فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
14

الشيخ عبد القادر الجيلاني في التراث الشعبي

العدد 14 - أدب شعبي
الشيخ عبد القادر  الجيلاني في التراث الشعبي
كاتب من تونس

يتبادر في ذهن الذي يخطر بباله الشيخ الرباني و القطب العارف سيدي عبد القادر  الجيلاني أن هذا الشخص ولي كسائر الأولياء ووتد من أوتاد الأرض و قطب من أقطاب الزمان و لكنه يتعدى كل ذلك فهو عالم ومحقق ومن الذين بحثوا عن الحقيقة وتجلى لهم النور الرباني في أجلى مظاهره فخاض بحار التصوف و دخل إلى أعماقها واستخرج كنوزها ونسق جواهرها. في كل زمان و مكان يعبق أريج ذكره ويتحول الناس إليه ويسكنونه قلوبهم لأنه حبيب الله الذي سلك طريقه وعمل بما جاء به كتابه وسنة نبيه.

 

وزاد من شفافيته وحسن إدراكه وتوقه إلى عالم الروح ما جعل ذكره يسير في الآفاق ومقامه يتنزل في قلوب العارفين. ونحن عندما نقول بغداد نقول سيدي عبد القادر الجيلاني ونعمل على أن نسلك طريقه الممهد بما حباه الله من سبر لأغوار الشريعة وسباحة في عالم النفس.

هوفي كل مكان في شرق العالم الإسلامي وغربه ذهب الناس في طريقته «القادرية» كل مذهب وشفهم حبه فأنزلوه في كل بلاد حتى أنك ترى «زاوية سيدي عبد القادر» في كل بلاد تقصدها أما أتباعه ومريدوه فهم متواجدون في كل الأماكن البعيدة والقريبة وقد أبدع الشعراء الشعبيون في مدحه والغناء بصفاته والذوبان في منزعه. والشرب من مشرعه، قال الله تعالى: «ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون«وقال تعالى أيضا «وابتغوا إليه الوسيلة».

 والوسيلة كما فسرها المفسرون هي هؤلاء الأقطاب الذين نادوا بحب الله والتعلق به وطاعته في ما أمر به والبعد عما نهى عنه ونحن سوف ندخل إلى عالم الشعر الصوفي مع من طوقوا لحظات  حياتهم بقلائد القول الصادق والوجد الصادر من أعماق يسكنها الحب وهم في ما أبدعوه وقالوه أوكتبوه جاؤوا بما يبهر السمع ويذهب في القلب إلى بعيد.

حياتــــــــــه:

هوالشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلاني ولد «بجيلان«سنة «470 ـ 1077» وهي قرية تقع في شمال إيران. حاليا على ضفاف بحر «قزوين»1 وقد نشأ الشيخ عبد القادرفي أسرة كريمة.  جمعت شرف التقوى وتزكيتها بالأعمال الصالحة فقد كان والده أبو صالح موسى على جانب كبير من الزهد  وكان شعاره مجاهدة النفس2. حتى لقب«بمحب الجهاد» ويبدوأن الشيخ الذي ضربت شهرته الأفاق كان آخر أولاد أبويه.لأنه عاش يتيما. فقد توفي أبوه بعد ولادته بقليل لذلك عاش في كنف جده لأمه السيد عبد الله الصومعي. فكان ينسب إليه عندما كان في«جيلان». وكان آخر أولاد أمه. حملت به قبيل سن يأسها بقليل.

ونشأ الشيخ عبد القادر في كنف أمه التقية النقية. وجده العابد المتحنث الذي رباه على التقوى والصلاح ومكارم الأخلاق فمضى على منوال أهله في الزهد والتفاني في العبادة وطاعة ربه عز وجل. ومراقبته في السر والعلانية.

كان الشيخ عبد القادر في بواكير صباه تواقا للعلوم والمعرفة وكانت غاية أمانيه أن يلم بأصول الشريعة الإسلامية. ولذالك قرر السفر إلى بغداد ولم يغفل الشاعر الشعبي أن يشير إلى هذه المرحلة بقوله:

يا فارس«بغداد»

 

با با الجيـلاني

نغره3  ياصـداد4

 

الك تنساني

 

وتخبرنا الكتب القديمة أن القافلة التي كانت تقله قطع عليها الطريق جماعة من الأشرار الذين تتحلب أفواههم للمال ولما كانت هيئته لاتوحي بأنه غني أراد قاطع الطريق أن يمرعليه مرور الكرام. ثم عاد فسأله «كم تحمل معك من مال» فتفاجـأ بجواب الصغير الذي قال له: «بأن معه أربعين درهما ذهبا أودعتها أمه في كمه» بعد أن عاهدها بأغلظ الأيمان بأن لايكذب أبدا وأن لا يفعل ما يغضب الله عز وجل. وظن اللص أن الصبي يستخف به وبعد أن وثق من صدقه سأله عن السبب الذي دفعه لذلك. فأخبره عن العهد الذي قطعه لأمه. فذهل اللص لكلامه واغرورقت عيناه بالدموع واهتز صدره من شدة البكاء. فأعلن توبته وصدع بها أمام جماعته الذين حذوا حذوه.

وهذه يمكن أن تعد من كرامات الشيخ عبد القادر الجيلاني التي يلهج بها محبوه ومريدوه من الذين أصبح حبهم له ولها 5 وشغفا لا يضاهيه حب. فمن ذلك قول أحدهم في وجد لايخلومن الصدق:

يا شيخ يا عز قلبي

يا عمدتي يا إمامي

كي هجرتني زاد تعبـي

يا شيخ واسمع كلامي

جلول فكاك غلـبي يا

رافع القدر سامـي

بللـه غيثنــــــــــي6 بطلبــــــي

بالهاشمي التهامي

وهذا الوزن عندنا يسمى «عروبي» ويسمى في الجنوب التونسي «صالحي»وهوشبيه «بالموال» المعروف في الشرق العربي ونرى الشاعر هنا يصب كل ما حوته ضلوعه من وجد «صوفي»ولا نعدم فيما نسمعه له أونقرأه التعلق الصادق بمن يحبه ويلوذ بأعتابه ومثله قول الآخر:

