فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
55

فنون موسيقية وافدة على الموروث الثقافي اللامادي المغربي... الطرب الغرناطي نموذجا

العدد 55 - موسيقى وأداء حركي
فنون موسيقية وافدة على الموروث الثقافي اللامادي المغربي... الطرب الغرناطي نموذجا

تقديم:

شَكَّل المغرب عبر التاريخ ملتقى للحضارات القديمة التي عَمَّرَت البحر الأبيض المتوسط، وهو بذلك مجال خصب لتقاليد موسيقية تحمل بصمات الزمن وتغتني عبر القرون المتعاقبة بتأثيرات ثقافية متعددة منها الأصيل أمازيغيا وعربيا ومنها المجاور متوسطيا وإفريقيا، وتُقَدَّر عدد الأنماط الموسيقية الموجودة بالمغرب في أكثر من خمسين نوعا، دون الأخذ بعين الاعتبار في تعدادها مجمل التنويعات الجهوية المتعددة لنفس النمط، أما تصنيف الأنماط نفسها فقد يأتي معبرا عن التمييز ما بين القروي والحضري، أو ما بين اللهجات، أو حسب الطبيعة الجغرافية (سهول، جبال، صحراء، سواحل...).

وكيفما كان المدخل الذي نلج بموجبه عالم الموسيقى المغربية سنصادف إجمالا ثلاث طبقات مختلفة من الأنماط، وهي الموسيقى التقليدية، والموسيقى الشعبية، والموسيقى الحديثة، وجميعها نستطيع أن نستشف منها شرائح تاريخية لمختلف العناصر الثقافية المكونة للشخصية المغربية، ففي الأول ذلك الأساس الأمازيغي العميق، ثم المقامية العربية والإيقاعية الإفريقية الواردة من الصحراء وما بعدها جنوبا، ثم الغناء المتقن لأهل الأندلس، فضلا عن لمامة لموروث إغريقي روماني.

و هكذا فقد تشكلت شخصية الموروث الموسيقي المغربي من عناصر محلية، وأخرى أجنبية وافدة عليه، ساهمت بشكل أو بآخر في إغناء وتعزيز التراث الثقافي اللامادي، ويعتبر في هذا الصدد «الطرب الغرناطي»، واحدا من أبرز الألوان الموسيقية الوافدة على الحضارة المغربية إبان ضياع المسلمين للفردوس المفقود «الأندلس»، وأصبح هذا اللون الغنائي مع مرور الزمن منتشرا على نطاق واسع، بل وأصبح يشكل جزءاً من هوية المجتمع المغربي، ولعل هذا ما يبين أهميته باعتباره وسيلة للتعريف بالمغاربة جهويا وقاريا وعالميا.

  

لمحة تاريخية عن نشأة وتطور الطرب الغرناطي في المغرب

إن الحديث عن الموسيقى الأندلسية عامة والغرناطية خاصة في المغرب يجرنا إلى ذكر حاضرتين مغربيتين اشتهرتا بهذا اللون من التراث الموسيقي، أولهما مدينة وجدة حاضرة المغرب الشرقي، والثانية مدينة الرباط التي تقع على المحيط الأطلسي، ولا يمكن الحديث عن الطرب الغرناطي في هاتين الحاضرتين دون الإشارة إلى واقع هذا التراث في القطر الجزائري، حيث تقوم له مدارس ثلاث تشكل كل واحدة منها اتجاها له ما يميزه في مجال الممارسة العملية، وهي مدرسة تلمسان، ومدرسة قسنطينة، ومدرسة الجزائر العاصمة1.

كما لا يمكن مرة أخرى التحدث عن هذه الموسيقى في معزل عن عموم التراث الموسيقي الأندلسي الذي عرفته سائر بلدان العالم العربي، منها أقطار المغرب العربي خاصة، والذي يرجع في مجمله إلى أصول مشتركة، وإن يكن فيما بعد قد أفضى إلى الخضوع لمؤثرات أفرزتها عوامل تاريخية وبيئية وثقافية متنوعة وأضفت عليه ملامح وسمات أصبحت تفرض تصنيفه في أربعة روافد كبرى، هي المالوف في ليبيا وتونس والجزائر، والصنعة في الجزائر، والآلة في المغرب، ثم الغرناطي الذي يشترك فيه الشعبان الجزائري والمغربي2، ودونما التوغل في الحديث عن هذه الروافد ومظاهر تميزها، نرى من اللازم ضبط مفهوم الطرب الغرناطي، وتحديد موقعه من التراث الموسيقي الأندلسي بصفة عامة.

توحي تسمية هذا اللون من ألوان الموسيقى الأندلسية بما يفيد ارتباطه بحاضرة غرناطة، بل ويفيد انتماءه إليها، إذ كثيرا ما كانت هذه النسبة مصدر إشكال، واستقر في أذهان المعجبين بهذا الفن أنه ترعرع في غرناطة النصرية أيام عزها، ثم انتقل إلى شمال إفريقيا إثر انهزام هذه الإمارة أمام الغزو المسيحي وتسليم غرناطة إلى فرناندو وإزابيلا المسيحيين سنة 897 هجرية / 1492 ميلادية3، ومن هنا نُعت هذا الفن بالغرناطي لارتباطه بهذه المدينة قبل انهيارها، وتؤكد المصادر التاريخية4 أن الموسيقى الأندلسية المتداولة في المغرب هي موسيقى مغربية مطعمة بموسيقى أندلسية، أما الموسيقى المسماة بالطرب الغرناطي، فهي موسيقى أندلسية صرفة5.

إن استنطاق المصادر التاريخية والأدبية بدءاً من سقوط غرناطة، يؤدي بنا إلى الوقوف على الوقائع والأحداث التي رافقت وأعقبت انهيار هذه الحاضرة، والتي أفرزت ظروفا اجتماعية جديدة ساعدت على خلق ممارسات وتقاليد فنية متميزة نبتت في أوساط الطوائف المسلمة التي أطلق عليها أو سيطلق عليها فيما بعد اسم «الموريسكيين» هؤلاء الذين استقروا في جبال البوشرات ما بين عامي 897 - 1017 هجرية / 1498 - 1610 ميلادية6.

و عند خروجهم من غرناطة ظل حنين هؤلاء إليها، ولعل من أروع المقطوعات التي كانت وما تزال تتردد على ألسنة الوشاحين والمطربين المعبرة عن معاني الفراق والحنين إلى العودة ولقاء الأهل والأحباب مقطوعة «يا أسفي على ما مضى»7، وهي متداولة في المدارس الموسيقية الثلاث بالجزائر ضمن ما يعرف بمجموعة غرناطة، ومتداولة أيضا في وجدة والرباط.

أما فيما يخص ارتباط الطرب الغرناطي بالمدينتين المذكورتين سالفا دون غيرهما من المدن المغربية، فمن ورائه مجموعة من العوامل تتمثل في8:

- هجرة وفود كبيرة من الموريسكيين الغرناطيين إلى المغرب، وقد اختار عدد منهم الاستقرار في وجدة والرباط نظرا لتشابه ظروفهما الطبيعية والثقافية والبشرية بأحوال غرناطة، الشيء الذي جعلهم ينقلون عاداتهم وتقاليدهم وفي مقدمتها الطرب الغرناطي.

- كان المغرب منذ خضوع الجزائر للسيطرة العثمانية ملاذا يلجأ إليه الجزائريون بحثا عن الحرية، وقد زاد في تشجيعهم على الهجرة سلاطين الدولة العلوية، إذ نقل هؤلاء المهاجرون ألوان الطرب الغرناطي الذي كان مزدهرا في الجزائر، واستطاعوا نشره بين الهواة بشكل كبير في وجدة والرباط، بل تعليمه لكثير من محترفي الموسيقى بالمغرب،

و من أشهر القصائد الشعرية الغرناطية التي تغنى بها هؤلاء المهاجرون الجزائريون خلال هذه المرحلة التاريخية9:

سًلْ هُمومَك في ذَا العَشيَّة

مَا تَعرَف بَاشْ يَأتيكْ الصبَاح

عنْد السُّحْر قُم دَر الحَميَة

وَافْني فُنُونك مْعَ الملاَح

قُم أَغْتَنم سَاعة هَنية

الدُّنْيَا مَا هي إلاَّ مُزَاح

يَا سَاقي قُم فيضْ الزّجَايَج

وَاسْقنَا عَنْ غَفْلَة الرّقيب

عَلَى حَضيرَة بَيْنَ السَهيرج

الشّمْس مَالَت إلى المغيب

- استمرار توافد الجزائريين على المغرب إثر الاحتلال الفرنسي لبلادهم سنة 1830م، واستمرت عملية نقل التراث الغرناطي على يد عدد من الموسيقيين المهاجرين من أبرزهم «محمد بن قدورة بن غبريط» الذي قدم من تلمسان إلى الرباط خلال عشرينيات القرن الماضي، حيث أصبح من أنشط العناصر التي تحتضنها الأجواق المغربية، فكان يلقن زملاءه ألوان الطرب الغرناطي الجزائري، ويلقي في نفس الوقت الصنائع الأندلسية وطريقة إنشادها وعزفها، وقد أهلته خبرته وسعة ثقافته الموسيقية ليكون ضمن أعضاء الوفد المغربي الذي شارك في المؤتمر الأول للموسيقى العربية بالقاهرة سنة 1932م، إلى جانب أقطاب طرب الآلة وعمدائها آنذاك كالفقيه المطيري، وعمر الجعيدي10.

