فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
37

الموالد القبطية مولد الأنبا شنودة نموذجا

العدد 37 - عادات وتقاليد
الموالد القبطية مولد الأنبا شنودة نموذجا
كاتب من مصر

عرفت مصر الفرعونية أنواعاً من الاحتفالات الدينية الخاصة بالآلهة آمون - إيزيس وغيرها من الآلهة المحلية، وقد كان يقدم إلى هذه الآلهة النذور والأضاحي والقرابين، وقد عرف التقرب لهذه الآلهة من العامة والخاصة لحل مشاكلهم وإقامة الصلوات لهم وإقامة الاحتفالات الشعبية الخاصة بهم.

ولم يستخدم المصريون مصطلح الموالد وإنما استخدموا لها مصطلحاً آخر هو الأعياد التي تعددت في مصر القديمة كثيراً وخاصة في عهد الدولة الحديثة، فهناك بالإضافة إلى الأعياد الدينية لمواكب آمون وأعياد الآلهة المختلفة، أعياد الجبانة وأعياد فرعون وكذا الأعياد الزراعية كعيد رأس السنة، وعيد الحصاد وعيد الفيضان، وكانت معظم هذه الأعياد في بادئ الأمر ذات طابع ديني، ولكنها لم تلبث أن تحولت إلى مناسبات لإقامة الاحتفالات الكبيرة والمواكب الضخمة.

وتصور لنا النقوش التاريخية تفاصيل بعض الأعياد مثل عيد زيارة آمون لمعبد الأقصر، فتصور خروج موكب الفرعون تتقدمه القرابين التي سوف تُذبح احتفالا بالعيد، كما يشترك في الاحتفال الجنود والفرق الموسيقية، وتحمل أربع سفن على أكتاف رجال الدين إلى أن تصل إلى النيل فتوضع في السفن الكبيرة ومنها السفينة الخاصة بآمون وقد ازدانت ويتبعها بعد ذلك سفن الكهنة ورجال الجيش والموسيقى والمغنين والمغنيات والراقصات، وينتهي الاحتفال في معبد الكرنك بتقديم القرابين وذبحها(1).

وفي العصر المسيحي عُرفت الاحتفالات بأعياد القديسين وبدأت مثل هذه الاحتفالات أصلاً على أساس تكريم القديس برفع الصلوات وإقامة القداسات وقراءة سيرته بالتفصيل للتشبه بقدوته الصالحة، ثم بتقديم النذور من شموع وبخور وأدوات تلزم للكنيسة على جانب نحر الذبائح لإطعام الفقراء والمحتاجين، ولكثرة العدد الذي تحتاجه هذه الألوف من أماكن للمبيت ومن مأكولات ونحر للذبائح وبيع لاحتياجات الزوار والنذور .وبالإضافة إلى طبيعتها الدينيةأخذت مظاهر مادية تجارية، والذي لم تقره الكنيسة نفسها لدرجة أن القديس الأنبا شنودة (والتي أجريت على مولده هذه الدراسة والمتوفى منذ 1600 سنة) ألقى عظة قوية ندد فيها بمظاهر المولد من بيع وشراء ومأكل ومشرب وإقامة الألعاب والسباقات والرقص والأغاني(2). وهو يؤكد ضمنياً وجود مظاهر المولد في القرن الخامس الميلادي.

وفي العصر الإسلامي الأول كانت الاحتفالات قاصرة على المناسبات الدينية كعيد الفطر وعيد الأضحى وغيرها وتغيرت هذه الاحتفالات بدخول الفاطميين إلى مصر وظهرت الاحتفالات بالأولياء منذ هذا العهد بل أدخلوا أعياداً جديدة ويرجع ذلك إلى نشر الدعوة الفاطمية ومحاولة الدعاية لها ولهؤلاء الحكام الجدد.

وقد عُرفت أعياد القديسين في العصر العربي باسم الموالد وهو اسم لا ينطبق على الواقع لأن الاحتفال غالباً ما يكون بذكرى استشهاد أو موت القديس وهو اليوم الذي أتم فيه القديس جهاده.وأن تاريخ الكنيسة القبطية مليء بسير القديسين ومعجزاتهم وبركاتهم وكلما اشتهر قديس أو شهيد في منطقة أو مدينة يتوافد على كنيسة تلك المدينة جموع كثيرة من الشعب للاحتفال بذكراه.

أهمية الموالد

تكمن أهمية المولد فى عدة نقاط ومنها:

تعتبر زيارة موالد القديسين الفرصة المناسبة لخفض التوتر النفسي والارتياح من القلق. فإنه عندما يلجأ الزائر للقديس وهو في اعتقاده (المنقذ - الحامي - الملجأ - الرمز - المثل الأعلى - الأب الحنون - الأم - المحارب عنه) ليزيح عنه كل نقائصه ومشكلاته وهمومه، وتوتراته، فهو يشكو له ويصلي له بلجاجة بل ويعاتبه ويشكو إليه حزنه وألمه وفشله وفقره وضعفه، وبهذا يصل إلى التوازن النفسى، حيث أنه أفرغ كل رغباته المكبوتة بداخله ومخاوفه. هذا التفريغ يؤدي به إلى الارتياح النفسي.

وينظر إلى القديس بانه الحامي له والمحارب عنه ويرد له مظالمه وكأنه البطل الشعبي المنتظر كي يخلص شعبه فتؤدي هذه النظرة والتي تعني في وجهة نظر علماء النفس (مبدأ التعويض) حماية واطمئنانا للفرد والجماعة الشعبية ويعوض ويغطي آلامها وفقرها ونقائصها. ويبدو هذا جليا في زفة الأيقونة حيث يتجمع المئات والآلاف أثناء خروج أيقونة القديس في موكب مهيب .

العوز أو العجز أو الاحتياج هو الذي يؤدي بالإنسان إلى الالتجاء إلى قوة خارقة (متمثلة في القديس) كي يسد هذا العوز واعتقاده بالقديس يجعله واثقا ومطمئنا، ويؤدي به في النهاية إلى الارتياح النفسي وخفض توتراته.

تعتبر أيضا زيارة الموالد مناسبة موائمة للاشتراك في زفة الأيقونة وخاصة بين مجموعات كبيرة من الشباب المتحمس حيث يقومون بالهتاف لمدح القديس وكأنهم يرونه رؤية حقيقة. بل وأحيانا تدخل هذه الهتافات والتي أشبه ما تكون بالمظاهرات فرصة للتنفيس عن كبتهم والتعبير عن السخط العام والضيق متخذة الاحتفال الديني والمولد كإطار للحماية .

والموالد تعمل على تدعيم الاعتقاد في الأولياء أو (القديسين) وتقوية هذا الاعتقاد وبالتالي تحافظ على استمراريته عبر الأجيال المتعاقبة وكما إنها جزء من النسق الديني الموجود داخل المجتمع وتعمل على الترابط والتماسك - فهي من الموضوعات التي يهتم بها المعتقد الشعبي والذي يعتبرها جزءا لا يتجرأ من النسق الديني(3).

ويعتبر المولد هو عيد شعبي ديني يقوم على تكريم القديس والاحتفاء به وهو فرصة لإقامة الشعائر الدينية وسط الجمع الكبير ونوال البركة والصلاة وتقديم النذور وإيقاد الشموع وتعميد الأطفال.

