حكايات المعتقد الشعبي في منطقة تبسة الجزائر «شجرة التوت أنموذجا»
العدد 55 - عادات وتقاليد
مقدمة:
يعرف الأدب الشعبي في العادة على أنه ذلك الأدب الذي أنتجه فرد بعينه ثم ذاب في ذاتية الجماعة التي ينتمي إليها مصورا همومها وآمالها وآلامها في قالب أدبي عجائبي مدهش، وقد عبر بمختلف أشكاله الشعرية والنثرية عن حياة المجتمع وممارساته وأفكاره ومعتقداته، ومن هذا المنبر تبلورت فكرة موضوع البحث والمعنون بـ: «حكايات المعتقد الشعبي في منطقة تبسة/الجزائر» شجرة التوت أنموذجا، للغوص في مختلف الممارسات العقائدية الممارسة في المنطقة موضوع الدراسة والنبش في أصولها وجذورها التاريخية للوصول إلى الأفكار الأولى والركائز التي أسست عليها هذه المعتقدات والإشكالية المطروحة في هذا المقام.
- ما المقصود بمصطلح المعتقد الشعبي؟
- ماهي الجذور والدعامات الأولى لمختلف الممارسات العقائدية في المنطقة موضوع الدراسة؟
وللإجابة عن الإشكالية السابقة الذكر ارتأينا أن نتناول بالدراسة العناصر الآتية:
1. الخصائص الجغرافية والتاريخية لمنطقة تبسة.
2. مفهوم مصطلحي: الحكاية والمعتقد.
3. المعتقدات الشعبية في منطقة تبسة وجذورها التاريخية «شجرة التوت» أنموذجا.
ثم أتبعنا العناصر بخاتمة تناولت أهم النتائج المتوصل إليها في البحث.
وتهدف الدراسة إلى الغوص في أصول ممارساتنا العقائدية للوصول إلى جذورها الأولى والتي تعود في الغالب إلى ديانات بدائية مرتبطة بالطبيعة آمن بها الإنسان الأول واعتنقها خوفا ورهبة تارة لنيل رضا الآلهة ودرء أذاها تارة أخرى.
الخصائص الجغرافية والتاريخية لمنطقة تبسة:
1) الموقع الجغرافي:
تعتبر تبسة من أهم ولايات القطر الجزائري لها تاريخ ضارب في الجذور حافل بأعرق الحضارات القديمة والتي لازالت أثارها الباقية شاهدة عليها، حيث وقعت تحت وطأة الاحتلال الروماني مرورا بالوندالي والبيزنطي، وصولا إلى الاحتلال الفرنسي، وتقع المنطقة في أقصى الشرق الجزائري «في سفح منطقة تضاريسية جبلية وعرة عالية القمم أحيانا ومتوسطة الارتفاع في بعض المناطق»1.
يحدها شمالا ولاية سوق أهارس وجنوبا ولاية الوادي، أما من جهة الغرب فتحدها ولايتا أم البواقي وخنشلة، ومن الشرق فتحدها الجمهورية التونسية، تتربع المنطقة على مساحة تقدر بـ: «14227 كلم، يسودها مناخ شبه قاري يتميز بالبرودة والأمطار غير المنتظمة والمناخ شبه الصحراوي الذي يمتاز بالجفاف وهبوب رياح ساخنة»2.
جذور التسمية:
اختلفت الآراء والمعطيات حول أصل ومعنى «تبسة» فقد رجح «أحمد سليماني» في كتابه:«تاريخ المدن الجزائرية» أن أصل المصطلح تيفيست يعني مدينة المائة معبد، تشبيها لها بمدينة طيبة الفرعونية يقول في ذلك: «ومع خصب المعطيات التاريخية فإن اسم تبسة مشتق من مصطلح تيفيست وتعني مدينة المائة معبد»3.
غير أنني أرى أن هذا الرأي أبعد عن الصواب ذلك أنه ومن المعلوم أن المنطقة لا تحوي من الآثار التاريخية، إلا معبدا واحدا وهو معبد الإله «مينرف» ويعد من أشهر الآلهة عند الرومان «ومن آلهتهم العظمى جوبتير وهو إله المطر، ومنها جونون وهي آلهة النور والزواج، ومنها مينرف وهو إله الفطانة، ولهذه الثلاثة برومة معبد مشترك بينها ويعتقدونها حامية روما»4.
أما «عبد السلام بوشارب» فله رأي آخر مخالف تماما للرأي الأول حيث يرى أن تسمية تبسة مشتق من الكلمتين «الفينيقتيين بيت أبيست ومعناها بيت الجفاف، وعلى العموم فهي مدينة نوميدية المنشأ ضاربة في أعماق التاريخ»5. ويرجع المؤلف تسمية المنطقة إلى العهد الفينيقي، لكن هذا الرأي يبقى متضاربا ذلك أنه ذكر وفي نفس المرجع أن مدينة تبسة «أسست قبل العهد الفينيقي سنة 814 ق.م، أي كانت تعرف باسم تيفست في العهد الروماني»6.
أما الشائع بين السكان أن المصطلح يرجع إلى الأصل البربري الذي أطلقه عليها السكان الأصليون (تيفست) والذي يعني (اللبؤة) أنثى الأسد، وبقي المصطلح متداولا إلى غاية التواجد الروماني في المنطقة إن الناظر بعين المحقق في أصل المصطلح «تيفست» والذي يبدأبتاء وينتهي بتاء أخرى على غرار تسمية معظم ولايات القطر الجزائري، تيسمسيلت، تقرت، تيارت يرجع إلى الأصل البربري.