- تعامل فناني مدينة وجدة بحكم موقعها الجغرافي المتاخم للحدود الجزائرية في جهتها الغربية، مع أعلام الموسيقى الغرناطية من تلمسان، ومثلما ينسب إلى «محمد بن قدورة بن غبريط» أنه نشر مستعملات الطرب الغرناطي بالرباط، فكذلك ينسب إلى «محمد ابن إسماعيل» أنه نشر هذه المستعملات ذاتها بمدينة وجدة باعتباره أيضا مهاجرا جزائريا خلال عشرينيات القرن 20م، وقد أسس أول فرقة موسيقية لهذا الفن وترأسها بنفسه، ومنذئذ أولت الأوساط الفنية بهذه المدينة للطرب الغرناطي عناية خاصة تجلت في تعدد مراكز تلقينه، وكذلك الإقبال على تشكيل المجموعات الفنية11.

فمن خلال كل هذه العوامل المذكورة نستنتج أن دخول الطرب الغرناطي إلى وجدة والرباط، ساهمت فيه أولا العناصر الموريسكية بداية من سقوط الأندلس إلى غاية القرن 19م ويحسب لها أنها وضعت اللبنة الأولى لهذا الفن الأندلسي ببلاد المغرب، وبعدها أكملت عناصر جزائرية مهاجرة خلال القرنين 19م و20م، رقي وازدهار هذا النمط الغنائي وذلك باعتباره سَبَّاقاً في الجزائر عن المغرب، وبالتالي يمكن التأكيد على أن الطرب الغرناطي الذي وفد على المغرب، هو في أصله أندلسي مع إدخال لمسات فنية جزائرية ومغربية عليه، وهو ما أجمع عليه جل الباحثين في هذا المجال.

 

 

مكونات الطرب الغرناطي:

هناك ثلاث مكونات أساسية للموسيقى الغرناطية، يمكن اعتبارها قوام هذا اللون الغنائي، الأول شعري والثاني لحني والثالث آلي.

1) المكون الشعري:

أبدع شعراء الأندلس نمطا جديدا من التعبير الشعري يسمى «الموشح»، وكذلك أبدعوا نمطا آخر يسمى «الزجل»، إذن فما هو الموشح وما هو الزجل؟

الموشح هو بمثابة قصيدة شعرية ولكنها لا تخضع لوحدة البيت ولا تخضع كذلك لوحدة القافية، غير أنها مقسمة إلى أقسام أو مقاطع، بعضها يسمى «أقفالا» وبعضها يسمى «أبياتا»، هذا النظام الذي يسير عليه الموشح يقتضي منه أن يكون قائما على مجموعة من الأقفال والأبيات، فالأقفال متشابهة في الوزن والقافية، أما الأبيات فمتشابهة في الوزن فيما بينها ومختلفة من حيث القافية، ثم إن هذا الموشح، يُعنى فيه بالمقطع الأخير الذي يُسمى الخرجة، وحين ننظر في الموشحات الأندلسية، نجد هذه الخرجة إما باللغة المحلية الرومية أو باللغة العربية العامية، ومعنى هذا أن الأصل في الموشح هو الأغنية الشعبية المحلية التي كانت بالقشتالية أو بالرومية أو ما إلى ذلك.

أما الزجل فهو كالموشح مع فارق واحد، هو أنه باللغة العامية (الدّارِجَة) وهو أيضا كان خاضعا لمقتضيات الغناء والأداء اللحني12.

إذن يمكن القول بأن الموسيقى الأندلسية في فرعها الغرناطي وجدت الإطار أو الهيكل الذي أتيح لها أن تنطلق منه أو أن تغنيه بالنغم سواء أكان هذا النغم محليا صرفا أو متأثرا بما جاء به العرب فيما بعد وما تمخضت عنه حضارتهم وثقافتهم، وللإشارة فقد تنوعت مواضيع قصائد الطرب الغرناطي من غزل وحكمة ومدح نبوي، لكن دائما كانت السمة الغالبة علي هذا النمط الغنائي الحزن والألم، تعبيرا عن الحنين والاشتياق لغرناطة، وهنا وجب التوضيح إلى كون جميع أصناف الموسيقى الأندلسية من مالوف والصنعة والآلة والغرناطي، لا تختلف من حيث القصائد المؤداة، ولكن الاختلاف يتجلى فقط في طريقة الأداء والعزف13.

إن النصوص والأشعار التي تؤدى في الطرب الغرناطي فهي كلها موشحات وأزجال من نظم وشاحي وزجالي الأندلس والمغرب العربي، ومن أجمل ما يؤدى في هذا اللون الغنائي من قبل المجموعات الموسيقية سواء في وجدة أو الرباط، موشح «ابن الخطيب» المُعنون ب «جادك الغيث» والذي يقول فيه14:

جادك الغيث إذا الغيث همى

يا زمان الوصل بالأندلس

لـم يكـن وصـلـك إلا حلـمـا

في الكرى أو خلسـة المختلـس

إذ يقـود الدهـر أشتـات المنـى

ننقـل الخطـو علـى ما تـرسـم

زمـرا بـيـن فُــرادى وثـنـا

مثلمـا يدعـو الحجيـج الموسـم

أما فيما يخص القصائد الزجلية المشهورة التي تُغَنى في الطرب الغرناطي قصيدة «أحمد التريكي»، والتي يقول في مطلعها15:

دَمعي سَكيبْ والنارْ فْاكبادي

يا شمس المغيبْ سَلِّم على الهادي

2) المكون اللَّحْنِي:

يتمثل هذا المكون في النوبة التي هي بمثابة مصطلح غنائي كان معروفا في المشرق، ويعني المَرَّة أو الدَّور، وانتقل هذا المفهوم ليُستعمل في العهد الأندلسي الأول، إلا أنه لم يلبث أن تطور ليدل على مجموع المكونات النصية واللحنية التي يتشكل منها العمل الموسيقي في نظام تركيبي مُعقد ومنضبط، لكن في تكامل وتناسق وانسجام.

و قد كانت النوبة مجالا فسيحا لإبداع جديد لم يبق منه بعد سقوط الأندلس سوى تراث شفوي في الغالب بحكم طبيعة تداوله، وهو الموروث الذي بقيت بعض معالمه راسخة في البيئة الأندلسية على الرغم من التحول الطارئ وما صاحبه من إتلاف، والذي تسنى لمعالم أخرى منه أن تُحفظ في بلاد المغرب خاصة16.

تبلغ عدد نوبات الموسيقى الغرناطية اثنا عشر نوبة كاملة وهي:

- الذَّيْل: هي من أوسع النوبات وأكثرها غناءاً، حيث يمكن أن يستغرق أداؤها عدة ساعات، وهي أول النوبات الكلاسيكية، تفتح بقطعة موسيقية صامتة لا يدخل فيها الغناء الصوتي، وتعزف نوبة الذيل في القسم الأخير من الليل على مقربة من وقت السحر أي قبل بزوغ الفجر، فالشعر المختار لهذه النوبة يصف غالبا استيقاظ الطبيعة وغناء الطيور ونسيم الصباح، وتفتح الأزهار وطلوع الفجر بعد انجلاء الظلام وظهور أشعة الشمس في الأفق البعيد من وراء الجبال17، وعموما الموسيقى التي تعبر عن نوبة الذيل تتراوح ما بين الفرح والشجون، وما بين الشك واليقين.