تعتبر الموالد فرصة للانفلات من قيد الأعراف والتقاليد والعادات الملزمة لسلوك الطبقات الشعبية. فهناك المرأة الريفية التي تذهب للمولد وتقيم في خيمة على مرأى من العابرين وتذهب في نزهة للتسوق متخلية عن حيائها وخجلها وكذلك البنات الريفيات فهن يتزين بصورة واضحة ويسرن في نزهة بين سرادقات التسوق ففي ظل هذا المولد لا يعتبر هذا السلوك معيباً بينما في قريتهم تعمل الأعراف والتقاليد على منع هذا، كذلك كانت الطبقات الشعبية في الماضي تمارس أشياء لا تليق بمكان قدسي ولكن في اعتقادهم أن القديس متسامح، فهي مناسبة للترويح. فهم يتخلون عن وقارهم والروتين اليومي. يرقصون ويغنون ويمارسون الألعاب ويفترشون الأرض ويقضون أوقاتا مرحة.

تعتبر الموالد مناسبة اجتماعية لتوطيد العلاقات الاجتماعية بين الأهل والأقارب والأصدقاء كما تكون فرصة مناسبة للمصاهرة.

تعتبر الموالد مناسبة للنشاط التجاري والاقتصادي حيث يتم فيها البيع والشراء وتقديم النذور.

تقدم الموالد مكسبا ماديا كبيرا للكنيسة أو للدير فهي تحافظ عليه مستغلة هذه المناسبة لتقديم الخدمات الروحية للزائرين من إقامة القداسات اليومية والعظات والخطب الدينية وتلاوة الألحان والترانيم.

تعتبر الموالد مصدر رزق وعمل لكثير من البائعين حيث يعتمد عملهم على التنقل بين الموالد المسيحية والإسلامية طوال العام.

 

 

حياة الأنبا شنودة(4)

ولد الطفل شنودة في قرية شتلالا بالقرب من أخميم وكان ذلك في اليوم السابع من شهر بشنس عام 333 ميلادية، وكانت ولادته مصدر فرح وابتهاج لوالديه.كان أبجوس والد شنودة ودروبا والدته مشهورين بالتقوى والورع وكان شنودة في نفس الوقت وحيدهما فربياه تربية مسيحية سليمة وهذباه حسب أصول الدين فشب مثالاً نموذجياً للفتى القبطي، وقد كان للبيئة التي عاش فيها وهي بيئة كلها قداسة وطهارة أثر بالغ على أخلاق الفتى وطباعه وظلت شعلة الإيمان متقدة في قلبه في طفولته وشبابه ورجولته حتى كهولته.

كان أبجوس والد القديس يمارس الفلاحة ويقتني بعض الأغنام والماشية، وقد استعان بأحد الرعاة لرعايتها، وعندما نما شنودة طلب الراعي من والدي القديس أن يسمحوا له بأن يأخذ شنودة معه يساعده في أعماله، فوافقا على ذلك بشرط أن يعيده إليهما قبل غروب الشمس، وهكذا ذهب شنودة ليرعى الغنم في البرية وكان عمر شنودة في ذلك الوقت سبعة أعوام.

ظل في عمله الجديد، وعندما كان يحل المساء يصرفه الراعي، ولكن الغلام لا يتوجه مباشرة إلى منزله وإنما كان ينعطف صوب بركة تقع خارج القرية ويركع على ركبتيه ويصلي إلى الله في الخفاء. انزعجت والدته بسبب تأخر ابنها كل ليلة فاستدعت الراعي وعنفته على تأخر شنودة ولكن الراعي أكد لها أنه يصرفه كل يوم عند غروب الشمس.

وفي اليوم التالي صرف الراعي شنودة كالمعتاد وأخذ يتبعه عن بعد واختبأ الراعي خلف جميزة فرآه يركع أمام البركة ويبسط يديه مصلياً ولاحظ أصابع الفتى تضئ كالشموع وروائح ذكية كانت تفوح حوله كبخور عطر يصعد مع صلواته، وفي الصباح أخذ الراعي شنودة وسلمه لوالديه وقص على مسامعهما ما شاهده بعينيه، لما رأى أبجوس تصرفات شنودة ابنه فكر في طريقة لإنمائه في التقوى فلم يجد أحسن من إيداعه عند خاله القديس بيجول(5) الذي كان متنسكاً في غرب النيل بقرب سوهاج.

وبينما كان الأنبا بيجول في إحدى جلساته في ديره قدم شنودة مع والده فشعر بروحه أن هذا سيكون رئيساً بعده. فقبله ثم أخذ يده ووضعها على رأسه وقال له «باركني أنت يا ابني لأنك ستكون رئيساً وأباً لجموع كثيرة». ثم قال لوالده اتركه عندي أسبوعاً لأختبره، وكان عمره في ذلك الوقت تسع سنوات. وكان الأنبا بيجول يتركه في غرفة لوحده ويراقبه وكان يسمع صلاته الحارة ويرى تقشفه.

 

 

الدير الأبيض

وقد سمي دير القديس أنبا شنودة بالدير الابيض لأنه مبني من الحجر الأبيض وتميزاً له عن دير الأنبا بيشاي القريب منه والمبني بالطوب الأحمر.ويقع مبنى الدير غرب سوهاج على بعد حوالي 6 كم أسفل سطح جبال الصحراء الغربية بسوهاج وسمي هذا الجبل أدريبه بسبب وجود مدينة فرعونية في القرن 4 ق.م تسمى مدينة أدريبا وقد استعمل الأنبا شنودة بعض الأحجار المنقوشة بالنقوش الفرعونية الغير كاملة في بعض المواقع الغير واضحة بالدير ويذكر بطلر أنه شُيد في عهد الملكة هيلانة.(6)

والبناء الحجري المستطيل الذي يطلق عليه في العادة اسم الدير ليس هو إلا كنيسة الدير أما الدير وأماكن إقامة الرهبان والمطابخ والمخازن فكانت مُقامة بجوار الكنيسة الحالية ولكن كل هذا تهدم وبقيت الكنيسة الحالية التي تسمى الدير والتي تعتبر من أفخر الكنائس التي بقيت في مصر والأثر الرئيسي للمسيحيين.

ويعتبر بناء الدير هو استعادة للمدينة المصرية القديمة وهو مبني على الطراز المصري القديم وان اختلفت معه في طريقة البناء إلى حد ما، وبُني الدير من بعض أحجار المعابد الفرعونية القديمة والتي كانت موجودة، آنذاك وبعض الأحجار التي قُطعت من الجبل فنرى داخل الدير بعض الأحجار والمحفور عليها نقوش فرعونية قديمة وبعض الأحجار صقلت وحفر عليها الصليب(7 ).

الأنبا شنودة واللغة القبطية(8)

وجه القديس أهمية بالغة للغة القبطية وكانت حينئذ لهجة يصعب الكتابة بها، فعمل على تهذيبها وصقلها وتنقيتها مما شابها من الآثار البيزنطية حتى استوت على يديه لغة وطنية صالحة للكتابة وكان ذلك بداية لنشأة الأدب القبطي، وقد سخر علمه وفصاحته في اللغة القبطية في جهاده الديني والقومي، وإذا به من أبرع من كتب وأروع من خطب باللغة القبطية ويكشف هذا عن يقظة الوعي المصري القومي آنذاك وتدل الآثار الأدبية للقديس - والتي مازالت حتى الآن- على سعة إطلاعه وقد كُتب عنه أنه أعظم كُتاب الأدب القبطي.

الزعيم الديني الوطني

جعل الأنبا شنودة من الدير الأبيض معهداً دينياً واجتماعيا ليس فحسب بل أهتم بالمؤمنين جميعاً وفتح لهم الدير ورعاهم روحياً واجتماعيا واستمع إلى شكواهم وآلامهم. فكان يدعو إلى استرداد حقوقهم المسلوبة ويندد بمظالم الحكام ويكشف عن مسالبهم بل كان يسعى للقسطنطينية نفسها أيام الحكم الروماني ليرد حقوق مواطنيه.

