فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
31

صناعة الفركة: بين الموروث الحضاري والمردود الاقتصادي دراسة ميدانية بمنطقة نقادة في صعيد مصر

العدد 31 - ثقافة مادية
صناعة الفركة: بين الموروث الحضاري والمردود الاقتصادي دراسة ميدانية بمنطقة نقادة في صعيد مصر
 

 تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على صناعة الفركة بمنطقة نقاده التابعة لمحافظة قنا  في صعيد مصر من حيث خصائصها، وأسباب توطنها، و مدى اقتران قوة الدفع التاريخي لها ( الموروث الحضاري ) بقوة دفع جغرافي اقتصادي أسهم في استمراريتها، فضلا عن تحديد المشكلات التي تواجهها وتنذر باندثارها ، مع وضع اقتراحات بكيفية حلهاللحيلولة دون تحولها  من صناعة شهيرة إلى صناعة شهيدة .

 

مناهج الدراسة وأساليبها:

انتهجت هذه الدراسة عددا من المناهج تراوحت مابين المنهج الوصفي عند توصيف الحرفة، والمنهج الوظيفي في دراسة الجانب الوظيفي لهذه الصناعة (عملا وإنتاجا) ومدى ارتباطها بقطاعات إنتاجية أخرى، والمنهج الأصولي في دراسة عوامل توطن هذه الحرفة في المنطقة، والتاريخي في تتبع هذه الصناعة وما لحق بها من تغيرات في أدوات الإنتاج وشكل المنتج، والاقتصادي في التعرف على المردود المادي للعاملين بهذه الصناعة ومدى مساهمتها في الدخل القومي، في إطار جغرافي محدد.(1)

واعتمدت الدراسة أسلوب العمل الميداني لتعويض النقص في البيانات، باستيفاء نموذج استبيان، وزع على عينة من العاملين بهذه الصناعة بمدينة نقاده وقريتي الخطارة وكوم الضبع المجاورتين للمدينة، كما أجريت مقابلات شخصية مع ذوي الخبرة في هذه الصناعة للتعرف على أبعادها ومشكلاتها.

والفِركة (بكسر الفاء) صناعة يدوية، تعتمد في مادتها الخام على خيوط من الحرير أو القطن تُصنع منها أشكالا مختلفة من الأقمشة، أشهرها الطرحة و الملاية وترتديهما النساء في صعيد مصر والسودان،  والشال (يضعه الرجال على الكتف كنوع من الزينة أو حماية من برودة الشتاء).

وعرفت منطقة نقاده صناعة النسيج اليدوي منذ عصور الحضارات القديمة (إلى جانب صناعات حرفية أخرى)، وظلت تتوارثها عبر العصور. إلاأن الفِركة كانت أكثرها شهرة لدرجة أن مدينة نقادة ارتبط اسمهابحرفة الفِركة زمنا طويلا في مصر والعواصم الأفريقية، فقد لاقت الملاية النقادية شهرة واسعة الآفاق،  خصوصا في العواصم الأفريقية، كالخرطوم ونيروبي وأديس أبابا وغيرها، حيث تتهافت عليها  النساء الأفريقيات لاعتقادهن أن هذه (الملايات) تجلب الحظ والبركة، وتضفي عليهن قدرا كبيرامن الوقار والحشمة وهن يقمن بلف هذه (الملايات) حول أجسادهن، حتى إن العروس الأفريقية كانت تشترط على عريسها تقديم عدد معين من هذه (الملايات) ضمن جهازها قبل الزفاف. وسميت الفركة بالسودانية نتيجة تصديرها لأهل السودان في الخرطوم وأم درمان، وساعد علي ذلك وجود أعداد كبيرة من أبناء نقادة يعيشون في السودان‏، ويعملون بالتجارة وتربطهم بالسودانيين علاقات نسب ومصاهرة‏.‏

وكانت فترة نهاية السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي عصرا ذهبيا لفركه نقادة، إذ كانت تدر ما يعادل أربعة ملايين دولار سنويا عليها وعلى قراها التي احتكرت المنتج، إلا أن الظروف التي مرت بها السودان وأفريقيا حالت دون الاستمرار في تصدير أثواب الفركة وأصبحت هذه الصناعة مهددة بالكساد، وبدأ الحرفيون يهجرون هذه الصناعة التي كانت مصدر الدخل الأساسي لأكثر من 900 أسرة لكونها صناعة عائلية تمارسها الأسرة بجميع أفرادها ، وكادت تذوب وتنزوي.
لولا أن لحق بها تطوير في النول المستخدم، والمادة الخام، ونوعية المنتج بما يتناسب مع الأسواق الجديدة. (2)

وتتناول الدراسة المحاور الآتية :

أولا: عوامل توطن صناعة الفركة.

ثانيا: مراحل تصنيع الفركة  وتسويقها.

ثالثا: اقتصاديات صناعة الفركة.

رابعا: مشكلات صناعة الفركة ،وإمكانية حلها.

خامسا: مستقبل صناعة الفركة .