- المْجَنْبَة: إن هذه النوبة بمختلف قطعها الموسيقية هي من النوب التي تعبر بصفة ظاهرة على طلوع النهار واستيقاظ الطبيعة18.

- الحْسِين: سميت بالحسين نسبة إلى اسم سلطان عجمي اسمه «حِسِين سَمِي الحْسِين»، وهي تُغنى في وسط النهار عندما تستقيم الأشياء وتعتدل الأمور وذلك بعد اتصال الناس بالحياة وبسط العيش، وهي تعبر عن أمل الإنسان في طلوع النهار، وازدهار الأنوار في بداية الصباح19.

- رَمْل المَاية: هي أول نوبة دخلت عند العرب في صدر الإسلام عندما اتصل المسلمون بالطرب الرومي والبيزنطي، وكانت في القديم تفتح بها الحفلات، وكان يتغنى بها الأندلسيون في العشية، وهي تدل على المرح والانشراح على مسامعها20.

- الرَّمْل: هذه النوبة تُغنى في العشية وقبل الغروب، وتأخذ مكانها غالبا بعد نوبة الذيل ونوبة المجنبة ونوبة الحسين ونوبة رمل الماية، وهي تعبر عن شدة الخيبة، فالرمل يناسب حالة النفس عند انقباضها تحت سيطرة الحزن والأسى21.

- الغْرِيب: هذه النوبة كما يدل عليها اسمها تُعزف وقت الغروب، نشأت في العهد العباسي، فقد كان الأمراء يجتمعون في حفلة ليلية يقيمها الخليفة في قصره بعد الغروب، فيعزف الجوق في البداية قطعة خفيفة إشارة بقدوم الملك والرؤساء وهذه القطعة هي شبه إعلان بوصوله فيقوم له المدعوون22.

- الزِّيدان: لقد رأينا أن كل نوبة من النوبات الأندلسية تعبر عن نوع خاص من الطبوع، وتحاول أن تصف ما يهيمن على الناس من أفراح وأحزان ويأس وما يشعرون به أثناء الأوقات، والساعات التي تدور أثناء الليل والنهار، فنوبة الزيدان بما فيها من خفة وسرعة في الإيقاع فهي تصف ليلة صيفية أو سهرة ربيعية، والزيدان هذا مأخوذ من اسم عائلة مشهورة بالطرب والغناء في بغداد، كان مغنيها يفتن فيها ويتقن تلحينها حتى أصبح الناس يطلقون اسمها باسمه، وسواء كانت الحفلة أندلسية النوع أو شعبية أو بدوية المنهج، فقد جرت العادة على افتتاحها بنوبة الزيدان التي تعلن في طبعها عن الفرح والابتهاج23.

- الرَّصد: تعبر عن الحزن فهي التي تأخذ مقامها من سلم النغمات في الدرجة الأولى، فالرصد أو الراست هي كلمة فارسية معناها المستقيم أو الحقيقة أو الأساس24، ومعناها رأس النغمات، وتسمى أيضا العبيدي نسبة للعبيد أو الزنوج، ويظهر أنها مزيج من النغمات العربية والزنجية25، فهي تعزف في كل وقت يناسب حالة الحزن والشجون من لوعة الحب الذي لا حيلة فيه للإنسان المصاب به26.

- المَزموم: تعبر عن العواطف الغامضة المبهمة التي تغمر المهاجر البعيد، تزرع في فؤاده حالة مأساة عاطفية حزينة، ولذلك كان طبعها حزينا يعزف في الجزء الأخير من الليل قبل طلوع الفجر، وعندما يتهيأ الناس للانصراف بعد ليلة ساهرة أقيمت تذكارا لتفقد الحبيب أو الوطن، وقد نسبها العامة للحزن حتى أنها كانت تعزف عند وفاة الملوك، بل نسبها بعضهم إلى الشُّؤم27.

- الصِّيكة: تنسب هذه النوبة إلى «صيكة ابن تميم العراقي»، ونجد هذه الكلمة فارسية الأصل مركبة من (صي) وتعني ثلاثة و(كة) تعني الدرجة، فهذه النوبة تسرد لنا المبادلات الغرامية والحفلات الليلية الساهرة، وتعاطي الطرب والغناء على شاطئ الوادي الكبير وجنة العريف المزدهرة بغرناطة، ففي مثل هذه السهرات الموسيقية كان الناس يتمتعون بمؤلفات الموصلي وزرياب ومطربين آخرين اشتهروا في الفن والطرب28.

- رَصْد الذَّيل: إنه نوع من نوبة «الذَّيل» السالفة الذكر استنبطه «محمد بن الحارث الخزاعي» الذي استنبط طبع الرصد29، وهي معروفة بكونها نوبة العاشق الولهان 30، وكانت الموسيقى التي تنطلق من رصد الذيل عبارة عن ذلك التهلل والشجن معا، فريثما نتذكر نهاية الليل، وانقضاء سهرة كلها فرح وسرور، نشاهد بزوغ الفجر الذي يزرع في القلب الجريح الإطمئنان المريح، والأمل في يوم سعيد يبدل الظلام نورا والاضطراب هدوءاً، وفي هذا الصدد نجد البيت الشعري يقول:

إذَا كنت ذَا عَشقْ وَرقَة

فَبرَصد الذيل كُن يَا أخي مُنشدا

فَنغْمَتُه تَحْيي النفُوس وَ تشْفي الصدُور

وتصَفي القلُوبْ من الصدَا31

- المَاية: إن هذه النوبة هي مثل نوبة الرمل، إذ تعتبر من النوبات الأولى التي اقتبسها العرب من الموسيقى البيزنطية وبطبيعة الحال أصبحت من النوبات التي نحبها أكثر من غيرها لأنها تذكرنا بعهد الازدهار في القرون الأولى لانتشار الإسلام32، فكلمة الماية يقال أنها اشتقت من اسم امرأة اسمها ماية وسميت باسمها33، فهذه النوبة تعزف في الصباح عند طلوع النهار وقبل طلوع الشمس، وفي هذا الصدد نجد البيت الشعري يقول:

إذَا اصْفَرت الشَّمس وْ حَان فْرَاقْهَا

فكُن مُنشدا للماية يَا أخْ العربْ34

فإلى جانب هذه النوبات الكاملة الاثنا عشر في الطرب الغرناطي، هناك أيضا أربع نوبات ناقصة هي: الموال - غْرِيبة الحْسِين - الجَّرْكاه - العُراق - وإيقاعاتها خمسة هي: المْصَدَّر- البْطًايْحِي – الدَّرْج - الإنصراف - المُخلَّص.

وغالبا ما يقوم الطرب الغرناطي، على قالب لحني - إيقاعي مكون من ثلاث لحظات كبرى:

1. مقدمة آلية: تعزف على إحدى الآلات الوترية: عود أو كمان أو ماندولين.

2. موال: يؤديه المنشد مع مصاحبة آلية.

3. أداء القصيدة: وتشترك فيه الآلات الموسيقية مع تجاوب المجموعة مع صوت المنشد المنفرد35.

3) المكون الآلي:

لقد كان من الطبيعي أن يؤدي الإقبال على الموسيقى الغرناطية إلى ازدهار آلاتها، والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أصناف وكل صنف يضم مجموعة من الأنواع أما هذه الأصناف فهي: الآلات الوترية، الآلات الإيقاعية، الآلات النفخية.

الآلات الوترية:

وتضم ستة أنواع وهي: آلة الرباب، العود، القانون، الماندولين، الكويترة، الكمان.

- آلة الرباب (الربابة):

يعتبر الرباب من أقدم الآلات الوترية التي اهتدى عرب الجزيرة إلى صنعها قبل الإسلام، وقد قيل بأن «الرباب آلة عربية بدائية وجدت في صحراء البادية خلال القرون الأولى بعد الميلاد، وحينها كانت ذات وتر واحد، ثم ذات وترين متساويين في الغلظ، ثم ذات وترين متفاضلين ثم أربعة أوتار يتفاضل غلظ كل اثنين منها على الآخر»36.

و قد انتقل الرباب بأشكاله هذه مع الفتوحات الإسلامية التي غطت شمال الجزيرة، واتجهت نحو الشمال الإفريقي، وذلك ما يفسر شيوع انتشاره حتى اليوم بين شعوب العالم العربي بالمشرق، وكذا في مصر وأقطار الشمال الإفريقي، ثم شق الرباب طريقه إلى البلاد الأوروبية عن طريق صقلية والأندلس منذ القرن الحادي عشر للميلاد37.