يا ناس كيف نعمل

والي هويته جفاني

انبات غزلي مخبل7

والقلب هايم يعاني

والدمع ساكب يهمل

وأنا من الحب فاني

والشيخ عني غافل

ما باش8 حتى يراني

ولا ينضب هوى العاشقين في ولد «أم الخير9» بابا الجيلاني ولنمض في مسيرتنا مع الغوث الرباني وهوفي طريقه إلى بغداد التي وصل إليها في زمن الخليفة المستظهر. وأمضى فيها ثلاثا و سبعين سنة. شهد فيها حكم خمسة من الخلفاء العباسيين آخرهم المستنجد الذي حكم من سنة 555 إلى 566 هـ. في وقت كانت فيه الدولة العباسية قد تقوضت أركانها ولم يبق لها من الحكم سوى الاسم لأن مقاليد الأمور بيد السلاطين السلاجقة.10  لقد رأى الشيخ عبد القادر ببصيرته التي كانت تؤثر جانب الكمال على جانب النقص فأقبل على العلم بهمة ماضية،

وحرص شديد وفي سبيل تحصيله عانى كثيرا من المتاعب، ومن أشدها الفاقة والفقر فقد نفض يده من كل ما كان لديه من مال فصار لا يجد ما يقتات به مقتصرا عما يجده من فواضل الطعام على ضفاف «دجلة»، وصار يمشي حافي القدمين في الرمال والأحجار  ولم يكن له مسكن يخصه وفي نهاية المطاف وصل إلى مسجد «ياسين» بسوق«الرياحين» فإذا بشاب أعجمي يدخل ومعه خبز وشواء، وجلس يأكل فرآني، فقال: «باسم الله يا أخي»، فأبيت فأقسم علي، فبادرت نفسي فخالفتها، وأقسم أيضا فأجبته فأكلت، فقال: من أين أنت وما شغلك، قلت: أنا متفقه من جيلان، فقال: وأنا من جيلان فهل تعرف شابا جيلانيا يسمى عبد القادر الزاهد؟ فقلت: أنا هوفاضطرب وتغير وجهه، وقال: والله لقد وصلت إلى بغداد ومعي بقية نفقة لي، فسألت عنك فلم يرشدني أحد ونفذت نفقتي، ولي ثلاثة أيام لا أجد ثمن قوتي إلا مما كان لك معي فأخذت من وديعتك هذا الخبز وهذا الشواء، فكل طيبا فإنما هولك، وأنا ضيفك الآن بعدما كنت ضيفي. فقلت له وما ذاك؟ فقال: أمك وجهت لك معي ثمانية دنانير.فطيبت نفسه و دفعت إليه باقي الطعام وشيئا من الذهب فقبله وانصرف».

وهذه تعد من مناقب11 الشيخ الجيلاني الذي تعلق به مريدوه12 تعلقا ليس له حدود وأصبحت بغداد لاتذكر إلا ومعها اسمه وقد تفانى الشعراء الشعبيون في مديح القدوة العارف مدحا يصل إلى مستوى الغزل عند «الصوفيين» الذين ذهب بهم الهوى كل مذهب ومن ذلك قول الشيخ سيدي علي المانع:

أنا ننادي وافي الخصلات13

جلول بابا وافي الخصلات

رفيع الشأن جلول بابا قطب الديوان

نال العنايا سر وبرهان

من سر شيخي سقاني خمرات

قطب الأقطـاب  شيخ

المشايخ غوث14 المصاب

خديمك ينادي واقف غي الباب

تحضر تفكه عند الغصرات

ولد «أم الخير» نال

السيـادة  والعلم غزير

فتاويه بانت شرح وتفسير

يفك الخصايم بعد الحلات

فارس بغداد نال السيادة  في كل بـلاد

في كل جمعه حزب وميعاد15

أحزاب شيخي ذكر وآيات

 

وللشيخ عبد السلام الأسمر مدائح في الغوث عبد القادر الجيلاني لا تقل روعة عما ذكرناه من قبل: وعبد السلام الأسمر [880 هجري 981هجري]هو عبد السلام بن سليم.ويتصل بجد يسمى «نبيل    من مواليد مدينة «فاس«وأمه«سليمة «تنسب الى الشيخ عبد السلام بن مشيش16 شيخ أبي الحسن الشاذلي17 وسيدي عبد السلام الأسمر تصوف وساح في البلاد الإفريقية  وتعبد في جبل زغوان18 وكان يحمل «الدف» وينشد عليه الأناشيد الصوفية باللغة الشعبية، ومن مدائحه في الشيخ سيدي عبد القادر الجيلاني هذه القطعة التي يقول فيها:

يا فارس بغدادها

يا جيلانــي

نغره يا صداد

بالك تنساني

أنت شيخ حليــم

من أهل الصوفيـة

إجل عني الضيم

وعرف ما بيـه

راني نجل سليــم

وأمي درعية

يا ولد أم الخير

يا راعي الطربان

ينده بيك فقيــر

جالي19 الأوطان

من نسل فواتيـر20

وأولاد سلـيـــــمــــــــــــــان

دمعة علأخداد

يسكب طوفاني

وفي هذه المدائح نجد وجدا صادقا وحبا صادرا من القلب ليس هناك شيء يدفعه إلى البوح سوى هذا الحب الصادق لمن تخيره وليا وحبيبا يبثه أشواقه ويتوسل به إلى الله وهوالذي يقول «وابتغ إليه الوسيلة» وفي مدائح سيدي عبد السلام الأسمر الذي خرج من حدود واقعه إلى عالم أرحب وأوسع نجده متضرعا تارة ومتلهفا تارة أخرى. غارقا في بحور مواجيده  وهي تذهب به تارة وتعود به تارة أخرى ومن يقرأ «سفينته» يجد فيها ما يخرج به إلى عالم الروح السامي الذي يتوق له كل من عرف الطريق إلى الله.

