فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
34

مميزات الرقص البدوي في المهرجانات الشعبية بالجنوب التونسي

العدد 34 - موسيقى وأداء حركي
مميزات الرقص البدوي  في المهرجانات الشعبية بالجنوب التونسي
باحثة من تونس

يعد الرقص الشعبي احد الفنون الأساسية التي تؤثث المشهد الفني الفلكلوري في المهرجانات الشعبية التراثية وينفرد بخصوصية بارزة سواء في طريقة أدائه وجملة العناصر المكونة لمشهديته في الفضاء أو في أبعاده وخلفياته التعبيرية باعتباره أداة تواصل وتبليغ أو على وجه التحديد باعتباره وسيطا تفاعليا بين الفنان والجمهور يتحول بمقتضاه المشهد الراقص إلى بنية علامية أو دليلا قابلا للقراءة والتأويل انطلاقا من تفكيك العناصر المكونة لبنيته... ولعل من اهم خصائص الرقص الفلكلوري الذي تابعنا بعض عروضه و لوحاته في المهرجان. انه فن استعراضي لا يؤدى أداء حركيا جسمانيا جامدا معزولا عن مكونات الفضاء بل ينحو إلى مشهدية بانورامية يتفاعل من خلالها مع فنون مغايرة وعناصر مباينة كالركح والديكور والفضاء واللباس والإضاءة والجمهور ومن هنا يستمد رونقه واختلافه المثير للإعجاب والدهشة.

 

فما هي أنواع الرقص؟ وكيف تتشكل الصورة المشهدية الراقصة؟ وما هي العناصر المساهمة في بناء الفرجة المتكاملة في عروض الرقص الفلكلوري؟ وكيف يكون الرقص مكونا فرجويا يتأسس على معادلة التعبير و التأثير؟

1. تعريف الرقص:  

الرقص لغة:

 رقص، يرقص رقصا: تحرك وانتقل واضطرب بشكل موقع(1).

 «رقص: الرقص والرقصان: الخبب وفي التهذيب: ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا، ورجل مرقص: كثير الخبب. قال ابو بكر: والرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض وقد ارقص القوم في سيرهم اذ كانوا يرتفعون وينخفضون»(2).

الرقص اصطلاحا:

هو مصطلح يطلق على احد الفنون التعبيرية التي تقوم على تحريك اعضاء الجسم تحريكا منسجما ومتناغما مع الإيقاع الغنائي او الموسيقى المصاحبة. «فالرقص هو جملة من الحركات الموقعة التي يؤديها الانسان بجسمه وتختلف الصورة المشهدية حسب حالة راقص او الشخصية النفسية والجسذية ومن مجتمع لآخر(3).

«الرقص لغة بلا كلام ولغة ما بعد الكلام وتفجير لغريــــزة الحيـــاة التواقـــة الى التخلــص مـــن الازدواجـــية ولــه وظـــائــف أسطـــورية ودينيــة وغــرامـــية، وهـــو ذاكــرة تـــاريخــية مهـــمة جــدا ومجـــال ثـــري لعــدة أبحـــــاث ودراســـات»(4).

من خلال متابعتنا لفعاليات المهرجان الشعبي للصحراء في دوز متعاقبة تمتعنا بعروض فرجوية راقصة تكاملت عناصرها وتعددت وظائفها وتناغمت مع مكونات فضاء العرض وقد شدنا في هذه العروض تنوع أنماطها وأنواعها وانسجامها مع الطابع الشعبي والفلكلوري الذي يساهم في مختلف الفعاليات المؤثثة لمهرجانات الصحراء بدوز إذ تنوعت العروض حسب عــدد الـراقصـين مــن نــاحــية وحســـب طبيـــعة الآلات والعناصر المصاحبة للرقصة من ناحية ثانية إذ نجد:

2. الرقص الفردي:  

وهو نمط من الرقص الاستعراضي الذي يؤديه راقص واحد على إيقاع الطبل والمزمار أو الزكرة، حيث يحرص على شد الجمهور عبر استعراض جملة من الحركات المتناغمة مع الإيقاع وإظهار براعته في أدائها وفي الحفاظ على توازنه. تارة يوضع عدد من الجرار فوق رأسه ويعد في كل مرة إلى رفع عدد الجرار و أحيانا برفع كرسي بأسنانه والطواف به بين الجماهير المتحلقة به او على الركح المزدان بديكور يلائم الرقصة وموضوعها ودلالتها وما يشد المتفرج في هذه العروض إن الرقص لا يقتصر على الشباب فقط بل يتداول على أدائه الراقصون من مختلف الفئات العمرية فقد يصعد على الركح كهل خمسيني ويبهر الجمهور بمرونة جسمه وكفاءة أدائه.