و عُرف الرباب في المغرب على أنه آلة موسيقية تتكون من وترين منفصلين، يسميان (صول) و(ري)، وقد أوجزه النابلسي في هامش رسالته «الدلالة في سماع الآلات»، إذ قال «إن الربابة آلة موسيقية عربية قديمة نشأت في الجزائر وتونس ومراكش، وبعد أن استعملت هناك انتشرت في البلاد العربية الأخرى»38.

و قد عرف العرب سبعة أشكال من الرباب وهي: المربع، المدور، القارب، الكمثري، النصف كري، الطنبوري، الصندوق المكشوف، وللإشارة ففي كل دولة تأخذ آلة الرباب شكلا خاصا، إلا أن أجزاءها ومكوناتها ومقاييسها متفق عليها وفق معيار واحد39.

و تتركب هذه الآلة من صندوق خشبي مجوف (خشب الجوز، الأكاجو، الأرز، الأبنوس)، بيضاوي ممتد الشكل، ويقرع الرباب بقوس عبارة عن قضيب مصنوع من شجر الزيتون على شكل نصف دائرة مغطى أيضا بطبقة رقيقة من النحاس، يحمل شعر ذنب الحصان أي سبيبه، ويكون العزف على هذه الآلة بوضع الموسيقي الرباب على ركبتيه في وضعية عمودية ومشبك الملاوي على الكتف (وضعية كنتروباص)، يمرر القوس على الوترين بيده، ودون لمس جسم الآلة يمرر أصابع اليد الأخرى على وتر واحد فينبعث منه ذلك الصوت الخشن والرخيم الخاص الذي يمنح الرباب في درجات الأصوات الصادحة بالسلم النغمي الأقرب من صوت البشر40.

- آلة العود:

تعتبر من أقدم آلات الجوق الغرناطي، وقد استعمل العرب نوعا منه قبل ظهور الإسلام يسمى عندهم بالمعزف أو المزهر، وهو مذكور في الشعر الجاهلي، لكن في صدر الإسلام ظهر نوع آخر من العيدان كان الفُرس يستخدمونه في غنائهم بمكة والمدينة ويسمى بالربط، وكان له وجه من خشب ولذلك سموه بالعود41، ومن المعروف أن أغلب الأعواد التي تُستخدم لدى الشعوب كانت وجوهها مصنوعة من الجلد، أما العود العربي المعروف فوجهه مصنوع من الخشب، ومن هنا جاء الاسم نفسه «العود».

فبالإضافة إلى المكانة المرموقة التي يشغلها العود في المجموعة الآلية بالجوق الغرناطي، فإنه يشكل الأرضية الأساسية والضرورية لبناء القواعد التي تشاد عليها النظريات الضابطة للموسيقى العربية، وذلك منذ عهد الكندي (القرن الثالث الهجري)، حيث أصبحت هذه الآلة حقلا لاختيار النظريات وتطبيقها، ومجالا مفضلا لدى الباحثين خلال مختلف الحقب لمناقشة القواعد الموسيقية العلمية.

يتمتع العود بمقبض قصير يبلغ طوله 25 سم على العموم بدون أربطة، وصندوقه يتخذ الشكل الكمثري نصف حبة إجاص ويتكون من اثني عشرة إلى عشرين ضلعا مغزلي الشكل من خشب خفيف ملتصقا جنبا إلى جنب، ويتألف مشد التناغم من نجمية إلى ثلاث نجميات وهي عبارة عن زخارف بشكل وردة أو نجمية مفرغة بدقة وأحيانا يتألف من ثقب واحد كبير كما هو الحال في أغلب الآلات المصنوعة في المغرب العربي، كما يحتوي العود على دعامة ترتكز عليها الأوتار وهي ملتصقة فوق مشد التناغم، إلى جانب لوحة واقية في الموضع الذي تنقر فيه الأوتار.

ويختلف العود المستعمل حاليا في الموسيقى الغرناطية عن التقليدي الذي كان يستعمل في الثلاثينيات من القرن الماضي، فالعود الحالي هو العود الرباعي أو العود العربي، أما طريقة إمساكه للعزف فتكون باليد اليسرى وترقم أصابع اليد للضغط على الأوتار، أما اليد اليمنى تستخدم لمسك الريشة ما بين الإصبع الوسطى والسبابة والضرب بها على الأوتار بشكل هابط وصاعد42.

- آلة القانون:

هي إحدى الآلات القديمة التي تنتمي إلى الصنج الفرعوني، يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وهناك أخرى في بلاد الرافدين يرجع تاريخها إلى الألف الثاني قبل الميلاد، وكانت معروفة كذلك لدى الإغريق وهم الذين سموها بالقانون، كما كانت معروفة عند العرب بهذا الإسم ابتداءا من القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي، ويُذكر أن اختراعها يرجع إلى «أبي نصر الدين الفارابي»، ولعله قد أدخل عليها تعديلات أسهمت في تطويرها، وقد استعملها كذلك المسلمون والمسيحيون في الأندلس بنفس التسمية43.

و بعد أن عم انتشار آلة القانون سائر البلاد العربية انتقلت إلى أوروبا عن طريق الأندلس في نهاية العصور الوسطى (حوالي القرن الثاني عشر الميلادي) حاملة معها تسميتها العربية، ولا تزال تلك الآلة مستعملة في كثير من البلدان الأوروبية44.

و بالنسبة للقانون المغاربي التقليدي، فهو يحتوي على سبعة عشر مقاما (نوتات) لواحد وخمسين وترا، بينما يحتوي القانون الشرقي الحالي خمسا وعشرين مقاما لثمانية وسبعين وترا، يمكن أن يصل إلى ثلاث أوكتافات في أيامنا، وكانت تصنع الأوتار أصلا من الحرير ثم من أمعاء الحيوان لتستبدل أخيرا بأوتار اصطناعية من نيلون45.

للقانون صندوق مصوت شكله شبه منحرف ذو زاوية قائمة من جهته اليمنى، وهو مصنوع من خشب الجوز، ويتراوح طول قاعدته الكبرى بين 75 و100 سم، وعرضه بين 33 و44 سم، وارتفاعه بين 3 و5 سم46.

عند العزف يوضع القانون على ركبتي العازف أو على طاولة صغيرة، ويتم العزف عليه بواسطة ريشتين مصنوعتين في العادة من قرن البقر، يتم تثبيتهما على باطن رأس سبابة كلا اليدين بواسطة حلقة معدنية تدعى الكشتبان، وتختص اليد اليمنى بعزف الأصوات الحادة، واليسرى بعزف الأصوات الغليظة47.

- آلة الكمان (الكمنجة):

هي آلة ذات قوس، صنعت نماذج منها بأحجام مختلفة في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، ومن هذه النماذج «فْيُولا الذِّرَاع» التي كانت تعزف على الذراع، والتي أسفر تطورها إلى بروز «فيولا الركبة» في نهاية القرن السادس عشر الميلادي.

تتكون آلة الكمان من صندوق مصوت يبلغ في العادة 35.5 سم، صدره وظهره مقببان تقبيبا خفيفا تصل بينها ضلوع محدبة في الجزأين الأعلى والأسفل من الصندوق، ومقعرة في جزئه الأوسط، حيث تشكل الخصر الذي يفسح المجال للقوس كي يتحرك على الأوتار بحرية وسهولة، ويوجد في وسط الصدر فتحتان أو شمسيتان متقابلتان، ومهمتهما السماح للذبذبات الصوتية بالانتشار خارج جوف الآلة، كما يوجد أسفله المشط الذي تشد إليه الأوتار، وفي وسط الصدر يوجد كذلك الفرس، وهو يقع بين الشمسيتين وعلى نفس المسافة منهما، ومهمته حمل الأوتار.

و العزف على الكمان في الطرب الغرناطي لا يكون على الطريقة الغربية، أي بوضعه أفقيا على الكتف ومسكه من طرفه الأسفل بين الذقن والترقوة، وإنما بوضعه عموديا على الركبة اليسرى، بحيث يمكن للعازف أن يديره قليلا إلى اليمين أو اليسار حسب الحاجة، لتمرير القوس على الوتر الذي يريد استخراج الصوت منه، أما القوس فطريقة مسكه تختلف أيضا عن الطريقة الغربية، إذ يتم مسكه خلال العزف من مقبضه وراحة اليد متجهة إلى الأعلى عوض الأسفل48.

