فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
28

طواش اللؤلؤ والأنغام الفنان أحمد الفردان

العدد 28 - في الميدان
طواش اللؤلؤ والأنغام الفنان أحمد الفردان
كاتب من البحرين

في يوم الأحد الموافق 1مايو 2014 انتقل الى رحمة الله تعالى في دولة قطرالشقيقة الفنان الكبير أحمد إبراهيم الفردان أحد رموز ورواد الموسيقى وفنون الغناء الشعبي في البحرين والخليج العربي بعد رحلة طويلة من العطاء المخلص لفن الموسيقى والغناء في البحرين من خلال تأسيسه وقيادته للفرق الموسيقية والعناية والاهتمام بموروث الغناء الشعبي من خلال دعمه ومساندته للفنانين الشعبيين في كافة مناطق البحرين .

لقد بدأ مشوار عشق الفنان الراحل للفن منذ الطفولة ، وغنى هذا العشق وتفتحت براعمه، حتى صارهمه اليومي الاستزادة في معرفة تفاصيل فنون الغناء الشعبي والموسيقى والغناء بأنواعه المختلفة ، حتى غدت شخصيته الفنية القيادية محبوبة من جميع الفنانين ، الذين عاصروا مسيرته الفنية الرائدة  .
وبدأت تتناسل مشاريعه وأحلامه الفنية الموسيقية وكانت باكورة تلك المشاريع والأحلام
إنشاء فرقة موسيقى أسرة هواة الفن عام 1956وإسهامه في تأسيس فرقة الأنوار الموسيقية عام 1964 مع رفيق دربه الفنان الراحل عيسى جاسم ، وقيادته لأول فرقة غنائية شعبية تمثل البحرين في أول مشاركة في مهرجان(الدنمارك) للفنون الشعبية عام  1972 وتوالت إسهاماته الفنية والقيادية في إبراز اسم البحرين في المحافل والمهرجانات العربية والدولية ، وتكللت نشاطاته الفنية الموسيقية واتصالاته بالمسؤولين عن الإعلام في إنشاء جمعية البحرين للموسيقى والفنون الشعبية عام 1975 حيث كان الفنان أحمد الفردان أحد المؤسسين لهذه الجمعية .
كما ساهم الفنان الراحل أحمد الفردان بألحانه المميزة المستوحاة من تراث الغناء الشعبي البحريني للعديد من المطربين البحرينين والمطربات العرب ، فضلا عن رايادته في تسجيل العديد من المقطوعات الموسيقية من ألحانه، والتي سجل عددا منها في تركيا كما كان من رواد العزف على آلة القانون ، وكانت له إسهامات مهمة في تسجيل وتوثيق أغاني الموروث الشعبي البحريني في إذاعة وتلفزيون البحرين منذ الستينيات .
كما كان الفنان الراحل رائدا في تصميم الهدايا التذكارية المستوحاة من تراث البحرين، فضلا عن خبرته في فنون صياغة الذهب وتصميم عقود اللؤلؤ وهي مهنة ورثها عن والده وأجداده، ولم ينقطع عن ممارستها حتى وهو يمارس نشاطه الفني الموسيقي ، وقد برع فيها كما برع في الموسيقى.
وللتعرف عن قرب على شخصية الراحل العزيز الفنان الكبيرأحمد الفردان ، سوف نتامل سيرته الاجتماعية والفنية ، التي اكتنزت بالآمال والأحلام والإصرارعلى المضي في طريق النهوض بفن الموسيقى والغناء في البحرين ، وفي ما يلي محطات مضيئة من السيرة العطرة لفناننا العزيز.

الميلاد والنشأة :
ولد الفنان أحمد إبراهيم  الفردان عام 1940 في إمارة دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، الإمارة تقع على شاطئ البحر وكانت تتكون من مجموعة من المنازل ومسجد صغير، بها  حي عرف باسم حي البحارنة لكثرة البحرينيين القاطنين فيه.
نشأ أحمد في هذا الحي ولم يكن في ذلك الوقت ثمة مدرسة نظامية، فتكفلت عمته خديجة بتعليمه ما تيسر من القرآن الكريم قبل أن ينتقل إلى غرفة صغيرة أتم فيها حفظ القرآن الكريم على يد رجل بحريني يدعى السيد محمد الأستاذ من قرية بلاد القديم، فلما أتم الحفظ وانتهى من مراسم حفل ختم القرآن، وجد نفسه بين يدي معلم خليجي آخر، تعلم منه القراءة والكتابة وكان الصف مكوّناً من ثلاثة أشخاص فقط هو وأختين من عائلة الزياني، وكانوا يلتقون صباح كل يوم لمدة أربع ساعات تقريبا، بعدها جاء أستاذ عراقي إلى دبي يدعى الأستاذ علي العامر، وأسس مدرسة خاصة مكونة من فصل دراسي واحد به أربعون طالباً وكان أحمد من بينهم.
في هذه الفترة غادر والده منفرداً إلى البحرين فظل هو والعائلة في ذلك الحين، جاء الأستاذ العراقي ومعه المنهج والكتب، وتعلم منه أحمد مهارات الكتابة والقراءة لكن الأستاذ لم يستمر كثيراً بعد أن نشط في التصدي لأنشطة البهائية هناك. فخاف بعض أولياء الأمور على أولادهم وأرسل والده وصاية مع أحد أصدقائه بإخراجه من المدرسة فاستجاب أحمد لقرار أبيه.
انقطع عن المدرسة أسبوعين فزاد به الحنين إلى الدراسة وتعلق بها أكثر، فعاد إلى المدرسة من جديد وكانت النتيجة أن المدرس اتهمه بالتجسس عليه ونقل أخباره إلى مناوئيه ولم يكن يعرف أحمد ما معنى كلمة التجسس آنذاك، حيث لم يتجاوز عمره السبع سنوات، لكنه عرف بعد ذلك أنها تهمة خطرة، فانقطع مرة أخرى عن المدرسة وصار ملاذه الشاطئ وتأمل السفن الراسية وإيقاع الأمواج  وأزقة الحي والبيت.