 ونعود إلى الشيخ العارف بالله سيدي عبد القادر الجيلاني في بغداد فنراه يهرع إلى مجالس العلم التي ترقى فيها حتى أصبح عالما متبصرا يتكلم في ثلاثة عشر علما من علوم اللغة والشريعة والتف حوله عشرات الطلاب يقرؤون عليه في مدرسته دروسا من التفسير والحديث والأصول واللغة والقراءات وكان يفتي على مذهب الإمام الشافعي21 والإمام أحمد ابن حنبل22.

 

قال عنه الإمام النووي:23 «ما علمنا في ما بلغنا من التفات الناقلين وكرامات الأولياء، أكثر مما وصل إلينا من كرامات القطب شيخ بغداد محيي الدين عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه،  كان شيخ السادة الشافعية والسادة الحنابلة ببغداد وانتهت إليه رئاسة العلم في وقته وتخرج بصحبته غير واحد من الأكابر وتتلمذ له قوم لا يحصون عددا من أرباب المقامات الرفيعة.

 وانعقد عليه إجماع المشائخ والعلماء بالتبجيل والإعظام والرجوع إلى قوله والمصير إلى حكمه، وأهرع إليه أهل التصوف».

 ومن ذلك تفتحت القرائح في مدحه والتغني بصفاته ومحامده يقول أحدهم:

جلول في العين مصبـاح

في الشم كالمسك فايح

إذا نظرت بلا شباح

تزول عني القرائح

يزهد ليلي ونرتاح

وننشي عليه المدايح

نبشر وتزداد الأفراح

في الشيخ مول النصايح

 

ويقول أحدهم مخاطبا عينيه وموصيا إياهما من أن لا يشكوالكلالة وهما يبكيان فيقول:

بالله بالك تكلوا

من دمعكم يا عيوني

نوحوا بالك تملوا

على البكاء ساعدوني

بابا قويدر بكلوا

غيب ولا جا لهوني

يا زاير الشيخ قلوا

مقابيس24 حبك كووني

 

وكان الشيخ عبد القادر جميل الصفات شريف الأخلاق كامل الأدب والمروءة كثير التواضع دائم البشر وافر العلم والعقل شديد الاقتفاء لكلام الشرع وأحكامه معظما لأهل العلم مكرما لأرباب الدين والسنة مبعدا لأهل البدع والأهواء محبا لمريدي الحق مع دوام المجاهدة ولزوم المراقبة إلى الموت. وكان له كلام عال في علوم المعارف شديد الغضب إذا انتهكت محارم الله سبحانه وتعالى سخي الكف كريم النفس على أجمل طريقة.

قال عنه الإمام العز ابن عبد السلام25: «إنه لم تتوافر كرامات أحد من المشائخ إلا الشيخ عبد القادر فإن كراماته نقلت بالتواتر.

كان الشيخ عبد القادر حنبلي المذهب. أما عقيدته التي درج عليها ولم يحد عليها قيد أنملة حتى وافاه الأجل هي «الاتباع بدون ابتداع» والتقيد بالكتاب والسنة في كل حال. وكان يكثر من ذكر ذلك في مجالسه ودروسه وفي خطبه ومواعظه. وفي كتبه ووصاياه كان يقول لأصحابه: «اتبعوا ولاتبتدعوا، وأطيعوا ولا تخالفوا، واصبروا ولا تجزعوا. وانتظروا ولا تيأسوا».

وهو واضح في كل ما يقوله ويفعله ألا تراه يقول :«اتبعوا الشاهدين العدلين.  الكتاب والسنة»

شعره:

لسيدي عبد القادر شعر مشى فيه على مذهبه في الحب الإلهي والإيمان الراسخ واليقين الثابت والتعلق الذي لا نهاية له بالحق ومن أشهر قصائده «العينية«و«الغوثية» وفي العينية يقول:

وأسلمت نفسي حيث أسلمني الهـوى

وما لي عن حكم الحبيب تنازع

فطورا تراني في المساجد راكعا

وإني طورا في الكنائس راتــع

فآونة يقضي علي بطاعة

وحينا بما عنه نهتنا الشرائع

لذاك تراني كنت أترك أمره

وآت الذي أنهاه والجفن دامــع

ولي نكتة غراء سوف أقودهــا

وحق لها أن ترعويها المسامـع

هي الفرق ما بين الولي وفاسـق

تنبه لها فالأمر فيه فظائع

يقول محمد بن عجيبة 26 في شرح الحكم لابن عطاء الله السكندري المتوفى سنة 709 هـ أشار إلى الفرق بين معصية الولي ومعصية الفاسق وذلك من ثلاثة أوجه، الولي لا يقصدها ولا يفرح بها ولا يصر عليها، والفاسق بالعكس في الجميع.

وفي قصيدته الغوثية يقول وهي تعرف عند العوام بـ«الغوثية» وعند خواص أهل الطريق بـ الخمرية«. ولها في نفوس «القادرية»مكانة لا تعدلها مكانة يقول في مطلعها:

سقاني الحب كاسات الوصال

فقلت لخمرتي نحوي تعالــي

سعت ومشت لنحوي في كـؤوس

فهمت بسكرتي بين الموالي

وقلت لسائر الأقطاب لموا

بحاني وادخلوا أنتم رجالي

وهيموا واشربوا أنتم جنـودي

فساقي القوم بالوافي ملالـي

ليس للشيخ عبد القادر الجيلاني دواوين مطبوعة أومخطوطة وإنما هي في واقع الأمر مجرد قصائد متفرقة، ومقالات متناثرة في كل صقع وواد، حرص على جمعها ودراستها الدكتور المصري يوسف زيدان، حوت هذه القصائد والمقالات التفاتات ذهن الشيخ الذي ما وهن عزمه ولا لانت قناته في تحصيل العلوم والارتقاء بالنفس ورياضتها عن سُعار الشهوات، ولعل هذه القصائد والمقالات جاءت على نفس المنوال والنسق الذي اختطه شعراء المتصوفة.

 

ومن قصيدته الغوثية قوله:

أنا في حضرة التقريب وحـدي

يصرفني وحسبي ذوالجـــلال

كساني حلة بطراز عـزم

وتوجني بتاجات المال

وأطلعني على سر قديـم

وقلدني وأعطاني سؤالـي

وهذه القصيدة لا تخلومن تهويمات صوفية يفسرها أهلها وإنما جئنا بها لنتعرف عن الدائرة التي يحوم حولها الشيخ و عن مدى تصرفه في القول سواء كان شعرا أونثرا.