- آلة الكويترة:

هي آلة ذات طابع مغاربي، توجد خاصة في تلمسان والجزائر العاصمة كما تنتشر في المغرب، فهي تشبه آلة العود العربي في تركيبها العام، صندوقها أقل عمقا من صندوق العود، ظهرها مؤلف من عشرة أضلاع من خشب البلوط مقطعة بدقة تشبه شكل فخذ البقرة أو بيضة مما يعطي خفة لجماليتها وأكثر دقة للآلة وللصفات الصوتية المتميزة التي تطابق التغيرات الترافقية للموسيقى الغرناطية، وتحتوي هذه الآلة على ثمانية أوتار كل وترين يتناسبان في درجة واحدة علوية كانت أو سفلية49.

- آلة الماندولين:

هي آلة ذات رقبة نحيفة متصلة بجسم كُمْتري الشكل يشبه العود، ولمعظم آلات الماندولين أربعة أزواج من الأوتار، وللبعض الآخر خمسة أزواج، يتركب الماندولين من صندوق يقدر ب 60 سم: 35 سم عرض، وحوالي 11 سم عمق، ومن طاولة مصنوعة بخشب البيسية منقوشة في منتصفها بزخرفة وردية الشكل50، وقد ظهرت هذه الآلة لأول مرة في جنوب أوروبا خلال القرن الخامس عشر الميلادي، بعدما جهزت بخمسة أوتار مزدوجة، وقد استخدمت في الموسيقى الغرناطية خلال القرن الثامن عشر، أما طريقة العزف على الماندولين فتتم بريشة يمسكها العازف بين الإبهام والسبابة لليد اليمنى يجريها على الأوتار في الوقت الذي يضغط فيه على نفس الأوتار بأصابع يده اليسرى51.

الآلات الإيقاعية:

وتحوي ثلاثة أنواع وهي: الطار، الدربوكة، الطبيلات (النقرات).

- آلة الطار:

عُرفت هذه الآلة الإيقاعية بأكثر من اسم واحد، ومنها (الدف، والرق، والمزهر)، وتختلف أشكالها باختلاف أسمائها، والطار هو الدف المستدير ذو الغشاء الواحد والصفائح المعدنية في إطاره، ويسمى بالرق في بلاد المشرق، فهو من أصل فارسي انتشر استخدامه مبكرا في آسيا الوسطى، ثم دخل إلى المغرب عن طريق الموريسكيين، ويُعتبر اليوم من الآلات الأساسية في الطرب الغرناطي52.

يتكون الطار من إطار دائري الشكل مصنوع من خشب الأرز يبلغ قطره حوالي 20 إلى 25 سم، ويُمسك الطار باليد اليسرى بين الإبهام الذي يتم إيلاجه داخل فتحة موجودة فيه، وباقي الأصابع التي تستخدم في نفس الوقت للضرب على الحاشية الجلدية للآلة، وبهذه اليد يتم كذلك تحريك الصنوج عن طريق ترعيش الطار أو إمالته يمينا ويسارا للحصول على جلجلة ذات رنة معدنية، بينما تقوم اليد اليمنى بالضرب بواسطة الراحة على وسط الغشاء الجلدي للحصول على أصوات قوية تسمى بالدُم، وبالضرب بأطراف الأصابع أو ظهر اليد على حاشيته للحصول على أصوات ضعيفة تسمى بالتك.

و عموما يحتل الطار مكانة رئيسية في جوق الموسيقى الغرناطية، لأنه يضبط حركة ألحانها، ويحدد وزنها وإيقاعها53.

- آلة الدربوكة (الدربكة):

هي آلة قديمة استُعملت منذ العهد البابلي والفرعوني، وهي اليوم شائعة الانتشار في المغرب العربي، إذ لا يخلو منها جوق للطرب الغرناطي54، فالدربوكة تتكون من غشاء مصوت، على شكل مزهرية أو قدح يشد عليه جلد ماعز أو خروف، وتصنع بمواد متنوعة: طين، حديد، خشب، ويبلغ طولها حوالي 50 سم.

في جوق الطرب الغرناطي يكون الضارب على الدربوكة جالسا، يمسك آلته بين فخذه وذراعه اليسريين مع توجيه رأسها نحو اليمين، وهو يستخدم يده اليمنى للحصول على الأزمنة القوية (الدُم) بالضرب على الجزء الأوسط من الغشاء الجلدي، والأزمنة الضعيفة (التك) بالضرب على حاشيته، أما الزخارف الإيقاعية المختلفة فإنه يستخرجها بأصابع يده اليسرى55.

- آلة الطبيلات (النقرات):

هي آلة تقرع بمقرعتين، وهي عبارة عن زوج من الطبول، وكل طبل يتكون من خزفة نصف كروية، يغطيها جلد مشدود بشبكة من السيور56، يبلغ قطر كل طبل حوالي 20 سم، لها نفس الارتفاع يربطها رباطان من الجلد، ولكن قوة امتداد الجلد يؤدي إلى اختلاف النغم، بحيث يعطي أحدهما نغمة مرتفعة، ويعطي الآخر نغمة منخفضة، ويكون العزف عليها بأن يضع الموسيقي آلة الإيقاع إما على الأرض أو على دعامة ملائمة، ويضرب عليها بمقرعتين خشبيتين تنتهيان برأس مقبب57.

ج- الآلات النفخية:

وتضم نوعين وهما: الناي، الغايطة (الزرنة).

- آلة الناي:

هذه الآلة أصلها فارسي ومعناها المزمار، وهي من أقدم الآلات التي عرفها الإنسان، وتُصنع من قطعة قصب مجوفة، يتراوح طولها حسب الصوت الأساسي المراد استخراجه منها بين 37.5 و68 سم، وهي تظل مفتوحة من كلا طرفيها، والفتحة التي تستخدم للنفخ (فم الناي) لا تكون مزودة بفريضة (Encoche) أو لسان (Anche) إذ يُكتفى في إعدادها لوظيفتها ببري حاشيتها على شكل مخروط مبتور الرأس، ويتكون أنبوب الناي من ستة إلى سبعة ثقوب، ولذلك فإن استخراج الأصوات منها ليس بالأمر السهل، مقارنة مع الآلات الهوائية الأخرى.

أثناء العزف يسند العازف آلته على يمين شفته السفلى مع إمالتها إمالة خفيفة نحو اليمين والأسفل وينفخ في اتجاه الحافة المقوسة لفمها، وللحصول على الأصوات المطلوبة فإنه يستعمل سبابة ووسطى وبنصر اليد اليمنى لفتح وإغلاق الثقوب الثلاثة الأمامية الواقعة في أسفل وجه الناي، ونفس أصابع اليد اليسرى للتحكم في الثقوب الثلاثة الأخرى الواقعة في أعلاه، وإبهامها للتحكم في الفتحة الوحيدة الموجودة على ظهره58.

- آلة الغايطة (الزرنة):

هي آلة نفخ مزمار بلسان59، تتكون من أنبوب أسطواني الشكل يبلغ طوله من 30 إلى 40 سم، تخترقه سبع ثقوب، ستة منها في القسم الأعلى تتخللها مسافات متساوية، وثقب واحد في القسم الأسفل، وينتهي طرفها السفلي بشكل مخروط يبلغ قطره حوالي 10 سم، يحتوي الجزء الأعلى على حلقة صغيرة من عظم أو عاج أو حتى من معدن، كما تحمل اللسان الذي يدخل قسم منه في الفم والقسم الآخر في الآلة.

يكون العزف عليها بتقنية خاصة، يتنفس الموسيقي من الأنف وينفخ الهواء المدخر في تجويف الفم، فيحدث خطا لحنيا متصلا خلال مدة طويلة دون تنفس60.

الطرب الغرناطي في المغرب بين التأسيس والاستمرارية

1) المجموعات الموسيقية الغرناطية

وروادها بمدينتي وجدة والرباط:

منذ دخول الطرب الغرناطي إلى المغرب عن طريق المهاجرين الموريسكيين أو الجزائريين خلال فترات زمنية متباينة بداية من أواخر القرن الخامس عشر الميلادي إلى حدود مطلع القرن العشرين، توطدت مبادئ هذا الفن الموسيقي في أذهان المغاربة، وأصبحوا يبدعون فيه ويحاولون الحفاظ عليه وتطويره بمختلف الأساليب والطرق المتوفرة، كما عمل رواده في مدينتي وجدة والرباط على إنشاء مجموعات موسيقية أسهمت في التعريف بأغاني الطرب الغرناطي وكلماته وألحانه ونوباته وآلاته المختلفة.