بيت يضج بالغناء:-
كان في بيت جده بدبي منذ الثلاثينات من القرن العشرين أربع خادمات مملوكات من أيام جده، الأولى أفريقية سواحلية، والثانية بلوشية، والثالثة إيرانية تدعى (جاشكي) مصابة بالصرع ورابعة عربية سواحلية تسمى (فامدو) تعرف بـ (نانا) وهي (الأم) باللغة السواحلية، من (جاشكي ) تعلم أحمد بعض مهارات الغناء واستخدام الطبل ومن (نانا) تعلم الغناء الخليجي الذي تحفظ الكثير منه لمصاحبتها بعض الفرق الشعبية الغنائية قبل التحاقها ببيت جده، وإلى جانب الخادمات كان يوجد في بيت الجد خادم يسمى (صنقور سعدان) ينتمي لفرقة (قدموا) الشعبية في دبي تعلم منه أحمد أيضا بعض فنون الموسيقى الشعبية.
كما حفظ أحمد العديد من الأغاني التي كان يترنم بها الخدم في بيت جده قبل حلول شهر رمضان، حيث يتم دق الحب وطحنه فحفظ تلك المظاهر الغنائية المصاحبة لتلك المناسبة فضلا عن مظاهر الغناء الشعبي في المناسبات المختلفة ومن بينها ختان الأطفال الذكور، وكان ذلك في عام 1947م تقريباً.

في أحضان الوطن:-
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بثلاث سنوات أي في عام 1948م وصل احمد الفردان إلى البحرين برفقة والدته وأخيه وفي بيت أبيه في حي (المخارقة) بالمنامة لم يشعر بتغير كبير بين هذا الحي وحي البحارنة في إمارة دبي، وكان عمره في ذلك الوقت لم يتجاوز الثمان سنوات. فعاد للدراسة من جديد في المدرسة الشرقية بالمنامة، وكانت مدة الدراسة بها ثلاث سنوات، وكان أكثر المدرسين مصريين، وكذلك المنهج الدراسي كان مصرياً أيضاً وقد بدأ دراسته في تلك المدرسة من الفصل الرابع ولكنه لم يستمتع بالدراسة بها، ومن المدرسة الشرقية أخذه والده إلى مدرسة الأستاذ عبد الرسول التاجر الخاصة بالمنامة.
بدأ أحمد عند عبدالرسول التاجر بتعلم مفردات اللغة الإنجليزية والرياضيات، وإلى جانب هاتين المادتين تعلم الطباعة بالعربية والانجليزية على الآلة الكاتبة، وعرف أحمد الفردان في مدرسة عبد الرسول التاجر بأن العلم مرتبط بمتطلبات الحياة.

بين وهج اللؤلؤ وكلية الطب:-
بعد تخرج أحمد الفردان من مدرسة عبد الرسول التاجر، أعلنت شركة نفط البحرين (بابكو) عن حاجتها إلى موظفين، فتوقف أحمد عندها عن مرافقة والده إلى الكويت للتجارة التي كانت تتخلل فترات من دراسته في مدرسة التاجر، كان والده الحاج إبراهيم طواشاً عاملاً وهو مصطلح يعني آنذاك دكتور اللؤلؤ، يرى في اللؤلؤة ما لا يراه الآخرون، وقد ورث هذه المهنة عن والده، حسن بن علي الفردان، فعلمها والده له فعشقها حينها أدرك ما بين اللؤلؤ والموسيقى من توأمة وانسجام وعمق وبريق وألوان شفيفة تبهر الأرواح.
وفي شركة (بابكو) تدرب في بعض مرافق الشركة واقسامها نظرياً وعملياً، كانت فترة الدراسة سنتين وكذلك العمل في الشركة، ولم يستمر في العمل أكثر من أربع سنوات، أخبر أباه عن رغبته في دراسة الطب وأن ما لديه من معلومات في اللغة الإنجليزية والرياضيات تؤهلانه لذلك فوافق والده، وسافر أحمد إلى بغداد من أجل دراسة الطب، وصل إليها عام 1957 تقريباً، واجتاز امتحان قبول جامعة بغداد، وتم تسجيل اسمه على أن يعود مطلع العام الدراسي.
عاد إلى البحرين، وتلقى درسين خصوصيين في مادتي الرياضيات ومبادئ الطب، وقبل بدء العام الدراسي فاجأه والده برغبته أن يبقى في البحرين وطلب منه أن يكون المسئول عن محلاته التجارية في اللؤلؤ والذهب في سوق الطواويش ، ومنذ تلك اللحظة ظل أحمد الفردان بين الذهب واللؤلؤ والموسيقى حتى وفاته رحمه الله .

كرنفال فنون الغناء الشعبي في حي التلغراف:-
كانت الموسيقى الشعبية التي سمعها من خادمات بيت أبيه يتردد صداها في نفسه وذاكرته تحفزه لسماع المزيد والبحث عن مصادر ومنابع أخرى لهذه الفنون، واهتدى إلى المكان في حي التلغراف بالمنامة، ففي المساحة الممتدة بين مسجد البلوش وقصر القضيبية تنتشر مجموعة من بيوت بنيت من سعف النخيل وجذوعها (برستجات) حيث كانت تلك البيوت تشكل حياً مستقلاً ولأن آلة التلغراف الأولى في البحرين وضعت في هذا الحي أطلق عليه اسم هذه الآلة وكانت الفرق الشعبية القاطنة في ذلك الحي تؤدي فنونها الشعبية عصر يوم الجمعة من كل أسبوع في وسط هذا الحي.
كان حي التلغراف متشعب الأزقة، وذا ممرات ملتوية ضيقة، فلكي تتمكن من الوصول إلى بيت ما عليك أن تدخل في بيوت كثيرة، كانت (البرستجات) متلاصقة ومتداخلة والكثير منها لها مدخل واحد فقط فلكي تصل بيت الفرقة الشعبية الفنية العُمانية مثلا، عليك أن تدخل بيت اليمانيين، ثم الساحليين، ثم بيت فرق شعبية فنية أخرى، وهكذا، وكان أصحاب الفرق لا يمنعون أحد من التنقل عبر (برستجاتهم) ليصل إلى (برستج) معين فلكل فرقة (برستجها)، ويتم التفريق بين الفرقة وبيت الفرد بإطلاق اسم (كونده) على بيت الفرد وهي كلمة سواحلية تعني (مكان شخص معين) وإطلاق اسم (مكيد) على مكان لأشخاص كثيرين، يشكلون الفرقة الشعبية الفنية.

