فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
47

مُتحف النَسيج بالقَاهرة وَدَوره فِي الحِفاظ عَلى التُراث وَالمَوروث

العدد 47 - ثقافة مادية
مُتحف النَسيج بالقَاهرة  وَدَوره فِي الحِفاظ عَلى التُراث وَالمَوروث

الموقع: يَقع مُتحف النَسيج فِي شَارع المُعز لدين الله بمنطقة النَحّاسين بِحي بَين القَصرين، أمام مَدرسة النَاصر مُحمد بن قَلاوون بِالقَاهرة الفَاطمية1.

أصل المَكان: كَان هَذا المَكان سَبيل مُحمد عَلي بالنحاسين، وَقَد أنشأه مُحمد عَلي بَاشا الكَبير (1244هـ/1828م)، عَلى رَوح وَلده إسماعيل بَاشا المُتوفى بالسودان سنة (1238هـ/1822م)2، كَما أنشأه ليَكون مَدرسة للأيتام (مَدرسة بَين القَصرين الإبتدائية) وَالتي عُرفت فِيما بَعد بـ (مَدرسة النَحاسين)3، إلا أنه أُهمل بِشَكل كَبير، وَفي عَام2005م تَمّ البدء فِي تَرميمه ضِمن مَشروع تَجديد شَارع المُعز وانتهت أعمال التَرميم عَام2010م؛ وَقَد جَرى تَحويله لِمُتحف النَسيج المِصري؛ والذي يُعتبر المُتحف الأول مِن نَوعه فِي الشَرق الأوسط وَأفريقيا وَوَاحد مِن أهم ثَلاثة مَتاحف نَوعية بِالعَالم مُختصة بِتَاريخ النَسيج.

الوَصف المِعماري للسَبيل: يُعد هَذا السَبيل مِن الأسبلة الفَخمة المَكسوة بِالرُخام المَحلى بِالنقوش والكتابات الجَميلة، وَيتكون مِن طَابقين؛ الأول وهو حُجرة السَبيل، أَمّا الطَابق الثَاني فَيَشتمل عَلى مَجموعة حَجرات وَكَتاب بِمُلحقاته4.

وأهم مَا يُميز السَبيل هُو الوَاجهة الرَئيسية؛ وَالتي تَطل عَلى شَارع المُعز، وَتَأخذ شكل نصف دَائري عَلى نَسق طِراز الأسبلة العُثمانية ذَات الطِراز الوَافد، وَيَكسوها الرُخام وَيفتح بِها أربع شَبابيك للسَبيل مُغشاة بِأحجبة مِن النَحاس المَصبوب به رُسوم بَيضاوية يَتَخللها وُرَيقات نَباتية، وَيَعلو كُل شِباك مَنطقة مُستطيلة نُقش بِها شِعار أُسرة مُحمد عَلى الذي يَضم الهِلال وَالنِجمة، كِتابات بِاللغة التُركية مُنفذة بِالتَذهيب فِي بُحور عَلى أَرضية زَرقاء تعلوها زَخارف البَاروك والروكوكو5 المُنفذة عَلى الرُخام تَتوسطها كِتابات مُذهّبة عَلى خَلفية زَرقاء، وَيُوجد عَلى جَانبها الطَغراء العُثمانية، وَيعلو الوَاجهة رَفرف خَشبي عَليه زَخارف البَاروك المُلونة وَالمُذهبة وَيُحيط بِالرَفرف دَرابزين خَشبي6.

تَحويل السَبيل لمُتحف: جَاءت فِكرة تَحويل مَبنى السَبيل إلى مُتحف للنَسيج مُنذ عَام2011م عَقب تَجديد شَارع المُعز وَتَطويره وإعلانه مُتحفاً مَفتوحاً للآثار الإسلامية، وَقَد كَان مَبنى مُلائماً لِهَذا الغَرض؛ فَهو يَقع فِى قَلب القَاهرة التَاريخية، وَقَد استغل القَائمون عَلى المُتحف الفَضاءات وَالفَراغات الكَثيرة بِدَاخلة لِوَضع الفَاترين بِها، وَكَانت الحَاجة مُلحة لتَخصيص مُتحف كَامل للنَسيج يَضم نَماذج مُتنوعة مِن النَسيج عَبر مُختلف العُصور، وَيَتميز المُتحف بِوجود أَندر قِطع النَسيج، وَالتي تَم اختيارها بعناية مِن المَتاحف وَالمَواقع المِصرية المُختلفة مِنها مَا كَان مَحفوظا بِالمَتحف المِصري، وَمُتحف الفَن الإسلامي وَمَنطقة القَرنة في مَدينة الأقصر وَغَيرها، وصُمم هَذا المُتحف ليَكون مُؤسسة عِلمية تَوثيقية للنَسيج يَتَعرف الزائر من خِلالها عَلى عَالم النَسيج وَطُرق صِناعته وَأنواعه فِي رِحلة عَبر التَاريخ.

فِكرة مَتاحف النَسيج: بَدأت هَذه الفِكرة فِي العَالم مُنذ الرُبع الأول مِن القَرن العَشرين؛ نَظراً للأهمية الكَبيرة للمَنسوجات بِمُختلف أَنواعها وَلِما تُشكله مِن كَيان وَوَجدان الأُمم، وَمن أَقدم مَتَاحف النَسيج العَالمية مُتحف النَسيج المُلحق بِجَامعة جُورج وَاشنطن بِالولايات المُتحدة الأَمريكية، وَالذي تَأسّس فِي عَام 1925م مِن قِبل الفَنان جُورج هُيويت مَايرز؛ لتَوسيع المَعَرفة العَامة وَالتَقدير للمزَايا الفَنية وَالأهمية الثقافية لمَنسوجات العَالم؛ فَهو يَضم أَكثر مِن 20000 قِطعة مِن النَسيج التي تَعكس الثَقافات المُختلفة لِدُول الشَرق الأوسط وَآسيا وَأفريقيا وَأمريكا7.