ومع نزوح العرب لمنطقة شمال إفريقيا خلال فترة الفتوحات الإسلامية في السنة السابعة والعشرين للهجرة، واختلاط اللسان البربري باللسان العربي، تغيرت التسمية من تيفست إلى «تبسة» بإبدال الحروف v الشفوي الأمازيغي بحرف B ب الشفوي العربي ووجه الشبه بين الحرفين أنهما من الحروف الشفوية المهجورة يتذبذب معها الوتران الصوتيان عند النطق بهما، وقد ذكر ياقوت الحموي (626-574هـ) في كتابه «معجم البلدان» هذه التسمية يقول في ذلك: «تبسة بالفتح ثم الكسر وتشديد السين المهملة بلد مشهور من أرض إفريقية بينه وبين قفصة ست مراحل. وهو بلد قديم أثار الملوك وقد خرب الآن أكثرها»7.
ومع تطور اللغة وتعاقب الأجيال تغيرت تسمية المنطقة من تبسة إلى تبسة بإبدال حركة التاء الأولى سكونا وفتح الباب لسهولة نطقها على الألسن.
2) تاريخ المنطقة:
تبسة ما قبل التاريخ:
تعاقبت على مدينة تبسة مختلف الحضارات العريقة والموغلة في القدم كالحضارة الفينيقية والرومانية والبيزنطية، وساعد هذا التفاعل والتمازج الحضاري في تشكيل هوية المجتمع الشعبي في المنطقة كما لعب دورا أساسيا في صياغة الثقافة الشعبية الخاصة به سواء أكانت ثقافته مادية أو لا مادية وقد عرفت تبسة بمختلف ربوعها والمناطق المجاورة لها الحياة منذ مئات بل آلاف السنين بدءا بالعصر الحجري القديم أو ما يعرف بالحضارة الآشورية، والتي تعرف فيها الإنسان على الطبيعة والمناخ من رياح وأمطار وبرد وشمس حارقة لذلك فكر في بناء الكهوف التي كانت مقره الرئيسي لتقيه من قساوة المناخ وخطر الحيوانات الضارية، ومن آثار هذه الحضارة في الجزائر «منزل قرب معسكر ومنازل أخرى بجهات وهران، الجزائر، سعيدة، عين مليلة، سطيف، عين البيضاء»8، ومن خلال جميع المعطيات الجغرافية والبيئية السائدة تطلبت حياة الإنسان البدائي في منطقة تبسة أدوات حجرية وخشبية أو عظمية تساعده على قضاء شؤونه اليومية، فكانت بداية تفكيره في الصنع والتشكيل، لذلك كان الحجر أول مادة استخدمها وضع منها أدواته الأولى التي ساعدته في التأقلم مع بيئته «فاخترع ما يسمى بالأداة ذات الوجهين والتي تم اكتشافها بالعوينات حوالي 60 كلم شرق الولاية، كما اكتشف موقع آخر في منطقة الماء الأبيض ويقع حوالي 40 كلم جنوب تبسة».
الحضارة القفصية:
شهدت هذه الحضارة تطورا لم يتجاوز حدود قفصة وتبسة، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى قفصة، كما سميت أيضا بالحضارة الحلزونية نسبة إلى قواقع الحلزون التي كانت تغطي مساحات شاسعة من المنطقة، حيث كان يمثل الغذاء الأساسي للإنسان الذي انتقل في هذه المرحلة من نمط حياة تعتمد على الاستهلاك المباشر إلى نمط يعتمد على الانتاج لذلك فكر في صنع «أسلحة دقيقة تؤدي أغراضه المختلفة بسرعة وتكون في متناول يده بسهولة بدلا من الأسلحة الكبيرة»9، ومن «مظاهر هذه الحضارة في منطقة تبسة أدوات السحق المكتشفة والفؤوس المصقولة التي عثر عليها في مواقع ثليجان، نقرين، ريليلاي، وعين مستيحية»10.
الاحتلال البيزنطي:
لم يختلف البيزنطيون عن نظرائهم الوندال من ناحية القتل والتنكيل بالسكان الأصليين لمنطقة تبسة، فبعد أن عين (SOLOMON)حاكما على إفريقيا قدم إلى تيفست ووجدها في حالة بائسة فاحتلها في بداية الأمر، ثم أمر بتسوير المنطقة لحمايتها من القبائل المتمردة فشيد القلعة في ذلك الوقت في القرن السادس ميلادي، وهي من أهم وأعرق الآثار البيزنطية في منطقة تبسة ذات شكل مستطيل «مزودة بأربعة عشر برج مراقبة لها ثلاثة أبواب: أحدها في الشمال وهو قوس كركلا والثاني في الشرق وهو باب سولومون . والثالث في الجنوب بجوار عين شهلة وهو باب سري يستعمل في الحالات الاضطرارية»11.