أولا  : عوامل توطن صناعة الفركة :

تمثل منطقة نقادة إحدى مراكز محافظ قنا، وأشهرها في صناعة الفركة، وهي إحدى صناعات النسيج اليدوي، وتتوزع جغرافيا في مدينة نقادة وقريتي الخطارة وكوم الضبع المجاورتين لها.

وقد تضافرت مجموعة من المقومات الجغرافية في توطن هذه الصناعة اليدوية في منطقة نقادة، كقوة الدفع التاريخي، والأيدي العاملة، والمادة الخام، وسوق الاستهلاك.

أ -  قوة الدفع التاريخي ( الموروث الحضاري ):

تاريخيا، عرفت حضارة نقادة الأولى والثانية والثالثة منذ الألف الرابعة قبل الميلاد صناعة النسيج اليدوي والكليم إلى جوار صناعة الفخار والخزف(3)، وحظيت المنسوجات الكتانية بالإضافة إلى صوف الغنم والماعز وألياف النخيل بشهرة واسعة، امتدت حتى العصر الروماني (30ق م – 325م) مرورا بالعصر البطلمي، ومع انتشار المسيحية في مصر ( 325م - 641م ) حدث امتزاج بين الموروثات القائمة آنذاك مع الرؤية الفنية النابعة من العقيدة المسيحية، وانتشرت مصانع النسيج في هذا العصر.

كما حظيت صناعة النسيج باهتمام واضح في العصر الإسلامي بعد الفتح العربي لمصر (641م)(4) فقد بدأ تأسيس أول مصنع للنسيج في أواخر العصرالأموي وكان يطلق على مصانع الخليفة وحاشيته (طراز الخاصة)، وساعد على ذلك تصنيع كسوة الكعبة. ونزح حرفيو نسيج الحرير اليدوي من تونس إلى مصر في القرن 16 وانتقلت المهارة معهم كما انتقل المفرش الحريري الشهير الذي كان يصنع في تونس لينتقل إلى “نقادة” بالصعيد وامتزج بخبرة المصريين مع النول اليدوي لتخرج قطعة الحرير اليدوي الشهيرة “الفركة” ذات اللون الأحمر المقلم وهى القطعة التي ترتديها العروس السودانية في ليلة الحنة ويرجع الفضل في ذلك إلى النول اليدوي الذي يدار بالقدمين إلى أعلى وإلى أدنى(5) .

وفي العصور الحديثة خاصة في عصر محمد علي (1805–1848م) اتسمت تلك الصناعة باعتمادها على القطن إلى جوار الكتان، وسادت الزخارف التركية، ونسج الأتراك كسوة الكعبة المشرفة وستور الأضرحة. ثم اتجهت الصناعة في الوقت الحالي إلى الحرير الصناعي المستوردة من الصين والهند كمادة خام(6) بالإضافة إلى القطن. ثم توالى توارث الحرفة في العصور الحديثة والمعاصرة وحتى الوقت الحالي. لذا لجأت هذه الصناعة إلى التوطن في المواقع التي نشأت فيها منذ البداية بفعل عامل القصور الذاتي واكتساب أهلها لمهاراتها على مر الزمن، حيث انه بمجرد تجمع بعض العمال المهرة في منطقة ما، سرعان ما يتكون وجودا جغرافيا له صفة الدوام النسبي. ومن ثم يصبح العمل الماهر عاملا له مغذيا في التوطن الصناعي(7).

ب - الأيدي العاملة :

امتدت صناعة الفركة تاريخيا بمثل ما تمددت جغرافيا، فتاريخياتوارث الأبناء الحرفة من الآباء في نظام مغلق لم يسمح باتساع دائرة الحرفة، لذا احتكرت الحرفة فئات معينة من سكان المنطقة الأقباط، مما أدى إلى الحفاظ على الأشكال التقليدية للمنتجات الحرفية دون تطوير يذكر.

وجغرافيا انتشرت هذه الحرفة لتنتقل إلى قرية الخطارة عام 1948. ثم قرية كوم الضبع عام 1999، وتعدى انتشارها النطاق الجغرافي للمنطقة إلى المناطق المجاورة بمنطقة الأقصر عام 2011.

ويمتهن حرفة صناعة النسيج اليدوي نحو 40 % من إجمالي سكان المنطقة البالغ 145 ألف نسمةاستمدتها من الخبرة المتراكمة عبر التاريخ. بعد أن كانت النسبة تزيد على 70 % من سكان المنطقة قبل الثمانينات من القرن الماضي، بعد توقف تصدير الفركة الى السودان بسبب الظروف السياسية.ويتفرغ نحو 60 %من العاملين للعمل بهذه الحرفة، والباقي يعملون كموظفين. ( نتائج الدراسة الميدانية )