هذا وقد عاصر القديس كثيراً من البدع والهرطقات منها بدعة نسطور وبدعة أوطخيا ولاون وغيرهم وانعقدت المجامع في أثناء حياته وساهم بقسط كبير في تفنيد تلك البدع ودحضها ومقاومة المبتدعين وتثبيت المسيحية على المبدأ القويم ولم يكتفِ بذلك فقط بل قام بهدم أصنام أخميم (وبنيوط) بالقرب من أخميم وحرق كتب السحر التي بها.

 

 

مظاهر الاحتفال بالمولد

1 زفة الأيقونة(9):

تعتبر زفة الأيقونة من أهم مظاهر المولد القبطي حيث يتقدم الأسقف أو كبير الكهنة وهو ممسك بيده الصليب يبارك الشعب الواقف ويحمل أحد أفراد الشمامسة أيقونة القديس الأنبا شنودة وخلف الأيقونة تسير مجموعة كبيرة من الشمامسة بزيهم الخاص وهم يحملون الصلبان ويخرج الموكب من كنيسة الدير ويطوفون بأيقونة القديس في حفل عظيم بالألحان القبطية وآلات الموسيقى الكنسية.

وأثناء ذلك يتدافع الآلاف من الشعب لأخذ بركة القديس (الأيقونة) عن طريق لمسها وتقبيلها ويسير الموكب المهيب فى مسيرته حول الدير ثم يعود مرة أخرى إلى الكنيسة على مساحة عشرة أفدنة وأثناء الموكب تقوم مجموعات كبيرة من الشباب المتحمس بهتافات للقديس فى صورة انفعالية وعاطفة متأججة حيث يقوم أحد الشباب ببداية الهتاف وترد عليه الجموع الواقفة وقد يُحمل أحد الشباب فوق الأكتاف وهو الذي يبدأ بالهتاف ويصاحب هذه الهتافات حركات الأذرع إلى أعلى بصورة مصاحبة لإيقاع الهتاف وأحيانا تكون هذه الهتافات تعبيرًاعن السخط العام والضيق وليجدوا في هذه الهتافات التى أشبه ما تكون بالمظاهرات فرصة للتنفيس عن ضيقهم وغضبهم العام ويمارسون هذا بجرأة متخذين من المولد وأسوار الدير إطارا للحماية.

ومن خلال الملاحظة والمشاهدة يمكن إعطاء تعريف إجرائي «للزفة» وهي عبارة عن التجمع والتجمهر والالتفاف حول الرمز المقدس لمدحه ونوال البركة وهي بذلك تعبر عن ملامح الطبقة الشعبية بأداء فني فطري بسيط (أخلاقها - قيمها - عاداتها - تقاليدها - أفراحها).

وتتم زفة الأيقونة دائماً في ليلة عيد القديس وبعدها يستمر الاحتفال بمولد القديس لمدة أربعة أسابيع كاملة، لذا فى هذا المولد تعد زفة الأيقونة أولى الطقوس الدينية أو أولى احتفالات مولد الأنبا شنودة، وأثناء الزفة تتوزع قوات الأمن التي تملأ المكان حفاظاً للأمن ومنعا للشغب والحوادث.

 

 

2 الطقوس الدينية داخل كنيسة الدير:

- الصلاة والدعاء:

أول شيء يفعلة الزائر عند دخوله الكنيسة هو الصلاة لله والدعاء فهو يقف بخشوع أمام الهيكل ويصلي ويبدأ صلاته دائما برشم علامة الصليب وبشكر الله على نعمته ثم دعاء الله. ويشمل ذلك الطلبات التي يحتاجها أو المشاكل التي يمر بها وأثناء صلاته يتشفع بالقديس في كل طلباته.

ويعتقد البعض أن الصلاة في هذا الوقت من أيام السنة (موسم الاحتفال) وفي هذا المكان محققة ومجابة، وهذا يختلف عن رأي الدين في أن الصلاة في أي مكان وأي وقت مجابة، وبعض الذين لم يتقربوا إلى الله من قبل، يتخذون هذه الزيارة فرصة للصلاة والدعاء.

- الصلاة والتشفع أمام أيقونة القديس:

بعد ذلك يقف الزائر أمام أيقونة القديس بكل خشوع ويتضرع ويصلي إلى الله ويتشفع بهذا القديس ويدعو القديس بل وقد يصل الأمر إلى معاتبته. وقد رأيت كثيرا من الزائرين وخاصة بعض الريفيات والمتقدمات في العمر يتحدثن بتوسل مع القديس بصوت مسموع.

ويقف كل الزائرين أمام القديس (أمام الأيقونة) ويرجونه في حل مشاكلهم وتلبية طلباتهم، وشفاء أمراضهم وأن يوسع في رزقهم وأن يهبهم حملاً وأنجاباً، وينجح أولادهم، وأن يوفقهم في زواج بناتهم... إلخ من كل أمور حياتهم، فهم واثقون ومعتقدون في سماع القديس لهم وتحقيق أمنياتهم.

وبعد هذا الدعاء والطلبات يلمس الزائر أيقونة القديس باليد، ثم يقبل اليد بالتناوب أو على رأس الزائر، وإذا كانت هناك مقصورة أمام جسد القديس فيصاحب الدعاء تقبيل المقصورة وتتشابه هذه الممارسات أثناء الدعاء مع الممارسات التي يمارسها المسلمون عند ضريح الولي(10).

وقد رأى الباحث امرأة تقبل ستر الهيكل والمرسوم عليه صورة القديس وتضع جزء من الستر فوق رأسها فتعتبر هذه الممارسة بالإضافة إلى تقبيل الأيقونة باليد من طقوس نوال البركة.

- إيقاد الشموع أمام أيقونة القديس:

وتستخدم الكنيسة عادة في كل صلواتها الشموع، لما لها من دلالات ورموز دينية، ويعد إيقاد الشموع أمام أيقونة القديس ليعلن أن هذا القديس هو السراج المنير الموضوع في هذا المكان ليضيء لكل من فيه، وهو أيضاً بمثابة تكريم للقديس، وتعد الشموع من النذور التي يقدمها الزائرون للقديس وقد ذكرت (وينفرد بلاكمان) أنه تعد الشموع الشكل المفضل للنذور لدى المسلمين والمسيحيين(11).

ويوقد الزائر شمعة للقديس أثناء صلاته ويمكن أن يوقد عدداً من الشموع بنفس عدد الذين يذكرهم من أبنائه أو أقاربه أو معارفه أمام القديس ويعد إيقاد الشموع من طقوس البركة.

- كتابة الرسائل للقديس:

وقد رأى الباحث كثيراً من الزائرين يخرجون أوراقاً صغيرة من جيوبهم وأقلاما ويكتبون رسائل للقديس ثم يطوونها ويضعوها أمام أيقونة القديس، (أيقونة أخرى ليست أمامها الشموع). ويختلف الذين يكتبون الرسائل باختلاف مراحل عمرهم فمنهم الطلاب والشباب وكبار السن وكذلك أيضا من الجنسين ومضمون هذه الرسائل شكاوى، طلبات، مشكلات، أو يذكر فيها أسماء أشخاص لهم مشاكل، أو ورقة صغيرة مكتوب عليها (أذكر يا رب عبدك فلان).