الحضارة الرومانية:
قبل أن تقع مدينة تبسة تحت وطأة الاحتلال الروماني وتصبح تابعة لروما كان السكان الأصليون للبلاد رافضين لهذه السيطرة وذلك عن طريق شن الكثير من الثورات، كان أهمها ثورة تاكفاريناس حيث قامت بها قبائل المزالمة التي كانت أقوى تجمع بربري في ذلك الوقت، تمتد مضاربها من شرق البلاد التونسية، فجبال تبسة وحتى مدينة باتنة غربا، فقد اعتمد في ثورته على هذه القبائل التي كانت الدعامة الأساسية لاستمرار ثورته سنوات طويلة، لكن بالرغم من الثورات المتكررة التي قام بها سكان المنطقة إلا أن تبسة وقعت تحت السيطرة الرومانية بعد سقوط قرطاج سنة 146 ق م»12. وخلال فترة الاحتلال الروماني عرفت تبسة تطورا هاما وانتعاشا في قطاعي الاقتصاد والعمران حيث عمد الرومان إلى تشييد القلاع العسكرية، وإنشاء المدن والمعابد والمسارح وتعبيد شبكة الطرقات مثل «الطريق الرابط بين قرطاج وتبسة»13. كما انتشرت «زراعة الكروم والزيتون في المنطقة مما أدى إلى انتشار المعاصر، وأشهرها معصرة برزقان المتواجدة قرب الماء الأبيض»14، وخلال فترة حكم الإمبراطور الروماني: سبتير سيفير (Septime sèver) وولديه أخوهم كراكلا «caracalla 188-217م»، الذي منح حق المواطنة لأهالي المنطقة «وعلى شرفه تم بناء قوس النصر كراكلا الذي يشبه إلى حد كبير قوس جانوس، بروما إلا أنه أغنى منه من ناحية الرسومات النباتية والهندسية»15. أما من ناحية الدين فالآثار الرومانية للمعابد الموجودة على ربوع مساحة تبسة خير دليل على العبادات التي اعتنقها الرومان واعتقدت بها شعوب المنطقة ولعل أهمها معبد الإله «مينرف» الذي خصص لعبادة مختلف الآلهة وتقديم القرابين لنيل رضاها ودرء أذاها.
كما عرفت تبسة ظهور الديانة المسيحية وتعتبر البازيليكا من أهم الكنائس الموجودة في المنطقة وقد كانت عبارة عن «هيئة إدارية وقضائية في أول الأمر، وعند اعتناق الإمبراطورية الرومانية للمسيحية أطلق عليها بازيليكا سانت كرسبين أقل الأمر، وعند اعتناق الإمبراطورية الرومانية»16. كما كان للرومان الكثير من المعتقدات التي تركت أثرا واضحا بين طيات ممارساتنا الحياتية، فعلى سبيل المثال لا الحصر اعتقد الرومان قديما في الحسد، وكانت التمائم شائعة الاستعمال «سواء علقها الأشخاص على أبواب منازلهم أو على صدورهم لطرد الأرواح الخبيثة وكانت التعاويذ السحرية تستخدم لمنع الأخطار والشفاء من الأمراض وإنزال المطر من السماء»17. وللوقاية من العين يعلق سكان منطقة تبسة على أبواب منازلهم أو عن الأسطح تمائم والتميمة «أشياء تضم أو تمثل صورا تحمل دفعا للأخطار أو الأذى أو الأمراض»18.
مفهوم الحكاية:
1) لغة:
يعرف ابن منظور (1232-1311م) الحكاية في معجمه «لسان العرب» بقوله: «الحكاية كقولك حكيت فلانا وحاكيته فعلت فعله أو قلت مثل قوله وحكيت عنه الحديث حكاية ابن سيده: وحكوت عنه حديثا في معنى حكيته، وفي الحديث ما سرني أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا أي فعلت مثل فعله . والمحاكاة المشابهة، تقول فلانا يحكي الشمس حسنا ويحاكيها وحكيت عنه الكلام حكاية، وأحكيت العقدة أي شددتها»19. أي أن الحكي هو نقل الكلام وتقليده، أما «ابن فارس» فيعرف المصطلح في معجم «مقاييس اللغة» بقوله «حكى: الحاء والكاف وما بعدها مثل. وهو إحكام الشيء، بعقد أو تقرير، يقال: حكيت الشيء، وحاكيته، وذلك أن تفعل مثل فعله الأول»20. ومن هنا نستنتج أن الحكاية في جذرها اللغوي تعني إعادة فعل الشيء، وتعتبر هذه السمة من أهم مميزات الحكاية، حيث تتناقل من جيل إلى جيل عن طريق الرواية الشفوية.
ويعرف «البستاني» مصطلح الحكاية في معجمه «محيط المحيط» بقوله: «الحكاية مصدر حكا الراوي وأصلها الحكاوة . والحكاية عند النحاة هي إيراد لفظ المتكلم على حسب ما أورده في كلامه كما إذا قيل رأيت زيادا، فنقول: من زيدا بالنص كما ورد في عبارة المتكلم فأكثر وقوعها في الأمثال»21. والحكاية أيضا: «أتى بمثله وشابهه، يقال: هي تحكي الشمس حسنا وعنه الحديث، نقله فهو: حاك، وحاكاه: شابهه في القول أو الفعل أو غيرهما (الحكاية): مثلا يحكي ويقص»22. ومن هنا نستنتج أن الحكاية تعني نقل الكلام مثلما سمع وروي، وهي أيضا ما يسمع من القول وما يرى من الفعل وهي فن أدبي قديم تعبر في مضمونها عن واقع مجتمعي معيش، أو هي نسيج خيال راو بعينه ثم تناقلت عبر الأجيال عن طريق الرواية الشفوية، وبالتالي فهي «تعبير عن رأي الشعب وآماله إزاء حوادث عصره وأحواله السياسية والاجتماعية، ومن ثم فهي جزء مهم من تراثه»23. كيف لا وهي وليدة رحم المجتمع الشعبي، لذلك فهي تنقل لنا بين سطورها صورة عن أحواله وتراثه كل ذلك في قولبة خيالية حكائية عجائبية مبدعة.