وتتوزع العمالة جغرافيا داخل منطقة الدراسة حيث يعمل بالحرفة بمدينة نقادة نحو 700 أسرة على نحو 1400 نول، بينما يعمل في قرية الخطارة نحو 200 أسرة على نحو 400 نول، بينما يعمل في قرية كوم الضبع نحو 20 بنتا وسيدة يعملن على 20 نولا ضمن مشروع البيت اليدوي، ويمتاز العاملون  بارتفاع نسبة الفئة العمرية ( اقل من 30 عاما) إلى (66 %) وهذا يرجع إلى ارتفاع نسبة العاملات في هذه الصناعة قبل زواجهن (64.7 % من إجمالي العاملين بهذه الصناعة )، لكون هذه الصناعة من الصناعات الخفيفة في مادتها الخام وتحتاج إلى جلد وصبر، كما أنها تتم في المنازل أو المناطق المغلقة حيث يتخذ البيت مشغلا. ( نتائج الدراسة الميدانية )

وترتفع نسبة الأمية بين العاملين في هذه الصناعة لتصل إلى 60 % من إجمالي العاملين وهو ما يعني أن هذه الصناعة تعتمد على الخبرات المتوارثة أكثر من التدريب والدراسة، وهو ما يؤشر سلبا على مستقبل هذه الحرف. إلا أن هذه الأمية  يعوضها ارتفاع  مستوى المهارة إلى أكثر من 60 % التي يتم اكتسابها من خلال الأسرة التي تشاركها مراكز التدريب في تعليم العاملين في هذه الصناعة بنسبة الثلثين إلى الثلث على الترتيب . ( نتائج الدراسة الميدانية )

جـ - المادة الخام :

تنوعت المادة الخام التي يصنع منها الفركة عبر تاريخها من الكتان وصوف الأغنام إلى القطن ، ثم الحرير الطبيعي، لتعتمد بعدها على الحرير الصناعي المستورد من الصين والهند إلى جانب الخيوط المصنوعة من القطن والفسكوز (الفوبران) بعد ارتفاع أسعار الحرير الصناعي المستورد.ويجلب تجار الجملة المادة الخام من القاهرة وسوهاج مصبوغة وجاهزة للنسج .

د - سوق التصريف :

كانت تصدرفركة منطقة نقاده إلى السودان لاستخدامها في المناسبات السعيدة لديهم إلا أن الظروف التي مرت بها الســـــودان عام 1987 حالت دون الاستمرار في تصدير الفركة إليها، وتم  البحث عن اسواق  بديلة تمثلت في الأسواق السياحيةفي مدينة الغردقة التي تستحوذ على نحو ثلث عدد السائحين المصريين والأجانب (30.4 %)، وأسوان (22.9 %) والأقصر (22.7 %) أي ما يربو على ثلاثة أرباع أعداد السائحين الوافدين إلى مصر والبالغ عددهم 12783148 سائحا عام 2009م(8).كما تستحوذ هذه المدن على أكثر من نصف بازارات الجمهورية عام 2009(9)، فضلا عن امتداد هذه السوق إلى أوروبا.

ثانيا: مراحل تصنيع الفركة وتسويقها :

تمر صناعة النسيج اليدوي في منطقة نقاده وتسويقها عبر أربع مراحل: جمع المادة الخام ونقلها إلى الورشة ثم إعدادهاللتصنيع، وأخيرا تسويقها. ويشرف على هذه المراحل الأربع كبير النساجين، حيث يقوم بشراء الخيوط من كبار تجار الجملة، ويتولى الإشراف على توزيعها على أنوال المنطقة ويحدد لهم نوعية المنتج المراد صناعته، وبعد ذلك يقوم بتجميع الأقمشة التي تم نسجها في منزله، حيث يأتي التجار والبائعون يوم السبت أسبوعيا في منزله لشراء الأقمشة المختلفة لتوزيعها على الأسواق السياحية . ( نتائج الدراسة الميدانية )

أ- جلب المادة الخام ونقلها إلى الورشة:

يتم جمع المادة الخام ونقلها إلى النول عن طريق كبير النساجين المعروفين ، حيث يتم جلب خام القطن يسمى (الفوبران) لاستخدامه في إنتاج الشال والكوفية السياحي، كما يجلب الحرير الصناعي لاستخدامه في إنتاج الشال السياحي والكوفية والملاية الإسناوي وأثواب السياحة والفركه السوداني.

وتأتي المادة الخام من أخميم بسوهاج المجاورة  على هيئة كرة، (تسمى محليا جازوزة أو الشاب) (ملحق الصور)  من الخيوط البيضاء اللون، ويتراوح وزن الكرة الواحدة مابين 1 : 5 كجم .

ب-إعداد المادة الخام:

يتم في هذه المرحلة إعداد لف الجازوزة على قطعة معدنية تسمى اللطاخ. بواسطة مايعرف بالدوارة ثم تجمع على دواليب يدوية صغيرة وصفها على النول اليدوي بواسطة المسداية وهى عبارة عن خيط سدا من الجريد والخشب لعمل المسداية من الخيوط. تتبعها مرحلة اللقوة: وهى عبارة عن التقاء الخيوط بالنير والمشط. ثم مرحلة التركيب: وهى عبارة عن تركيب المسداية على النول وضبط الخيوط بالمطواة وتجهيزها للتصنيع.

