يقول الباحث المغربي عبدالغني منديب: «من بين الأوهام التي تعمل السوسيولوجيا كعلم اجتماعي على تدميرها هي شفافية الواقع»1، من هذا المنطلق بدت لنا صعوبة موضوع كهذا، ذلك أن المهمة الأساسية للباحث هنا، هي محاولة فهم هذا الواقع غير الشفاف، الذي يقدم لك وقائعا وأحداثا ورموزا وحكايات على الباحث قراءتها قراءة صحيحة، وفق مناهج ملائمة وبأدوات مناسبة، من هنا تبدأ الحيرة في الإعلان عن نفسها، وخاصة أنه عليه أن يعيد بناء الواقع المائل أمامه وتركيبه.
مدينة الموصل هي مركز محافظة نينوى وثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد، حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي (اثنان ونصف مليون نسمة). تبعد الموصل عن بغداد بمسافة تقارب حوالي 465 كلم. تشتهر بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا. يتحدث سكان الموصل اللهجة الموصلية (أو المصلاوية) التي تتشابه بعض الشيء مع اللهجات السورية الشمالية، ولهذه اللهجة الموصلية الدور الأكبر في الحفاظ على هوية المدينة. أغلبية سكان الموصل عرب مسلمون من طائفة السنة وينحدرون من ست قبائل رئيسية وهي شمر والجبور البو حمدان والدليمي وطيء والسادة الحياليين، وتتواجد فيها فروع بني هلال التي جاءت من مناطق جبال ماردين وطور عابدين في الإقليم المحلمي في جنوب شرق تركيا، وفيها طوائف متعددة من المسيحيين الذين ينتمون إلى كنائس عدة، وأقلية من الأكراد والتركمان والشبك لا يشكلون سوى 20 % من مجموع سكان الموصل. أنشئ أكبر سد في العراق في الموصل (سد الموصل) .