2) اصطلاحا:
تدل لفظة حكاية في الاصطلاح العام على «المنطوق السردي أي الخطاب الشفوي، أو المكتوب الذي يضطلع برواية حدث أو سلسلة من الأحداث الحقيقية أو التخييلية»24. وبذلك فمدلول الحكاية في الاصطلاح يراد به كل ما روي من الأحداث شفوية كانت أو مكتوبة سواء قد وقعت حقيقية أو كانت من محض خيال الإنسان الشعبي، وهي أيضا: «أحد مقومات القصة إذ يمثل مضمونها القصصي الذي تؤديه الأحداث القائمة على التتابع واقعية كانت أو متخيلة وتنهض بهذه الأحداث شخصيات في زمان ومكان معين»25.
ومن هنا يتبين أن الحكاية هي أحد الركائز الأساسية للقصة من حيث مضمونها القائم على مجموعة من العناصر الأساسية كالمكان والزمان الشخصيات، الحبكة وغيرها، والحكاية كما يعرفها الباحث «محمد سعيدي» هي: «محاولة استرجاع أحداث بطريقة خاصة ممزوجة بعناصر كالخيال والخوارق والعجائب ذات طابع جمالي تأثيري نفسيا، اجتماعيا وثقافيا»26. إن القصد بمحاولة استرجاع الأحداث أو الوقائع يتطلب بالضرورة المزج بين جملة من العناصر الخيالية والعجائبية التي تكتسي في حلتها جمالية تأثيرية على النفس والاجتماع والثقافة وكل مناحي الحياة.
أما عن أصولها التاريخية فالحكاية «فن قديم يرتكز على سرد خبر متصل بحدث قديم، انتقل عن طريق الرواية المتداولة شفويا عبر الأجيال، مما يجعلها تخضع للتطور عبر العصور نتيجة للخلق الحر للخيال الشعبي الذي ينسجها حول حدث أو حوادث مهمة بالنسبة للشعب، لذا فهو يستمتع بروايتها والاستمتاع إليها لأنها تدور على محور شخوص، ومواقف تاريخية يصنفها الشعب بوصفها حقيقة وتعبيرا عن موقف الأسرة أو القبيلة تجاه الأحداث، وبالتالي تعبير عن رأي الشعب وآماله إزاء حوادث عصره وأحواله السياسية والاجتماعية ومن ثم فهي جزء مهم من تراثه»27، وبذلك فالحكاية هي رمز من رموز التراث العريق للشعوب باعتبارها من الفنون القائمة على إعادة سرد الأخبار المروية شفويا، وقد تخضع الحكاية لعنصر التطور وذلك انطلاقا من الأحداث القائمة على الخيال والذي يجعل منها محطة لاستماع المتلقي من قبل من يرويها، كما تعبر الحكاية عن الأحداث التي عاشتها الشعوب في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية عبر العصور.
المعتقد المفهوم والدلالة:
1) لغة:
الاعتقاد مصدر مشتق من الفعل الثلاثي «عقد» واعتقد بالشيء صدقه وآمن به، وفي لسان العرب لابن منظور «عقد قلبه على شيء، لزمه»28، واعتقد يعتقد اعتقادا «التصديق بقلبه كما صدق بلسانه، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه فهو منافق»29.
2) اصطلاحا:
تعرف المعتقدات على أنها ظاهرة اجتماعية «تنتج من تفاعل الأفراد في علاقاتهم الاجتماعية وتصوراتهم حول الحياة والوجود وقوى الطبيعة المخيفة والمسيطرة أو المتحكمة في تسيير الحياة الكونية لأسباب عديدة أهمها: التلاحم الاجتماعي للعادات والتقاليد والأفكار»30.
وبذلك فالمعتقدات هي مركب الأفكار والعادات والتقاليد التي يقتنع بها شعب من الشعوب، وهذه الأفكار هي المحرك لسلوك الأفراد تجاه موضوع اجتماعي أو كوني معين، ويدخل في باب المعتقدات، الطقوس، التي يمارسها الأشخاص لاسترضاء الطبيعة أو كائنات فوق طبيعية اعتقادا بقدرتهم على إيقاع الضرر أو إزالته عنهم.
عند ربط المعنى اللغوي للاعتقاد بما يمارس في حياة المجتمع الشعبي يتضح بأن، المعتقدات تعني ممارسات تتصل بجانب من الجوانب الثقافية، كما ترتبط بين تصور الإنسان للعالم الواقعي والعالم الميتافيزيقي عالم يجهل كنهه لذا حاول التقرب منه بأشكال وطرق مختلفة كطقوس استنزال المطر أو الاتصال بعالم الجن، علاج درء العين، السحر وتبقى هذه المعتقدات راسخة في أذهان عامة المجتمع وعلى مدى السنين.