مكونات النول :

   يتكون النول من(13)  قطعة خشبية مصفوفة بطريقة منظمة تصف عليه الخيوط،(ملحق الصور) ويتكون من :

الجعزل:

ويصنع من الخشب ويستخدم لمعايرة واتزان وضبط النول عن طريق ضبط المسداية مع النول .

النير:

يستخدم لضبط الخيوط وعدم تداخل الخيوط مع بعضها.

المشط:

يستخدم لضم الخيوط مع بعضها البعض وعدم تداخل الخيوط مع بعضها قبل استخدام النير.

المطواة: تستخدم لضم الشال المصنع او للف الشال المصنع عليها وربط الخيوط بها بطريقة منظمة .

المكوك:

ويستخدم لشد الخيوط أمام النول يمينا وشمالا.

الحُق:

 يستخدم لوضع المطواة عليه وضبط النول .

الحبال:

وتستخدم لضبط النول والمسداية مع البسطة .

المعيار :

ويستخدم لمعايرة النول “ المشط والنير مع الحُق”.

الدواسات: وتستخدم لعمل توسيع بين الخيوط العلوية والسفلية لمرور المكوك.

اللطخ:

 ويستخدم في لف الخيوط لعمل المسداية

البسطة:

وهى التي تشد عليها الخيوط 

البكرة:

وهى كرة الخيط

الدولاب:

 ويستخدم في لف الخيوط على ماسورة اللحام.

ويقوم النوال بصناعة نوله بنفسه، بتكاليف لا تزيد  على 700 جنيها للنول الواحد، ويتسم النول بالبساطة في تركيبه، كما لم يطرأ عليه أي تغيير منذ عصور الفراعنة، إلا من بعض القطع التي أضيفت إليه بغرض صناعة السجاد اليدوي إلى جانب صناعة الفركة.

ج – تصنيع الفركة:

تتم عملية التصنيع داخل الورشة التي تتكون عادة من نول أو اثنين في مساحة لا تقل عن 12 متر مربع . وتتعدد أنواع الأنوال مابين النول الموضوع في حفرة (مدينة نقاده والخطارة)، والنول العادي (المقام فوق سطح الأرض) في قرية كوم الضبع، والنوع الأخير أكثر حداثة. ويشبه نول السجاد نول النسيج الحديث. وجميعها ملحق بالمنازل، وأنشئت برأس مال شخصي.(ملحق الصور)

ويجلس النوّال أمام النول، يمد قدميه أسفل حفرة النول، يحرك الجزء السفلي من النول، ويستخدم كلتا يديه في عملية شدالمضرب من أعلى لضم الخيوط المصفوفة بعضها إلى بعض، وعندما تنتهي الخيوط المصفوفة بجوار بعضها يكون بذلك قد انتهى من تصنيع أول ملاية فيقوم بقطعها، والبدء في تصنيع غيرها، وفي نهاية اليوم يقوم النوال بتسلم أجره من صاحب النول ويكون الأجر على عدد (القطع) التي قام بصنعها.

وتنقسم منتجات الفركة إلى نوعين:الفركة (الشال) والملاية، والأولى تنقسم إلى  الفركة السودانية(10) والفركة السياحية، والأخيرة هي السائدة الآن لأنها سهلة في إنتاجها،إلى جانب الكوفية السياحي، والثوب السياحي(11).

د - تسويق الفركة:

يجمع التاجر الإنتاج ويسوق نحو 75 % منه إلى الأسواق السياحية (الأقصر – القاهرة – الغردقة – شرم الشيخ ) بينما يسوق النسبة الباقية في قرى المنطقة والمناطق المجاورة مثل: إسنا وكوم امبو وادفو. أما النسبة الباقية فيسوقها الحرفي بنفسه إلى الأسواق المحلية بنسبة 46 %، بينما يسوق 54 % منهم إلى الأسواق السياحية  إلى الأقصر، و الغردقة، ومرسى علم، وشرم الشيخ.

وكان يتم التسويق سابقا بنظام المقايضة، حيث يزود تاجر الجملة النوالين بالمادة الخام لقاء المنتج بعد خصم هامش ربح ، بينما يتم التعامل الآن بالنظام النقدي.

ثالثا: اقتصاديات صناعة الفركة :

    أصبحت صناعة الفركة كغيرها من الحرف والصناعات اليدوية موضوعا اقتصاديا له أبعاده التاريخية فالبعد الاقتصادي يساعد في استمرارية الصناعة وحمايتها من الاندثار فضلا عن الارتقاء بالصناعة اليدوية بما يحقق مردودا اقتصاديا له دور في التنمية الشاملة وهو ما تقوم به بعض الدول الأسيوية (الصين) والعربية (البحرين وعمان وتونس والمغرب)(12).    وتشير البيانات المقدمة من منظمة السياحة العالمية أن منتجات الحرف والصناعات التقليدية عموما تستحوذ على نحو خمس سوق السياحة العالمية. فضلا عن أن الاستثمار في الصناعات التقليدية أصبح أداة أساسية في تنويع قاعدة الاستثمار الاقتصادي لأي منطقة، واستغلال مواردها الذاتية. وتوفير فرص عمل للشرائح السكانية - خاصة المرأة - التي لا تتيح لها ظروفها المختلفة العمل في القطاع الرسمي.