 

وفاته:

أدرج الشيخ في قبره سنة 561 هـ إثر علة لم تمهله طويلا فالشيخ عبد القادر كانت حياته مليئة بالعطاء وحافلة بالتقى والعبادة. لم يمرض مرضا شديدا يجعله يعجز عن الحركة سوى المرض الذي فاضت فيه روحه ولم يدم غير يوم وليلة. مات وقد جاوز التسعين من عمره، وقد سأله ابنه عبد الوهاب النصيحة فقال له:

«عليك بتقوى الله، ولا تخف أحدا سوى الله، ولا ترجوأحدا سوى الله، وكل الحوائج إلى الله، ولا تعتمد إلا عليه، واطلبها جميعا منه، ولا تثق بأحد سوى الله».

وفي يوم وفاته سأله ابنه الشيخ عبد الجبار «ماذا يؤلمك من جسدك؟» فقال رضي الله عنه:

«جميع أعضائي تؤلمني إلا قلبي فما به ألم وهومع الله عز وجل».

 و بدأ يردد: «استعنت  بلا إله إلا الله، هوالحي الذي لا يموت ولا يخشى الفوت، سبحان من تعزز بالقدرة، وقهر عباده بالموت. لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وقد تعذر عليه التلفظ بكلمة تعزز حتى أسلم روحه إلى الله. وقد قال فيه الشاعر:

الأولياء نور وهاج

جلول هو سراجي

من جاء للبر محتاج

في ساعة يزيل احتياجي

لا تعتبوا في بكايا

مساليك27 صدري انسـدوا

نبغيه ديما معايـا

توسلتلوا بجاه جدوا

قدور مولى العنايا

في الحسن ما ريت ضـدوا

الطريقة القادرية:

الطريقة القادرية تنسب إلى سيدي عبد القادر محيي الدين الجيلاني الحسني ولد سنة 470هـ وتوفي 561هـ و دفن ببغداد اجتمع به في مكة الشيخ أبومدين الغوث28 وأخذ عليه الطريق ولبس من يده الخرقة ومر أبومدين بتونس عند رجوعه من الحج فاجتمع به الأصحاب عبدالعزيز المهدوي29 وأبو سعيد الباجي30 ومحمد الدباغ31 وأبو علي النفطي32 وأبويوسف الدهماني33 والطاهر المزوغي السافى34 وكانوا بعد انتقاله إلى بجاية35 يلتحقون به المرار العديدة ولذا فالطريقة القادرية من أقدم الطرق الصوفية.

ومن أقواله:

- «الدنيا اشتغال والآخرة أهوال».

- وقال: «فتشت الأعمال كلها فما وجدت فيها أفضل من إطعام الطعام.»

- «أود لوأن الدنيا بيدي فأطعمها الجياع».

وقال  متحدثا عن نفسه «قاسيت الأهوال في بدايتي فما تركت هولا إلا ركبته وكنت أقتات بخرنوب36 الشوك وورق الخس من شاطئ النهر وكنت آخذ نفسي بالمجاهدات37. وكنت أتظاهر بالتخارص38 والجنون وحملت إلى البيمارستان39.وأنام خمسة وعشرين سنة في صحراء العراق سائحا». وسئل عن الدنيا فقال: «أخرجها من قلبك إلى يدك فإنها لا تضرك».

مدائح الشعراء الشعبيين:

عندما نتفحص مدائح الشعراء الشعبيين أونستمع إليها من أفواه المداحين نشعر أنها صادرة من وجدان صادق و خلفية يملؤها الوجد الصوفي رغم ما فيها من مبالغة في بعض الأحيان.

وتعلق شديد بالولي يصل إلى حد التوسل في طلب الأشياء التي يراها بعيدة عن متناوله وهذا الذوبان الذي يخرج من قلب شاعر متعلق بأحد أولياء الله لا يكون إلا من وجد شعبي موروث من المحيط الذي يعيش فيه الشاعر أومن الانتماء إلى مذهب ما أوشيخ بعينه.

«والقادرية انتشارها يكاد يغطي كامل العالم العربي والإسلامي فلا تجد بلدا إلا وبه زاوية وأتباع يلتفون حول بعضهم ويتلقون الأوراد من شيوخهم والحقيقة التي يجب أن تقال إن هذه الطريقة تمتاز بالسنن الواضحة إذ هي لا تخرج عن مصدرين وهما القرآن الكريم والسنة النبوية ومن هنا تأتي مدائحهم في سياقها في حدود ما أمر الله به ونهى عنه ولنأخذ مثالا على ذلك والأمثلة كثيرة لأن الذين  مدحوا سيدي عبد القادر الجيلاني لا يحصى لهم عدد فمن ذلك

قول أحدهم «عروبي»:

ناديت في ظلمـة الليـل

                   والقلـب هايـــم يــــدادي40

جلول يا فارس الخيـل

                   واجـــب وليـــدك ينـــادي

ياكيلاني بالهاشمي المختار لا تنســاني

                     يا ضنوة 41أم الخير يا ربانـي

يا صاحب التصريف في الديواني

أنا قمـت والبـدر وقـاد

                   نـاديـــت واللـيــل هـــادي

جلول وجميع الأسيـاد

                   راهـــوا عليكــــم عـــدادي

علـــيـــــك عــــــدادي

                   يا وافي الخصلات بيك نـادي

أنت علي ابطيت يا بغدادي

                     واصل وليدك بالنبي العدناني

جلـــول ليــث الحمـيـــة42

                   ناديت مــا بيــت تسـخف43

دايـــــم مغيـــب علـــي

                   والقلب بهــــواك يــرجــف

قلبي يرجف لا بيت ياسلطاني

                    عني تسخف وانأ نراجي فـيك

بالله أسخف واجمع شمل اخوانـي

                    نــده ياسلطان44 كـل أزمـان

ياراعي الحمرا45 مشوق ليك

والشاعر هنا يستعمل ألفاظا لاتصلح إلا في هذا المقام مثل«ناديت في ظلمة الليل» ويكثر من ألفاظ النداء والتوسل وكأنه يتعلق بشئ لا يجد من دونه محيدا. ولولا اللغة أو بالأحرى اللهجة التي تحجز بين الشعر الصوفي والمدائح الشعبية التي ينشدها أتباع الطرق المختلفة كالسلامية46  والقادرية47 والشاذلية48 والنقشبندية49 لما كان هناك فرق في الصياغة فالوجد واحد والتوسل واحد والحس الصوفي لا يختلف ولنواصل مع الشاعر«المداح» الذي ما زال يلهج بذكر شيخه فيقول:

