فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
34

قراءة في أنساق الحكاية الشعبية كتاب «حكايات شعبية» لعلي مغاوي نموذجاً

العدد 34 - أدب شعبي
قراءة في أنساق الحكاية الشعبية كتاب «حكايات شعبية» لعلي مغاوي نموذجاً
كاتب وباحث، المملكة العربية السعودية

الأدب الشعبي هو ذاكرة الأمة، ومخزونها الذي تفاخر به، والذي يميز كل مجتمع من المجتمعات، بأشكال مختلفة من الفنون الفلكلورية، التي تعبر عن أخلاقهم، وقيمهم، وعاداتهم كما أن الأدب الشعبي يمتاز بالعراقة، والأصالة فمن خلاله نستطيع التعرف على روح ذلك العصر، وعلى ثقافة، وفكر جيل بأكمله.

إن الأدب الشعبي يعتبر موروثاً ثقافياً، واجتماعياً يعيدنا إلى زمن مختلف، بمظاهر حياته البسيطة، وثقافة المنتمين لها، بأنساقهم المختلفة، وبرؤيتهم للحياة التي تسيطر عليها أنساق متباينة، تتجلى في عدد من الأشكال التعبيرية، كالحكايات، والأساطير، والأحاجي والنكت، والأمثال، وغيرها من الأشكال التعبيرية التي تقودنا إلى استكشاف المضمر الثقافي داخل بنية المجتمع.
ومن بين الآداب الشعبية الحكايةالتي تعد نوعًا سردياً أنتجته الذاكرة الجمعية، وحملته لنا الأجيال المتعاقبة شفهياً مما أدى إلى تعدد الروايات، واختلافها ومجهولية مؤلفها، ولطبيعتها الشفهية، وسهولة تناقلها؛ فإنها حاضرة في المجتمع بكل أطيافه، وفي كل مجالسه فهي واحدة من أهم طرق نقل الثقافة بين الأجيال، كما أنها ممارسة اجتماعية نقلت لنا الظواهر، والأفكار الاجتماعية.
وللدور الذي تقوم به الحكاية بين أطياف المجتمع فقد حاولت هذه الدراسة، النظر في هذا الموروث الشعبي، من زاوية «النقد الثقافي» ومن خلال مادة «الحكاية» التي تعتبر جزءًا من هذا الموروث، الذي وصل إلينا محافظاً على جمالياته، وصامدًا بالرغم من ندرة العناية به، إذا ما قيس بغيره من الفنون الفصيحة، وهذا دليل على قوته، وقدرته على حمل، وإخفاء أسرار حضارية، وثقافية، وسياسية لشعوبنا. ولهذا فقد سعيت إلى ملامسة الحكايات الشعبية،  واخترت أن تكون الدراسة على محورين.
محور نظري: يحاول رصد الأطر العامة للنقد الثقافي، ومادة الاشتغال الحكاية الشعبية.
محور إجرائي: يحاول كشف المضمرات النسقية في كتاب  (حكايات شعبية لعلي مغاوي).
منهج الدراسة: اعتمدت الدراسة على مقولات النقد الثقافي، ومفاهيمه بوصفه «نشاطاً فكرياً، يتخذ من الثقافة بشموليتها موضوعاً لبحثه، وتفكيره ويعبر عن مواقف إزاء تطوراتها، وسماتها»(1).
وقد قصرت هذه الدراسة على كتاب «حكايات شعبية»(2)والذي  يتكون من اثنتين وخمسين حكاية، وفي مئة وتسعة وستين صفحة - لأسباب منها: صعوبة جمع هذه الحكايات، والجهد الكبير المبذول في كتاب حكايات شعبية، بالإضافة إلى قدرة الكاتب الكبيرة على جمع هذه الحكايات بلهجات مختلفة من أفواه الكبار رجالاً، ونساءً، وصياغتها بلغة فصيحة جميلة، لهذا فقد حصرت هذه الدراسة على الحكايات الواردة، كمادة أساسية؛ لكشف الأنساق الثقافية، ودراستها، وقد كشف الكاتب في مقدمة هذه الحكايات، بأن غالبها من المنطقة الجنوبية، في المملكة العربية السعودية، وقد دونها بالفصحى(3). حدثت هذه الحكايات في غالبها ما بين (خمسين إلى مئة وخمسين سنة مضت، بغض النظر عن حكايات «امسعلاة» و«أبو زيد»، وما شابهها من حكايات الأطفال، التي جاءت في سياقات أسطورية، أو خرافية، تبنتها كثير من المجتمعات(4).
الهدف من الدراسة: تهدف إلى المساهمة بدراسة ثقافية للحكايات التي تشف عن الأنساق المسيطرة على أفراد المجتمع، ومما دفعني إلى اختيار هذا الموضوع كوني أنتمي إلى هذه المنطقة،لذلك قررت أن أخدمها ثقافياً، ولو بشكل بسيط، بالإضافة إلىندرة الدراسات في هذا السياق.
اشتغال الدراسة: هذه الدراسة ستحاول الاستقراء، والكشف عن الأنساق الثقافية المضمرة داخل نسيج الحكاية، ودور العقلية العربية في ترسيخها، وانعكاسها علـــى العـــادات، والتقــالــيد، وقــد اجتــهدت في اختيار النصوص التي أحسبها تشف عن هذه الأنساق، محاولاً عدم التشعب، أو اعتساف النصوص، بل هدفت إلى الوقوف عند النصوص الأكثر تحقيقاً لأهداف الدراسة، مع وجود بعض النصوص الأخرى التي بالإمكان أن تكون دليلاً على النسق الثقافي المضمر.

1. التمهيد:
1.1. النقد الثقافي:
النقد الثقافي (مفهوم نشأ ضمن التحولات الفكرية الصارمة، التي عصفت بكل ماهو تقليدي، وعادي، ضمن ماسمي بحركة مابعد الحداثة، كما جذرت النزعة إلى الانعتاق من أي التزام فكري سابق في مجال النقد، بل هو في حقيقته منحى انقلابي على حركة النقد الأدبي  منذ نشأتها؛ فبدلاً من تقصي مسارات الجمال الفني في الأدب، طرح النقد الثقافي توسعة الاهتمام بكل ماللثقافة من تشعبات، وتعرجات ومنحنيات)(5). وقد تعددت الآراء، والتعريفات للنقد الثقافي، فيعرف النقد الثقافي بأنه (الذي يدرس النص لا من الناحية الجمالية بل من حيث علاقته بالإيديولوجيات، والمؤثرات التاريخية، والسـياسية، والاجتـماعـية، والاقتصـاديـة، والفكـريـة، ويقوم بالكشف عنها، وتحليلها بعد عملية التشريح النصية، ويمكن القول: إنه هو الذي يدرس الخطاب، بما أنه خطاب بغض النظر عن كونه شعراً، أو كلاماً شعبياً، وهذا يبعد الانتقائية المتعالية، التي تفصل بين النخبوي، والشعبي وليس من الضروري استبعاد الدراسة الجمالية، أو الدراسة الأدبية(6).ويعرفه الناقد السعودي عبد الله الغذامي «النقد الثقافي» (بأنه فرع من فروع النقد النصوصي العام،  ومن ثم فهو أحد علوم اللغة، وحقول «الألسنية» معني بنقد الأنساق المضمرة، التي ينطوي عليها الخطاب الثقافي، بكل تجلياته، وأنماطه، وصيغه، وما هو غير رسمي، وغير مؤسساتي، ولذا فإن عمله «كشف المخبوء، من تحت أقنعة البلاغي/الجمالي»)(7). ويرى سعيد علوش بأن النقد الثقافي (حقل متوزع متداخل، ومتقاطع، يبدأ من حيث تنتهي باقي الاختصاصات)(8) ويمكن تعريف النقد الثقافي(بأنه نشاط فكري يتخذ من الثقافة بشموليتها موضوعاً لبحثه، وتفكيره ويعبر عن موقف إزاء تطوراتها وسماتها)(9) ومن خلال ماسبق نرى بأن النقد الثقافي يهتم بكل أنواع الثقافة، والمنتمين إليها، وكيف يتفاعلون معها ومن ثم التشكلات التي يتشكلون بها، من خلال ما يتعاطون من تلك الثقافات.
ويؤكد حفناوي بعلي على أن النقد الثقافي (نشاط وليس مجالاً معرفياً قائماً بذاته، وأن الناقد الثقافي، أو نقاد الثقافة، يطبقون المفاهيم والنظريات المتنوعة في تراكيب، وتباديل على الفنون الراقية، والثقافة الشعبية، والحياة اليومية)(10).