ويرى «سابير» أن المعتقد «ليس تصورا دينيا فحسب، لكنه تصور علمي، فمجموعة المعتقدات تكون المعرفة، بعضها يعتمد على تجربة ذاتية مباشرة، لكن كثيرا منها يعتمد على سلطة المجتمع، إذ تفترض أن المجتمع يملك تأكيدها وإثباتها»31، لكن الفرق بين «ما هو تصور ديني وما هو تصور علمي أنهما يعودان في البدء إلى أمر واحد، كالاعتقاد بوجود الله والاعتقاد بوجود الذرة لدى الفرد العادي، فيعودان إلى الأمر نفسه، غير أن الفرق يكمن في أن المعتقد الديني لا يقبل الاختبار، أما المعتقد العلمي، فهو قابل للاختبار والتثبت من صحته، أما فلسفة الدين فهي محاولة لعقلنة ما لا يمكن البرهان عليه، ويبقى مجرد فلسفة معقولة لا تتحول لدينا حقيقيا إلا إذا منحتها العاطفة الشخصية الحياة»32.
والمعتقدات الشعبية كثيرا ما تعود إلى «جذور دينية سواء أكان الدين الرسمي المعترف به اجتماعيا (الإسلام عندنا) أم إلى ديانات قديمة انهارت وبقيت المعتقدات تمثل رواسب ثقافية، فالمعتقد الشعبي كل ما يؤمن به المجتمع أو الفرد فيما يتعلق بالعالم الخارجي والفوق طبيعي، كما يعود إلى تصورات عن أسرار وبعض الظواهر الطبيعية كتصورات الناس عن البرق والمطر والرعد والزلزال»33.
وهو ما يسمى أيضا بعلم إحياء الطبيعة أو حياتية الطبيعة، حيث وفي وقت مضى عبد الإنسان مختلف مظاهر الطبيعية في السماء من نجوم وقمر وشمس وهلال، وما على سطح الأرض من جبال ومختلف الحيوانات والأشجار، ولطالما مثلت الشجرة «أنموذجا أعلى في الفكر الإنساني على امتداد تاريخه، فهي لم تفارق أيا من الأديان والأساطير والعبادات والمعبودات جميعا في كثير من الثقافات وهي حاضرة في واقع الإنسان، كل إنسان، موضوعا غذائيا وبيئيا وزراعيا وعلميا، وثقافيا ودينيا وأسطوريا، فلا يكاد يخلو مجال ما من الاتصال بها»34. ومن هنا تجسدت في خياله فكرة من جانب الطبيعة بمختلف مظاهرها لنيل رضاها ودرء أذاها من جانب آخر، والمقصود بالتأليه أي أن تبالغ في الاهتمام به حتى الوصول إلى درجة العبادة، وبالتالي تتحول المعادلة من مسيطر إلى خاضع ومن خاضع إلى إله ومسيطر ومتحكم في الحياة والوجود، ولعبادة الشجر جذور ممتدة في الزمن السحيق، فقد كان للشعوب الرومانية جانب من معتقد تقديس الشجر حيث: «يعد تبجيل الأشجار الفردية موضوعا شائعا في إدانة المسيحية الارتداء إلى الوثنية في العصور الوسطى، ارتبطت نهاية الأشجار في بعض الحالات بآلهة معينة، ويمكن النظر إلى ارتباط الأشجار الفردية بالقديسين على أنها استمرار للتقليد في العصر الحديث»35.
وعلى الرغم من مرور آلاف السنين وظهور الدين الإسلامي الحنيف الذي وحد البشرية، وقضى على تعدد الآلهة وكرم ومجد الإنسان بالعقل وارتقى به عن حدود الجاهلية الأولى، إلا أن آثار عبادة الأشجار لا تزال حاضرة سواء كانت بين ثنايا نصوصنا أو خلال ممارساتنا الحياتية، وفي هذا المقام نطرح مثالا «بشجرة التوت البري».
وتذكر الرواية أن الشجرة زرعت بجانب قبر الولي الصالح سيدي حمد وهو من أبناء الجد الأكبر «موسى البهلول» بمنطقة ثليجان الواقعة على تخوم الحدود الجنوب شرقية لولاية تبسة، حيث كانت النسوة وإلى وقت قريب يتجمعن بجانب ضريح الولي الصالح ويقمن بإشعال الشموع والبخور مع ترديد المقاطع التالية:
دال دالدال جدي موسى ساكن واد هلال
مرة نمر ومرة ثعبان يتبذل على كل الألوان
جدي لمدلل نعيط لجدي لفحل
كانت راقد برك طل
أبابا راني وليدك، ومبلحق لبحور تكيدك
نغني وصوتي ثقل
نعيط راني مظام36
نعيط راني مظام
جدي ساكن واد هلال
أما جدي لفحل
ونعيط لباباحني37
ثم تقوم بعض من النسوة بالرقص داخل خيمة معزولة عن الرجال مع نثر شعورهن وتحريك رؤوسهن يمينا ويسارا بحركات سريعة، وهو ما يسمى بلغتنا العامية (التهوال)، مع ترديد المقاطع التالية:
الله، الله، الله حني يا رسول الله
أتو لغلم، أتو لغم السوق رهم
ها جدي لفحل، ها جدي لفحل
كانك راقد برك طل
دال، دال، دال
جدي ساكن واد هلال
داني داني على الشياب كي راحوا
ما خلو ثار
خلوا كان حطب ونار
لاليلالي يا جدي طول الليل
وأنا يا نمر وحوالي ماهيش هيا
دركي دركي يا باباحني38
وبعد زيارة ضريح الولي الصالح «موسى البهلول» يقوم الرجال بقلب ثيابهم والتضرع إلى المولى عز وجل لسقوط الأمطار ثم أردفت الراوية قولها في حالة عدم سقوط الأمطار «يقوم الرجال بربط الأطفال عند جذوع الأشجار مع ضربهم بالعصي»39.