وتشكل هذه الصناعة مصدر الرزق الأساسي لمعظم العائلات في منطقة نقادة، كما تعد الصناعة الأولى بالمدينة، حيث يبلغ عدد الأسر المشتغلة بهذه الصناعة 920 أسرة وكل أسرة تمتلك نولا، وتتوزع جغرافيا بواقع 700 نولا في مدينة نقادة، 200 نول في قرية الخطارة، و 20 نولا في قرية كوم الضبع ، وتوفر هذه الصناعة حوالي 3000 فرصة عمل.

وتنتج هذه الأنوال الفركة، عدا نولا واحدا ينتج السجاد اليدوي بجمعية الشابات المسلمات بالمدينة، ومثله في قرية الخطارة، بينما يصل إلى خمسة أنوال في قرية كوم الضبع ضمن مشروع البيت اليدوي .

ولم يعد يستخدم الحرير الصناعي لارتفاع سعره (300 جنيه / كجم) ويعتمد على القطن العادي بسعر 25 جنيه / كجم)، والقطن الفوبران (الفيسكوز) بسعر 55 جنيه / كجم. وتأتي الخامة على هيئة كرة تتراوح أوزانها مابين نصف الكيلو جرام، و5 كجم، ويأتي من سوهاج بتكلفة نقل تصل إلى نصف جنيه/ كيلو من سوهاج، أو جنيه / كيلو جرام من القاهرة. وتأتي الخامة مصبوغة وجاهزة للاستخدام مباشرة بعد إعدادها على النول .

وتتمثل التكاليف الثابتة لصناعة النسيج اليدوي بنحو 700 جنيها. بينما يمكن حساب التكاليف المتغيرة على أساس نسج واحد كيلوجرام من الخيوط، حيث اتضح انه ينتج 13 قطعة بعرض 45سم للقطعة الواحدة، ويتم إنتاجها في يومين ونصف اليوم، ويتم بيع القطعة الواحدة للتاجر الوسيط بمبلغ 10 جنيهات للقطعة الواحدة ، الذي يبيعها بدوره إلى بائع البازار في الأقصر أو الغردقة بسعر 15 جنيها، ليبيعها الأخير إلى المستهلك النهائي بمبلغ 35 جنيها للقطعة الواحدة. وعلى هذا فان صافي نصيب المنتج يمثل نحو 55 %، لكن يقل نصيبه من قيمة المنتج النهائي بعد تسويقه ليصل إلى 29 %، أي أن نصيبه لا يصل إلى  ثلث قيمته النهائية والبالغة 35 جنيها للقطعة  الواحدة.بينما يستأثر الوسطاء بنحو أكثر من ثلثي قيمة المنتج.وهذا راجع إلى المسارات التسويقية المتعددة .

ويتم إنتاج الفركة على مدار العام غير انه يزيد بزيادة الطلب عليه خاصة في الموسم السياحي، حيث يسوق الحرفيون منتجاتهم إلى الأسواق السياحية عبر التجار. وتتقاضى الحرفية أجراعن قطعة الشال الواحد لا تتعدى الجنيهين.

رابعا: مشكلات صناعة الفركة وإمكانية حلها:

على الرغم من شهرة نقادة التاريخية بصناعة الفركة إلا أنها تعاني عددا من المشكلات، والتي تهدد باندثار هذه الصناعة حيث اتضح من خلال الدراسة الميدانية ما يلي :

أ - ارتفاع  أسعار الخيوط مما أدى إلى ضعف المردود المادي، ويكمن الحل في الاقتصار علي الأقطان المصرية الطويلة التيلة للتأكيد على خصوصية المنتج المحلي, ومن ثم ارتفاع قيمته المادية. واستخدام الألوان الطبيعية في الصباغة كالحنة وغيرها ، وعدم استعمال أي منسوجات صناعية.

ب - عدم إقبال الشباب على هذه الصناعة ويكمن الحل بالاهتمام بمراكز التدريب بحيث تقتصر على التدريب والدعم الفني لتكوين كوادر مدربه تنشر هذه الحرف في القرى المجاورة، وبإقامة برامج تدريبية متخصصة وتصميمات جديدة للحرفيين على استحداث تصميمات جديدة، وزيادة التنسيق بين مراكز التدريب لتبادل الخبرات كما هو الحال بين مركز النسيج اليدوي بنقادة والبيت النوبي بالأقصر، والتدريب على استخدام أنوال لصناعة السجاجيد ذات العقد حيث أن قيمتها أعلى من السجاد اليدوي العادي.

ج-  موسمية العمل إلى حد ما،  ومن ثم عدم توفر دخل ثابت، حيث يقتصر العمل على موسم الشتاء فقط لارتباطه بموسم السياحة في الأقصر. لذا لابد من العمل على عودة تصدير الفركة السودانية مما يوسع من الأسواق ، ومن ثم مزيدا من الإنتاج ، وهو ما ينعكس على زيادة دخول العاملين في هذه الحرفة .