1. 2.  النسق:
 وهو الأداة الإجرائية المستخدمة في النقد الثقافي يأتي النسق «بمعنى النظام «system» أو كل ما هو على نظام واحد»(11). وتستخدم كلمة النسق كثيراً في الخطاب العام، والخاص، وتبدأ بسيطة كأن تعني ما كان على نظام واحد، وقد تأتي مرادفة لمعنى «البنية» أو معني النظام حسب مصطلح «دي سوسير» إلا أن الغذامي يطرح النسق هنا كمفهوم مركزي في مشروعه النقدي، ومن ثم فإنه يكتسب قيماً، وسمات اصطلاحية خاصة مثل:
1. يتحدد النسق عبر وظيفته، وليس عبر وجوده المجرد في وضع محدد، ومقيد وذلك حينما يتعارض نسقان أحدهما ظاهر، والآخر مضمر في نص واحد كما يشترط أن يكون جمالياً.
2. قراءة النصوص، والأنساق قراءة خاصة من وجهة نظر النقد الثقافي أي أنه حالة ثقافية والنص هنا ليس نصاً أدبياً جمالياً فحسب، ولكنه أيضاً حادثة ثقافية.
3. النسق من حيث هو دلالة مضمرة؛ فإن هذه الدلالة ليست مصنوعة من مؤلف، ولكنها منغرسة في الخطاب.
4. النسق ذو طبيعة سردية يتحرك في حبكة مضمرة؛ ولذا فهو خفي، ومضمر، وقادر على الاختفاء دائما.
5. الأنساق الثقافية أنساق تاريخية أزلية، وراسخة، ولها الغلبة دائماً(12).
كما وضع شروطاً لهذا النسق وهي: وجود نسقين يحدثان معاً في آنٍ في نص واحد، أو فيما هو في حكم النص الواحد ويكون أحدهما مضمراً، والآخر علنياً، ويكون المضمر نقيضاً، وناسخاً للمعلن، وأن يكون النص موضوع الفحص نصاً جمالياً؛لأننا ندعي أن الثقافة تتوسل بالجمالي لتمرير أنساقها، وترسيخ هذه الأنساق، وأن يكون النص ذا قبول جماهيري، ويحظى بمقروئية عريضة(13).
أما الخطوات المنهجية فتتمثل في طرح أسئلة ثقافية جديدة وهي: سؤال النسق بدلا عن سؤال النص، وسؤال المضمر بدلا عن سؤال الدال، وسؤال الاستهلاك الجماهيري بدلا عن سؤال النخبة المبدعة، وسؤال التأثير الذي ينصب على ثنائية المركز، والمهمش، أوثنائية المؤسسة، والمهمل(14).

1. 3.  الحكاية الشعبية:
الحكاية الشعبية (ذات طبيعة شفوية، فهي وليدة المشافهة إنتاجاً، وسرداً، وتداولاً، وهي كغيرها من الأجناس الشفوية السردية مجهولة المؤلف، كما أنها متعددة الروايات، بحسب فضائها الثقافي الذي رويت فيه)(15) ولطبيعتها الشفوية، وقبولها للتأويل في معظمها، وتجاوبها في ترسيخ القيم داخل المجتمع؛ فإن (الحكايات كانت حاضرة في المجتمع بكل أطيافه فلم تخل ثقافة من الثقافات، من السرد الشفوي كممارسة اجتماعية يومية، في المجالس العائلية، والقبلية بمضامين، وأهداف مختلفة)(16).
وإذا نظرنا إلى الحكاية، وجدناها أعم، وأشمل من القصة (لأنها بمثابة المادة الأولية للقصة فهي أحد مقومات القصة إذ يمثل مضمونها القصصي الذي تؤديه الأحداث القائمة على التتابع «واقعية كانت، أو متخيلة» وتنهض بهذه الأحداث شخصيات في زمن، ومكان معينين)(17) وبهذا فهي المضمون الذي يعبر عنه بالسرد، الذي يعتبر القالب الذي احتوى الحكاية من أفواه رواتها، سواء زاد في تفاصيلها، أو اختصر - بشرط الحفاظ على بنيتها الأساسية - أو أبقاها كما سمعت من أفواه رواتها (هذه الحكاية في أصلها قابلة للتأويل، والزيادة بحسب المقام المحكية فيه والمخاطبين بها، والهدف منها؛ فيضيف الراوي ويحذف بحسب الحاجة كما أن راويها في الأصل غير معروف فراويها الآني ناقل، ومبدع في آن واحد يرويها بألفاظه الخاصة، فهو يستند على بنية الحكاية في ذهنه، وتتغير طريقة عرضه حسب المقام الفني)(18).
 أما مفهوم الحكاية الشعبية:
تعددت آراء الباحثين، والدارسين حول تعريف الـحــكــايــة الشعـبية؛ فعــرفــت بــأنـهـا: (شـكـل ســــردي تقليدي، تضم صورة الشعوب، وبطولاتها الأخلاقية، والتعليمية، والاجتماعية، بشتى مغامراتها، بالإضافة إلى أنها ذاكرة شعبية مجهولة المؤلف غالباً، كما أنها تناقل شفوي، في طور التدوين حالياً )(19) وهنايتضح بأن الحكاية تناقل شفهي، من جيل لآخر، وهذا يدل على إمكانية إعادة تأويلها، أو الحذف منها أوالإضافة إليها، بما يتناسب مع البيئة، ونوعية المتلقين، مما يمنح راوي الحكاية إحساساً بإعادة إنتاجها، وتكييفها؛ لخدمة أغراض متعددةسياسية، واجتماعية، وثقافية.
ولا تقف الحكاية الشعبية عند مجرد الرواية، والاستمتاع فحسب، بل تحمل أفكاراً، وقيماً تحاول ترسيخها في المجتمع، كما أنها تشف عن ثقافة العصر كما هو بلغتها البسيطة، وبما تتمتع به من سيادة، وانتشار بين الخاصة، والعامة بالإضافة إلى تخلصها من حدود الزمان، والمكان، وكما يقول الدكتور إبراهيم عبد الحافظ (إن الحكاية باعتبارها فناً شعبياً تشكل انعكاساً للثقافة، والتاريخ فالحكاية مرآة للثقافة والنظر إلى العالم، وطبيعة التفكير)(20). «وقد تطور المصطلح العربي «حكاية» بعد أن كان دالاً في البداية على تمثيل الأصوات، والحركات؛ فالحكاية بهذا المعنى «محاكاة» ولم يدل المصطلح على «السرد» إلا بعد القرن (الثالث الهجري/التاسع الميلادي) تقريباً»21).
من خلال هذه الرؤية والمنطلقات، وبأداة النقد الثقافي، سنحاول كشف الأنساق المختبئة داخل هذه الحكايات، بسياقاتها وأيديولوجياتها المختلفة.