مُحتويات مُتحف النَسيج المِصري: يَتكون المَبنى مِن طَابقين، وتمّ تَخطيط المُتحف بِطَريقة بَسيطة حَيث تَضم كُل غُرفة مُعلومات عَلى الحَوائط عَن فَترة المُنسوجات التي بِداخلها مِن حَيث استخدامها الأصلي، وَتَاريخ صُنعها، وَمَكَانها الأَصلي لَها، وََتَتوزع مُقتنيات المُتحف فِى (11) قَاعة بِتَرتيب تَاريخي؛ حَيث يَتضمن الطَابق الأول: أربعة قَاعات تَشمل أشكال المَنسوجات المُختلفة فِي العَصر الفُرعوني، وَهِي تَتَضمن مَلابس الآلهة وَمَلابس الحَياة اليَومية وَمَلابس الحَياة الأبدية فى القَاعات (1، 2، 3)، أَمّا قَاعة (4) فَتتضمن نَماذج مِن المَنسوجات فِي العَصر القِبطى.

وَيَشمل الطَابق الثَاني: سَبع قَاعات حَيث تَشمل قَاعة (5) قِطع مِن النَسيج القِبطى مَنسوجة بِطَريقة القَباطى المَشهورة بِالتَابستري(Tabstery)، وَتَتضمن القَاعات مِن رَقم (6) حَتى رَقم (11) رَِحلة تَطور النَسيج عَبر العُصور الإسلامية المُختلفة؛ فَتَعرض قَاعة (6) نَماذج النَسيج الأَموى وَالعَباسى، وَقَاعة (7) النَسيج الطُولونى وَالذى يََتميز بِرُسومات الحَيوانات المُختلفة، وَقَاعة (8) النَسيج فِي العَصرين الفَاطمى وَالأَيوبى، وَتَعرض قَاعة (9) قِطع مِن كُسوة الكَعبة الشََريفة؛ وَالتى كَانت تَحظى مِصر بِشََرف صِناعتها وإرسالها كُل عَام إلى الحَرم المَكي، وقاعة (10) تَعرض لأَنواع النَسيج فِي العَصر المُملوكى، وَقَاعة (11) فِيها نَسيج العَصر العُثمانى الذى يَتميز بِزَخارف الزُهور المُختلفة؛ وَأشهرها زَهرة اللالا وَالقُرنفل عِلاوة عَلى سَجَاجيد الصَلاة بِالإضافة لِقطع مِن المَنسوجات مِن إيران8.

رِحلة النَسيج بَين قَاعات المُتحف: بَادئ ذِي بِدء النَسيج هُو عَبارة عَن جِسم مُسطح رَقيق يَتكون إما مِن خَيط وَاحد مُتشابك بَعضه بِبعض عَلى هَيئة أَنصاف دَوُائر مُتداخلة وَمُتماسكة، أو يَتكون مِن مَجموعة مِن خُيوط طَولية يُطلق عَليها اسم (السُداة) تَتقاطع مَع خُيوط عَرضية تُعرف بـ (اللُحمة) تَقاطعاً مُنتظماً، وَيَختلف المَنسوج فِي مَظهره وَنَوعه تَبعاً لإختلاف تَقاطع الخُيوط وَتَركيبها فِيما يُعرف بإسم التَركيب النَسجي9، وَاستُخدم النَسيج فِي صِناعة أنواع مُختلفة مِثل الثِياب بِأنواعها المُختلفة وَالطَواقي وَالعَمائم وَالمُعلّقات وَالسُروج وَالكُسوات وَالرَايات وَالأَعلام وَالبُسط وَالسَتائر وَالأغطية وَالمَفروشات10، كَما كَان للنَسيج دُور مُؤثر فِي المُعاملات الإقتصادية، تَعمّقت حَيويته عَلى مَر العُصور بِتَنوع أشكال المَنسوجات والمَلابس التي أَصبحت تَعكس رُوح كُل عَصر.

المَنسوجات الفُرعونية بِدَاية الرِحلة:

كَانت صِناعة النَسيج مُزدهرة بِمصر مُنذ عَهد الفَراعنة، وَكَان المِصريون القُدماء أَول مَنْ اهتدى إلى استخدام الكِتان في عَمل المَنسوجات وَظَلت مِصر الفُرعونية حَوالي مَا يَقرب مِن 3000 عَام مُتفردة بِصناعة نَسيج الكِتان فِي العَالم، وَالذي كَان يَعتبره المِصري القَديم قُماش الآلهة، وَتَرجع أقدم قِطعة نَسيج مَوجودة فِي مِصر إلى عَصر بِداية الأسرات للقَرن الحَادي وَالثَلاثين قَبل المِيلاد، وَقَد انتشرت وُرش صِناعة النَسيج فِي أنحاء البِلاد وَعمل فِيها الرِجال وَالنساء؛ كَما كَان للكَهنة مَنَاسج أُخرى فِي المَعابد لتَنتج لهم مِن الأَقمشة مَايَلزم لِمَلابسهم وَلأزياء طُقوسهم، حَيث كَانت للمَنسوجات أَهمية كَبيرة فِي الحَياة اليَومية وَفِي الطُقوس التي تُؤدى فِي المَعابد، حَيث كَان الكَهنة يَتميزون بِزي مُعين وَهُم يُؤدونها، وَكَان المَلك يَرتدي أَغلى وَأفخم أنواع المَنسوجات، واشتهر نِظام النَسيج الفِرعوني بِنَسيج نِيسوت «Nissut المَلكي»11.