جلول في كل ديـــــــوان50

كرسيه في الوسط عالي

رايات تخفق بالألــــــوان

والتاج على الرأس غالي

يحكم على الانس والجان

ما عندهم  فيه تــالي

البو على الجد سلطــان

من نسل طاهر زلالـي51

نسبك طاهرأنت

من النسل الشريف الطاهر

بحق الذي سماك عبد القـادر

يا ضو عيني كون من  عوانــي

وهذه المدائح يصنعون لها ألحانا تتماشى مع أوزانها الشعرية ويأتون فيها بالمطرب والمعجب وكل طريقة تجد عندها «سفينة» وهي عبارة عن كتاب يجمع كل المدائح التي قيلت في صاحب الطريقة. ولا نعدم أن نجد فيها ما يرتاح له الذوق وتطرب له الأذن. ومن المدائح المشهورة هذه القطعة المنسوبة للطالب منصور أحد مشاهير القادرية وهي التي يقول فيها:

حير دليلي52 والغرام أسالي53

عاشق جمال الي علي غالـي

تحير دليلي والغرام كواني

من حب عبد القار الجـيلاني

ياهلترى ما زالشي يهوانـي

والا جفاني غايتي وآمالي

 

تحير دليلي والغرام  اجـمرني54

وصبري فني ياخالقي صــــــــبرني

من لاكواه الحب ما يعذرنـي

كان الذي حرقوالغرام بحالي

 

تحير دلياي والغرام يدربــي55

عاشق جمال اللي سكن في قلـبي 

جا مسكنوفي الشرق وأنا غربي

شيخ الوفا ماعادشي يلفـالي56

 

تحير دليلي والغرام يعـجز

والحب صابغ في مثيل القرمـز57

لالي صبر ولا بقيت نمـيز

لانعرف العامر من اللي خـالي

 

تحير دليلي والغرام تقــوى

والحب سابغ في مثيل الـفوه58

لالي صبر ولا بقتلي قـوة

من فقد محبوبي اتغير حالي

 

تحير دليلي والغرام تمـاده

والليل ما يحلاش لــي رقاده

نار المحبة في الحشى وقـادة

عيني تراجي في طلوع هــلالي

هذه القصيدة هي أقرب إلى الغزل منها إلى المدح الصوفي ولكن الجاري في العادة عندهم  هوالمزج بين الوله الصوفي الذي يرتقي في الحب إلى الله والنسج على طريقة الشعراء الغزليين كما نرى في هذه القطعة التي بناها صاحبها على ألفاظ مثل الحرقة والضياع «يدربي» و«يلفالي» أي يزورني الشيء الذي ذهب به إلى عدم التمييز. وهذا الذي يجعل من هؤلاء الناس يهيمون في بحار لانهاية لها. ولكن الشيء الذي يجذب الأسماع. هذه الألحان التي يصوغونها لهذا الشعر. فهي تستميل الآذان إليها وتجعل المصغي يهيم في عوالم المواجد الصوفية وهذه الألحان يغلب عليها الارتجال وتكون بمصاحبة الآلات ذات الإيقاع الصادي مثل البندير «الدف» والتشتري «الرق» وقيل إن الذي اخترعه هوالمتصوف الأندلسي أبوالحسن الششتري [610 ـ668 هـ]59

ومن مدائحهم في الشيخ عبد القادر هذه القطعة على وزن «المسدس» وهو وزن طربي.

يابابا جلول لمتين60 غايـب

الجسم معلول والقلب طـايب

الهجر واعر61 لاش المغيـبه

حاجه صعيــبه

والسيد ينغر يحمي قريـبه

ويشيل ولده فصل الـنوايب

ينغر يفكر فصل الغصــاير62

من كل حا ير

ولدك تلوح وقعد بـاير63

مسكين يبكي دموعه سكايب

 

وأنت جفيتو دموعه تقطـر

لا بيت تـعذر

أقعد يرجى قداش يصـبر

قلبومغير والوجه خـايب

البخل منك أنقول الحقيـق

ليس يليق

ثماش غيرك لينا صديق

ناديت باسمك وليت كـاذب

 في حب شيخي نختم كلامـي

هايض64 غرامــي

النسب غربي والبحر طامــي65

قولي محتم66 ما هوش سايب

 

تكاد تكون هذه القطعة في مدح الشيخ عبد القادر الجيلاني والتي نسجها صاحبها على وزن «المسدس» تنحصر في الحديث عن الهجر الذي وصفه «بالواعر» أي الصعب ومن يتحمل هذا غير المحب الولهان. ثم يلح باللوم على شيخه الذي لم يستجب لندائه وتركه يكفكف دمعه لايجد ما يداوي به آلامه إلا الصبر.ثم يصفه بالبخل وهو وصف لم يكن ليكون لولا شدة الحب.