2. المحور الإجرائي: المضمرات النسقية
2 . 1 . نسق السلب:
السلب لغة: جاء في مختار الصحاح «س ل ب» سلب الشيء من باب نصر، و«الاستلاب» الاختلاس، و«السلب» بفتح اللام المسلوب، وكذا «السليب»(22).
حينما نتأمل الحكايات التي بين أبدينا نرى بأنها تشير إلى استلاب حق المرأة، أو حق الغير أيا كان في تحد صارخ لقيم النبل التي ترسخها المجتمعات البسيطة، وسأحاول من خلال استقراء الحكايات الواردة، وملامستها الكشف عن هذا النسق، تقول الحكاية: (وأثناء الحديث سمع والد نورة قصة وفاء زوجة صاحبه وأنه لم يجد من يزوجه لكبر سنه وكثرة أولاده، فما كان من والد نورة إلا أن ضرب على صدره وقال زوجتك عندي)(23) يشكل استلاب حق، ورأي المرأة في «حكايات شعبية» ظاهرة لافتة للنظر سواء من الأب، أو الزوج، أو المجتمع فمن خلال الأب، الذي كان من الواجب كما يملي العقل أن يكون حنوناً على ابنته مراعياً لمشاعرها موافقاً لاختياراتها التي لا تمس الشرف، ولا تلحق العار بالقبيلة، نجده يختبئ وراء الوفاء، والصداقة متظاهراً بوفائه لصديقه، لكنه يمرر النسق المخبوء داخل تكوينه الثقافي، مقابل المرأة التي هي ابنته، وهنا يظهر استلاب حق المرأة في اختيار شريك الحياة، ورميها في مستنقع زوج يكبرها سنّاً، بمعنى أن أباها يعلم من خلال حكاية صاحبه، وبحثه عن زوجة أنه لا يريدها من أجل الزواج بمعناه الحقيقي، وإنما بمعنى الخادمة التي تخدمه، وأولاده، وفي هذا استلاب لحقها البسيط في تحديد مصيرها، بالإضافة إلى أن هذه الفتاة كانت تعيش قصة حب مع فتىً آخر وأبوها يعلم بهذا الحب، فكان من الواجب أن ينزل عن رغبته - في التظاهر بالوفاء أمام صديقة - إلى رغبة ابنته، ولكن الأب همش عاطفته وانطلق من مخزونه النسقي بقوله: (الزواج قرار الأب، والأهل، وليس للبنت سوى القبول بما يقررونه) وفي مثل هذا النسق يقول الغذامي (صورة المرأة في نمط سلبي؛ فهي أولاً مجرد دمية حسناء معروضة للخطاب في منزل شيخ القبيلة (والدها) وهي عاجزة عن اختيار فتاها الصالح لها، وظل هذا العجز سمة فيها بحيث ضاق صدر والدها على مصيرها من دون رجل)(24).
يحدث كل هذا والمعنية بالزواج خارج هذا السياق، وكـأنـهـا جسـد يبـاع، ويـشـتـرى. هـذا النسـق السـائـد، والثقافة المضمرة في عقلية الرجل والذي يظهر قيمًا نبيلة مع جنس الذكور، ولكنه يستلب المرأة لحظة الاختيار، ولحظة تحديد المصير هذه الثقافة، وهذا النسق الذي احتل عقول الذكور تجاه المرأة، هو المنتصر في كثير من الأحيان، وبالتالي فإن علاقة الرجل بالرجل هي المتحكمة في المرأة لأنها أنثى «والمذكر له من اللغة، ومن الثقافة ومن الجسد غير ما للمؤنث له الأسمى، والأرقى، والأفضل ولها ما دون ذلك»(25) ويترسخ هذا النسق في مقول الحكاية التالية وهو إجبار المرأة على الزواج ممن لا تحب، ومن أجل امتلاكه للمال، وسلب حقها في الموافقة من عدمها وتقول الحكاية: (أجبرها أهلها أن تتزوج برجل غني يملك أرضاً زراعية كبيرة، وهو رجل جاد في عمله مقتصد في حياته. وكانت المرأة غاية في الجمال. انشغل زوجها عنها بعمله في أرضه بجد وعناية؛ فطلبت منه الطلاق، لكنه رفض ذلك بشدة فذهبت إلى أبيها، وأمها تشتكي منه، وقالت لهما: لم أعد أطيقه، ولا أحتمل العيش معه فضربها أبوها، وأهانها، وأعادها إليه باكية)(26). ونتيجة هذا النسق الذي يسلب المرأة حقوقها في مقابل ذكورة الرجل، وفحولته تبقى المرأة مهددة بالعار من المجتمع، متألمة لذاتها بعد أن تخلى عنها حبيبها، ويتضح هذا النسق من خلال الحكاية التالية (تأوي إلى فراشها يجافيها النوم قلقة على نفسها من موقف حبيبها، تبدو كسولة هامدة تتوالى الأيام تسأل عنه لكن الكل يقولون: ذهب إلى المدينة البعيدة.. بطنها يكبر وتزداد قلقاً تفكر في الانتحار)(27). بعد أن يسلب الرجل أغلى شيء عند المرأة، ويوهمها بالزواج، وبالحياة السعيدة يرميها؛ لأنه أحبها لجسدها لا لذاتها؛ ولأنها أصبحت عاراً، متناسياً أنه من أدخلها في هذا المستنقع القذر لكن تغلغل هذا النسق في شخصية الرجل يجعله مغيب العقل مسكون بالتمرد، وحب الذات، مستفزاً لكل قيم، وعادات المجتمع.
إن نسق السلب، واضح في شخصية الرجل في مقابل المرأة، التي أصبحت رهن ذكورته، وفحولته، فيسلبها كل حقوقها بل وإنسانيتها باستفزاز يطغى على نسق الرجل العربي الأصيل بشهامته ومروءته، ووفائه، وعدله، وبذلك يتخلى عن شخصية الرجل بصفاتها التي تقدر المرأة، وتحترم مكانتها، ويلبس شخصية الذكر، فيجعل من المرأة، ومن جسدها مكان لقضاء شهوته الغريزية، ونوازعه الذكورية، ومتعته بجسد المرأة النابعة من ذهنه، ومخزونه الثقافي المتجذر في عمق المجتمع، بأنه من يجب أن تحقق له الرغبات، وأن لا قيمة للمرأة فضلاً عن جسدها الأنثوي الذي هو ملك للرجل، وكما يقول الغذامي (غير أن هذه المتعة تنطوي، وتتأسس على مخزون ذهني يحتقر المرأة، ويستهين بالجسد المؤنث)(28).