ويذكر الباحث «روني باسيط» أنه كان في جزر «الكاناري» طقوس مشابهة لمثل هذه الممارسات العقائدية، يقول في ذلك: «يتمثل طقس استدعاء المطر في تصويم العباد والدواب وربما في تينيريف فصل الصبيان عن أمهاتهم حتى تثير صرخاتهم مشاعر السماء»40.
وربما تحمل هذه الممارسة الطقوسية نوعا من السحر التشابهي، فلطالما مثلت المرأة والأرض على حد سواء في الأساطير القديمة الإله الأم لكونها رمزا للخصب واستمرار النسل.
إن هذه الدموع التي تصدر من الإنسان وهو في مرحلة الطفولة تستثير دموع السماء التي لطالما مثلت في الأساطير الرومانية الإله «الأب» وبذلك تتم عملية استنزال المطر بطريقة طقوسية سحرية إنه نوع من السحر التشابهي الذي يجعل الشبيه ينتج الشبيه أي أن الدموع تؤدي إلى نزول المطر.
كما أن هناك من العادات الغريبة التي يمارسها سكان منطقة ثليجان بالشريعة حيث وفي حالة ندرة المطر أو في حالة العقم أو السقم تتجمع النسوة أمام شجرة ضخمة من أشجار التوت المثمرة المتواجدة بجانب ضريح الولي «حمد» بن موسى البهلول يتضرعون أمامها بالدعاء: «يا التوتة يا الحنانة كي تصب المطر وتشبع النعاج نديرولك عصيدة، وتذكر الرواية أنه وبعد هطول المطر وارتواء الحيوان والأرض يقوم سكان القرية بتحضير العصيدة والحناء والبخور ووضعها على أغصان شجرة التوت المباركة –حسب رأيهم- وأردفت الراوية قولها: أنه يمنع منعا باتا أخذ صورة لهذه الشجرة، ومن تخطى الحدود يلقى العذاب بإصابته بوعكة صحية شديدة، تقول في ذلك: «مرة كاينلي صور حذاها مرض، وكان لي صوروا حذاها زعمة ما ماتوا حتى محوا تصاور باش رتاحوا، المهم واش وعد يديلها حلوة ولا بخور ولا عصيدة، ولحد الآن يوعدوها ويدولهاالوعدة خاصة في الربيع»41.
وكما ذكرنا سابقا تتموقع شجرة التوت المقدسة في ريف ثليجان الواقعة على بعد 17 كلم من منطقة الشريعة ولاية تبسة، وهي من الأشجار المباركة والمقدسة في المنطقة، فالذاكرة الجماعية الشعبية والمخيال الشعبي لسكان المنطقة لازال متعايشا مع ثقافة ومعتقدات الأجداد، وقد اكتسبت هذه الأخيرة قدسيتها من قدسية الولي الصالح «سيدي حمد» الذي ترك ملذات الدنيا ليتعبد الله وحده لا شريك له، وليقتات من ثمارها ولتقيه من حرارة الشمس الحارقة خاصة أن شجرة التوت وكما هو معروف من الأشجار التي تمنح الظل والخير والعطاء بامتدادها في السماء وبأوراقها الخضراء التي تحجب عنا حرارة الشمس وبثمارها الحلوة الصغيرة الحجم ذات الألوان الزاهية المتنوعة بين الأبيض والأحمر القاتم.
إن المشهد السابق الذكر الذي يجسده أهالي منطقة ثليجان في أوائل شهر أفريل وماي خاصة أي في فصل الربيع «هو امتداد طبيعي لطقوس الخصب البشري وأعياده التي نجدها عند الفراعنة بشم النسيم أو عند الفرس «بالنيروز» وكما أن للفن صوره وأشكاله أيضا ووظيفته الاجتماعية وبحكم أن التراث الشعبي علم في الإنسانية ومن المعارف المكملة لعلم التاريخ والآثار وكلها تشكل حلقة واحدة في حياة الإنسان، لذلك فإن دراسة الثقافة في أبعادها الروحية اللامادية يعد عنصرا إضافة لكل جوانب التاريخ الإنساني وإذا بحثنا في عملية حفر أنثروبولوجي لمصادر الحكايات فإننا نجدها تنبع من رافد مشرقي واحد، فمنطقة الشرق الأدنى القديم من الهضبة الإيرانية وشبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين وبلاد الشام، فهذه الطقوس والاحتفالات الضاربة في أعماق التاريخ كان رافدها ومنبع ذلك الشرق الساحر فالآلهة كانت مشرقية والإنسان الأول وبواكير النهضة الإنسانية كانت هناك، حيث تأسست أولى التجمعات البشرية للاستقرار والإنتاج والمعرفة فالدين ووازعه كانت أرض الشرق مهادا له، والمعتقد البشري بكل تجلياته وما شابه من أسطرة وخرافة نسجها خيال ذلك الإنسان في رحلة إيمانه وبحثه في حياته كالإنسان»42.