د- تواجه هذه الصناعة من منافسة شرسة من الصين والهند ومناطق أخرى داخل مصر، من حيث كم الإنتاج، حيث تمثل المنتجات الصينية نحو خمس سوق الحرف السياحية في مصر(13). بالإضافة إلى المنافسة في نوعية ورخص ثمن المنتج، ففي حين تصل ثمن القطعة الواحدة من منتج نقادة إلى 35 جنيها ينخفض السعر الصيني إلى 20 جنيهاً. كما تنافس الصين منافسة في المادة الخام، حيث يتم استيراد خيوط الفركة الجاهزة(14)، لذا لابد من أن يطرأ تطوير لهذه الصناعة لمواجهة هذه المنافسة .ويجب حماية هذه الصناعة من خلال الحماية الجمركية والتقليد والاقتباس والسرقة وحماية الملكية الفكرية من خلال العلامة التجارية والمؤشرات الجغرافية(15). فيها لمنع التزوير والتضليل للمستهلك، ولا تحمى المؤشرات الجغرافية لسلعة غير محمية في بلد المنشأ.

هـ-يحتكر الصناعة الفركة في المنطقة تاجران احدهما محتكر لسوق الغردقة والآخر محتكر لسوق الأقصر من حيث توريد المادة الخام، مقابل شراء المنتجات من الحرفيين بأسعار زهيدة لا تساوي الجهد المبذول في الصناعة، وفي الواقع العملي فإن الحرفي يعمل أجيرا عند تاجر المادة الخام والتاجر المسوق أيضا. ولكن مشروع تنمية الحرف بالمنطقة  أعطى فرصا تسويقية جيدة وأساليب جديدة لتدريب العمالة استطاعت جذب عدد كبير من الأسر للتدريب والتعامل بالقطعة .

خامسا : مستقبل صناعة الفركة :

في ضوء واقع صناعة الفركة  بمنطقة الدراسة يتوقع مستقبلا ما يلي :

أ-الاستعانة بعمالة من خارج العائلة لتعلم هذه الحرف، وهو ما ينبئ باتساع دائرة الحرف مستقبلا وانتشارها مكانيا مما يستتبع معه دخول قرى أخرى على غرار انتقال الحرفة من مدينة نقادة إلى قريتي الخطارة وكوم الضبع  داخل منطقة الدراسة، ثم خارج المنطقة إلى منطقة الأقصر من خلال إقامة المراكز التدريبية الحرفية.ومن ثم تتحول الحرف من نمط المشغل / الورشة إلى نمط المصنع ومن ثم إمكانية تحديث منتجاتها لتقابل نوعية الطلب عليها.

ب - تحول حرفيوا هذه الصناعة من حرفيي القرية إلى القرية الحرفية على غرار القرية المزمع إقامتها على الهوامش الصحراوية المقابلة لمنطقة الدراسة والمعروفة باسم حاجر طوخ .

جـ - زيادة نسبة منتجات الفركة المتجهة إلى الأسواق السياحية على حساب نظيرتها الريفية أو السودانية، بسبب تغير النمط المعيشي للسكان الريفيين، أو النمط الحضاري للسكان السودانيين.

د - الربط بين نشاط الصناعات النسيجية ببرامج التنمية السياحية واعتبارها عنصرا من عناصر الجذب السياحي مما يسهم في تسويق المنتجات الحرفيةاقتصادياً وثقافياً، على غرار وزارة للحرف التقليدية والسياحة في تونس والمغرب(16) من خلال وضع خطة تسويقية على أساس معرفة حاجة السوق السياحي واختيار أفضل أشكال المنتجات النسيجية  القادرة على الوصول إلى الأهداف الاقتصادية(17). ووضع المنطقة ضمن جدول زيارة السياح مما يساهم في تسويق منتجاتها، والتركيز على الجودة والدقة في إنتاج الحرف السياحية مع وجود مواصفات قياسية لبعض هذه السلع. مع تطوير شكل المنتج ليتناسب مع السوق السياحي(18).

الخلاصة :

 يهدف بحث صناعة الفركة في منطقة نقادة بصعيد مصر إلى التعرف على خصائصها، وأسباب توطنها، ومدى اقتران قوة الدفع التاريخي لها بدفع جغرافي يسهم في استمراريتها، إضافة إلى تحديد المشكلات التي تواجهها، مع وضع اقتراحات بكيفية حلها.

وخلصت الدراسة إلى تضافر مجموعة من المقومات الجغرافية في توطن هذه الصناعة اليدوية في منطقة نقادة، كقوة الدفع التاريخي، حيث اكتسبت المنطقة شهرة كبيرة في صناعتها اليدوية من خلال تراكم الخبرة من جيل إلى جيل، معتمدة بذلك على مواد خام تراوحت مابين الكتان والصوف والقطن والحرير الطبيعي منه والصناعي .