2. 2. نسق الانتقام:
الانتقام لغة: جاء في مختار الصحاح (ن ق م) نقم عليه فهو ناقم، أي عتب عليه يقال: ما نقم منه إلا الإحسان، و(نقم) لأمر كرهه وبابهما ضرب، ونقم من فهم لغة فيهما و(انتقم) الله منه عاقبه، والاسم منه النقمة، والجمع (نقمات) و(نقم)(29). وانتقم الله منه أي عاقبه وفي التنزيل العزيز «وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله»(30) وقوله تعالى ﴿فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام﴾(31).
وفي الحديث الشريف الذي روته عائشة أم المؤمنين «وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا إن تنتهك حرمة الله فينتقم بها الله»(32).
تعد رغبة الانتقام، والأخذ بالثأر حمل ثقيل على كاهل الانسان العربي، ولابد أن يقوم بحمله، وينجزه فلا يمكنه التهاون فيه، أو تناسيه فإن أهمله، أو ضيعه عد جباناً ضعيفاً، فاقداً لرجولته، ولحق به العار الذي لا يمحوه الزمن مهما طال، ولا تغفره القبيلة التي تعتبر الانتقام علامة من علامات الرجولة، وسمة من سمات الشجاعة، إنّ سلب الحق، أو الإهانة، أوانتهاك العرض، أو القتل اعتداًء لابد أن يرد ثأرًا للكرامة المهدرة، أو الحق المستلب، أو الدم الذي هو دين يجب أن يقضى، وإذا كان النسق المسيطر على عقلية العربي في العصر الجاهلي يعير القبيلة التي لا تبدأ بالظلم فكيف يكون تعييرها للقبيلة التي لا ترد الظلم عنها وما ينطبق على القبيلة ينطبق على الفرد؛ لأنه جزء مكون فيها.
 هذا النسق المتوغل في عمق الذهنية العربية، والذي يرفض الإهانة، وينبذ هيمنة الآخرين، مازال مهيمناً على كثير من الأوساط العربية حتى وإن كان ضمن قبيلة تحكمه، أو نظام سياسي سيأخذ له حقه، وينصفه في إطار يحمي حقوق المنتمين له، إلا أن هذا النسق يرفض في تحد صارخ لكل قيمة تدعو إلى التسامح، والصلح بعدما سيطر على الذهنية العربية أن الصلح ضعف، وانهزام بل هو عار يخل برجولته وقبيلته.
  وسنحاول الكشف عن نسق الانتقام من خلال الحكايات التالية تقول الحكاية: (وكأنه يهدده بسلبه حصاد أرضه، وتحقيره بالجبن وتذكيره بفعلته الفائتة، يغضب أبو حوايم يأخذ بندقيته ويطلق رصاصة باتجاه أبي حدلا... يدفنون أبو حدلا من ليلته ويشعلون نار الحرب مرة ثانية..وتدق طبول الحرب بين القبيلتين من صباح اليوم التالي)(33).
إن الانتقام المؤدي إلى القتل في غالب الأحيان كان يمكن التسامح عنه، لولا سيطرة هذا النسق، وتوغله في الذهنية العربية، وهــذا يــدل علــى ســرعة إملاء العقل على القاتل بالقتل، وهو أشد أنواع الانتقام، هذا الانتقام في غالب الأحيان يستفز العقل الجمعي اللاواعـــي، ويغـــريه بســرعـــة الانتــقــام فحـــرارة الـــدم، وسيلانه يجب ألا يجف، وإلا لحق العار بالقبيلة، ولن يكتفي القاتل الأول برأس واحد إن تسامحت معه القبيلة، أو قبلت بالصلح ثم إن المنتقمين لن يكتفوا بقتل القاتل بل  لن يرضي ثقافة الانتقام عندهم حتى يسرفوا في القتل، كل هذا يحدث ربما من غير شعور، فالمتحكم هو النسق الذي خلفته الجاهلية، والذي نجده متجذراً فيها فنرى امرؤ القيس حينما وصله خبر مقتل والده فقال: «ضيّعني صغيرا، وحمّلني دمه كبيرا، اليوم خمر وغدا أمر» ويقسم أن يقتل من بني سلامان بن مفرج مئة رجل، إن نسق الانتقام لا يعترف بحد، ولا بزمان، ولا مكان، ولكنه ثورة عارمة، وبركان ثائر يحرق كل من يشعر بمشاركته في إراقة دم المنتقم له، أو إهانته، ولذا استمرت بعض الحروب في التاريخ العربي لأربعين سنة، دون أن يجنح أطراف النزاع للسلم رغم كونهم أبناء عمومة، وتجمعهم وشائج القربى، والنسب.
وفي حكاية أخرى يظهر لنا نسق انتقام مشابه لما حصل عند العرب قديما، عندما قامت حرب من أجل ناقة لمدة أربعين سنة سالت فيها دماء، وشردت أرواح، وتقول الحكاية: (بعد أن أخبرهم بما جرى له مع الذئب طيلة الأيام الماضية «من وفاء» وأخبرهم بأنه قد أعد لخويه وليمة عشاء، وحذر من إيذائه ما دام يتعشى فقام أحد الجالسين، واقتادته نزوة فذهب إلى مكان الذئب فوجده يأكل بجوار الذلول المذبوح فقتله، وعلم فراج بذلك فقتل الرجل الذي قتل الذئب انتقاماً لخويه الذئب، وقامت جماعة القتيل بقتل أحد جماعة ابن ريفة، وتبادل القوم القتال)(34) إن تكرار المشهد بحكاية مختلفة تحمل نفس النسق مع البعد الزمني بين الحكايتين، لدليل على عمق هذا النسق في الذهنية العربية، كما أنه ليس تصرفاً فردياً، بل إن هذا النسق يعمل على تغييب للعقل الجمعي، وسيطرة لنسق الانتقام.
هذا النسق قد يسكن وعي المرأة، ويسيطر عليها عنــــدما تــحـــاول التخــــلص من شـــيء لا تــرغـــب فــــيه، وبالتالي فإن أسهل الطرق لتحقيق رغباتها هو الانتقام، ونرى ذلك في الحكاية التالية (قررت أن تتخلص منه فذهبت إلى عجوز تستشيرها؛ فأشارت عليها بأن تدس له السم القاتل في أكله)(35) ومن خلال ما سبق انكشف لنا بجلاء، كم هو عمق هذا النسق في عقل الإنسان العربي، وتكوينه الذي ينزع إلى الانتقام المباشر الذي لا يدع مجالا للتفكير في عواقبه التي قد تولد حرباً ودماءً لا تنتهي.

2. 3. نسق الخيانة:
الخيانة لغة: الخيانة نقيض الأمانة، من خانه خوناً وخيانة، ومخانة، واختانه، فهو خائن، وخائنة، وخؤون، وخوان، والجمع خوان ويقال: خنت فلاناً وخنت آمنة فلان(36).
الخيانة هي انتهاك أو خرق للعهد المفترض، أو للأمانة، أو للثقة التي تنتج عن الصراع الأخلاقي، والنفسي في العلاقات التي بين الأفراد أو بين المنظمات، وفي كثير من الأحيان تحدث عند دعم أحد المنافسين، أو نقض ما تم الاتفاق عليه مسبقاً(37).
من خلال الحكايات المدروسة ظهر لنا نسق الخيانة باستحياء، ليقف مناقضاً لكل صفة جميلة مثل: الأمانة والوفاء، والشرف، والصدق والرجولة، والعدل وتقول الحكاية: (أما حوايم الصبية العاشقة لأبي حدلا عدو أبيها اللدود، فتهبط إلى مزرعة والدها المواجهة لمزرعة عدوه تستقي من مياه البئر المشترك يختلسان لحظات خاطفة من لقاءات خطيرة يدفعهما الهوى باتجاهها)(38).
من خلال الحكاية السابقة نرى نسق الخيانة في شخصية (حوايم) التي عشقت أبا حدلا عدو أبيها، وبالتالي فإنها تمارس الخيانة مع والدها، فتخونه من أجل رجل أحبته، ولا تكتفي بذلك بل تدخله بيت أبيها، في تحد صارخ لكل القيم الاجتماعية، التي تنبذ هذا التصرف، فضلاً عن عداوته لأبيها، هذا النسق الفاضح صادم للمجتمع، ومستفز لكل معاني العلاقة بين الأب، وابنته، وفي حكاية أخرى نرى خيانة الزوجة لزوجها حال غيابه لطلب الرزق، وتقول الحكاية: (تردد على زيارة بيتها أثناء غياب زوجها كثيراً شك الجيران فيها ونقلوا ذلك إلى زوجها)(39) إن نسق الخيانة للزوج في تقديري يعود إلى محاولة المرأة خرق نظام الرجل، ورداً لاعتبار أنوثتها في مقابل فحولة الرجل المهيمنة السالبة لحقوقها، وإسقاطاً لنسق المجتمع الذي يعطي الأفضلية للرجل في مقابل المرأة إلا أن الخيانة تعد دناءة، وخسة حتى لو كانت تحمل روح الانتقام، وتتمثل خستها في كونها تقدم جسدها بصورة مبتذلة، وبالتالي فإنها تسقط ذاتها في انتقام أكبر، وهو الانتقام من الذات.
 أن نســــق الخــيانــة قـــد يــأخــذ صفــة الــديــمــومـــة؛ فيصبح مــلازمًــا للشخص، فيكرر الخيانــة إن غـــض الطــرف عنــه، وحـــاول المـجتـمع ستره في مـرات عـدة، وفي الحكاية التالية يتضح هذا الشكل من الخيانة، وتقول الحكاية: (تزوجها صاحبها الأول الذي تسبب في طلاقها، ومكثت لديه مدة لكنها فعلت معه ما  فعلت مع زوجها السابق وحين وجد معها رجلاً في بيته قتله)(40) إن محاولة نسيان الخيانة، أوغفرانها مع بعض الحالات قد يؤدي إلى انتشار هذا النسق ما لم ترافقه عقوبات صارمة تخفف من انتشاره، وبالتالي فإنه لا يجب التغافل عن هذا النسق الصادم، والمضاد للقيم الاجتماعية النبيلة.
إن هذا النسق مضاد للمجتمع، مستفز لكل معاني الشخصية العربية، التي تؤمن بالوفاء، والتعاون، وحفظ الأعراض، والرجولة التي ترسخت بحكم طبيعة الحياة التي فرضت التقارب بين الناس، والتماسك بهدف استمرار الحياة. إلا أن تمظهرات هذا النسق مهما بدا مستفزاً، وصادماً لا يتجاوز أن يكون شكلاً من أشكال الانتقام، والخروج من رقابة المجتمع وسلطته، لذا فإن هذا النسق لا يهدف إلى العبث، ومحو قيم، وعادات المجتمع بقدر ما يهدف إلى الاستفزاز وتحقيق الذات.
إن نسق الخيانة الظاهر في الحكايات المدروسة بــاستحـــياء، يعـــد خيانـــة، وسقـــوطاً للحياة النبيلة المتمـثلـــة في الأمــانـــة، التــي من المفتـــرض أن تـــكـــون مســيطـــرة في المجــتمــع، بـــاعتـــبار النـــسق المحـافــظ، والغالب على البيئة التي وقعت فيها الحكايات، إلا أن نسق الخيانة يتسلل إلينا باعتباره انعكاساً لهيمنة الرجل، والمــجتـمع، وسـلـــب حقوق المرأة ممـــا جــعـلها تختبئ وراء نسق الخيانة، رداً لاعتبارها، أو استرجاعاً لحقوقها المسلوبة من قبل فحولة الرجل، أو القبيلة، وهيمنتها، أو تحقيقاً لرغباتها الجنسية، بالإضافة إلى طبيعة الصراع بين الأفراد، ومحاولة السيطرة والتغــلب والهيـــمـــنة إن الخــيانة صــراع ضد القيم، والمبادئ، والعادات التي تحض على القيم الأخلاقية النبيلة كما أن السقوط في الذات، وهيمنة الأنا على الهو أدت إلى الخيانة، والخيانة بدورها ستؤدي مع انتشار هذا النسق إلى سقوط، وانحلال داخل تركيب المجتمع، مما يؤدي إلى ترسيخ الثقافة الاجتماعية التي تساعد على عدم الصدق في القول، والخيانة في التعامل، والتمرد على الأعراف.