ويُعتبر القِسم الفِرعوني أكبر قِسم فِي المُتحف؛ وَيَشتمل هَذا القِسم عَلى عَدد مِن المَنسوجات الكِتانية وَالقُطنية مِن العَصر الفِرعوني، كَما يَضم عَدد مِن اللُوحات التي تُوضح مَلامح صِناعة النَسيج عِند المِصريين القُدماء مَلابسه.

كَما تُوجد عَدد مِن تَماثيل خَشبية وَالتي استُخدمت لِعَرض نَماذج مِن المَلابس التي كَان يَرتديها المِصري القَديم، مِنها تِمثال أوشَابتى يَرتدى رِداءاً بِنصف كُم وَيُحيط بِالوَسط حِزَام ذُو طَيات يَتدلى لأَسفل وَتمثال للإله أُوزير وَتِمثال لإمرأة مَلفوفة بِقطع النَسيج مِن الكِتان الخَشن السَادة تَرتدى رِداءاً بِه خُطوط سَوداء وَمَفرش مِن الحَرير لَه كِنار عَريض عَلى هَيئة فُستونات مَشغولة بِكتابات عَربية غَير مَقروءة، كَما يُوجد سِرير فُرعوني قَديم، وَعَدد مِن المَفروشات المَنزلية المُختلفة المَصنوعة مِن الكِتان، بِالإضافة إلى لَفائف مِن الكِتان عَلى تِمثال لِكَاهن وَأجزاء مِن أَكفان فِرعونية عَليها كِتابات بِاللُغة الهِيروغليفية، فَقَد كَانت للمَنسوجات أَهمية كَبيرة فِي حَياتهم ابتداءاً مِن المِيلاد إلى المَمات.

وَيُوضح هَذا القِسم كَيف بَرع المِصريون القُدماء فِي غَزل وَنَسج وَصِباغَة ألياف الكِتان بالإضافة إلى بَراعتهم فِي تَطريز مَنسوجاتهم، خُصوصاً المَلكية مِنها.

المَنسوجات اليُونانية وَالقِبطية:

اشتهر العَصر الرُوماني بِإنتاج أَنواع مُختلفة مِن المَنسوجات الرَائعة، وَقَد أَنشأ أَبَاطرة الرُومان (مَصانع الجِنسيوم) والتي كَانت تُعرف بـ(مَصانع النَسيج المَلكية) بِمَدينة الإسكندرية عَاصمة مِصر آَنذاك، وَكَانت النِساء يَقُمن بِالنَسج وَالتَطريز بِها لإنتاج مَا يَحتاج إليه البَلاط المَلكي مِن أَقمشة وَمُعلّقات وّأغطية وَوَسائد مُتنوعة.

أَمّا المَنسوجات القِبطية؛ فَقد تَميزت بِغَناء وَغَزارة عَنَاصرها الزُخرفية ذَات الألوان البرّاقة، والتي نُفذت مُعظمها بأسلوب القَباطي أو اللُحمات غَير المُمتدة وَهُو أسلوب أقرب إلى التَطريز مِنه إلى النَسيج، حَيث أَتاح هَذا الأُسلوب للتَصوير شِبه المُجسّم للبُورتريهات المَنسوجة مُشابهاً لِتلك الرُسوم الكِلاسيكية القَديمة، وَذَلك بِمُراعاة الظِل وَالمَنظور، وقد انتشرت مَصانع النَسيج فِي هَذه الفَترة فِي الفَيوم وَإخميم وَالإسكندرية12.

النَسيج فِي العَصر الإِسلامي

شَهدت صِناعة المَنسوجات فِي مِصر ازدهارًا كَبيرًا بَعد فَتح العَرب لَها (21هـ/641م)، حَيث عَمل المُسلمون عَلى تَشجيع وَتَطوير وَتَنمية صِناعة المَنسوجات، حَتى بَلغت أَوج الكَمال وَالإتقان، وَأَصبح إنتاج الأَقمشة الرَقيقة مِن أَهم مُميزات الفُنون التَطبيقية الإسلامية عَامة، وَقَد أَولت الحُكومات الإسلامية المُختلفة عِناية خَاصة بِصِنَاعة المَنسوجات، وَأَمرت بِإنشاء مَصانع النَسيج وَالتي عُرفت آنذاك بِدُور الطِراز13، وَالتي كَانت تَخضع إداريًا لِلرَقابة الحُكومية الصَارمة، وَلَفظ (الطِراز) يَعني الكِتابة عَلى النَسيج وَالوَرق14، وَهَذه الكِتابات كَانت تَقتضيها عَادة (الخُلع) التَي كَان يَتبعُها الحُكام وَالأُمراء المُسلمون فِي الخِلافة الإِسلامية فِي مُكافأة رِجال الدَولة بِالخُلع مِن المَلابس الفَاخرة، فَكَان يُطلق عَلى مَصانع النَسيج الأَهلية (طِراز العَامة) وَتَهتم بِإنتاج مَنسوجات عَامة الشَعب، وَعَلى مَصَانع النَسيج التي تَتبع الحُكام وَالأُمراء الطِراز الحُكومي، أمّا (طِراز الخَاصة) وَدَورها إنتاج مَنسوجات الخَليفة وَحَاشيته، وَكِلا الطِرازين كَانا يَتبعان الرِقابة الحُكومية المُشدّدة، وَمِن مَراكز النَسيج المُهمة فِي العَصر الإسلامي هِي الفَيوم وإهناسيا والبَهنسا والأشمونيين وأسيوط وتنيس وشطا والإسكندرية15، وَتَشتمل قَاعة العَصر الإسلامي عَلى قِطع مِن النَسيج المُختلفة ويُزخرفها بعض الكِتابات والآيات القرآنية مُنفذة بِالخُطوط المُتنوعة؛ حيث كَانت قطع النَسيج خِلال العصر الإسلامي يُنسج عَليها اسم الخَليفة بِإعتباره شَارة مِن شَارات الحُكم الثَلاثة، وَقَد تَميزت هَذه القَاعة بِوُجود تَماثيل مِن الشَمع تُوضح صُوراً مِن مَراحل إعداد النَسيج16.