 ويعمل نحو 40 % من سكان المنطقة ممثلة في تسعمائة أسرة في هذه الصناعة، معظمها من النساء لطبيعة المهنة التي تحتاج إلى صبر وجلد فضلا عن التصنيع  داخل المنازل، وكان لقرب المنطقة من مناطق المادة الخام (القطن والكتان والحرير) والقرب من الأسواق السياحية في الأقصر والغردقة وأسوان والتي تمثل مجتمعة نحو ثلاثة أرباع أعداد السائحين الوافدين إلى مصر، وهو ما يمثل فرصة كبيرة لاستمرارية هذه الصناعة بعد أن عانت من التدهور والاندثار في ثمانينيات القرن الماضي.

وتمر مرحلة تصنيع النسيج اليدوي بأربع مراحل: جمع المادة الخام ونقلها من القاهرة وسوهاج إلى الورشة وإعداد المادة الخام بتنظيمها وشدها على النول، لتبدأ بعدها مرحلة التصنيع ثم يسوق معظم المنتج بعد ذلك إلى الأسواق السياحية.

وتعد صناعة النسيج اليدوي موضوعا اقتصاديا له أبعاده التاريخية، حيث تشكل هذه الصناعة مصدر الرزق الأساسي لمعظم العائلات في منطقة نقادة، وتوفر هذه الصناعة حوالي 3000 فرصة عمل. ويعد صافي نصيب المنتج نحو 55 %، 29 % من قيمة المنتج النهائي، أي أن نصيبه لا يصل إلى  ثلث قيمته النهائية والبالغة 35 جنيها للقطعة  الواحدة . بينما يستأثر الوسطاء بنحو أكثر من ثلثي قيمة المنتج. وهذا راجع إلى المسارات التسويقية المتعددة .

وتعاني الصناعة عددا من المشكلات منها مشكلات ترتبط بمدخلات الصناعة: مثل ارتفاع  أسعار الخيوط وضعف المردود المادي، ويكمن الحل في الاقتصار علي الأقطان المصرية الطويلة التيلة للتأكيد على خصوصية المنتج المحلي. كما تعاني من قلة العمالة الماهرة، ويكمن الحل بالاهتمام بمراكز التدريب بحيث تقتصر على التدريب والدعم الفني لتكوين كوادر مدربة تنشر هذه الحرف في القرى المجاورة، كما تعاني الصناعة من موسمية الطلب على السلعة لموسمية النشاط السياحي لذا لابد من العمل على عودة تصدير الفركة السودانية مما يوسع من الأسواق كما تعاني الصناعة من المنافسة الصينية والهندية لذا لابد من عمل الإجراءات الحماية لهذه الصناعة  كما تعاني من احتكار القلة من الوسطاء لهذه الصناعة من خلال تدخل الدولة لتنظيم عملية التسويق.

وتتوقع الدراسة اتساع دائرة الصناعة مستقبلا وانتشارها مكانيا، وإمكانية تحديث منتجاتها لتقابل نوعية الطلب عليها. وزيادة نسبة المنتجات النسيجية المتجهة إلى الأسواق السياحية على حساب نظيرتها الريفية أو السودانية، بسبب تغير النمط المعيشي للسكان الريفيين، أو النمط الحضاري للسكان السودانيين. والربط بين نشاط الصناعات النسيجية ببرامج التنمية السياحية واعتبارها عنصرا من عناصر الجذب السياحي مما يسهم في تسويق المنتجات الحرفيةاقتصادياً وثقافياً.

الهوامش

 

1. علي البزي ، الحرف التقليدية : أهمية ومناهج دراستها ، مجلة الثقافة الشعبية ، العدد ( 12 ) ، البحرين ، 2011

- و نمر سرحان ، منهج البحث لدراسة الحرف والصناعات الشعبية اليدوية ، مجلة الثقافة الشعبية ، العدد ( 14 ) ، البحرين ، 2011 .

2.  اشرف صالح سيد ، النسيج المصري : حكاية صناعة شعبية عريقة ، العدد ( 19 ) ، مجلة الثقافة الشعبية  ، البحرين، 2011 .

3. عبد الحليم نور الدين ،  تاريخ و حضارة مصر القديمة، منذ بداية الأسرات وحتى نهاية الدولة الحديثة ، ج1 ، بدون دار نشر ، القاهرة ، 2008 ، ص ص 99 - 102.

4. السيد طه السيد أبو سديره، الحرف والصناعات في مصر الإسلامية، الألف كتاب الثاني، 1995، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1991. ص ص 15 – 56 .، وصلاح سليم، الحرف والصناعات في مدينة قوص منذ العصر الفاطمي حتى نهاية عصر المماليك، بحوث مؤتمر قنا عبر العصور، كلية الآداب بقنا، جامعة جنوب الوادي، 12:14 أكتوبر 2008.ص ص 323 – 356 .

http://kenanaonline.com/users/shahygelbab/posts/100433

6.  اشرف صالح سيد ، النسيج المصري : حكاية صناعة شعبية عريقة ، العدد ( 19 ) ، مجلة الثقافة الشعبية  ، البحرين ، 2011 .