2. 4. نسق القبيلة:
القبيلة هي الكيان الذي يرتبط به الناس جسدياً، وروحياً فيعرفون به، ويعرف بهم، ويتفاعلون من خلاله؛ فيصبحون بانتسابهم إلى قبيلة معينة يداً واحدة ينتصرون لبعضهم تجاه القبائل الأخرى إن كانت المظلمة عليهم، أو كان عكس ذلك، فرابطهم قبلي لا يحتكم إلى قيمة غير الانتصار في أحايين كثيرة. يقول الله تعالى ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير﴾(41) وضحت هذه الآية تقسيم الناس بحسب أجناسهم إلى ذكر، وأنثى وصنفتهم إلى شعوب، وقبائل ليعرف كل إنسان بقبيلته، وعرقه، وليسهل التعامل، وتتكامل الحياة هذه الصورة التي رسمها القرآن الكريم، وضحت حدود هذه القبيلة وأفضلية المنتمي لها، وأن التقوى هي ما يميز الفرد لا القبيلة بمفاخرها، وأحسابها، وأنسابها، وفحولة، وسطوة رجالها، وقد تعددت تعريفات القبيلة التي أتت في معظمها بمعنى الجماعة التي تجمعهم صفات، وخصائص ثقافية، واجتماعية تميزهم عن غيرهم من القبائل الأخرى .  
وقد فرق الغذامي (بين القبيلة، والقبائلية المصطلح غير المحايد، وهو مفهوم انحيازي، وعرفي يقوم على الإقصاء، والتمييز أما القبيلة فهي تعبير محايد بما أن القبيلة قيمة اجتماعية، وثقافية نشأت لضرورة معاشية وبيئية)(42) وعلى هذا فإن القبيلة كيان حافظ عليه الآباء، والأجداد لقسوة حياتهم، وفرض نسقهم الثقافي تجاه القبيلة، وأنها ملاذهم الأول بعد الله، ففيها يتكاتف الجار مع جاره، ويدافع القوي عن الضعيف ويؤخذ حق المظلوم، وبالتالي فإن بيئتهم، ونمط حياتهم، ونسقهم الذهني المتوارث عبر الأجيال تجاه القبيلة جعل منها رمزاً للسلطة .
(إن القبيلة نظام اجتماعي يقوم على أساس ثقافي، وسلوكي، وأمني، واقتصادي واضح المعالم، وتنشأ فيه الخلافات الداخلية، والخارجية بناء على مصالح جوهرية، وبناء على حقوق ثقافية، وإنسانية إضافة إلى الجانب المصلحي الأكيد)(43).
ومن خلال استقراء الحكايات المدروسة نلمس أنها تشير إلى القبيلة، ودورها باتجاه أفرادها، أو مع القبائل الأخرى إما سلباً، أو إيجاباً وتقول الحكاية: (أما كبير القوم فهو شيخ القبيلة يتحرك الجيش باتجاه أصحاب البساتين، وينبه أبو زيد شيخ القبيلة إلى أهمية خطاب المواجهة ويحذره من أن صفوف الرجال قد تسبب العجمة للمتحدث ينفي عده شيخ القبيلة بخطاب قوي)(44).
من خلال هذه الحكاية يتضح نسق القبيلة، والتفافهم في جيش واحد؛ لسلب البساتين من أصحابها، وبالتالي فإن القبيلة هي من قررت بقرار فحولي استلاب حقوق الآخرين، أما بقية القطيع، وهم أفراد القبيلة فهم من عليهم التنفيذ حتى لو لم يقتنعوا، بل إن مصلحة القبيلة هي المقدمة على مصلحة الأفراد، وكبير القبيلة هو من يملك الرأي الصائب، وفي ذلك توحيد للكلمة، وكبتاً لروح الأفراد الانتقامية، وبخلاف شخصية البدوي المتعالية التي لا تقبل أن تكون تابعة نازعة إلى الانتقام، والتهور إلا أن النسق الذهني تجاه القبيلة، وكبيرها تجعله مطيعاً تابعاً لهذه القبيلة، وإن لم يتحقق له المراد؛ لأن خروجه على القبيلة إعلان بالضياع، وتحول إلى حياة الصعلكة، كما وجدت عند العرب قديما ويتضح من خلال نص الحكاية التالية دور كبير القبيلة في توحيد الصف، واحتواء الكلمة في الأزمات، وتقول الحكاية: (أنا كبيركم والكبير الله على الخير والشر وهذا عرف القبائل فإن كنتم على عرف القبائل فأنا كبيركم والشور عندي)(45).
ولا يقتصر نسق القبيلة، ودورها بين أفراد القبيلة الواحدة فحسب، بل نراه يحتوي الصراعات القائمة بين القبائل؛ فتنطفئ شرارة الانتقام، وتخمد روح الثأر، عندما تفرض القبيلة رأيها، فتتعايش القبائل بسلام حتى يختل نسق القبيلة المسيطر،  بتصرف أحمق، من شخص فيوقد الحرب التي لن تنطفئ، حتى يهلك جيل بأكمله، هذا السلام يوم كانت القبيلة محافظة على نسقها يتضح من خلال الحكاية الآتية: (البئر الوحيد في الوادي يستقي منه الكل رغم الصراع القائم بين القبيلتين، ورغم الخلافات على تسلل الأغنام)(46). ونرى هذا النسق المسيطر على أفراد القبيلة يعترف بسلطة كبار القبيلة، ومشائخها باعتبارهم السلطة الرسمية، ومن لهم الأحقية في فض النزاعات، ولمّ الشمل كما أن كبار القبيلة يرسمون صورة من صور التكاتف، فعند نشوب صراعات بين قبيلتين، يلتمسون من القبائل الأخرى من يتدخل بينهم لحل الخلافات، ونرى ذلك في ثنايا الحكاية الآتية (اختلفت قبيلتان على حدودهما المتجاورة، وكانت هذه الحدود تقع بين مكانين هما «امكدرة وامروة» وطال النزاع بينهما، وكاد أن يؤدي إلى حرب بين القبيلتين، ولكن كبار القبيلتين اتفقوا على اللجوء إلى عدول يحكمون بينهم، وقبل أن يحضر العدول اجتمع أفراد القبيلة الذين أنكروا حق القبيلة الأخرى)(47).
ولا يــقــتـــصـــــــر دور الـــقــبيـــلــة فـــي الإصــــــلاح، وحـــــل الخلافات من كونه سلطة متعالية تفرض قراراتها، وتهيمن على أفرادها وتسلبهم حقوقهم في التعبير، وتعتبر الخارج عنها خارقاً لنظام القبيلة، ومطأطأً رأسها بين القبائل الأخرى، بل هناك صفات عامة تلحق صورة القبيلة وعلى هذا يقول: الغذامي (سمة الترحال، ومنها الشعر بصفته الشفاهية، وهاتان علامتان ثقافيتان مهمتان، نعم ثقافة القبيلة ورسم صورة كلية عنهما ويصحب هاتان السمتان، أمورا أخرى مثل الكرم، والشجاعة)(48).
القبيلة إن حقــقت المـــراد لهـــا مــن الآيــة الكــريــمــة السابقة، وإلا جنحت للعصبية الذميمة، وأصبحت امتداداً للجاهلية بكل مساوئها، وأمست حدود القبائل ســـاحــــات لــلمــــعـارك، وســـــــفــك الـــــدمـــــاء، وســـــلب الـــحــــق باسم القبيلة.