وَفي عَصر الدَولة الفَاطمية اهتم الخُلفاء بِصنَاعة النَسيج اهتماماً كَبيراً، وَيَروي المَقريزي أَنّ دَار يَعقوب بِن كَلس وَزير الخَليفة العَزيز بِالله حُوّلت بَعده إلى مَصنع للنَسيج، وَصَارت تُعرف بِإسم دَار الدِيبَاج، وكَان لا يتولى وَظيفة صَاحب الطِراز إلا الأعيَان مِن أَربَاب العَمَائم وَالسيُوف17، وَقد عَمل الخَليفة المُعز لِدين الله دَاراً وَسمَاها دَار الكُسوة وَعُرفت بِخَزانة الكُسوة، وَكَان يُفصّل فِيها مِن جَميع أَنواع الثِياب وَالبزّ، وَيَكسو بِها النَاس عَلى اختلاف أصنافهم كُسوة الشِتاء وَالصَيف18.

وَكَان الدَافع وَرَاء التَنوع وَالثَراء فِي النَسيج؛ هُو تَعدد المُناسبات الإجتماعية حَتّمت عَلى الخُلفاء الظُهور بِمَظهر لاَئق وَمُنَاسب وَمُتميز عَن غَيرهم فَكان هَذا دَافعاً لإنشاء دُور طِراز خَاصة بالخُلفاء لسَببين رَئيسين؛ أَولاً لِسد احتياجات الخَليفة المُستمرة وَالكَثيرة، وَالثَاني مَنعًا للتَقليد الذي رُبما يَحدث فِيها فِيما لَو نُسجت مَلابس الخَليفة فِي مَصنع عَام يَنتج لِعَامة الناس أيضاً، كَما أن الفَاطميين اتخذوا مِن المَنسوجات وَسيلة لتَحقيق أَغَراض سِيَاسية؛ كَالإشادة بِمَركزهم الدِيني وَتَرسيخ هَذه الفِكرة فِي الأَذهان، وَلِذلك كَتبوا عِبارات خَاصة عَلى النَسيج لتَدعيم ذَلك، وَكَذلك للتَقرب مِن الشَعب المِصري، واستمالة قُلوب النَاس نَحو حُكمهم19.

وَهَكذا ظَلّت مَنسوجات مِصر مَوضع التَقدير وَمَضرب الأَمثال فِي الدِقة وَالرَوعة وَالجَمال، وَقَد اهتم بِها العَرب وَعَملوا عَلى الإستفادة مِن هَذا التُراث الفَني وَتَشجيعه حَتى ازدهرت صِنَاعة النَسيج فِي العَالم الإسلامي عَامة وَمصر خَاصة، وَبَلغت مِن الكَمال وَالإتقان، وَمِن التَقاليد الإسلامية التي كَان لَها أَكبر الأثر فِي ازدهار فَن النَسيج كُسوة الكَعبة التي يُقدسها العَرب قَبل الإسلام وَبعده، كَذلك كَان لِنظام مِنح الخَلع؛ وَهَو تَقليد عَرفه مُعظم شُعوب العَالم القَديم، فَعَرفه المِصريون القُدماء كَما عَرفه الإيرانيون، وَهُناك نَاحية لَها أهميتها وَهي حُب العَرب لِلباس واقتنائهم الفَاخر مِنه، فَكَان ذَلك عَاملاً مِن عَوامل المُنافسة فِي الإبتكار والإتقان20.

كَما يَحتوي المُتحف عَلى جُزء خَاص بِالنَسيج المُستورد مِن عَديد مِن دُول العَالم مِثل إيران (خَاصة الطِراز الإيراني الصَفوي)، وَالعِراق وَاليمن.

مَعروضات نَادرة تُؤرخ لِتُراث النَسيج وَالمَنسوُجات فِي مِصر: يَشتمل المُتحف عَلى مَجموعة مِن القِطع النَادرة الرَائعة وَمنها؛

- كُسوة الكَعبة المُشرفة: حَظيت مِصر بِشَرف صِناعة الكُسوة الشَريفة عَلى مَر العُصور، مُنذ العَصر الجَاهلي وعَلى مَر المَراحل التاريخية المُختلفة، نَتيجة لشُهرتها بِهَذه الصِناعة، وشكّلت هَذه الكُسوة رَمزاً سِياسياً وَعَسكرياً وَحَضارياً؛ فَهي رَمز مِن رُموز السِيادة عَلى العَالمين العَربي وَالإسلامي، ولذلك سَعى السلاطين خَاصة المَماليك مُنذ اللحظات الأولى لإعتلائهم سُدة الحُكم فِي مِصرللحفاظ عَلى هَذا الشَرف العَظيم، كَما نَازعوا القُوى المُختلفة فِي سَبيل هَذا الشَرف الدِيني المُغلف بِالسيِادة السِياسية وَالعَسكرية وَالحَضارية21، وَكَان لها مَقر عُرف بـ (دار كسوة الكعبة)، وَظَل مَكانها فِي مِصر مُنذ عَصر الخليفة عُمر بن الخَطاب حتى عَام 1963م بِحَي الخُرنفش22؛ وَهِي إحدى بُيوت الأٌمراء المِصريين، وَالتي جَعلها مُحمد عَلي وَرشة وَشرَع فِي عِمارتها كَما يَقول الجَبرتي فِي شَهر ذي الحِجة سنة 1233هـ، وَقد بَقيت هَذه الوَرشة إلى اليوم تِذكاراً لِنَسج القَاهرة لِكسوة الكَعبة وَزَخرفتها23.