ذاكرة مشتعلة بالفنون:-
كان أحمد الفردان في بداية الخمسينات يصل لحي التلغراف على دراجته الهوائية، وكان والده يعرف ذلك، يودع دراجته صاحب المقهى القريب من الحي أو في بيت صديق له في الحي، هنا كان يستمع لفنون موسيقية شعبية عديدة، ويستمتع بها، فالباكستانيون لهم فرقتهم الشعبية، واليمانيون والعُمانيون والبلوش والعبيد والإماراتيون الذي يطلق على فنهم (الدان) ،الذي يؤديه خليط من الرجال والنساء، حي التلغراف مكان لممارسة أنشطة مختلفة تصاحبها الموسيقى الشعبية وكثيرا ما وقف أحمد مأخوذا ببعض هذه الممارسات الفنية ففي (مكيد) ما تعزف فرقة شعبية موسيقى (الطنبوره) لتصاحب طقوس (الزار) أو ما يُعرف (بدق الزار) لإخراج الجن من شخص ما!! ويسمى رئيس الفرقة (بابا) إن كان ذكرا و (ماما) إن كانت أنثى.
في هذا الحي ألوان عديدة من موسيقى الشعوب، تُعرض مجاناً، ابتهاجا بعطلة آخر الأسبوع يوم الجمعة، ويزيد من بهجتها عروض فنون البحر وأغاني الغوص والصيد.
وجد أحمد الفردان في هذا الحي ضالته فراح يروي ظمأه من تلك الفنون الشعبية الأصيلة، فضلا بأنه وجد الناس هناك على طبيعتهم وعفويتهم فواظب على حضور ذلك المهرجان الأسبوعي حتى قضى على ذلك الحي حريق هائل لم يبق منه سعفة واحدة، ولقد تكررت في حي التلغراف عدد من الحرائق في السابق، لكن الحريق الأخير كان الفصل الأخير المأساوي لذلك الحي الجميل العامر بالفنون الشعبية ، والغريب أن الحريق الأخير كان يوم الجمعة عصراً أيضاً.
بعد حريق حي التلغراف واختفاء مظاهر الفنون الشعبية في ذلك المكان تفرقت الفرق الغنائية الشعبية التي كانت تقطنه بين أحياء المنامة والمحرق وغيرها من الأماكن، بدأ أحمد الفردان ينفتح على الأماكن الخاصة للفرق الشعبية التي عرفت باسم (الدور) جمع دار وفي هذه الدور تعرف لأول مرة على (أم زايد) رئيسة أحدى الفرق الغنائية الشعبية بالرفاع الشرقي شاهدها توظف الغناء لطقوس (الزار) وتحمل الماء من عين الحنينية على الحمير، وتطبخ لمن أراد، وتقود فرقتها في الليل لإحياء حفلات الزواج ، وقد يستدعي النشاط الموسيقى الشعبي أن تتمثل في هيئة رجل عبر لبس أزيائه ويقودها شخص خلفها بعصاته وهو ما يعرف شعبيا بالفريسة في هذه الممارسة تتحول المرأة إلى فرس.
كانت أكثر دور الغناء الشعبي موزعة بين المحرق والرفاع وتمارس نشاطاتها سراً خوفاً من عقاب المستشار بلجريف الذي أصدر أمرا بمنع تأسيس (الدور) ومزاولة كافة أنواع النشاطات فيها، فأكبر دار في الرفاع الشرقي كانت تقام آنذاك في ما يشبه السرداب تحت الأرض حتى لا ينفذ الصوت إلى الشارع.

نادي التضامن الضوء الأول:-
كان أحمد الفردان يجيد الضرب على آلات الإيقاع، كانت طريقته في النقر على الإيقاع مثار إعجاب أقرانه والمحيطين به، فصار ضارب الإيقاع الرئيسي في أول فرقة موسيقية، بنادي التضامن في منتصف الخمسينات، وكان مقرها في حي الفاضل بالمنامة، وقد شارك في نفس الفترة مع عدد من العُزاف من أصدقائه في تسجيل العديد من الاسطوانات في محل سالم راشد الصوري الذي كان يقع بالقرب من سوق اللحم القديم بالمنامة، والذي انتقل بعد ذلك إلى (السّوق المسقّف)، وقد شارك معه في التسجيل من العُزاف صالح مبارك وجمعان زيد، وآدم عبد الوهاب وكمال سلمان كمال وعلي صخير وكانت تشاركهم في التسجيل مجموعة من العُزاف على آلة الكمان، من فرقة شرطة الأمن العام الموسيقية. وقد صاحب في تسجيل أغنيات لعدد من المطربين من بينهم الفنانة الإماراتية (موزة سعيد) وغيرها من المطربين البحرينيين والخليجيين.

أسرة هواة الفن الضوء الثاني:-
في عام 1956 انتقل أحمد الفردان من نادي التضامن هو ومجموعة من العُزاف إلى فرقة أسرة هواة الفن الموسيقية، وقد كان أعضاء الفرقة يجتمعون في بيت يوسف أحمد حسين، وقد كان من بين أعضاء الفرقة حمد الدوخي ويوسف مشائي وعلي صغير وعيسى جاسم ، وأحمد ياسين، ويوسف هادي، ويوسف مرزوقي، وغيرهم.
كانت الفرقة الموسيقية تابعة لأسرة هواة الفن التي كانت تحتضن فنون المسرح والفن التشكيلي، والموسيقى، وكان من بين أعضاء أسرة هواة الفن، الفنان كريم العريض، وعزيز زباري، وعلي المطاوعة، وجاسم حامد، وجاسم خلف، وصالح حسن، وعزيز أريان، وسلمان الدلال، والتحق بالأسرة بعد ذلك سلطان سالم، ومحمد عواد، وكمال سلمان كمال.
وكانت أسرة هواة الفن تنظم حفلات متنوعة الفقرات، تشتمل على التمثيل، والموسيقى، والغناء، وإقامة معارض الفنون التشكيلية، وكان أحمد الفردان، يساهم في مختلف الفنون، فكان يعزف الإيقاع في الفرقة الموسيقية، ويقوم بأداء الأدوار التمثيلية، وفي معارض الأسرة، يقوم بعرض ما لديه من طوابع، وكان متميزا أيضاً بشخصيته القيادية، وذكائه الاجتماعي وثقافته الفنية، وميله للتنظيم والإدارة، وتوقه إلى إحداث تطوير في أداء الفرقة الموسيقية التابعة لأسرة هواة الفن.