ورغم بساطة الرقصة والإيقاعات المصاحبة لها فإنها تؤلف مشهدا حركيا إيقاعيا متكاملا يعبر عن تفصيل أو مشهد من مشاهد الحياة الصحراوية في صدق إحساس وبراعة تعبير.

ويختلف الأداء في هذا الفن الحركي باختلاف جنس الراقص فعندما تكون الراقصة امرأة يختلف أسلوب الأداء ويتغير المشهد بدءا من اللباس الذي ترتديه الراقصة من الأزياء التقليدية المتوارثة جيلا عن جيل حيث تبرز الملية والحزام المتدلي على الخصر إلى جانب مكونات الحلي من فضة وذهب (حلق الأذن، السلاسل على الصدر، الخلخال في القدم...) وهو ما يساهم في إثراء إيقاع الموسيقى بإيقاع رديف مــن الأجــراس الصــوتيـــة التي تسمع مـــن عســيس الحلي كلــما تحركت الراقصة وهكذا يبدو المشهد لوحة متكاملة العناصر تجمع اللباس التقليدي إلى الرقص الشعبي إلى الغناء الفلكلوري الذي يصاحب أحيانا الأداء الجسدي الحركي. «فالرقص يمكن اعتباره مؤديا للإيقاع وليس هذا الأداء اعتباطيا وإنما تناغم مع ضربات الطبل ونغمات الزكرة والحركات المتنوعة للرقص ومصدرها الجسد الإنساني الذي ينطوي على إمكانيات تعبيرية غير محدودة»(5).

3. الرقص الثنائي:

يؤدى هذا النمط من الرقص الشعبي بواسطة رجلين أو رجل وامرأة يتناغم أداؤهما وتتفاعل حركاتهما مع أنغام الزكرة أو الزرنة تناغما يتآلف مع الأدوات المصاحبة للرقص والأداء الركحي كالقرابيلة أو السيف لتشكيل صورة مشهدية متكاملة العناصر تتمازج فيها إيقاعات الموسيقى المتأتية من الضرب على الطبل مع أصوات البارود المنبعث من فوهات البنادق أو «المقارين» ومن خاصيات هذا الرقص اعتماده الكبير على حركات الرجلين قفزا ودورانا وتثنيا ويكتمل المشهد بتفاعل الجماهير المحيطة بحلقة الراقصين عبر التصفيق والتهليل والهتافات التي تزيد أجواء العرض الاحتفالي حماسة وإثارة فيزداد التنافس بين الراقصين إظهارا للبراعة والمهارة على الأداء الحركي الجسماني وكأنهما في حلبة صراع ونزال مما يجعل هذا النوع من الرقص ملائما للأجسام الرياضية التي تتميز برشاقتها وخفة حركتها ومرونتها ويعد هذا النوع من الرقص المتلازم أحد روافد الذاكرة وعنصرا تراثيا فنيا تتوارثه الأجيال المتعاقبة تعبيرا عن تأصل ثقافتها وتجذر هويتها الثقافية فلا تخلو مناسبة من المناسبات الاحتفالية الموسمية أو العرضية في إحياء لهذه العادة والاحتفاء بها كي تتعرف عليها الأجيال الحديثة و تعمل على استمرارها و الحفاظ عليها.

4. الرقص الجماعي :

ويمكـــن أن نطلــق علــى هــذا النــوع مـــن الرقــص الكرنفالــي الذي يشارك فيه عدد كبير من الراقصين في أزيــــاء تقليـــديــة موحـــدة وأداء جمــاعـــي منسجــم ومتناغم مع إيقاعات الطبل والزكرة وأصوات المغنين التي تأتي متجاوبة مع الألحان المبتكرة والمرتجلة من العازف الذي تبقى له حرية التصرف في الجمل الموسيقية والأنماط اللحنية ويرتكز الأداء الحركي الراقص على حركات النصف السفلي اندفاعا إلى الأمام أو تراجعا إلى الخلف أو التفافا ودورانا تتكامل مع هزات الخصر وحركات القدمين ويلعب اللباس الفضفاض دورا رئيسيا في هذه الرقصة حيث تتلازم حركة الأرجل والأقدام مع اهتزازات أطراف الثوب الفضفاض المتدلي.