وَكَانت الكُسوة تَخرج فِي احتفال رسمي كَان يُعرف بـ(المَحمل المِصري)؛ وَهُو عِبارة عَن مَوكب سَنوي يَخرج مِن مصر ويَحضره الخديوي ورموز الحُكم بصحبة شَيخ الأزهر ووفد مِن الأوقاف وَالطُرق الصُوفية مِع إطلاق 21 طَلقة مَدفع فِي الإستقبال والتَوديع24.

وَيُخصص المُتحف قَاعة خَاصة بـ الدور الأول رقم (9) لِكُسوة الكَعبة، وَبِها آخر كُسوة أُرسلت مِن مِصر عَام1356هـ؛ وَهِي عِبارة عَن حِزام مِن كُسوة الكَعبة المَشرّفة مُستطيل الشَكل مِن الحَرير عَليه كِتابَات مُطرزة بِخُيوط الفِضة نَصها (صُنعت هَذه الكُسوة بِأمر المُتوكل عَلى الله فَاروق الأول مَلك مِصر أُهديت إلى الكَعبة المَشّرفة فِى عَهد خَادم الحَرمين الشَريفين عَبد العَزيز آل سعُود مَلك المَملكة العَربية السُعودية)، كََما تُوجد قِطعة رَائعة مِن (سِتارة بَاب التوبة)؛ وهو الباب الداخلى للكعبة مُستطيلة الشَكل، وَعَليها زَخارف نَباتية، وَكِتابات قُرآنية مُطرزة بِخُيوط فِضية بأسلوب (السِيرما)25.

- مِصر الفِرعونية هِي المَنبع لتَصاميم المُوضة بِالغَرب؛ فَالعَصر الفِرعوني مَليء بِالإكتشافات المُبهرة التي تظهر جَمال مِصر القَديمة وسَبقها، وَمَهارة وإبداع المِصري القَديم فِي صُنع المَنسوجات المُختلفة وَدِقة تَفاصيلها وَألوانها وَطِباعتها وَالتي اقتبس مِنها الغَرب، وَمِن أمثلة ذَلك مَايَلي:

- قُفاز لِسيدة مِن الكِتان حَتى المِرفق مَفتوح الإصبع مَحفوظ في قاعة (1)؛ يَكشف هَذا القُفاز أن تِلك المُوضة مَوجودة لَدى المِصري القَديم مُنذ القِدم وَالتي عَادت مِن جَديد فِي فَترة الخَمسينيات وَالسِتينيات، وَكَانت تَرتَديها مَلكات بِريطانيا وَسَيدات المُجتمع بِإعتبارها شَيء رَاقى مُخصص لَهم، فَتُثبت هَذه القِطعة أَنّ النِساء في مِصر القَديمة كَان هَذا رِدائُها وَمِن صُنع الحضارة المِصرية وَلَيس ابتكار غَربي.

- المِصري القَديم وَالمَغاسل العُمومية laundry: عَرف المِصري القَديم فِكرة المَغاسل العُمومية لغَسل المَلابس وَالمَنسوجات المُختلفة قَبل الغَرب، وَكَان هُناك مَغاسل خَاصة بِالمُلوك وَأُخرى لِلعَامة؛ تِلك الأَماكن التي تَدل عَلى أسبقية الحَضارة المِصرية القَديمة وَفَضلِها عَلى الحَضارة الغَربية، كَما أَنّ المِصري القَديم هُو أول مَنْ استخدم مَساحيق الغَسيل والتي كَان يُصنعها مِن النَباتات وَخَلطات مِن الزُيوت الطَبيعية.

- فَيُوجد بِقَاعة (1) شَقفة مِن الفُخار كَانت بِمَثابة إيصال استلام المَلابس قَديماً؛ فَكَان المِصري القَديم يَكتب بِلُغته مَا تَمّ استلامه، أمّا العَامل بالمَغسلة الذي لا يَستطيع القِراءة يَقوم برسم المَلابس وَوَضع نِقاط لتَحديد عَدد مَا تَمّ استلامه.

- الفَراعنة أَول مَنْ كَتبوا اسم الصَانع أو الوَرشة عَلى مَلابسهم؛ وَيُعتبر المِصريون القٌدماء هم أول من سجّلوا اسم الصَانع عَلى مَلابسهم كَنوع مِن أنواع العِزة وَالفَخر للشَخص الذي يُريد أن يُوضح أنه يَرتدي مِن الصَانع هَذا أو الوَرشة؛ تِلك المُوضة التي تَقوم بِها بُيوت الأزياء العَالمية وَالمَتاجر الشَهيرة الآن.

- غِيارات الأطفال ابتكار فُرعوني؛ كَما تَميز المِصري القَديم بِاستخدام غِيارات الأطفال(الحفّاظات) المَصنوعة مِن الكِتان مُثلثة الشَكل وَبِجوارها الحَقيبة التي كَانت تَحتفظ فِيها الأُمهات بِالغِيارات.

- وَمِن أهم قِطع المُتحف مِئزر يَرجع لعَصر المَلك تُوت عَنخ آمون؛ وَهِى قِطعة مِن الكِتان طُولها 90سم، وَعَرضها 100سم وُجدت بِمَقبرة تُوت عَنخ آَمون فِى وَادى المُلوك بِالأقصر.

- الآلآت وَالأدوات التي كَانت تُستخدم فِي عَمليتي الغَزل وَالنَسيج؛ يَعرض المُتحف عَددا مِن الأَدوات الصِناعية الأَثرية التِي كَانت مُستخدمة فِي عَمليتي الغَزل وَالنَسج مِنها؛ الإبر، المَكوكات، المَغازل، الكُستبانات، البَكر، أمشاط النَسج، وَهَذه الأدوات مَصنوعة مِن مَواد مُختلفة مِثل الخَشب، المَعدن، الفُخار، كَما تُوجد قَوالب خَشبية للطِباعة عَلى النَسيج.