7.  محمد محمود إبراهيم الديب ، الجغرافيا الاقتصادية : منظور معاصر ، الانجلو المصرية ، القاهرة ، 2006، ص ص 842 – 843 ويوسف توني ، معجم المصطلحات الجغرافية ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1977 ، ص 224.

General Department of Tourist and Antiquities Police (Ministry of Interior Affairs),2010.

Travel Agencies and Tourist Establishments Sector  (Ministry of Tourism), 2010.

10. مرت الفركة بعصر ذهبي ، حينما كانت تصدر إلى السودان وكان يقدر إنتاجها سنويا بحوالي 700 ألف قطعةفركه تقدر قيمتها حوالي أربعة ملايين من الدولارات، إلا أن التصدير توقف عام 1987 للظروف السياسية.

11. محمد كمال، موسوعة الحرف التقليدية في مصر، أصالة لرعاية الفنون التراثية المعاصرة، الجزء الثاني، الطبعة الأولى، القاهرة، 2005. ، ص 140.

12. هاني إبراهيم جابر، الفنون الشعبية بين الواقع والمستقبل، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1995.  ص 261.

http://www.oealibya.com/oea-sections/tourism/1464-2009-06-20-21-12-49.

13.  قدر أن هناك 13 سلعة سياحية مصرية مهددة بالاختفاء من السوق المصرية بسبب المنافسة السعرية غير العادلة مع الواردات الصينية.

14.  المؤشرات الجغرافية : وهيالعلامات أو الإشارات التي توضع على سلعة لتشير إلى المنطقة أو الدولة التي صنعت.

15.  كرم سعيد ، الفخار والفواخرجية إلى أين ، مجلة أحوال مصرية، ، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، السنة التاسعة، العدد 35، شتاء 2007، ص42 .

16. هاني إبراهيم جابر، الفنون الشعبية بين الواقع والمستقبل، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1995. ص ص 238 -255.

17. إيمان مهران، الفخار الشعبي في مدينة قنا، سلسلة فنون بلدنا، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة 2007.ص 114.

المصادر والمراجع

أولاً: المصادر والمراجع باللغة العربية:

1.     اشرف صالح سيد ، النسيج المصري : حكاية صناعة شعبية عريقة ، العدد ( 19 ) ، مجلة الثقافة الشعبية  ، البحرين ، 2011 .

2. إيمان مهران، الفخار الشعبي في مدينة قنا، سلسلة فنون بلدنا، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة 2007.

3. السيد طه السيد أبو سديره، الحرف والصناعات في مصر الإسلامية، الألف كتاب الثاني، 1995، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة ، 1991.

4. عبد الحليم نور الدين ،  تاريخ و حضارة مصر القديمة، منذ بداية الأسرات وحتى نهاية الدولة الحديثة ، ج1 ، بدون دار نشر ، القاهرة ، 2008 .

5. علي البزي ، الحرف التقليدية : أهمية ومناهج دراستها ، مجلة الثقافة الشعبية ، العدد ( 12 ) ، البحرين ، 2011

6. كرم سعيد ، الفخار والفواخرجية إلى أين ، مجلة أحوال مصرية، ، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، السنة التاسعة، العدد 35، شتاء 2007.

7. محمد كمال، موسوعة الحرف التقليدية في مصر، أصالة لرعاية الفنون التراثية المعاصرة، الجزء الثاني، الطبعة الأولى، القاهرة، 2005.

8. محمد محمود إبراهيم الديب ، الجغرافيا الاقتصادية: منظور معاصر ، الانجلو المصرية ، القاهرة ، 2006.

9. نمر سرحان، منهج البحث لدراسة الحرف والصناعات الشعبية اليدوية، مجلة الثقافة الشعبية، العدد (14)، البحرين ،2011.

10. هاني إبراهيم جابر، الفنون الشعبية بين الواقع والمستقبل، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1995.

11. هاني إبراهيم جابر، الفنون الشعبية بين الواقع والمستقبل، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1995.

12. وصلاح سليم، الحرف والصناعات في مدينة قوص منذ العصر الفاطمي حتى نهاية عصر المماليك، بحوث مؤتمر قنا عبر العصور، كلية الآداب بقنا، جامعة جنوب الوادي، 12:14 أكتوبر 2008.

13. ويوسف توني ، معجم المصطلحات الجغرافية ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1977 .

14. http://www.garagoshandmade.com/.

15. http://www.oealibya.com/oea-sections/tourism/1464-2009-06-20-21-12-49.

ثانيا : المراجع غير العربية :

1. General Department of Tourist and Antiquities Police (Ministry of Interior Affairs),2010.

2. Travel Agencies and Tourist Establishments Sector  (Ministry of Tourism), 2010.

مصادر الصور

التقطت الصورة بمعرفة الباحث بالبيت اليدوي بقرية كوم الضبع بمنطقة نقاده في فبراير 2013 .

1 - 2 - 3 : www.kenanaonline.com.

 

أعداد المجلة