ومن هذا المدخل يمكن أن نعرف الوجد الحقيقي والتفاني في حب سيدي عبد القادر الجيلاني. وتبقى بعد ذلك الناحية الفنية والمتعة الذوقية التي تحصل للمستمع أثناء أداء هذه المدائح وقد يقف الانسان حائرا أمام هذ التوله الذي لا يجده إلا عند العشاق المعاميد ولا نعجب عندما نجد أحدهم يحمل الطير سلامه لمن شاقه حبه وأضناه غرامه:

يا طير اد67 سلامـي

للشيــــخ مـــ ـولـــى الســـرايــر68

جلول هو غرامـي

أعزم لبغداد طايــر

 اعزم طايــر

بلغ سلامي للشيخ عبد القــادر

قلويا سلطان قلبي حايـر

با لهاشمي المختار دل الحـيرة

لي سيد والقلب يهواه

مشهور بين العماله69

ياطيرنوصـيك بالله

توصل لسيدي  قــباله

طير قبــــاله

وسلم على سلطان كل عمالــه

عبد القادر فارس الخيالــــه  

شيخ المشايخ نور كل بصـيره

والمدائح«القادرية» تتفاوت في الجودة وحسن الصياغة  من منطقة إلى أخرى ومن بلد إلى بلد وتجذبنا في المغرب  العربي الكبير منطقة «وادي سوف70» التي تكثر فيها الزوايا والمريدون من القادرية من الذين يصل بهم التعلق بسيدي عبد القادر الجيلاني إلى الحد الأقصى و«سوف» تقع في الجنوب الشرقي من الجزائر وهي بلاد الألف «قبة» وموطن الشعراء والمداحين والمغنين المجيدين. ومدحهم للشيخ الجيلاني لايعادله مدح.  لما فيه من صدق وتوله وحب كبير. وسوف نختار قصيدة لشاعر مشهور من شعرائهم وهو «محمد بن تواتي» اشتهرت في الجزائر وتونس وهي التي عنوانها «منك السراح عبد القادر اعجل اراح» والتي يقول فيها:

منك السراح

عبد القادر أعجــل أراح

الأرواح ضايقه خلوقي مكموده 

لالي رواح كان محل الجوده

المفردات: منك السراح: أطلب منك أن تطلقني من سجني. أعجل أراح: هيا مسرعا. أخلوقي مكمود: من فراقك أصبحت أخلاقي في كمد أي حزن. ولن أعود إلى حالي إلا إذا نزلت برحابك ثم يواصل حديثه وما يعانيه من انتظار لسيده الذي أبطأ في المجيء إليه فيقول:

منك السـراح

ننده بيك أمسى والصـباح

أعــجل أراح

لا تهواك الـكوده

سيد المــلاح

تعدل سرج المرجول مـاح

أمنيــن طــاح

تعملومرفـوده

تجيني شيـاح

فوق الحمرا ظاهر شـباح

جدي الـغزال

الاجدل في مهـموده

قبل أنزاح

ياكلك في عودلقراح

سحاب مــاح

دكم ساق رعـوده

عل الارض طا ح

خلف سيل الوديان مـاح

حانوت فـاح

باعطاير موجـوده

قولي شيـاح

على سيدي عدال المـياح

 

عني أنزاح جتني بلاده جوبـه

لالي رواح غيرأمحل الـجوده

المفردات: ننده بيك :أدعوك لتستجيب لي. لا تهواك الكوده: لاتعجزك الربوة العالية. السرج: مركب الفرس.  ماح: مال. مرفوده: ما يسنده.  تجيني شياح: مسرعا. فوق الحمرا ظاهر شباح: على ظهر فرس حمراء اللون.  جدي الغزال: الجدي: صغير المعز أوالغزال. 

الأجل: هي من صفات الصقور واستعملها هنا في محل تشبيه. المهمودة: المكان المنخفض. أنزاح: بعد. عود القراح: العود القوي. دكم: اشتد سواده. باعطاير:عطور. قولي شياح: لا شيء فيه. بلادوجوبة: بعيدة لا يكاد يصل إليها أحد.

عليك المـلام

تلفى يقظه ليس منـام

يا بو عــــلام

لا تهـــواك الكــودة

عليك السـلام

يا قنديلي ليلة الظـلام

بدر التمــام

في اليلة المقصودة

مجلي النمــام

خش اكتوبر هد الفطـام

صادو غـرام

وتنقمر فــــــي ذودة

عندوا هيـــام

على بكاري مهــدودة

صيد الطـــام

عالأروع في الغام كيـــف زام

مقفول العظــام

للضربة المشـــدودة

ظهره جمــــام

وسبيبه كينعت القيـام

طناب الخيـام

فجنابـــومجبــــــودة

طير البكـام

يتفسح في وسط الزحام

فـــي الشـور

حـام على حية ملبـودة

خـش الغمـام

حدر عايم على الأرض حـام

ضارب خطـام

وأظفارومجبــودة

ضربها وقام

خضب منقاره بالدمام

تحت الكمـام

خلفهـــا مغــــــدودة

القــول تـــام

لا نيشي على طير حام

لا صيـد زام

لا فحــــل المهـدودة

على بو عـلام

يرفد عني كاف الهيــام

 

 

بدر التمام في الليلة المقصودة

 

المفردات: مجلي انمام: مظهر ما بقلبي. خش اكتوبر: دخل أكتوبر وهوالشهر العاشر من السنة الميلادية. صادو غرام: أصابته نوبة حب. واتنقمر في ذوده: واهتز مع الايقاع. عندوهيام: عنده حب كبير. على بكاري مهدودة: نياق متعبة. صيد اللطام: أسد العراك. الأدرع: الأسد الذي لالبد له. زام: علا بصوته. ظهره جمام: مستوى. سبيبه: الشعر الذي يتهدل على رقبته. قيام: سدى المنسج أطناب الخيام: الحبال التي تشد الخيمة. طير البكام: الصقر.

 في الشور حام: في الحين  دار. على حية ملبودة: سقط على أفعى مختفية. ضارب خطام: كمامة تحت الكمام خلفها مغدوده. تركها تحت جناحه مقهورة. كاف الهيام: ربوة الحب.

 

المعنى:

 هذه الملزومة من نوع «المحزوز» وهو وزن  قليل الاستعمال في المغربين الأدنى والأوسط وأكثر ما يستعمل في المغرب الأقصى في نوع من المدح يسمى «المجرد» يصاحبه الإيقاع بالأكف. وتختص به الزوايا خصوصا زاويتي «سيدي بن عيسى» و«مولاي الطيب» وتبدأ هذه القطعة بالتوسل إلى سيدي عبد القادر بإطلاق سراح هذا المريد المتوله الذي ضاقت به الدنيا بما رحبت ولا يرجوالفرج إلا من سيده الذي هوأهل للجود والكرم. لقد أعياه النداء في صباحه ومسائه وهوينتظر قدومه عليه فوق فرسه الحمراء. ثم  يصف الطبيعة وما تجود به على الأرض بعد نزول الغيث من نبات وأزهار مختلفة الألوان.