5. الرقص الاستعراضي «رقصة الخيول»

وهو نمط من أنماط الرقص الجماعي يعرف باسم المداوري الذي لا يقتصر على العنصر البشري بل يشارك فيه الحيوان / الحصان مركوبا من فارس راقص يتحكم في توجيه حركة الحصان حتى تتناغم مع الأداء اللحني الإيقاعي المصاحب الذي يكون عادة إيقاع «السعداوي» ويشتهر هذا النوع من العروض المشهدية في المهرجانات التراثية الموسمية «الزردة» التي يحضر فيها المنظمون بهذا اللون من العروض التراثية الشعبية التي تستقطب الجماهير من كل الجهـــات ومـــن مختــــلف الأعمـــار والفــئـــات لـــــلاطـــلاع على منتوج فني تراثي أصيل بدأ مع الأجداد الأوائل واستمر توارثا بين الأجيال التي لم تزل رغم هيمنة أسلــــوب الحيــــاة الحــــداثي مغــرمة بإحياء الذاكرة التراثية والاحتفاء بها.

6. رقصة الزقايري:

وهي نمط من الرقص الفرجوي الاستعراضي الذي يؤدى فرديا أو ثنائيا أو جماعيا حسب ما تقتضيه المناسبة الاحتفالية والإطار المشهدي العام، أما طـــريـقة أداء هــذه الــرقــصة فتــرتـكــز علــى حــركــة الـــرجلـــين ونصـــف الجســـم السفلـــي للراقص الذي يناوب في حركة الرجلين بين المد والخفض تزامنا مع إطلاق البارود من بندقية الصيد «مقرون» التي تعـــد إحـــــــدى لــــــوازم رقـــصة الــزقـــايــري أو رقـــة الفـــرسان حيـــث يحـــضر الراقص في لــبــاس الـفــارس التــقـــليدي ومــــن خصـــائــــص هــــذا اللــــون مـــن الـــــرقـــص طــــابـــعه الفـرجوي والحماسي الـــذي يستقــطب الجمـــــهور مــن مختـــلف الأعمــار والفـــئات ويســـتدرجه إلـــى أجـــواء من التفاعل والإثارة العالية التي تنتج عن تناغم عناصر الفرجة المختلفة وتكاملها من رقص حركي وتصفيق جماهيري على إيقاع الطبل حتى أن حفلة الزقايري تعرف لدى أهالي الجهة برقصة «الربوخ» أي بالرقصة المحـــــققة للمتعة ولأعلــــى درجات التــفاعل النــفسي والحـــركـــي وهـــي مـــن الـــرقصــات الشـــعــبية التـــراثـــية التي يعشقها الجمهور ويستمتع بها ويواظب على متابعتها في مختلف المناسبات.

7. رقصة النخ :

يقتضي أداء الموقف أو راقصة النخ جملة من المواصفات الجسدية الجمالية كطول الشعر وجملة من المهارات والاقتدارات الفنية والتقنيات التي تتوفر لدى فئة محددة من الشابات الراقصات. ومن شروط أداء هذه الرقصة وجود تناغم وانسجام بين الأداء الحركي الجسدي المصاحبة الايقاعية فيكون لزاما على الراقصة أن تكون رشيقة خفيفة الجسم تمتلك القدرة على التناغم مع الايقاع بمختلف تكويناته ودرجاته من البطيء إلى السريع حتى يكون هناك تجاوب وتساوق بين المسموع والمرئي في مشهدية متكاملة تتحقق من خلالها متعة الفرجة بالنسبة إلى المشاهد وارتياح الراقصة بإفراغ شحنة المشاعر والأحاسيس والحالات النفسية في الأداء الحركي الذي يتحول بمقتضاه الجسم إلى لغة متحركة وتغدو الحركات المتناغمة مع الإيقاع دوالا مفعمة بالدلالات والمعاني رغم اقتصارها على الحركة والإشارة دون اللفظ.