وكتابة هذه الأوراق أو الرسائل اعتقادا من أصحابها كي يتسنى للقديس أن يتذكرهم لكي يحل هذه الشكاوى، وأن لا ينسى أصحابها، حيث يعتقد أصحاب هذه الرسائل في قدرات القديس المعجزة وأن لديه كل ما يطلبونه، وتختلف هذه الممارسات في شكلها عن الرسائل المرسلة للإمام الشافعي حيث ترسل الرسائل إليه عن طريق البريد أو أن يقوم شخص معين أمام ضريحه بكتابة الرسائل لأصحابها.

ولكن مضمون ممارسة إرسال الرسائل للقديس أو الولي هي واحدة، وهي أن يقوم القديس أو الولي بتلبية أو حل الشكاوى وتعمل هذه الممارسات على تقوية الجانب الاعتقادى بهم. وتشير دراسة «سيد عويس» أن إرسال الرسائل إلى مقابر الموتى ظاهرة قديمة جدا، وجدت فى العصر المصري القديم فقد كانت توجه إلى الموتى الأقرباء المقربين في العادة ولم تكن موجهة إلى إله أو إلى قديس أو إلى ولي كما نلاحظ استمرار هذه الظاهرة المصرية القديمة واستمرارها فى العصر المسيحي(12).

- القداسات اليومية:

تكون في كنيسة الدير في هذه الأيام نهضة مستمرة. حيث تقام القداسات (الصلوات الكنسية) يومياً مع إلقاء العظات للشعب الحاضر وذلك من قبل الكهنة والرهبان الموجودين بالدير وهي بمثابة فرصة لتقريب الشعب إلى الله وأيضاً تقام دورة أيقونة القديس يومياً في بخور عشية (صلاة ليلية) وتسبحة نصف الليل.وهذه الممارسات: الصلاة والدعاء والعظات (الخطب الدينية) لها وظيفة دينية واجتماعية، حيث تعمل على تقرب الناس إلى الله والحث على عمل الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين.

 

 

3 تعميد الأطفال فى المولد:

وتعتبر الموالد مناسبة هامة لتعميد المواليد، والمعمودية هي من الطقوس الأولى المسيحية التي تجرى للأقباط .وتجرى للطفل: الولد بعد ولادته بأربعين يوماً، والبنت بعد ثمانين يوماً ولكن لا تراعي هذه المواعيد بالضبط عند كل الأقباط بل وتفضل الطبقات الشعبية تعميد أولادهم في الموالد وهذه الممارسة مأخوذة من معمودية السيد المسيح في نهر الأردن.

وقد ينذر والدا الطفل بأن يعمداه في مولد أحد القديسين فيذهبوا إلى الدير أو الكنيسة ويكون الراهب أو الكاهن قد هيأ المعمودية. ويبدأ الطقس بأن تحمل الأم طفلها على يدها اليسرى وترفع يدها اليمنى وتتوجه ناحية الشرق وتردد وراء الكاهن قوله (أجحدك أيها الشيطان) ثلاث مرات تكرر هذه الممارسة ناحية الغرب والشمال والجنوب وبعدها يقوم الشماس بخلع ملابس المولود ثم يأخذه الكاهن ويغطسه فى ماء المعمودية ثلاث مرات متتالية باسم الأب والابن والروح القدس، ثم يخرجه من الماء ويدهنه بزيت مقدس 36 رشمة في مفاصله، وجميع أجزاء جسمه، ثم تقوم أمه بإلباس الطفل ملابس بيضاء جديدة عليها تطريز الصليب، وأيضاً يوضع على رأسه تاج ثم يضع الكاهن خيطاً حريرياً يسمى زنار، ويلفه حول الطفل بحيث يمر تحت إبطه الأيسر، ويعقده بأنشوطة ويوصي الكاهن والدي الطفل بان يتعهداه ويربيانه تربية مسيحية، وبعد ذلك يتم زفة المولود المعمد حديثاً في الكنيسة، حيث تحمله أمه مع أهله وأقاربه، ويدورون في الكنيسة وسط جوقة من الشمامسة والموسيقى الكنسية و(الزغاريد) وبعدها يفك الكاهن الزنار، ويصير الطفل مسيحياً. وقديما كان الكاهن أو الراهب يأخذ مقابلا ماديا نظير إجراء المعمودية للطفل. وهي الآن بدون مقابل.

 

 

4 النذور والأضاحي:

وتقدم النذور والأضاحي في هذه المناسبة. ومن أهم الأضاحي والنذور التي كانت تقدم للقديس الأنبا شنودة قديماً هي الشموع والطيور والحيوانات مثل الجدي - الأبقار - الجاموس - الخراف حيث يقوم زوار الأنبا شنودة بإحضار الطيور والحيوانات المنذورة إلى الدير ثم تذبح وتؤكل في وليمة تضم الأهل والأصحاب.

أما الآن فتستمر هذه الأضاحي من الحيوانات حيث يوجد الآن (سلخانة) لذبح النذور وإذا تعذر على الشخص الذي ينذر شراء ذبيحة، يقدر ثمنها ويقوم بدفع الثمن إلى الدير. وتعتبر الشموع أيضا من أهم النذور التي كانت ومازالت تقدم للقديس، وعن طريق متابعة وسؤال الإخباريين وزيارة المولد تبين أن هناك حرصاً شديداً على إيفاء النذر إذا تحقق الأمر الذي نذر من أجله. ومن ذلك نستدل على أن النذور والأضاحي تؤدي وظيفة دينية في المقام الأول لأنها مرتبطة بالقديس ووظيفة اقتصادية حيث يتم رواج الذبائح واللحوم والبيع والشراء لزوار المولد.

 

 

5 النشاط الاقتصادي:

حيث كان يتم الشراب من بئر موجود في الدير أما الآن فاختفى بائعو المياه إلا في حدود نادرة، للبيع للعابرين غير المستقرين بالدير، أما المشروبات الساخنة فتنتشر في جميع نواحي المولد كافيتريات لعمل الشاي - القهوة - السحلب.

بيع لعب الأطفال: تنتشر في مولد الأنبا شنودة لعب الأطفال مثل السيارات الصغيرة والمسدسات الصغيرة والطائرات الصغيرة التي تدار بالبطاريات.

ولاحظ الباحث استمرار بيع لعب الأطفال القديمة النادرة مثل الزمارة الصفيح والشخليلة والطبلة والحصان البلاستيك والعروسة البلاستيك والتي تباع بشكل تجاري كبير للطبقات الشعبية.

يعتبر النشاط الاقتصادي من أبرز مظاهر المولد وذلك لأن آلاف الزوار يأتون من شتى أنحاء البلاد ويبيتون عدة ليالي في المولد لذا يستلزم وجود خدمات المطاعم في الأكل والشراب وتجارة المواد الغذائية، فمن ضمن تلك المواد الغذائية التي تلقى رواجاً في مولد الأنبا شنودة عن طريق الملاحظة: الفول - الطعمية - الكشري - الجبنة البيضاء - المخللات - الفول النابت - البيض ويوجد حالياً مقابل الدير مطعم به وجبات ساخنة من اللحوم والتي لم تكن موجودة من قبل بالإضافة إلى الأكشاك التي تبيع السلع المذكورة سابقاً وأكشاك لبيع الملوحة والفسيخ كما يوجد بائعو الفول السوداني - الحمص - الحلوى - الخروب وتعتبر هذه الأشياء هي التي يحرص عليها الزائر في أخذها معه عند عودته لمنزله.