أول رئيس لفرقة أسرة هواة الفن الموسيقية:-
وفي أول انتخابات اختيار رئيس للفرقة، تم ترشيح عزيز أريان، ولكن عزيز أريان عاد بعد ثلاثة أيام من انتخابه، وأبلغ أعضاء الفرقة بأنه يعتذر عن الاستمرار في منصبه، ويرشح أحمد الفردان لهذا المنصب، لأنه هو الأحق بهذا المنصب لما يتمتع به من قدرات فنية وإدارية، فوافق أحمد الفردان على هذه الثقة في تحمل مسئولية قيادة الفرقة الموسيقية، وبدأ يضع تصوراته الفنية لتطوير الفرقة موقع التنفيذ، بعد أن طرحها على الأعضاء، وبدأ ذلك أثناء الاستعداد لمشاركة فرقة أسرة هواة الفن في أول حفل فني بمناسبة أول معرض زراعي تجاري يقام في حديقة الأندلس بالمنامة عام 1957م.
ولاحظ أن الفرقة تنقصها آلة القانون، وآلات أخرى، فقرر أن يبحث عن آلة القانون ليتدرب على العزف عليها، ويشارك بها في ذلك الحفل، فبدأت رحلة البحث عن تلك الآلة، فوجدها لدى فنان سعودي يقطن حي (الزراريع) بالمنامة يدعى (حمزة أبو عريضة) اشتراها منه بخمسين روبية ، واتفق مع الرجل على أن يعلمه العزف على آلة القانون تلك حتى تمكن منها.
وصار أحمد الفردان بذلك أول عازف لآلة القانون بفرقة أسرة هواة الفن الموسيقية، حيث قام بالعزف عليها في الكثير من الحفلات الخاصة والعامة، وكذلك في تسجيل الاسطوانات وفي الإذاعة بمصاحبة العديد من المطربين والمطربات، ثم بدأ يلحن الأغاني مع رفيق دربه الملحن الراحل عيسى جاسم، تلك الألحان التي عرفت باسم ألحان عيسى وفردان، وكذلك قام أحمد الفردان بتلحين العديد من المقطوعات الموسيقية.

تطوير وتفعيل دور فرقة موسيقى أسرة هواة الفن:-
ومن إسهامات الفنان أحمد الفردان الإدارية والتنظيمية حينما كان رئيسا لفرقة أسر هواة الفن الموسيقية، أن جعل لأفراد الفرقة لباساً خاصاً، كما قام بجلب آلات موسيقية وإيقاعات للفرقة، من أوروبا وبيروت، حيث جلب آلات (التشيلو) من (تشيكوسلوفاكيا) (وأوتار من فينا) و (كنترباص) وإيقاع (التونقا) من بيروت، وكما طلب من وزارة التربية والتعليم الاستعانة بأحد المدرسين لمادة التربية الموسيقية لتعليم أعضاء الفرقة الفنون الموسيقية، وكان ذلك المدرس يدعى إبراهيم زيدان.
وأصبحت الفرقة متألقة بما أحدثه الفردان من نقلة نوعية في الجانب التنظيمي والفني الذي اتضح جلياً في أداء الفرقة مما حدا بالجهات المعنية، من تكليف الفرقة بإحياء الاحتفالات الرسمية التي كانت تقام بمناسبة عيد الجلوس على مسرح نادي العروبة والنادي الأهلي بالمنامة.
وكان أشهر تلك الاحتفالات، الحفل الذي نظم بمناسبة تولي المغفور له بإذن الله الأمير الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مقاليد الحكم في البلاد في عام 1961م. فضلا عن مشاركة الفرقة في الأعراس والتسجيلات الإذاعية، والاحتفالات التي أقامتها أسرة هواة الفن في العديد من الأندية الأهلية في مختلف مناطق البحرين.
ومن ضمن الحفلات الهامة التي أحيتها الفرقة بمناسبة عيد الجلوس الحفل الذي نظم على مسرح سينما الحمراء في بداية الستينات، وكان من بين المطربين المشاركين في الحفل المطرب الكويتي عوض الدوخي، حيث صاحبتة الفرقة في أغنية (صوت السهارى) وأغاني أخرى كما غنى في الحفل عدد من مطربي الفرقة من بينهم أحمد ياسين، ومحمد علي عبد الله، وحمد الدوخي، وفي أحدى الاحتفالات الرسمية الخاصة بعيد الجلوس قامت الجهة المعنية بدعوة عدد من المطربين العرب للمشاركة في الاحتفال، وكان من بين المطربين الذين حضروا إلى البحرين للمشاركة في هذا الاحتفال المطرب المصري (محرم فؤاد) والمطربة العراقية (عفيفة اسكندر) وتم تكليف فرقة أسرة هواة الفن الموسيقي برئاسة أحمد الفردان  لمصاحبة المطربين بالعزف في ذلك الاحتفال وكذلك في تسجيل عدد من أغانيهم في إذاعة البحرين تحت إشراف مدير إذاعة البحرين، الراحل الأستاذ / إبراهيم كانو، وقد قام بتسجيل الأغاني للإذاعة الأستاذ / عبد الرحمن عبد الله، كما شارك عدد من عزاف فرقة الأسرة مع الفرق الموسيقية العربية بمصاحبة عدد من المطربين والمطربات ، الذين شاركوا بالغناء في الاحتفالات الخاصة بالمعارض الزراعية التجارية في الستينات، ومن تلك الفرق الفرقة الماسية المصرية، ومن المطربين المطربة سميرة توفيق، وشريفة فاضل وماهر العطار
وكانت تلك الحفلات تقام في حديقة الأندلس بالمنامة، وقد كانت شركة الجوهرة لصاحبها المرحوم عبد الله الزياني ، تكلف بتنظيم تلك الاحتفالات الفنية ويكلف الفنان أحمد الفردان بالإشراف الفني عليها، وكما كانت للفنان جاسم العمران، والفنان يوسف قاسم مشاركاتهم بعزف المقطوعات الموسيقية في حفلات الفرقة.

اهتزازات أدت إلى ضمور فرقة موسيقى أسرة هواة الفن:-
كانت فرقة أسرة هواة الفن في بداية نشاطها ليس لها مورد مالي سوى الاشتراكات التي يدفعها القادرون من أعضاء الأسرة وكانت بقيمة خمسين روبية ولكن بعد الحفل الأول الذي نظمته الفرقة بمناسبة تولي سمو الأمير الراحل مقاليد الحكم في البلاد أمر سموه طيب الله ثراه بدعم أسرة هواة الفن بمبلغ سنوي من الديوان الأميري، وقدره عشرة آلاف روبية.
ولكن كانت تعاني الأسرة من مشكلة عدم الاستقرار في مقر ثابت حيث أنها لم تكن تمتلك مقراً خاصاً لها، لذلك تنقلت في العديد من البيوت المستأجرة في حي الفاضل وبالقرب من سينما أوال، وآخرها بيت في حي الحطب وكل تلك البيوت كانت في المنامة.
في عام 1963م حدثت بعض المشاكل في أسرة هواة الفن، بين بعض أعضاء مجلس الإدارة، وبعض الفنانين من الفرقة الموسيقية التابعة للأسرة وبما أن أحمد الفردان كان رئيس الفرقة، فكان لا بد منه أن يعالج الموقف فحاول أن يطرح حلولاً مناسبة لاحتواء الأزمة، ولكنه لم يفلح في ذلك بسبب ما واجهه من تشدد وتصلب من قبل بعض الأعضاء في مجلس إدارة الأسرة نتج عنه انسحاب عدد من عازفي الفرقة الموسيقية، والتحاقهم بنادي الولعة، الذي كان يقع بالقرب من مدرسة القضيبية الابتدائية للبنين بالمنامة وقاموا بتشكيل فرقة موسيقية خاصة بالنادي ومن أولئك العزاف، كريم عبد الله، صالح مبارك، ناصر وليد، جمعان زيد، كما قدم الفردان وعيسى جاسم استقالتهما من أسرة هواة الفن ولم يأخذ الفنان أحمد الفردان معه من الفرقة سوى آلة القانون التي اشتراها من حسابه الخاص، أما الآلات الموسيقية الأخرى والتي اشترى أغلبها للفرقة من حسابه الخاص أيضاً فأبقاها في الفرقة تبرعا منه للأسرة.