المجموعات الموسيقية وروادها بمدينة وجدة:

يرجع تاريخ تأسيس أول مجموعة موسيقية للطرب الغرناطي بمدينة وجدة إلى سنة 1921م، برئاسة «محمد ابن إسماعيل» وهو مهاجر جزائري، وقد أطلق على مجموعته اسم «الجمعية الأندلسية للطرب والمسرح والآداب» وهي جمعية ثقافية فنية مستقلة ساهمت في تكوين أجيال من الفنانين الذين عملوا طيلة عمرها المديد في خدمة التراث الموسيقي الأندلسي الخالد وصيانته من الاندثار، ومن الأهداف التي عملت على تحقيقها: النهوض بالموسيقى الأندلسية وما يتصل بها من فنون وآداب، وصيانة التراث الأندلسي والعمل على تطويره وتحبيبه للجمهور ونشره بطرق علمية تساير روح العصر مع المحافظة على أصالته وخصوصيته، والبحث عن المواهب وتكوينها تكوينا أدبيا وفنيا وجماليا يؤهلها لنشر هذا التراث بين الأجيال الصاعدة بطرق وأساليب تربوية، كما عملت الجمعية الأندلسية على ضمان استمرارية ذلك التواصل الحضاري بين المغرب – ووجدة خاصة- وبلاد الأندلس التي لازالت تحمل في طياتها وكيانها كثيرا من تلك الخصائص الحضارية الخالدة، وللجمعية سجل حافل في مسيرتها الفنية على مدى أزيد من تسعين عاما.

و انطلاقا من الأهداف التي سطرها «محمد ابن إسماعيل» في مجموعته، صارت مجموعات أخرى على نفس المنوال، وأسست فرقا موسيقية غرناطية جديدة تمثلت في:

«جوق السلام» الذي تأسس سنة 1951م برئاسة المرحومين «الشيخ إبراهيم الكرزازي» و«وراد بومدين»، وفي سنة 1979م تأسست «جمعية النسيم للطرب الغرناطي»، وفي سنة 1984م تأسست «الجمعية الموصلية للطرب الغرناطي»، وفي سنة 1985م تأسست «الجمعية الإسماعيلية للطرب الغرناطي»، وفي سنة 1986 تأسست مجموعتان وهما: «جمعية السلام لقدماء الطرب الغرناطي» و«مجموعة الشيخ صالح للطرب الغرناطي».

و إضافة إلى هذه المجموعات الرائدة فقد نشأت فُرق موسيقة شبابية تسهر على استمرارية الطرب الغرناطي ومنها «جمعية أصدقاء لاسيكادا للطرب الغرناطي» سنة 1999م، و«جمعية هواة الطرب الغرناطي» سنة 2002م، و«جمعية نسيم للطرب الغرناطي» سنة 2005م بقيادة الفنان «عمر شهيد»، و«جمعية أوتار غرناطة» سنة 2009م على يد الفنانة «ناريمان بكيوي»61.

كما برزت فرق موسيقية جديدة في السنوات القليلة الأخيرة مثل «جمعية وجدة الألفية للثقافة والتنمية» برئاسة المبدعة «خولة بنزيان»، و«جمعية الكندي للطرب الغرناطي»، و«فرقة الطرب الغرناطي للمعهد الجهوي للموسيقى والرقص» و«جمعية أجيال للطرب الغرناطي» و«جمعية رياض غرناطة للطرب الأصيل»، و«جمعية أمجاد للفن والموسيقى»، و«جمعية ابن الخطيب للفن الأصيل»62.

المجموعات الموسيقية وروادها بمدينة الرباط:

تألقت في مدينة الرباط مجموعة من الفرق الموسيقية في الطرب الغرناطي، لكن ليس بنفس العدد الكبير الذي تأسس بمدينة وجدة، وكما أشرنا سالفا بأن الفنان المهاجر الجزائري «محمد بن قدورة بن غبريط» هو الذي أدخل الغرناطي إلى الرباط خلال عشرينيات القرن الماضي، وعمل على تلقينه في صفوف الشباب المغاربة آنذاك، وهو ما جعلهم يتفنون في الغرناطي، فكانت أول بادرة لتأسيس جوق موسيقي خلال خمسينيات القرن العشرين الميلادي، على يد المرحوم «أحمد بناني» بمساعدة الفنان «أحمد بيرو» بهدف ضمان استمرار التواصل الحضاري والتراثي بين المغرب والأندلس، وبعد وفاة «أحمد بناني» تحمل «أحمد بيرو» رئاسة المجموعة، وفي سنة 1985م انضم جوق بيرو إلى «جمعية هواة الموسيقى المغربية الأندلسية بالرباط»، ومن الرواد الذين ساهموا أيضا في ازدهار الغرناطي بالرباط نجد الفنان «أحمد لوكيلي» القادم من مدينة فاس، الذي طور الموسيقى الغرناطية حتى أنه لُقب بفقيه الطرب الأندلسي.

و من المجموعات الموسيقية التي تفننت كذلك في هذا اللون الغنائي نذكر: «جوق الطرب الغرناطي لعبد الرحمان التازي» الذي تأسس سنة 1998م، وهذه الفرقة سُميت نسبة إلى مؤسسها «عبد الرحمان التازي» وهو فنان أصيل مثل جيل الرواد الذين ساهموا في تأسيس جوق «أحمد بناني»63.

2) الجهود المبذولة للحفاظ على استمرارية الطرب الغرناطي:

تبذل مجموعة من الفعاليات جهودا كبيرة من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي الغرناطي، وذلك بغية إنقاذه من الاندثار في ظل بروز العولمة من جهة وضمان استمراره بين الأجيال من جهة أخرى، وتطمح في هذا الصدد وزارة الثقافة والاتصال / قطاع الثقافة إلى الرقي بهذا الفن ورواده، ومحاولة الحفاظ عليه عن طريق إبرام شراكات مع عدة جمعيات ومؤسسات تعليمية لتنظيم ندوات فكرية ومهرجانات تراثية تُعرف بهذا الفن، كما ساهمت في تسجيل وأرشفة موسيقى الغرناطي، وذلك في إطار مشروع أنطلوجية الموسيقى المغربية التي عرَّفَت من خلاله الوزارة بأعمال رواد التراث الموسيقي كل حسب منطقته، كما تسهر على تنظيم مهرجان دولي سنوي للطرب الغرناطي بمدينة وجدة وقد وصلت لحد الآن عدد دوراته لستة وعشرين، وهو يستقبل مجموعة من الأجواق الموسيقية سواء من المغرب أو خارجه، وفي إطار الحفاظ على الطرب الغرناطي من الضياع أسست الوزارة مركزا للدراسات والبحوث الغرناطية الموجود مقره بدار السبتي بمدينة وجدة والذي يهدف إلى:

- جمع وتحقيق وتدوين التراث الموسيقي الغرناطي وتسجيله.

- متابعة دراسته كتعبير فني أثبت جمال حضوره عبر التاريخ.

- تشجيع الدراسة والبحث في ميدان التراث الغرناطي لما يستقطبه من ملامح ثقافية متجذرة، أخصبت مقومات التذوق الجمالي والعطاء الفني.

- استثمار جميع الوسائل الممكنة للنهوض بهذا التراث واستعمال أدوات الاتصال المكتوبة والمسموعة والمرئية لتوثيقه والتعريف به.

- ربط علاقات تعاون وتبادل المعلومات والدراسات والوثائق والخبرات مع المؤسسات والفعاليات المتخصصة في هذا المجال داخل المغرب وخارجه وخاصة على صعيد المغرب العربي ودول غرب البحر الأبيض المتوسط (اسبانيا والبرتغال).

- تنظيم لقاءات وملتقيات دراسية قصد تعميق البحث في هذا التراث والإحاطة به تاريخيا وأدبيا وفنيا والقيام بالدراسات المقارنة لمكوناته الأدبية وبنياته اللحنية والإيقاعية المتعددة للكشف عن جماليته الكاملة64.