ولما كان مولد الأنبا شنودة يتم دائماً في موعد ثابت في شهر يولية في الصيف فإنه موسم لبيع وشراء الفواكه مثل البطيخ والعنب.أيضاً المشروبات المثلجة والساخنة: في هذا الوقت تكثر المشروبات المثلجة لأنه يكون وقت الصيف كالمياه الغازية بأنواعها - العرقسوس - الشربات - التمر هندي، وقد كانت في الماضي تباع مياه الشرب حيث كان بائع المياه يحمل على ظهره قربة ممتلئة بالمياه وذلك قبل دخول شبكة المياه في الدير الموجود فى الجبل.

- أنشطة تجارية مرتبطة بالمولد المسيحي:

هناك بعض المظاهر التجارية المرتبطة بالمولد المسيحي:

بائع الصور المسيحية: نلاحظ أن هناك أكشاك كثيرة منتشرة في أنحاء المولد حول الدير لبيع الصور المسيحية ورقية كانت أو على هيئة صور داخل إفريز (برواز من الزجاج) بعضها به لمبة صغيرة لتضيء وذات أحجام صغيرة وكبيرة أيضاً، ومن هذه الصور، العذراء، الأنبا شنودة صاحب الدير وهي من أكثر الصور مبيعاً في هذا المولد، و صور القديسين، أيضاً بعض المناديل والإشاربات المطبوع عليها صور القديسين، وأيضاً حلية الصليب إذا كانت في صورة ميدالية أو صورة معدنية أو جلدية، وقد اكتشف الباحث أن الطبقات الريفية هي الأكثر حرصاً على شراء مثل هذه الصور والمناديل والصلبان.

 

 

6 أنشطة ترويحية:

- الفرجة على المولد:

تعتبر الفرجة على المولد من محلات وألعاب ومراجيح - أسواق للبيع والشراء - بيع الصور وكل بائع يقف أمام بضاعته وينادي عليها في الميكروفون والأضواء الشديدة المبهجة وأشكال الزينة المختلفة والألعاب المعروضة وفرجة الناس على الناس- نشاطاً ترويحياً وفنياً.

- الألعاب:

مثل المراجيح وهي مازالت مستمرة حتى الآن بينما اختفت لعبة النيشان التي كانت موجودة في الماضي واختفت أيضاً ألعاب القوى وانتشار لعبة الطائرات المصنوعة من البلاستيك المربوطة في خيط حيث تساعد المساحة الواسعة في الجبل على انتشار مثل هذه الألعاب.

-المغنون الشعبيون:

قد كان في الماضي بعض المغنين الشعبيين يغنون على الربابة ويمدحون القديس بالأغاني الشعبية وأوضحت الدراسة اختفاء المغنين الشعبيين ولكن مازالت أثارهم حيث نجد مجموعة من السيدات يجتمعن في خيمة يغنين ويطبلن ويزغردن بمدح القديس في مجموعات متفرقة وقليلة.

- نشاط ترويحي ديني:

قد لاحظ الباحث ظهور أشكال ترويحية جديدة مرتبطة بالمولد المسيحي وهي آلة عرض سينمائي تعرض أفلام مسيحية ويتدفق الزوار على هذه السينما الصغيرة حيث يصطف الزوار في أماكنهم في سرادق كبير وتعرض الآلة الأفلام الدينية، ويعد هذا نشاطاً ترويحياً.

7 النشاط العلاجي (معجزات القديس):

يعد النشاط العلاجي من أهم الأنشطة التي يقوم عليها أي مولد فالزيارة من أجل الشفاء من الأمراض ولحل المشاكل الأسرية والعاطفية والنفسية تعد عاملاً وظيفياً هاماً وتدخل في الجانب الاعتقادي حول القديس ومعجزاته.

ومن خلال الملاحظة والمشاركة وسؤال الإخباريين والاتصال بالزائرين أوضحت الدراسة أن هناك تخصصات معروفة للقديس على الشفاء من بعض الأمراض مثل: طرد الأرواح الشريرة - علاج العقم - أخذ حفنة من الرمال من جبل القديس لمنع العقارب والزواحف - الاعتقاد أيضاً بالشفاء من جميع الأمراض.

- طرد الأرواح الشريرة:

قد ذاع صيت الأنبا شنودة في تخصصه في طرد الأرواح الشريرة وسلطانه عليها فيأتي حتى الآن كثير من أهالي المنطقة، وأيضاً من البلاد البعيدة إلى دير القديس الأنبا شنودة بقصد الشفاء من الأرواح النجسة، ومنهم المسيحيون والمسلمون وحينما يدخل الذي به روح نجس إلى داخل كنيسة الدير يصارع ويصرع ويبكي ويرفع يدية ويقول «ابعد عني يا أبو شنودة».

كل هذا دون أن يصلي له أحد الآباء، ويظل على هذه الحالة إلى أن يخرج الروح الشرير منه ويمجدوا الله في قديسيه، وهذا بسبب قدسية المكان الذي تقدس بوجود القديس الأنبا شنودة.

- العلاج من العقم (الدحرجة)

ومن الجانب الاعتقادي حول القديس قدرته على علاج العقم عن طريق زيارة الدير في وقت المولد والدحرجة من فوق جبل الأنبا شنودة.ومازالت هذه العادة مستمرة حتى الآن (من خلال مشاهدة الباحث نفسه لهذه الممارسات).

وصف الممارسة:

تتم هذه الممارسة في الصباح الباكر عند صعود المرأة العاقر إلى جبل الأنبا شنودة وزيارة المغارة(13) أعلى الجبل حيث تُلف المرأة العاقر بملاءة وهي واقفة ويربط رأسها ورجليها بحيث لا تري شيئاً فتكون صورتها شبيهة بالكفن، ثم تسندها سيدة (مختصة بالإشراف على هذه الممارسة) لكي تنام على الرمال ثم تبدأ عملية الدحرجة من أعلى الجبل إلى أسفله وتتركها لكي تتدحرج وهي واقفة أمامها لئلا تصطدم بحجر.

وإذا توقفت فهي تدفعها برفق حتى تصل إلى أسفل الجبل وقد يساعد المرأة العاقر أهلها أو أقاربها وبعدها يفكون الملاءة عنها وتدور حول حجر يقال أنه مقدس ثلاث مرات أو سبع مرات. هذا المنظر مخيف وقد رأيت هذا في عيون بعض هؤلاء السيدات بعضهن خائفات ومترددات وبعضهن قد تجرأن بالنظر إلى الأخريات.

ومن خلال المشاهدة قد رأى الباحث بعض المسيحيات و مسلمات متحجبات مما يوضح في اعتقاد بعض المسلمات أيضاً بقدرة القديس على الشفاء من العقم. أيضاً من خلال الملاحظة معظم اللاتي يقمن بهذه العادة قرويات وقليلات ممن يسكن المدن ويمكن معرفة ذلك من خلال ملابسهن.

وتمارس هذه العادة بالذات على جبل القديس الأنبا شنودة بجوار الدير اعتقادا منهن أن أمنياتهن لا تتحقق إلا في الأماكن المقدسة. لأن هذا المكان في يوم من الأيام كان مكاناً للقديس وقد سار على هذا الجبل فتقدس الجبل من قدسيته، أو أن هناك اعتقاد أو فكرة أن البركة مرتبطة بكل ما هو قديم أو مقدس(14). أو قد يعلل البعض إجراء هذه الممارسة كي تتعرض السيدة التي لا تنجب (للخضة) وفي الموروث الشعبي يعتقد أن (خضة تضيع خضة) أي أن سبب عدم الإنجاب هو الخضة فإن ما يرجع إليها الإنجاب مرة ثانية هي الخضة. وهذه العادة تعتبر إحدى طقوس الخصوبة لدى مجتمع البحث.