بداية تأسيس فرقة الأنوار الموسيقية الضوء الثالث:-
لم يستسلم الفنان أحمد الفردان لما آلت إليه تداعيات الأزمة، التي انقسم على إثرها أعضاء فرقة أسرة هواة الفن الموسيقية، وبدأ يفكر هو ورفيق دربه الفنان الراحل عيسى جاسم في مشروع تأسيس فرقة موسيقية جديدة، تحتضن المواهب الموسيقية والغنائية الواعدة.
فبدأت تتبلور فكرة تكوين فرقة الأنوار الموسيقية فاختار أحمد الفردان أن تبدأ انطلاقة فرقة الأنوار الموسيقية من نادي اللؤلؤ بالمنامة، وبعد ترحيب مجلس إدارة نادي اللؤلؤ بمشروع الفرقة قام أحمد الفردان وعيسى جاسم بالاتصال بعدد من الفنانين الشباب للالتحاق بالفرقة وكان من بين أولئك الفنانين المؤسسين محمد جمال، عزيز الشروقي، خميس الشروقي، بدر السيد، خليفة جاسم، نجم عبد الله، سبت وثاني سالم.
وأقيم أول حفل لفرقة الأنوار في سطح فندق الساحل الذي كان يقع بالقرب من بلدية المنامة، برعاية نادي اللؤلؤ، وكان ذلك في عام 1964م، بعدها انتقلت فرقة الأنوار إلى أول مقر لها وكان في منطقة رأس الرمان، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى بيت العوجان، في فريق العوضية ، وكان الشيخ عبد الرحمن بن راشد الخليفة الرئيس الفخري لفرقة الأنوار وكان الشيخ عيسى بن راشد الخليفة يزور الفرقة في مقرها في فريق العوضية والتحق بعد ذلك بالفرقة العديد من الفنانين الذين انتقلوا من نادي الولعة.
وبرز في فرقة الأنوار العديد من المواهب الغنائية الشابة منهم الفنان أحمد الجميري، وإبراهيم حبيب ورحمة الذوادي ومحمد الذوادي، وعبد الرحمن القعود ويوسف مشائي ومحمد حسن ومحمد المحرقي، ومن العزاف برز محمد ناصر وجاسم ناصر، محمد شاهين، وعبد العزيز العباسي، وغيرهم من الفنانين كما قامت فرقة الأنوار بإحياء العديد من حفلات الأعراس ومصاحبة العديد من المطربين البحرينيين والخليجيين في تسجيل الأسطوانات وفي إذاعة البحرين، وكان للفرقة دستور ينظم شئونها الإدارية ولجان مختلفة وكانت فرقة الأنوار كذلك تنظم حفلها الخاص السنوي بمناسبة عيد الجلوس في الرابع من ديسمبر من كل عام، تليها بعد ذلك حفلة فرقة أسر هواة الفن لنفس المناسبة في السادس عشر من ديسمبر، وقد ساهم عدد من مذيعات إذاعة البحرين بالقيام بمهمة الكورال في العديد من حفلات وتسجيلات فرقة الأنوار ومن بين تلك المذيعات بدرية عبد اللطيف، بروين زينل، فاطمة شويطر، ولقد كان التنافس واضحا بين فرقة الأنوار وفرقة أسرة هواة الفن، وكان من أبرز فناني فرقة الأسرة في تلك الفترة علي صخير، وصالح مبارك، وناصر وليد، وفؤاد الشيخ، ومحمد علي عبد الله.
ومن رؤساء فرقة الأنوار أحمد الفردان، راشد المعاودة، الفنان داود سلمان حتى عام 1972، وكان أحمد الفردان قد اعتذر عن رئاسة الفرقة، وفضل أن يكون عازفا لآلة القانون، بجوار رفيق دربه عازف الكمان الملحن الفنان الراحل عيسى جاسم حيث اشتهرت ألحانهما والتي كانت تحمل اسم ألحان عيسى وفردان، وكان قائد الفرقة الفنان محمد جمال.
وبخصوص أجور الحفلات والتسجيلات التي تقوم بها فرقة الأنوار فكان قيمة أجر حفل الزواج ما بين 30-50 ديناراً، وأما أجر تسجيل أغنية في إذاعة البحرين فكان الأجر 150 دينار، ومن إسهامات الفنان أحمد الفردان في فرقة الأنوار حين كان يرأسها هو تعاونه مع الفنان الراحل الأستاذ جاسم العمران للاستفادة من الأساتذة الموسيقيين الذين جلبهم لتأسيس معهده الموسيقي لإعطاء دروس في الموسيقى لأعضاء الفرقة وتم له ذلك حيث استفادت الفرقة من الأساتذة ميشيل عوض من سوريا وممدوح الوراق ونجاتي من مصر كما شارك الأساتذة بالعزف في حفلات الفرقة أيضا التي كانت تقام في نادي النسور بقيادة الفنان ممدوح الوراقي.
وأما ما يتعلق بنشاط أسرة هواة الفن الموسيقي فأخذ هذا النشاط يتقلص حتى اختفى نهائياً وظل نشاط الأسرة محصورا في الفن التشكيلي والمسرح فقط.