8. خصوصية الاداء و تنوع الوظائف للرقص الفرجوي:

سواء كان الرقص الفلكلوري فرديا أو ثنائيا أو جماعيا كرنفاليا فانه يعد تعبيرا عن مخزون ثقافي متنـــوع تتمتــع بــه المناطق الصحراوية وتحرص على المحـــافـــظة علـــيه ومــن القـــواسم المشـــتركة بـــين هـــذه الألـــوان الفـــنيـة طـــابــعــهــا المـــشــهـدي والــفـــرجـــوي الـــذي يجعل منها فنا جماهيريا بامتياز تتكامل فيه الفنون الإيقاعية واللحنية والحركية والبصرية تكاملا يعكس خصوصية الفن الشعبي عموما وتنوع وظائفه ففضلا عن الدور الترفيهي والاحتفالي، تمثل الفنون الشعبية الاستعراضية تعبيرا صادقا عن عقلية بدوية تضامنية وفطرة بريئة يترجمها التعبير الجسماني الحركي تناغما مع الأداء اللحني الصوتي المصاحب الذي يبلغ رسالة للمتفرج مفادها أن مساحة الفرح والاحتفال بالحياة تطغى على الحياة البدوية الصحراوية رغم قساوة المناخ والطبيعة.

9. عناصر الفرجة في الرقص الفلكلوري :

تتكــامـــل عنـــاصـــر الفـــرجـــة في الـــرقــص الشـــعــــبي الفلكلوري وتتعامل في بنية مشهدية حركية مبهجة.

حيث يساهم الديكور واللباس التقليدي والجمهور والـــراقصـــون والــمــوســيـقى في إضــفـــــاء طابع فرجوي احتفالي تتناغم فيه الحركة الجسمية مع الإيقاع اللحني الموسـيقي مع مكــونات الــديكـور بطابعها التراثي الفلكلوري في خلق فرجة أصيلة يندمج فيها ألوان الفنون من عزف وغناء ورقص وأداء مسرحي استعراضي ضمن فضاء بانورامي متعدد المكونات والوظائف.

 الفضاء:

يختلف بين فضاء صحراوي مفتوح يعيد إلى الأذهـــان صـــورة الحــيـاة البــدويــة التلـقــائـــية وفطـــرتــهــا وفضــاء مغلــق يحمــل الخصــوصـــية التقليــدية ســواء في شكلــه ومعماره أو في محتــوياتـــه ومؤثثاته.

 الديكور:

يتكون أساسا من المرقوم التقليدي «مرقوم المرازيق» بزخارفه وألوانه الزاهية التي تضفي على الفضاء رونــقــا أضــافــيا، فــضـلا عن «بيت الشعر» الـذي يـعــد أحــد الرموز التراثية للحياة البدوية إضافة إلى جلود الخرفان والماعز التي تبسط على أرضية ركح العرض أو تعلق على الجدران.

الإضاءة:

يحرص المنظمون على أن تكون المؤثرات الضوئية حاضرة في مختلف العروض الفلكلورية وبكيفية جيدة سواء تعلق الأمر بفضاء العرض أو فضاء الفرجة وتتم الإضاءة بواسطة مصابيح كاشفة.

اللباس:

وهو مكون أساسي من مكونات العروض الشعبية الفلكلورية ويتكون بالنسبة إلى النساء من الحولي والملية والحزام والبلغة إضافة إلى الحلي التقليدي من «خلال» و«سلاسل» و«خلخال» و«طواقير»..

الجمهور:

يــعــد الـحــضــور الــجـمـاهـــيري أحــد شــروط نــجــاح العروض الفرجوية التراثية فلولاه لما كان لمثل هذه الفعاليات الثقافية وجود أصلا، ومن خصوصيات جمهور الفنون الشعبية أنه جمهور غير متجانس يتألف من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية والاجتماعية.

 الحركة:

تتنوع الحركات داخل حلقة العرض بين الحركات الـــدائــرية والالــتفــافـــية وحــركـــات الــرجــلين والــيديــن المتزامنة مع تصفيق الجمهور في مشهد متناغم.

المؤدون:

لا يـقـتـصـر الأداء عــلــى الــذكــور فــقـط بـــل يشـــمل الجنسين.

