق ابراهيم بن محمد الفارسي (1927م)، المسالك والممالك، تحقيق ديه جويه، ليدن.

- الأصفهاني، لأبي فرج علي بن الحسين (2005م)،تحقيق إحسان عباس وآخرون،كتاب الأغاني دار صادر، بيروت،لبنان.

- الأفغاني، سعيد (1960م)، أسواق العرب، دار الفكر، دمشق.

- الرازي، زين الدين محمد أبي بكر بن عبدالقادر (2005م)، مختار الصحاح، مؤسسة الرسالة، لبنان، بيروت.

- المقدسي، ابوعبدالله محمد بن احمد، ( 1906م)، أحسن التقاسيم في معرفة الاقاليم، ليدين.

- المطبعة الكاثوليكية (1960م)، المنجد في اللغة وأعلام، دار المشرق، لبنان ، بيروت.

-

المراجع:

- الأنصاري، عبد الرحمن، وآخرون (2000م)، العلا ومدائن صالح حضارة مدينتين، دار القوافل، الرياض.

- الأنصاري، عبد الرحمن وآخرون (1982م)، قرية الفاو صورة للحضارة العربية قبل الإسلام، جامعة الرياض، الرياض.

- الأمام، صالح بن أحمد عبدالرحمن (د.ت)، العلا عادات—تقاليد-حضارة-تاريخ، د.ن، الرياض.

- الجميل، محمد بن فارس (2010م)، بيوت النبي وحُجٌراتها وصفة معيشتها فيها بيت عائشة نموذجاً، دار جداول، لبنان.

- الدباغ، عبد الوهاب (1996م)، النخل والتمور في العراق موطنها وبيئتها وتوزيعها الجغرافي، مطبعة شفيق، بغداد.

- الذييب، سليمان بن عبدالرحمن(2011م)،» ددن عاصمة مملكتي دادان ولحيان التقرير الأولي للموسم الثامن2011م”،الجمعية السعودية للدراسات الأثرية، الرياض، ص19.

- عبدالكريم، أحمد عبدالله أحمد (2004م)، هذه العلا بين الماضي والحاضر، الجمعية التعاونية بالعلا، العلا.

- مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة(1434هـ)، المدينة المنورة تاريخ ومعالم، المملكة العربية السعودية، المدينة المنورة.

- صيف، عبدالله صالح (1995م)، العلا دراسة في التراث الحضاري والاجتماعي، طبع المؤلف،د.ن،لرياض.

- النوفل، سمر محمد ( 2015م)، الحرف والصناعات التقليدية الخوصية في محافظة العلا ودلالاتها الآثارية،جامعة الملك سعود، الرياض.

- هيئة المساحة الجيولوجية (2003م) موسوعة أسماء الأماكن في المملكة العربية السعودية، دارة الملك عبدالعزيز.الرياض.

 

قائمة المراجع الميدانية:

- أبو ذياب، مصلوحه سليمان(2012م)، مقابلة مدونة تمت المقابلة بمنزلها بمحافظة العلا الساعة6مساءً،التاريخ 21/5/1435ه، العلا.

- أبو خميس، بشرى (2011م-2013م)، مقابلة مدونة ومقابلة مسجلة ومقابلة مصورة فيديو، المنزل، العلا،(8/8، 11/8/1432،15/8/1432هـ2011م) و(17و18و20و26و29و/5/1433هـ 2012)و(1و3/6/1433هـ2012م)و(23و25/5/1434هـ2013م) ، 8ص/4م.

- الأمام، محمد حمد (2020م)، إرسال نص للتدقيق وصور إضافية، أتصال تلفوني، العلا،15-2932020م.

- زعير، زهرة بنت صالح(2012م/2015م)، مقابلة مسجلة ومقابلة مدونة، منزل سعدية المنصوري،23/5/1433هـ2012م ،5م،1/11/1436ه.

- مطير، عبدالرحمن (2011م/2020م)، إرسال نص وتدقيق، ايميل، اتصال تلفوني، العلا، 16/8/ 1432هـ2011م 3 - 10 / 7 /1441هـ2020م.

 

الصور

- من الكاتبة.

أعداد المجلة