2. 5. نسق الستر:
الستر لغة: جاء في مختار الصحاح (س ت ر) (الستر) جمعه (ستور) و(أستار) والسترة ما يستر به كائناً ما كان، وكذا الستارة، والجمع الستائر، وستر الشيء غطاه وبابه نصر (فاستتر) هو و(تستر) أي تغطى، وجارية مسترة أي محذرة، ورجل مستور وستير أي عفيف، والمرأة ستيرة(49).
الستر من قيم الإسلام التي تحفظ كرامة الإنسان، وهو ضد التعرية والكشف ففي القرآن الكريم قال تعالى: «حجاباً مستورا»(50) وقال تعالى: ﴿حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا﴾(51).
الستر هو الخيار الآمن للإنسان؛ للاختباء خلف نسقه من أفراد المجتمع، والوقوع تحت سطوتهم، الستر مؤلم ويورث حرقة، وحسرة داخلياً «معنوياً»  لكنه يخفي عن الآخرين، ويخفف من سياط النقد الجارح، والاستهزاء المستفز، الذي قد يزيد من حسرة الذنب المقترف بل قد يؤدي أحياناً إلى نبذ من المجتمع، وعدم تقبلهم في مقابل أن الذنب الواقع  فيه المذنب قد يكون سقطة من سقطات الإنسان.
(لذا يتم حجب العديد من القضايا في المجتمع سواء على مستوى الأفراد، أو على مستوى الجماعة نفسها، فالمجتمع يفضل ألا تثار القضايا التي تجرح صفاءه المرسوم، من قبل التصور الجمعي للأفراد)(52) (إن نسق الستر متجذر في المجتمع، باعتباره مكوناً ثقافياً يحمي الفرد من الوقوع في العار، ويعده بعض الباحثين ظاهرة بدوية تحمي صاحبها، وتكسبه ميزة ثقافية، وشارة، وجاهة، ورفعة»(53).
ومن خلال ملامستنا لهذه الحكايات سنحاول الكشف عن نسق الستر  المخبوء وتقول الحكاية: (أسرّ إلى زوجته أنه لم يعد يحتمل ذل الحاجة، وأنه سيرحل طلباً للرزق)(54).
عندما نتتبع هذه الحكاية من بدايتها، نجد بأن الراحل وهو ابن ريفة رجل كريم شهم، يؤمه عابرو السبيل، وذوو الحاجة لكنه لم يعد يقدر على إكرامهم، فقرر الرحيل استتاراً من عدم مقدرته على إكرام الضيف، وخوفه من اتهام الناس له بالبخل، وبالتالي فإن نسق الستر فرض سيطرته؛ فاختار ألم الرحيل، ومشقته على ألم أكبر، وهو اتهام الناس له بالبخل، وفي حكاية أخرى نجد المرأة تضحي بالزواج من شخص مع عدم رغبتها من أجل ستر نفسها، وأهلها من الفقر، وأعباء الحياة، وهي تؤمن بأن المرأة لابد لها من رجل يسترها، وتقول الحكاية: (حالة الفقر، وعبء الحياة على أهلها كبير، وهي تريد الستر المتقدم ميسور الحال، وقادر على إعانتها، وإسعادها)(55).
ونرى هذا النسق يظهر في الحكايتين التاليتين خوفاً من مواجهة المجتمع، ومن إلحاق العار بالمرأة التي لن يغفر المجتمع ذنبها مهما بذلت من تكفير عن ذنبها، وتقول الحكاية: (نظر إلى قاع البئر فرآها مع متعب وهو لا يعرفه اختص من يثق فيه من خدمه، وأمره بأن يجمع حطباً كثيراً، ويرميه في البئر ثم يحرقه على من فيه)(56).
 نسق الستر في الحكاية السابقة يطغى على كل عواطف الأب تجاه ابنته، فقرر إحراقها، وإلحاق أقسى العقوبة بها استتاراً من نظرة المجتمع، وخوفاً من العار أما الحكاية الأخرى، فإن المرأة تعترف بأنها أمام معركة خاسرة تجاه الرجل، الذي لا يعيبه شيء، وتقول الحكاية: (تلتفت غرسة إلى الباب  لا ترى أحدا فتقول له: أنا مدينة لك بعمري، وحياتي، لكن جزاءك على الله فيجيبها: أنت ذات جاه وجمال، وبنت شيخنا وكبيرنا، ارفعي رأسك فإنك مع كريم يكرمك، ويعرف قدرك)(57). إن هيمنة المجتمع على المرأة جعلها تختفي وراء نسق الستر، خوفاً من العار الذي يلحق بها عند وقوعها في الخطأ في مقابل الرجل الذي سينسى، أو يتناسى المجتمع خطأه، باعتبار المقولة الشهيرة التي تهيمن فيها الذكورية «الرجل لا يعيبه شيء».
الستر مؤلم للضحية، لكنها تستوعب النسق جيداً، فالكشف سيجعل الألم الواحد آلامًا لا تندمل، كما أن الرجل يوجد له ألف عذر والرجل كما تحكم الثقافة الشعبية لا يعيبه شيء، أما المرأة فهي وإن كانت ضحية، فليس لها أن تأمل في تفهم، أو تقبل من المجتمع لذلك فليس للمرأة الضحية إلا ابتلاع دموعها المالحة التي توازي مرارة آلامها المعنوية؛ لكونها واقعة تحت وطأة الظلم من مجتمع بأسره.