وعبادة الأشجار وتقديسها ديانة اعتنقها الإنسان البدائي تحت مسمى «الأرواحية» مفادها كل شيء مسكون بالروح، وهي تعبير فكري عن حالة البداءة البشرية، والأرواحية في المعنى الضيق للكلمة هي علم التصورات الروحية، ويميز المرء أيضا الإحيائية وهي «علم حياتية الطبيعة التي تبدو لنا غير حية، ويدخل في هذا الإطار تقديس الحيوانات وعبادة الأجداد»43. ولعل ظهور هذا المذهب في العصر البدائي لا يرجع إلى تقديس مظاهر الطبيعة خوفا ورهبة بل أيضا لما توفره له من أمن في الكهوف والمغارات خوفا ورهبة بل أيضا لما توفره له من أمن في الكهوف والمغارات والأشجار وعلى ضفاف الأنهار، ويعود سر هذا التقديس إلى أن الطبيعة تضمن له الغذاء والحماية من تقلبات الطقس تارة وخطر الحيوانات الضارية تارة أخرى.
أما عن أصولها التاريخية فيرى «سبنسر» (1820-1903م) أن هذه الديانة نشأت في بداياتها بتقديس أرواح زعماء راحلين ثم تحولت هذه الأرواح إلى آلهة تعبد إلى أن جاء «تايلر (Taylor) وطور هذه النظرية ورأى أن عقلية الإنسان الأول (البدائي) ومخيلته كشأن الأطفال الصغار شديدة التأثر فيما يشاهدونه ويسمعونه فأخذ هذا المتوحش على عاتقه عبادة كل شيء، فكر فيه تحت الأرض أو فوقها «وكل شيء بين الأرض والسماء، وكل شيء في السماوات، وتارة يعبد الشيء كأن به حياة وفاعلية وتارة أخرى يعبد لا لذاته ولكن بسبب الروح أو النفس الحالة به»44. وبذلك فقد اختلفت آراء الباحثين حول مذهب الأرواحية، فهاهو العالم «إدوارد تايلر» أخذ على عاتقه تحديد مفهوم هذه النيابة ورأى أن خيال الإنسان البدائي بسيط إلى حد السذاجة ذلك لتأثره بكل ما يراه، فعبد مختلف مظاهر الطبيعة من أرض وشمس وقمر وسماء وأنهار ونجوم وحيوانات، ورأى أن هذه الأشياء لا تعبد لذاتها وإنما بسبب الروح التي تسكنها وتبقى كل هذه الممارسات العقائدية والعبادات أساسا لدرء أذى أرواح الآلهة التي خلقتها مخيلته الصغيرة تارة أو التقرب منها لنيل رضاها تارة أخرى، أما في العصر الجاهلي فقد اعتقد الجاهليون أيضا أن الأرواح تحل في الأشجار أيضا، فنظروا إليها «نظرة تقديس ويعرضون عن إلحاق الأّذى بها أو قطعها خوفا من انتقام الروح التي حلت فيها، وكانوا يقدمون لها القرابين وينذرون النذور ويتخذون مواضعها حرما مقدسا يحجون إليه في بعض الأحيان»45.
مما سبق ذكره نستنتج أن مختلف الممارسات العقائدية والتي يعتقد بها المجتمع الشعبي في منطقة تبسة ويمارسها بصفة دورية ترجع في أصولها التاريخية إلى جذور غابرة في الزمن السحيق وإلى ديانات بدائية اعتنقها الإنسان الأول واعتقد بحقيقتها، كالديانة الأرواحية التي تتجسد أفكارها في أن لكل مجسم روحا كالصخور والشمس والنجوم والكواكب والقمر والأشجار، هذه الأخيرة التي قدسها وعبدها بسبب الروح التي تسكنها وذلك لسبب واحد وهو درء أذى أرواح الآلهة التي خلقتها مخيلته الصغيرة.
الهوامش
1. أحمد عيساوي: مدينة تبسة وأعلامها، دار البلاغ، الجزائر، (د.ط)، 2005، ص 18.
2. المرجع نفسه: ص 09.
3. أحمد سليماني: تاريخ المدن الجزائرية، دار القصبة، الجزائر، (د.ط)، 2007، ص 204.
4. عزت زكي حامد قادوس: مدخل إلى علم الآثار اليونانية والرومانية، الإسكندرية، مصر، (د.ط)، 2008، ص 25.
5. عبد السلام بوشارب: تبسة معالم وآثار، دار الشهاب، الجزائر، (د.ط)، 1996، ص 09.
6. المرجع نفسه: ص 09.
7. شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت الحموي البغدادي: معجم البلدان، المجلد الثاني، دار صادر، بيروت، لبنان، (د.ط)، 1993، ص 13.
8. مبارك بن محمد الميلي: تاريخ الجزائر في القديم والحديث، ج01، دار الكتاب العربي، لبنان، ط01، 2010، ص 86.
9. رشيد الناضوري: المغرب الكبير، دار النهضة العربية، لبنان، (د.ط)، 1981، ص 106.
10. المرجع نفسه: ص 75.
11. AbdelkarimHanini :Tebessa travers l’histoire edchihab, Alger, (S.A), P 17-19.
12. بياركاستال: حوز تبسة، تر: العربي عقون، مطبعة بغيجة حسام، الجزائر، ( د.ط)، 2010، ص 163.
13. صالح فركوس: تاريخ الجزائر (من ما قبل التاريخ إلى غاية الاستقلال)، دار العلوم، عنابة، الجزائر، (د.ط)، 2005، ص 58.
14. مخطط متحف تبسة: حضارة وتحف، وزارة الثقافة، الإصدار الثاني، الجزائر، (د.ط)، ص 17.