- الوقاية من العقارب والزواحف

(رصد العقارب):

اعتاد زائرو مولد الأنبا شنودة إلى صعود الجبل في الصباح الباكر ثم وهم راجعون يأخذون حفنة من رمال الجبل في كيس بلاستيك أو منديل ورش هذه الرمال في المنازل للوقاية من العقارب والزواحف.

إن هذه المناطق الجبلية مليئة بالحيات والعقارب طبقاً لظروف هذا المجتمع لذا تحتم على الناس أن يلجؤوا إلى هذه الممارسات. وعند سؤالي عن هذا الاعتقاد أجاب أحد الإخباريين (إنك إذا رأيت عقربًا وإذا قلت أرصده يا أنبا شنودة، سترى أن العقرب وقف مكانه دون أن يتحرك ثم تمسك أي شيء وتضربه فيموت)(15).

إن هذه الرمال مقدسة لأنها سارت عليها أقدام القديس لذا لها القدرة على الوقاية ومنع دخول العقارب والحيات إلى البيوت(16) كما يعتقدون.

 

 

8 الوشم

يعتبر الوشم من الظواهر المنتشرة في الموالد المسيحية ويسميه العامة (الدق) حيث يلجأ الزائرون إلى هذه الممارسة للنقش على الجلد بالصور المسيحية وعلامة الصليب وإنها لعملية صعبة مؤلمة حيث يستخدم الرجل الذي يقوم بهذه الممارسة آله صغيرة بحجم كف اليد تعمل بالكهرباء ولها صوت أزيز مرتفع ويقوم بالنقش على معصم اليد لدق علامة الصليب وقد يعقبها كتابة التاريخ بنفس الآلة.

ورأيت كثيراً من الأطفال والنساء يبكون من الألم لهذه الممارسة ولكن سرعان ما يرون هذا النقش فيفرحون ثم بعدما يتم النقش يوضع فوقه صبغة سوداء وتترك اليد لفترة ليست طويلة إلى أن يجف النقش.

ومن مناطق الجسم الأكثر استخداما للنقش هي الجهة الباطنية (الداخلية للمعصم) لنقش الصليب ثم عند أسفل الكتف في الجهة الخارجية لنقش صور القديسين مثل الأنبا شنودة والقديسة مريم ومارجرجس ثم ينقش أسفل الرسم تاريخ النقش وتاريخ الزيارة ونرى أن هذه الممارسة تحقق وظيفة جمالية ودينية.

 

 

الأغاني الشعبية الخاصة بالقديس

الأغنية الشعبية

يعرف د/أحمد على مرسي الأغنية الشعبية بأنها (الأغنية المرددة التي تستوعبها حافظة جماعة، تتناقل آدابها شفاها، وتصدر - في تحقيق وجودها - عن وجدان شعبي) ويميزها عن سائر أشكال التعبير الشعبي بأنها تتكون من عنصرين هما النص الشعري واللحن الموسيقي وتغلب عليها اللهجة العامية وترتبط بدورة حياة الإنسان ومعتقداته(17 ).

ويعرف «الكزاندر كراب» الأغنية الفولكلورية بأنها (أي أغنية أو قصيدة غنائية محلية ومجهولة النشأة ظهرت بين أناس أميين في الأزمنة الماضية ولبثت تجري في الاستعمال لفترة ملحوظة من الزمن هى فترة قرون متوالية في العادة(18).

والأغنية الدينية ترتبط أوثق الارتباط بالمناسبات الدينية التي يحتفل بها المجتمع الشعبي في مصر وتحظى هذه الأغاني باحترام كبير ينبع من طبيعة المناسبة التي تغنى فيها والمضامين التي تحفل بها وتتصل في جوهرها بالمعتقدات الدينية المتأصلة في الضمير الجمعي( 19).

ويعتبر المولد مكان مناسب تتجمع فيه النسوة ويغنين أغاني للقديس. وقد جمع الكاتب هذه النصوص أو الأغاني من زائري المولد.

ومن خلالها نستطيع الكشف عن مدى ارتباط هذه الأغاني بالمعتقدات الخاصة بالقديس وكذلك ارتباطها بمظاهر المولد:

1 -الغناء أثناء الزيارة:

عند زيارة القديس وتعتبر الزيارة للقديس هي أولى مظاهر المولد وتحرص الجماعة الشعبية على الغناء أثناء الزيارة .

المسير إلى مولد القديس

طريق أبو شنودة ملفه ملفه

وإن عطاني ربي لا روحله بزفه

طريق أبو شنودة ملفات ملفات

وإن عطاني ربي لا روحله بزفات

قبتك يا أبو شنودة من البعد بانت

لما شافتها الجمال هامت وزامت

يا عتبة أبو شنودة يا محلا عتبها

افتحوا للزايره تنصر ولدها

يا عتبة أبو شنودة يا محلا هواها

افتحوا للزياره تنصر ضناها

وتصف الأغنية طريق الأنبا شنودة (أبو شنودة) بأنها صعبة وكثيرة المنحنيات ولكن هذا لا يثني الزائر عن هدفه، بل إن كُتبت له الزيارة سوف يذهب وهو سعيد.

وتدل هذه الأغنية على قدمها، فالزائرون كانوا يذهبون بالجمال، وهنا نلحظ قدرة الفنان الشعبي على التصوير البلاغي فحين رأت الجمال قبة الأنبا شنودة أعلنت الوصول إلى مقصد الرحلة، وهنا أيضا إشارة إلى التنصير (التعميد) وسوف يأتي أغانيه فيما بعد،وتصف الأغنية الشعبية منظر قبة الدير بأنها عالية وعليها غُريب (غُراب) وحمامة وجريدة، ومدى ارتباط الأغنية بمفردات البيئة:

عليها جريدة قبتك يا أبو شنودة عليها جريدة

عليها جريدة وأدعي العدوة وحتى الحبيبة

عليها غُريب قبته عالية عليها غُريب

عليها غُريب يزعق ويقول يا ما الصبر طيب

عليها حمامة قبته عالية عليها حمامة

عليها حمامة تزعق وتقول زوار هنا يا ما

ومعظم القديسين يسلكون الجبال ويسكنوها، ودير الأنبا شنودة موجود في الجبل الغربي ويُروى عنه انه كان يتعبد في المغارة أعلى الجبل، والمعروفة (بالقطعية)

ومن طقوس زيارة الأنبا شنودة صعود جبل القطعية والوصول إلى المغارة وانه لطريق صعب ولكنه يصبح سهلا بغرض تحقيق الغاية وهى الزيارة ونوال البركة

ما واعر يا سيدي يا طلوع الجبل ما واعر يا سيدي

ما واعر يا سيدي واتوسطله الهوا كلعب الرقيق

ما واعر يا ربي يا طلوع الجبل ما واعر يا ربي

ما واعر يا ربي زقزق الطير الأخضر نشرب من القرب

وها هي الزائرة قد وصلت إلى باب الدير (عتبة الدير) وهي فرحة بالزيارة ويصف الفنان الشعبي العتبة التي تطأها الأقدام بالحجارة والياقوت والأحجار الكريمة واستخدام السوارة (أساور الذهب) والعقود (العقد) . وتدل هذه الألفاظ العالية القيمة المادية على الحالة النفسية الفرحة التي تصاحب الزائرين عند الوصول إلى دير القديس.

