فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
44

أصداء «الملتقى العربي للتّراث الشّعبي» في دورته الأولى بتونس أيام: 28. 29. 30 ديسمبر 2017.

العدد 44 - أصداء
أصداء «الملتقى العربي للتّراث الشّعبي» في دورته الأولى بتونس  أيام: 28. 29. 30 ديسمبر 2017.
كاتبة من تونس

تمثّل «الثّقافة الشّعبيّة» الإبداع الجمعي المتجذّر في ذاكرة جميع الشّعوب، و قد صاغه الأسلاف بمنجزاتهم وخبراتهم وتجاربهم وتراكماتهم، فعكس واقع الحضارات الإنسانية المتعاقبة وتلوّن بألوان مكانها وزمانها. وللبحث في هذا المخزون الثّقافي الشّعبي الثرّي والاعتراف بأهمّيته في الكشف عن الماضي وبناء الحاضر واستشراف المستقبل، لابد من تضافر الجهود لتحقيق الإفادة. ومن منطلق الاهتمام العالمي بصون التّراث الثّقافي عامة والشّعبي خاصّة، والذي أكدته اتفاقيّات المنظّمات الدوليّة مثل اليونسكو سنة 2003 وفي مناسبات لاحقة، واعتمدته بعض المؤسّسات الثّقافية المهمّة مثل «مجلة الثّقافة الشّعبيّة» التي اتخذته منهجا سلكته منذ سنوات فتحت من خلاله الأفق أمام البحث العلمي في هذا الحقل الثّقافي، بما تقيمه من تظاهرات وما تنشره من دراسات وأعمال قيّمة للباحثين والأكاديميين في مجال الثّقافة الشّعبيّة. كانت فكرتنا في تشكيل «الجمعيّة التّونسيّة للثّقافة الشّعبيّة»، لمعاضدة المجهودات السّابقة في هذا المجال الثّقافي.

وفي هذا الإطار، نظمت «الجمعيّة التّونسيّة للثّقافة الشّعبيّة»، «الملتقى العربي للتّراث الشّعبي» في دورته الأولى بتونس من 27 إلى 30 ديسمبر 2017، وقد شارك فيه أكثر من 70 ضيفا من تونس و11 دولة عربية من محاضرين و باحثين و شعراء وإعلاميين وفنّانين شعبيين. وقد تضمّن الملتقى مجموعة من المداخلات العلميّة والعكاظيّات الشّعريّة والمعارض الثقافيّة والفنيّة والفقرات الموسيقيّة فضلا عن الرحلات السياحيّة الاستطلاعيّة.

وتواصلت فعاليات الملتقى على مدى 4 أيام توزّع برنامجها على النحو التالي:

تم استقبال الوفود العربية من قبل «الجمعيّة التونسية للثقافة الشعبيّة» بتونس العاصمة، ثم اتجهت يوم الأربعاء 27 ديسمبر 2017 إلى مدينة قفصة، مرورا بمدينة القيروان حيث استقبلهم بيت الشّعر القيرواني هناك، وقاموا بزيارة استطلاعيّة إلى بعض المعالم التّاريخيّة بالمدينة، ومنها جامع عقبة ابن نافع. ومساء تم استقبال الضيوف بمقر الإقامة «جوغرطة» بقفصة.

وفي يوم الخميس 28 ديسمبر 2017 جولة صباحيّة بالمدينة العتيقة بقفصة بالتّعاون مع المعهد الوطني للتّراث وجمعيّة صيانة مدينة قفصة، حيث حظي الضيوف بزيارة استطلاعيّة إلى بعض المعالم الأثريّة والمواقع التاريخيّة بالمدينة منها «المتحف» و«دار لونقو» و«واد البي» وغيرها، وقد رافقهم في ذلك مجموعة من المتخصّصين في التراث، قاموا بتقديم بعض المداخلات على عين المكان.

وبعد الظهر تم افتتاح عدد من المعارض منها معرض الكتاب العربي للثّقافة الشّعبيّة ومعرض صور فوتوغرافية للمواقع الأثريّة والسياحيّة التّونسيّة ومعرض وثائقي عن التّراث الشّعبي الوطني من تنظيم المكتب الجهوي للإعلام والتّوثيق بقفصة.

وقد استضاف المركز الثّقافي علي جيدة فعاليّات هذا الملتقى، أين تم الافتتاح الرّسمي مساء الخميس28 ديسمبر بعرض شريط وثائقي حول أبرز المواقع الأثريّة والسياحيّة في البلاد التّونسيّة، عقبته كلمات القائمين على الملتقى وتكريم عدد من الضيوف العرب والشعراء التّونسيين. و قد تخلّلت التّكريمات وصلات موسيقيّة وقراءات شعريّة، اختتمت بسهرة فنيّة «صوت النجع» أحيتها الفنانة التونسيّة زهرة الأجنف.

وخصّصت الجمعيّة التّونسيّة للثّقافة الشّعبيّة، يوم الجمعة 29 ديسمبر 2017، للندوة الفكريّة المتعلّقة بالثّقافة الشّعبيّة والتّراث اللاّ مادي، حيث قدمت فيها مجموعة من المداخلات العلميّة القيّمة لثلّة من الباحثين والأكاديميين:

الجلسة الأولى حاضر فيها كل من:

الدكتورة الزازية برقوقي من تونس وهي من مؤسسي الجمعيّة التّونسيّة للثقافة الشعبيّة، قدمت مداخلة تحت عنوان «التّراث اللاّمادي ودوره في تأريخ الواقع الثوري للفترة الاستعماريّة بالبلاد التونسيّة من خلال نصوص الأغنية البدوية».

الدكتور صالح الفالحي من تونس، قدم مداخلة تحت عنوان»المشترك في التراث الثقافي العربي غير المادي».

الدكتور محمد رمصيص من المغرب، قدم مداخلة تحت عنوان «الموروث الشعبي بين التداول والتوثيق».

ثم تلا الجلسة نقاش.

الجلسة الثانية حاضر فيها كل من:

الأستاذة صفية عزوز من تونس قدمت مداخلة تحت عنوان «التراث الشعبي الشفوي وتكنولوجيات الاتصال».

الدكتور أحمد بقار من الجزائر، قدم مداخلة تحت عنوان» جماليات الشّعر الشّعبي المغاربي ووجوه الاتفاق».

تلا الجلسة نقاش:

وكان الموعد مساء الجمعة مع عكاظية شعرية عقبتها سهرة فنية بدوية « النّجمة» أثثتها مجموعة من الأصوات الفنيّة البدويّة النسائيّة والرجاليّة.

وخصص القائمون على الملتقى اليوم الختامي السبت 30 ديسمبر 2017، لتنظيم رحلات سياحيّة استطلاعيّة وترفيهيّة للضيوف نحو مدينة توزر بجولة في متحف دار شريــــــط و شـــاق واق - الواحة - ربوة الشابي، حيث أقيمت عكاظية شعريّة بروضة أبو القاسم الشابي.

واختتمت فعاليات الدورة الأولى من الملتقى بتوزيع شهادات التّقدير، كلمات ضيوف الشرف ، كلمة الختام، والإعلان عن تأسيس الرابطة العربيّة للثّقافة الشعبيّة برئاسة تونس لسنة 2018 .

أعداد المجلة