المُتحف وَوَسائل العَرض الحَديثة: يَتميز المُتحف بِاستخدامه العَديد مِن وَسائل العَرض الحَديثة وَقَد استعان بأسلوب الجَرافيك؛ وَهُو عِبارة عَن صُور مُوضحة لكل عَصر مَع شَرح لِها، وَمِن أشهر طُرق العَرض بِالمُتحف أسلوب الدِيوراما26؛ وَهِى عِبارة عَن تَماثيل مِن الشَمع تُوضح كَيفية صُنع النَسيج وَشَكل النُول وَالمَغزل، كَما يُوجد نَماذج كَاملة لِوُرش صِناعة النَسيج وَطُرق الصِناعة وَالأَدوات المُستخدمة والتي تَرجع للعُصور التَاريخية المُختلفة.

المُتحف أنموذجاً في الحِفاظ عِلى الهِوية وِالمِوروث وَدَليلاً عَلى تَرابط المِصريين فِي نَسيج وَاحد وَلُحمة وَاحدة: يُقدم لَنا المُتحف نَموذجاً للحِفاظ عَلى النُراث الحَضاري وَالمَوروث الثَقافي لِلحَضارة الإسلامية مِن خِلال قِطع النَسيج التي تَحكي لَنا التَاريخ مِن خِلال الكِتابات وَالزَخارف المَوجودة عَليها والتي أصبحت جُزء لا يَتجزأ منه، كَما يَعكس المُتحف نَظرية مُهمة وَهِي التَأثير وَالتَأثر وَأَنّ الفُنون قَائمة عَلى بَعضها البَعض؛ فنجد أن بعض الوحدات الزُخرفية المَوجودة فِى النَسيج المِصرى كَزَهرة اللُوتس مَثلاً ظَهرت مُنذ الدَولة الفِرعونية حَتى أَسرة مُحمد عَلي بَاشا، وَمُروراً بِالعَصر اليُونانى وَالرُومانى وَالقِبطى وَالإسلامى، وَهُو مَا يُؤكد استمرارية الحضِارة المِصرية، وَيُثبت أَنّ الحّضارة المِصرية مُنذ نَشأتها وَحَتى الآن نَسيج وَاحد.

الرّحَالة وَالمُستشرقون وَإعجابهم بَالمَنسوجات الشَرقية: كَانت المُنسوجات الشَرقية بِأنواعها المُختلفة مَحط إعجاب المُستشرقين مِن مُؤرخي الحَضارة الإسلامية وَالرّحالة، فَألفوا كُتباً مُتخصصة عَن المَلابس وَالمَنسوجات العَربية وَمن أمثلتها؛ كِتاب (المُعجم المُفصّل بأسماء المَلابس العَربية) للمُستشرق الهُولندي رِينهات دُوزي، وَقَد نَشره سَنة 1843م، كَما نَشر الأستاذ النِمساوي ماير كِتاباً بِعنوان (المَلابس المَملوكية) سنة 1952م، وَنَشر الأستاذ (سِيرجينت) مَقالات مُتعددة عِنونها (مَواد لدراسة المَنسوجات الإسلامية في العُصور الوُسطى).

كَما أُعجب الرَحالة بِالمَنسوجات الإِسلامية وَكَتبوا في مُذكراتهم عَن أنواعها وَطُرق صِناعتها؛ فَمَثلاً الرّحَالة الفَارسي نَاصر خِسرو وَالذي زَار القَاهرة فِي العَصر الفَاطمي تَحدّث عَن أنواع الأَقمشة التي شَاهدها وَأشَار إلى نَسيج القَصب المُلون الذي تُصنع مِنه العَمائم وَالطَواقي وَمَلابس النِساء، وَذَكر أنه لايُنسج في أي مَكان آخر قَصب يُوازيه فِي الجَودة وَالجَمال، كَما أُعجب نَاصر خِسرو كُل الإعجاب بِمَهارة النَساجين الذين كَانوا يَشتغلون فِي المَصانع السُلطانية، وَكَتب أن تَنيس كَان يُنسج فِيها دُون غَيرها مِن بِلاد العَالم قُماش البُوقلمون الذي يَتغير لَونه بِإختلاف سَاعات النَهار، وَيُصدره المِصريون إلى بِلاد الشَرق وَالغَرب27.

وانتشرت أسواق بَيع المَنسوجات بِأنواعها المُختلفة والسجاد في أحياء مَدينة القَاهرة كَسُوق الغُورية؛ والتي كَانت مَحط إعجاب العَديد مِن المُستشرقين وَالرّحالة وَقَد رَسموا كُل مَايَدور فِي هَذه الأسواق وَبَقيت لَوُحاتهم وَتَصاويرهم الرَائعة شَاهداً عَلى عَظمة الحَضارة العَربية فِي بِلاد الشَرق بِصفة عَامة، وَمِصر بِصفة خَاصة وَمَدى شُهرتها العَالمية فِي صِناعة المَنسوجات بِأشكالها المُختلفة، وَكَان بَائع السِجاد مِن الشَخصيات التى حَظيت بِإهتمام الرَسامين المُستشرقين، وَمِن أشهر المُستشرقين الذين رَسموا تِلك اللُوحات الرَسام الإيطالي فَابيو فَابى، وَالفَنان البِريطانى شَارلز رُوبرتسن وَالفَنان جان ليون جِيروم وَغَيرهم28.