عتبها حجارة بيعتك يا جدي عتبها حجارة

عتبها حجارة تفتحه الزايرة بسن السوارة

عتبها ياقوتي بيعتك يا جدي عتبها ياقوتي

عتبها ياقوتي تفتحه الزايره بسن العقود

يا عتبة بلوحة بابك يا شهيد يا عتبة بلوحة

يا عتبة بلوحة فرحتك يا قلبي نهار أن تروحه

ويقوم رهبان الدير في أيام المولد بتجهيز المكان وعمل الاستعدادات الكاملة كما يصف الفنان الشعبي حالة وصول الزائرين عن طريق سماع صوت آلات الموسيقى الشعبية وهي الطبلة والمزمار وهي نفس الآلات الشعبية التي تستخدم في الأفراح والمناسبات السعيدة.

رش الجنينة يا راهب رش الجنينة

رش الجنينة حس طبل الزوار ما قرب علينا

رش الجناين يا راهب رش الجناين

رش الجناين حس طبل الزوار ما هو بره باين

2 - بناء الدير

وعن كيفية بناء الدير تغني الجماعة الشعبية

طوبه على طوبة

مين بناك يادى الدير

طوبه على طوبه

طوبه على طوبة دا بناني البنا بناية عجوبه

قالب على قالب مين بناك يادى الديرقالب على قالب

قالب على قالب دا بناني البنا بناية عجايب

حط الشناكل مين بناك يادى الدير حط الشناكل

حط الشناكل دا بنوني الملوك ورسموا الهواكل

حط الحديدي

مين بناك يادى الدير

حط الحديدي

حط الحديدي دا بنوني الملوك وعلوا صليبي

وشال الحجارة مين بناك يا شهيد وشال الحجارة

وشال الحجارة دا بنوني الملوك وناس الزيارة

مين شال مية مين بناك يا شهيد مين شال مية

مين شال مية دا بنوني الملوك لمحي الخطية

مين شال طوب مين بناك يا شهيد مين شال طوب

مين شال طوب دا بنوني الملوك لمحي الذنوب

وهكذا نرى مخيلة الفنان الشعبي تتحدث عن التفاصيل الدقيقة لبناء هذا الصرح العظيم، وأن له الفخر فى أن يشرك أجداده وأخواله والزائرين، بل وأشرك معهم الملائكة ليضفى قدسية خاصة على هذا البناء العجيب.

3 - بطولة الأنبا شنودة

وعن بطولة الأنبا شنودة يسجل النص الشعبي أغاني حول زعامته وقداسته ومعجزاته، فيصفه الفنان الشعبي بكلمة (السبع) ولا يجد الفنان كلمة أقوى من هذه لما لها من دلالة شعبية ترمز للقوة والبطولة والزعامة، بل وهذه الصفة منتشرة فى صعيد مصر وسكان الجبل:

سبع يا أبو شنودة يا عين الحمامة

طل من الهيكل وقالي السلامة

سبع يا أبو شنودة يا عين الثرية

طل من الهيكل وسلم عليا

ولا حد زيه سبع يا أبو شنودة ولا حد زيه

ولا حد زيه يا غزالة الجبل تعلت لضيه

ولا حد كيفه سبع يا أبو شنودة ولا حد كيفه

ولا حد كيفه يا غزالة الجبل تعلت لطيفه

ويوجد في معظم الأديرة بئر للمياه أو آبار، وإن هذه الآبار بوجودها في هذه الأماكن المقدسة قد تقدست، وإن ماءها دواء للمريض والمسافر:

سلبها حرير سقيتك يا جدي سلبها حرير

سلبها حرير يا كل شربه منها دوا للعليل

سلبها سلاسل سقيتك يا جدي سلبها سلاسل

سلبها سلاسل يا كل شربه منها دوا للمسافر

4 -معمودية الأطفال في المولد

تعتبر المعمودية أو التعميد (التنصير) من الطقوس الدينية الأساسية عند الأقباط، وهذه الممارسة المأخوذة من معمودية السيد المسيح في نهر الأردن. وقد ينذر والدا الطفل بأن يعمداه في مولد أحد القديسين:

تنصر ولدها رايحه أم الولد تنصر ولدها

تنصر ولدها فتحت باب الهيكل بسن حلقها

تنصر ضناها رايحه أم الولد تنصر ضناها

تنصر ضناها فتحت باب الهيكل بمفتاح وراها

بجار العمود واقفه أم الولد بجار العمود

بجار العمود يا حَمار خدها بلون العقود

بجار الستارة واقفه أم الولد بجار الستارة

بجار الستارة يا حَمار خدها بلون السيجارة

وقديما كان القس، أو الكاهن يأخذ مقابلاً مادياً نظير إجراء المعمودية للطفل، في حين تكون الآن بدون مقابل. وفي النص التالي يوضح أن أم الولد أو جدته تقدم أغلى ما عندها من ذهب أو حلي في إجراء معمودية الطفل:

يا سته الكبيرة ايش عطيتي القمص يا سته الكبيرة

يا سته الكبيرة خمسه «محبوب دهب» وحلقي رهينة

يا سته الكباير ايش عطيتي القمص يا سته الكباير

يا سته الكباير خمسه محبوب دهب وحلقي رهاين

***

هات الوادوعمه وشيعه هات الواد وعمه

هات الواد وعمه واطحن الزعفران على طرف كمه

هات الواد وخاله وشيعه هات الواد وخاله

هات الواد وخاله واطحن الزعفران على طرف شاله

وتدل عبارة خمسه «محبوب دهب» على قدم النص، فكلمة (محبوب دهب) هي عملة نقدية محلية كانت تستعمل فترة الحملة الفرنسية، وقد رصدها علماء الحملة الفرنسية.

5 -النذور والأضاحي

ويعد المولد هدفاً أساسياً لتقديم النذور من قبل الأفراد. ومن أهم النذور والأضاحي التي كانت تقدم للقديس الشموع والخراف والجاموس والطيور، حيث يقوم زائرو القديس بذبحها ويأكلونها في وليمة تضم الأهل والأصحاب:

هات الندر لي والشهيد هات الندر لي

هات الندر لي وأنت لك ولدك وأنا أخد الشوشيه

على لحمه ضاني ما لفلفه حلته على لحمه ضاني

على لحمه ضاني والمعالق فضه تزين الصواني

ومن النذور والممارسات القديمة التي كانت تجري في المولد قص بعض خصلات الشعر المتروكة والموهوبة أو المنذورة للقديس ويقوم الكاهن بقصها وها هي المغنية الشعبية توصي الحلاق بان يحلق له رأسه ويترك بعض الخصلات ليقصها الكاهن في المولد .

وخليله حته وزينه وخليله حته

وخليله حته وأحرسه يارب دا خي البنته

وخليله شاره يا مزين وخليله شاره

وخليله شاره وأحرسه يارب دا خي التلاته

ومن الملاحظ في هذه الأغاني انها تقال ايضا في زيارة كل اديرة القديسين مع تغير اسم القديس او المكان الذي ينوون زيارته، وايضا كانت تقال اثناء الحج المسيحي، ليس ذلك فحسب بل انها تتفق تماما مع الأغاني الشعبية التي تقال في الموالد الاسلامية والحج الإسلامي. مما يدل على وحدة الموروث الشعبي لدى المسيحيين والمسلمين في مصر.

 

 

قصص الخوارق

وتعد قصص الخوارق او الكرامات (المعجزات) ظاهرة منتشرة بين بعض الافراد والتي تُجرى على أيدي القديسين ومن ضمن هؤلاء، القديس الأنبا شنودة، فله كثير من المعجزات ليست في حياته فقط وإنما بعد وفاته أيضاً.

