البگال (البقال) هو بائع الخضار المتجول، ومن أهم الخضار التي كان يبيعها هي الخضار الورقية، كالبگل (البقل)، أي الكراث، والرويد، أي الفجل، وغيرها. وتتمثل هذه الأنواع من الخضار في النداء الذي ينادي به البقال وهو يروج لبضاعته، من هذا النداء، على سبيل المثال، «رويد وبگل ... بگل ورويد». هذا، وتختزل الذاكرة الشعبية العديد من الصور التي تتضمن كل مراحل زراعة وإعداد وبيع هذه الأنواع من الخضار، بالطبع لا يمكننا أن نتناول كل تلك الصور وما ترتبط به من معارف وكنايات وأمثال، ولكننا سنحاول عرض بعض من ذلك الموروث الشعبي الذي ارتبط بهذه المهنة وهذه الأنواع من الخضار.
على غلافنا الخلفي لهذا العدد، صورة لسيدتين من أقاصي الغرب، حيثُ (المكسيك)؛ تلك البلاد التي امتازت، وما تزال، بغنىً ثقافي تولَّد منذُ وطئ الإنسان جغرافيتها قبل ما يقارب الـ 15 ألف سنة، مُشكلاً الثقافات الأولى التي سبقت قيام «حضارة المايا» العريقة، وصولاً إلى آخر الحضارات الشامخة فيها، «حضارة الآزتك» الآفلة على يد الإسبان، بيد أن هذا الأفول لم يوقف أُناس هذا البلد الخصب عن إنتاج ثقافات انصهرت مع ثقافة الغزاة، وثقافة الوافدين الجدد الذي جلبهم الإسبان معهم كعبيد، ما جعل (المكسيك) ومختلف بلاد الأمريكيتين، تختص بغنىً ثقافي، انعكس على أُناسها في مختلف جوانب حياتهم؛ من عاداتهم، إلى طقوسهم، وأزيائهم، وطعامهم... وغيرها من التجليات التي تمظهر انصهار الثقافات وتداخلها على مر التاريخ.