وَخُلاصة القَول، فإن للنسيج أهمية خاصة عبر العصور التاريخية وبفضله وصلت الدولة العربية الاسلامية الي أوج عظمتها29 وتَمتلئ مَتاحف أوربا وأمريكا بِقطع كَثيرة مِن المَنسوجات العَربية عَبر العُصور التَاريخية وَتَقف شَاهداً عَلى عَالمية الحَضارة العَربية، وَيُمثل مُتحف النَسيج بالقَاهرة مُؤسسة ثَقافية عِلمية وَتَعليمية وَتَرفيهية، وَتُعقد بالمُتحف نَدوات ومحاضرات، وَشَرح وَتعريف بِشَكل دَائم لزُوار المتحف، كَما يُقدم أنشطة في مُختلف المُناسبات سَواء الدِينية أو الإجتماعية، كَما تُعقد بِه النَدوات التُراثية وَمُساعدة أَصحاب المِهن التُراثية.

الهوامش

1. ذكره رياض العلوي، جريدة الأنباء 16 سبتمبر. مدرس بكلية الآثار الإسلامية– كلية الآثار– جمهورية مصر العربية maa25@fayoum.edu.eg

2. مجلس الوزراء المصري، دليل الآثار الإسلامية بمدينة القاهرة، الإصدار الأول، القاهرة، 2000م، ص273.

3. محمد حسام الدين اسماعيل، وَجه مَدينة القَاهرة مِن وِلاية مُحمد علي حَتى نِهاية حُكم اسماعيل(1805-1879م)، الهَيئة المَصرية العَامة للكتاب، القَاهرة، 2014م، ص147.

4. عَلي بَاشا مُبارك، الخِطط التَوفيقية لِمصر القَاهرة ومدنها وبلادها القديمة، ج2، ط2، مطبعة دار الكتب، القاهرة، 1970م، ص89.

5. للمزيد عن السبيل انظر، عاصم محمد رزق، أطلس العمارة الإسلامية والقبطية بالقاهرة، ج5، مكتبة مدبولي، ط1، القاهرة، 2000م، ص240.

6. الباروك Baroque لغةً تعني اللؤلؤه ذات الشكل الغريب غير المألوف، ثم تغير مدلولها فأصبحت تُطلق خلال ق11هـ/17م على الطراز الفني الجديد الذي ظهر في أوربا، لأنه شذّ في عناصره الزخرفية عما كان مألوفًا في فنون عصر النهضة الأوربية ولأن عناصره قد ظهرت في صوره تبدو مشوهة إذا ما قيست بالعناصر الزخرفية الكلاسيكية، ولعل أبرز ما يُميز هذا الطراز استخدام الخطوط المنحنية والحلزونية وما يتصدره من سطوح مائلة وأقواس متقابلة، وقد أقبل الإيطاليون على استعمال هذا الفن خلال ق17م ، ثم انتشر هذا الأسلوب إلى جميع أنحاء أوروبا ومنها تسرب إلى تركيا العثمانية، أما الروكوكو Rococo فهو مشتق من كلمة Rock التي معناها الحجر وهي تطلق أيضًا عن النقوش المحفورة على الحجر وهو مثل فن الباروك يمتاز في زخارفه بكراهيته لاستعمال الخطوط المستقيمة وحبه للخطوط المنحنية الحلزونية، إلا أنه يمتاز عن فن الباروك باتجاهه نحو الرقه والرشاقة، ففن الركوكو استمد روحه من فن الباروك وانتقل إلى تركيا وعاش العثمانيين خلال من12-13هـ/18-19م في جو الفن الأوربي وانعكس هذان الطرازان الفنيان في ما أنتجته أيديهم من عمائر دينية ومدنية. محمد عبدالعزيز مرزوق، الفنون الزخرفية الإسلامية في العصر العثماني، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1987م، ص55 - 59.

7. جَمال الغِيطاني، تَجَليات مِصرية: جَولات فِي القَاهرة القَديمة - قَصائد الحَجر، دَار نَهضة مصر للنشر، ص106-107.

8. https://museum.gwu.edu/textile-museum

9. مَقال بعنوان (مدير متحف النسيج في حوار للوفد: المنسوجات تحكي تقدم الفراعنة على الغرب)، جَريدة الوَفد المِصرية، الإثنين, 12 نوفمبر 2018م.

10. سعاد محمد ماهر، الفنون الإسلامية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1986م، ص63.

11. حسن الباشا، موسوعة العمارة والفنون والآثار الإسلامية، المجلد الثاني، أوراق شرقية، ط1، القاهرة، 1999م، ص139.

12. عاصم محمد رزق، الفنون العربية الإسلامية في مصر، مكتبة مدبولي، ط1، القاهرة، 2006م، ص251 - 252.

13. للمَزيد عَن نَسيج القَباطي انظر، مُحمد عَبد العَزيز مَرزوق، الزَخرفة المَنسوجة فِى الأَقمشة الفَاطمية، مَطبعة دَار الكُتب المِصرية, القَاهرة، 1942م.

14. يُذكر أن أول خَليفة مُسلم اتخذ دَاراً للطِراز هُو الخَليفة الأموي هِشام بن عَبد المَلك(105 -125هـ/723 - 742م)؛ الذي عُرف بِوَلعه بِالثِياب وَقِيل أَنّ مَا بِحَوزته مِن القُمصان فَقط بَلغ اثني عَشر ألف قَميص وَشاعت فِي أيامه أنسجة عَديدة، وإليه نُسب الخَز الأخضر الهَشامي. للمَزيد، الرَشيد بن الزبير، كِتاب الذَخائر وَالتُحف، تَحقيق مُحمد حَميد الله، قَدم لَه وَرَاجعه صَلاح الدين المُنجد، الكُويت، 1959م، ص211.