15. المرجع نفسه، ص 17.
16. المرجع نفسه: ص 16.
- Minerva: إله العقل والحكمة ورثه جميع المهارات والفنون والحرف اليدوية عند قدماء الرومان.
17. سيد محمد عمر: الحضارة الرومانية، المكتبة الأنجلو مصرية، مصر، ط01، ص 76.
18. بياركانافاجيو: معجم الخرافات والمعتقدات الشعبية في أوروبا، تر: أحمد الطبال، المؤسسة الجامعية للدراسات، لبنان، ط01، 1993، ص 46.
19. ابن منظور: لسان العرب، مادة (حكى)، دار صادر، بيروت، لبنان، ج04، (د.ط)، (د.ت)، ص 169.
20. أبو الحسن أحمد بن فارس: مقاييس اللغة، ج02، تح: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، مصر، (د.ط)، 1979، ص 92.
21. بطرس البستاني: محيط المحيط، مادة (د.ك.ى)، مكتبة لبنان، بيروت، لبنان، ط01، 1987، ص 185.
22. إبراهيم مصطفى وآخرون: المعجم الوسيط، مادة (د.ك.ى)، المكتبة الإسلامية، إسطنبول، تركيا، (د.ط)، ص 190.
23. نبيلة إبراهيم: الدراسات الشعبية بين النظرية والتطبيق، مكتبة القاهرة، (د.ط)، (د.ت)، مصر، ص 236.
24. جيرار جينيت: خطاب الحكاية، بحث في المنهج، تر: محمد معتصم وآخرون، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط03، 2003، ص 37.
25. محمد القاضي: معجم السرديات، دار الفارابي، لبنان، ط01، 2010، ص 148.
26. سعيدي محمد: الأدب الشعبي بين النظرية والتطبيق، ديوان المطبوعات الجامعية، بن عكنون، الجزائر، (د.ط)، 1998، ص 55.
27. رابح العوبي: أنواع النثر الشعبي، منشورات جامعة باجي مختار، عنابة ، الجزائر، (د.ط)، (د.ت)، ص 35.
28. ابن منظور: لسان العرب، مادة (عقد)، ج13، ص23.
29. علي بن هادية وآخرون: القاموس الجديد للطلاب، المؤسسة الوطنية، الجزائر، ط07، 1991، ص 70.
30. حسن محمد توفيق: المعتقدات الشعبية في التراث العربي، دار الجيل، مصر، ط01، (د.ت)، ص 06.
31. أحمد زغب: الفولكلور النظرية المنهج والتطبيق، دار هومة، واد سوف، الجزائر، ص 34.
32. المرجع نفسه، ص 34.
33. أحمد زغب: الفلكلور، مرجع سبق ذكره، ص 33، نقلا عن: محمد الجوهري: المنهج في دراسة المعتقدات والعادات الشعبية، مجلة الثقافة الشعبية، البحرين، العدد04.
34. سهى عبد القادر وجمال محمد: الشجرة: دلالتها ورموزها لدى ابن عربي، مجلة جامعة دمشق، العدد الثاني، 2012، سوريا، ص 80.
35. ويكيبيديا: الأشجار والبساتين المقدسة في الوثنية والأساطير الجرمانية، www.wikipidia.org، بتاريخ 07-02-2021، الساعة 15:00.
36. مظام: مظلوم أو في حاجة إلى رفع الضيم أي الظلم.
37. رواية السيدة: فارح حدة، منطقة الشريعة، ولاية تبسة، السن 84 سنة، تاريخ المقابلة 17-02-2017، الساعة 15:00.
38. - رواية السيدة: فارح حدة، منطقة الشريعة، ولاية تبسة، السن 84 سنة، تاريخ المقابلة 17-02-2017، الساعة 15:00.
39. رواية السيدة: فارح حدة، منطقة الشريعة، ولاية تبسة، السن 84 سنة، تاريخ المقابلة 17-02-2017، الساعة 17:30.
40. روني باسيط: أبحاث في دين الأمازيغ، تر: حمود شحار نشر دفاتر، المغرب، ط01، 2012، ص 50.
41. رواية السيدة: جلال علجية، منطقة ثليجان، الشريعة، ولاية تبسة، السن 64 سنة تاريخ المقابلة 25-01-2020، الساعة 10:00 صباحا.
42. محمد الناصر صديقي: المعتقدات الشعبية في مناطق السباسب التونسية، مجلة الثقافة الشعبية، البحرين، العدد 22، صيف 2013، ص 85.
43. سيغموند فرويد، الطوطم والتابو: تر: ياسين بوعلي، دار الحور، سوريا، ط01، 1983، ص 97.
44. حبيب سعيد: أديان العالم، نشر الكنيسة الأسقفية، القاهرة، مصر، (د.ط)، (د.ت)، ص 17.
45. جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، جامعة بغداد، ط02، 1993، ص (40 - 41).
الصور:
1. https://i.pinimg.com/originals /5a/3b/56/5a3b56803682b58 887e827e87e3d235c.jpg
2. https://www.almrsal.com/wp-content/uploads/2021/05/1-10.jpg
3. https://www.thetimes.co.uk/imageserver/image/%2Fmethode%2Ftimes%2Fprod%2Fweb%2Fbin%2Fcd ccdd50-a904-11e7-93f3-16e2d16612a0.jp g?crop=1481 %2C83 3%2C0%2C77&resize=1200