ويتراوح بين الأداء المنفصل (الذكور فقط أو الإناث فقط) و أحيانا يكون مختلطا بين الجنسين ويشترط في الراقص أن يكون رياضيا وعلى درجة عالية من الدراية كي يكون أداؤه الحركي متناسقا ومتناغما مع الأداء اللحني الإيقاعي المصاحب.

الموسيقى:

لا يكاد عرض من العروض الفلكلورية الشعبية يخلو من الموسيقى بتركيبتها الآلية التقليدية التي تتكون من الطبل والزكرة والدربوكة يصاحبها أداء صوتي غنائي فردي أو ثنائي أو جماعي تؤديه فرق  منتخبة على قاعدة جمال الصوت وقوته ومهارة الأداء وسعة الحفظ للاغاني التراثية.

«يمتلك الصوت بخصوصية النغمة وبتعبيرات المتراكمة والمحددة من خلال التقاليد الشفوية لونا يمثل الارتسام الرمزي للمجموعة أو الفئة الاجتماعية أو للمنطقة الجغرافية هذا النوع من التنظيم السنوي ينص على إمكانية إنشاد نصوص من نوع مركب يتماشى مع البيئة وظروف الأداء فالبعد الدرامي للأداء يعبر عن النفس الشعبي»(6).

10. موقع الرقص من الفلكلور و التراث الشعبي :      

يمثل الرقص الشعبي أحد المظاهر الحية للتراث الشعبي بمختلف مكوناته وتعود مركزية الموقع الذي يحتله فن الرقص الفلكلوري إلى كونه فنا فرجويا ركحيا جامعا لأنماط فنية وتعبيرية مختلفة ومتاكملة تجمع الغناء والحركة الجسمية التعبيرية والإيقاع والموسيقى وفن التصميم الركحي وهو ينطوي على قدرات وطاقات تعبيرية كبيرة تجعل الراقص فنانا متعدد المواهب والقدرات التي تشمل التعبير الجسماني الحركي والحضور الركحي التمثيلي فضلا عن مهارة إحداث التناغم بين الأداء الحركي والإيقاع الموسيقي المصاحب.

وما يتطلبه ذلك من حضور ذهني ومرونة رياضية ويبقى الجانب الاستعراضي أبرز سمات هذا الفن الذي يؤديه الراقص مرفوقا ببعض العناصر التراثية الأخرى كالمقرون والجرة التي تمثل رمزا من رموز الحياة البدوية ومن خلال متابعتنا لبعض العروض الراقصة خلال مهرجان الصحراء أو أثناء بعض المناسبات الاحتفالية الشعبية الخاصة، لاحظنا اهتمام الشباب من الجنسين بهذا الفن التراثي وحرصهم على إحيائه والحفاظ عليه وتطويره رغم اكتساح الرقص الغربي الحديث لكل الفضاءات الثقافية واستفادته من توظيف التكنولوجيات الحديثة كالمؤثرات الصوتية الإيقاعية والمؤثرات الضوئية وغيرها من الآليات المستحدثة لاستقطاب الجمهور واستدراجه إلى التفاعل مع العرض.

وبهذه المناسبة تثمن المجهودات المبذولة من قبل المشرفين على المهرجانات الشعبية للتعريف بالفنون التراثية ووضع الاستراتيجيات المناسبة لإحيائها والحفاظ عليها كمقوم من مقومات الهوية الثقافية لمجتمعنا.

 

 

الهوامش:

1. فرحات شكري يوسف وبديع يعقوب اميل، معجم الطلاب، دار الكتب العلمية بيروت لبنان ص 221.

2. إبن منظور: لسان العرب، الطبعة الاولى 1410هـ/1990 م، المجلد السابع، مادة الرقص، ص 43-42.

3. السلامي رشيد، الرقص في بلاد المغرب والاندلس، الحياة الثقلفية، العدد 181، تونس، مارس2007، ص 164.

4. الغرابي الجيلاني، توظيف التراث الشعبي في الرواية العربية، الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر، 2010، ص45.

5. شعبان فائق، صفحات من تاريخ فن الرقص في العالم، دار علاء الدين، ص 43.

6. «باولو سكارنيكيا» الموسيــقى الشــعــبية والمــوســــيقى الراقية، ترجمة احمد الصمعي، منشورات المتوسط اليف،  تونس الطبعة الاولى فيفري 2004، ص 5.

الصور:

الصور من الكاتبة.

 

أعداد المجلة