بل وأن كثيراً من القديسين لا يذيع صيتهم ولا يعرفهم أحد، إلا بعد وفاتهم عن طريق ظهور معجزاتهم. ويتم شهرة القديس بكثرة معجزاته، بل وأيضاً بعظمة معجزاته مثل شفاء الأمراض المستعصية مثل السرطان، وأيضاً كثيرا ما نسمع عن إجراء القديس لعمليات جراحية أثناء نوم المصابين، ويؤكدهؤلاء الناس بأن معجزة قد حدثت لهم ويبرهنوا على ذلك بالأشعة والإثباتات الطبية.

وأيضاً معجزات مثل الشفاء من الأرواح النجسة، والتي اشتهر بها الأنبا شنودة وديره. وقد تكون صورة القديس أو كتاب من معجزاته أو بعض حنوطه أو زيارة كنيسته كافية لإحداث المعجزة، وذلك يتوقف على إيمان الشخص والاعتقاد في القديس، وليس الشفاء من الأمراض فقط هي كل المعجزة وإن كانت محورها ولكن هناك كثير من المشاكل والضيقات التي تُحل عن طريق القديسين.ومنها هذه الحكايات:

النظر يعود لفتاة من أسيوط

تحكي لنا سيدة(20) انه في ليلة من الأيام حلمت حلماً مرعباً وفظيعاً جداً كأنه كابوس فاستيقظت مفزوعة من ذلك الحلم مما كان له أثر على عيني فأصبحت لا أقدر أن أرى بها أي شيء، أخذني والدي وعرضني على أكثر من طبيب وتم عمل لي أكثر من إشعاع وتبين من هذه الإشاعاعات أنه لا يوجد سبب عضوي لعدم الإبصار.

فقمنا بعمل إشعاعات أخرى تبين أيضاً من نتيجتها عدم وجود أسباب عضوية في العين تؤثر على الإبصار، الأمر الذي أدى إلى حيرة كل الأطباء.حقيقة أنا حزنت جداً وتضايقت وقلت «ليه كده يا رب أنا عملت أيه علشان تأخذ مني نعمتك اللي أعطيتها لي ولكني رشمت نفسي بعلامة الصليب ودخلت حجرتي ووقفت لأصلي وأطلب معونة الرب لكي يمد الرب يده ويلمسني ويرجع النور لعيني وتشفعت بأمنا العذراء مريم والقديس الأنبا شنودة وعاتبت الأنبا شنودة وقلت: «أزاي أقدر أزور ديرك تاني وأنا مش شايفه» وبلجاجة طلبته وتشفعت به وسلمت الأمر كله لله، بعدها استغرقت في نوم عميق وحلمت حلماً وإذا بالسيدة العذراء مريم تقول لي: اذهبي إلى دير الأنبا شنودة وبصلاته سوف يعود النور إلى عينيك، فعلاً ذهبنا أنا ووالدي إلى الدير ووقفت أمام أيقونة القديس الأنبا شنودة لأصلي وما أرهبها تلك الفترة التي وقفتها لأصلي إذ شعرت برهبة عظيمة وشعرت بان الأنبا شنودة أمامي وقلت له أنا طالبه شفاعتك وصلاتك عني لكى تشفيني ويرجع النور لعيني.

وبينما أنا واقفة أمام الهيكل أصلي فجأة شعرت بأن يد خفية تمسح عيني وكأنني فى حلم عجيب وهنا تحدث المعجزة وأبصر بعيني جيداً وكأن لم يكن شيئاً فصرخت بأعلى صوتي: النور رجع لعيني، النور رجع لعيني، وكان ذلك على مرأى جميع الحاضرين.

 

 

الهوامش

1 فاروق أحمد مصطفى، الموالد: دراسة للعادات والتقاليد الشعبية في مصر، ط.2. الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1981، صـ79.

2 مراد كامل، حضارة مصر في العصر القبطي، القاهرة: مطبعة دار العالم العربي، (- -19).

3 فاروق أحمد مصطفى، مرجع سابق، ص 34.

4 القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين. (سوهاج): مكتبة دير الأنبا شنودة سوهاج، د.ت.

5 كان الأنبا بيجول رئيساً لأحد أديرة الصعيد التي أقامها القديس باخوميوس... وبدأ الأنبا شنودة حياته الرهبانية في هذا الدير مع خاله (الدير الأحمر).

6 القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين. (سوهاج): مكتبة دير الأنبا شنودة سوهاج، د.ت.

7 سومرز كلارك - الآثار القبطية في وادي النيل ت - إبراهيم سلامة إبراهيم، مراجعة وتقديم جودت جبرة . مكتبة الأسرة الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2000، صــ230.

8 اللغة القبطية هي المرحلة الاخيرة من مراحل تطور اللغة المصرية التي تكلم بها وكتبها قدماء المصرين منذ اكثر من خمسة الاف سنة. (ويكيبيديا، الموسوعة الحرة).

9 الأيقونة هي تعريب لكلمة يونانية تعني صورة εἰκώνأو شبه، مثال، وتصنع وفق أساليب محددة وبالنظر لاعتبارات لاهوتية محددة، وبالتزامن مع صلاة الرسام أثناء عملها أيضا (ويكيبيديا، الموسوعة الحرة).

10 / سعاد عثمان أحمد، «النظرية الوظيفية في دراسة التراث الشعبي». رسالة ماجستير جامعة عين شمس،1981.

11 وينفرد بلاكمان، الناس في صعيد مصر ، ترجمة احمد محمود. القاهرة عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، 1995، ص230.

12 سيدعويس، الإبداع الثقافي على الطريقة المصرية: دراسة عن بعض القديسين والأولياء في مصر (القاهرة: دار الطباعة الحديثة 1981)، سيد عويس، من ملامح المجتمع المصري: ظاهرة إرسال الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعى (القاهرة: المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، 1965)، الفولكلور العربي: الفلكلور العربي، بحوث ودراسات، أشراف محمد الجوهري، مج .1(القاهرة :مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، 2006).

13 (المغارة) يقال أن الأنبا شنودة قد عاش في هذه المغارة فترة متعبداً.

14 - وينفرد بلاكمان - مرجع سابق صـ89.

15 إخباري رقم (1).

16 إخباري رقم (2).

17 د/ أحمد علي مرسي، «من مأثورتانا الشعبية». مكتبة الأسرة الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1998، ص 145.

18 الكذاندر كراب - علم الفولكلور، ترجمة رشدي صالح القاهرة: دار الكتاب العربي، 1967، ص 253.

19 د/ أحمد علي مرسي - مرجع سابق ص 201 .

20 إخبارى رقم 3

الأغاني الشعبية من جمع الكاتب

الإخباريون

إخباري رقم (1)

الاسم : فوزية باخوم

الموطن الاصلي: أخميم

السن :59

الحالة التعليمية : تجيد الكتابة والقراءة

المهنة : ربة منزل

مكان التسجيل : دير الأنبا شنودة ، محافظة سوهاج

إخبارى رقم (2)

الاسم :عادل جرجس جودة

الموطن الاصلي: أولاد هارون، سوهاج

السن :38

الحالة التعليمية :حاصل على دبلوم صناعي

المهنة : كهربائي

مكان التسجيل: دير الأنبا شنودة، محافظة سوهاج

إخبارى رقم (3)

الاسم : ماجدة سليمان هنري

الموطن الاصلي: أولاد بدر مركز الفتح،محافظة أسيوط

السن : 40

الحالة التعليمية :بكالوريوس تجارة

المهنة : لا تعمل

مكان التسجيل : دير الأنبا شنودة ، محافظة سوهاج

الصور

من تصوير الكاتب

أعداد المجلة