15. الطِراز لَفظة مُعرّبة عَن كَلمة تِرازيدن الفَارسية وَمَعنَاها يُطرز أو يُوشي، وَقَد استخدمت لَفظة الطِراز أولاً لتَدُل عَلى العِبارة الرَسمية التي كَانت تُنقش عَلى النَسيج أو العُملة أو غَير ذَلك مِن الأشياء ذَات الطَابع الرَسمي. للمَزيد انظر، حَسن البَاشا، موسوعة العمارة والفنون، المجلد الثاني، ص136.

16. خَالد عَزب، مُتحف النَسيج تَاريخ صِناعة عَريقة، مَقال مَنشور فِي مَجلة ذَاكرة مِصر المُعاصرة، مَكتبة الأسكندرية- يُوليو2011م.

17. ذكي محمد حسن، الفَن الإسلامي في مِصر مِن الفَتح العَربي إلى نِهاية العَصر الفَاطمي، الهَيئة المِصرية العَامة للكتاب، 1994م، ص83-84.

18. ذكي محمد حسن، المنسوجات الإسلامية المصرية، مجلة الرسالة، العدد 102، تاريخ 17 يونيو سنة 1935م.

19. المقريزي تقي الدين أحمد بن علي (ت845هـ)، المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار، تحقيق أيمن فؤاد سيد، مؤسسة الفرقان، المجلد الثاني، لندن، 1995م، ص359-360.

20. علياء بنت يحيى بن علي الجبيلي، تطور صناعة النسيج الفاطمي في مصر (358هـ- 567هـ/ 969م - 1171م)، مجلة الخليج للتاريخ والآثار، جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، السعودية, ع8، 2013م، ص 192 - 193 (189 - 224)

21. سعاد محمد ماهر، النسيج الإسلامي، الجهاز المركزي للكتب الجامعية والمدرسية والوسائل التعليمية، القاهرة، 1977م، ص9.

22. خليل الأحمد الحسيني، كسوة الكعبة في العصر المملوكي، مجلة جامعة البعث، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، المجلد38، العدد21، 2016م، ص129 - 154.

23. حَي الخُرنفش؛ هُو حَي عَريق يَقع عِند التقاء شَارع بين السورين وميدان باب الشعرية، وما زالت هذه الدار قائمة حتى الآن وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة داخلها، واستمر العمل في دار الخرنفش حتى عام1962م، إذ توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة لما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها بعد أن وقعت الخلافات السياسية بين الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل والتي أدت إلى توقف مصر عن صنع الكسوة، وتولت المملكة العربية السعودية صنع الكسوة منذ هذا التاريخ إلى اليوم.

24. عبد الرحمن فهمي، النسيج، كتاب القاهرة تاريخها فنونها آثارها، مؤسسة الأهرام بالقاهرة، ص397.

25. للمزيد عن المحمل المصري انظر، يوسف جاغلاز، صالح كولن، المحمل الشريف ورحلته إلى الحرمين الشريفين، ترجمة حازم سعيد منتصر، أحمد كمال، دار النيل، القاهرة، ط1، 2015م.

26. كلمة سيرما sirma هي كلمة تركية تعني الخُيوط الفضية والذهبية أو الخيوط المُموه بالذهب، وتعني الكلمة أيضاً (أن يلف)، والصرمة نوع من أنواع التطريز البارز حيث يُطلق عليه التَطريز المُجسّم أو الحشو البارز أو المُسطح، وعُرف هذا الأسلوب منذ عهد الفراعنة والأقباط، ولقد كَثر التطريز بهذا الأسلوب في مصر في العهدين العثماني والأسرة العلوية. للمزيد، عصام عادل الفرماوي، النَسيج فى عصر أسرة محمد على، رسالة ماجستير، كلية الآثار، جامعة القاهرة 2002م، ص293.

27. ترجع بداية فكرة الديوراما إلى فرنسا عام1822م، اخترع الديوراما لويس داجير، وتشارلز ماري بوتون، وهي وسيلة حديثة في العرض؛ حيث يُعرض فيها مجسم للحدث المراد عَرضه، وقد تكون مجسمة في وسط الحجرة داخل قاعة العرض وتزود بإضاءة خاصة تعكس جمال وثراء هذا الحدث المعروض.

- https://en.wikipedia.org/wiki/Diorama

28. ذكي محمد حسن، كنوز الفاطميين، دار الرائد العربي، بيروت، 1981م، ص115 - 116.

29. للمزيد انظر، ثروت عكاشة، مصر في عيون الغرباء من الرحالة والفنانين والأدباء(القرن التاسع عشر)، المجلد الثاني، دار الشروق، ط2، القاهرة، 2003م.

30. أكدّ ابن خلدون حَقيقة أن الأمة كلما ازدهرت وتقدمت رقت صناعتها وحسنت لوجود الترف وحسنت لوجود الترف والثروة، فهما العمودان الأساسيان لقيامها وتنوع فروعها، فالدقة والتفنن لايطلبها عامة الناس، وإنما يَبحث عنها رجال الدولة لما تتطلبة من أموال ينبغي بذلها وصُناع مَهرة ومواد أولية غالية الثمن، وهذا فعلاً مَاحَدث حين وَصلت الدولة العربية الاسلامية الي أوج عَظمتها فالتفت بناتها الي الجانب الجمالي في جميع نواحي الحياة من فن وعمارة ومأكل وملبس. للمزيد، ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، تاريخ، بيروت، م1، ج3، ص714 - 718.

الصور

- الصور من الكاتب.

1.2. https://www.marefa.org/images/images/a/ad/Вертикальный_ткацкий_станок_Египет.jpg

3. سِجل مُتحف: 136

4. سجل متحف: 381

5.6. https://www.addiyar.com/article/1388636

7. http://www.orientalism-in-art.org/home-4-12-1-0.html

أعداد المجلة