2. 6. نسق الفحولة:
 الفحولة لغة: جاء في مختار الصحاح (ف ح ل ) الفحل الذكر القوي من الحيوان، والجمع الفحول، والفحال، و(الفحل) أيضاً حصير يتخذ من (فحال) النخل، وهو ماكان من ذكوره فحلاً لإناثه، واستفحل الأمر أي تفاقم وامرأة (فحيلة ) أي سليطة(58).
يسيطر مصطلح الفحولة، ويضرب بأطنابه في عمق الثقافة العربية، فالفحل هو الرجل الذي يتصدى للأمور العظيمة، ويتسلم زمام الأمور، والفحل في منظور القبيلة - التي تنطلق من نسق فحولي - تؤمن بأن الفحل لا يؤلمه شيء، بل ويجب على الفحل في عرف القبيلة أن لا يخاف من مواجهة، وأن لا يتنازل عن حق فيتهم بالضعف، والجبن، وتنزع منه الفحولة.
ومن خلال الحكاية التالية نستطيع قراءة نسق الفحولة المتمثل في صناعته، وتقول الحكاية: (هذا الصباح مختلف إذ استيقظ علي وبجانبه شفرة نصابها قرن ماعز، وغلافها من جلد مشدودة إلى حزام جلدي تأملها وهو يفرك عينيه قبل أن تدخل أمه عليه، وتجثوا على ركبتيها إلى جواره وتحني ظهرها عليه آخذة وجهه الصغير بين كفيها قائلة له: هذه شفرتك يا علي أحضرها أبوك من السوق البارحة، البسها، ولا تفرط فيها يقف علي يستسلم لأمه تحزم عرضه بالخنجر )(59).
هذه الحكاية تمثل المرحلة الأولى من صناعة الفحل، ومن مظاهر الفحولة لبس الشفرة، والحزام التي تعد مكوناً من مكونات الفحل، ولها دلالات متعددة مثل الشجاعة، والقوة، والقدرة، على رد الأعداء، ونرى في حكاية أخرى اهتمامهم بهيئة الفحل التي يجب أن ترافقه في الحل، والسفر (التاجر يسأل ابنه أحمد عن جنبيته الصغيرة فيجيبه: تعبت منها فوضعتها فينهره قائلاً: جنبية الجمال ما يحطها من عرضه حتى يعود لأهله ويردف: البسها لا أراك مرة ثانية دونها(60).
 ومع ترسخ هذا النمط من اللباس في العقلية العربية، أصبحت علامة مميزة للفحل، والتي ما إن يرتديها حتى يكون مسؤولاً عن كل تصرفاته، محافظاً على فحولته التي تفرض عليه القوة، والأنفة، وإخفاء الألم حتى يأتي اليوم الموعود، وهو يوم الختان الذي يثبت فحولة الرجل من عدمها، فإما أن ينتشر خبره بين القبائل، وتؤكد فحولته، وإما أن تسقط تلك الفحولة، وتقول الحكاية: (تمر أشهر ويحاول علي أن يخرج شوكة في رجله بشفرته، وأبوه يراقبه تجرح الشفرة قدم علي فيصيح من الألم، يصرخ أبوه في وجهه لائماً: تبكي من قطعة صغيرة، ماذا ستفعل في يوم الختان؟ تمر الأيام ويأتي دور (علي) في الختان، يقرر علي أن يفعل شيئاً جديداً يشاور أحد أعمامه عن رغبته في تحدي الخاتن أمام الناس؛ ليثبت أنه الأقوى، والأثبت)(61) في هذه الحكاية نرى المختون علي يحاول إثبات فحولته بسلبها من الآخرين، وهنا يتجلى نسق الفحولة بمعنى إلغاء فحولة الآخرين، وتفرده بهذه الفحولة، التي قد تكون سبباً للتمرد، وأخذ حقوق الناس وإثارة المشاكل تحت نسق الفحولة، فتتحول بهذا المفهوم الفحولة، من معنى الرجولة التي تأخذ الحق للمظلوم، وتعين المسكين، وتعطف على الأنثى، والصغير إلى فحولة حيوانية لا تؤمن إلا بمفهوم القوة، ولا تنفذ إلا حكم الغابة، إن نسق الفحولة الذي يجعل من الرجل مصدر فخر، وشرف لأهله، وقبيلته في مقابل الأنوثة التي تعد نسقاً مضاداَ للفحولة، وقد تجلب العار، والفضيحة للأهل، والقبيلة، وتبدأ بوادر الفحولة، أو محاولة صناعة الفحل، في مرحلة مبكرة من عمر الرجل، قد تكون بنهاية مرحلة الطفولة المبكرة، أو بداية البلوغ، وتتم صناعة الفحل إما بمحاكاة والده، أو من خلال الحكايات، والمواقف التي تحكى على الأطفال؛ لمحاولة توطين نسق الفحولة في ذهنية الطفل، وبالتالي فإن انتقال الطفل إلى مرحلة الفحولة يعد من مهام الأب، هذا الأب ليس إلا صورة مصغرة من القبيلة، التي تعتبر الفحولة أساساً من أساساتها، حتى تحقق الغاية من صناعة الفحول الأفراد، والتي تعد فحولة للقبيلة التي تعمل على السيطرة، أو إلغاء القبائل الأخرى.

خاتمة الدراسة:
الحكاية الشعبية تمثل ذاكرة الأمة، ومخزونها الثقافي، بكل ماتحمله من قيم، وعادات تمتاز بالعراقة، والأصــــالــة النـــابعة من روح ذلك العــصر بمظاهــره المختلفة، وبأنساقه المتنوعة، التي فرضتها وشكلتها الذاكرة الجمعية، ووصلتنا مشافهة عن طريق الأجيال، ومن خلال نظري إلى هذه الحكايات بمنظار النقد الثقافي؛ خرجت بالنتائج الآتية:
1. الحكاية مخزون اجتماعي نستطيع من خلال قـــراءتها قــــراءة ثقــافــــية، استكشاف الكــثير من الأنساق المضـــمرة الــراسخــة في الـعقل الـلاواعـي الجمعي، الذي يتحكم في سلوك الفرد، والجماعة المنتمين إلى بيئة واحدة.
2. معظم الحكايات قد تبدو متقاربة في شكلها الثقافي، والاجتماعي لكنها تختلف بحسب الفرد، وحالته النفسية، والسياق بل والموقف الذي حكيت فيه.
3. تعددت الأنساق المضمرة داخل هذه الحكايات، فمنها ما يكون في مواجهة الآخر، مثل: السلب، والانتقام، والخيانة، والقبيلة، ومنها ما يكون نسقاً مسيطراً على الإنسان ذاته مثل: الستر، والفحولة، وكلها تعبر عن مخزون مليء بالعادات، والتقاليد التي تسيطر على حياة الفرد وكيان الجماعة .
4. الشخصيات تبدو ثابتة في معظم الحكايات، لكن وظائفها تختلف بين حكاية وأخرى.
5. إن نسق الفحولة من الأنساق المسيطرة، التي يتم ترسيخها، وصناعتها عبر الأجيال لتكمل فحولة العائلة، ومن ثم فحولة القبيلة.
6. يسيطر نسق الستر على أفراد المجتمع، وخصوصاً إذا تعلق الأمر بالمرأة، هروباً من سياط النقد في مقابل الرجل الذي أمن العقوبة.
وختاما فإن الأدب الشعبي يحمل بين طياته الكثير من الأنساق الثقافية المضمرة، وليست الحكاية إلا فنا من هذه الفنون، التي نقلتها لنا الأجيال.

 

الهوامش:

1. الرويلي (ميجان)، البازعي (سعد) / دليل الناقد الأدبي /المركز الثقافي العربي/ الدار البيضاء/ المغرب / ط/5/2007/ص307

2. للأديب علي إبراهيم مغاوي, من مواليد محافظة رجال ألمع سنة 1376ه كاتب في عدد من الصحف، والمجلات المحلية له مشاركات في المنتديات الثقافية، والأدبية، والتربوية والسياحية عضو نادي أبها الأدبي، له عدد من المؤلفات.

3. انظر مغاوي (علي)، حكايات شعبية، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية، جدة،  ط/1، 1431/2010 ص6.

4.  السابق ص5.

5. انظرالرباعي (عبد القادر)/ تحولات النقد الثقافي دار جرير للنشر والتوزيع/عمان/ ط1428/2007 صفحة الغلاف.

6. انظر الأنصاري (يوسف عبد الله) النقد الثقافي وأسئلة المتلقي/ أم القرى/مقالة/ 1429-2008 .

7.  انظرالغذامي (عبد الله) النقد الثقافي قراءة في الأنساق الثقافية العربية الهيئة العامة لقصور الثقافة العربية/ القاهرة / ط1/2010ص87.

8. انظر علوش (سعيد) نقد ثقافي أم حداثة سلفية/دار أبي رقراق /الرباط/ ط1/2007 ص 17

9. الرويلي (ميجان) و البازعي (سعد) / دليل الناقد الأدبي ص305.