وفي المقطع الثاني نراه يوجه اللوم لمن ألح عليه بالزيارة وهو  يعرف بأنه لا يصعب عليه شيء إذا أراد. ويمعن في التوسل لأنه النور الذي ينير ظلامه ثم ينتقل إلى وصف الجمل والأسد والصقر. وكأنه يريد أن يحلي بأوصافها قصيدته. وبعدها يتراجع بأنه لا يريد بذلك إلا من تعلق بحبه على طول المدى «بوعلام» الذي سيرفع عنه الثقل الذي يعانيه من حبه وهيامه..

ونرى مما قدمناه من النماذج الشعرية في مدح الشيخ القطب مولانا سيدي عبد القادر الجيلاني نفعنا الله ببركته نوعا من المدح لا تفرق بينه وبين الغزل و ذلك دال على كثرة التعلق به تعلقا يكاد يذهب بأصحابه كل مذهب وفي هذا يجد الإنسان مجالا لحياة الروح و بعثها واستقطابها من بعيد لتنأى بصاحبها عن عالم المادة الذي ينغمس فيه بدون حدود كما يصور هنا حبا ليس كالحب الذي يتغنى به الشعراء بل هوحب أقرب إلى التسامي منه إلى الانغماس في عالم المادة.

 

المراجع والهوامش

الشرح والهوامش:

1- قزوين:هي عاصمة محافظة قزوين بايران وأكبر مدنهاتبعد حوالي 130 كلم غربي مدينة طهران بها اثاركبيرة أما مناخها فبارد جاف.

-2 مجاهدة النفس: معناها فطم النفس وحملها على خلاف هواها وردعها عن الانهماك في الشهوات في عموم الاوقات.

-3 نغره:كن في جانبي

-4 ياصداد:الذي يدفع الشر ويصده

-5 ولها:حبا وشغفا

-6 غيثني:أدركني وانجدني

-7 غزلي مخبل: متداخل

-8 ما باش:لم يرد

-9 أم الخير:أم سيدي عبد القادر

-10 السلاجقة:ينحدرون من زعيم تركماني ظهر في النصف الثاني من القرن العاشر وقد تغلغل السلاجقة في الجيوش الإسلامية وخدموا الدولة العباسية. وأبلوا البلاء الحسن في الحروب الصليبية.

-11 مناقب: محاسن وكرامات الأولياء مما دون في كتب سموها بكتب«المناقب».

-12 مريدوه:أتباعه ومحبوه

-13 وافي الخصلات: كامل الأوصاف

-14 غوث: رتبة  صوفية

-15 ميعاده:مكان اجتماعه مع مريديه.

-16 عبد السلام بن مشيش: 559ت626 هـ عبد السلام بن مشيش العلمي الادريسي ولد ببن عروس حفظ القرآن وسنه لا يتجاوز الثانية عشر.ثم أخذ في طلب العلم وبعدما ملأ وطابه منه أصبح عالما جليل القدر.لا ينحرف عن جادة الشريعة. كان من تلاميذه سيدي بلحسن الشاذلي واشتهر عبدالسلام بن مشيش «بالصلاة المشيشية«مات مقتولا سنة 622.

-17 أبي الحسن الشاذلي: هو علي ابن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي نسبة إلى شاذلة وهي قرية كانت بجوار زاوية سيدي علي الحطاب قرب مدينة تونس ولد سنة 593 هـ وتوفي سنة 656 هـ أصله من غماره ببلاد الريف من المغرب الأقصى وينتسب إلى الأدارسة خرج من بلاده في حدود عام 620 هـ و بعدها بقليل دخل تونس في طريقه إلى الحج ومن الحج دخل بغداد واجتمع بالصوفية يسألهم عن القطب فدله أحدهم أبوالفتح الواسطي وقال له القطب في بلادك فارجع إليه تجده، فرجع واتصل بعد رجوعه بمحمد عبد السلام ابن مشيش ولازمه إلى أن فتح الله بصيرته.

-18 جبل زغوان:جبل بمدينة زغوان التونسية.

-19 جالي:مغادر لبلاده

-20 فواتير:نسبةالىالفتوري وهوجد عبد السلام الأسمر.

-21 الإمام الشافعي:هوعبد الله محمد بن إدريس الشافعي الامام العلم وأحد أصحاب المذاهب الأربعة. حفظ القران وهوإبن سبع سنين.وكان كثير المناقب جم المفاخر منقطع النظيركانت ولادته سنة150هـ بغزة وتوفي يوم الجمعة في اواخر رجب سنة204 هـ.

-22 الإمام أحمد ابن حنبل: ابو عبد الله أحمدبن محمد بن حنبل ولد سنة164 هـ وهو صاحب المذهب الحنبلي.الحافظ الحجة الصابر على المحنة الناصر للسنة. قال فيه الامام الشافعي «خرجت من بغداد وماخلفت فيها أفقه ولا أروع ولاأزهد ولاأعلم من أحمد بن حنبل«توفي سنة 241 هـ.

-23 الإمام النووي: محيي الدين النووي أوالنواوي كان عالما من علماء الحديث وزاهدا متورعا ولد سنة 631 هـ ـ وتوفي سنة677 هـ.

-24 مقابيس: ما يقتبسه الإنسان من النار.

-25 العز ابن عبد السلام:[577هـ ـ 626 هـ عالم مسلم وفقيه شافعي ولد بدمشق وعاش فيها.برز في عهد الحروب الصليبية وعاشر الدول الاسلامية المنشقة عن الدولة العباسية ولعل أبرز نشاطه هو دعوته القوية لمواجهة الزحف المغولي التتري.كان عالما جليلا التقى بأبي الحسن الشاذلي وأخذ عنه المذهب توفي بمصر سنة626.