من إنجازات فرقة الأنوار الموسيقية:-
كان مشروع فرقة الأنوار الذي أسهم في تأسيسها الفنان أحمد الفردان، ورفيق دربه الفنان الراحل عيسى جاسم يتطور وينمو ويحمل في ثناياه طموحات وأحلاما كبيرة وذلك بفضل تعاون الفنانين وإصرارهم على تطوير مهاراتهم الفنية من خلال التدريبات المستمرة والاحتكاك مع الفنانين العرب ومختلف الفرق الموسيقية التي كانت تزور البحرين في مختلف المناسبات.
وكان للفنان أحمد الفردان الدور البارز في تشجيع الفنانين الشباب على الالتحاق بالفرقة ومبادرته في حل كافة المشكلات الطارئة في مسيرة فرقة الأنوار وبرغم مشاغله والتزاماته في عمله التجاري إلا أنه استطاع بمهارة الإداري المحنك من أن يوفق بين عمله الخاص وعمله التطوعي الفني والإداري في فرقة الأنوار.
ومن أبرز المواقف الفنية والإدارية التي واجهها الفنان أحمد الفردان، في فرقة الأنوار هو دعوة الفرقة للمشاركة في إحياء الاحتفالات الخاصة بمناسبة تنصيب السلطان قابوس مقاليد الحكم بسلطنة عمان، وكان ذلك في عام 1972م وكان يفترض أن يسافر من الفرقة مجموعة من الفنانين للمشاركة في الاحتفالات، ولكن حصلت ظروف حالت من عدم تمكنهم من السفر إلى سلطنة عمان.
وكانت الأيام تمضي وموعد الحفل يقترب فقرر الفنان أحمد الفردان أن يتحمل المسئولية حين رأى أنه من الواجب تمثيل فرقة الأنوار بالمشاركة في هذا الحفل الهام، فيحقق بذلك هدفين هامين وهما التعريف بفرقة الأنوار الموسيقية البحرينية خارج البحرين واحتكاك فناني الفرقة بالفنانين المشاركين في الحفل وقام بتشكيل الفرقة من عدد من العازفين والمغنيين من أعضاء فرقة الأنوار من بينهم محمد علي عبد الله، وأحمد ياسين، ونجم عبد الله، ومحمد الذوادي، وبدر السيد وغيرهم وفعلاً سافرت الفرقة برئاسة الفنان أحمد الفردان، وكانت لها مشاركات مميزة في الاحتفالات الخاصة بمناسبة تولي السلطان قابوس مقاليد الحكم في سلطنة عمان حيث كانت الفرقة الموسيقية الوحيدة التي صاحبت المطربين والمطربات العرب المدعوين لاحياء الحفلات في تلك المناسبة .

توقف نشاط فرقة الأنوار الموسيقية:-
في عام 1972م حدث انقسام في فرقة الأنوار الموسيقية، حين انشق مجموعة من الفنانين عن الفرقة وكونوا فرقة أخرى تحت اسم (فرقة البحرين الموسيقية) بقيادة الفنان محمد جمال، وكان مقرها في نادي البحرين بالمحرق، وكان من بين أعضائها عيسى جاسم، ثاني سالم، أحمد الجمبري، ناصر عبد اللطيف، محمد ناصر، حاول أحمد الفردان أن يعيد توحيد فرقة الأنوار من جديد، ولكنه وجد انشغال المنشقين بتكوين فرقتهم الجديدة، أما ما تبقى من الفنانين في فرقة الأنوار فأخذوا يتناقصون، ويتفرقون إلى أن توقفت أنشطة الفرقة نهائيا وبالتالي ابتعد أحمد الفردان عن ممارسة نشاطه الموسيقي في أي فرقة مع احتفاظه بعلاقاته الحميمة مع كافة الفنانين الذين يكنون له التقدير والاحترام، لما قام به من جهود مخلصة وريادية في خدمة الموسيقى والأغنية البحرينية والشعبية.

توثيق فنون الغناء الشعبي:-
بعد توقف نشاط فرقة الأنوار عاد الفنان أحمد الفردان لمواصلة تعاونه مع إذاعة البحرين للمساهمة في تسجيل وتوثيق تراث البحرين الغنائي والذي بدأه منذ عام 1962م حيث كان يقوم بالتنسيق مع الأستاذ عبد الرحمن عبد الله مدير إذاعة البحرين السابق وكانت مهمة أحمد الفردان الاتصال برؤساء الدور والفرق الشعبية الرجالية والنسائية والتنسيق معهم لزيارتهم في أماكنهم أو دعوتهم للإذاعة لتسجيل فنون الغناء الشعبي
وكان للفنان أحمد الفردان دوره البارز في توثيق العديد من ألوان الفنون الغنائية التراثية البحرينية الأصيلة، وقد كان على إلمام وإطلاع ومعرفة بتلك الفنون وبذلك كان محبوبا من قبل كافة الفنانين الشعبيين، فضلا عن تعاونه مع إدارة الإعلام في ذلك الوقت وذلك من خلال تكليفه لمرافقة الوفود والبعثات الفنية الأجنبية والعربية والخليجية التي كانت تزور البلاد، للإطلاع على تراث البحرين الغنائي، ومن ضمن الذين رافقهم الباحث الدنمركي “بول ولسن” الذي قام بتسجيل العديد من الموروثات الغنائية الشعبية في أواخر الخمسينات من القرن العشرين.

تكوين جمعية البحرين للموسيقى والفنون الشعبية وأهم إنجازاتها:-
في عام  1975م قام قسم المسرح والفنون بإدارة الشئون الاجتماعية، وكان برئاسة الدكتور محمد الخزاعي، بدعوة كافة الفنانين، وكان من بينهم الفنان أحمد الفردان لحضور اجتماع لطرح فكرة مشروع تأسيس جمعية البحرين للموسيقى والفنون الشعبية، لتضم كافة الفنانين الموسيقيين والفرق الموسيقية والشعبية ودور الغناء الشعبي والملحنين وكتاب الأغنية وكافة المهتمين بالموسيقى والغناء في البحرين واختيار مجموعة من الفنانين لإدارة شئون الجمعية لمدة عام ويتم خلالها صياغة نظام للجمعية وفي نهاية العام تنظم الجمعية مهرجاناً فنياً منوعاً في حديقة السلمانية بالمنامة يتضمن حفلاً غنائياً يشارك فيه كافة الفنانين والموسيقيين والفرق والدور الشعبية، على أن يكون ريع المهرجان والحفل لصالح صندوق الجمعية.
وفعلا، تم تنفيذ البرنامج حسب التوجيهات الرسمية من إدارة الشئون الاجتماعية، وتم اختيار أول مجلس إدارة للجمعية وهم كالتالي: الأستاذ راشد المعاودة، الفنان أحمد الفردان، الفنان محمد جمال، الأستاذ حسن كمال، والدكتور راشد نجم، الفنان عيسى جاسم، الشاعر علي عبد الله خليفة، والفنان أحمد الجمبري.
وقد قامت جمعية البحرين للموسيقى والفنون الشعبية بدور فعال في خدمة الفنانين الموسيقيين والشعبيين  وذلك من خلال تنظيم الحفلات العامة في مناسبات الأعياد الوطنية والدينية، وتنظيم حفلات الترويح السياحي الصيفية في الحدائق والمنتزهات وزيارة الفنانين الشعبيين في مقاراتهم، وتوفير احتياجاتهم من النواقص ومرافقة الباحثين والسُياح والأجانب للدور الشعبية ومقرات الفرق الشعبية للتعريف والإطلاع على تراث الأغنية البحرينية.
كما قامت الجمعية بالتنسيق مع إذاعة وتلفزيون البحرين لتسجيل الموروث الشعبي الغنائي وتوثيقه، كما قامت الجمعية بالتنسيق مع وزارة الإعلام بتنظيم أول مهرجان للأغنية الخليجية في البحرين، فضلا عن قيام الجمعية بالمشاركة في المهرجانات الفنية العربية والدولية ومساندة الطلبة الذين يدرسون في المعاهد الموسيقية خارج البحرين، ولقد كان للفنان أحمد الفردان دوره البارز في مختلف نشاطات الجمعية منذ تأسيسها حتى توقفها في منتصف التسعينات.