و إلى جانت جهود الوزارة الوصية على القطاع تقوم عدة مؤسسات تعليمية خاصة الجامعية منها بين الفينة والأخرى، على تنظيم ندوات فكرية يجتمع فيها ثلة من الأساتذة والباحثين في التراث الغرناطي، لمناقشة واقع وآفاق تطوير هذا الفن، كما أن مجموعة من الدكاترة في تخصصات متعددة يحاولون توجيه طلابهم إلى إنجاز بحوث حول الطرب الغرناطي تجمع بين النظري والميداني، وذلك في إطار مشاريع نهاية الدراسة سواء بالنسبة لطلبة سلك الإجازة أو الماستر أو الدكتوراه، محاولة منهم إغناء الحقل المعرفي والتراثي للمغرب.

كما تساهم المنابر الإعلامية بمختلف تلاوينها ومشاربها في التعريف بالطرب الغرناطي، من خلال عقد سهرات فنية أو لقاءات تلفزية وإذاعية مع رواد هذا الفن أو مع الباحثين المتخصصين، كما تلعب الصحافة بنوعيها الورقية والإلكترونية دورا هاما في إغناء القارئ المغربي والعربي بمعلومات عن هذا اللون الغنائي وأسماء رواده وقصائدهم.

 

خاتمة:

في خاتمة هذه الدراسة يمكن القول على أن فن الطرب الغرناطي له جذور ضاربة في الزمن الماضي نتيجة ما نلمسه من آثاره إلى اليوم في الأوساط الفنية والشعبية، وما يصادفنا من إشارات إليه من خلال أسماء رواده وكلماته وألحانه ونوباته وآلاته الموسيقية، وقد كانت ولا تزال مدينتا وجدة والرباط تساهمان في احتضانه والحفاظ عليه من الضياع والاندثار، عن طريق الأجواق الموسيقية العريقة التي أسسها الرواد أو بواسطة المجموعات الشبابية، التي تسهر على تلقينه وتحبيبه للأجيال بطرق حديثة، ومحاولة نشره خارج المغرب من خلال المشاركة في مهرجانات وملتقيات دولية، كما تلعب فعاليات أخرى دورا بارزا في حفظه وفي مقدمها الوزارة الوصية على القطاع التي تحاول التعريف به على نطاق واسع وتقديم الدعم للمجموعات الموسيقية بُغية الاستمرار في الآداء والإبداع في فن رغم أنه وافد على التراث الثقافي اللامادي المغربي إلا أنه أصبح مُكوِّنا أساسيا للهوية المغربية.

الهوامش

1. إدريس السرايري، "المؤتلف والمختلف في المصطلحات الفنية الكلاسيكية الجزائرية والنوبة الأندلسية المغربية"، مساهمة ضمن أعمال ندوة التراث الغرناطي: حصيلة وآفاق، إعداد: مصطفى الغديري، إصدارات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، رقم: 14، وجدة: مطبعة شمس، 2001م، ص.84.

2. عباس الجراري، "النغم المطرب بين الأندلس والمغرب"، منشورات نادي الجراري بالرباط، رقم: 22، ص.36.

3. مارية دادي، "تاريخ مدينة وجدة من التأسيس إلى سنة 1830م"، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، رقم: 90، سلسلة بحوث ودراسات رقم: 29، ط.1، وجدة: مطبعة شمس، 2004م، ص.265.

4. عَرَف المغرب خلال القرن الثامن عشر الميلادي حركة ثقافية تمثلت في قيام مجموعة من المُؤلِّفين بتدوين مصادر مهمة حول الموسيقى الأندلسية بالمغرب، ومن أبرز ما كُتب في هذا المجال: "كناش الحَايْك" للمؤلف المغربي محمد بن الحسين الحايك التطواني، وهذا الكناش ه وبمثابة مجموع أزجال وتواشيح وأشعار الموسيقى الأندلسية بالمغرب، حاول الحايك من خلاله أن ينقد الموروث الغنائي من الضياع، فجمع الأغاني الأندلسية التي كانت معروفة في وقته وأثبتها في كناشه مقسمة على نوبات، ومن المصادر الهامة أيضا في هذا الموضوع: كتاب "إيقاد الشموع للذة المسموع بنغمات الطبوع" لمُؤَلِّفه أب وعبد الله سيدي محمد البوعصامي.

5. محمد بن عبد الله، "التراث الفني الغرناطي أصالته – مصطلحاته نماذج موسيقية "، مسامهة ضمن فعاليات مهرجان الرباط، دورة: 2000م.

6. أحمد بن محمد المقري التلمساني، "نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب"، تحقيق، إحسان عباس، بيروت: دار صادر، 1988م، ج.4، ص.528.

7. نقتطف منها هذه الأبيات:

يا أسفي على ما مضى

على زمان انقضى

أيام الزهور والرضا

عدّينا عشيه

يا فرقة ديار الأندلس

ما هانوا علي

8. عبد العزيز بن عبد الجليل، "مدخل إلى تاريخ الموسيقى المغربية"، ط.2، المغرب: مطبعة النجاح الجديدة، 2000م، صص.297-298.

9. محمد العثماني، نوال قادري، "الموسيقى الأندلسية المغربية والجزائرية"، ط.1، المغرب: مطبعة النجاح الجديدة، 2014م، ص.48.

10. عبد العزيز بن عبد الجليل، مرجع سابق، ص.298.

11. الجمعية المغربية للتأليف والنشر، موسوعة معلمة المغرب، سلا: مطابع سلا، 1989، الجزء 18، مادة "الطرب الغرناطي": عبد العزيز بن عبد الجليل، ص: 6337.

12. عباس الجراري، "المكونات البنائية للموسيقى الأندلسية"، مقال نشر بمجلة الموسيقى العربية الصادرة عن المجمع العربي للموسيقى (جامعة الدول العربية)، مُتاح على:

- .http://arabmusicmagazine.com/index.php/2012-03-08-09-21-34/2013-04-11-09-50-55

13. عمر شهيد، موسيقي ورئيس جمعية نسيم الأندلس بمدينة وجدة، حوار مأخوذ عن البرنامج التلفزي "يا موجة غني" حول موضوع أصول الطرب الغرناطي بوجدة، قناة الرابعة المغربية، 2017، مُتاح على: www.youtube.com/watch?v=JUkak2aM02Y. المرجع نفسه.

15. أب ومدين شعيب، "الجواهر الحسان في نظم أولياء تلمسان"، تصنيف: محمد بن مرابط، تحقيق: عبد الحميد حاجيات، الجزائر: الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1974م، ص.85.

16. عباس الجراري، "أهمية الموسيقى والغناء في حضارة الأندلس"، سلسلة الدورات الصادرة عن مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، ندوة حول موضوع: التراث الحضاري المشترك بين إسبانيا والمغرب –غرناطة من 21 إلى 23 أبريل 1992، الرباط: الهلال العربية للطباعة والنشر، 1992م، ص.146.

17. الصديق بلعربي، "نصوص في تاريخ الموسيقى الأندلسية"، ط.1، المغرب: منشورات جمعية الأطلس الكبير، 1998م، ص.97.

18. كمال بن سنوسي، "مصادر البحث في الموسيقى الأندلسية بالمغرب العربي – جمع ودراسة-"، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الفنون الشعبية، إشراف الدكتور: الغوتي بسنوسي، تلمسان (الجزائر): جامعة أبي بكر بلقايد، كلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية: قسم التاريخ، شعبة الثقافة الشعبية، السنة الجامعية: 2015/2016، ص: 50.

19. المرجع نفسه، ص.51.

20. الصديق بلعربي، مرجع سابق، ص.99.

21. كمال بن سنوسي، مرجع سابق، ص.54.

22. المرجع نفسه، ص.55.

23. المرجع نفسه، ص.56.

24. محمد العثماني، نوال قادري، مرجع سابق، ص.200.

25. الصديق بلعربي، مرجع سابق، ص.99.

26. كمال بن سنوسي، مرجع سابق، ص.58.

27. المرجع نفسه، صص.58-59.

28. محمد العثماني، نوال قادري، مرجع سابق، صص.180-181.

29. (29): المرجع نفسه، ص.192.

30. (30): الصديق بلعربي، مرجع سابق، ص.98.

31. (31): محمد العثماني، نوال قادري، مرجع سابق، ص.192.

32. (32): كمال بن سنوسي، مرجع سابق، ص.62.

33. محمد العثماني، نوال قادري، مرجع سابق، ص.177.

34. المرجع نفسه، ص.177.