 -26 محمد ابن عجيبة: هوأحمد بن عجيبة الحسني الإدريسي الشاذلي الفاسي من أهل التمكين مال إلى طريق التصوف،فأخذ أنوار الطريقة عن محمد البريدي وله كتاب«الحكم العطائية«وهومن أجل كتبه توفي في منتصف القرن الثالث عشر ومقامه بالمغرب مشهور.

-27 مساليك: جمع مسلك وهوالطريق.

-28 أبومدين الغوث: هوشعيب ابن الحسن الأندلسي أصله من قنطنيانه من عمل إشبيلية ولد سنة 510 هـ وتوفي سنة 591 هـ ، لم يتعلم القرآن إلا القليل في صغره وامتدت به الرحلة إلى فاس فلازم جامعها وجالس الفقهاء والذاكرين ثم انتقل إلى مدين ومنها خرج إلى الحج وفي عرفة اجتمع بالشيخ عبد القادر الجيلاني وألبسه الشيخ عبد القادر الخرقة و رجع فاستقر في بجاية فاشتهر ذكره في أفاقها و عرف بالتقوى وملازمة الزهد.

-29 عبدا لعزيز المهدوي: قال الهوا ري إن الشيخ محيي الدين ابن عربي كان يحضر مجالس الشيخ عبد العزيز المهدوي وقد نوه بشأنه في كتابه «الفتوحات المكية«ولقبه بالولي الحميم وصرح باسمه في همزيته توفي المهدوي سنة621 هـ.

-30 أبو سعيد الباجي: هو خلف ابن يحيي التميمي الباجي نسبة إلى باجه القديمة من أحواز تونس كانت له صحبة بالشيخ مروان ألبوني وبشيخ الشيوخ أبي مدين شعيب دفين تلمسان ولد سنة551ــوتوفي سنة628 هـ

-31 محمد الدباغ:محمد بن علي الأنصاري المشهور بالدباغ[540 هـ ـ 618هـ] كان من أكابر العباد وأفاضل الزهاد لقي أبا مدين شعيب وسلك طريق الإرادة ونهج منهج العبادة وتوفي سنة618  هـ ودفن بمقبرة باب تونس بالقيروان.

-32 أبو علي النفطي:اسمه الحسن كان يابس القفطان فسماه أهل بلاده المصري وكان من أهل المعرفة والصلاح متحمسا لأهل السنة منكرا على غيرهم من الفرق ولحماسه هذا كان يعرف بالسني. وقال عنه عبد الله الكومي«أبو عبدالله النفطي من أوتاد الأرض وأبوعلي النفطي كان من أصحاب أبي مدين وأبي سعيد الباجي والشيخ عبد العزيز المهدوي وأبي يوسف الدهماني وله رسالة في التصوف بديعة الطرز توفي سنة610 هـ.

33- أبويوسف الدهماني: 550-621 هـ ولد بالبادية بقرية تسمى المسروقين. رحل إلى لقاء أبي مدين بمدينة بجاية سنة 570هـ وأخذ عليه كثيرا من آداب التصوف و سلوك الطريق و رخص له في الانتصاب إلى المشيخة وكانت له علاقة متينة مع أبي علي النفطي.

43- الطاهر المزوغي السافى:توفي سنة 616هـ. أصله من عرب مزوغة بإفريقية و بلده قصور الساف. انتقل إلى تونس وكانت فيها نشأته ورافق أصحاب أبي مدين مثل محمد الدباغ وأبي سعيد الباجي و عبدالعزيز المهدوي وله سياحات و رجع إلى قصور الساف في كبره إلى أن استوطنها وتوفي فيها سنة   616 هـ

53- بجاية: مدينة جزائرية تقع على ساحل البحر المتوسط وتطل على خليج جميل

63- خرنوب الشوك: ثماره.

73- المجاهدات: هي مغالبة النفس على شهواتها و ردعها عما تحبه.

83- التخارص: تصنع عدم السماع.

93- البيمارستان: مستشفى الأمراض العقلية.

40 - يدادي: لا يستقر على حال.

41 - ضنوة: الولد أوالبنت.

42 - الحميّة: هي الانتصار للغير حقا أو باطلا.

43 - تسخف: تحن وتتأسف.

44- نده يا سلطان: كلمة للنداء.

45 - يا راعي الحمرا: الفرس.

46 - السلامية: نسبة إلى الشيخ عبد السلام الأسمر دفين مدينة زليطن بطرابلس.

47 - القادرية: نسبة إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني.

48 - الشاذلية: نسبة إلى سيدي بلحسن الشاذلي.

49- النقشبندية:تنسب الى محمد بهاء الدين شاه نقشبند واشتق اسمها منه. تنتشر النقشبندية في جميع أنحاء العالم خصوصا في القوقاز وبخارى وسمرقند.

50- ديـــــــوان: مجمع المريدين والذاكرين.

51- طاهر زلالــــي: أي صافي ونقي.

52- حير دليلي: عقلي

53- والغرام أسالي: أساء إلي.

54- والغرام  اجمرني: كواني بالجمر.

55- الغرام يدربـي: يخرج عن الحد المعقول.

56- ما عادشي  يلفالي:  يجيئني ويزورني.

57- مثيل القرمــز: نوع من الألوان

58- مثيل الـفو: نبات أحمر تصبغ به الثياب.

59- أبوالحسن الششتري: أبوالحسن علي بن عبد الله الششتري اللوشي الأندلسي حفظ القرآن الكريم وتعلم العلوم الاسلامية.وتصوف وكان شاعرا وزجالا وكل أشعاره وأزجاله في التصوف. أخذ الطريقة من محيي الدين بن سراقة الشاطبي ثم لزم ابن سبعين ولدسنة 610 هـ وتوفي سنة 668 هـ

60- لمتين: حتى متى.

61- الهجر واعر: صعب.

62- فصل الغصاير: وقت الشدة.

63- وقعد باير: لا يشتريه أحد.

64- هايض غرامي: لم أستطع دفعه.

65- والبحر طامي: ملآن.

66- قولي محتم: صائب.

67- يا طير اد: بلغ سلامي.

68- مولى السراير: البرهان والكرامات.

69- العمـاله: هي القطر أوالولاية.

 

أعداد المجلة