إسهامات وإنجازات الفنان أحمد الفردان:-
1 - ساهم الفنان أحمد الفردان في عام 1971 في مشاركة البحرين لأول مرة في مهرجان للفنون الغنائية الشعبية على المستوى الدولي، وكان ذلك في (الدنمارك) وبجهوده الشخصية من خلال علاقته بالباحث الدنمركي “بول ولسن” الذي دعاه لتقديم فنون الغناء البحريني الشعبي في المهرجان العالمي للفنون الشعبية الذي نظم في مدينة “فول ستبرول” بالدنمارك، فاغتنم أحمد الفردان هذه الفرصة لتعريف العالم بفنون البحرين الغنائية الشعبية في ذلك الحدث الفني الهام، فقام باختيار مجموعة من الفنانين البحرينيين من ذوي الإلمام بتراث البحرين الغنائي وهم : المطرب الراحل علي خالد، الفنان صالح مبارك، الفنان عبد الله خيري، الفنان جمعان زيد، بقيادة الفنان أحمد الفردان، وقام الفنانون بتقديم العروض الفنية الغنائية الشعبية المختلفة التي اشتملت على الأصوات البحرينية وفنون الليوه والجربة وغيرها من الفنون، وقد نالت الفرقة التقدير والإعجاب من قبل الجمهور والمهتمين بفنون الغناء الشعبي.
2 - المشاركة في المهرجان الأول للفنون الشعبية في بغداد.
3 -المشاركة في مهرجان فرنسا للفنون الشعبية في عام 1987م والذي تم فيه إصدار الأسطوانة المائة الخاصة بفنون الغناء الشعبي البحريني.
4 - المشاركة في مهرجان النور يسطع من الشرق بألمانيا للفنون الشعبية.
5 -المشاركة في مهرجان قرطاج بتونس للفنون الشعبية.
6 - المشاركة في مهرجانات الترويح السياحي بدولة الكويت.
7 -المشاركة في احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة العيد الوطني، على مدار أربع سنوات، ومن ضمنها مشاركة فرقة الأنوار في إحدى تلك الحفلات، وصاحبت الفرقة العديد من المطربين ومن ضمنهم المطرب محمد عبد المطلب.
8 - تم ترشيحه في عضوية المجمع الموسيقي العربي في أواخر السبعينات.
9 - ساهم من خلال جمعية البحرين للموسيقى والفنون الشعبية في تنظيم الحفلات الخاصة، بالترويح السياحي والحفلات الخاصة بالأعياد الوطنية والدينية والحفلات الخاصة باستقبال الحكام أثناء زيارتهم للبلاد.
10 - المساهمة في مساعدة الفنانين للتفرغ للعمل الفني.
11 - المساهمة في حصول عدد من الفنانين الشعبيين المتميزين على مكافآت شهرية من وزارة الإعلام.
12 - المساهمة في حصول جمعية البحرين للموسيقى والفنون الشعبية على وثيقة ملكية قطعة أرض خاصة لبناء مقر خاص للجمعية.
13 - المساهمة في حصول عدد من دور الغناء الشعبي على وثائق ملكية خاصة لمقراتهم الفنية.
14 - ساهم في الإشراف العام على قسم الحفلات الموسيقية في المعارض الزراعية التجارية التي نظمت منذ أواخر الخمسينات حتى نهاية الستينات في حديقة الأندلس بالمنامة وكانت له مشاركة خاصة في نفس المعارض بما يملكه من طوابع بريدية.
15 - شارك في العديد من اللجان الإعلامية ممثلا عن جمعية البحرين للموسيقى والفنون الشعبية واللجان المتعلقة بالاهتمام بالموروث الشعبي البحريني.
16 - المشاركة في مهرجان ومؤتمر الحوار العربي الألماني عام 1983م.
17 - المندوب المعتمد لدى إذاعة دولة قطر في البحرين عام 1968م.
18 - المشاركة في معرض اللؤلؤ الذي أقيم في معهد العالم العربي في باريس خلال شهري فبراير ومارس من العام 1999م.
19 - ساهم بتزويد طلبة جامعات البحرين والخليج بمعلومات حول فنون الغناء الشعبي وتراث الغوص واللؤلؤ والذهب.
20 - ساهم بمعلوماته حول تراث البحرين الشعبي في الكتب التالية:-
كتاب كنوز البحرين (حول ما يتعلق بالحلي ولباس المرأة في البحرين والخليج).
كتاب مؤسسة نقد البحرين (حول العملات القديمة في البحرين).
كتاب وزارة الإعلام (البحرين تاريخ وحضارة).
كتاب حول تاريخ عائلة الفردان.
كتاب بول ولسن (حول الموسيقى في البحرين).
كتاب بولس مطر (حول الموسيقى العربية).
21 - ساهم في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيون والخليجية العربية والأوروبية المتعلقة بالتراث الشعبي في البحرين والخليج.
22 - أعد وقدم برنامج (فن ومرواس) لقناة دولة قطر التلفزيونية، على مدار 22 حلقة في عامي 2007-2008م وثق خلاله ألوانا عديدة من فنون الغناء في الخليج.
23 - عرض ما لديه من قطع تراثية قديمة من سوق ( الطواويش ) في المتحف القديم بالمحكمة القديمة ومتحف البحرين الوطني وبعد نجاح المعرض أرسلت القطع الى باريس بفرنسا وظلت معروضة هناك مدة ستة أشهر.
24 - أصبح متحفه الخاص الذي يقع في منزله بقرية سار مزاراً للسياح من مختلف دول العالم، كما تم تصوير العديد من البرامج والأفلام لقناة البحرين التلفزيونية والقنوات الخليجية والعربية في متحفه الخاص وتلك البرامج والأفلام تتعلق بالتراث الشعبي البحريني فضلا عن تسجيل وتصوير الفرق الشعبية.
25 - عضو في غرفة تجارة وصناعة البحرين، وعضو في لجنة اللؤلؤه بالغرفة وكان نائبا لرئيس اللجنة في دورة سابقة .