35. مقال بعنوان، "نوبات الطرب الغرناطي مدونة بالنوطة الموسيقية"، نشر بالموقع الإلكتروني ل"الوجدية"، بتاريخ: 29/12/2009، مُتاح على:

- https://www.maghress.com/oujdia/1995

36. Mahmoud Guettat, "la musique classique du maghreb", Paris: Edition sindbad 1 et 3 rue feutrier, 1989, p.240.

37. كمال بن سنوسي، مرجع سابق، ص.64.

38. عبد الكريم العلاف، "الطرب عند العرب"، ط.2، بغداد: منشورات المكتبة الأهلية، 1963م، ص.117.

39. كمال بن سنوسي، مرجع سابق، ص.65.

40. إبراهيم بهلول، "الآلات الموسيقية التقليدية في الجزائر"، الجزائر: دار الخلدونية، 2007م، ص.14.

41. يوسف الشامي، "النوبات الأندلسية المدونة بالكتابة الموسيقية"، ط.1، المغرب: مطبعة بني ازناسن، 2009م، ص.134.

42. كمال بن سنوسي، مرجع سابق، صص.66-68.

43. يوسف الشامي، مرجع سابق، ص.137.

44. محمود أحمد الحنفي، "علم الآلات الموسيقية"، بيروت: الهيئة العامة للتأليف والنشر، 1971م، ص.48.

45. إبراهيم بهلول، مرجع سابق، ص.23.

46. يوسف الشامي، مرجع سابق، ص.137.

47. كمال بن سنوسي، مرجع سابق، ص.71.

48. المرجع نفسه، صص.71-73.

49. المرجع نفسه، ص.74.

50. إبراهيم بهلول، مرجع سابق، ص.28.

51. كمال بن سنوسي، مرجع سابق، ص.75.

52. يوسف الشامي، مرجع سابق، ص.143.

53. كمال بن سنوسي، مرجع سابق، صص.76 - 77.

54. يوسف الشامي، مرجع سابق، ص.143.

55. كمال بن سنوسي، مرجع سابق، ص.77.

56. إبراهيم بهلول، مرجع سابق، ص.30.

57. كمال بن سنوسي، مرجع سابق، ص.78.

58. المرجع نفسه، ص.79.

59. إبراهيم بهلول، مرجع سابق، ص.20.

60. كمال بن سنوسي، مرجع سابق، صص.79 - 80.

61. مقال بعنوان، "مهرجان الطرب الغرناطي في دورته الثامنة عشر بمدينة وجدة"، نشر بالموقع الإلكتروني ل"الوجدية"، بتاريخ: 13/07/2009، مُتاح على: https://www.maghress.com/oujdia/1377

62. الموقع الإلكتروني لوزارة الثقافة والاتصال: http://www.minculture.gov.ma/?p=19000.

63. مقال بعنوان، "مهرجان الطرب الغرناطي في دورته الثامنة عشر بمدينة وجدة"، مرجع سابق.

64. المرجع نفسه.

 

 

المصادر:

- أب ومدين شعيب، "الجواهر الحسان في نظم أولياء تلمسان"، تصنيف: محمد بن مرابط، تحقيق: عبد الحميد حاجيات، الجزائر: الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1974م.

- أحمد بن محمد المقري التلمساني، "نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب"، تحقيق، إحسان عباس، بيروت: دار صادر، 1988م، ج.4.

- 2-1المراجع:

- إبراهيم بهلول، "الآلات الموسيقية التقليدية في الجزائر"، الجزائر: دار الخلدونية، 2007م.

- الصديق بلعربي، "نصوص في تاريخ الموسيقى الأندلسية"، ط.1، المغرب: منشورات جمعية الأطلس الكبير، 1998م.

- عباس الجراري، "النغم المطرب بين الأندلس والمغرب"، منشورات نادي الجراري بالرباط، رقم: 22.

- عبد العزيز بن عبد الجليل، "مدخل إلى تاريخ الموسيقى المغربية"، ط.2، المغرب: مطبعة النجاح الجديدة، 2000م.

- عبد الكريم العلاف، "الطرب عند العرب"، ط.2، بغداد: منشورات المكتبة الأهلية، 1963م.

- مارية دادي، "تاريخ مدينة وجدة من التأسيس إلى سنة 1830م"، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، رقم: 90، سلسلة بحوث ودراسات رقم: 29، ط.1، وجدة: مطبعة شمس، 2004م.

- محمد العثماني، نوال قادري، "الموسيقى الأندلسية المغربية والجزائرية"، ط.1، المغرب: مطبعة النجاح الجديدة، 2014م.

- محمود أحمد الحنفي، "علم الآلات الموسيقية"، بيروت: الهيئة العامة للتأليف والنشر، 1971م.

- يوسف الشامي، "النوبات الأندلسية المدونة بالكتابة الموسيقية"، ط.1، المغرب: مطبعة بني ازناسن، 2009م.

- 3-1الأطاريح الجامعية:

- كمال بن سنوسي، "مصادر البحث في الموسيقى الأندلسية بالمغرب العربي –جمع ودراسة-"، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الفنون الشعبية، إشراف الدكتور: الغوتي بسنوسي، تلمسان (الجزائر): جامعة أبي بكر بلقايد، كلية العلوم الإنسانية و العلوم الاجتماعية: قسم التاريخ، شعبة الثقافة الشعبية، السنة الجامعية: 2015/2016.

 

 

4-1الندوات العلمية:

- إدريس السرايري، "المؤتلف والمختلف في المصطلحات الفنية الكلاسيكية الجزائرية والنوبة الأندلسية المغربية"، مساهمة ضمن أعمال ندوة التراث الغرناطي: حصيلة وآفاق، إعداد: مصطفى الغديري، إصدارات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، رقم: 14، وجدة: مطبعة شمس، 2001م.

- عباس الجراري، "أهمية الموسيقى والغناء في حضارة الأندلس"، سلسلة الدورات الصادرة عن مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، ندوة حول موضوع: التراث الحضاري المشترك بين إسبانيا والمغرب –غرناطة من 21 إلى 23 أبريل 1992، الرباط: الهلال العربية للطباعة والنشر، 1992م.

- محمد بن عبد الله، "التراث الفني الغرناطي أصالتهمصطلحاتهنماذج موسيقية "، مسامهة ضمن فعاليات مهرجان الرباط، دورة: 2000م.

- 5-1الموسوعات:

- الجمعية المغربية للتأليف والنشر، موسوعة معلمة المغرب، سلا: مطابع سلا، 1989، الجزء 18، مادة "الطرب الغرناطي": عبد العزيز بن عبد الجليل.

- 6-1المجلات:

- عباس الجراري، "المكونات البنائية للموسيقى الأندلسية"، مقال نشر بمجلة الموسيقى العربية الصادرة عن المجمع العربي للموسيقى (جامعة الدول العربية)، مُتاح على:

- http://arabmusicmagazine.com/index.php/2012-03-08-09-21-34/2013-04-11-09-50-55.

  

المواقع الإلكترونية:

- مقال بعنوان، "مهرجان الطرب الغرناطي في دورته الثامنة عشر بمدينة وجدة"، نشر بالموقع الإلكتروني ل"الوجدية"، بتاريخ: 13/07/2009، متاح على: https://www.maghress.com/oujdia/1377

- مقال بعنوان، "نوبات الطرب الغرناطي مدونة بالنوطة الموسيقية"، نشر بالموقع الإلكتروني ل"الوجدية"، بتاريخ: 29/12/2009، متاح على:

- https://www.maghress.com/oujdia/1995

- الموقع الإلكتروني لوزارة الثقافة والاتصال: http://www.minculture.gov.ma/?p=19000.

- 8-1البرامج التلفزية:

- قناة الرابعة المغربية، برنامج "يا موجة غني"، حلقة أصول الطرب الغرناطي بوجدة، 2017م، متاح على: www.youtube.com/watch?v=JUkak2aM02Y

  

باللغة الفرنسية:

- Mahmoud Guettat, " la musique classique du maghreb ", Paris: Edition sindbad 1 et 3 rue feutrier, 1989.

  

الصور :

1. الصور من الكاتب.

- شعارات مختلف دورات مهرجان الطرب الغرناطي بمدينة وجدة: مأخوذة من موقع وزارة الثقافة والاتصال / قطاع الثقافة: http://www.minculture.gov.ma.

- الآلات الموسيقية وباقي الصور: مأخوذة من الموقع الإلكتروني: www.pinterest.com

 

أعداد المجلة