10. راجع بعلي (حفناوي) مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن، الدار العربية للعلوم ناشرون، الجزائر، ط 1/2007، ص11.

11. انظر الحجيلان (ناصر) الشخصية في قصص الأمثال العربية «دراسة في الأنساق الثقافية للشخصية العربية» ص32.

12.  راجع الغذامي (عبد الله) النقد الثقافي قراءة في الأنساق الثقافية العربية ص 80-83.

13. راجع الغذامي (عبد الله) واصطيف (عبد النبي) نقد ثقافي أم نقد أدبي، ص33-32.

14. راجع الغذامي (عبد الله) واصطيف (عبد النبي) نقد ثقافي أم نقد أدبي، ص36.

15.  بتصرف القاضي (محمد) معجم السرديات مؤسسة الانتشار العربي، تونس، ط1/2010، ص150.

16.  بتصرف السابق،  ص149.

17.  انظر السابق،2010، ص148.

18. بتصرف السابق، ص151 .

19. راجع علوش (سعيد) معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة، ص73.

20. راجع عبد الحافظ (إبراهيم) / دراسات في الأدب الشعبي ص143.

21.  راجع القاضي (محمد) معجم السرديات ص149 .

22. الرازي (محمد بن أبي بكر بن عبد القادر ) /مختار الصحاح، ص 271.

23. مغاوي (علي إبراهيم) «حكايات شعبية»، ص18.

24. الغذامي (عبد الله) ثقافة الوهم مقاربات حول المرأة والجسد واللغة، ص 47.

25. الغذامي (عبد الله) ثقافة الوهم مقاربات حول المرأة والجسد واللغة، ص45.

26. مغاوي (علي إبراهيم)، «حكايات شعبية»،  ص58.

27. السابق، ص32.

28. الغذامي (عبد الله) ثقافة الوهم مقاربات حول المرأة والجسد واللغة، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، ط/2009، ص13.

29. الرازي (محمد بن أبي بكر بن عبد القادر)، مختار الصحاح، ص596

30. القرآن الكريم، البروج،  آية 8.

31. القرآن الكريم، إبراهيم، آية 47.

32.  النيسابوري (مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري, صحيح مسلم، دار إحياء التراث العربي، بيروت تحقيق محمد فؤاد، ج4/رقم الحديث 2580/ص1814.

33. مغاوي (علي إبراهيم )، «حكايات شعبية»، ص99.

34. مغاوي (علي إبراهيم )، «حكايات شعبية»ص26.

35. السابق، ص58.

36. الدرر السنية، «مرجع علمي موثوق» موسوعة الأخلاق.

37. الموسوعة الحرة ويكيبيديا.

38. مغاوي، (علي إبراهيم )، «حكايات شعبية»، ص96.

39.  السابق، ص120.

40.  مغاوي، (علي إبراهيم )، «حكايات شعبية»، ص121.

41.  القرآن الكريم، الحجرات، الآية 13.

42.  انظر الغذامي، (عبد الله)، «القبيلة والقبائلية أو هويات مابعد الحداثة»، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب /ط2/2009، ص25.

43.  انظر السابق، ص157.

44.  مغاوي، (علي إبراهيم)، «حكايات شعبية»، ص102.

45. السابق، ص61.

46. السابق، ص96.

47. مغاوي، (علي إبراهيم)، «حكايات شعبية»، ص107.

48. انظرالغذامي (عبد الله) القبيلة والقبائلية أو هويات ما بعد الحداثة، ص151.

49. الرازي، (محمد بن أبي بكر بن عبد القادر)، مختار الصحاح/ ص251.

50. القرآن الكريم ، الإسراء، آية 45.

51. القرآن الكريم، الكهف، آية 90.   

52. انظر  المسعودي، (أحمد موسى )، الأنساق الثقافية في تشكيل صورة المرأة «في الرواية النسائية السعودية»، مؤسسة الانتشار العربي نادي أبها الأدبي، ط  2014، ص75.

53. انظرالغذامي، (عبد الله)، القبيلة والقبائلية أو هويات ما بعد الحداثة، ص 201.

54. مغاوي، (علي إبراهيم )، «حكايات شعبية»، ص23.

55. مغاوي (علي إبراهيم )، «حكايات شعبية»، ص48.

56. السابق، ص 84.

57. السابق، ص35.

58. الرازي، (محمد بن أبي بكر بن عبد القادر )، مختار الصحاح، ص434.

59.  مغاوي، (علي إبراهيم )،  «حكايات شعبية»، ص37.

60.  السابق، ص90.

61. مغاوي (علي إبراهيم )، «حكايات شعبية»، ص38-40.

 

 

المصادر والمراجع:

 

- القرآن الكريم

- النيسابوري (مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري/ صحيح مسلم /دار إحياء التراث العربي/بيروت تحقيق محمد فؤاد /ج4/بدون.

أولاً: المصادر

 -  مغاوي (علي) حكايات شعبية /فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية /جدة   ط/1/ 1431/2010 .

ثانياً :المراجع  

- بعلي (حفناوي) مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن/ الدار العربية للعلوم ناشرون/الجزائر /ط 1/2007

- الحجيلان (ناصر) الشخصية في قصص الأمثال العربية «دراسة في الأنساق الثقافية للشخصية العربية»/ النادي الأدبي بالرياض/ المركز الثقافي العربي/ ط1/2009 .

- الرازي (محمد بن أبي بكر بن عبد القادر) /مختار الصحاح / مكتبة لبنان / بيروت / ط2007.

- الرباعي (عبد القادر) تحولات النقد الثقافي /دار جرير للنشر والتوزيع/عمان/ ط1428/2007 .  

- الرويلي (ميجان) و البازعي (سعد)/ دليل الناقد الأدبي /المركز الثقافي العربي/  الدار البيضاء / المغرب / ط/5/2007.  

- عبد الحافظ (إبراهيم) دراسات في الأدب الشعبي/ الهيئة العامة لقصور الثقافة ط/1/2013/.

- علوش (سعيد) نقد ثقافي أم حداثة سلفية /دار أبي رقراق / الرباط / ط1 /2007.

- الغذامي (عبد الله) القبيلة والقبائلية أو هويات مابعد الحداثة /المركز الثقافي العربي /الدار البيضاء /المغرب /ط2 /2009.

- الغذامي (عبد الله) النقد الثقافي قراءة في الأنساق الثقافية العربية /الهيئة العامة لقصور الثقافة/ القاهرة/ط1/2010.

- الغذامي (عبد الله) ثقافة الوهم مقاربات حول المرأة والجسد واللغة /المركز الثقافي العرب/الدار البيضاء / المغرب ط/ 2/2009  

- الغذامي (عبد الله) ود. اصطيف (عبد النبي ) نقد ثقافي أم نقد أدبي / دار الفكر / دمشق /ط/1/1425/ 2004.

- القاضي (محمد) معجم السرديات /مؤسسة الانتشار العربي/ تونس /ط1/2010.

- المسعودي  (أحمد موسى) الأنساق الثقافية في تشكيل صورة المرأة «في الرواية النسائية السعودية» مؤسسة الانتشار العربي/ بدون/ ط2014.

المجلات والمواقع الصحف

- الأنصاري (يوسف عبد الله)  أم القرى/ النقد الثقافي وأسئلة المتلقي 1429-2008.  

- الدرر السنية الموسوعة الحديثية «مرجع علمي موثوق»

- ويكيبيديا الموسوعة الحرة

 

 

الصور:

 

1. http://2.bp.blogspot.com/_0k5OG37L8H M/TMVKgwWTaVI/AAAAAAAAAwQ/hcLDwrncf4Q/s1600/erzaehler_farbe_freic_sm.jpg   بتصرف

2. https://konekrusoskronos.files.wordpress.com/2012/10/arabian-nights_thumb.jpg?w=1006&h=812

3 . https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/4/44/Ali-Baba.jpg

 

أعداد المجلة