لحن للعديد من المطربين البحرينيين والعرب نذكر منهم ما يلي:-
1 - المطرب البحريني أحمد الجمبري لحن له الأغاني التالية:- تبي الزمان، أسمر ولاقاني، يوم شالوا الحبايب، هو بيل يالمال، أول ما نبدأ نقول.
2 - المطرب محمد الذوادي: لحن له الأغاني التالية: ياللي تلوموني، مرو على البال عصرية (قبل أن يغنيها المطرب محمد علي عبد الله).
3 - المطرب أحمد ياسين: لحن له الأغنية التالية: يا ليل دانه.
4 - المطرب حسين السيد: لحن له أكثر من عشرة ألحان نذكر منها: ويلي على خلي، يا ليل دان، لي صاحب، يوم شالوا الحبايب.
5 - المطرب محمد علي عبد الله: لحن له مجموعة أغاني منها: إش قال الفتى.
6 - المطرب إبراهيم حبيب: لحن له أغنية (يا بنت المعيدي).
7 - المطربة هيام يونس: لحن لها أغنية (سائلي عن هواهم).
8 - المطرب يعقوب بو مطيع: لحن له أغنية (خنت المودة).
9 - المطرب نجم عبد الله: لحن له أغنية (يا زين افعل جميل).
10 - المطرب عيسى بدر لحن له أغنية وطنية.
11 - المطرب الكويتي مصطفى أحمد لحن له أغنية (تبيني ليش أنساك).
12 - المطرب الكويتي يحيى أحمد لحن له أغنية (زاد شوقي والحنين).
13 - المطربة غيتا المغربية لحن لها الأغاني التالية: لا تريا، ساحل الجسرة، يا زين يا زين، سائلي عن هواهم، الليل يسري، من بعد ها الغيبة.
14 - المطربة رويدا عدنان لحن لها خمس أغنيات ومن تلك الأغاني: هيلي يالمالي ، على يا دان.
15 - المطرب البحريني محمد المحرقي لحن له أغنية (على يا دان).
16 - المطرب الكويتي صالح الحريبي لحن له أغنية (سائلي عن هواهم).
17 - المطرب البحريني محمد حسن لحن له أغنية (لا لا يابنية)  و (أغنية وطنية).
كما صاحب بالعزف على آلة الإيقاع وآلة القانون المطربين والمطربات وهم كالتالي:-
عبد الجبار الدراجي، عوض الدوخي، موزة سعيد، عفيفة اسكندر، انطونيت اسكندر، يوسف حمادة، نظمية إبراهيم، محرم فؤاد، ماهر العطار، أحمد الزبيدي، علي السقاف ، عادل مأمون، أبو بكر سالم بالفقيه، محمد عبد المطلب، سميرة توفيق.
كما قام بتلحين العديد من المقطوعات الموسيقية والتي قام بتسجيلها في البحرين والكويت ومصر وتركيا).
من تلك المقطوعات: موسيقى جيهان، موسيقى دانة، موسيقى حياة، موسيقى مشموم، موسيقى دلمون، موسيقى الزفة، موسيقى دلال، موسيقة عذاري، موسيقى ليالي اسطنبول وغيرها
ولقد استطاع الفنان أحمد الفردان خلال مسيرته الفنية أن يوائم بين عمله وهوايته ونجاحه في الجانبين التجاري والفني .

أوسمة وشهادات التقدير
1 - وسام الكفاءة من الدرجة الأولى مقدمة من جلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة بتاريخ 16/1/2002م.
2 - جائزة الدولة للعمل الوطني مقدمة من سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر بتاريخ 26/4/2003م.
3 - شهادة تقديرية من غرفة تجارة وصناعة البحرين بمناسبة المساهمة في أنشطة لجنة الذهب والمجوهرات خلال الدورة الحادية والعشرين بتاريخ 7/6/1998م.
4 - شهادة تقديرية من أندية طلبة البحرين بالخارج بمناسبة اختتام فعاليات لجنة النشاط الصيفي.
5 - شهادة تقديرية من جمعية البحرين للموسيقى والفنون الشعبية بتاريخ 18/3/1992م.
6 - شهادة تقديرية من قطاع الثقافة والفنون بوزارة الإعلام.
7 - شهادة تقديرية من المجمع العربي للموسيقى بمناسبة انعقاد الاجتماع السابع عشر للمجلس التنفيذي للمجمع العربي للموسيقى بتاريخ 9/4/2003م.
8 - شهادة تقديرية من الأمانة العامة لمجلس التعاون في سنة 2001م.
9 - تكريم من سعادة وزير العمل لرواد التجار من البحرين بتاريخ 18/1/2003م.
10 - شهادة تقديرية من جمعية تاريخ وآثار البحرين في 26/12/1996م.
11 - شهادة تقديرية من قطاع الثقافة والفنون بوزارة الإعلام بمناسبة اختتام فعاليات مهرجان الصوت بتاريخ 7/4/2000.
12 - الشهادة التقديرية بمناسبة اليوبيل الذهبي على اكتشاف حضارة دلمون من إدارة الآثار والتراث بتاريخ 27/4/2005م.
13 - شهادة تكريمية من وزارة الإعلام والثقافة بدولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة اختياره واحداً من الفنانين المخضرمين في الدورة الأولى لمهرجان الأغنية الخليجية بتاريخ 29/3/2001.
14 - شهادة تكريمية من مهرجان البحرين الدولي للموسيقى لدوره المتميز في الحركة الموسيقية والغنائية في البحرين بتاريخ 9/10/2003م.
15 - شهادة تكريمية من نادي البسيتين في سنة 2000م.
16 - شهادة تقديرية من المعهد السعودي البحريني للمكفوفين، بمناسبة اختتام المهرجان الخيري الأول لها بتاريخ 29/5/1997م.

أعداد المجلة